كاتب الموضوع :
احلى وردة
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
الفصل الثاني عشر:
الفصل الثاني عشر:
وصل بسرعة فائقة..بعد دقائق أصبحت بأيدي الأطباء..وعند الأطباء..خفقات ونبضات قلب جلنار..أصبحت معدودة..تتناقص..حتى أصبحت لا شيء..نبض قلبها توقف ..والروح لم تعد بها... إذن هل غادرت جلنار الحياة... وانتقامها ألن يكمل.. أهذا ما أرادوه جميعا...
هل توقف دورها عند هذا الحد...إذن سأطلب من تاريخ إلقاء قلمه..لان الحكاية انتهت وهذا ما أراده القدر...
لحظة....لم تنتهي الحكاية...جلنار متمسكة بالحياة بقوة..نبضاتها عادت بعد ان ظن قلمي بأنها غادرت الحياة..عادت لتكمل الانتقام على الرغم من الصعوبات التي تمر بها..عادت تنبض بالحياة..
أيحاول القدر لعب بأحاسيسنا ومشاعرنا.. فقد ظننا أنها غادرت الحياة والآن عادت إليها...
خرج الأطباء بعد انقضاء وقت أشبه بالطويل..الطبيب: هل الفتاة التي أدخلت الآن قريبتك..؟؟, خالد بقلق: نعم ..ما بها.. لماذا فقدت وعيها..؟؟, الطبيب: لا تقلق..إنها تحتاج لراحة ولنظام غذائي صحي.., خالد بارتياح: الحمد لله..شكرا لك..الطبيب: لا شكر على واجب..,خالد: أتسمح لي برؤيتها.., الطبيب: نعم.. لبضع دقائق فقط..,خالد بفرح: حسنا.
دخل إليها وأغلق الباب خلفه...صمت يتخلله صوت الاجهزه الطبية..اقترب منها..حدق بها..هامسا بحنان..خالد: قلقت عليك كثيرا..لكن الحمد لله أنني وصلت في الوقت المناسب..حدق بوجهها الملاكي..بخصلات شعرها الحريرية..ببشرتها الرقيقة..وهمس: ستبقين ملاكا رقيقا..على الرغم من الانتقام ..على الرغم من كل شيء..ستبقين
ملاكا مهما بلغت روح الانتقام بداخلك..قبل جبينها وخرج مودعا..بوقت أخر سيعود للاطمئنان عليها...
في ذاك المكان..المتغني بأغاني الشيطان..حيث دخان السجائر ..يتصاعد بكميات هائلة..وآخرين يتلذذون بشرب الخمر..وبعضهم يرى السعادة والفرح والتحليق عاليا حين يأخذون الهروين..والضحكات متعالية والأجساد تتمايل بلا وعي منها..والعيون تحدق من بعيد بوقاحة..وآخرين يتمتعون للحصول على ما يريدون..وهناك ..ندى..وهدى..تجلسان مع مجموعة تحت مسمى الصداقة..تظنان أن هذه هي الحياة..هي الصداقة الحقيقية..
هي الجلوس مع الرجال..هي الضحك..وبعض اللمسات..وبعض نظرات..وشرب بعض العصائر تحت مسمى عصير طازج..وهو شيء أخر..نهضت ندى..بعيدا عن مجموعتها..بداخلها ضيق مفاجئ..فتحت النافذة لتستنشق بعض الهواء..الصداع يزداد لديها..والألم يكاد يقتلها...اقترب منها شخص وقال: ما بك هل تعانين من صداع..,ندى: نعم ..يؤلمني كثيرا..., الشخص أخرج من جيبه..ورقة الدواء..واخرج حبة..وأعطاها دواء بيدها..وقال: اشربيها سيزول الألم..ندى: شكرا كثيرا..ذهبت ندى إلى المجموعة..والشخص ضحك ضحكة مقززة..وقال: هذه هي البداية والنهاية ستكون على يدي..
وبعد دقائق..كانت ندى تجلس ..براحة..الألم زال وبداخلها سعيدة..أخذت تتحدث مع مجموعتها..فنهضت هدى مع صديقها..بعيدا..هدى: لماذا نهضت من المجموعة..؟, الصديق:أريد التحدث إليك.., هدى: عن ماذا..؟, الصديق: اتصلت البارحة ووجدت جهازك مقفل.., هدى: نعم..أقفلته لأني أردت النوم والراحة.., الشخص بابتسامة خبيثة: وتتركيني قلقا عليك..مشتاقا لسماع صوتك.., هدى: لم أقصد ذلك..وأنا أيضا اشتقت لك.., الشخص بابتسامة ماكرة:هل فكرتي بطلبي..؟, هدى: نعم..دعنا نؤجله قليلا..ما رأيك..؟, الشخص خائبا: كما تريدين..وعادا إلى المجموعة من جديد..ولكن ما نهاية كل هذا..........!
استيقظت جلنار..ببطء..حدقت حولها باستغراب..نظرت بذعر إلى المغذي المتصل بيدها ..حاولت نزعه..لكن أتت الممرضة..لتطمئن عليها.. ووجدتها هكذا..فصرخت.. تستغيث بالطبيب..ليأتي حالا..أتى الطبيب مع الممرضات..قيدتها الممرضات جيدا..ودخلت الإبرة المهدئة إلى يد جلنار بسهولة..وبعدها أغمضت جفنيها نحو عالم إلا وعي..حيث هي وحدها فيه..
يجلس خالد خلف مكتبه..بحالة عدم تصديق ..ينظر إلى جميع الأوراق التي طلبها ليعلم عن حياة جلنار منذ ولادتها وحتى الآن..لكن استوقفه شيء..معلومة غريبة..وهي أن سبب وفاة والدتها ..كان انتحارا..غريب لكن ما السبب..؟ فهي كانت بكامل وعيها..دائما مبتسمة..تحب مساعدة الآخرين...وجلنار ما سبب هذا الانتقام.. ما دامت حياتها كانت
هانئة وسعيدة..غريب كل هذا ..كمعادلة صعبة الفهم والحل..أظن الحل لديك يا جلنار..سأجده قبل أن يصيبك شيء..من هؤلاء البشر المقتولة قلوبهم.. أنا وأنت والزمن سيشهد كل شيء...
وعند المجهول يجلس قلقا ..خائفا على جلنار..همس..يا الهي احمي جلنار ..يا الهي أبقها على قيد الحياة..فأتته الأخبار مكتوبة على ورق..قرأها بلهفة ..وتنفس بارتياح حين علم أنها بخير.. خرج من مكتبه مسرعا..انطلق بسيارته نحو مكان بيع الزهور..احتار أي لون يهديها من الورد..الأحمر..الأبيض ..فاختار الأحمر حتى يعبر عن ما ينبض بداخله تجاهها..فنسق البائع الباقة بشكل مميز..وأعطاه بطاقة ليكتب المجهول عليها ما يريد..
كتب عدة كلمات..ووقع بالنهاية " عاشقك المجهول.." طلب إرسالها إليها ..نظر إلى الباقة بسعادة ..خرج مبتسما..توجه إلى المقهى ليحتسي كوب قهوة ساخنة.. جلس ينظر إلى المارة..إلى هذا وذاك..بصمت..نظر إلى كوبه الساخن مفكرا بمرارته..تشبه مرارة فقدان شخص عزيز عليك..,كثيرا ما يحاول الزمن أن يجعل أيامنا طعمها مر كطعم هذه
القهوة الساخنة..نعم هي حياة هكذا..أحدق بالوجوه التي حولي..أجد بعضهم يقهقه وبعضهم مبتسم ..والأخر صامتين..أيجيدون التمثيل بجدارة..يبتسمون ابتسامة صفراء شاحبة..يضحكون ضحكة باكية..يصمتون كأنهم تمثال لا ينطق..يتقنون الأدوار جيدا بلا وعي منهم..أهذه هي الحياة..إذا كانت كذلك لا أريدها...نعم اكره تصنع والتمثيل المزيف..
أين المشاعر الصادقة..أم أنها قتلت بوحشية..كما قتلت المبادئ والقيم بهذا الزمن..إذا لم يبقى شيء نتمسك به..إذا على أي أساس نحيا هذه الحياة..نهض واقفا دفع الحساب..وخرج بسيارته يجوب الشوارع بحثا عن إجابة لتساؤلاته.. التي لم يبالي لها الزمن مسبقا...
فتحت جلنار عينيها..نظرت إلى حولها وتذكرت أنها حاولت نزع المغذي من يدها وبعدها لا تتذكر شيء..لفت نظرها باقة حمراء منسقة بشكل مميز موضوعة بجانبها..التقطت البطاقة باستغراب.. قرأتها وكانت..
أتمنى لك شفاء العاجل..
" عاشقك المجهول.."
تعجبت من هذه الباقة الجميلة وتساءلت من الذي أرسلها..؟ , ومن هذا العاشق الذي لم أقابله مسبقا..؟,غريب .. فانا لم أشاهد أحد.. ولم أتحدث مع أحد.. ولا يعرفني أي أحد إلا القليلون .. التقطت وردة حمراء واستنشقت عطرها الأخاذ..وهمست: ما أجملها..حدقت بالوردة ونظرت إلى أشواكها..وتمتمت: على الرغم من جمالك فلديك أشواك حادة تؤلم من تخدشه..كما هي المرأة رقيقة..فحين تقتل بالصميم..تظهر أظافرها الحادة..
لتنتقم من كل شيء سبب لها الألم ..فالمرأة لا تكتفي بالنطق أو بالصمت بل بالفعل وقد يكون الفعل لا يخطر لذهن الرجل.. هي وردة كما أطلق عليها الرجل ..هو من يستطيع التحكم بأشواكها الحادة كما يريد..لكن لدي أنا لا يستطيع أحد تحكم بالأشواك التي نمت بداخلي وأقسمت حينها أن أؤلم كل من تسبب لي بالألم..
هنا نرى امرأة مصرة بسابق الإصرار على الانتقام..على الرغم من لديها روح هادئة مسالمة..لكن على الرغم من قوة المرض التي جعلها ترقد ساكنة..تتحدي كل شيء..لا تبالي بالمرض ولا بالتعب..تتحدى الضعف الذي أتى فجأة..هي هكذا لديها هفوات عديدة..والشيء الذي يفقد المرء أعصابه أنها تتحرك كما تريد ولا تحكم عقلها
ذاك المركون جانبا..يعمل حين تريد التخطيط فقط..
هي هكذا...
شخصياتها لا تحصى..
وجنونها لا يقاس..
وهدوءها وصمتها يكاد يثير جنون المرء..
ولكن إلى متى...............؟؟؟؟؟
لنتابع مع السطور
ولنرى مزيدا من شخصياتها..............
.............................
يتبع.......
|