كاتب الموضوع :
arewa
المنتدى :
من عيون الشعر العربي والعالمي
إلى رجل...يملك النسخة الأصلية منى..!!!
(هاأنذا...أنزع ورقة التوت الأخيرة من فوق جسد جرحى..وأكتب لك عليها,,,,كل عام وأنت بخير...!!!)
سيدى البعيد جدا من موقعى
القريب جدا من أعماقى..
لاأعلم هل تضخم بى حزنى فأصبحت أكبر من الوجود
أم ضاق بى الوجود..فأصبح أصغر من حزنى..!!
النتيجة واحدة ياسيدى.
فبقعة الارض هذه ماعادت تتسع لى..
فبقعة الارض التى كنت أقف عليها ...أصبحت الآن تقف علي!!
فغدا العيد.......!!!!
وحنينى اليك الآن أكبر من الكتابة....وحزنى اثقل من التنفس بالحروف..!!!
غدا العيد...
ويخنقنى اشواقى ليلة العيد...
وحاجتى للتنفس جعلتنى أبحث عن وطن يكتظ بالهواء..
وطن............يمنحنى الحياة بلاحدود
وطن...........يعيد الأرض تحت قدمي..ويعيد قدمي إلى الارض..!!
وطن...........يجعلنى فوق الأرض...ويجعل الأرض تحتى رحبة ..واسعة كأحلام طفولتى
وأطنك...........ذلك الوطن!!!!!
أو هكذا يخيل الي...
أو هكذا تمنيت دائما.!!!!
وليس كل ما تمنيته منحتنى إياه الحياة
برغم انى منحتها الكثير منى
ظننتها ستشبهنى...ستقلدنى فى العطاء...
لكنها خذلتنى..!!
سرقتنى..!!
أخذت كل شىء...........ولم تمنحنى أي شىء...!!
عفوا....
لحظة ياسيدى...
لن أكون جاهدة بحق الحياة..!!
لقد منحتنى الحياة الكثير الذى لايحصى..
نعم لقد منحتنى الكثير..
لكنى لم أشعر يوما بما منتحتنى إياه الحياة..
ربما لانها كانت تمنحنى مالا أحتاجه ..فلا أشعر به..!!
أو ربما لانها اعتادت ان تمنحنى الاشياء بعد أوآنها.
فكانت تصلنى الأحلام كالفواكه الذابلة التى فات أوآن قطفها..فبقيت فوق اغصانها بانتظار الموت..بلا طعم ..ولانكهة ...ولارائحة...
وهكذا هى الأحلام التى كانت تأتى........بعد أوآنها..!!
فيا وطن ...من أين أبدأ..؟؟؟؟؟
من البداية التى ماعدت أذكرها؟؟
أم من النهاية التى لاأريد ان أذكرها؟؟
فأحيانا ياسيدى..
تتشابه بداياتنا ونهاياتنا حد النفور ..والملل..
فأجبنى ياسيدى من أنا؟؟؟؟
وعلى أى المحطات أقف الآن لاستقبال العيد بلا عينيك
ولماذا أقف هنا...بانتظار معجزة تعيدنى إلى الحياة..
أو تعيد الحياة ...إلي..!!
سيدى......هل ترانى فارقت الحياة ..وأنا لاأعلم؟؟؟؟؟
لاتندهش لسخافة سؤالى..
فأنا أضعت (أنا) وجئتك..أبحث عنها..
ليقينى انى لن أجد نفسى الحقيقية إلا ...لديك..!!
فأنت أصولى...........وأنت جذورى...وانت ذاتى الحقيقية ..بصماتى القديمة!!
فأعماقك هى صندوقى...هى صندوق أحلامى..
الذى أخبىء به كل ماأخشى عليه من بطش الأيام
وذات يوم ..خبأت نفسى الحقيقية بك.
نفسى التى تشبهنى وتشبهك..
وغادرتك اليهم...بالنفس الاخرى التى تشبههم ..ولاتمت لى أو لك بصلة..!!
وأعترف انى كنت سعيدة بهذه النفس المزيفة
لقدرتها الفائقة على التأقلم مع عالمهم
وأجدت دورى ببراعة واتقان..
وكثيرا ماصفقت لنفسى بينى وبين نفسى!!
لكنى الآن...
أشتاق الى نفسى الحقيقية..
نفسى التى خبأتها بك..
فجئتك وبداخلى رعب الدنيا كله
ان تكون قد فتحت لها أعماقك ذات ليلة باردة
وأطلقت سراحها بعيدا عنك........!!!
ترى؟؟؟
هل مازلت تحتفظ بى؟؟
هل مازلت تحتفظ بالنسخة الاصلية منى؟؟؟
فأنا أشتاق الى ملامحى القديمة وأحزانى القديمة
فهل سأراها فى مرآتك؟؟؟؟
فقد خدعتنى مراياهم كثيرا ياسيدى
منحتنى وجها ليس بوجهى
وجسد ليس بجسدى
واحلاما ليست بأحلامى..
تضخمت فى أعينهم فى الوقت الذى كنت أتضاءل فيه بأعينهم..
وسافرت..........
سافرت فى كل القلوب
وسافرت فى كل الاحلام
وكنت أترك خلفى فى كل قلب حلم ناقص النمو...........و...........وأرحل!!
أغادر أعماقهم متسللة كاللصوص,,وقطاع الطرق..
وأحرص حرصا تاما...ان لا تبقى خلفى فردة حذائى الذهبى
كى لاتعيدهم الى عالمى الذى لايتسع....إلا....لك..!!
كنت أرحل بحثا عن حكاية جديدة
حكاية مختلفة الفصول والطقوس والتضاريس
لكننى اكتشفت ان الحكايات بعدك تتشابه
والفصول تتشابه...والطقوس تتشابه..واللحظات تتشابه!!
إلا الاحساس..!!
وحده الاحساس ياسيدى يبقى مختلفا كبصمات الانامل
وحده الاحساس يبقى مختلف كاختلاف الوطن عن كل بقاع الارض!!
كاختلاف فصول السنة
كاختلاف مراحل العمر
كاختلاف نوايا البشر
كاختلاف المتناقضات
كاختلاف الاشياء التى لاتتشابه ابدا..!!!
عشت سنوات ابحث عن ذلك الاحساس المختلف
لكن ذلك الاحساس المختلف لم يأت بعد
وربما لن يأتى بعدك أبدا,,
وهنا تكمن ياسيدى مرارة اليقين
اليقين..بانك كالموت والميلاد...لن تتكرر فى فصول حياتى مرة أخرى..
وانك وحدك ذلك الشيء المختلف الذى لايشبهه إلا هو..!!!
فياسيدى الوطن...وياوطنى السيد
نمت عميقا...نمت طويلا..
وأستيقظت اليوم على طرقات العيد فوق بابي
لاأعلم لماذا استيقظت ؟
وأى صرخة قاسية للعيد أيقظتنى..؟
زلزلت أحلامى
واذا بالوجوه حولى...ليست بالوجوه
واذا بالاصوات ليست هى الاصوات
ولا المكان هو المكان...!
ولا الاحلام هى الاحلام
ولا (أنا) ..التى يعرفونها....هى أنا التى أعرفها أنا...وتعرفها أنت....!!
فجأة..شعرت ياسيدى انى خارج نطاق المكان والزمان والاحلام
وان أحلامى الجميلة كانت كالوهم...كالجنون...كالشقاء...
|