الفصل الخامس عشر:
استيقظت جلنار بهدوء..أغلقت عيناها لدقائق,..لديها رغبة قوية بالعودة الى أحضان والدتها..,همست..لماذا تركتني..؟,لماذا جعلتني وحيدة أحارب وحوش موجودين بكل قطر من أقطار العالم..؟,لماذا حرمني القدر منك..؟,لماذا حياتي أصبحت بلا حياة..؟,ماذا كتب لي القدر أكثر..هل مزيدا من الألم..؟,أم مزيدا من العذاب..؟, أم ماذا..؟,ألم يحن وقت الراحة بعد هذا التعب..؟,أم أنني سأبقى أنثى دقائقها خطر.., ثوانيها موت..,أيامها قلق.., لحظاتها خطط, ألا يكفي كل ما حدث..ام ان القدر والزمن يخبئان مفاجئة لي قد تؤدي الى قتلي دون علمي..,نهضت من فراشها متجهه نحو النافذه نظرت الى الشمس التي تصعد السماء ببطء وأشعتها منتشرة بشكل عشوائي..,ابتسمت..وتمتمت..تذكرني أشعتك بشعاع الامل والتفاؤل حين يدخل القلب, على الرغم من دفئك فأنتي حارقة..كما تحرق نار الانتقام صاحبها ومن حولها حين تشعل بمادة مشتعلة لا يطفئها شيء.., لكن تبقي جميلة على الرغم من كل شيء..
ينظر ذاك الشخص الى الفراغ, ولا احد يعلم ماذا يدور بعقله او بماذا يفكر,بعينيه ومضة
غريبة ,وبقلبه شرور كثيرة,يخطط لشيء سيشعل أعواد ثقاب وسيحرق اصابع من سيمسكها, بعد برهة من الصمت..تكلم بجنون: انتظر بشوق ذاك اليوم الذي سنلتقي فيه وجها لوجه..وستكونين على بعد امتار قليلة مني..,أنظر اليك من رأسك لآخمص قدميك,
وستكون قمة استمتاعي بعد انفاسك,حتى الهواء الذي يدخل الى رئتيك, كم انا متشوق لآمسك بك وتكون نهايتك على يدي , قد انقذتي مرارا مني لكن بلقائنا الاخير لن ينقذك احد, سأستمتع بتعذيبك كما أريد, لانك قد اضعتي كثيرا من وقتي وأموالي بملاحقتك,
سأعيدها كلها حين تقتلين كما قتلت والدتك, كم بي شوق كبير لقتلك ولآرى دمائك تنزف قطرة ..قطرة.. وروحك تصعد لبارئها,,ياه كم هو جميل كل هذا...
خرجت جلنار بسيارتها بلا هدف, تقطع الشوارع بغموض لا احد يستطيع تخمين بماذا تفكر فيه,او بماذا تخطط, قطع عليها صمتها رنين هاتفها الخليوي وكان...,
جلنار باستهزاء: انت..!,ذاك الشخص: نعم..وهل يوجد بحياتك شخص غيري..؟!,
جلنار بسخرية: لا وان كان يوجد سيكون افضل منك بألف مرة لانك شخص معقد,وتركيبة شخصيتك ممزوجه بالجنون والحقد والغباء هاهاها, ذاك الشخص باستهزاء: وانتي قمة الذكاء..اذا كنتي ذكية كما تقولين ستكونين حمقاء في لقاءنا الاخير لانه لن يستطيع احد ان ينقذك مني ابدا اتسمعين..,جلنار بابتسامة غريبة: سنرى لكن لا تحلم ابدا بلمسي , لانك مقزز بكل ما فيك اشمئز حين اتحدث معك فكيف وان تقابلنا..؟!,ذاك الشخص بغضب: ستدفعين ثمن كل كلمة وجهتيها لي سترين, جلنار بقوة: افعل ما تريد انا لا اخافك ولن تستطيع ان تهز شعرة من رأسي, لانك طفل صغير مدلل وأفسده دلال ويجب ضربك,
ذاك الشخص بضحكة كريهة: وانت من ستضربينني.., ياااه كم هو جميل حين تصطدم يداك الناعمة بوجهي, جلنار بغضب: ستبقى حشرة ولن تتغير..اغلقت الخط بوجهه لوقاحته وأخلاقه المعدومة..
تجلس ندى تضحك وتضحك بجنون على تأثير ذاك الدواء التي تضنه دواء ,أصبحت تتناوله كل يوم وتنفق أموال كثيرة ولا يهمها شيء سوى أن تشعر بالسعادة كما تقول,
وهدى تحاول تأجيل الموعد مع صديقها وذاك الصديق يكاد ينفجر لأنه طال انتظاره
يعشن تلك الأوقات بلا رقيب ولا حسيب , والدتهن منشغلة بحفلاتها وسهراتنا والمظاهر..
ووالدهن مشغول بعمله ولا يعلم شيء عن أولاده..إذا كان الأهل هكذا لا تقوم بلوم الأبناء
بأي طريق سيسلكون لأنه ليس الحق على الأبناء بل على الأهل الذي أنجبوا أبناء وهم غير مستعدون لرعايتهم ومساءلتهم..
وقفت جلنار سيارتها وخرجت منها تسير بالشارع ببطء والهواء يصفعها لكن لا تشعر به,
تفكر باللقاء الاخير وكيف سيكون , تفكر بنفسها والى متى ستبقى على حالها, تفكر بذاك الشخص الذي جعل حياتها جحيم بداية لقتله والدتها وبالنهاية الان,تفكر..بالبشر وأطباعهم
كيف لديهم طبيعة بشرية مختلفة , بعضهم حاقدون..حاسدون, والاخر منهم طيبين مهمشين
ينظرون لهم كأنهم ليسوا موجودين,والبعض الاخر لا يهمه شيء بالحياة سوى انفسهم,
غريبون هم بطبيعتهم مهما حاولنا تفسيرها تبقى الطبيعة البشرية تلعب الدور الاساسي
بتركيب شخصية كل انسان..اكملت سيرها بصمت مربك لو نطق لجعل البراكين تنفجر وتثور..
.............................................
يتبع