كاتب الموضوع :
احلى وردة
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
الفصل الثامن:
الفصل الثامن:
استيقظت جلنار باكرا على غير عادتها..قبل طلوع الشمس..ارتدت ملابسها وخرجت..لتتنزه قليلا على قدميها.. ولتتمتع برؤية الشمس وهي تتسلق السماء..تمشي بهدوء بخطوات غير مسموعة..كل شيء ساكن..عدا حفيف الشجر وزقزقة لعصافير...تنظر إلى هذه القصور الرائعة..إلى حدائقها المنسقة..تفوهت بداخلها.. ما نفع كل هذا والإنسان حزين...؟؟, ما نفع كل هذا والغرور بداخل الإنسان يزيد بسبب غناه وماله..., ما نفع كل هذا الجمال والإنسان لا يستحقه...لأنه لا يشكر خالقه.., ما نفع كل هذا والإنسان بكل يوم يتجبر..يتكبر..يظلم..يعصي..ويكفر.. من جهتي أنا يا إنسان..أنت لا تستحق أي شيء.. أكملت طريقها بنفس الهدوء..هي تخطو والشمس تصعد السماء ببطء..انتهت من نزهتها... وعادت لتقود سيارتها ولتذهب نحو مكان غير محدد.......
وصلت مكتبها..بحذر شديد..حذرة من كل شيء حولها..متيقظة لآصغر الاشياء الي تحدث امامها..جلست خلف مكتبها عليها بعض الاعمال التي يجب انجازها..وضعتها جانبا..محدقة بالفراغ...وكلمات تلك رسالتين..تدوران بذهنها ..كقرع الاجراس..تحاول تفسير ذاك التحذير..ولا تعلم هو لصالحها ام لضدها..وأوقفها عن التفكير والتفسير..
وصول رسالة أخرى...قرأتها وكانت...
كوني حذرة يا جلنار
أثناء خروجك من عملك..
إن لم تكوني حذرة ومتيقظة
اعلمي أنها ستكون نهايتك...
حافظي على روحك حتى تكملي انتقامك..
قبل ان تقتلي كما قتلت والدتك..
وداعا.....
تساءلت جلنار هذا التحذير الثاني لي...ما هدفه من كل هذا....؟, ماذا يريد مقابل هذه التحذيرات...؟؟., لان الإنسان لا يعطي شيئا دون مقابل,كل هذا غريب..الرسائل غريبة..وتحذيرات تحمل معاني كثيرة..هل هذه مؤامرة ومحاولة لجعلي تائهة..وتضليلي..وإبعادي عن هدفي...لا...لن يحصل هذا..سأجاريكم..بكل هذا..لكن سأكون متيقظة دائما لهذه اللعبة المثيرة... وبعد لحظات قليلة..سمعت طرقا على الباب..فأذنت له بالدخول..كان العامل..قدم لها فنجان قهوة مع كأس ماء..جلنار: لم أطلب منك احضار فنجان قهوة....العامل: سيدتي..لكنك كل يوم تطلبي فنجان قهوة.. تذكرت ذاك التحذير..وحاولت ان تمثل كما هو يطلب منها دورها..أمسكت فنجان القهوة..وبدأت ترتشف منه..رحل ذاك العامل..وأسرعت الى الحمام..لتفرغ ما تذوقته حالا...خرجت منه..جلست على مقعدها..أمسكت فنجانها..وسكبته على النبته المزينة النافذة..بعد لحظات بدأت النبته تذبل وتذبل حتى فقدت نضارتها وجمالها..واصبح رمادا مقتولا..
تفوهت جلنار...تحذيره صحيح..ودليل هذه النبتة المقتولة...لكن من انت يا هذا...؟ تحذيراتك بمكانها..كأنك تعرف كل شيء يدور حولي.. كم اتمنى معرفتك....سيجمعنا القدر يوما....
بعد مدة ليست محددة ..التقطت جلنار مفاتيحها..خارجه من مكتبها بحذر شديد...خرجت من شركة وقادت سيارتها نحو الشارع العام المكتظ بالمارة والسيارات..تسير ببطء..وتنظر لهذا وذاك وتفكر كيف البشر يدورون كما تدور عقارب الساعة...هذا يتحرك..ذاك يسرع..والاخر يبطء ..هذا يتحدث وذاك يصمت.. هذا يصرخ وذاك يعمل..والآخرون يتنزهون ..بعد مدة ليست طويلة ,الاكتظاظ انتهى وحل مكانه هدوء..استيقظت جلنار من شرودها..على صوت اطلاق النار..المصوب الى سيارتها ..أوقفت جلنار السيارة..
جلست بسرعة على المقعد الاخر...وفتحت الباب بجرئة ..وخرجت..تركض بسرعة فائقة..والرصاصات النارية تتطاير فوقها..من جانبيها ..وهي كنمرة شرسة هاربة لتبقى حية...وقفت الطلقات النارية لآنها لم تصيبها وقفت جلنار لتلتقط أنفاسها المتقطعة...رفعت رأسها لتجد من أطلقوا النار عليها أمامها...خطت الى الوراء بسرعة..للهروب...
نطقوا: لن تهربي..منا...ستقتلين يا جلنار..., جلنار بغضب: لا...سيكون هذا حلمكم... وبعدها هربت منهم مرة أخرى..
تركض بين الممرات..بحثا عن ابواب أخرى تبعدها عن هذا الكابوس المريع..تخرج من ممر الى أخر..الى مكان أخر وأخر كأنها بمتاهة... بوسط هذا...هناك أصوات ضاحكة..بصوت عالي...حتى تربك جلنار أكثر..بوسط هذه المتاهة الصعبة..هناك يد حديدية أمسكت جلنار..وخبأتها داخل مكان..وأغلقت الباب.. جلنار بقلق: اتركني ..دعني بشأني..أريد الهروب.. بصوت حديدي ببرودة الجليد تكلم..: أصمتي ...لا تتفوهي بأي كلمة..انا جئت لمساعدتك.. جلنار بشك: كيف..وما دليلك على هذا...رد بصوته الجليدي: دليلي انني سأخرجك حية من هنا..فقط اصمتي ولا تسألي.. بذاك الصمت المطبق..سمعا صوت أقدام وأصوات مرتفعة..انصتا معا..وكان احدهم يتكلم: اين ذهبت..؟
لم نجدها...شددنا الحراسه على كل المخارج...بحثنا بكل الاماكن..بحثنا بهذه المدينة القديمة اللعينة..انها متاهة غريبة.. لا أدري كيف كانوا يستخدمونها لتضليل الاعداء..حتى فقدوا عقولهم...وخرجوا مهزومين.. وبعدها انضم اليهم اشخاص .. أخرين. تفوهوا..: بحثنا بكل مكان بهذه المتاهة الحجرية..ولم نجدها..فتشنا كل زاوية من زواياها ولم نجدها.. تفوه ذاك الشخص من جديد: أظنها استطاعت الهروب كما كل مرة...لكن اما نحن يا جلنار واما انتي.. أجمع كل مساعدينا جميعا..سنخرج من هنا حالا..بسرعة هيا..خرجوا جميعا وأصوات أقدامهم معلنة رحيلهم...بعد ان حبست جلنار أنفاسها..أصبحت تتنفس بعمق..جلنار بامتنان: شكرا فقد أنقذت حياتي...لا أعلم كيف أقوم بشكرك.., تحدث بصوته الجليدي: لا شكر على واجب..بالمرة الاخرى كوني حذرة..فقد أكون غير موجود..
جلنار: من انت..؟, تحدث: لا يهم..المهم الان..أخرجي..من هنا وسأكون ورائك..لكن لا تحاولي النظر الى خلفك.. لا تحاولي معرفة من أنا..ستكون الايام كفيلة بتعريفك من أنا..هيا الان أخرجي بطريق مستقيم..ستجدين سيارتك تقف بانتظارك..أخرجي من هنا حالا..واذهبي الى القصر...انصاعت جلنار لطلبه..وسارت كما يريد..لكن بداخلها تريد النظر الى ورائها لتعرف من هذا الشخص..خرجت بسلام..ركبت سيارتها وانطلقت مبتعدة عن هذه المتاهة..عن هذا الكابوس المريع..عن كل شيء...تريد الراحة والنسيان الذي اصبح صعب المنال...
يتبع..
|