كاتب الموضوع :
saleee
المنتدى :
الارشيف
حين رجعوا إلي المنزل بدا أن ليزا كيندل قد استعادت رباطة جأشها . فعادت تمثل دور المضيفة اللبقة أمام أفراد العائلة القادمين من الكنيسة . كان ما يجري بالنسبة لسابينا جزءا مكملا للمسرحية ... كيف لهؤلاء الناس أن يحسوا حقيقة بفقدان سابين جميلين بينما هم يتجمعون حلصات حلصات يشربون ويأكلون والحدم يدورون بصواني المآكل بينهم ؟ بكل صراحة ...كل ما يجري حولها أصابها بالسقم.
أرادت الهرب ... والابتعاد عن القوم ... لكن الكبرياء منعتها فبقيت تقف هي في الغرفة .. فشقيقتها لم تكن ممن يهرب من معركة وهي لن تفعل .
- لقد ناتل أخيرا ما تريد !
أجفلت سابينا والتفتت لتواجه روزي فريستون فتوترت لأن هذه المرأة أشد برودة وأكثر تعاليا من والدتها .فعلمت سابينا أن أي محاولة للحديث معها لن تمت إلي الأدب بصلة . فردت عليها متسائلة ببرود :
- أستميحك عذرا ؟
- أقصد أن كيم أرادت دوما الابتعاد عن العائلة ... وهذا ما نالته وإن كان بطريقة لم تتوقعها .
- شهقت سابينا أنفاس ألم :
- لا أظنها أخفت يوما عدم رضاها عن حياتها هنا .
- لقد أرادت العودة إلي عملها ..ما كان على تشارلز أن يتزوج من ممثلة . كان واضحا أن امرأة مثلها لم اكن تهتم سوى بماله.
- شهقت سابينا ... روزي تشبه أمها أكثر مما توقعت كلاهما تشعران بالسعادة لإهانة كيم الميتة .
- هل يجب أن أذكرك بأن كيم ... شقيقتي ؟
- اهتز صوتها قليلا ولاحظت فم المرأة يلتوي سخرية بهذا الضعف ... وصدر عن روزي استهزاء :
- لا تذكريني ... فأنت تشبهينها بطرق عديدة.
- هذه المرة الإهانة كانت هجوما شخصيا ... فلم تتردد سابينا بالرد ... فقالت لها ببرود :
- وهل كانت تظنك أيضا ***** رديئة ؟
- لون الغضب الأحمر طغى على وجنتي المرأة .
- كيم كانت أعقل من إظهار العدائية .
- فرفعت سابينا حاجبيها وقالت ببرود :
- أما أنا فلا ! آسفة سيدة فرستون .. لقد ظننت أن هذا وقت الصدق .
- صحيح ..لذالك أقول لك إنني لم أحبك بقدر ما كرهت كيم .. ونحن بكل تأكيد لن نخطئ ثانية بإدخال أحد من عائلة بيرنت إلي عائلتنا !
- لكن فيليب أيضا ينتمي إلي عائلة بيرنت .
- نظرت إليها روزي بازدراء :
- عنيتك أنت سابينا . أقول ذلك لئلا تسول لك الصحف أفكارا خاطئة .
- فشهقت :
- كأن أتزوج باتريك ؟
- تماما .
- ألن يكون له رأي فيمن يريد الزواج منها ؟
- طبعا ... وأستطيع أن أقول لك منذ الآن ... انه لا ينوي الزواج .
- فابتسمت سابينا بلؤم :
- أنت آمنة إذا ؟
- فتفرست بها المرأة بعنين ضيقتين شرستين :
- إلا إذا حاولت فرض المسألة ... فهو لن يسمح بأن يصيب فيليب ضررا .
- وانا لن أضره أبدا
- أحست بالتعب من جدالها العقيم مع هذه المرأة:
- هل أذكرك سيدة فريستون أننا في جنازة ؟ وليش هذا هو الوقت المناسب لمثل هذه الأقوال ؟
- لا وقت أفضل منه .. لقد خلفت كيم لنا المتاعب كعادتها ...وكانت تعرف إلي ماذا ستؤدي هذه الوصاية المزدوجة .
- لم تكن في حالة تسمح لها بالتفكير في الانتقام منكم .
شقيقتك كانت وصمة احراج لعائلتنا منذ اليوم الذي دخلت فيه إليها
لماذا ألم ترتفع إلي مستوى عائلتكم ؟
أبدا بل ما كانت لتصل إلي هذه المرتبة ! ولولا حملها لما دام زواجها هذه المدة .
أتعنين أنها حملت قصدا لمأرب ما ؟
طبعا ... فإنجاب وريث للعائلة كان سيضمن بقاءها زوجة رجل ثري . ما أنني اعمل أن تشاءلز لم يكن يريد أولادا بعد .
ولكن الحمل قد يقع أحيانا وإن احتطنا لمنعه .
الخطأ ما كان ليقع مع تشارلز
- فشحب وجه سابينا :
- هل تقولين ... تلمحين إلي ..
- إلي أن هناك رجل آخر متورطا في تكوين فيليب ؟ رجلا غير تشارلز ؟ أستطيع القول إن هذا ممكن !
- لا أصدقك ....أنت تختلقين هذه الأشياء ... كيم ما كانت لتقيم علاقة أخرى مع رجل لأنها كانت تحب تشارلز .
- كانت تعلم أن زواجها فاشل .... وهي ليت المرأة الأولى التي تحمل عن سابق تصميم لتحافظ على زواجها .... وإن كان الحمل من رجل آخر .
- ردت عليها سابينا ببرود:
- لا أصدقك . كيم لم تكن قادرة على فعل ما تتهمينها به .
- فلتوى فم روزي بسخرية :
- صدقيني كانت قادرة .
- فقطبت ونظرت إليها مفكرة :
- هل أنت جادة حقا في ادعاء أن فيليب ليس ابن تشارلز ؟
- جادة كل الجد ... لكن والدتي مؤمنة بأنه ابنه وهذا هو المهم .
- فحص الدم إذا ...
- قد يبرهن صدقي , وربما لا يبرهنه . هل ستقومين بذالك وأختك الآن ميتة ؟
- علمت سابينا أنها لن تستطيع ... فوالدها لن يغفر لها هذا أبدا .. وهي لن تصدق كلمة واحدة فاهت بها هذه المرأة ...
- وأكملت المرأة :
- لا أظن هذا ... عودي إلي بلادك سابينا .. أنت غير مرغوب فيك هنا .
- ثم تركتها مبتعدة وكأنها لم تفعل شيئا .
- رفعت سابينا عينيها بعد إحساسها بأن شخصا يراقبها فاصطدمت بعينين رماديتين متسائلتين . كان باتريك يتحدث إلي رجل عجوز .. لكن اهتمامه انصب عليها . فالتفتت مبتعدة ترغب في الهرب وفي أن تكون وحدها لتفكر فيما تمتعت روزي فريستون بقوله لها .
- السيدة بريد كانت في الغرفة مع فيليب ... تهدهده وهو يصيح بشكل غريب فابتسمت عند رؤية سابينا :
- أظنه تناول كمية كبيرة م الحليب .
- فابتسمت وهي العارفة بمدى قابلية ابن أختها .
- ربما ... اذهبي إلي المطبخ واحضري لنفسك كوب شاي سأبقى مع فيليب .
- حسنا ... إذا كنت واثفة ....!
- أجل .
- اعتقدت أنني سأجدك هنا !
- أجفلها صوت باتريك الخشن .... هل يظن هذا الرجل أن كيم كانت على علاقة برجل ؟ أو يشك في نسبة فيليب إلي أخيه ؟ لو أن هذا صحيح ... فلن تحتاج لفهم سبب كراهية أمه لكيم .
- ردت عليه ببرود :
- لم أستطع تحمل السيرك الدائر تحت .
- أتعتقدين أنه كان عليهم إظهار الاحترام أكثر ؟
- الاحترام يمكن ان أفهمه .... لكنهم كانوا يتصرفون وكأنهم في حفلة !
- أتفضلين أن يقفوا باكين ؟
- سيكون ذالك على الأقل طبيعيا أكثر !
- فتنهد :
- وهل اختفاؤك هنا طبيعي ؟ ضعي فيليب ف فراشه فقد نام منذ عدة دقائق .
- فوضعته في مهده ثم عقدت ذراعيها إذ لا شيء يشغلها الآن .
- لماذا لا نجتمع إلا في هذه الغرفة ؟
- فبللت شفتيها بلسانها :
- لأنني أقضي أكثر أوقاتي فيها .
- قال بلطف :
- لم أكن أنتقد ... بل أقرر أمرا واقعا .
- لكن الوقائع قالت لي سيد كيندل ان الجنازة لم تكن سوى مناسبة سانحة لتمثل أمك دور المضيفة الأنيقة ولأتلقى الاهانات من شقيقتك المتعجرفة .
- روزي ؟
- هل لديك أخرى ؟
- ماذا قالت لك ؟
- ليس المهم معرفة كلماتها بالضبط , فبعضها كان شبيها بما قلته لي عندما جئت إلي لوس أنجلس .
- أظنني قلت أنني ندمت على ما تفوهت به .
- وأنت قبلت اعتذاري الخفي دون كلمات .
- أفهم أن تصرفاتك نابعة من ألمك ... لكن لا تدفعيني أكثر مما يجب .
- لا أدفعك أكثر مما يجب وهل يفترض بي القبول بإهانات هذه العائلة كلها ؟ رغم ذالك تقول لي لا تدفعيني أكثر مما يجب ؟ حسنا ... لدي بعض الأخبار لك .. أوه....
- شهقت بعد أن شدها إليه فاتسعت عيناها مرتبكة من قساوة قبضته .
- باتريك
- أجل ... باتريك ....سابينا , يا إلهي ما أجملك !
- وسرعان ما أصبحت بين ذراعيه يعانقها بقوة وشغف حتى أحست بجسدها يلتحم بجسده . وكان هذا آخر ما تتوقعه .....
- فقد ذابت عن أول لمسة منه ... وأحست بالسعادة لاعتمادها على قوته في الوقوف ... وكان من الممكن أن يستمر هذا العناق إلي الأبد , فلمشاعرهما معا الحرارة والقوة ذاتها . لكن شهقة من الباب المفتوح أبعدتهما عن بعضهما فإذا بهما يريان ليزا كيندل تنظر إليهما بذعر .
********************************************1
|