كاتب الموضوع :
saleee
المنتدى :
الارشيف
3 زواج ؟ مستحيل !
أحست سابينا برضة في ذراعها من الطريقة التي دفعها فيها باتريك إلي داخل المنزل ليقفل الباب في وجه المراسل اللجوج الذي ما زال يطلق أسئلته .
لم تصدق سابينا قط صدمتها هذه فمن أين يأتي الناس بمثل هذه الأفكار ؟ هي
وباتريك لا يكادان بعرفان بعضهما بعضا وما يعرفانه لا يعجبهما .
كان باتريك شديد العبوس عندما خرجت أمه من غرفة الجلوس :
هل استدعيت الشرطة أمي ؟
شرطة أتعني الصحافة ؟
بالطبع لا . أعني .....
فقاطعته وعيناها الباردتان تنفثان السم الحاقد على سابينا :
- باتريك .... لم يكن يحق لك اصطحاب هذا المراة لتأتي بحفيدي ....!
- فقطب :
- أتعنين أنك انت من استدعيت الصحافة ؟
- فصاحت العجوز بحدة :
- لا ... بالطبع لا .
- وتقدمت نحو سابينا مادة ذراعيها وقالت آمرة بلؤم :
- أعطني إياه .
- اشتدت ذراعا سابينا حول الجسد الصغير المدثر بالأغطية إذ لم تعجبها النظرة الهستيرية المطلة من عيني ليزا كيندل .
- أخطأت عندما اعتقدت المرأة خالية من العاطفة والمشاعر تجاه ابنها وزوجته لأنها بدأت تتصدع ببطء ولم تعد مشاعرها متماسكة .
- نظرت سابينا متوسلة إلي باتريك وأحست بالراحة عندما تحرك ليسيطر على الموقف :
- حان وقت تناولك الدواء أمي .
- ردت الأم عليه بغطرسة دافعة يده عن ذراعها :
- لا أريد الدواء ...إنه يجعلني أنام . ولو لم أنم هذا الصباح لخرجت معك لإحضار فيليب .... فلا حق لها فيه !
- أمي ...
- إنها امرأة فاسقة باتريك ... كشقيقتها تماما ... لن أسمح لها أبدا بالتدخل في حياة حفيدي !
- بدأ صوت ليزا كيندل في الارتفاع بحدة وهي تردف :
- يجب أن تعرف أن ما من أحد من عائلتها قادر على تربية ولد تربية شريفة !
- لمعت عيناها بحقد ....فشحب وجه سابينا :
- سيدة كيندل ....
- اندفت المرأة المتعجرفة نحو فيليب بسرعة صائحة :
- أعطني إياه !
- فارتدت سابينا إلي الوراء ...وقد رأت أن لا مفر من هذه المرأة المجنونة !
- بدأت ليزا بشد ذراع سابينا فاستيقظ الطفل وأطلق صرخة جوع ترجف القلب.
- أعطني اياه !
- التفتت إلي ابنها تنظر إليه نظرة انتصار :
- أرأيت ؟ فيليب لا يحبها ... إنه خائف منها ... باتريك إنني أمنع هذه المرأة من الإقتراب من حفيدي .
- سيطر عليها باتريك
-
المرأة المجنونة !
أمي ...
بدأت ليزا بشد ذراع سابينا ، فاستيقظ الطفل وأطلق صرخة جوع ترجف القلب .
أعطنى إياه !
التفتت إلي ابنها تنظر إليه بنظرة انتصار :
أرأيت ؟ فيليب لا يحبها ..إنه خائف منها ..باتريك إننى أمنع هذه المرأة من الاقتراب من حفيدي
سيطر عليها باتريك ثم راح بحزم يوجهها خارج الغرفة دون أن ينظر الي سابينا المصدومة الشاحبة :
فلنذهب إلي غرفتك أمي .
ماذا تعني ليزا كيندل بدعوة كيم بالمرأة الفاسقة ؟ كيف تجرؤ علي اهانتها والتلميح إلي أنها مثلها ! قد تكون المرأة علي وشك الانهيار ولكن اهانتها لكيم لا تغتفر !
هلي لي أن أطعم الطفل أنسة بيرنت؟
التفتت سابينا لدي سماعها الكلمات الرقيقة فاتسعت عيناها وهى ترى ممرضة ترتدي ردائها الرسمى الأبيض الخالي من العيوب كانت امرأة متوسطة العمر علي وجهها ابتسامة دافئة تمد ذراعيها لاستلام فيليب .
أضافت الممرضة والطفل يبكى :
أعتقد انه جائع أنسة بيرنت .
تصارع الغضب والتعقل فانتصر الأخير ..فيليب جائع جدا كما يدل وصوته ولا تدرى ماذا أفعل باتريك بزجاجة الحليب التي أحضرها معه فلم يكن لديها أي خيار سوى أن تسلم إلي المرأة التي تظهر المقدرة عليها :
سألتها بعفوية والمرأة تضم فيليب بين ذاعيها :
هل تعاقد معك السيد كيندل ؟
طبها ...ولقد حضرت غرفة الطفل أثناء غيابك ...ولو سمحت لي الأن .
هزت سابينا رأسها باقتضاب ...فقد بدا أن رئنا فيليب ستنفجران اذا لم يطعمه أحد في الحال !لكن أن يستخدم باتريك ممرضة دون استشارتها أمر لا يغتفر ...خاصة وانها أبدت رأيها بمثل هذه الفكرة .
مضت عشر دقائق ولم يعد منغرفة أمه ...فتهدت سابينا بغضب وصعدت إلي غرفتها لتستحم وتغير ملابسها للغداء فما يجب أن تقوله له لا يؤجل أبدا فكيم دون ريب عولمت كالمنبوذة في هذه العائلة ..وكلمات ليزا تظهر أكثر من هذا ولكن سابينا بيرنت لا تحب أحدا من أفراد هذه العائلة ...ولن تسمح لأي منهم بالتطاول عليها .
تناولت الغداء وحدها .ثم سألت بشكل عرضى الخادم عن مكان وجود باتريك فأخبرها أنه في مكتبته وهذا كل ما تود معرفته !
بعد طرقة ثابتة علي الباب باتريك يطلب منها الدخول فدخلت ووقفت بعدائية امام طاولة المكتبة رافضة عرضه بالجلوس فهي لا تريد ان تشعر بالحرج وهي تجلس أمامه كأنها تلمذة مذنبة !
لقد تعاقدت مع مربية ...
فصحح لها بهدوء :
ممرضة أفيليب معها الأن ؟
لقد أطعمته وهو في مهده نائما الان تفقدته قبل الغداء
أعلم ان السيدة بريد كفؤة قديرة
اعتقد انني قلت لك إنني لا أريد له مربية ..
السيدة بريد ممرضة
مربية ،ممرضة سواء !
ضاقت عيناه الرماديتين وكأنه يستعد لمعركة
فيليب ولد قبل أوانه وفي ظروف غير طبيعية ...والأطباء لم يوافقوا علي أن نأخذه ايوم الا بعد ان وافقت علي استخدام ممرضة محترفة تراقب صحته بضعة أسابيع .
أوه
حقا
فاجتاح الاحمرار وجنتها :
كان يمكنك قول هذا لى ...! انت لم تفه بكلمة لعينة واحدة أثناء الطريق من المستشفى إلي البيت.
كان هناك أشياء أخرى تشغل فكرى ..
هستيرية أمك علي ما أرجو !
فلندع امي خارج الموضوع
فصاحت به متورتة :
لن أفعل ! لقد تفوهت باهانات تحتاج لشرح
وضع باتريك القلم من يده ووقف ...ثم قال بحدة وعيناه تضيقان غضباً :
لماذا تصرين علي مواضيع من الأفضل ان تترك في الوقت الحاضر ؟
ولماذا تصر علي تجنب هذه المواضيع ؟ فأنت حتي الان ترفض التباحث بشأن مستقبل فيليب وها انت تضيف إليه رفضك ذكر سبب كراهية أمك لكيم .
ألم تفكرى قط أن هذه الخسارة المزدوجة أثرت في أكثر مما أثرت فيكما أنت وأمى . ألم تفكرى قط أنني أحزن أيضاً
ربما لا أظهر مشاعري كما تفعلين انت ولكن هذا لا يعنى أنني أفقدها تشارلز كان أخي الأصغر وكيم كانت فرداً من أفراد هذه العائلة مدة سنتين ربما لم أظهر أمام أحد مشاعرى قبل الآن ..لكنك وأمى تظهران ما يكفى من هستيريا لنا جميعا ً!
ابتلعت ريقها بصعوبة تحس بوقع التأنيب كما هو تماماً فإن لم يظهر مشارعره فهذا لا يعنى أنه متحجر القلب دون مشاعره فقالت :
انا آسفة ....سنؤجل هذا البحث في الوثت الحاضر إذن .
فالتوي فمه مزاحاً :
نؤجله فقط؟
كلمات أمك ضد كيم مهينة جداً
إنها علي وشك الانهيار وهذا ما لاحظته طبعاً؟
لكننا عادة لا نظهر حقيقة ما نحس به إلا في دروة الانفعال
صدقينى ...أمى دائماً تقول ما تحس .
مثلك .
ومثلك.
أراح المرح العفوى أساريرها .فقالت ساخرة :
إذن نحن مجموعة من الصادقي الانفعالات ؟
نعم هذا ما أراه ...والآن أتسمحين لى بأن أتم عملي ؟
فمصانع كيندل لم تتوقف بعد وعلي إدارتها .
بقي مشغولا ثلاثة أيام فما كادت تراه إلا قليلاً لكنها لم تشاهد ليزا كيندل كذلك فقد ولدها بالاقامة عند ابنتها لفترة فأمضت بذلك سابينا أوقاتها كلها مع فيليب وسرعان ما تلاشى توترها معه فتمكنت من إرضاعه وإلباسه وتغيير حفاضاته كما ان الطفل بدأ يتعرف إليها فغالبا ما كان يتوقف عن البكاء عندما تحمله وتهدهده بعد أن تعجز السيدة بريد
في الليلة الثالثة تسمرت سابينا في مكانها عندما شاهدت باتريك في غرفة الطفل يجلس في الكرسي الهزاز يطعم فيليب الحليب ....فهى لم تعرف انه قام بمثل هذا العمل من قبل .
رفع بصره إليها وكأنه أحس بنظراتها المحدقة فيه فابتسم عندما رأي دهشتها ...فردت الابتسام متقدمة نحوه :
انت رائع هكذا .
هذا ما كنت أظنه إلي أن حاولت ان اجشه فتقيأ علي ظهرى
كبحت سابينا ضحكتها بصعوبة :
حدث ذلك في البداية لكنني الآن أضع منشفة صغيرة علي كتفي .
سأفعل هذا في المستقبل .
وضع الزجاجة من يده بعد فراغها
انتظر ...دعنى أضع هذه
سارعت إلي وضع منشفة علي كتفه فقال ساخراً :
أليس الوقت متأخراً علي هذا ؟
التأخر أفضل من لا شىء
مسحت فم فيليب بعد تفيثه قليلا ثم قالت برضى :
انظر ...يكاد ينام .
وقف باتريك ليضع الطفل الناعس في مهده
أرسلت السيدة بريد للعشاء ففكرت في أن أختبر سبب اشراقتك خلال الأيام الأخيرة
لم تكن كلها كذلك فقد تقيأ عدة مرات علي ظهرى
مسح بقايا الحليب عن كتفه :
ياالهي ...رائحة القميص مقرفة !
وكذلك رائحتك سأغسل لك هذا القميص أثناء اغتسالك
وانا الذي ظننت ان رائحة الأطفال دائما عطرة
فضحكت بصوت منخفض :
مسكين باتريك
همم ....هلي حرمتك من متعتك الليلية ؟ ذكرت السيدة بريد انك تطعمين فيليب وتعتنين به الآن
اتمتع بهذا كثيرا
هز رأسه وخرج إلي الممر فتبعته حتي لا تزعح محادثتها الصغير النائم قال لها بهدوء:
ستجرى الجنازة في الغد ظهرا سابينا ..
شحب وجهها إنها تعرف أن جثث ضحايا الكارثة قد سلمت إلي الأهلين للدفن لكن الجنازة لم تذكرأمامها من قبل ..
أردف بصوت خال من المشاعر تكرهه :
لقد تحدثت مع اهلك ....والدك مازال في حالة لا تسمح له بالسفر ووالدتك لا تريد تركه في مثل هذه الظروف .
أحست بتقاربهما الذي كان خلال وجودهما مع فيليب يتلاشى ليحل محله الامتعاض :
كان يجب أن تتركنى أخبرهما.
لم يكن ضروريا...
إنهما أهلي ....تباً !
لماذا تلجأين إلي اشتم دائماً عندما تفقدين أعصابك؟
ولماذا تفقدنى أعصابي؟
فرد عليها متجهماً:
ليس لدى فكرة.
فحملقت به بعينين تلمعان باخضرارعميق:
لكنني أعلم !فعليك ان تكون أقل تعجرفا فأنت أكبر متسلط رأيته في حياتى وهذا ما دفعنى إليه سوء طالعى فليس من حقك مكالمة أهلى عن الجنازة ...لأن ذلك من واجبي انا!
لم أشأ أن أزيدك ألماً ...
أنت تعنى أنك كنت مشغولا بتنظيم كل شىء فلم تفكر في مشاعر أى انسان أخر إلاك ...لقد تمكنت من تنظيم حياتى منذ تركت بيت العائلة في الثامنة عشرة لالتحق بالجامعة ...ثم أخري
كرهت سابينا وجودها في هذه الكنيسة الباردة الخالية من المشاعر وكرهت نظرات الفضول الموجهة إليها من قبل عائلة باتريك ...وتساءلت لماذا لم تستطلع البكاء وشقيقتها مسجاة في النعش أمامها .
كانت ترفض البكاء ...ترفض تصديق أن هذه الأشلاء هى لكيم تلك المرأة المحبوبة المرحة الضاحكة .ما من احد من الموجودين هنا أحبها ...ما من أحد حاول أن يفهمها...لذا لن تترك لهم شقيقتها الرضى بمعرفتهم مدى حزنها عليها .
|