هذا الفصل اهداء لعزيزتي....لِمَ السؤال؟
الفصل السابع عشر: المقابلة الحاسمة لتحقيق العدالة
بعد انقضاء يومين من القلق والتفكير المتواصل والأعصاب المتعبة,تجهزت جلنار كما وعدت ذاك الشخص,غيرت لون ملابسها إلى اللون الوردي ولم تنسى تلك النظارة التي اخفت الكثير, تأكدت بأنه لم يبقى شيء عليها إلا الخروج, خرجت واثقة من الخارج متماسكة ,من داخل مشاعر متضاربة وقلق وخوف من الذي سيحدث..قادت سيارتها
تنظر إلى شوارع كأنها تودعها,تنظر إلى كل شيء كأنها تنظر نظرة أخيرة,و بقرارة نفسها تتمنى الموت حتى ترقد بجانب والدتها, لا تريد هذه الحياة الكاذبة,كل شيء فيها مزيف, لم تحيا فيها لحظات سعيدة بل حزينة لم تعلم معنى أن تكون بأسرة يحيط بها الحنان كل ما علمته الحاجة إلى الحنان,الحاجة لحضن دافئ يمسح على رأسها,الحاجة لدفيء يحميها من برد الحاجة..شارفت على وصول مكان الحدث الذي أما سيحقق العدالة وإما سيبقى ظلم واقعا عليها وعلى الملايين من أمثالها..
خرجت من سيارتها وعلى وجهها ابتسامة صفراء.., ما شعورك وأنت ذاهب إلى الموت
والجلاد يريد وضع رأسك في مشنقته لقتلك,خطت خطوات بطيئة متماسكة ..ثابتة..هادئة
هذا كان اقرب وصف إليها من الخارج, أصبحت مع ذاك الشخص وجها لوجه,حل عليهما الصمت لدقائق,وأخيرا نطق قائلا: كما وعدتني آتيتي بأبهى حله وغيرتي لونك الأسود إلى وردي,أتعلمين انه جميل جدا عليك,نظر إليها من رأسها لأخمص قدميها وضحك ضحكة مقززة, جلنار بهدوء: جئت لمقابلتك كما وعدت ,ذاك الشخص بنظرة غامضة: لم تتغيري يا جلنار كنت أظن انك بهذا اللقاء سأحطم قوتك وجرأتك وتحديك,
لكنك كما أنتي لا تخافي جئتي بقدميك لي, واثقة من نفسك كثيرا..,ألم تعلمي سبب كل ملاحقاتي وتهديداتي لك..؟,جلنار بهدوء: حتى تقتلني كما قتلت والدتي,ذاك الشخص: لا لم يكن هذا ما أريد بل أريدك أنتِ بكل ما فيك,أريد رؤية عينيك وملامسة شفتيك ونظر إليك
مطولا,اقترب منها وامسك بمعصمها ..وصرخ صرخة مجنونة بقوله: أنتي لي يا جلنار قد هربتي و انقذتي من محاولتي للاعتداء عليك,لكن لا أنتي لي وبيدي الآن,استحوذتي على عقلي وتفكيري وقلبي,جلنار أحــبــــك,جلنار صرخت وحاولت نزع يدها منه: لا وأنا لا أريدك, أكرهك أنت من قتلت والدتي وقتلتني بكل يوم,وكل ما فعلته من اجل تلك المخدرات اللعينة ,أنت لم تقتل والدتي وحدها بل الملايين الذين يتعاطونه,أنت قاتل للبشرية كلها, لا أريدك أتسمع, اخرج شيئا كان يخفيه ,وكان مسدس ونطق قائلا: لا تريدينني وسأقتلك حتى لا تكوني لشخص أخر وبعدها سأقتل نفسي,قبل أن يضغط على زناد المسدس,فوجئ بالشرطة محاصره للمكان من جميع الجهات طلبت منه أن يسقط السلاح ولكنه رفض وصرخ بأعلى صوته: ستقتل لا تحاولوا أن تقتربوا ..نعم قتلت والدتها وهي ستقتل كما قتلت والدتها بمسدسي وكله من اجل إخفاء حقيقة أنني متعاطي للمخدرات وأوزع المخدرات على جميع البلاد, حاول الاقتراب منهما بعد أن أمسكوا جميع الأفراد الذين حاولوا الهرب, فوجه مسدسه أمامهم,فقامت جلنار بضربه ضربة قاضية فسقط المسدس من يده على الأرض وألقت به بعيدا, فهجموا عليه وأمسكوا به وقيدوه,فضحكت جلنار وقالت: قلت مسبقا سأحقق العدالة وهاهي تحققت حظا ممتعا لك, رحل من أمامها وتبعوه الشرطة وبقيت جلنار وحيدة بذاك المكان تنظر الى الغبار الذي تصاعد بعد رحيلهم,توجهت إلى سيارتها لترحل من هذا المكان , لكن فوجئت بشخص مصوب مسدسه عليها ولم تستطع الكلام وقال: لن تكوني لأحد غيره وستقتلين كما قتلت والدتك,وأطلق النار عليها وتهاوت جلنار على الأرض مصدومة .. والدماء تسيل منها ..سقطت على الأرض وحيدة مودعه كل شيء بابتسامة باهته..أمامها صورة والدتها بنورها المشرق مدت لها يدها لتأخذها معها,فمدت جلنار يدها ولكن والدتها ابتعدت,أغمضت عينيها وفقدت الوعي, بكت الغيوم لأجلها,عزفت الرياح معزوفة حزينة,سقطت أوراق الشجر متألمة عليها,ذبلت الورود,انهمرت دموع العصافير,توارت الشمس خلف السحب,معلنة فصل جديد من الأحزان...
بوسط هذا الظلام الدامس ,هناك نور مزق ستار الظلام واقترب من جلنار نعم..انه شخص..,أوقف سيارته وخرج منها دقات قلبه تسابقه إليها..جثا بقدميه نحوها حاول إيقاظها
لكن لا فائدة, حملها بلطف ووضعها بسيارته,وانطلق بها مسرعا خائفا عليها,وقلبه يكاد يتوقف,نطق أخيرا: ماذا أفعل المسافة بعيدة جدا عن المشفى وأقرب مكان يمكنني أخذها
إليه هو قصري,لو أخذتها إلى المشفى سيسألونني هل أنا قريب إليها وأنا ليس لي صلة بها
إلا قلبي المعلق بها, وصل القصر بسرعة وصرخ على الخادمات بأعلى صوته, حضرن إليه وساعدنه في نقلها إلى الغرفة,اتصل بالطبيب حالا وشرح له الحالة وطلب منه عدم التأخر, وصل طبيب بعد وقت قصير مع ممرضتيه,طلب إخلاء الغرفة وأغلق الباب,وبقي أمير قلقا يسير بالخارج ذهابا وإيابا بلا توقف..يعد الدقائق ويدعو لها بالبقاء والشفاء, وأعصابه تكاد تتلف لا يستطيع البقاء خارجا يريد الدخول ,يريد رؤيتها...بقي على هذا الحال لبضع وقت أشبه بالطويل, وأخيرا خرج الطبيب علامات الفرح مرسومة على وجهه, أمير بخوف وقلق: كيف هي اخبرني..؟,الطبيب: الحمد لله نجت واستطعت اخراج الرصاصة ووضعتها بكيس معقم حتى تسلمها للشرطة وتخبرهم بماذا حدث,أمير: الحمد لله , الطبيب: عليها ان تأكل الطعام المفيد وتتناول العصائر باستمرار حتى تستعيد ما فقدت من دماء, ستبقى معها الممرضات وان حدث شي اخبرني حالا, أمير بشكر: لا اعلم كيف أشكرك, الطبيب: لا شكرا هذا واجبي..خرج الطبيب وجلس أمير على المقعد وتنهد براحة
وبقيت الابتسامة مرسومة على وجهه...
يتبع..