كاتب الموضوع :
saleee
المنتدى :
الارشيف
6-عذراء الجزيرة
ثلاثة أيام...بعد ثلاثة أيام و يصبحان زوجا و زوجة...و هذا ما لم تفكر فيه منذ شهر. لكن كيم كانت حية قبل شهر من الأن.
كانت مشغولة جدا في الأسبوعين الأخيرين، حتى أن حادثة تحطم الطائرة تراجعت إلى زوايا تفكيرها...لكنها الأن عادت بعنف... مما جعلها تحس بالضعف و الأرتجاف.
سألها باتريك و هما في غرفة الجلوس، بعد أن لاحظ شحوبها:
- ما الأمر سابينا؟ هل غيرت رأيك بشأن الزواج؟
-لا...لكنني تذكرت كيم فلولا موتها...
-لا تفكري بهذه الطريقة. انك دون ريب تعبة...فاستريحي الأن... و سنتحدث فيما بعد... كنت أريد الخروج معك للعشاء... لكن...
- أوه... كنت سأحب فكرتك... لكن يجب أن أستلقي حتى أستعد بعدها للخروج.
فرد باتريك بعومة:
-ستقضي أمي بضعة أيام عند إبنتها...و لقد أعلمت الخدم بأمر زواجنا...ظننت هذا أفضل.
-صح...خاصة بعد إنتقالي إلى غرفتك.
-لكنك لن تتنتقلي.
- باتريك...
-سنتحدث عن هذا فيما بعد...
بعد أن أمضت قليلا من الوقت مع فيليب، تمكنت سابينا من الاغفاء في غرفتها مدة ساعتين، مع أن قول باتريك أنها لن تشاركه الغرفة أزعجها. لقد ظنت أنهما سويا الأمر قبل عودتها إلى أمريكا...حسنا،مهما قد إنخد قرار في غيابها، فلن تقبل به لأنها لن ترضى بزواج غير مثمر، فهي تريد لفيليب أخوة و أخوات... و غلبها النوم و هذه الفكرة في ذهنها، فعلت شفتيها إبتسامة و كأنها تتصور نفسها تحمل طفل باتريك بين ذراعيها.
ذلك المساء، إرتدت ملابسها بعناية،فشاهدت الاعجاب يقفز من عيني باتريك عندما إنضمت إليه في غرفة الجلوس ثانية. تقدم نحوها و أمسك بيدها.
-تبدين رائعة الجمال! لدي شيء لك.
-لي أنا؟
فابتسم لردها المتحمس:
-أجل.
دس يده في جيب سترته فأخرج علبة صغيرة ليكشف عن خاتم ذهبي أنيق تتوسطه ماسة رائعة ضمن دائرة من الزمرد.
-خاتم الخطوبة...ذا أعجبك...و إذا لم يعجبك...
-طبعا يعجبني...أنت إخترته، بالطبع سأحبه، إنه جميل! ضعه في إصبعي.
كان واسعا قليلا لكن لا إلى درجة السقوط من إصبعها.
-سأرسله ليصغر و ذلك أثناء شهر العسل.
-أوه...ليس الأمر مهما!
-أتريدين خسارته؟
-حسنا... لكنه سيبقى في يدي إلى أن تضع لي خاتم الزواج مكانه. و أريده من الذهب فقط.
ضحك و هو يفتح باب السيارة لها:
-عندما لا تفقدين أعصابك تبدين مرتبكة. ل
-كنني لا أخطب كل يوم سيد كيندل!
- صدقي أو لا...و أنا كذلك.
قاد سيارته ببراعته المعهودة. فتابعت أسئلتها:
-ألم تخطب من قبل؟
-لا و ما
-تزوجت؟
-لا
-لم أكن أعرف...فتملكني الفضول.
-حسنا لا تكوني فضولية، فأنا لم أخطب، أو أتزوج، و لم أنخرط في علاقة جدية فترة طويلة.
-و لا أنا
-صحيح؟
نظرت إليه بحدة فتساؤله لم يرقها.
-لن أجادلك الليلة ليس بعد خطوبتنا مباشرة.
-و لماذا قد ترغبين في مناقشتي؟
-لأنني أظنك أهنتني.
-أنا؟
- أجل أهنتني...لكنك سترى يا باتريك...أنك مخطئ في ظنك بي...مخطئ!
فتنهد عميقا:
-هل أنا مخطئ؟ أشك في هذا. لكن كما قلت، فلنبتعد عن الجدال الليلة. و أرجو أن يعجبك المطعم الذي إخترته.
-أنا واثقة أنه سيعجبني!
-لا تغضبي مني سابينا، إن أمامك هو خمسة و ثلاثين عاما من الشكوك و السخرية.
فلمعت عيناها تحديا:
-و أمامك ستة و عشرون سنة من الاستقلال و الصدق و الشرف، ستتعامل معها!
فلمس خدها بنعومة:
-سأنجح!
-و كذلك أنا!
كان المطعم مزدحما، لكن سرعان ما قادهما خادم إلى أفضل طاولة في المكان... طاولة منعزلة في إحدى زوايا المطعم... كان طراز المطعم قديما كأنه نزل ريفي لكن الخدمة كانت حميمية و ودودة و الاضاءة خافتة.
بعد جلوسهما قالت:
-يعجبني المكان.
- هذا ما رجوته. لم التوتر؟
-لأنني حساسة. و لا أقصد فقد أعصابي...
-ماذا فعلت بي سابينا بيرنت؟ لم أشارك قط بمثل هذا الحديث.
-لكنك لم تكن على وشك الزواج من قبل... قلت اليوم أنني لن أشاركك غرفتك.
فهز رأسه:
-بل قلت إنك لن تتنتقلي إلى غرفتي في هذا المنزل...لقد فكرت في الانتقال إلى منزل خاص بنا.
-منزل خاص؟ هل تعني أن تشتريه لنا؟
-طبعا.
- لنا نحن الثلاثة فقط؟ نحن و مدبرة منزل و خادمة أو إثنين. لا أظنك ستعترضين على وجود من يطبخ و ينظف بينما أنت تعتنين بفيليب؟
-لا...لكن أمك؟
- لم تعجبها الفكرة.
-لماذا إذن...
- أنا لا أتزوج لأرضي أمي!
كشف بهذا عن الضغوطات الشديدة التي تعرض لها خلال أسبوع غيابها ليعدل عن الزواج منها...
-أذكر تماما المشاكل التي قلت أنها واجهتك... و شراء منزل خاص بنا سيحل مشكلتين منها. أولاها ألا تواجهي أمي كثيرا و ثانيها ألا تعيشي معها في منزل واحد. لقد إخترت أن نبقى جميعا في إنكلترا، فهذا أقل ما أقدمه لك...لكن ثمة مشكلة لا أقدر على حلها.
إنه يعني انهما لا يحبان بعضهما بعضا! بلى...نها تحبه! و ستفعل المستحيل ليحبها.
-أخبرني المزيد عن شراء المنزل.
- أعجبتك الفكرة؟
-بل أحببتها! لكن على ألا يكون بعيدا عن أمك...حتى تستطيع زيارة فيليب عندما ترغب.
-يا لنبل اخلاقك!
- إنها جدته.
تناولا وجبة ممتعة. وكان قد مضى وقت طويل منذ أن تمتعت بوجبة كهذه بل ربما لم تتمتع قط بمثلها، لأنها لم تكن واقعة في الحب من قبل.
ما إن عادا إلى المنزل حتى سألها:
-أتتناولين شيئا يساعدك على النوم؟
كان المنزل صامتا فقد آوى كل الخدم إلى مخادعهم... و يبدو أن لا وجود لليزا كيندل الليلة لتنتظر وصولهما...و هذا ما جعلها سعيدة...
لحقت به إلى غرفة الجلوس حيث تركت النار مشتعلة حتى عودتهما، فأمسيات أيلول بدأت تبرد.
-أمضيت أمسية سعيدة يا باتريك.
-و أنا كذلك.
بدا و كأنه أجبر على الاعتراف فأردف:
-علينا أن نسهر في الخارج دائما بعد الزواج... و لا أظنك ستعترضين على ترك فيليب في عهدة مدبرة المنزل، في بعض الأمسيات؟
-أبدا... فعندها سأكون زوجتك، لا أم فيليب فقط. هل سنتبناه إبنا لنا باتريك؟
-هذا ما أفكر فيه.
-أظن أنه عندما يكبر و نخبره الحقيقة عن والديه سيقر أننا فعلنا المستحيل لنحتفظ به دون أن يكون عبئا علينا، خاصة بعد أن يصبح له أخوة و أخوات.
رد بصوت منخفض:
-أخوة و أخوات!
-أجل...لطالما حلمت بعائلة... أنا و كيم...
بدا الحزن على وجهها و هي صامتة، فالتفت ذراعه حول كتفيها:
-لا بأس عليك...فأنا كذلك ما زلت أشعر بألم فقدهما.
فدفنت رأسها في صدره.
-أسفة... لم أشأ إفساد أمسيتنا.
-لم تفسديها...أنت إمرأة مهبة دافئة تهتمين بالناس، و اظن أن فكرة العائلة رائعة. على كل الأحوال، لي فيها حتى الأن أفضل قسم.
-أتظن هذا؟
-بل أكيد.
ضمها بحنان و تمتم هامسا:
-ليس في البيت غيرنا سابينا.
فتصلبت... و عاد إليها إتزانها فتأثير السهرة و العواطف زالا تماما... تحركت مبتعدة عنه و هي تضحك:
-لسنا وحدنا تماما...فهناك الخدم...
-إنهم في جناحهم الخاص.
-لكننا سنتزوج بعد ثلاثة أيام. باتريك...و أنا تعبة الليلة.
فالتوى فمه ساخرا و إبتعد عنها:
-لقد إستخدمت هذا العذر من قبل. ماذا سيحدث فيما بعد؟ هل ستتذرعين بالصداع؟
-أظنك تهينني...
-صدقيني... لقد سبق و قلت لك لن تستطيعي السيطرة علي عن طريق الجاذبية الجسدية التي أحس بها نحوك.
-لكنني لست...
أمرها بخشونة:
-إذهبي إلى النوم سابينا. قلت إنك تعبة...فاذهبي.
-باتريك!
- إذهبي!
- وهل سنذهب غدا للتفتيش عن منزل؟
-إذا أردت هذا.
-أريده... باتريك؟
لم يلتفت:
-نعم.
فتنهدت:
-ليتني أستطيع التفسير لك... لكنك ستفهم سبب ترددي فيما بعد.
-أنا أفهمه....كلما أبقيت الرجل منتظرا جسدك رغب فيك أكثر... هذا هو منطق النساء!
|