كاتب الموضوع :
saleee
المنتدى :
الارشيف
4- إتهامات عينيه
إبتعدت سابينا أولا عن ذراعي باتريك، لكنه شدهما للحظات حولها، ثم تركها، ملتفتا إلى المرأة الواقعة بالباب بعينين فولاذيتين يسأل ببرود:
-أتريدين شيئا أمي؟
شمخت الأم بقامتها اقصى شموخ :
-جئت لأقول لك إن عمك سيمون سيغادر...و لم احسب انني سأقطع عليكما...شيئا.
نظرت إلى سابينا بإزدراء متكبر. و كأن الأمر غلطتها هي وحدها، و تقدم باتريك من الباب، و قال لأمه بقساوة، دون الرد على إشارتها الواضحة لما رأته:
-هل لنا ان ننزل إلى القاعة أمي؟
-اود الحديث مع سابينا...
-فلينتظر الحديث إلى ما بعد.
-لكن...
فإلتفت إلى سابينا و كأنه لم يسمع إحتجاج أمه:
-سأتحدث إليك لاحقا سابينا... لا بأس في هذا؟
-أجل...لا بأس.
أخذ باتريك أمه معه، تمسك يده مرفقها بحزم...فشكرت سابينا الله على حسن تصرفه، لأن اخر ما كانت تتمناه هو جدال عقيم مع ليزا كيندل.
كان الضيوف قد بدأوا بالمغادرة عندما نزلت سابينا إلى القاعة، فلاحظت أن روزي و زوجها غادرا. و لاحظت أن ليزا كيندل رمقتها بإزدراء، لم تستطع الرد عليه لأنها تحس بالذنب، و هذا السخف بحد ذاته. فباتريك هو من بدأ العناق، و كل ما فعلته أنها إستجابت و قد تعيد الكرة ثانية إن عاد لمعانقتها.
خلال العشاء أخدت ليزا تراقبهما عن كثب، و كأنها تتوقع منهما العجز عن إبعاد أيديهما عن بعضهما البعض...فكبحت سابينا إنبساطها بجهد، مع ان باتريك بدا غاضبا من تصرفات أمه.
بعد العشاء طلب من سابينا بكل هدوء:
-هل لك أن تأتي إلى مكتبتي قليلا؟ أود أن أحدثك قبل سفرك ف الغد.
بدأت نبضاتها تتسارع و هي تفكر في إهما سيكونان وحدهما ثانية، متسائلة ما إذا كان سيكرر عناقه. فقاطعتهما أمه بعجرفة:
- إن ما ترغب في قوله تستطيع البوح به أمامي باتريك.
-لا...لا أظن هذا!
قال ذلك ثم جذب كرسي سابينا لتقف...فاحمر وجه المرأة المسنة:
-لماذا ؟
نظر إليها بتكبر:
-لو أخبرتك لماذا، لما إضطررت للحديث إلى سابينا على إنفراد.
-إذن...
فقاطعها ببرود و إقتضاب:
-عن إذنك أمي...
-لكن باتريك...
-فيما بعد أمي...
و اخرج سابينا من الغرفة و يده على مرفقها بقوة. ما أشرس هذا الرجل! فعندما يقول شيئا يعجز الأخرون عن مجادلته.نار صغيرة اشعلت في مدفئة المكتبة، فالامسات كانت باردة في الخريف.
جلست سابينا في المقعد المقابل له أمام الطاولة. فقال لها مشيرا إلى اريكة جلدية أمام النار:
-تعالي و إجلسي هنا. إنه مريح أكثر.
تحركت لتجلس معه و هي تقول:
-هل انا بحاجة لاكون أكثر راحة؟
فضحك:
-لما سأقول...اجل اظن هذا.
-يبدو الامر منذرا بالشر.
-لعله ليس كذلك، فحديثي يتعلق بفيليب.
-طبعا.
لماذا أحست بخيبة امل؟ أليس فيليب هو السبب الوحيد لوجودها هنا؟
-مع أن مشاكلي في حل المشكلة ليست عادية.
-فيليب اصغر من ان تفكر في وضعه في مدرسة داخلية.
و لم تسره دعبتها بل زادت فمه توثرا:
-لن أرسله إلى مدرسة داخلية...أبدا.
إتسعت عيناها:
-ظننتكم جميعا أل كيندل تذهبون إلى مدرسة داخلية؟
-هذا صحيح لذا لن ارسل إبنا من ابنائي إلى مدرسة داخلية. فيليب ليس ولدك. ليس بعد...لكن أخطط ليصبح ولدي. و اظنك يجب ان تكوني أمه.
فابتلعت ريقها:
-ماذا تعني؟
-من الواضح انك تحبين الطفل كثيرا، و اظن ان الصحافة قد اوحت لنا بالحل... لذا علينا الزواج.
حدقت سابينا فيه بعينين واسعتين مصدومتين...اتتزوج باتريك كيندل؟ هذا ليس بالامر العادي بل إنه مناف للعقل!
- ارى ان الفكرة ادهشتك. لكنني لا ارى حلا اخر. انا ارفض التخلي عن فيليب، و كذلك انت... و إذا كنا لا نرغب في ان ينشأ في الطريق عبر طرفي الاطلنطي كل ستة اشهر، فلا اعرف ما قد نفعل غير هذا؟
- لكن عملي هناك؟
-اتحبين عملك؟
-اجل.
-إذن علينا إيجاد طريقة لحل هذه المعضلة...قد انقل المقر لمؤسسة كيندل إلى اميركا حتى اكون قريبا منك و من فيليب.
-لا اعني...هل ستقوم بذلك حقا؟
|