كان الرجل يشق بين الحشد ليقف قرب سابينا وقد تراجع الجميع دون أن يدفعهم أن يفرق حشدهم وكأن له قوة تفوق قوتهم
إنه باتريك كيندل ...دون ريب ...نعم هي التقته مرة لكن ذكراه مازالت راسخة في ذهنها لسبب تجهله ربما لأنها لم تقابل رجلاً مثله من قبل .
أمسك بذراعها بشدة وجذبها إلي الداخل :
فلنتجه إلي الداخل .
سابينا كانت سعيدة بإذعانها له ...لمنها أخذت تسأل نفسها لناذا أجبر علي المجئ إلي منزلها بدل الاتصال هاتفياً الإ اذا كان قد شعر بتأنيب الضمير بعد انهيار أبيها لكنها تشتطيع الآن أن تخبره أن وقت الانهيار بالنسبة لها قد مر...فقد أمضت تلك الساعات تفكر بهدوء أثناء انتظار مكالمته.
تعالت همهمات المراسلين "من هذا بحق الجحيم " "من أين أتي "وقال مراسلة التلفزيون الأنيقة :رجل له متفان كهاتين وجسد كهذا لا يهمني من أين أتي بل ما يهمني أنه هنا ...
دفعت المايكروفون إليه تسأل :
سيدي هل أنت صديق الآنسة برنت ؟
وتمتم صحفي :
كنت أظنها صديقة طوني كريغ ..
اشتدت قبضة باتريك كيندل علي ذراع سابينا ومد يده الأخري ليدفع بالمايكروفون القريب من وجهه مقطباً تقطيبة
أظن أن الآنسة بيرنت قد تلقت ما يكفي اليوم من حشر أنوفكم في خصوصياتها ...لو سمحت
سيدتي ...سيدي ...
وهز رأسه محيياُ يصرف الجميع فصاح أحدهم :
هاي ..الرجل الانكليزي ...
فنظر إليه باتريك كيندل ساخرا :
حاسة الإستدلال عندك رائعة .
تابع دفع سابينا إلي داخل الشقة مقفلا الباب في وجه المتسائلين متمتما :
إنهم كالصقور المتوحشة !
ثم ضاقت عيناه عندما شاهد حقائبها قرب الكرسي ..
هل أنت ذاهبة إلي مكان ما ؟
أنا ....لقد .... يئست من مكالمتك فحجزت على أول طائرة إلي لندن وذالك بعد ساعتين !
فهز رأسه معترفا بالواقع :
هل صحيح أن والدك انهار ؟
سرعان ما زال نفورها منه فأمها قالت لها إن الدها انهار بعد مكالمة باتريك كيندل ...فكيف عرف ؟
صحيح ... ليس هناك خطر لكن نوبته كانت قوية ... أترى كان يحب الصبيان ... لم يرزق بهم ...كان يأمل أن ... آسفة ...ربما لا تحب سماع هذا كله .
لم أكن أعلم أنه انهار ...لا بد أنها كانت صدمة شديدة الوطء .
هذا ما أكد شكوكها ومع ذالك بدا وكأنه لا علاقة له بالأمر فابتلعت ريقها بصعوبة تسأله :
ذكروا في نشرة الأخبار أنه لم ينجو أحد ؟
-أخطأوا
فقفز الأمل إلي قلبها :
- صحيح ؟
- أجل ...هذا ما يظهر ... اجلسي من فضلك .
- لكنني .. على ما يرام كما ...أنا...
- قلت لك اجلسي سابينا يبدو أن هناك ستة ناجين إصابتهم خطيرة ...لكنهم أحياء .
- وكيم ..؟
- لم تكن هي أ, اتشارلز منهم .
حتى الآن لم يظهر على هذا الرجل أية مشاعر ؟ فاختنقت أنفاسها بعد أن وعت كلماته .
- لقد ....ماتا ؟
- أجل ..
فصاحت :
- يا إلهي !..
لم تكن تعرف مدى الأمل الذي كان في قلبها ومدى شوقها إلي أن تكون الأخبار كاذبة وها هي أخيرا يتلاشى أملها إذ لا تشك أبدا في أن باتريك يعرف ما يقول :
قاطع بكائها بصوت خفيض مضطرب :
لكن ابنهما حي ... وبصحة جيدة .
رفعت سبينا وجهها المبتل دموعا وابتلعت ريقها :
- ....ابنهما ؟
فهز رأسه :
- كيم كانت من الناجين وقد بقيت على قيد الحياة ساعتين بعد تحطم الطائرة كانت مصابة بشكل رهيب ولكنها استطاعت وضع طفلها ...الذي أسمته ... فيليب .
صرخت وهي تضحك وتبكي :
-إنه اسم أبي !
-أجل ...وأنا واثق أنه سيفخر بحفيده .
مسحت سابينا دموعها بظاهر يدها :
- هل رأيته ؟
- فترة قصيرة .
عادت الآن لتتمالك نفسها وهي لا تكاد تصدق ما قاله لها ..كيم رزقت صبيا ...صبيا حيا !
- كيف هو ؟ أيشبه كيم أم اتشارلز ؟ هل ...
- إنه يشبه كل الأطفال الذين يولدون حديثا .. وهو صغير أحمر يصرخ كثيرا .. ويشبه كيم بشكل لا يصدق !
ظهر لها عند هذا أنه ليس صلبا لا يتحرك كما ظنت .
- أريد رأيته .
- ليس لدي شك في هذا . ولكن ثمة شيء آخر عليك معرفته قبل أن نتحرك ... لقد احتاطت كيم لمستقبل ولدها ... فجعلتنا أنا وأنت حاضني فيليب الشرعيين ... معا ...
******1