هاقد أتيتِ ! ..
هاقد أتيتِ من ذلك الزمن البعيد .. من ذلك البُعد السحيق ! ..
أتيتِ إليَّ وأنا ساهماً في فضاء الذكريات ..
ذكرياتكِ أنتِ ..
نظرت إلى ظلال وجهكِ .. وطيف نظراتكِ ..
نظرتــُكِ كـُلــَّكِ !! ..
فرأيتكِ كسحر ِالمغناطيس .. ووميض اليواقيت .. وإشعاع اللألئ ..
عندها طرنا معاً إلى ذلك الفضاء الرحيب لمشاعرنا ..
طرنا إلى ذلك الفضاء هروباً من أحزان البشر .. ومخلفات الشر ! ..
وجدت نفسي معكِ في ساحة فضائنا الشعوري ندور حول بعضنا ! ..
ونمرح .. ونتمازح ..
لأني معكِ في عالم ذكرياتي أفقد إحساسي بعالم البشر ..
وتتوجه كل أحاسيســـــــــي نحوكِ ..
وتتحدد جميع مشاعري تجاهكِ ..
دائماً أراكِ هناك في غمرة الحب .. وصفاء الشوق ..
تبادلينني الكلمة بالنظرة .. والنظرة بالكلمة ! ..
تعطيني مشاعر .. وأعطيكِ كلمات ..
كلمات كلها تقطر لكِ بندى الأشجان وقطرات الأشواق .. لأجلِكِ أنتِ ..
ذات يوم حلقنا معاً بدون شعورناً .. ومازلنا نحلق ونحلق حتى وصلنا
إلى مجموعة من النجوم ! ..
نجوم جميلة براقة !! ..
قيل أنها تشكـَّـلت من أحاديث النفوس والمشاعر التي بيننا ..
تشكـَّـلت مجتمعة .. منتظمة ..
ترسم حنان مشاعرنا ..
وزفرات أنفاسنا ..
وقوة الأحاسيس التي بيننا ..
أين وجدي ؟! .. أين حزني ؟! .. بل أين وجداني ؟! ..
حينها ذهب الوجد والحزن ! .. وبقي وجداني ينتظر المسرات والأفراح ..
التي أراها تقترب بيننا شيئاً فشيئاً ..
التي يشع من لمعانها أضواء الأمل ..
وجمال الإحساس ..
ونبض الحياة ..
عندما نبقى معاً معلقين في ذلك البعد الهلامي الشاعري ..
نستمتع معاً بإشراقات نجومه المشرقة ..
وبريقها البراق ..
وجمالها الأخّاذ ..
التي في آخر تعبير لها عن حبنا تتشكل كالقلب ..
فيه صورتي أنا وأنتِ ..
فإنها تتطبع بمشاعرنا ..
وتتشكل بأحاسيسنا ..