كاتب الموضوع :
Electron
المنتدى :
القصص المكتمله
الفصل الثالث
الفصل الثالث: "لقاء عند حوض السباحة":
أتصلوا عليّ بالسنترال و قالوا بأن أمي جاية، نزلت إلى الحديقة لأقى الحــــــــــرب الأهـــــــــلــــــــية قد قامت،
عموماً كل يوم تقوم لدينا ما يقل عن مئــــــــة حرب أهلية،، لا أعرف هل من نية أسرتي الكريمة دخول موسوعة جينس للأرقام القياسية؟
أم أن الجلطات التي قتلت جدي و زوج أمي ما كانت كافية!
فكرت "جارة جديدة دقت تبارك بخطوبتي لراكان إلي ما أدري عنها بعد ما دق نصف الجيران"، لكن طلع الموضوع:
قالت أمي: ما صارت ذي، طردوني من بيت أبوي و سكتّ، و هالحين وش يبون بعد؟ من وين نجيب لهم فلوس ورثهم؟
ضحكت خالتي هتون و قالت: ما أدري عنكم.
يوم شافتني جدتي قالت: ريم نظفي غرفتك يبون يجيبون مشتري للبيت؟
قلت: ليش؟
قالت أمي: أعمامي يبون ورثهم.
قلت: طيب، يصبرون إلين تخلص أوراق أرض بنبان.
قالت: ما عندهم صبر.. يبون يزوجون ولدهم.
قلت: و أنحنا وين نروح؟ للشارع؟
ضحكت خالتي هتون و قالت و هي فرحــــــــــــــــانة: و الله حالتكم صعبة.
قلت لها بعصبية: هالحين بأفهم أنتِ وش يفرحك؟ على فكرة ترى لو طلعنا لشارع بتطلعين معنا.
قالت: أنا ما يهمني أطلع للشارع لأن عندي بيت أبو رجلي متى ما بغيت أرجع له،،
لكن إلي يهمني أنكم تـــــــطــــــــــــــلــــــــــــــعـــــــــــ ــــون للشــــــــــــــــــارع!!
ناظرت إلي خالتي مصـــــــــــــــدومة فيها!!! قبل كنت أظن أنها عصبية..و تبغى تفرض نفسها،
خصوصاً و أنها كانت دلوعة بابا و ماما لمدة 12 سنة ألين طلق أبوي أمي،
و بدت المشاكل و قضايا الحضانة خاصة.. و لأن أبوي مهوب حريص علينا.. فهو تزوج و وجودنا يأثر على سعادته الزوجية.. لكن بعد ولادة أخوي عبدالله.. و اكتشاف أنه معاق حس بأنها عقوبتنا
و كانوا أعمامي كانوا فوق راسه:
"بر ولدك قبل أن يبرك"
" تراك تحاسب على تركك عيالك"
" الغدر مهوب واجب عليهم تربية عيالك"
"يا أخي فشتلنا قدام الناس تطلق بنات العوايل و تزوج وحدة ما هي من مستواك و ترمي عيالك!"
حتى تم حل القضية ودي (أن الحضانة تصير مع أمي،، و يصلنا مصروفنا شهرياً، و لأبوي و أعمامي حق الزيارة في أي وقت..)
لكن طبعاً تربية أطفال صغار محتاجين،، مدارس ،،و تطعيم،، و كل يوم يمرض واحد منهم، يسحب جزء من دلال و دلــــــع بنـــــــت في الثنعش،
خاصة و أن أمي تزوجت،، و رجعنا للقضية و المحاكم
و نفس الحكم السابق تم الأتفاق عليه من جديد،
لأن أحلى جدين في الدنيا ما بغوا أحفادهم يتربون على يد زوجة أب..
لكن الظاهر أن الخالة الغيورة تمســــــكــنت حتى تمكـــنــت و طردت عيال العليا من بيت أبوها!!
تذكرت أنها كانت تجلس ساكتة في الوقت الي أعمامها يطلبون ورثهم، حتى ما أني أستغربت يوم صارت تتدق عمتهم لطيفة على أمي بعد العدة على زوجها.
و تقول:" يا تعطينا أيجار سكناك البيت أو تطلعين من بيت أخوي!"
خذت أمي ورثها من عيال زوجها،، و استاجرت بيت علشان تتفك من شر الغدر و إذاهم.
بصراحة ما استغرب من أن خالتي هتون لها دور، خصوصاً و أننا ما عرفنا لها طريقة في التعامل..
إذا أشتغلت في البيت راحت تهاوش قدام خالها إبراهيم الي يجي يهاوشني
و إذا ما أشتغلت راحت بعد.. تقوله أني ما أسوي شي.. و هو يجي يمارس وظيفته في الحياة!
و إذا جلسنا في غرفنا قالت:"ما يجلسون معنا، دايم في غرفهم، ما أدري وش قاعدين يسون؟ هذولي عيال الشوارع ماشفنا منهم خير"
و إذا نزلنا شفنا التعذيب النفسي على أصـــــــــــــــولــــــــــه: " إصلاً أبوكم راميكم من يوم أنكم بزارين و لا سأل عنكم.."
و ما نقدر نسولف,, أو نضحك,, أو حتى نأكل,, إلا نلاقي أحد يتهزى فينا،
أذكر مرة عمي سعود دخل بندة الي قريبة لبيتنا,, وشاف أخوي خالد و عمره حوالي 16 سنة يتغدى في مطعم صغير ما فيه غير العمال..تضايق و قال "صاير شكله زي إلي ما له أهل"..
على الأقل خالد كان قادر يأكل برى البيت ، مو مثلي إلي طول عمري في رجيم إجباري
ما أجلس على الوجبة حتى يبدى النكد،، و الأهانات إلي تسد النفس
تخلني أكره الأكل و الساعة إلي جلست فيها على السفرة..
(((ذكرياتي كلها سيئة عن خالتي هتون و أعتقد بأني غـــــبــيــة لما أفكر لحطة وحدة بأني أنصدمت فيها!)))
يمكن إلي صدمني خسارتي لخالتي الوحيدة إلي و لا يوم حسيت أنها خالتي!
يمكن صدمني فكرة أن تحاول أي خالة في العالم تدمير حياة عيال أختها الوحيدة -بأي وسيلة- حتى لو كان على حساب تدمير حياتها!
ما أعرف كيف تركيبة ها لشخصية؟
أنانية و خبث و سفالة..
مو معقول أنا دايم أقول بأن في كل إنسان خير و شر، هذي ما شفت إلا الشر فيها
يا ترى هذي كيف عايشة؟
أحنا محتاجين للحب علشان نعيش
و الكرة تجيب الموت
أقلها تعيش كأنك ميت
.........................
حست الجو في الحديقة مسموم..يخنق.. تركت المكان و رجعت لغرفتي بدون ما أخذ فنجال قهوة،
من يوم ما مات جدي و كل ما جت سيرة الورث أنطرد و يقال لي :"مالك دخل".
فخليني أروح بكرامتي أزين.
على العموم الحمد لله أني كبرت عقلي.. و طول أيام الثانوي كنت من أنصار" طنش.. تعش.. تنتعش"
كتت تاركه مشاكلهم كلها.. و لا يهمني شي غير دراستي.. و علاقتي بخالد و أمي وعيالها و جدتي..
طنشت الموضوع كله.. إلين جاء اليوم الي شفت خال أمي إبراهيم جاي مع شراي البيت
كنت جالسة في غرفتي أقرء رواية (حين إير) و سرحانة في بريطانيا..و كفاح جين علشان تعيش..و ما دريت إلى سمعت صوت رجال جاي من أول الدرج ،،
طليت من الباب أشوف لقيت خال أمي إبراهيم و مع رجل غريب و قاعد يتكلم:
"مثل ما أنت شايف الدرج ينقسم إلى قسمين الجزء الشرقي فيه أربع غرف نوم و حمامين،، و الغربي فيه غرفة النوم الرئسية بحمامها و بغرفة للملابس ..و البلكونة.. و غرفة نوم صغيرة بحمامها تناسب للطفل الصغير، و بعد ممكن تكون غرفة نوم عادية و لا مكتب إذا حبيت... و يوصل بين الجزئين.. الصالة العلوية.. و هذا الشباك الي يغطى الجدار كله يطل على الحديقة.. تعال شف.. شارع التحلية.. من هذاك المطعم تدخل على الحارة... و المنطقة كلها راقية.. و الناس ..إلي فيها مرتبين ..."
ما عرفت وش أسوي؟
وشلون بأطلع هالحين؟
سكرت عليّ باب الغرفة و لبست عبايتي،،
بغى خالي يفتح الباب،
• فقلت: مين؟
• قال: أطلعوا يبي الرجال يشوف الغرفة.
• سمعت الرجال يقول: لا لا ماله داعي هالحين خلنا نشوف الغرفة الرئسية.. هالحين هذي غرفة الطفل؟
• خالي: أيه،، و لا و الله..لتشوفها.. بيطلعون هالحين.. خلنا بنروح هالحين للغرفة الرئيسية.. أطلعوا يالله.
رافع ضغطي هالخال..ما يعلموني بأن فيه رجال جاء.. وهذا بيطلعني من غرفتي إلي ما فيها شيء ينشاف.. علشان أيش؟!
على العموم خبرة ثلاث و عشرين سنة في ها العايلة علمتني بأنك لن تجني من الشوك العنب..
سمعت صوتهم في غرفة جدتي هيلة، فتحت الباب و طلعت بسرعة و ركضت للتحت، رحت لغرفة خالد في الملحق لقيته طالع،
قلت: وين بتروح؟
قال: أي مكان..
قلت: طيب ليش؟
قال: وش يقعدني؟ علشان أنهان؟! يالله أذلفي.. روحي ترى أمي هيلة في مجلس الحريم.
قلت: خذني معك.
قال: روحي بس ماني فاضي لك.
و رحت لقيت جدتي هيلة و خالتي و بناتها هاجر و سمر في المجلس جالسين، قعدت معهم و أنا ساكتة أبغى أعرف وش أخرتها؟!
فكرت: "أقدر أسوي شيء؟
لا
ما بيدي شيء أسويه".
• (قلنا لأبوي: البيت بيباع.
• قال: ما أدري؟ دبروا عمركم.. أنا ما أقدر أسوي شيء، إذا صرت رجال البيت فذيك الساعة البيت بيتكم.
• قلت له: ليش أن شاء الله؟! على أيش غزيل رجال البيت؟! على ورثها الي ورثته من أبوها الي ما ورثها إلا ديون.. و حملك مسؤلية أخوانها الصيع..و لا على شهادتها إلي ما خلصت إبتدائي إلا و هي معك..و لا عايلتها إلي يحمدون ربهم أن لهم أصل بس..
• قال: ما دري.. بس ما بغى ينهد بيتي.
• قلت: الله وأكبر على هالبيت، وحدة لا تحترمك..و لا تشرفك قدام الناس..تعاملك كأنك زبالة.. تنوم الليل في جيبك فلوس... تقوم مفلس!.. و ياليته على شيء يستاهل... إلا قراوة و بدو و خمام أسواق العويس و طيبة . و محملتك مشاكل أخوانها إلى هالحين.. حضرة النسيب يصرف عليهم.
• قال: ما دري..أنا ما لي دخل.. يعني مو معقولة الغدر يطردون عيال بنتهم.
• قلت: ها ها.. هالكلام أيام الشيخ عبدالعزيز الله يرحمه..لكن بعد ما مات أبوي عبد العزيز.. و خالي إبراهيم..صار الوصي خرب الدنيا..
• قال: خالك إبراهيم مستحيل يرمي أخته و عيالها الشارع.
• قلت: أنت ما تعرف خالي إبراهيم..مخدوع بالمظاهر الكذابة..تذكر أنه حبس أخوه سعد يوم خسر في تجارته.. و هو متسلف من خالي إبراهيم..ما رحمه و لا رحم عياله..
• قال أبوي: لا مو معقولة بيخلي أخته علشان أخوات رجلها..
• قلت:بيأخذ أخته.. و خالتي هتون بترجع لبيت أهل زوجها بعد ما حققت غرضها.. و أحنا في الشــارع..أنت عارف أنه أيام ما بغت تتطلق أمي هيلة من أبوي عبدالعزيز يوم درت أنه تزوج عليها مسيار يبي يجيه ولد..كان خالي إبراهيم يقول لها.." أتركيه و أتركي عيال العليا و تعالي عندي ما أنتِ مسؤولة عنهم".. و أنه أصلاً ما قعدت معه إلين مات إلا علشانا.. و لا كل فلوسه،، و قصوره،، و أراضيه،، و بعارينه،، ما همتها..
• قال: ما دري شوفو أعمامكم وش يقولون؟
• قلت: هالحين من أبوي عمي سعود و لا أنت؟
• طبعاً رده الأخير كان: ما دري.. ما أقدر أسوي شيء!)
صحيت من ذكرياتي الأليمة على صوت خالي إبراهيم
يقول: تراهم راحو أطلعو.
ثم شافتي و قال: وين أخوك؟
قلت: طلع.
قال:و أنتِ وش مقعدك؟ روحي لغرفتك يالله..
قلت في نفسي: "لا و الله وش مقعدني؟! ما أنا كنت في غرفتي مفتكة منكم و من بلاويكم.. و عايشة في أجواء الرومانسية و الخيال..إلين ما طلعتني منها..
يالله بيجي يوم تعرف وش بتصير ريم العليا؟ و تحترمها مثل أصحاب المظاهر الي تلزق فيهم."
ثم مثل العادة رقيت لغرفتي و تركته يكلم جدتي عن الشراي.. و خالتي هتون ..و بناتها فيه.. و ما قال لهم شيء!!
لكن بنت العليا غير بنات هتون..
يوم راح و دقت على الخدامة
تقول: تعالي للقهوة.
نزلت تحت لقيت مجلس الشورى عاقد جلسته
كانت هاجر تقول: ما توقعت أنه يعجبه البيت.. قديم و ديكوراته قديمة.
أول ما دخلت.. دفتها أمها بيدها و سكتتها.
يوم رجع خالد قلت له السالفة و أنا مستغربة
• فقال لي:صحيح أننا ما نهتم بالبيت.. بس شوفي البيت كبير.. و تصميمه فخم و حلو.. و في موقع حلو.. يعني تقدرين تطلعين من شارع التحلية إلى شارع التخصصي و إلي شارع العليا العام، و بعدين صاير كأنه قصر فرساي.. رخام روز.. و جدران ملبسة بالخشب الماهوجي..و أسقف مستعارة..و درج رخام ينفصل لقسمين..درابزينه سنديان..و حديقة كبيرة و ملاحق.. و إلي بيشتريه عارف بأنه بيسوي ترميم.. و و يغير الآثاث.. لكن ديكوراته القديمة هذي غالية مرة و قيمة. أحنا إلي ما قدرنا بيتنا..
هالحين ما أدري وين ممكن نروح؟ ما عندنا إلا بيت أمي..بصراحة صعبة تعودنا على عيشة العليا..كل شيء عندنا و الناس مرتبين و كلن في حالة..و بيت أمي صغير و بنحد
من حرية عيال زوجها إلي كل يوم داخلين ظاهرين بكيس رز.. و لا تمر،، لا تنسين أنهم يبون يربون عيالهم على طبايعهم،، يعني لا ستلايات و لا غيره..
• قلت: طيب هالحين وش نسوي؟
• قال: و لا شيء, نصبر نشوف أخرتها مع أخوالك، و نعيش حياتنا عادي، استعديتي لعزيمة عمتي نورة.
• قلت أيه.. استعديت..
و أنا كل ما جات سيرة العزيمة تذكرت راكان و الإشاعة أياها.
و جاء يوم العزيمة:
• يصارخ خالد: ريــــــــــــــــــــــــم
• رديت عليه: جايه..جايه.
<<دايماً يناديني خالد مبكر لروحات للعزائم، و ما يترك لي الوقت الكافي علشان أطمئن على شكلي ، جمعت أغراضي في شنطتي و نزلت أركض السلم>>
.
• صرخ علي: يالله ..قطعتينا..
• قلت و أنا ألبس جزمتي: هذني خالصة،
• قال: إذا خلصتي أنا في غرفتي.
• قلت و أنا ألبس عباءتي: هذيني خالصة
• قال و هو يمشي: ما بعد غيرت ملابسي.
• قلت: طيب وراك تنادي و أنت ما خلصت.
• خالد من أتباع مبدأ ((خذوهم بالصوت لا يغلبوكم،)) لهذا بأعلى ما في صوته زي ما يكون ممثل يقدم دوره في مسرحية في مسرح روماني أو أوبرا!:
"لأني عارف أنكم ماتخلصون، عارف ياكثر أشغالكم، واحد لازم يقولكم العزيمة في الظهر علشان تجهزون لعزيمة الليل ،،وش إلي يقومكم؟ دايم تتأخرون و دايم تعطلونا..."
عرفت أنه والله لا فائدة من النقاش معه الناتج الوحيد سيكون تأخيرنا و تعكير مزاجي،
• لهذا قلت: رح ..بس رح ألبس.
•
ما تحركت من مكاني مع أني أعرف بأني بأعرق و يسيح مكياجي، فالمبدأ الأول لدستور بيتنا ( الباب الي يجيك منه الريح سده و استريح).
و راح لغرفته في الملحق إلي ينام فيه بعد سكن خالتي و بناتها عندنا، و أنتهيت من لبس عباءتي.. و جزمتي ..و لبست أكسسواراتي.. و ساعتي.. و رتبت مكياجي و شعري ، و ودعت جدتي ..و نفذت لها كل طلباتها التي تخطر على بالها ( كاس مويه، تسكير الشباك، فتح التكييف...الخ)
كل هذا.. و صاحب السمو الملكي خالد العليا.. لم يتنازل بالخروج من عليائه.. لإيصال جاريته ريم لبيت عمته!
بعد أن قفدت أعصابي أسلحة مقاومتها.. و اضطريت للجلوس في الصالة أحط يدي على خدي.. و أتفرج على المدفأة الإنجليزية الفاضية.. لأن سمر بنت خالتي تتفرج على سبيس تون.. و ما عندي استعداد أخلي خالتي هتون تذلني على تلفزيونهم.. و أرغمت على استماع لخناقة خالتي هتون مع بنتها هاجر من طرف واحد طبعاً،لأن خالتي هتون لا تترك لأحد فرصة لتنفس:
"تعقنيي يالكلبة بنت الكلب..و تبين تروحين لجدتك السوسة طرفة..
جعلي أدخل بيتها خالي منها
مارح تنفعك يا الملعونة بنت الملعون..
طالعة على أبوك ما فيك خير
تبون تموتوني..
الله ياخذني و أرتاح منكم
حسبي الله عليكم أنتم و أبوكم..
..."
و أخيراً تفضل جلالته وشرفني بأحدى صرخاته المعتادة: ريــــــــــــــــــــــــم ياللــــــــــــــــــــــــــــــه.
كانت الحفلة مقامة في حديقة قصر عمتي إلي قريب من بيتنا فما خذنا وقت في الطريق،
استقبلني نوف عند باب الداخلي للقصر:هلا و غلا يا ريم، كيفك يا عمري؟ كيف حال خالي؟ وحال الوالدة؟
• الحمد لله كيفك أنتِ و كيف حال البيبي؟
• آه متعبني يا ريم ، الله.. الله.. أيش الشياكة هذي؟
• مشكورة حبي كلك ذوق... جاء أحد أو أنا أول وحدة؟
• لا جت عايلة خالي الوليد.. و عايلة خالتي حصة، قلبي تعرفين الطريق بتلاقينهم عند تراس الباربيكو، البيت بيتك، أنا شوي و جاية.
دخلتني الصالة و خذت عباياتي بتحطها في دولاب العبايات وراحت للمطبخ..
و أنا وقفت شوي أرتب نفسي قدام مراية الكبيرة، هذاك اليوم كنت أتشيك مثل ما أكون أستعد للشوفة عايلة خطيبي مو أعمامي،
فأنا ما نسيت قصة راكان كان يشغل تفكيري،، أحلم به ليل نهار،،
لهذا كنت حريصة أكون أكثر البنات أناقة و جمال،
لبست فستان أبيض شيفون مشجر بالورود الحمراء يدلع على رجولي، و استشورت شعري الناعم.. و سويت مكياج خفيف حرصت فيه على إبراز طول رموشي و عذوبة شفافيّ،
و لما تأكدت بأن كل شيء فيني تمام،، نزلت من الباب الفرنسي المفتوح على حمام السباحة للحديقة،
كان الجو رايق يطير شعري.. و فستاني زي ما أكون فراشة رقيقة،
فوقفت شوي قدام حمام السباحة،، كانت الموية صافية تتموج بالموية النازلة من الجاكوزي،، خلتني أحس بالأسترخاء و أسرح في أفكاري،، و أتخيل حياتي حمام سباحة محتاج موية تملاه
زي ما كنت أسوي يوم كان عندنا حمام سباحة،
الي خالي إبراهيم بسده بعد وفاة جدي بدعوى أن ما أحد يحتاجه، و لترشيد استهلاك المياة!
و فكرت في ماذا بعد المدرسة؟ طوال حياتي و أنا أفكر بأني سأدخل الجامعة و أصبح أخصائية نفسية أو أخصائية تربية خاصة،
لكني بدت أخاف و أتشائم فأمي علمتني بأن(( لا أحلم ..و لا أتامل ..لأني ما رح أحقق إلي أتمناه ..و بينكسر قلبي))
ما استطعت تخيل حياتي بدون أن أدخل الجامعة، أبوي مستحيل يدفع لي قرش واحد حتى أدخل جامعة الأمير سلطان أو كلية اليمامة،
لأني بنت منيرة الغدر و مو بنت غزيل،
أبوي فكرت به كثير لما كنت صغيرة،، كانت دائماً تقول لي خالتي هتون بأن: أبوي رامني و خالد و أنحنا أطفال و ما يسأل عنا،
أظن أن المصرف الذي ينزل في حسابي كل شهر دليل على أن أبوي ما نسانا،
الإ أني أحساسي بالجرح من أن علاقتي به ما تتجاوز مصروف ينزل في حسابي، يخلني أحس بأني مواطن درجة ثانية
مواطن درجة ثانية
هذا مفهومي لذاتي = إلي أحسه طول عمري
أشياء كثيرة تخلني أحس بها الشيء:
• رمية أمي و أبوي لي و أنا طفلة.. و كل واحد راح يدور حياته.
• معاملة أخوالي لي كأني سارقة حلال جدي بالعيش في بيته
..أوه عفواً أقصد قصره إلي كأن ما في الرياض واحد زيه،،في الوقت إلي كل الأعمامي ساكنين قصور و فلل.. ما تقل عنه.. و أفخم منه.. و أنا في واحد منها هالحين.
• أبوي و لا مبالاته و فشله في حياته..عكس كل أخوانه الوزير و السفير و الدكتور الاستشاري إلي صارين يحلون له مشاكله.
• رسوبي أيام المتوسط لأني ما كنت أشوف، و أهلي رفضوا يشترون لي نظارة علشان ما أتعود عليها،،هذا غير أني تعودت الأهمال و الكسل و كنت أشوف نفسي ما أفلح في الدراسة مع أني مثقفة و أقرء كثير..
• أمي الي دايم تدمر ثقتي بنفسي و بالناس... و تعلمني التشأوم و الخوف من المستقبل.
• أخوي الي يشتغل في محل ملابس نسائية ، لأنه يبغى يعيش زي باقي عيال عمي و أصدقاءه و المصروف إلي ياخذه من أبوي ما يكفي.
• أخوي الثاني المعوق الذي ما يقدر يقول السلام عليكم..
و و و أشياء كثيرة تخليني أحس بأني ما رح أقدر أتزوج واحد زي راكان أو
فارس أحلامي:
(الي يكون في نفس مستواي الاجتماعي و الثقافي و عنده شخصيتة المستقلة زيي)
ثمن..
حسيت أحساس غريب..
أحساس بأن فيه أحد يناظرني..
ألتفت يساري..
شفته..
راكان؟
أو براد بيت صابغ شعره؟!
ما أدري..
لكن لأنه مستحيل يجي واحد من أكثر نجوم الهيليوود جاذبية في بيت عمتي.. فأكيد أنه راكان
كان لابس بنطلون جينز و شيرت كت.. مطلع عضلاته القوية.. و شايل كرتون موية
و عيونه تأكلني أكــــل..
وش يكون أحساس بنت و فيه شاب يأكلها بعيونه؟!
خصوصاً إذا كان فارس أحلامها؟!
حسيت بأني ما لبست شيء! و أن كل جسمي يشوفه في كاشفات الحديفة.. و الهواء الي يطير شعري.. و يلعب بفستاني..
كنت متجمدة.. و أناظره أبغاه يروح..
ما تحرك..
و ما قدرت أتحرك..
بعدين ما أدري وش قاعد يصير؟
خفت..
عيب أوقف ها الوقفة..
لو جاء أحد و شافني وش بيقول عني؟
رحت أمشي بسرعة..
كان ودي أركض..
بس ما قدرت و
..
لما وصلت للبيت الشعر و بغيت ألف أروح لتراس الباربكيو ألتفت عليه..
لقيته على نفس وقفته..
ما تحرك..
و يطالع فيني..
رقيت درج التراس و أنا أرجف،، شفت ندى و أختها ماجدة _المتزوجة و عندها عيال_ و أمهم، و عمتي حصة و بناتها الهنوف و نجود و العنود، سلمت عليهم كلهم و جلست جنب ندى،
قالت لي : هاه شفتي قد أيش طلعتي جنان.
ابتسمت و أنا إلى الآن مرتبكة بعد الي صار عند حمام السباحة تذكرت الموية الي شايلها راكان يا ترى رح تكون الموية الي تملى حمام سباحة حياتي؟
يا ترى راكان رح يكون الإنسان إلي يملى حياتي و يطلعني من سجن الغدر؟
و لا نظراته؟
ما فيه وحدة في العالم ما تعرف كيف تكون نظرات الشاب المعجب بها؟
الحمد لله أني سمعت كلام ندى و لبست الفستان بدال بنطلون و تي شيرت كان ما عرف أني ولد و لا بنت!
• دخلت عمتي نورة و هي تهلي: حياكم الله.. هاذي الساعة المباركة..كيف حالك يا ريم؟ من زمان ما شفناك،
• وش أخبار خالد؟ و أبوك ما تدرين عنه؟ وش أخبار رجلين أمك هيلة ما وديتوها للزهراني؟ تراهم يمدحونه...
• و أنا أرد: و الله تمام.. كلهم بخير.. إلا ودينها بس مثل غيره.. ما لها علاج.
• و ما دريت إلا بعمتي حصة تقول: إلا ما شاء الله يا نورة..أمس شفنا أبو عروس راكان في التلفزيون جاي افتتاح المستفى الجديد مع الملك..
راكان لـــــــــــــه عـــــــــــــروس غيري؟!!
ماذا سيحدث في قصتي مع راكان؟ هل فعلاً بيتزوج خطيبته؟ أم هل خربت عليهم حياتهم مع بعض؟ أو..
ماذا سيحدث في بيع البيت؟ هل سيباع و نتشتت؟ أم..
ما أخر المشاكل مع خالتي هتون و خالها إبراهيم؟
أنتظر إجابتكم على هذه الأسئلة أو
تابعوني في الفصول القادمة لأجيب على كل هذه الأسئلة و للأحداث المثيرة القادمة..
|