كاتب الموضوع :
لِمَ السؤال؟
المنتدى :
القصص المكتمله
رواية: صراخ صمتي
للكاتبة: سحاب الود
الجزء الأخير.. العشرون
الفصل الأخير
نهاية الصمت ..!
-*-*-
دخلت لغرفة سيف وهي مستعجلة
نوف: يالله يا سييوووفي ،، حبيبي انتا ! امشي وديني !
سيف كان نايم في السرير
من البارح وهو على هذا الحال
ما يتحرك ولا يتكلم
نوف شكت في حالته
بس ما حبت انها تجبره يتكلم
ما رد عليها سيف،، وكان نفسه انها تطلع من الغرفة وتتركه لحاله
نوف قربت منه
وجلست على طرف السرير
صارت تدفه وتحاول تصحيه : سيفوووووووه!
قام سيف بعصبية كبير
لاحظت نوف ان عيونه حمرا,, ومتجمعة فيها الدموع
لاول مرة تشوفه بهذه العصبية
نوف: ايش فيك يا سيف؟
سيف: ولا شي يا عمة ،، بس والله تعبان ،، ما لي خلق اوديك ،، معليش،، خلي عمي يوديك ولا أي احد ،، مرة ما لي خلق
نوف وهي تمزح : بس حبيبي انتا ،، ابغى اخذ رايك ،، نواف ما عنده ذوق !
سيف: والله مالي خلف !
نوف: طيب لا تعصب !
سيف: اسف،، بس من جد مالي خلق احد ،، وتعبان ابغى انام
نوف: طيب يا بو غرز في الجبهة!
سيف: الله يخليك عمتي مالي خلق مزح !
نوف: مالك خلق،، مالك خلق! طفشتنا ترى !
سيف: يوووووووووووه !
وطلع من الغرفة ،، راح للحمام
وقفل الباب بقوووووة
نوف استغربت منه الحركة هذه
مهما كان معصب ،، ما عمره عصب في وجهها كذا ،، كان دايما يحترمها
واذا فيه حاجة يقوله لها
ضاق صدرها على اللي صار
وراحت تكلم نواف عنه
نواف كان جالس بمكتبه
يكتب في التقارير وامور الشغل
نوف: مشغول نوافي؟
نواف: دام فيها (نوافي) ايوة مشغول هههههه
نوف دخلت الغرفة وقفل الباب وراها : والله انا سيف شاغل بالي
نواف: ايش فيه ؟
نوف: دحين انتا مصدق قصته عن الفقشة اللي في راسه ؟
نواف: لا ، ماني مصدقها ،، بس ما دام ما قال لنا ،، ما راح نجبره
نوف: والله بديت اقلق عليه
نواف: لا تقلقي عليه ،، هو طيب ،، بس انتي شكاكة وتطفشي !
نوف: لا والله ،، من جد يا نواف، اول مرة يعاملني كدا ، ما عمرو عصب في وجهي !
نواف: اعطيه فرصة يهدا شوية ،، يمكن عصب من شغله مُعينة ،، صارت له ولا حاجة
يبغاله شوية وقت عشان يقدر يرتاح
نوف: يمكن ؟
نواف: لا تخافي يا نوف ،، هو بخير ان شاء الله
نوف: طيب ، ودحين اروح مع مين للسوق؟ ما اقدر احضر ملكة منال بدون فستان
وبكرة الملكة!!!!
نواف: يا ربي انتو والفساتين !! اممممم ،، شوفي اكمل الورق اللي عندي
وانزلك ،، بس لا تطفشيني ،، من جد ما اقدر امشي كتير ،، وانتي دكتورة تدري
نوف: ايوة يا بو اُصباع مكسور ،، مو مشكلة ،، المهم توديني مكان كويس
____________________________
دخل الحمام
وبشكل لا ارادي نزلت دموعه
وحرقت قلبه
سيول على الخدين
كل ما حاول يمنع نفسه ،، تزيد
حاس انه انخدع ،، وان كل السنين هذه كان في سراب او وهم
ماهو متخيل ابدا الموقف اللي هو فيه
كل ما يتذكر محادثاته معاها
واسلوبها ،، تزيد شكوكه
راسه راح ينفجر من التفكير
ناظر في المرايا ،، وشاف الـ 4 غرز اللي في جبهته
مرر يده عليها
حس بضيقة في صدره
نفسه يصااارخ ،، ويطلع اللي فيه
بس ماهو قادر
غسل وجهه خمس مرات ،، ولا في امل
باين ان وجهه اصفر ،، وعيونه مليانة دموع
فتح باب الحمام ،، وتأكد ان ما في احد
وبسرعة راح لغرفته
وقفل الباب عشان محد يزعجه
رمى نفسه على السرير ،، وتأمل الغرفة
زي اللي يدور على حاجة يغير بيها تفكيره
يبغى يفكر في شي ثاني
عشان يرتاح شوية
صار يطالع في الغرفه وينقل بصره من ركن... لركن من شي... لشي
بس كل ما تطيح عينه على حاجة ،، يتذكر شذى ...أو بالاحرى ... شادن !
الكمبيوتر....
الكرسي اللي كان يجلس عليه بالساعات
يتكلم مع شخص واحد
الكتب اللي اشتراها عشان خاطر عيونها
وقراها ،، وتمعن فيها
العطر اللي في يوم قالت انها تحبه ،،
الوردة .. آه الوردة !
قام بسرعة وأخذ الكتاب
تصفحه بسرعة لحد ما لقا الوردة
ناظر فيها ،، وحس باحساس غريب
راحة .. و خوف
حيرة ..و ثقة
حب... وكره
جلس على الارض
وصار يتأمل الوردة
وتذكر كل لحظة مضت من حياته
يا ربي ! ايش اسوي !
________________________________
دقات على الباب
فتحت الباب ودخلت متحمسه
منال : شدووووووونة !!!
شادن كانت تحت بطانيتها ،، ومغطية جسمها بالكامل
ولا ردت على منال
منال قربت من السرير
وصارت تهزه ،، عشان تقوم شادن
وشادن ابدا ولا تتحرك ولا تتكلم
هنا منال خافت
بسرعة شالت عنها البطانية
لقت بنت ... كأنها شادن .. بس شكلها غير!!
عيونها حمرا،،، وخشمها احمر
ماسكه مخده صغيره بأيديها الاثنين وحاطتها في فمها وعاضه عليها بأسنانها عشان تكتم صوتها
شعرها على وجهها
متكورة زي الكورة
تنتفض!
منال لما شافت شكلها ،، خافت عليها
بسرعة قربت منها
صارت تطالع في شادن
وصارت تسألها وتستفسر منها
وشادن بس تبكي في صمت
جات عينها بعين اختها
ما قدرت تمسك نفسها
حضنتها بكل قوة
وصارت تبكي
وتبكي بصوت
منال ماهي فاهمة حاجة ،، لاول مرة تشوف شادن تبكي هذا الشكل
متحطمة ،، ومنهارة ،، كانت شادن دايما رمز الثبات !
منال من الخوف ،، ما قدرت تجبرها تتكلم
خافت لو تكلمت ،، تنهار زيادة
اكتفت انها تمرر اصابعها بين شعرها
وترجع تمسح على ظهرها
تحاول انها تهديها
وكل مالها تزيد تبكي
وكان واضح عليها الانهيار والحزن وكل معاني التحطيم
منال كانت تبغى شادن تروح معاها المشغل
بكرة الملكة ،، واليوم يأخذوا الفساتين
بس لما شافتها كدا ،، قررت تهديها الاول
واذا حبت تجي معاها تأخذها ،، واذا ما حبت ،، تخليها على راحتها
_________________________
ليلة الملكة
بالقوة اقنعت منال اختها انها تطلع من الغرفة هذه
وتروح معاها على المشغل
عشان يتجهزوا
شادن ما كان لها نفس تسوي شي
حتى ما كانت تاكل اليومين اللي فاتو
بس محد لاحظ !!
راحت المشغل عشان خاطر اختها ،
والفرحة اللي في عيونها راحت معاها
مع ان شكلها وكأنها من ( الاحياء الاموات)!!
وجه شااااحب
وهالات سودا تحت العيون
وشفايفها صفرا
اكتفت تأخذ دش على السريع
وراحت معاها ،، وشعرها مبلول
منال كانت حاسة ان اختها فيها حاجة
بس ما هي عارفة كيف تقدر تسألها
كان احساسها يقول لها ،، السالفة عن سيف
بس حاسة انها مستحيه تسأل اختها ،، وفي نفس الوقت ، خايفة
كانت لمنال طلة مميزة ،، خصوصا ان من فترة محد شافها بمكياج
ولا احد شافها بشيء غير الفستان الاسود
فمن جد ،، كانت في احلى طلة ((زي مايقولوا طلعت لها طلعه))
اما شادن ،، فمع المكياج ،، والفستان المميز
والتسريحة وكل هذا
باين عليها الهم!
وانها شايلة حاجة في صدرها ،، ما قدرت تخفي هذا الشعور
كان ظاهر للجميع
بس كل من سألها ،، كانت تقول ، انها تعبانة شوية
نواف بالقوة شال سيف ،، واجبره يحضر
ولا هو ما كان يبغى يطلع من (الحفرة) اللي حفرها لنفسه في غرفته !
من هنا وهناك ،، اقنعه يجي معاه
بدا نواف يقلق مثل نوف ،، بعد ما استمر هذا الشي 3 ايام
لاول مرة يصير الولد كذا
في الملكة ،، ما تحرك من مكانه
كان جالس جنب جده يحيي
ولا راح ولا جاء
وباين عليه انه يفكر في شي معين
محتار ،، وخايف
وكل من يكلمه ،، لازم يعيد الجملة مرتين عشان يفهم عليه
يحيي: اشبك يا ولدي ؟
سيف: هاه ؟ ولا حاجة جدي ،، انا بخير ،، بخير
يحيي: متأكد ؟
سيف: ايوة
يحيي: اذا تعبان تقدر تستأذن ،، والله يا ولدي ،، عشان صحتك
سيف: لا والله ،، بس انا مشغول فكري شوية
يحيي: على حكاية البعثة ؟
سيف ارتاح ان جده جاب له سبب : ايووووة يا جدي ،، البعثة!
يحيي: لا تخاف يا ولدي ، وان شاء الله خير ،، بس فاضل نزوجك عشان تروح كندا ههههههه
سيف ضاق صدره من الكلمة
اه ه ه ،، بس لو تدري يا جدي !!!
يحيي: اسمع ،، تعال بكرة انتا وعمتك ،، عشان نشوف حكاية البعثة هذه
ولا تخاف ان شاء الله كل حاجة كويسة،، يا ولدي لا تشيل هم !!
سيف: ان شاءا لله
__________________________________
نوف كانت تحس بسعادة في وسط الملكة
شافت ناس من زمان ما شافتهم
وحضرت (ندى) مع اولادها ،، جابت بنت من شهر وسمتها ( ملاك)
و عشان خاطر نوف قررت تجي ،، تشوفها وتجلس معاها
ونوف كانت مرررة سعيده بشوفت ناس من سنين ما شافتهم
حتى ان زوجة ( محمد) حضرت كمان
وكانت طول الوقت تدقها بالكلام حول اخوها( علاء)
ونوف تصرف السالفة
صارت تراقب البنات
تدور لاخوها على عروسة حلوة (امورة) على قولته
وكل ما تشوف وحدة تسأل شادن من تكون البنت
وجذبتها وحدة من البنات
باين عليها انها رزينه ،، كانت جالسة في طاولة
وجنبها وحدة حرمة كبيرة
كانت البنت لابسة فستان ناعم مرة ،، وبسيط
وكان شعرها اسود طويل
نوف ارتاحت للبنت ، وحست كأن البنت هذه لو يشوفها نواف
راح تعجبه ،، بسرعة راحت سألت شادن عن البنت
وعرفت انهم كانو جيران عم يحيي
بس نقلوا لبيت جديد من فترة
ومن زمان ما شافوهم
ونوف بما انها ما كانت تشوف الجيران كثير
ما تتذكر البنت
بس عرفت ان اسمها ( آلاء)
وانها اخر العنقود
حطتها في بالها
قالت خلاص هذه مرات اخويا !!
__________________________________
رجعوا من الملكة
وكل واحد تفكيره في جهة
سيف على طول دخل غرفته
واتعذر انه تعبان ويبغى ينام
اما نوف جلست مع نواف
تقول له عن (آلاء)
وهو قال لها اذا ارتحتي لها وحسيتي انها مناسبة
خلاص توكلي على الله
نوف: الله ،، والله واخويا حـ يتجوز ،، وانا حـ صير عمه اخيرا !!
نواف: وانا يعني ما تبغيني اصير خال ؟؟
نوف: هاهاهاها ،، اقووول ،، كم مرة اكرر الحكاية هذه ؟
نواف: خليكي جدية يا نوف ،، انا ما راح اعيش لك على طول ،، ولا سيف بعد عمر طويل
مين لك بعدها ؟ لازم يكون لك احد تعتمدي عليه
نوف: بعيد الشر ،، الله يخليكم ليا يا رب !
نواف: خليك واقعية يا بنت ! محد فينا راح يعيش للابد !
نوف: والله يا نواف،، القلب واللي يميل له!
نواف: وعلاء ايش يعيبه ؟
تنهدت نوف: يا الله !!! ما يعيبه شي ،، بس ما ادري ما ارتحت يا نواف !
نواف: والله ما راح اجبرك ،، وما راح اسمح لاحد يجبرك ،، بس انتي فكري بعقلك
وشوفي ايش فيه مصلحتك ،، وقتها ،، اعطيني قرارك النهائي ، اتفقنا ؟!
نوف: اوكي ،، اتفقنا !
___________________________________
دخلت لغرفتها
وجسمها مهدود حيله ،، حاسة ان شعرها مشدود مررررة
وكأنه راح يتقطع اذا خليته كمان شوية
وعيونها حمرا من المكياج
ناظرت في شكلها بالمرايا
نوف: الله ،، يعني عشان من زمان عن المكياج هههههه
بدت تفك شعرها ،، ومع السبري والحاجات العجيبة اللي حطته لها الكوافيرة
كان عذاب ،، تسحب بنسه ،، تتقطع كم شعره
وهي جالسة تشيل اللي في راسها
لمحت كاسة الاقلام حقتها
وجاء على بالها " فيصل"
ابتسمت ابتسامة اطفال
تذكرت جلسته على الكرسي
وكيف كان شكله لما يندمج في الكتابة والقراءة
نوف: والله كان اسرع مني في الطباعة!
وصارت تضحك
وتتذكر كيف كان مدمن نسكافيه
والبالطو حقه ،، كان كمه فيه بقعة حبر زرقا على الاكمام
بشكل دائم
وما كانت تعرف السبب ؟!
بدت تمسح المكياج ،، وتفرق خصلات شعرها
وحست انها تعبانة
ونفسها تنام
دخلت اخذت لها دش على السريع
عشان خاطر السبري اللي خلى شعرها (حجر)
طلعت من الحمام .. وصارت تنشف شعرها
نوف: يالله يا فيصل.. ليه انت على بالي !!
جلست على طرف السرير
وجابت المشط
صارت تمشط شعرها ،، وتفكر
يا ربي ؟ فيصل على بالي تقريبا كل الوقت
بس ليش؟
اشمعنه هو ؟
حتى لما جاتني الورود من سامي
والله ما جاء سامي على بالي
هو اللي جاء على بالي
ويومها توقعت اني اشوفه هو مو ....
يالله يا نوف !!
معقولة ؟
معقولة اكون انا احبه من اول ؟
تذكرت نوف كلام دعاء لما قالت لها :
" انتي تبتعدي عن الناس اللي تحبيهم خوفا من انك تنجرحي ..."
طاحت عليها الكلمة بقوووة
وحست انها حقيقة
كل ما احس اني ارتحت
او بديت ارتاح
اتنبأ ان شي غلط راح يصير ،، او اني انا راح انجرح
او ان اللي يحبوني راح يتركوني
يمكن لان امي وابويا ماتو وانا صغيرة ؟
او يمكن عشان سامي ؟
ولا عبد الله وامل ؟
آه ه ه يا راسي !!
ليه تحب تحيرني !!
فجأة بدت تضحك
تذكرت لما قال لها فيصل" اذا كنتي تعبانة ارجعي البيت "
وهي ما صدقت خبر
صارت تضحك تقول في نفسها
اكيد انقهر ،، لاني طلعت وتركته جالس لحاله
يالله !
دحين لما ارجع بفكري لورى
من جد الولد يحبني !
وانا الغبية اللي رحت وتركته !
بس ... انا معذورة صح ؟
ماني غلطانة ؟!
الانسان ما عنده الا قلب واحد .. ليه يعذب قلبه ؟
بس انا كدا عذبته هو ؟
خليته يذوق اللي انا ذقته من سامي !
يالله يا نوف !!
كيف ما فكرتي في هذا!!!
ظلمته !! والله ظلمته!!
رمت نفسها على السرير
وحطت المشط على جنب
غمضت عيونها
واول من شافت في مخيلتها .... فيصل !
وكأنه واقف قدامها
يالله يا ربي ،، حتى ملامحك ما اتمسحت من بالي !
يالله ... والله يا نوف ... شكلك ...
لا
لا
لا
ما احب احد انا !!
ما راح اسمح لاحد يجرحني من جديد
حلفت ما انجرح!!!
بس هذا فيصل؟
انا شفت قد ايش كان طيب معايا ،، ومع غيري
وما جرحني في يوم
جلست بسرعة
وقالت :
" خلاص من بكرة راح ادور عليك !!!! واعرف حقيقة مشاعري !!!!"
_____________________________________
قلبه يقول له
كيف تترك اللي تحبها من موقف زي كدا
وعقله يقول له
هذه اللي ضحكت عليك .. وخلتك تحبها
كان نايم في سريره
حاس ان جسمه مكسر وتفكيره مشتت
يالله يا سيف
من خمس سنوات
كنت انتا تكلم البنت اللي في البيت نفسه!!!
انا في الملحق
وهي في البيت!!!
من خمس سنوات وانا جالس جنبها
تحت عينها ،، وما كنت داري
كانت تشوفني كل يوم وتعرفني
بس انا ما كنت عارف؟
ادخل واطلع من البيت
وافكر فيها ،، وفين ممكن تكون
وايش تكون جالسة تسوي
وفي النهاية طلعت معايا في بيت واحد!!!
هي حبتني قبل ما تعرف انا سيف
ولما عرفت اني انا سيف
ظلت مثل ما هي
ما تغيرت عليا
ما انفجرت في وجهي
ولا عاملتني بشكل مختلف زي ماعاملتها
طيب ليش؟
ليش انا عاملتها زي كدا ؟
ليش عاملت الانسانة اللي سكنت قلبي
باسلوب ....
غبي يا سيف!!!
غبي !!!
هي شافت اخلاقي ،، وعرفتني كلي،، كل تصرفاتي وطريقة تفكيري
وعرفت اني انا سيف... بس ما سوت اللي سويته
اه ه ه ه
انا ليش سويت كدا !!
بسرعة قام وشغل جهازه
ودخل على النت
نفسه يشوفها يبغى يكلمها
بس حاسس انه غلط في حقها
واكيد انها زعلانة منه
او يمكن حتى كرهته !!!
فتح الماسنجر
ولقى ايميل جديد
كانت عبارة عن بطاقة
من
.
.
.
.
.
.
شـــادن
..فتح البطاقه
وشويه اشتغلت اغنيه حقيقة واقعي
و بدت تظهر له هالكلمات
زعلت ولا عرفت ارضيك
ولا ادري وش اخر هالظلم والتشكيك
ابرحل يا صدى شوقي
واداري الهم بعروقي ولا اشقيك
..
انا الي بكل شي افديك
وظلمك ما يغيرني
دام ان الهجر يرضيك
بقول الله يصبرني
..
ولا تنسى صدق الوفا مني
وحقيقة واقعي وانشغالي فيك
..
انا الي عشت لعيونك
لاحزانك ولجنونك
عذرتك وانت ما تدري
لانك كنت لي دنيا
مثل ما كنت لك دنياك
ولاني من كثر ما احبك
قبلت اموت في قلبك
واشيلك روح في صدري
ابرحل..
..
عليك اخاف من نفسك
ومن يومك ومن امسك
واخاف ان العمر يجري
واذا في خاطرك كلمه
انا مشتاقه للكلمه
ابهدي للفرح فرصه
ومالي غيرها فرصه
ومالي غيرك بعمري
ابرحل..
دمعت عيونه ،،وحس انه لسى في احد يحبه ويشتاق له
و انه من جد ،، كان تصرفه صبياني !!!
وما كان في داعي لردة فعله هذه
جرحها !!
جرح القلب اللي حبه!!
كيف يا سيف!!
كيف قدرت تسوي كذا !!
ليش !!
معقولة انا سطحي لهذه الدرجة ! شذى ما هي امها
قصدي ... شادن
حس باحساس غريب لما نطق اسمها الحقيقي لأول مرة
كأن الاسم هذا له معاني كثيرة ،، وما عاد لـ "شذى" هديك الرنة
ابتسم ،، وحس باحساس غريب في صدره
كان حاس انه فرحان ،، بس زعلان
فرحان لانه اخيرا عرف من وراء الشاشة اللي كان يشوفها كل يوم
وحبها بكل ما فيه
بس زعلان من ردة فعله معاها
وشال هم كيف يقدر يراضيها ،، بعد الكلام الجارح اللي قاله
" بنت حياة"
ضرب فخذه من القهر
يالله يا سيف!! كيف طلعت منك الكلمة دي!!
والله ما ادري ايش جاني !
الغضب!
بسرعة دخل للموقع نفسه اللي ارسلت منه شادن البطاقة
وصار يدور ويدور على بطاقة مناسبة
يعتذر لها من خلاله
وكانت راح تكون اخر بطاقة يرسلها لها
وقال في نفسه
اخر رسالة ارسلها لها بالنت
وبعد كدا ،، راح يكون وجه لوجه !!!
_______________________________
كانت في غرفتها ،، كعادتها في الفترة اللي راحت
تفكر ،، صارت مدمنة تفكير
ما قدرت توقف تفكير
من يوم ما ارسلت البطاقة لسيف
وهي في حالة انهيار مو طبيعية
دموعها توقفت
مو عشانها مرتاحة
بس عشانها تعبت من البكاء!
صارت ما تتكلم ،، ولا تتحرك ...
من بعد ملكة منال ،، وهي في تدهور
ليش يا ربي !! حبيته والله ،، والله حبيته !!!
ليش يا سيف
ما توقعتها منك ابدا ! توقعت ان عقلك اكبر من كدا
مو زي الاطفال
اه ه ه ه يا قلبي !
اصبر هذا نصيبك
اللي حبك .... جرحك!
يالله انا ارسلت له البطاقة من يومين
بس ما رد عليا
شكله من جد ما يبغى يكلمني
من جد انصدم وخلاص
ما عاد لـ "شذى" معني
و"شادن" اصلا ما لها مكانة
بس يمكن ما يكون دخل النت ؟
يمكن هو مشغول ؟
ايوة صح
شكله مشغول ... عشان كدا ما شاف البطاقة
قامت لجهازها
وحبت انها تتأكد من ايميلها
فتحت الايميل
وما كان في حاجة
حست بضيق،، وبدت تصدق ان سيف يبغى ينساها
مدت يدها للماوس ،، وقررت تجرب تعمل تحديث للصفحة
حطت راسها على الطاولة
تتأمل الخطوط الخضرا ،، والصفحة البيضا
فجأة لقت رسالة
بسرعة رفعت راسها
وطالعت ،، لقتها بطاقة
يالله دوبها وصلت البطاقة
لقت البطاقة من سيف
ابتسمت وفتحتها بسرعه
وصارت تقرا كلمات البطاقه
.
تعودنا انا وانت..تعودنا على النسيان
خذتنا عزة الدنيا..وتهنا في ليالينا
صحينا والثمن غالي..وضعنا في خطاوينا
نحاول نكتم الحسره
نحاول نخفي الاحزان
قسينا في مشاعرنا
غلطت انتا وانا غلطان
ولا شفنا سوا الحيره
حبيبي وييييييييين ماااااضينا
نبي نصبر ولا نقدر
ولا نعرف لنا عنوااااااان
تغربنا في هالدنيا
وماضي الشوق يبكيناااااااااا
ندمت انت..وانا اكثر..اعيش بدنيتني ندمان
توقعنا نبي ننسى..وذكرانا تصحينا..
تكابرنا على العشره ولابه غيرنا خسرنا
صحينا والثمن غالي وضعنا في خطاوينا
وكتب في اخر البطاقة :
" يا ريت ما اكون خسرتك!"
دمعت عيونها بشكل تلقائي
واترسمت ابتسامة من الاذن للاذن
ما قدرت تخفي فرحتها
وحست ان الدنيا ما تسعها من الفرحة
صارت تحاول تمسح دموعها
عشان ترجع تقرا كلمات البطاقة
وبسرعة شغلت الماسنجر ،، قالت ما دام دوبو وصل الايميل
يمكن يكون على النت ؟
وصارت تراقب الماسنجر وهو يعمل تسجيل دخول
وتقول :
بسرعة...بسرعة...بسرعة!!!
دخلت ،، وشافته متصل
طاح قلبها ،، حست بالخوف،، أول مرة تكلمه على انها شادن
ومو "شذى"
حست بتوتر ،،
وصارت اياديها الاثنين باااااااارده وترتجف
وكأنها راح تكلم الشخص هذا لاول مرة
يا ربي ايش اقول
كيف اتصرف
الا كلمها هو
واكتفى انه يحط صورة قلب
وهي ضحكت والدموع في عينها
حاسة ان كل المشاكل اللي في الدنيا اتحلت
وانه ما في حزن بعد كذا
وصلت لأوج فرحتها
ولقمة جبلها
نفسها تقوم وتقول للعالم كله
" والله احبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــه!!!!"
سيف كان يرسل لها صور
قلوب
ووردة
ويكررها
وهي ساكته ،، ما هي قادرة تتكلم من فرحتها
بعدين تكلم:
سيف: لا تقولي شي .. بس بكرة لما اجي اخطبك ... لا ترديني !!!
شادن وجهها صار طماطم
وحست بالحرارة في كل جسمها
فرحانة وخجلانة لابعد الحدود
يالله يا سيف!!!
وكتب: اخر كلمة اقولها لك بالنت .... أحبك!!!!
وصدقيني ما راح اتخلى عنك !!!
وبكرة تسمعي الخبر !!
وجلس خمس دقايق
وبعدين طلع
وشادن ماهي قادرة تستوعب
فرحانة ،، بس ما تدري ايش تقول
ايش تسوي
كيف تتصرف
فرحتها خلتها تنشل !!!
ما قدرت حتى تقوم من على الكرسي
الضحكة ما فراقتها
والدموع في سيل مستمر
غطت وجهها بيدها وقالت:
"انتظرك!"
__________________________________
الساعة 9 الصباح
دقت على عمها ،، وطلبت يرسل لها "نور"
لانها ما لقت سيف البيت
استغربت من تصرفه
عمها كان في العمل ،، عنده شغله طارئة
كان لازم يخلصها على الصبح
وعلى الساعة 10 او 12 بالكثير .. راح يكون في البيت
فقررت نوف انها تروح المستشفى تسأل عن فيصل
دام عندها السيارة والوقت
____________________________
في طريقها للمستشفى
حاسة ان قلبها كل ماله نبضاته تزيد
وكأن قلبها راح يطلع ويمشي قدامها ،، يسبقها على هناك
وكل ما تفكر في الكلام اللي راح تقوله
ولا الطريقة اللي راح تدخل بيها المستشفى
تتوتر
وتحس ان وجهها كل ماله يحتر
ناظرت في المرايا
وشافت عيونها ،، تذكرت ايام زمان ،، لما كانت تروح الدوام كل يوم
وكل صباح تقابل فيصل
والدكتور سامر
والدكتور مصطفى
كل الوجوه تجمعت في مخيلتها
بس ما كانت تتذكر ملامحهم كثير
مـــاعدا...... فيصل ........
تتذكر شكله وكأنه واقف قدامها
وصلت للمستشفى
وترددت انها تنزل من السيارة
حست بقلق شديد
يا ربي دحين اشوفه بالريسبشن
طيب ايش اقول له ؟
اسلم واستنى اشوف لو يعرفني ؟
ولا اقول له اني انا نوف؟
لا
لا
بلاش اتكلم
خليني بس اوقف واشوف هو ايش يقول
ايوة صح احسن شي
فتحت الباب
ووقفت اخذت نظرة على المستشفى من الخارج
يالله زي ما هو
صارت تسترجع ذكريات الماضي
اتذكرت اول يوم لمن جات المستشفى عشان تتوظف فيها
وتذكرت كمان اليوم اللي جات وكانت خايفة ان فيصل يشوفها
ارتسمت على وجهها ابتسامة خجل
وحست بنفس الشعور
بس هذه المرة
تبغاه يشوفها !!
نفسها تشوف ردة فعله
يا ترى راح يفرح بشوفتي ؟
ولا راح يكون ماخذ على خاطره مني ؟
اخذت نفس عميق
وبدت تأخذ خطوة لقدام ،، وخطوة لورى .. مترددة
بس في النهاية قررت انها تتقدم
وصلت اعلى الدرجات
ورجع لها التورتر من جديد
يا ربي !!!
دحين ادخل ،، وراح اشوفه على مكتب الريسبشن
طيب اذا ما ابتسم ؟
اذا كشر في وجهي !
ما راح استحمل ! يا ربي !!!!!
فجأة جا من وراها مجموعة حريم
وكانوا مسويين زحمة عجيبة
ودف ،، ومعاهم اطفال
ونوف عشان تتفاداهم
اضطرت تدخل بسرعة
اول ما دخلت
على طول طاحت عينها على مكتب الريسبشن
شافت بنت قاعدة في مكانها
حرقها قلبها !
ايش جلس البنت هذه هنا ؟
يا ربي !!! يعني فيصل كل يوم يداوم وهذه جنبه ؟!
ما كان في احد في الكرسي المجاور للبنت
فجاء على بالها انه طالع يوصل ملف او شي ؟
ايوه اكيد راح يوصل ملف..
اخذت خطوات صغيرة ،، وتوجهت للمكتب
وقفت قدام البنت
وشافت انها كانت كاشفة
وخصل من شعرها طالعة
زادت الحرقة اللي في قلبها
يا ربي !!! من جد ما تستحي !!!
كان نفسها تضربها ،، وتشيلها من مكانها ،، وتجلس هي
وتنتظر فيصل
فجأة لمحت احد كان واقف ورى
عند الدواليب
يدخل ملفات
زادت دقات قلبها
وحست بالحرارة في كل جسمها
يالله فيصل !!!
كان معطيها ظهرها
وهي تبغاه يلف ،، بس ما تبغى تناديه
تبغاه هو يشوفها
انتظرت وانتظرت
البنت اللي على مكتب الريسبشن استغربت
تكلم نوف ،، ونوف مطنشتها
عيونها على صاحب الشماغ
اللي واقف ورى
كانت خاااايفة وفي نفس الوقت متوترة وحاسة بشعور غريب
التفت صاحب الشماغ
وناظرت فيه نوف بابتسامة
وبعدين استغربت
وبدا فكرها يتشتت
مين هذا ؟!!
حست ان الدنيا اتلخبطت ،، وتفكيرها توقف
يالله ،، مين هذا ؟
هذا مو فيصل؟
يالله
اجل فين فيصل؟
قرب الرجل من المكتب : ايوة ، نقدر نساعدك في شي ؟
نوف توترت ما عرفت تسأل عن فيصل ،، ولا ايش تسوي
وبشكل تلقائي سألت : الدكتور مصطفى موجود؟
الرجل: ايوة موجود ،، عندك موعد ؟
نوف ضحكت وهي تصرف: لا انا اعرفه وجاية ازوره بس
الرجل : اعتقد انه عنده مريض الان ،، بس تقدري تنتظريه في مكتبه اللي....
نوف: الدور الثاني ؟ اول سيب ،، خامس باب على اليسار !!
الرجل : هههههه ،، ايوة بالضبط
نوف: سبحان الله يعني في حاجات ما تغيرت
بسرعة راحت نوف للاصنصير
اول ما فتح الانصنصير ودخلت فيه
حست براحه
كانت خجلانة مرة ،، لان الراجل ما طلع فيصل
وفي نفس الوقت
ارتاحت لانها كانت غيرانة من البنت
هنا حست بشعور غريب
الله يا نوف ،، تغاري !!!!
طلعت من الاصنصير،، سرحانة
وكانت رجولها تمشي تلقائيا لمكتب الدكتور مصطفى
بدون تفكير لقت نفسها امام مكتبه
دقت الباب
دكتور مصطفى: ايوة ..اتفضل..
نوف: السلامووو عليكووو
دكتور مصطفى : يــــــــــــــــا دا النور !! يا دا النور !!
وقام من ورى المكتب عشان يسلم عليها
هي دخلت المكتب
و أول سؤال على بالها ،، فين فيصل ؟
بس ما قدرت تسأل
نوف: كيف حالك يا دكتور .. وكيف اهل مصر ؟
دكتور مصطفى : كويسين ،، دي خطبة دعاء الاسبوع اللي فات
وانا مقدرتش احضر ،، وكلهم بيسلمو عليك
نوف: الله يسلمهم يا رب
دكتور مصطفى: ايه جاب القميل للمستشفى
نوف: ههههه ،، لا بس حبيت استرجع الذكريات ،، الا فينو عبد القدوس ؟
دكتور مصطفى: اوووه دا سافر من زمان ،، يمكن لو تلات سنوات .. وما سمعناش عنو حاجة
نوف: يالله !! وآرلين والدكتور سامر ؟
دكتور مصطفى: اوووه ،، مش دا سامر اتجوز !! واخد اخت "فيصل"
نوف سمعت فيصل على طول قطعت كلامه : فيصل !
دكتور مصطفى: آه والله تجي من سنتين كدا ،، جاء سامر وعزمني على جوازو
ما شاء الله ،، بقالو سنتين خلاص ،، وعندو بنت او ولد مش فاكر والله
نوف: ما شاءا لله ،، وفيصل؟
دكتور مصطفى : والله دا من يوم ما سافرتي ،، وانا ما شفتوتشي ،، سألت سامر عنو قال لي انه كويس
والله الكلام دا قبل ما ينقل سامر لمستشفى تاني
نوف: اوووه ،، نقل؟
دكتور مصطفى: اه والله ،، جاتلو فرصة يتوظف في مستشفى حكومي
وكمان المرتب احسن بكتير ،، هو قال لي كدا ،، وبعدين الراجل تجوز
لازم يخلي بالو من اهل بيتو
نوف: صحيح والله ،، طيب ايت مستشفى ؟عشان ابارك له مع انها متأخره ...
دكتور مصطفى وصف لها المستشفى
وطلب منها تسلم على سامر
لانه من زمان ما شافه
ولا يدري عنه حاجة
نوف طلعت من المستشفى
وهي حاسة ان كل شي متغير من الداخل
مع انه زي ما هو من الخارج
الناس ما هم الناس
واللي كانو فيه ،،، راحوا
_________________________
دوبو دخل البيت
تعبان على الاخر ... دخل للمكتب ،، وشال الغترة
وحطها على اقرب كرسي
فتح ازارير الثوب
وجلس على الكرسي
حاسس ان نفسه مكتوم
غمض عيونه عشان يرتاح له شوية
دق جواله
طلع النظارة من جيبه ،، ولبسها عشان خاطر يشوف اسم المتصل
يحيي : يالله نوف .. سهيت عنها
طلعت نوف قدام البيت ،، بس ما حبت تدخل من غير ما تتاكد ان العم يحيي موجود
لانها ما تبغى تجلس مع حياة
ولما تأكدت نزلت من السيارة ودخلت البيت
طلعت الدور الثاني
وتوجهت لمكتب العم يحيي
نوف: السلام عليكم
يحيي: وعليكم السلام،، ادخلي يا بنتي لا تستحي
نوف: كيف حالك عمي ؟
يحيي: الحمد لله طيب ... انتي كيف حالك ،، وسيف سمعت انه تعبان ؟
نوف: لا بسيطة بس يمكن عشان تغير الجو وزي كدا ،، تدري اختلاف لندن عن الرياض
يحيي: اها ،، يالله الحمد لله ،، اجلسي يا بنتي اشبك واقفة
جلست نوف على الكرسي المقابل ليحيي
في المكتب الفخم
كان مكتبه وكأنه متحف،، فيه كل شي قديم
من تحف وصور وغيرها
لاحظت نوف ان العم يحيي شكله مختلف عن البارح
صحيح انه كان تعبان البارح ،، بس اليوم شكله تعبان بزيادة
نوف: عمي بالله ،، اذا تعبان نوديك المستشفى ،، مو لازم نشوف حكاية سيف اليوم
يحيي: يا بنتي انا طيب ،، واللي ربي يكتبو فيه الخير
نوف: يعطيك العافية يارب
يحيي: طيب ايش طلبات سيف ؟
نوف: والله بس انك توقع موافقه ،، لانك ولي امر سيف حاليا
وبعدين حكاية السفر ان شاء الله سهلة ،، وكمان عندي موضوع انا كمان
يحيي: ايوة ،، ايش هو يا بنتي ؟
نوف: افكر اخذ صيفي السنة دي ... ويبدا بعد اسبوع ان شاءا لله
يحيي: وتدرسي كمان في الصيف،، ولا تخلينا نشوفك!
نوف: ههههه ،، والله يا عمي انا نفسي اجلس هنا والله وحشتوني ،، بس احس كل ما اضغط نفسي دحين اقدر اخلص ابدر ،، يعني بدل ما اخذ سنتين كمان ،، اخذ سنة! او سنة ونص على حسب
يحيي: يا بنتي انا على قدي ،، ما افهم الحاجات هذه ،، بس اذا انتي تبغي وتحسي انو افضل حاجة ،، توكلي على الله
نوف: يعني موافق ؟
يحيي: والله يا بنتي نفسي اشوفك هنا بيننا ،، واتمنى ما تأخذي الصيفي دا
بس ماني عارف ،، شكلك نفسك فيه
نوف: أي والله يا عمي ،، ابغى اخلص !
يحيي: خلاص لك اللي تبغيه !
نوف قامت وباست راسه : الله يخليك لنا يا عمي
يحيي:و اليوم كمان كلمني نواف ،، على سيف... وشادن
نوف ابتسمت ،، البارح قال لها سيف السالفة ،، وكيف تصرف معاها
وهي اصرت انه يخلي نواف يكلم يحيي اليوم الثاني
هي انقهرت من تصرف سيف جدا !!
خصوصا بعد كل كلام الحب اللي قاله
بس لما شافته عقل ورجع لصوابه شجعته على انه يتمسك في شادن اكثر
وقالتله (يطلع من الشوك ورد) وشادن ورد
وكلمت له نواف،، وبدوره نواف كلم عمه
يحيي: والله انا فرحت كتير،، سيف زي ولدي ،، واحبو ،، وما راح القى احسن منو لبنتي
نوف: الله يخليك لنا يا رب ،، والله حتى هو ،، يحبك ويموت فيك !
يحيي: خلاص نعمل ملكتها مع زواج منال
نوف: ان شاءا لله ،، يالله نفسي اغطرف بس ما اعرف ههههههههههه
احس اني فرحانة مرة اليوم !!!
يحيي: الله يفرحك دايما يا بنتي !!
وبدا يكح ويكح ،، بشكل شديد
وزادت البحه في صوته
وبان عليه التعب اكثر واكثر
نوف: عمي الله يخليك لا تتعب نفسك ،، خذ اجازة يومين !
يحيي: شغل دكاترة هذه ههههه،، يا بنتي ما فيا الا العافية
نوف: ان شاء الله يا رب .. بس برضو يا عمي ،، صحتك هذه
يحيي اشر على مكتبه: ناوليني كاسة الموية هذه ،، مع الدوا..
قامت نوف ... وراحت للمكتب،، كان في صينية عليها كاسة موية ومجموعة من الادوية
وقفت نوف لحظة عشان تقرا كل دوا لايش بالضبط
التفتت للعم يحيي.. وصارت تسأله عن الادوية هذه
وكم صار له يأخذها
وعيونها على العلبة وبتقرا
كررت سؤالها
نوف رفعت عيونها: هاه عمي؟!
شافت نوف العم يحيي وهو ماسك صدره ،، ويتصبب منه العرق بغزاره
متكأ على طرف الكرسي
بسرعة تركت الدوا ،، وركضت نحوه
نوف: عمي ... عمي اشبك!
كان يتمتم حاجة ،، وهي ماهي قادرة تفهم هو ايش بيقول
حاولت تفهم ،، بس ما كان واضح
نوف بدت ترجع لها ذكريات عبد الله
ويوم الحادث ،، وكيف كان يوصيها
وصارت تقول في قلبها
لا ما اقدر استحمل اكثر
لا ما ابغى
لا تموت يا عمي !!!
بس من هول الموقف ما قدر تنطق بحرف واحد
مسكت يده وضغطت عليها
وصارت تقول لنفسها
ازمة وتعدي
ازمة وتعدي!
دحين يقوم .. دحين يكلمني!
فجأة حست بيده ثقلت عليها
ومال زيادة على جهته اليمين
وراسه طاح لقدام
بدت عيونها تجمع الدموع ،، بس ما رضت تنزل دموعها
نوف بخوف وتردد: عـــ ـ ـ ـ مــــ ـ ـ ـ ــي ؟
فجأة دخلت منال
منال: نوف انتي هنا .. تقول لي زينب انك جيتي ولا تسلمي ولا حاجة....
طاحت عينها بعيون نوف
وشافت الخوف والقلق اللي كان بعيونها
حست ان صدرها ضاق عليها
اخذت خطوة لقدام .. وشافت ابوها وهو طايح على الكرسي
ونوف ماسكة يده
نوف ما قدرت تحبس دموعها اكثر
صارت تبكي وتبكي
ما قدرت تقول ولا كلمة وحدة لمنال
نزلت راسها على الأرض وغمضت عيونها
وصارت الدموع تحرق خدودها
ومنال واقفة في حالة رفض للي تشوف
منال: نوف لا تستهبلي !!!
كانت تبغى تقرب من ابوها ،، بس حاسة بخوف
ما تبغى تعرف الحقيقة
منال: بابا ما فيه حاجة .. دوبو قال يبغى يكلم سلطان ويتفق على يوم الزواج
نوف لا تصيري سخيفة
نوف قامت من مكانها
وحضنت منال
منال دفتها
وصارت تمسح الدموع من عيونها
منال: سخيفة والله!
وجلست على ركبها قدام ابوها
وصارت تهزه
منال: يا بابا ... قوم ... قوم بابا !!
من قوة هزها .. طاح يحيي على قدام ،، وكان راح يطيح فوقها
بس نوف لحقته ومسكته قبل ما يطيح
منال ما قدرت تستوعب الموقف
صارت تصارخ وتصارخ في رفض تام
ومسكت ابوها من كتوفه
وصارت تهزه لعله يقوم
منال: يا بابا وعدتني !!!! وعدتني تزفني لزوجي !!!
يا بابا لاتروح وتخليني!!
لاتيتمني!!
من كثر الصراخ والازعاج
جات كل من حياة وشادن
وفي عيونهم الف سؤال وسؤال
ولما شافوا حالة منال
وكيف ان نوف ماسكة عمها
زاد الصراخ ... والبكاء
خصوصا من البنات
كل وحدة تحاول تقنع نفسها ان هذا كابوس
وان ابوهم بخير
نوف شافت حالة منال ... تذكرت سيف وانهياره لما مات ابوه
صارت نوف تشهق وتبكي
حست ان اليوم فقدت الدنيا كلها !!!
______________________________
مر اسبوع على وفاة يحيي
وقررت نوف انهم يرجعوا لبيت العم يحيي
عشان كلهم حريم
على الاقل يكون في رجال اذا لا قدر الله احتاجوا لاحد
منال كانت تتجهز عشان تروح لبيت زوجها
كانت اخر كلمة على لسان يحيي لبنته:
" اذا صار لي شي .. لا تأجلي زواجك اكثر من اسبوع!"
كان حاس ان يومه قرب... وكان يبغى يطمن على بناته
كان ناشر الخبر هذا ،، لسلطان وشادن وحياة
وكلهم كانوا على علم
بس محد كان ناوي يطبق الوصية
الين وصل الخبر لنواف
وقال لهم :
" هذه اخر وصية لعمي ،، لازم نحققه له "
وقرروا يعملو عشا بسيط .. ويأخذ سلطان عروسته..
منال كانت رافضة الفكرة بشدة ،، كانت تقول ،، ابويا ميت!
وانا تزفوني !!!!
بس حصل ... وراحت منال مع زوجها
بقى في البيت ،، حياة وشادن ،، نوف،، سيف ونواف
كانت نوف تحس ان البيت صار هادئ بشكل غريب
شالت هم شادن وحياة ،، وكيف نفسية كل وحدة منهم
اكيد ان شادن منهارة
هي "دلوعة بابا" والكل يعرف قد ايش هي متعلقه بابوها
نوف كانت الوحيدة اللي تعرف حكاية خطبه سيف وشادن
حتى شادن نفسها ما كانت تدري
كانت تبغى تقول لها
بس حست ان الوقت غلط
فاكتفت تخلي الموضوع لنفسها
بينها وبين سيف ونواف
ولما يهدا الجو شوية ،، يكلموا حياة في الموضوع
وان شاءا لله تصير الامور كويسة
في الاسبوع هذا
حست نوف ان الدنيا تغيرت بالفعل
وما في شي يدوم على حاله
وكلنا نمشي لقدام ،، محد منا يمشى لورى
والماضي نودعه
ونستقبل الحاضر والمستقبل
بس يظل ماضي،، ملازمها
"فيصل"
كانت كل ليلة قبل ما تحط راسها على السرير
تفكر فيه
وكيف حاله وهو فين ،، ويا ترى ايش يسوي
وتفكر كيف راح تقدر تعرف اخباره
وصارت تفكر في السيناريوهات اللي ممكن تصير
لما تقابل الدكتور سامر
وكيف راح تقدر تسأله عن فيصل
وكل ما تتذكر شي ،، تبتسم
يالله يا نوف،، طلعتي من جد تحبيه!!!!
__________________________________
بعد 27 سنة
أول مرة أحس بالوحدة!
صحيح انه ما كان معايا كل يوم
وسفراته كثيرة
بس كنت واثقة انه راح يرجع لي
وراح اشوفه ثاني
عشت معاه اكثر من ماعشت مع اهلي
اتزوجت يحيى وانا صغيره
كان لي الاب والاخ والصديق والحبيب وكل شي
بس دحين ...
خلالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالاص. ..
راح وخلاني
راح وما حشوفه مرة ثانية في حياتي كلها........ ماراح اشوفه !!
ودخلت في حالة جديدة من الدموع
من يوم وفاة يحيي
وهي منهارة
وكأنها كانت تتوقع ان اليوم هذا ما راح يجي
او انها هي يومها قبل يومه
وكل ما حاولت نوف تهديها
كانت تزيد وتزيد
الحزن خيم على البيت
حياة في غرفتها
وشادن في غرفتها
ونوف بين الاثنين
ما قدرت تقنع ولا وحدة منهم بالاكل
على الاقل شادن كانت تأكل من فترة لفترة
بس حياة ابدا ما كانت حتى تقبل ان احد يدخل الغرفة معاها
واستمر الحال هذا لمدة شهر
ومحد يتكلم في البيت
سوا نوف !
قررت في يوم انها تقول لشادن عن سيف
يمكن تفرح البنت ؟
وتطلع من الحزن اللي هي فيه
حرام والله ،، بنت في سن الزهور
تعيش الحزن هذا كله
دقات على الباب
شادن: مين ؟
نوف: ممكن ادخل؟
شادن: اتفضلي
دخلت نوف ،، وعلى طول ضاق صدرها
الغرفة كانت مظلمة ،، الستاير مقفلة
وما كانت شادن تبان في وسط الظلام هذا
شغلت اللمبة
وبسرعة شادن غطت عيونها
شادن: ليه!!!
نوف: عشان الظلام هذا مخوفني !!
دخلت وقفلت الباب وراها
راحت نوف وفتحت الستاير
وبعدين قربت من شادن
وجلست جنبها على السرير
شادن كان في بحضنها
صورة لها هي وابوها ،، لما كانت في ثاني ابتدائي
اول ما رجعت من المدرسة تصورت معاه
وكانت بمريول المدرسة
ابتسمت شادن واعطت الصورة لنوف
شادن: شفتي بابا كيف طالعة صورته حلوة !
نوف ابتسمت وارتاحت ان شادن ما كانت تبكي : ايوة ،، الله يرحمه
شادن: الله يرحمه
وبدت عيونها تدمع
نوف: يا حبيبتي لا تبكي ،، حرام عليك ! ارحمي نفسك !
شادن: ما ابكي ،، بس دموعي مو بيدي ،، تنزل من نفسها
نوف : دموعك ماتنفعه دحين.. اذا تحبيه من جد ادعيله
الرسول - -قال : (اذا مات ابن ادم انقطع عمله الا من ثلاث...
.من صدقه جاريه او علم ينتفع به..او ولد صالح يدعو له)او كما قال عليه الصلاه والسلام
شادن:عليه الصلاه والسلام..
نوف: طيب اعطيك خبر ،، يمكن يخفف عنك؟
شادن : ايش؟
نوف: سيف يسلم عليك!
نوف لاحظت التورد اللي في خدود شادن ،، اول ما نطقت اسمه
وابتسمت ،، وصارت تتأمل الوجه البريء هذا !!
شادن استحت ،، وما قدرت تتكلم
نوف: سيف قال لي اللي بينك وبينه ،، واللي ما تعرفيه ،، انه خطبك من ابوك قبل ما يتوفى الله يرحمه
وكان موافق !!!
شادن هنا ما قدرت تخفي ابتسامتها
رجعت لها الحياة من جديد
شادن: والله!!!
نوف: هههههه ،، ايوة ،، انا ما قدرت اقول لك قبل
بس خلاص أجلت الكلام كتير ،، لازم تعرفي !!!
شادن : وماما؟
نوف: لسة ما قلنا لها شي
شادن: اخاف ترفض!
نوف: وليش ترفض؟ خليكي متفائلة !!
شادن: الله يستر !!
نوف حست بالخوف من نبرة صوتها وحبت تطمنها : لا تخافي يا شادن ،، ما راح اخطب لسيف غيرك!
استحت شادن ،، وبشكل لا ارادي
حضنت نوف بكل قوتها
نوف فرحت لفرح شادن،، وانها بالخبر هذا ،، رجعت البنت اللي كانت عليه
بدل الحزن والكآبة اللي كانت مخيمة فوق راسها
___________________________________
طلعت مع نور ،، عشان تروح تقضي للبيت كم شغله
ما دام حياة ما تقدر تطلع من البيت
وشادن ما تبغى تطلع
كل شي صار فوق راسها
خصوصا انها بطلت تأخذ الصيفي ،، بعد ما توفى العم يحيي
عشان تجلس معاهم في المحنة هذه
وفي طريقها لمحت مستشفى
وتذكرت ان سامر في المستشفى هذا
بسرعة طلبت من "نور" يتوجه للمستشفى الاول قبل المشاوير الثانية
حست انها أجلت السؤال عن فيصل لفترة طويلة
خلاص جاء الوقت اللي تسأل عنه
بدت تسترجع الكلام اللي تبغى تقوله
وكيف تقدر تقابله من دون ما يشك فيها
وقف نور قدام البوابة
على اساس تنزل نوف وهو يروح للمواقف
نوف اخذت نفس عميق
وفتحت الباب
دخلت المستشفى وحست انها ضايعة
قربت من الريسبشن
وسألت عن الدكتور سامر
ووصفوا لها مكتبه
توجهت لمكتب الدكتور سامر
وكان الخوف مسيطر عليها
كانت خايفة انها تتوتر ما تقدر تتكلم
او من توترها تقول كلام غير مفهوم
وصلت لباب مكتبه
وطلت من الطاقة الصغيرة اللي على الباب
وشافته منهمك في الكتابة
ابتسمت نوف
" يالله زي ما هو !"
بس الحمدلله ماعنده مريض ولا احد
دقت الباب
ودخلت
نوف: السلام عليكم
د. سامر: وعليكم السلام
نوف: يعطيك العافية
د.سامر: الله يعافيك .. تفضلي
نوف حست من نبرة صوته ،، انه ما عرفها
واستحت تقول له انها نوف
جلست على الكرسي المقابل لمكتبه
وانتظرت الين كتب اخر كلمتين
وقفل الملف
د.سامر: ايوة ،، ايش المشكلة
نوف: ابد ،، سلامتك.. ما عرفتني ؟
د.سامر: لا؟ معليش ما عرفتك ؟ مين ؟
نوف: انا نوف؟؟كنت اشتغل في مستشفى .....
د. سامر قاطعها : يالله نوف!!! نوف لندن !!!
نوف: هههههه ايوة انا
د.سامر: الحمد لله على السلامة ،، متى رجعتي ؟
نوف: صار لي تقريبا شهر
د. سامر: ما شاء الله لا تقول توظفتي هنا !!!
نوف: هههههه،، لا لسة ،، بس جاية اشوف نظام المستشفى ،، عشان اقدم
( ارتاحت انها لقت سبب لتواجدها في المستشفى)
د.سامر: والله حلو ،،،وانصحك تقدمي
نوف: ان شاءا لله ،، الدكتور مصطفى يسلم عليك ،، ويسأل عن اخبارك
د.سامر: يالله من زمان ما شفته،، يمكن لي سنتين ما شفته ،، سلمي لي عليه اذا شفتيه مرة ثانية
نوف: ان شاءا لله
نفسها تسأل عن فيصل,, بس حاسة بتوتر ،، وان اصلا السؤال مكانه غلط
د.سامر: وكيف لندن ؟
نوف حست ان كذا راح يضيع الموضوع وما راح تقدر تسأله عن فيصل
لمحت صورة على مكتبه
كانه صورة طفل صغير
نوف وهي تأشر على الصورة : ولدك؟
د.سامر ضحك: ايوة هذا فيصل حبيبي !!!
نوف لقتها فرصة تسأل: فيصل الصغير !!ههههههه ما شاء الله ،، الله يخليه لك ان شاء الله
الا ذكرتني ،، ايش اخبار فيصل الكبير؟
د.سامر اتقلب وجهه ،، خصوصا انه داري بحكاية نوف وفيصل
وصار زي اللي يصرف الموضوع
د.سامر: لازم اعرفك على زوجتي اجل .. هي اخت فيصل،ونفسها تزور لندن الاجازة هذه
انا عندي اجازة بعد شهر ،، يعني يبقى لنا شهر على الدراسة
فما دام انتي سكنتي لندن ،، حلو تعطيها رايك
نوف: اها ،، ان شاء الله
د. سامر طلع ورقة وكتب لها تلفون البيت ،، واعطاها
نوف اخذت الورقة: ايوة،، خلاص ان شاء الله قريب
د.سامر: ان شاء الله
طلعت نوف من المستشفى
وحاسة انها قربت من الهدف
اخت فيصل ،، اكيد راح تعرف اخوها فين
واكيد اذا سألتها عنه ما راح تستغرب كثير
يعني انا اشتغلت معاه 3 سنوات في مستشفى وحده
وكل يوم وجهي في وجهه
وكثير ما حكاني عن "هدى" و"نادية"
لا لا ... حلو والله ... قربت اعرف !!!
________________________________
حياة: لا ماني موافقة!!!
نوف: ليه يا خالتي !!
حياة: كدابة،، يحيي ما قال حاجة ،، وتبغى تحطي كلام في فمه!!!
نوف: ليش الزعل يا خالتي؟ انا قلت حاجة تزعل ؟
وبعدين ليش افتري على عمي الله يرحمه ،، والله قال لي انه موافق!!!
حياة: حتى لو هو موافق،، انا ما أوافق!!!!!
نوف: ليش يا خالتي !! سيف ايش ينقصه ؟
حياة: اول شي ،، هو في لندن ،، وبعدين حكاية البعثة حقتو
يبغى ياخد بنتي ويسافر بيها وما اشوفها ؟
يا سلام !!
نوف: يا خالتي،، سيف عنده البعثة ،، ولازم يسافر السنة الجاية على كندا
مو احسن نسفره وهو متزوج ؟ وبعدين ما راح نقصر معاها
حياة: لا يعني لا... حتى لو يحيي كان موافق ،،
بنت...... شاااااادن !!!!
شادن كانت جالسة عند الباب
تتصنت على الكلام
ولما سمعت امها تناديها
اتفجعت
ورجعت دخلت في السيب
وعدت لعشرة
وبعدين
دقت الباب
ودخلت
شادن باستعباط : ناديتيني؟
حياة: تعالي اجلسي
دخلت شادن وجلست على الكرسي اللي بين حياة ونوف
وبكل براءة ... تسائلت عن الموضوع
حياة: لا تعملي لي البريئة ،، انا عارفة انك عند الباب من اول
شادن اتقلب وجهها ،، حست وكأنها نملة !
اكتفت بالسكوت
حياة: لو سمحتي نوف ،، خليني اكلم بنتي على انفراد
نوف استحت
وطلعت من الغرفة
عشان تتركهم على راحتهم
يمكن شادن تقدر تقنع امها
حياة بعصبية: اسمعي يا بنت! اصحك عينك تقولي لي موافقة!
سامعة!
الولد دا ما خطبك الا عشان ينتقم مني
يبغى يسوي فيك اللي انا سويته فيهم
عارفة تفكيرهم !!!
انا خليتهم يسكنوا معانا ،، وحاولت اكون طيبة
بس هم ما ينحبوا !!
اسمعي !
لا اشوفك تقولي لي يا ماما ابغاه!
فاهمة!
شادن انصدمت من كلام امها
ايش انتقام وما انتقام؟
ليش احنا فين عايشين ؟
لهذه الدرجة امي عارفة انها عاملتهم غلط ؟
وحاسة ان في يوم راح ينقلب الموضوع عليها ؟
شادن ما ردت على امها
لانها ما عرفت ايش تقول
بس تسحبت وطلعت من الغرفة
عشان تهدأ امها شوية
________________________________
كل يوم تقول لنفسها بكرة اكلمها
وتأجل الموضوع
خوف من الموقف
وقلق وحيرة
نفسها تكلمها
عشان تعرف اخبار فيصل
بس خايفة انه يطلع متزوج
او انه يكون نسيها
استجمعت قواها
وقالت الشي الي خايفه منه لازم اواجهه
رفعت سماعه التلفون ودقت عليها
واتفقت تروح تزورها بعد يومين
ونوف بطبعها اللي يشيل "الهم"
اتفقت انها تشوف "نادية" زيارة سريعة فقط
وعّدت اليومين هذه بشكل بطيء
نوف كانت كل يوم تحاول تفكر في طريقة تسأل نادية عن فيصل
وكل مرة تفشل في ايجاد طريقة مناسبة
قررت في النهاية
انها تخليها على الله
يمكن مع السواليف
تجيني فرصة وأسألها
_________________________________
نادية: زارتنا البركة،، هاتي العباية
نوف: لا ،،لا،، ما اقدر اطول ،، انا قلت اجيك اليوم زيارة سريعة
وان شاءا لله الجايات الثانيه اكثر
نادية: لا ما يصير،، لازم تتعشي
نوف: مو اتفققنا احنا على التلفون ،، والله ما اقدر اطول
نادية: طيب ،، على راحتك ،، اتفضلي
نوف لاحظت ان نادية حامل: ما شاء الله ،، متى شهرك ؟
نادية: ان شاء الله في شوال ...شهرين باذن الله
نوف: بالسلامة ان شاء الله
نادية: ان شاء الله يا رب ...
نوف نفسها تسأل عن فيصل،، بس ماهي عارفة تجيب السالفة
تذكرت هدى : الا كيف حالها هدى ؟ فيصل كان كل يوم يحكيني عنها
نادية اتقلب وجهها : والله هدى طيبة ،، اليوم عند جدتها ،، عن اذنك اجيب القهوة
نوف انقهرت ،، يالله دوبها جاتني الفرصة عشان اتكلم ،، الا راحت تجيب القهوة
هذا وقت قهوه دحين ..اوووووووف
رجعت نادية ومعاها القهوة
صبت فنجان لنوف
وقدمته لها
وجلست مقابل لها
نوف: تسلمي... وحطت الفنجان على الطاوله الي قدامها،، الا ما قلتي لي .. فيصل كيف حاله ؟
نادية بان على وجهها انها متضايقة
وسكتت وما جاوبتها
نوف حست وكأن في مشكلة ؟
بس ما عرفت ايش هي
نوف: نادية ؟
رفعت نادية عيونها ،، وطاحت بعيون نوف
نوف شافت الدموع اللي بدت تتجمع
والعيون اللي بدت تحمر
خافت !
نوف بخوف: فيصل فينو ؟ ايش فيه ؟
نادية سكتت ،، وبان عليها انها متضايقة بشكل كبير
ومسكت بطنها ،، وتاملت دلة القهوة
نوف كل مال يزيد خوفها وتوترها
حست ان نادية فيها شي من الحزن,,, والقلق
نوف: ايش صار ؟
نادية بصوت مبحوح ،، وبعيون مليانة دموع:
بعد خمس سنوات ،، جاية تسألي عنه؟؟
بعد خمس سنوات ,,تقولي كيف حاله؟؟
خليتيه يعيش في عذاب
وتدهورت صحته
ورجع حزين .... بعد ما صدقت انه يفرح !!!!
ليه ما رحمتيه ؟!
ليه ؟!
ايش سوا لك يا نوف ؟
نوف حست ان في خطأ كبير
ايش اللي صاير؟
اشبو فيصل؟
اكتفت انها تسكت وتسمع نادية
مسحت دموعها وحاولت تهدي نفسها
مسكت ظهرها ،، وضبطت المخدة ورى ظهرها
نادية: طول الفترة اللي فاتت وكل اللي على لسانه كلمة وحدة "نوف"
ما رحمتيه ،، ولا رحمتي حالته !
ما كان ناقص حزن !
ما كان ناقص انه يتألم !
ليه ؟!
كل اللي سواه انه حبك!
تظلميه كذا ليه ؟
الله يسامحك !! الله يسامحك!!!
نوف حست بالدموع في عيونها ،، بس حاولت تخفيها
بدا الخوف يتسلل لقلبها
وحاسة ان في خبر .... راح يفجعها !
بس ما قدرت تنطق ولا بحرف واحد
وعيونها باين عليها الحيرة
سكتت نادية ،، دقيقة ،، واخذت نفس
ناظرت في نوف وقالت :
ربي أرحم مني ومنك يا نوف!!!
اخذ امانته من سنتين!!!
نوف حطت يدها على فمها
عشان تمنع نفسها من الصراخ
وما كانت مصدقة الكلام اللي تقوله
وقفت في مكانها
وحست بالدموع على خدودها
حاولت تمنع نفسها
بس ما قدرت
وقفت نادية قدام نوف
نادية: ادعي له بالرحمة يا نوف !
نوف جاتها panic attack -حالة رعب وصدمة من الكلام-
ما قدرت تأخذ نفسها ،، وكانت تحاول تشهق
بس ما تقدر
حطت يدها على صدرها ،، وزاد الازيز
وماهي قادرة تتنفس
بسرعة نزلت راسها وكأنها تركع
وحاولت انها تأخذ نفس
وكانت تشهق وما تقدر تدخل الهوا
نادية توترت وخافت من حالة نوف
قربت منها ومسحت بيدها على ظهر نوف
وهي تحاول تساعدها تأخذ نفس
بسرعة قامت نوف
ودفت يد نادية
وجها اصفر ... وعيونها حمرا ...
وبالقوة تتنفس
نوف بصوت مقطع: فيصل ما مات !!!!
وبسرعة رمت طرحتها على وجهها
وطلعت من الشقة
نزلت بسرعة للمواقف
ولقت السيارة بس ما لقيت نور
صارت تصارخ في الشارع
" نوووووووور!!!!! نووووور يا زفت!!! نووووووووووووووور!!!"
وجاء الرجال بسرعة
وعلى وجه ابتسامة غبية
زادت من قهر نوف
نوف: ليه تضحك فرحان ،، افتح السيارة بسرعة!!!!
فتح الباب ،، وركبت نوف
وكانت حاسة بدموعها على خدودها
ووصلت لرقبتها من غزارتها
ولحد الان ما هي قادرة تستوعب
كل اللي يتكرر في راسها
" ادعي له بالرحمة يا نوف "
صدى صوت نادية ،، كل ماله يعلى ،، وكأنها تصارخ في راسها
صارت نوف تحط يدها على راسها
تحاول تمحي صوت نادية
بس ما قدرت
كل ماله يعلى ،، ويعلى !!!
ودموعها تزيد ،، وحاسة بضيقة كبيرة في صدرها
نفسها تصارخ وتفجر بركان الدموع
وقف نور عند الاشارة
وساد الهدوء
نوف ما تبغى نور يسمعها وهي تبكي ،،
حاولت تكتم صوتها بقدر الامكان
وقفت سيارة شباب جنب سيارتهم
وكانو مشغلين المسجل ورافعين الصوت على الاخر
فاتحين الطيق
وفرحانين مرة
كان DJ من الـFM
وكل شوية مقطع من اغنية
كانت اطووووول اشارة شافتها نوف في حياتها
فجأة سمعت اغنية من السيارة المجاورة
"والمسافر راح
يالله ياقلبي تعبنا من الوقوف مابقى لليل نجمه ولا طيوف
ذبلت أنوار الشوارع وأنطفى ضئ الحروف
يالله يا قلبي سرينا ضاقت الدنيا علينا
هالقطار وفاتنا القطار وفاتنا
والمسافر راح
ما أدري باكر هالمدينه وش تكون النهار والورد الأصفر والغصون"
ضاق صدرها بزيادة
حطت راسها على مقعد السيارة
وحاولت تكتم صوتها
بس ما قدرت
صارت تبكي بشكل فضيع
وكأنه نواح مو بكاء
حاسة ان قلبها اليوم انكسر لاخر جزء!!
ما عاد يستحمل اكثر
"الدنيا ايش تكون بدونك يا فيصل!"
غمضت عيونها
وهي تحاول تقلل الحرارة اللي فيها
الا جاء فيصل على بالها
وشافته في خيالها
جالس على المكتب ،،
ويشرب من النسكافيه
يبتسم لها ،، بابتسامته الجذابه
تأملت جلسته ،، و كان دايما يرفع رجل على طرف الكرسي
ورجل يخليه على الارض
اتذكرت ارتباكه لمن يجي يكلمها
و خوفه عليها لمن داخت
اتذكرت سواليفه عن هدى
اتذكرت هديته
اتذكرت مسكته للقلم
" ادعي له بالرحمة يا نوف"
صدى مزعج ،، يتردد في راسها بعنف!
كل ما تسمع الكلمات هذه تتردد في بالها
كل ما يزيد حزنها ،، ودموعها تسيل بشكل اكبر
وكل محاولاتها انها تخفي الدموع باتت بالفشل
ما قدرت تقّوم نفسها من على الكرسي
حست وكأن جسمها ما فيه أي ارادة
او حتى قدرة على الحركة
وقفت السيارة فجأة
نور: خلاص في وصل !
بسرعة خرجت نوف من السيارة
فتحت شنطتها وهي تدور على مفتاح البيت
ما لقته....
وبسرعة
كبت الشنطه في الشارع
وطاح كل شي من وسطه
وصارت تدور على المفتاح بين الحاجات اللي على الارض
وماهي قاردة تشوف قدامها من الدموع
كل ما تمسح عيونها ،، تزيد الدموع
فجأة اتفتح الباب
وهي لفت لقت نور فتح لها الباب
تركت كل شي مرمي على الارض
وركضت لجوا
طلعت بسرعة كبيرة لغرفتها ،، وكانت بين كل درجة تطيح
وتتعنقل ... والالم اللي بقلبها ،، فوق طاقتها !!!
اخيرا وصلت للغرفه
قفلت الباب
وطاحت على الارض
فقدت قدرتها على الحركة
دموعها تسبقها ،، شالت الطرحة من على راسها
وحاولت تفك ازرار البلوزة
بس ما قدرت
حست انها ماهي قادرة تتنفس
ولا هي قادرة تستوعب اللي جالس يصير
قلبت على اليمين
ولمحت كاسة اقلامها على المكتب
بدت تضحك بشكل غريب
قامت وهي تمسح دموعها
مسكت الكاسة
فيصل كان يحب الكاسة اللي كانت عندنا
كان كل يوم يستخدم القلم الاسود
وهذاك اليوم اللي حط لي فيها وردة حمرا
وصارت تضحك وهي تتذكر الحاجات هذه
لا بكرة لما اروح المستشفى ،، راح اشوفه جالس هناك
ايوة ،، هذا كابوس
اصلا فيصل ما صار له شي
هو طيب
ويحبني !
وانا احبه!!
والله احبه !!
ايوه ..صح بكرى راح القاه بالريسبشن يبتسم لي
راح يقولي انتي كل يوم تجي قبلي
راح .............
لا
لا
لا
لا
يا ربي !!
فيصل ما مات ،، لا !!!
الشخص اللي حبني ... واعطاني قلبه ،، ما مات ،،!!
انا لو بكرة اروح اسأل عنه ،، راح يقولوا لي انه بخير
وانه يشتغل في مستشفى ثاني
وهو طيب
ايوة طيب
هذا كابووووس
حتى شوفي يا نوف!
وقرصت ( قبصت) نفسها في يدها اليسار
ومن قوة القرصة صاااااااااااااااارخت بكل اللي فيها
من الالم
والحزن
والجرح اللي فيها
طاحت على ركبها
وحطت يدها على صدرها
وصارت تبكي
من غزارة دموعها
ما صارت تشوف ولا شي قدامها
يا ربي ليه!!!
ليه!!
كل ما حبيت احد ،، اخذته مني !!!
امي وابويا وحرمتني منهم وانا صغيرة
وعبد الله وأمل اللي كانوا لي الام والاب،، اخذتهم في يوم واحد !!!
حرمتني من الحب !!
حتى فيصل !!!
فيصل اللي بقا لي !!
القلب الوحيد اللي حبني بصدق !!
اخذته مني !!
ليه يا ربي !!!
انا ايش اللي فيني ؟
ليه كل هذا يصير لي؟
كل ما حبيت ،، كل ما اعطيت ،، كل ما ضحكيت
انجرح!!!!!
يا ربي ليه!!!!
ليه الدنيا تظلمني ليه!!
ظلم!!!
ظلم!!!!
طاحت على ظهرها ،، وصارت تحاول تمسح دموعها
بس ما في امل
يالله يا ربي ،، ليه خليته طيب
ليه خليتني احبه
ليه !!!!!!!!!!!!
اه ه ه ه يا ربي ،، رجعني خمس سنوات ورى
يارب استجيب لدعائي !!!
بس رجعني خمس سنوات لورى!!
بس اقول له كلمه
اقول له اني احبه!!
بس اقول له انه يعني لي الكون
بس نظرة منه
بس كلمة!!!
بس يقول لي حرف واحد!!
واعطيه قلبي ،، واعترف له!!!
بس اعيش معاه لحظه وحده
والله احبه يا ربي !!
احبه!!!
يا ربي بس نظرة منه ،، بس اشوفه ،، مرة وحدة !!
يا ربي اخذته وهو ما يدري اني احبه
اخذته وما اعترفت له بحبي
ما يدري اني احبه
والله احبه
يا فيصل احبك!!!!!
والله احبك!!!!!
فيصل الله يخليك ،، ارجع ،، تعال ،، خليني اشوفك
الله يخليك ،، لا تتركني
لاتخليني وحيده
لاتكسرني زياده
ما اقدر استحمل اعيش بقية حياتي كدا
ظلم يا فيصل !!!
ابغى اشوف ابتسامتك مرة ثانية
اسمع ضحكتك
اشوفك وانتا تكتب على الكمبيوتر
واعمل لك فنجان نسكافيه
ابغى اراقبك وانتا تشتغل
ابغى اكلمك وترد عليا
اضحك معاك وتضحك معايا
ابغـ ـ ـ ـ ـى.........
يا ربي !!!!
يا ربي مرة وحدة بس!!!
لحظة يا ربي
نظرة !!!!
وحشتنــــــــــــــــــــــي يافيصل وحشتني
ظلم ..
وجراح ..
ومآسي ..
وغدر يصدح بالمحاني ..
صوت ..
يصرخ ..
ليه يادنيا رماني ..
يوم انا احتجته ..
جفاني !
....
كان غيمة ..
تمطر الدنيا أماني ..
كان وحده .. بس
اللي بغيابي بكاني ..
شوفي حالي كيف بعده .. !
كني غريبة ..
أبزمن ماهو زماني ..
لا هو خذا قلبي معاه ..
ولا تركني فيه أعاني ..
(( والله يادنيا أبيه .. ))
____________________________________
نواف: والله ما ادري يا سيف
سيف: عمي والله ما ادري ايش فيها ،، مو معقولة الاجازة راح تخلص
وراح نضطر نرجع لـ لندن ،، وهي حالتها كل مالها تسوء
والله البارح رحت اشوفها
زي ما تركتها اليوم اللي قبله
ما اكلت ولا لقمة
ولا تحركت من مكانها
اكلمها وكأني اكلم شخص ميت
عمي والله خايف عليها ،، هذه اغلى من لي بالكون
هذه امي وابوي واختي واخوي ،، هذه هي نوف!!!
نواف: والله انا زيك ، حاولت افهم اشبها ،، بس ما قدرت ، اخاف انها ربطت
موت عمي يحيي ،، مع موت عبد الله لله يرحمه
نوف بنت حساسة ،، بس تحاول تبين لنا انها قوية
سيف: عمي انا اقترح ،، ننزل مكة ،، يمكن اذا اخذت لها عمرة ترتاح شوية؟
نواف: والله فكرة ،، يمكن نقدر نريحها
واتفق نواف وسيف انهم ينزلوا كلهم على مكة يأخذوا لهم عمره
حكاية خطبة شادن وسيف،، ما طلعت مرة ثانية
اول شي بسبب رفض حياة الشديد
وثاني شي حالة نوف الغريبة!
مع ان حياة ما عادت الحرمة الصارمه
صارت اكثر ليونه ،، والتفاهم معاها صار اسهل
خصوصا انها بدت تحس بالوحدة ،، بعد ما توفى زوجها
واختفوا كل من كان حولها
عرفت ان الناس كانوا يتقربوا منها ،، مصلحة!
فحنت على نوف ،، خصوصا بعد ما شافت حالتها
نوف كانت مكسورة ،، لا حول ولا قوة
محد قدر يعرف اللي فيها
وهي فيها كل الجروح!
ما كانت تاكل ولا تشرب،، ولا حتى تتحرك
كانت وكأنها ملصوقة على السرير
واي احد يكلمها ،، ترد عليه بكلمة وحدة
وما عادت البنت الفرفوشة
اللي تضحك وتملئ الغرفة ابتسامات
نحفت بشكل كبير ... لدرجة ان في يوم اغمي عليها
واخذوها المستشفى على طول ركبوا لها مغذي
وطلع عندها سوء تغذية
صار سيف يأكلها غصب عنها
وهي مثل ما هي ،، في عالم اخر !
______________________________
سيف: يالله ننزل نمشي من هنا ،، عشان الزحمة اللي عند الحرم
ما راح نقدر نحصل مواقف
سيف كان ماسك يد نوف
اللي كانت تمشي مع الناس ،، وهي ماهي معاهم
تفكيرها في عالم اخر
وكان سيف مرة خايف عليها
مرة كان جالس معاها يتكلم ،، فجأة لقاها تبكي ،، بشكل هستيري !!!
عشان كدا جات في باله انه يأخذها للحرم
نواف كان ماشي قدامهم معاه حياة ،، اللي كانت ماسكة بنتها شادن
سيف يمشي وعيونه في عمته
ضايق صدره عليها مرة
حس ان الدنيا ما تسوى ،، وهي في حالتها هذه
وقفت معاه
وعوضته عن حنان الام والاب
ودحين هي في حالة كآبه
ومحد عارف السبب
هو ما همه السبب
قد ما همه يطلعها من اللي هي فيه
دخلوا الحرم من" باب السلام "...
وكانت وقت الظهرية ،، تفاديا للزحمة
نوف اول ما طاحت عينها على الكعبة
جاتها راحة عجيبة ،، ودمعت عيونها
تعلقت بسيف اكثر ،وكأنها طفلة خايفة من الزحمة،
بس كانت حاسة بالامان وهي في الحرم
صاروا يطوفوا حول الكعبة
نواف وحياة وشادن في الامام
وخلفهم نوف وسيف
نوف كانت عيونها طول الوقت على الكعبة
منظره شرح لها صدرها ،، حست بالطمأنينه والهدوء
وهم بالشوط السابع -اخر شوط في الطواف-
طلبت من سيف يقربها للكعبه اكثر ويخليها تمسكها
وسيف كان مستعد يسوي اي شي عشان نوف
على الرغم من الزحام ..قدرت نوف توصل للكعبه
وقالت لسيف اخلص وارجع لكم
قربت نوف ومسكت الكعبه بإيديها الاثنين
وحست انها قريبه جدا جدا جدا من الله
وصارت
تبكي
وتبكي
وتدعي ربها
يخفف المها
ويهديها للخير
واكثر دعاها كان ...لـــ فيصل
أما حياة ، فكانت محتارة ،، وحاسة انها غلطت في حقهم كلهم
ظلمتهم في تصرفها معاهم
وهم في النهاية وقفوا معاها
شالوا همها ،، وسادعوها طول الفترة اللي فاتت
سبحان الله
دخلت الحرم ،، وحست بالراحة هي كمان
عرفت اللي لازم تسويه بعد كذا
راحوا وكملوا العمرة
وفي نهايتها ،، بدت نوف تحس بالراحة
وان قلبها ،، فيه شي من الطمأنينة والهدوء
طلبت من سيف انها تجلس شويه قدام الكعبه مره ثانيه
ما حست بالوقت
ولا تدري كم ساعة مرت وهي جالسة
تدعي ربها
ولما حست ان قلبها ارتاح
رفعت راسها للسما
وغمضت عيونها
وقالت:
"اجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها"
___________________________
رجعوا للفندق
وطلع نواف يجيب الغدا
وجلسوا كلهم في الصالة
ما عدا شادن،، كانت مرة مستحيه وجالسة في الغرفة
مع انه كان عادي جدا في السابق انها تجلس معاهم في نفس الغرفة
بس من يوم ما بدت حكاية الخطبة ،، وهي تتفادا انها تقابل سيف
جلست نوف جنب سيف
وحياة على يمين نوف
ابتسمت نوف
وحست ان قلبها دخل له الهدوء ،،
وقررت انها تحاول تنسى ،، وتمشي بحياتها
حياة: كيف حالك يا نوف دحين؟
نوف ابتسمت لحياة: الحمد لله ،، بخير
سيف قرب من عمته وباسها على خدها
نوف التفتت له وابتسمت
سيف: هذا القمر اللي انا اعرفه !!
نوف: هههههههه حبيبي والله
سيف: فديت الضحكة هذه
نوف: الله الله الله !!
حياة: ههههههه،،الا متى سفركم ؟
سيف: بعد اسبوع تقريبا
حياة: وجاهزين لكل حاجة ان شاء الله ؟
نوف: ان شاء الله
سيف كان نفسه يفتح موضوع شادن ،، بس مستحي ،، يخاف انها تعصب عليه او شي
مع ان تعاملها متغير بشكل كبير الفترة اللي فاتت
بس برضو ما جاته الجرأة
حياة: وسيف انتا من هنا لكندا؟
سيف: لا اسبوع في لندن اتأكد من كل شي ،، وبعدين على كندا ان شاء الله
حياة: على خير ان شاء الله ،، بس خلي بالك من بنتي ،، يا ويلك لو تزعلها !!!
سيف اترسمت على وجه ابتسامة ما قدر يخفيها
ومن الفرحة وقف في مكانة
سيف: والله !! من جد !! مواقفة!! ننزل نملك في الحرم !!
نوف صارت تضحك في مكانها ،، من زمان ما حست بالاحساس هذا
يالله هذا اللي يسموه الفرح؟
حياة: بس هذه بنتي ،، اخر العنقود،، الدلوعة حقتنا ، خلي بالك منها
مو عشانك في كندا تزعلها !!
سيف: والله اشيلها على راسي من فوق ،، واحطها بوسط عيني !!!
دخل نواف ومعاه الغدا
نوف: الله البيك!!!!
نواف: هههههههه ،، ايوة جبنا حبيبك البيك!!
سيف: مو تبارك لي طيب ؟
نوف: خالتي حياة وافقت !!
نواف: بالله ،، الف مبرووووك سيفو !! والله وراح تتزوج قبلي وقبل الهبلة هذه
نوف بشكل عشوائي: ومين قال انا راح اتزوج؟ انا قررت ادرس وبس !!!
_____________________________________
بعد 3 سنوات
في عيد الفطر
حياة: نوف!! بسرعة ،، دحين يوصلوا اهل الدكتور مصطفى
نوف: طيب يا خالتي ،، بس البس "فتو" وننزل
دقات على الباب
منال بفرحة كبيرة: ماما حبيبتي !!! كل سنة وانتي طيبة
سلمت عليها ،، ودخل " يحيي" الصغير وجري لعند جدته
ورمى نفسه في حظنها
حياة: حبيبي والله !!!
منال: يحيي بابا ،، لا تعور ستو!
حياة: اسكتي انتي هذا حبيبي !! هات بوسه
وشالته ودخلت هي ومنال وزوجها للمجلس
حياة: كيفك اليوم يا بنتي ؟ ان شاء الله احسن من البارح ؟
منال: الحمدلله ...ما ادري من ايش دي الانفلونزا ؟
سلطان: يمكن عشان جو مصر؟
حياة: والله يمكن ،، انا ونوف وفتو اتعودنا على جو مصر خلاص..
اكيد اتغير عليك ِ الجو ،، جو الرياض غير عن جو مصر..
منال : مالنا الا يومين في مصر يأثروا كدا ..
دق الجرس مرة ثانية
وكان الدكتور مصطفى واهله كلهم
نوف كل سنة ........من يوم ما استقرت في مصر
تعمل عزيمة "اول يوم العيد" في بيتها
وتعزم كل من تعرفه في مصر
وطبعا نواف وسيف ومنال كلهم يجيو
نواف ومنال من السعودية
وسيف من كندا
نزلت شادن من فوق ،،
وسلمت على منال ،، وجلست تلعب مع يحيي
منال: وانتي يا دبة ،، كيف بطنك اليوم
شادن: ههههههه ،، النونو يسلم عليك!
حياة: الله يفرحنا بقومه شادن والنونو بالسلامه يارب !!
كلهم: آآآآمييييييييييييييييييييييييين
شادن : الله يخليك لنا يا رب !!ويعطيك الصحة والعافية
جلسوا كلهم فرحانين ويعيدوا على بعض في المجلس
والاطفال في الحديقة الكبيرة المحيطة بالمنزل
نوف حرصت انها تحط مراجيح والعاب
عشان خاطر " فتو"
شادن: مو كأنه تأخر سيف؟
منال: هههههههه،، بعد ثلاث سنوات ،، لساعك تقولي نفس الكلام
هو لو صار له نص دقيقة بره البيت ،، تقولي تأخر!
شادن: زوجي حبيبي !!
دعاء: يا مشاء الله ... دا يحيي كبر اوي !!!
منال: شفتي كيف يا دكتورة !!
دعاء: ازيك يا يحيي!!مشاء الله بطل !!! طولت خالص!
دعاء تخرجت طبيبة اطفال ،، زي خالها مصطفى
كانت تعشق هذا القسم ،، هي تخصصت اطفال
ونوف كملت حلمها للـ ER
دقات على الباب
شادن: وهذا نواف !!!
راحت فتحت الباب
كان سيف مع نواف و زوجته آلاء عند الباب
توهم واصلين من السعودية
نواف: السلام عليكم يا مصر!!!!
د.مصطفى: الحمد لله على السلامة
زاد الازعاج في الدور الارضي
ونوف ما زالت فوق ،، مشغولة مع " فتو"
نوف: فتو!!! حبيبتي!! البسي دا ،، اليوم العيد !!
فتو: بس كيف العب بالفستان ؟
نوف: يا ماما ،، حلو يشوفوك الناس وانتي حلوة بالفستان ،،
وبعدين اذا تبغى تلعبي في الحديقة
البسك البنطول طيب !
فتو: طيب !!
بسرعة لبستها الفستان الأحمر القصير
وربطت شعرها ببكلات صغيرة حمرا
كانت كأنها قطعة حلاوة
باستها على خدها
ونزلت "فتو" جري لتحت
وقفت نوف اعلى الدرج تراقب فتو وهي نازلة
وسمعت الاصوات
" يا قميل!!!"
" ايه النور دا!!!"
" ايوة يا أحمر!!"
ضحكت ودخلت للغرفة
وقفت قدام المرايا شوية
وشافت شكلها
صارت تضبط طرحتها عشان تنزل
ابتسمت وقالت :
ايش ابغى اكتر من كدا من الدنيا؟
اخويا ومبسوط الحمدلله ،، عنده زوجة زي القمر
وشركة ناجحة
سيف حبيبي ،، وجراح قد الدنيا،، الله يرحمك يا عبد الله
والله وكبر حبيبي وصار دكتور
وان شاء الله اب قريب !
وانا ....
ايش ابغى اكتر ؟
الطب ودرسته
الطوارئ واشتغلت فيها
"فتو" آه ه ه يا فتو !!
ان شاء الله اقدر اعوضك اللي فقدتيه
مالك ذنب جيتي على الدنيا ،، وانتي يتيمة!
ان شاء الله اقدر اسوي معاك ،، اللي سويته مع سيف!
بعد ما حققت حلمي في الطب
راح احقق احلامي الثانية فيك!!
وان شاء الله اقدر اعوضك الام والاب واكون لك كل اللي تتمنيه
ابتسمت لنفسها في المرايا
وحست انها اخيرا وصلت لنقطة سعادة
الى قمة الجبل
الدنيا اخذت منها كثير
بس برضو اعطتها كثير
اعطتها قلب طيب ... واهل واصدقاء
حب ... من قلب لقلب
واعطتها
.
.
.
"فتو"
قال رسول الله :(انا وكافل اليتيم في الجنه كهاتين. واشار بالسبابه والوسطى)
عدلت طرف البلوزة
وقالت لنفسها:
هذه نهاية صراخ صمتي !!!
___________________________
النهاية
______________________________
تراررااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
وهذي القصة وانتهت
أتمنى انها تعجبكم
تحوز على رضاكم واستحسانكم
<على فكرة ما أدري وش بلاها الصور عيت تبين .. كل ما حاولت أظهرها ما تجي .. حملتها من كذا موقع وبرضها مو راضية تزبط>
كانت معكم/ لمو بنت أبوها وأمها
التعديل الأخير تم بواسطة لِمَ السؤال؟ ; 30-06-08 الساعة 12:21 PM
|