دخل والد جلنار الى عيادة الطبيب, فقد اشتد التعب عليه قليلا, الطبيب: بماذا تشعر..؟
والد جلنار: بتعب مفاجىء يباغتني..؟, الطبيب: حسنا, سأقوم بفحصك , وبعد انتهاء الفحص,
طمأنه الطبيب قائلا: لا تقلق هذا ناتج عن ضغط في العمل وعدم الراحة, عليك بالراحة ولا تتعب نفسك..
كتب له تقرير دواء يحتوي على بعض الادوية, شكره وخرج مبتسم, بعد تذكر ان عليه ان يطمئن جلنار.
حاول اتصال بها على الهاتف الخلوي لكن لم تجب, تمتم بين نفسه اين هي..؟
تنام جلنار بهدوء لكن بأحلامها يوجد عاصفة مخيفة لو ظهرت على الواقع لسحقت كل شيء, هناك خناجر تتلذذ بتعذيبها وبرك دماء من حولها, وهي تصرخ تحاول النجاة,
ولا فائدة من ذلك , وهناك صوت يصرخ بشكل جنوني ويقول: هاهاها قتلتي يا جلنار
ظننتي نفسك ذكية لكن كنا نحن الأذكى وقتلناك, ربما أرادت رحمة الأقدار ان تبقي على قيد الحياة ,لكن سنلاحقك دائما, كالكوابيس, لن تنجي منا,وجلنار الدموع تنهمر على خديها الرقيقين ولم تستيقظ..وبقيت تقاتل الأحلام ولا نعلم من سيفوز.....
استمرت على هذا الحال مدة يومين,نائمة لا يدل على أنها على قيد الحياة سوى تنفسها المنتظم,يجلس أمير بجانبها,متأملا لملامحها الرقيقة, انهمرت دموعها مجددا,تحركت قليلا..فتحت عينيها ذات اللون الأزرق, ببطء نظرت إلى حولها بغرابة,وعادت إلى نوبة بكاء تبكي القلوب, أمير بهمس رقيق: ما بك لماذا تبكي..؟,لم تنطق بكلمة, حاول أن يجعلها تشرب ماء رفضت وهزت رأسها نافية ,وقال: قولي شيء أجيبيني, اصرخي بوجهي, لم تفعل أي شيء سوى أنها ألقت نفسها في أحضانه ممسكة به بقوة, وكل خليه بجسدها ترتجف خوفا,صدم ودهش منها ومن خوفها هذا المفاجئ..همس برقة : ما بك هل تشكين من شيء, هزت رأسها نافية..وأخيرا نطقت بصوت متقطع..أنـ ـا خـ ـائـ ـفـ ـة ؛ سألها: من ماذا..؟,جلنار بصوت هامس: من كل شيء من كل إنسان خلف هذه الجدران يريد قتلي,أمير محاولا إقناعها: لا يوجد أحد يريد قتلك , جلنار بأسلوب طفولي: بلى هددوني بأحلامي أنهم سيلاحقونني, أنا خائفة لا تتركني يريدون قتلي, وبعد مدة هدأت جلنار وعادت الى النوم مجددا,نهض بعد أن وضعها بالسرير بهدوء..خرج وطلب من الممرضتين البقاء معها لرعايتها...
جلس أمير خلف مكتبه قلقا يفكر بها وبهذا الخوف الغريب, جلنار القوية الجريئة التي لا يخيفها شي الآن خائفة وبأحضاني..!!!, عيناها بحر من الضعف الممزوج بالخوف الرهيب,لم أتخيل يوما أن بخلف تلك القوة والثبات هناك ضعف ,هل لهذه الزهرة أن تضعف فقد قاومت أشد الرياح وبقيت ثابتة أحرقتها الشمس ولم تبالي, جففها الجو
ولم تقلق, والآن بنسمة هواء خفيفة ضعفت هذا الأمر غريب جدا ويقلقني, ألم تنتهي من انتقامها..إذن لماذا قالت يريدون قتلي, الأغرب أنهم أصبحوا بيد الشرطة والعدالة ستحكم,
أيعقل أنها عادت جلنار السابقة..جلنار الرقة ..العذوبة ..القلب الحساس لا أدري أنا حائر..
علي أن اتصل بأخيها واخبره بما جرى لها بعد إنهاء المكالمة جلس ينتظر وصول خالد
الذي أتى مسرعا وخائفا على جلنار...
وصل خالد بسرعة قياسية..وصافح أمير..وطلب رؤية جلنار,أرشده إلى غرفة نومها,
دخل بهدوء عيناه تنظران إليها بخوف وقلق وتأنيب ضمير على انه لم يتأكد من ذهابها أمامه, جلس بجانبها قبل جبينها نظر إليها بحنان جلس بجانبها مدة لا بأس بها,خرج ووجد أمير جالسا فجلس بجانبه وقال: لا اعرف كيف أقوم بشكرك,تبسم أمير وقال: لا تشكرني على واجب,أعطى أمير إلى خالد كيس المحفوظ به الرصاصة التي أخرجت من جسد جلنار وقال خالد: هذا دليل جديد ضد رئيس العصابة مسبقا حاول قتلها بخنجر والآن برصاصة سيرى,لكن لدي سؤال,أمير بهدوء: ما هو..؟, خالد متسائل:كيف أنقذتها وكيف وصلت إلى ذاك المكان, تبسم أمير خجلا قليلا لكن قال: سأعترف لك بشيء أنا كنت أراقبها واعرف أخبارها, خالد باستغراب: لماذا وما سبب؟؟,أمير باعتراف: لفتت نظري منذ أول يوم لها هنا ودافع داخلي حثني على هذا لكن بعدها اكتشفت أن قلبي معلق بها وأنني أحبها ..أعلم انك تفاجئت من صراحتي لأنك أخيها وتكره أن تسمع أي شخص يتحدث عن أختك, لكن أنا أصارحك وأريد أن اطلب يد جلنار للزواج قد تظن أن الوقت ليس مناسبا لكن بظل هذه الظروف وما حدث ,جلنار تحتاج لراحة ولا يعقل أن تخرجها من هنا وهي بحاجة إلى رعاية,فكر خالد متمهلا بالكلام الذي قاله أمير وبعدها تبسم وقال: لا مانع لدي خصوصا أنني أعرفك مسبقا, والأفضل أن تتطلب يد جلنار من والدي..,أمير: هذا ما سأفعله,استأذن خالد للرحيل وعليه ان يأخذ الرصاصة لمختبر التحليل خرج وترك البسمة مرسومة على شفاه امير..
استيقظت جلنار مرة أخرى بحالة يرثى لها تبكي ومتكورة على نفسها من الخوف, أتى أمير مسرعا, أمسكت به خائفة, وقالت ببكاء:لماذا تركتني لوحدي, لا تتركني أنا خائفة,
حاول أمير تهدئتها وقال: لا تخافي عزيزتي أنا معك, اطمئني, هل عادت لك الأحلام المزعجة مجددا..؟, جلنار بصوت خافت: رأيت والدتي من بعيد ابتسمت قائلة لي وبعدها عادت للبكاء..أكملت..حققتي العدالة يا ابنتي..وبعدها طلبت مني أن التفت إلى خلفي وقالت لي :أترين النور..,قلت لها: أراه..,قالت لي: هذا هو طريقك يا ابنتي..سيقودك إلى السعادة هيا اذهبي إليه..وقلت: يا أماه تعالي معي,قالت لي بكلمات أخيره: لا هذا طريقك وأنا طريقي مختلف, اذهبي رعاك الله بكل خطوة ووفقك فيها وأراك السعادة فيها, احيي حياتك
استمتعي بها..بجانبك أمير أحلامك سيرعاك إن طلب الزواج منك وافقي لان سعادتك معه وحده وداعا يا ابنتي.. وأنهت جلنار قائلة: هذا ما قالته لي , أمير بهدوء: هذا إشارة لك,
جلنار بتساؤل : ما هي..؟, أمير محاولا إقناعها: أرادت شكرك على تحقيق العدالة وأيضا
أعطتك إشارة واضحة بان الماضي انتهى وعليك الالتفات للمستقبل ,النور الذي شاهدته هو المستقبل هو الغد الجميل..بعد كلامه تبسمت جلنار براحة..نهض أمير قائلا: الان سيأتوا لك بالطعام كلي جيدا واشربي دوائك سأعود لاحقا..خرج وترك جلنار محدقة بالباب الذي أغلقه خلفه..
نرى هنا امرأة خائفة..سيطر عليها الخوف فجأة حين انهارت قوتها وثباتها وسقطت على ارض المعركة مهزومة وانتصر الخوف, امرأة عادت إلى شخصيتها الأصلية عادت لنكتشفها ولنتعرف عليها قد كانت غامضة..جريئة..قوية..كان لها أسبابها والزمن الذي جعلها هكذا هي لم تكن كذلك والآن عادت كما هي, ربما ترى خوفها عجيب كيف لتلك المرأة التي تقف في الأعالي أن تسقط كما تسقط الأوراق عن أغصان الشجر..
لا تتعجب من شخصية هذه المرأة
إنها موجودة في كل امرأة لان الخوف جزء منها وبداخلها
هي بحاجة لحماية الرجل..
ابقوا لنتعرف على هذه ألامرأة التي قلبت الموازين
بإشارة واحدة...
...............................
يتبع