يـــــــــــــــــــــــتـــــــــــــــــــبع
بعد مدة قضتها مع صغيرها, استبدلت ثيابها وخرجت مع طفلها الصغير تبحث عن أمير,
وجدته في مكتبه يقرأ بعض الأوراق, وضع القلم على الأوراق ونهض مرحبا بهما مبتسما, تنظر جلنار الى مكتبه الفخم والأنيق بإعجاب بذوقه الراقي, أمير تبسم: هل نمتي جيدا؟, جلنار تبسمت: نعم أنا والصغير, أمير بتساؤل: إذن هذا هو سر ابتسامته, ضحكة جلنار وقالت: نعم, انظر ما أجمله ملامحه تشبهك كثيرا, أمير بغرور: جميل لأنه طفلي وصغيري وأنا والده, جلنار: هل هو طفلك؟, صمت أمير لدقائق وأجاب عليها, أمير: نعم,
جلنار بتساؤل: لماذا لم تخبرني به؟, وهل والدي علم به؟, أمير بهدوء: نعم كان يعلم, ولم أخبرك أردتك ان ترتاحي قليلا وبعها سأخبرك, جلنار: أين والدته؟ , هل هي على قيد الحياة,أمير بأسف: لا, لقد توفت اثر تعرضنا لحادث لم نصب بأذى لكن كانت زوجتي بشهورها الاخيره على وشك الولادة بأي وقت, وتعرضت الى نزيف حاد ونقلت الى المشفى, وتم توليدها لكن عاش طفلي وهي توفت بسبب النزيف وفقدها كثير من الدماء وصحتها قبل أن تحمل كانت سيئة جدا , وبقيت بعد وفاتها أهتم بطفلي صغير حاولا ان أشعره بالحنان على قدر استطاعتي, حل الصمت عليها لدقائق وقطع الصمت الطفل الصغير بضحكته حين قام بمسك علبه الأقلام المميزة بيديه صغيرتين, جلنار بابتسامة: انه طفل شقي جدا أمير موافقا: أوافقك الرأي فأكمل هل إن قلت لك قبل أن نتزوج بأن لدي طفل هل كنتِ سترفضين الزواج, حل الصمت مجددا وبدأ القلق ينمو بداخل أمير من جوابها وردة فعلها,نطقت جلنار: حتى لو أخبرتني سأوافق على الزواج أتعلم لماذا؟,أمير بتساؤل: لماذا؟,جلنار: لأنه طفل صغير لا ذنب له ولأنه أيضا يحتاج الى حنان الأم, ويبهجني أن أكون والدته فقد أحببت هذا طفل منذ رأيته يبكي, أتعلم أنني لو رفضت من أجله سأجعل حياته تعيسة والسبب أنا, انه مخلوق صغير لا يفقه بالحياة شيئا, همه الوحيد أن يجد حضنا يحتضنه وطعاما يسكت جوعه, فقد خطف قلبي منذ رؤيته, أمير باعتراض: ماذا لا هذه أيضا خيانة عظمى, تعترفين بحبك له أمامي, وبكل جرئه, جلنار : إنني اعشقه أيضا ومغرمه به وأحبه ماذا ستفعل؟, أمير: لا شيء سوى أن اشعر بالغيرة منه, جلنار بتساؤل: هل تغار من طفلك؟, أمير: نعم وحتى من الهواء, صمتت جلنار ولم تتفوه بكلمة
نظرت إليه محاولة ان تنطق لكن أربكتها تلك النظرة التي لم تستطع تفسيرها مطلقا
وأيقظهما من تأملهما صوت انكسار فقد انكسر إناء الورد الزجاجي الموضوع امام جلنار..
صرخ طفل وبكى خوفا احتضنت جلنار وهمست له بكلمات رقيقه وقالت: لا تبكي يا صغيري لم يحدث شيء, ضحك أمير: أخاف أن يصبح طفلي حين يكبر مدلل من كثر احتضانك له , نظرت جلنار إليه باستنكار: انه في هذا السن بحاجه كثيرا الى حنان
تمتم أمير بداخله وأنا أيضا بحاجه إليك جلسا يتحدثان عن مواضيع مختلفة..
نرى هنا امرأة حنونة بقلبها حنان كبير, ومشاعر استيقظت مؤخرا, عواطف امتلأت بصدرها شعرت بهذا الطفل أغدقت عليه بحنانها وعطفها ومحبتها, فالحنان جزء لا يتجزأ من كل أم وامرأة, هي التي تقدم حنانها بلا مقابل هي ملجأ الطفل حين يبكي ينام قريبا من قلبها لان قلبها هو مركز الشعور الذي يولد الحنان, بكل امرأة بداخلها شعور بالأمومة , عاطفة الأمومة, منها من تجد أنها موجودة بداخلها لكن خامدة لا تشعر بها , على الرغم من قسوة المرأة الى درجة تجبرها وتحجر إحساسها, اعلم أن خلف كل هذا يوجد قلب ليس حجر بل كتله من المشاعر الرائعة لكن كثيرا ما تخاف المرأة من بوح عن مشاعرها خوفا من أن يفهمها الرجل بشكل خاطئ
وهكذا تعتقد أنها تحطم شخصيتها المصطنعة المكونة من القسوة...
لا تتعجب من هذه المرأة
بشخصياتها الداخلية دائما يوجد العجائب..
ابقوا معي
لنتعرف مزيدا من شخصياتها العجيبة........
والباقي يتبع..