هكذا أُلوِّن أحزاني



هل سأل أحدكم نفسه يوماً:
ما لون الحزن؟؟وما طعمه؟؟وما رائحته؟؟

(1)
مهما حاولت أن ألوّن حزني منك ومعك
يبقى لونه أسود كالليل
كعالم الأعمَى
كظلمة الظلم

(2)
عند كل سقوط طفولة

كانت والدتي تقول لي:

غداً تكبرين وتنسين

وها قد سقطت معك سقطة كبيرة

فهل يجب أن أصغر كي أكبر.... وأنسى؟؟

(3)
في الوقت الذي كنت أنت تكبر فيه في عيني
كنت أنا أصغر
وفي الوقت الذي كنت أنت تتزخرف فيه في داخلي
كنت أنا أتشوّه فيه في داخلي

(4)
هجرت كل عاداتي السيئة

توقفت عن عادة قضم الأظفار

وعادة هز قدمي عند التوتر

وعادة طرقعة الأصابع

وعادة البكاء تحت الماء

وعادة الثقة بك

(5)
خلدتك بكتاباتي
وكأني سقيتك من ماء الخلود
رسمتك كلوحة حب رومانسية
لوّنتك لأعينهم حد الخديعة
زخرفتك لقلوبهم حد الغش
لم يعد في إمكاني أن أخدعهم بك أكثر
لم يعد في إمكاني أن أُلونّك لهم أكثر
(6)
لعنك قلمي ذات كتابة
ولعنك عقلي ذات ذهول
ولعنتك كبريائي ذات حنين
ولعنك شموخي ذات انكسار
ولعنك لساني ذات غضب
وحده قلبي الذي لم يفعل
ولن يفعل
(7)
أتساءل:
لماذا كلّما لونتك بألوان النقاء
وقفت تحت مطر الحقيقية
لتزيل ألوانك
وتظهر لي حقيقتك؟؟
(8 )
وأتساءل أيضاً:
لماذا تُصرُّ على أن تسقط من عيني؟؟
ألا تراني أغمض عيني بقوّة
كي لا تقع؟؟
يتبع....

هكذا أُلوِّن أحزاني....تابع/




(9)
تُرى....
لماذا لا تبتسم لي
إلّا لكي تُريني
بقايا لحم طفل أحلامي
العالقة بأنيابك؟؟؟؟




(10)
كلّما حاولت
أن ألصق قناع الإنسانية على وجهك
نزعت القناع وقذفته علي
و عويت كالذئاب في وجهي




(11)
ولكما أقمت لك مراسم العزاء
كي أقنع نفسي بموتك
ووقفت في استقبال المعزين فيك
كنت أنت أول من يُسارع إلى تعزيتي فيك
كي تثبت لي أنك مازلت على قيد الحياة
وتكسر قناعتي بموتك




(12)
أغمض عيني بقوة
أرمي عليك ورقة التوت الأخيرة
أمنحك فرصة التستر في زحامهن
وأفتح عيني
فأراك تتراقص على ورقة التوت الأخيرة
ومعهن....
(13)

البعض يكره كي ينسى
والبعض ينسى كي يكره
والبعض يكره ولا ينسى
والبعض ينسى ولا يكره
وأنا .... فشلت في أن أكون إحدى هذه الحالات



(14)
لا تنزفوا ألون أحلامكم
لتلوين جدران الحزن
فللحزن لون واحد فقط .. هو الأسود




وقبل أن يدركنا الصباح:
قد يصبح لون الحزن يوماً أبيض
وذلك حين تبيضُّ عين الحزن حزنا على رحيلهم....




وبعد أن أدركنا الصباح:
لو علمت كم أحببتك
لبكيت عليَّ
ولو علمت كم كرهتك
لبكيتَ عليك

قلـــــــــــــــــــــــ ـــــــــبـــك





قلبك

قال لي وأنا على فراش المرض....ومشرط الجرّاح في يديه:
((أنثى مثلك عاشت تكتب عن الحب....فلن تموت حين تموت يوماً إلا بالحب))


قلبك
عندما يقذفهم الواقع بحجارته
فلن يجدوا سوى قلبك العاشق كي يضعوه في ..وجه الواقع
فليس أسهل عليهم من .... جرح قلبك!!

وحين يباغتهم الحزن بطوفانه
فلن يجدوا سوى قلبك العاشق كي يضعوه تحت أقدامهم
فليس أسهل عليهم من .... انتعال قلبك
وحين يكشر وحش الأيام عن أنيابه لهم
فلن يجدوا سوى قلبك العاشق كي يقذفوه في فم الأيام

فليس أسهل عليهم من .... اختفاء قلبك!!

وحين تثور أمواج الظروف في وجوههم
فلن يجدوا سوى قلبك العاشق للإبحار فوقه على غصب الأمواج

فليس أسهل عليهم من .... غرق قلبك!!



وحين تغلق الحياة أبوابها في وجوههم
فلن يجدوا سوى قلبك العاشق لقذفه باللعنات

فليس أسهل عليهم من .... لعن قلبك!!

وحين تكثر الخناجر في ظهورهم
فلن يجدوا سوى قلبك العاشق كي يسيئوا الظن به

فليس أسهل عليهم من .... ظُلم قلبك!!


وحين تصفعهم القلوب الأخرى بقسوة
فلن يجدوا سوى قلبك العاشق لصفعه بقسوة أشد

فليس أسهل عليهم من .... قهر قلبك!!


وحين يزورهم الفرح بغتة
فلن يجدوا سوى قلبك العاشق للقفز عليه عالياً

فليس أسهل عليهم من الرقص على .... أنين قلبك!!

وحين تستهويهم هواية التمثيل
فلن يجدوا سوى قلبك العاشق لتجربة أدوارهم عليه

فليس أسهل عليهم من .... خداع قلبك!!

وحين يشدهم إلى الأقنعة حنين
فلن يجدوا سوى قلبك العاشق لإقناعه بأقنعتهم

فليس أسهل عليهم من .... استغفال قلبك!!

وحين يشحذون بالقسوة سكاكينهم
فلن يجدوا سوى قلبك العاشق لتجربة حدة السكين

فليس أسهل عليهم من .... إراقة دم قلبك!!


يتبع....

تابع/ قلـــبك


ليس أسهل عليهم من

موت قلبك

موت

ق

ل

ب

ك




وبعد أن أرعبنا المساء
هذا قلبك بالنسبة إليهم .... وهذا أنت

ولا أكثر من ذلك
ولا أكثر من ذلك
ولا أكثر من ذلك

منوعات صــــــــــباحـــية




..(هشاشة أحلام)



من كل محطة حنين .... تنهيدة


هشاشة أحلام
صدقتهم حين قالوا: إن الضربة التي لا تقتلنا .... تقوّينا؟
فلماذا ضربَتُك التي لم تقتلني .... لم تقويني؟؟
فما زلت هَشّة أمام ما يتعلق بك .... وكل ما يمت بصلة إليك
هَشّة أمام اسمك .... هشة أمام صورتك .... هشة أمام صوتك
هَشّة أمام عينيك .... هشة أمام رسائلك .... هشة أمام مسجاتك
هشة أمام أرقامك .... هشة أمام فراقك .... هشة أمام غيابك
هشة أمام الحنين إليك ... هشة أمام ظنوني بك .... هشة أمام الغيرة عليك

ففراقك كان ضربة قاصمة لم تقتلني .... ولكنها لم تقويني
فراقك كان صفعة زمن لم تقتلني .... ولكنها لم تقويني
فراقك كان طعنة نصيب لم تقتلني .... ولكنها لم تقويني
فراقك كان خديعة وقت لم تقتلني .... ولكنها لم تقويني
فراقك كام مقصلة عمر لم تقتلني .... ولكنها لم تقويني
فراقك كان هشاشة أحلام أصابت أحلامي بالعجز .... فأقعدتها

وجـــــــــوه

سيماهم في وجوههم من أثر السجود
الوجوه مرآة الأعماق .... ومرآة الأعمال
فبعض الوجوه حين تنظر إليها
تشعر بأنها تشعُّ نوراً وكأن الشمس قد أشرقت بين حواجبها


ويعض الوجوه حين تنظر إليها
تشعر بأنها مظلمة قاتمة
وكأن خطايا أهل الأرض تنام بين عيونها
ونور الوجوه وظلمتها لا يتأثران بلون البشرة أبداً


فكم من بشرة سوداء يشعُّ النور منها
كأنها انبثاقة الفجر


وكم من بشرة بيضاء أطفأتها الذنوب
حتى غدت كقطعة من الليل
فظلمة الوجوه تفضح ظلمة الذنوب كثيراً