كاتب الموضوع :
saleee
المنتدى :
الارشيف
صعقت سابينا صعقا جعلها لا تستطيع التفكير فوقفت مذهولة وقد طغى عليها الفرح واهتزت بالإثارة لعرفتها بأن اين اختها حي يرزق .
ولكنها لم تفهم كيف لها ولعمه باتريك أن يكونا الوصيين عليه وهو يعيش في انكلترا بينما هي في أمريكا .
من الواضح كذالك أن باتريك كيندل لم يكن يعرف الحل إذ قال فجأة وكأنه يصرخ بأفكاره :
- بالطبع ...الأمر مستحيل .
وضع حقيبة أوراقه على الطاولة وفتحها :
لدي هنا بعض الوثائق الرسمية وضعها محامي وهي تعفيك من كل التزام قانوني أو معنوي تجاه فيليب .
وقفت سابينا ببطء تحس بالغضب يلهب كيانها..فمن يظن هذا الرجل نفسه ! ليقول لها إن شقيقتها ماتت ولكن الطفل الذي تترقبه حيا .... لا بد أن هذا الرجل مجنون !
ردت عليه بحدة :
- لا !
رفع حاجبيه السوداوين متوقفا عن سحب الوراق الرسمية من حقيبته :
- لا ؟
برقت عيناها الخضراوان تحديا واشتد جسدها الملتف الكويل كالوتد :
- بالطبع لا! فيليب هو ابن اختي , وأختي أرادتني وصية عليه .... وهذا ما سأكون عليه !
- لديه وصيان ... أنت وأنا .
- إذا ارتكبت كيم غلطة ... فما من أحد يخلو من العيوب !
الوجه المتكبر اتخد منحنى أكثر تراجعا وتكبرا .... وقال بهدوء :
لا أظن أن الإهانات ستساعد على حل الموقف الدقيق
فحدقت فيه بنظرة متعالية كنظرته .
- ولا حدة إحساساتك كذالك شقيقتي ماتت منذ وقت غير بعيد وها أنت تطلب منى بكل برودة أن أتخلى عن ابنها .. ابن اختي الوحيد ...حفيد والدي الوحيد ...!
وارتفع صوتها حادامتهدجا ! ولكنه رد بخشونة :
- وهو ابن أخي كذالك وحفيد والدتي الوحيد .
- ولكنه ليس حفيدها الوحيد فعنما ترزق بطفل ...
- ينطبق الأمر أيضا عليك وعلى أبويك!
تنهدت نافذة الصبر فهذا الرجل لديه ردود على اسئلتها جميعها.
- التخلي عن حق حضانتي لفيل أمر ..
- اسمه فيليب .
- فيل اختصار ل ...
- لقد أسمته امه فيليب فلنلتزم به ...
- أنا واثقة أن كيم كانت تود اختصاره إلي فيل مثل اسم أبيها .
- لكنها لم تعد على قيد الحياة ...
- أيها النذل ! أيها النذل البارد الدم العديم الإحساس ! أنت ... أنت ....
تلاشت إلي الأرض بعد أن لفتها العتمة .
عندما صحت من غيبوبتها وجدت أنها ممددة على الأريكة ورأسها مرفوع عن مستوى جسدها بعدة وسائد ...ووجه باتريك القلق يلوح فوقها
ارتد باتريك على الفور يجلس فلم تظهر عليه ملامح الإجهاد بسبب حمله إياها إلي الأريكة
جلست مرتبكة تتراجع إلي الوراء بعيدا عنه .... وقالت :
- آسفة .
فهز رأسه باقتضاب :
- كنت أتوقع شيئا من هذا منض أن وجدت الصحافة تطبق عليك .
ردت بصوت منفعل :
• يا لذكائك !
وقف باتريك ... أسمر قاتم إزاء شقتها المشرقة بالألوان الفاتحة .. وقال :
• لقد وصلت إلي حافة الإنهيار ... وأشك كثيرا في أنك نمت طوال أمس ....
• أنزلت سابينا ساقيها عن الأريكة لتنهض واقفة فأحست بأنها في وقوفها تبدو أفضل حالا أمامه ورغم
رغم طولها المديد بدت مضطرة لرفع رأسها .
قالت مدافعة عن الإغماء الذي أصابها :
- مخابراتك هي التي منعتني من النوم ... ربما كنت مضطرا للمجيء إلي هنا ...كان بإمكانك شرح كل شيء على الهاتف ولوفرت عندها عليك مشقة السفر ... ولكان بإمكاني قول لا بالسهولة نفسها .
فاشتد ضغط شفتيه وهو يقول :
- ألن تلقي نظرة على الأوراق ؟
- لا
- حتى ولو علمت أن فيليب سيكون أفضل حلا معنا في انكلترا ؟
ردت بسخرية :
- ومن تعني ب معنا أنت وأمك ؟ الأرملة المريرة الممتعضة دائما .... والرجل العديم الإحساس ؟
جالت عيناه الرماديتين الباردتين فوقها بازدراء بارد :
- أتقصدين أنه سيكون أفضل حالا مع ممثلة شابة لعوب دون أخلاق ؟
- فشهقت :
- أتقصدني ؟ من أين لك مثل هذا الإنطباع سيد كيندل ؟
- كانت كيم فخورة بمسلسلها التلفزيوني الأول وأجبرتنا على مشاهدتك في دورك اللعوب الذي أبرزت فيه مواهبك !
- المواهب هب الكلمة الصائبة سيد كيندل .... كنت أمثل دورا كنت أظنك ذكيا لتفهم ذالك .
- ربما أدركت هذا ....لكن ما من سبب يدفعني للإعتقاد بأن فيليب سيكون أسعد حالا لا بد أنك تعملين بجهد لساعات طويلة وأشك في أن يكون لديك وقت لتربية طفل صغير .
- صرفت النظر عن الحكمة في كلماته فلقد أرادتها كيم أن تشارك في تربية طفلها ... وهذا ما ستفعله :
- لدي طائرة علي اللحاق بها سيد كيندل ...
- أغلق حقيبته في عصبية :
- سأرافقك
- ليس من الضرورة
- بل هو من الضرورة الملحة لأني حجزت مقعدا على الطائرة نفسها
- أوه ألم تكن تنوي الإقامة طويلا أم كنت واثقا من موافقتي على طلبك حيث أوقع على هذه الوثائق ثم تعود إلي بلدك ؟...كيم لم تكن سعيدة مع عائلتكم سيد كيندل والآن بدأت أفهم السبب !
- حقا ؟
- أجل!
- أما أنا فقد بدأت أرى أنك عنيدة كشقيقتك تماما .اوه أجل ... كنت أعلم أنها لم تكن سعيدة فهي لم تخفي الأمر لكني مضطر لتذكيرك أنها اتخذت لابنها وصيين وهي بذالك لم تبعد عائلة كيندل عن حياته مما يشير إلي أنها لم تكرهنا كما تعتقدين .
- تعجبت سابينا من قدرة هذا الرجل على الإجابة الدامغة !
- بدلا من مناقشة هذا الموضوع أعتقد أن علينا الذهاب إلي المطار قبل أن تفوتنا الطائرة ...
- سأسافر معك ...أريد رؤية فيل...ليب ...ثم إن علي حضور جنازة كيم ... يجب أن يكون هناك فرد من عائلتها .... أظن الجنازة ستقام في انكلترا ؟
- دخلت الحمام لتغسل وجهها فرد عليها :
- حالما ... أجل .... في النهاية
- أفهم هذا ....ها أنا على استعداد تام .
- هل أنت واثقة ؟....
- كل الثقة !
- وعملك ؟
- عليه الإنتظار ... أنا مصممة على السفر معك سيد كيندل فلا تشك في عزمي .
- إذن ... فمن الأفضل أن تناديني باتريك فأنا لن أناديك بالآنسة بيرنت خلال الإثنتي عشر ساعة القادمة .
- اسمي سابينا .
- أعلاف هذا ...فغالبا ما كانت تذكرك كيم .
- هل تشعين بالقدرة على مواجهة الصحافة ثانية ؟ فانا أشك في انهم رحلوا خاصة إذا تناهت إليهم أخبار الناجيين .
- تمكنت سابينا من السير بثبات إلي جانب باتريك حتى وصلا سيارة التاكسي التي طلبتها أعطى أوامره للسائق وهو يدفعا إلي السيارة
- إلي المطار
- هل فيليب في منزلكم ؟
- لا سيبقى في المستشفى لبضعة أيام وهذا أمر طبيعي لأنه ولد قبل أوانه ولكنه رغم ذالك بصحة جيدة سابينا
- شكرا لله !
- ذهب باتريك ليتأكد من الحجز ثم عاد بعد دقائق :
- كل شيء على ما يرام وسنستقل الطائرة بعد قليل لقد حجزت لك المقعد مسبقا .
- أكنت تعلم أنني قادمة معك ؟
- قلت لك كيم كانت تتحدث عنك كثيرا .. وتمكنت بذالك من تخمين ردة فعلك .
- ولماذا جئت إلي أمريكا إذن ؟
- الأمر جدير بالتجربة .
- أبدا .. لن أتخلى عن فيليب أبدا !
- أقترح عليك العدول عن ذكر الطفل حتى تصبحي أقل تأثرا عاطفيا .
- لم تدهش كثيرا عندما شاهدته يغط في نوم سريع فتنهدت ... إنها بحاجة إلي وقت للتفكير فيما يجري وسيجري إنها وهذا الرجل الجالس قربها سيكونان مسئولين عن طفل صغير لن يعرف والديه أبدا أقسمت سابينا
أن تكون له تلك الأم .. مهما فعلت عائلة كيندل أو قالت !
|