الفصل الواحد والعشرون...
تعجب أمير من صمتها, انه لا يفهم شيئا من الذي حدث, وأخيرا نطقت جلنار, جلنار بهدوء: اعلم انك تسأل عن كل الذي حدث, سأخبرك بكل شيء, وحين انتهت من إخباره,قال: الحمد لله انك وصلتي بالوقت المناسب, لكن كيف عرفتي كل هذا؟, جلنار باعتراف: كنت أضع أشخاص مجهولين لمراقبتهن وحمايتهن,أمير ضحك بداخله وهمس بين نفسه ..إذن أنا لست المجهول الوحيد بحياتها, أمير بتساؤل: ماذا كان هدفك من هذا؟, جلنار بخوف ممزوج بالألم: خفت عليهن من بشر لا ضمير لهم , خفت ان يتكرر ما حدث معي, خفت عليهن من هذا الزمن الذي لا يرحم, أردت حمايتهن بأي طريقه , شعوري بالالم من كل ما حدث جعلني أتمنى حماية كل امرأة من كل شيء يتسبب لها بالأذى,
امير: وحتى منا نحن الرجال, جلنار تبسمت: نعم, أمير: هل تعتبرين الرجل عدوك؟!, جلنار بمكر: على حسب ذاك الرجل, أمير بتساؤل: كيف؟؟,جلنار بتفسير: اذا كان لم يخدش نعومتي وأنوثتي بأظافره, اذا حافظ على امرأته على إنها وردته المزروعة في حديقته, إذا استطاع ان يفهمها قبل ان تنطق, إذا خاف على مشاعرها وأحاسيسها , هو لن يكون عدوي , أما إذا سبب لي الألم والحزن كما فعل ذاك الشخص,جعلني اتحول الى قطة عاشقة لخدش كل من يتبعها, وردة عاشقة لجرح كل من سبب لها الالم, انا لم اكن جلنار كنت على ما اظن نار لم أتمنى يوما ان تكون أنا, لأنها تحرق وتؤلم وتحول كل شيء جميل الى رماد, أمير بهدوء: الم تفكري بأن القدر أراد ذلك؟,جلنار: فكرت نعم وأكملت مسيري ربما كتب لي ذلك حتى أحقق العدالة,امير تبسم: وتحققت, جلنار بابتسامة جميلة: وعادت جلنار إلى طبيعتها..وصلا القصر خرجا من سيارة هادئين ,أيديهما متحدة بانتظار اتحاد قلبيهما ورفع راية الحب...
دخلت جلنار الغرفة التي مكثت فيها , جلست على السرير بهدوء,أغلقت عينيها لدقائق,
همست وقالت: ما اغرب القدر يضع في طريقك أشخاص لم تعلم بوجودهم بحياتك,
أين كانوا؟, كيف لم تراهم ولم تعلم بوجودهم؟, يغيرون حياتك باللحظة ,وأنت لا تعلم,
لكن شعورك تجاههم لا تستطيع تفسيره, شعور بالراحة..شعور بالامان والاستقرار,
ومشاعر أخرى لا استطيع فهمها, لأول مرة بحياتي أجد مكان مرحب بي كهذا المكان,
كأنه جزء مني وانا جزء منه, لم استكشفه بعد ولم استكشف شخصية صاحبه, أريد معرفته من داخله لا من الخارج لان كل شيء سطحي دائما الجميل والداخل مفاجأة لا تخطر لذهن المرء, أرادت ان تستبدل ملابسها تذكرت انها لا يوجد لديها ثياب,لكن اخبرها امير انه يوجد كل ما تحتاجه في خزانة الملابس, توجهت إليها وفتحتها رأيت اجمل الأثواب وأروعها ذات ألوان رائعة, اختارت فستان حريري أنيق ذا لون ازرق بزرقة عينيها مع شاله المزين بالزهور وحذاءه الأنيق وذهبت لتستبدل ملابسها.., بعد ارتداءه تطلعت الى وجهها في المرآة بنظرة رضى نظرت إلى مواد الزينة باستنكار وهمست: مر زمن لم استعملها فيه, وضعت بعض مساحيق الزينة وبعد انتهاءها وجدت ان جلنار عادت كما قالت جلنار أمامكم بعيدا عن لونها الأسود غيرت ألوانها لتعود جلنار المحبة للحياة ........
خرجت من غرفتها بكامل أناقتها تكتشف القصر وبداخلها تريد اكتشاف صاحبه الغامض,
اثار انتباهها جمال القصر وتنسيقه يدل على ذوق صاحبه, توجهت نحو الحديقة , استقبلتها
العصافير بتغريدها, عطر أنفاسها رائحة الورود والزهور العطرة, أدهشها جمال الورود الغريبة من نوعها وصوت خرير المياه من شلال صغير صنع بمهارة,نظرت اليه كطفله
تعشق الهوا بالماء, اقتربت منه بحذر طفولي ووضعت يدها الناعمة فيه وضحكت بطفولة ساحره بعينيها الجميلتين هناك طفلة وجدت الأمان والراحة أخيرا, احدهم من خلفها نثر عليها الورود التفت إلى الوراء وجدت أمير ينظر إليها بسعادة ونظرة إعجاب ممزوجة بنظرة لم تفهمها,ضحكت وقالت: ما أجمل الماء,امير بحب: أنت أجمل منه, توردا خداها خجلا وقالت: انه شلال جميل من فكر بصنعه؟,امير لا يزال ينظر اليها: انها فكرتي حتى اجلس بجانبه وافكر بعمق واسترخاء, جلنار بابتسامه: انه رائع وجميل أعجبني كثيرا,
امير بمرح: ماذا فعلتي بعصفوري المحبوس بالقفص؟, جلنار بتعجب: انا..؟!! ولكن اين هو؟,امير بمرح: انه وراءك حتما قمتي بسحره او قمتي بالتغزل به من ورائي, انها خيانة لا تغتفر, جلنار بضحكة كأنها معزوفة ساحرة: لم أراه ولم انظر إليه ولم افعل شيئا له,
انه معجب بزوجتك,تبسم امير حين قالت زوجتك وقال: إذن سأطلق سراحه لا أريده ان يغازل زوجتي من ورائي, جلنار محاوله استعطافه : أرجوك لا ليس له ذنب بذلك انه جميل , لكن الأفضل ان تطلق سراحه حتى يرى الحرية, امسك أمير به بلطف وتركه يطير بحريه لكنه عاد الى القفص وحلق بجلنار, امير بضحكة: أؤكد انك فعلتي به شيئا , لا يريد ان يتحرر من سجنه, تبسمت جلنار: لم افعل به شيئا , انه مغرم بي فقط, امير بمرح: فقط إذن قام بمغازلتك دون علمي, ويلاه حتى العصافير تريد مغازلتك ماذا ابقت لي, توردا خدا جلنار مجددا, وهربت إلى الداخل كطفله شقيه على محياها ابتسامة تجعل الكون سعيدا...
نرى هنا امرأة تتصرف على حسب شخصيتها الطبيعية, تتصرف كما يحلوا لها,
كطفله صغيرة أحيانا, كفتاه أحيانا,وأحيانا أخرى كامرأة, لا تستغرب من تصرفاتها, إنها
هكذا هذه هي طبيعتها الحقيقية, بريئة, رقيقة,شفافة, قد تتعجب منها ويدور بذهنك إنها دائما متغيرة, متقلبة لا تدوم على حال, إن لم تستطع فهمها لن تفهمها أبدا, هي ليست لغز
لكن أنها وردة وان لم تكن أنت فراشة لتستكشف وردتك وتعرفها عن قرب وتفهم داخلها
قد تجد صعوبات كثيرة معها..
إنها امرأة ليست كأي امرأة..
ابقوا معي..
حتى نتعرف على جلنار الرقيقة والمذهلة والطفلة والمرأة..
..................................
يتبع..