كاتب الموضوع :
احلى وردة
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
الفصل السادس:
الجزء السادس:
استلقت جلنار على فراشها...حتى تبتعد عن كل شيء..تريد النوم..حتى تنسى ما مضى وحتى نسيان نفسها...ربما هي محاولة هروب من جلنار..لكن تريد الابتعاد عن كل شيء...لكن أبى النوم أن يجعلها تنام... أراد جعلها مستيقظة ...حتى يقتلها أكثر وأكثر...وبعد وقت شبه طويل نامت جلنار.. فقط صوت أنفاسها تسمع بالغرفة وهي مستغرقة بنومها...
استيقظت صباحا منزعجة..من أحلامها سوداويه ...اغتسلت..وارتدت ثيابها...خرجت من غرفتها هابطة السلالم ببطء..وجدت زوجة أبيها تنتظرها بابتسامة ماكرة.., ألقت جلنار عليها تحية الصباح ..وخطت خطوة واحدة ..إلى أن استوقفتها..., زوجة أبيها: إلى أين...؟؟, جلنار: هذا ليس من شأنك, زوجة أبيها: هذا من شأني..ولن تخرجي اليوم..
اذهبي واخلعي ملابسك..لتعملي على تنظيف القصر... , جلنار بسخرية: نعم...تتحدثين معي..نظرت جلنار حولها.. ولم تجد أحدا..زوجة أبيها: نعم أتحدث معك أنت.., جلنار بسخرية أكثر ..أمسكتها من كتفها بابتسامة ساخرة: يا أماه هذا عملك أنتي انظري إلى ماضيك وتذكريه جيدا...ستعلمين من أنت....ضحكت بأعلى صوتها...وخرجت من القصر...تركت زوجة أبيها تتوعد ..وتهدد ...لكن هل سينفع تهديدها مع فتاة مثل جلنار...اعتقد ...لا....
بعد خروج جلنار من القصر...توجهت زوجة أبيها مباشرة إلى الهاتف..طلبت رقم صديقتها..بعد التحية... زوجة أبيها: لم ينفع مع جلنار محاولة جعلها خادمة كما قمتي بنصحي...لم استطيع..لأنها قوية..لا يوقفها شيء ولا يهزها بداخلها أي كلمة أو أي موقف..صديقتها: بلى يوجد شيء سيهزها بأعماقها..قلت لي أنها لا تريكم وجهها..هذا
يدل على إنها قبيحة..وأكملت تخطيطها الخبيث بصوت منخفض جدا...أنهت المكالمة..وعلى وجه زوجة أبيها....ابتسامه كريهة تحمل معاني عدة....
وصلت الشركة بسرعة قياسية..وبنفس الموعد المحدد بكل يوم..دخلت إلى مكتبها ..وتذكرت أنها لم ترى والدها فذهبت لتراه...جلنار: صباحك سعادة..,والدها: صباحك فرح وسرور.., ما أخبارك يا ابنتي...؟؟, جلنار: جيدة..وأنت يا والدي ما هي أخبار صحتك..؟؟, والدها بتنهيده طويلة: لا أخفيك يا ابنتي..أنني اشعر بالتعب ببعض الأحيان..وأحيانا يتكرر علي...جلنار بخوف وقلق: وهل ذهبت إلى الطبيب...؟؟, والدها بالنفي: لا..لم اذهب...جلنار بحنان : لماذا يا والدي ...؟..ترهق نفسك دائما من اجل أن نعيش بحياة كريمة ومرفهة..ولكن..أنت يا والدي لا تأبه بالاهتمام بنفسك.., والدها: لا تقلقي..سأذهب إلى الطبيب قريبا..,جلنار: لا ..اليوم ستذهب..أتظن يا والدي أن لا احد يهتم بأمرك...؟, والدها: ربما..., جلنار: لا يا والدي..لا تفكر هكذا..أنسيت أن لديك جلنار تخاف عليك دائما.. والدها بابتسامة: لا ..لن أنسى ابنتي الحبيبة...قطع عليهما كلامهما..وصول فاكس..كان الفاكس بجانب جلنار...التقطت الورقة وكانت
رسالة تهديد واضحة.....بعنوان...كبير....وهو..
سـ تـ قـ تـ لـ يـ نـ كـ مـ ا قـ تـ لـ تـ و ا لـ د تـ ك...
لا تحاولي البحث عن مصدر الرسالة..
لأنك تعلمين من نحن..
تحياتنا القلبية بأن تبقي على قيد الحياة دون أن تقتلي كما قتلت والدتك...وداعا..
أرادت تمزيق الورقة..لكن تذكرت تخطيطها جيدا..انتبهت إلى والدها يسألها عن مضمون الفاكس..., جلنار: انه فاكس لي..طلبت من مصمم أزياء..أن يصمم لي فستان بمقاسي..وقام بالرد علي انه أصبح جاهز..وسيصل قريبا جدا كما وصل سابقا..لم ينتبه والدها لمعنى العبارة الأخيرة.. والدها: جيد جدا..وان أردتي المال..اطلبي كما تشائين...
جلنار: شكرا يا والدي..أريد الخروج الآن لأكمل أعمالي في مكتبي..وداعا...خرجت وأقفلت الباب خلفها بهدوء...
دخلت مكتبها وبداخلها عاصفة من الغضب المتأجج ,أعادت قرأه التهديد من جديد..وتحدثت.. سنرى من سيقتل من سنرى..والأيام شاهده..سيقتلونني كما قتلوا والدتي سابقا...لكن بربي..الذي خلق السماوات السبع..سأنتقم..وسأجعلكم جميعا تسقطون بالهاوية..يظنون اللعب معي سهل..إذن العبوا كما تشاءون... تذكرت أن عليها الذهاب لرؤية وردة تلك الفتاة التي عانت من ظلم القدر وغدر الزمان بها, التقطت حقيبتها ومفاتيح سيارتها...وخرجت من الشركة متوجهة نحو بيت وردة ....
بطريقها نحو البيت , تذكرت بأنهم حتما يحتاجون لطعام وللمواد الغذائية..أوقفت سيارتها أمام..مركز تجاري للاطعة والمواد الغذائية..وبقيت فترة لا بأس بها..وخرجت منه محملة بالأكياس الكثيرة..وبالصناديق العديدة..وصلت إلى هناك وهي راضية عن ذاتها.. خرجت من سيارتها..فطرقت ذاك الباب الحديدي الصدأ..ففتح لها الباب طفل صغير..
لم يتجاوز الخامسة من عمره..جلنار: مرحبا يا صغيري.., الطفل محدقا بها: أهلا..,
جلنار: أريد رؤية وردة..فدخل الطفل مسرعا إلى داخل ينادي على وردة..أتت وردة ..فدهشت عند رؤية جلنار..وردة بتعجب: جلنار.., جلنار: نعم..أتسمحي لي بالدخول.., وردة: تفضلي أهلا بك..,جلنار: قبل أن ادخل تعالي معي الى سيارتي, وردة :حسنا.. خرجت معها.., جلنار أمسكت بالأكياس وقالت: هذه هدية بسيطة مني.., وردة: هذا كثير..ألا يكفي المال الذي قمتي بإعطائي إياه.., جلنار: لا.. قمن بإدخال جميع الأكياس وصناديق, جلست جلنار على سجادة مهترئه وقديمة, لم تبالي بهذا.. أخذت تنظر إلى هذا البيت القديم المشقق..الكئيب..المتداعي السقف القابل لسقوط بأي وقت..وتتساءل بداخلها..
كيف يعيشون بهذا البيت القابل لسقوط والانهيار...فجلست وردة بجانبها..وردة: لا اعلم كيف أقوم بشكرك.., جلنار: لا تشكريني..هذا واجبي..المهم..كيف هي والدتك.., وردة: أنها جيدة مع اخذ الدواء بانتظام, جلنار: جيد جدا..أين أخويك الصغار...؟ بمجرد نطقها بذلك ظهر الطفل الذي فتح لها الباب ومعه طفل أخر بالتاسعة من عمره..
القوا تحية عليها..جلست معهم تحادثهم براحة..وبعدها نهضت جلنار: أريد الرحيل..وسآتي إليكم بوقت آخر.. اهتمي بنفسك وبوالدتك وبأخويك..ودعتهم جميعا..وانطلقت بسيارتها..تفكر بهم وببساطتهم..وبهذا القدر الغريب الذي وضع بطريقها هذه العائلة البسيطة....
أحيانا..تمشي الحياة كما تريد...ويكتب القدر ما يريد..بهذه الكلمات كانت جلنار ..تفكر..وهي تقود سيارتها متجه بلا هدف..تائهة هي نعم..تشعر بالغربة ..نعم..,كل شيء..يصرخ بها ارحلي..وهي تصرخ ليس الآن..ليس الآن.. لم انهي حساباتي بعد..لم انهي انتقامي..وحين انتهي سأرحل بلا عودة..لأني أتيت إلى هنا مجرد زائرة وسأبقى...
يا زمني لم أعاتبك يوما..يا قدري لم أعارضك ولو للحظة..يا حياتي..لم اشتكي منك سوى مرة واحدة..وهي لماذا بقيت فيك حية ورحلت والدتي..لماذا لم ارحل معها..الى ذاك العالم الذي يختلف عن عالمنا..كم أتوق لرؤية والدتي لمرة واحدة لكن هذا مستحيل ...ولن يتحقق..هذه هي الحياة..ضحكت جلنار ضحكة لا روح بها ..ولن تتغير....
يتبع.........
|