كاتب الموضوع :
Electron
المنتدى :
القصص المكتمله
الفصل الرابع عشر "يوم و لا في الأفلام"
(1)
و في مرة من المرات سألت حصة بنت كانت تجلس في الكرسي الي جنبي: كيف تتحملين ريم؟!
البنت و كانت مستجدة: عادي..ليش؟
..............>>مجموعة من الشتائم ما سمعت ولا وحدة منها و كل البنات سمعوها!!!!
..<<لأني صرت أفضل أبعد عنها و أجلس قدام..و أحط السماعات في أذني و أسمع أغاني f.m. أحسن من صوتها!
فسألتني وحدة من البنات إلي جنبي: ريم تزعجك حصة؟
أيه..
طيب ليش ما تكلمينها؟
لأنها ما تكلمني.. و أنا عارفة بأنها ما تسوي كذا إلا علشان تستفزني.
((و ر فعت صوتي و قلت)):و أنا ما أعطي هالأشكال وجه..لأني أؤمن بأن القافلة تسير و الكلاب تنبح!
طيب أشتكي عليها..و أحنا معك..
بصوت عالي: مشكورين قلبي عارفة بأنكم معي ...و هالأشكال ما تربت.. و لا يشرف باصنا أنها تكون فيه..لكني ما أحب أشغل بالي بها..صحيح بأني قاعدة أجمع لها أخطاءها لكن ما تهمني.. و أنا متى ما بغيت طلعتها من الباص بمزاجي..(كنت أبغى أسقيها من الكاس الي سقتني أياه شهور..ليس إلا)
تراها بنت عايلة كبيرة ما عليهم..
و بنفس الصوت العالي: حبيتي عايلة كبيرة تربي بناتها..مو بأخلاق بنات الخزان<<حي شعبي
_كنت أعرف بأنها تنقهر من سيرة الخزان، لأن أبوها عنده عماير هناك، و كانوا ساكنين فيه أيام الابتدائي،
و حصة تتغتر و تتكبر على بنات الجامعة لأنها ساكنة في العليا!!_
شفتها في آخر الباص بتطق قهر..
..أحسن.. بردت قلبي.. و خلاص ما يفرق معي..
عرفت هالحين بأن البنات ينتقدونها..و أهنتها مثل ما أهانتي..و بأسلوبها..
لكنها طلعت فعلاً ما تربت.. و لا تعرف الأخلاق..و ناسية هي وين ساكنة..
في العليا.. إلي ياما تباهت فيه قدام البنات..
حي الأتكيت..و البرستيج..
و الناس تنتقدك على أتفه شيء.. و لا تفتك من لسان الجيران..<<و الدليل يوم أرغموا جارنا عبدالكريم ما يخلي ولده المتخلف عقلياً يطلع الشارع.. مع أنه ما سوى شيء..و ما غير جالس قدام بيتهم..يتفرج على إلي رايح و إلي جاي..!!
فلما نزلت من الباص وفي لحظة..فتحت حصة الشباك و تفلت _بصقت_ في الشارع عليّ و قالت: تفو يا.........>>شتيمة لأول مرة في حياتي أسمعها.. و واضح بأنها شتيمة ناس.......
بعدها قررت هالأشــــكـــــال ما ينسكت لها..
سجلت الشكوى بالتاريخ..
و الساعة..
و الاسماء..
و قررت أشتكي..لكن البنات مثل العادة همهم دراستهم.. و ما يبون مشاكل..و رفضوا يشهدون معي..
• و نصحتني عهود و قالت : آخر مستوي لك في الجامعة بعده.. تدريب مالك بالمشاكل و عوار الراس..أحمدي ربك بأنها طلعت بصورة مو كويسة قدام البنات..
يمكن لولا ما كنت على وجه خطوبة.. و ما بي مشاكل قدام حمولتي كان اشتكيت..لكن ويــنــه حسن؟!
إلي شاغلني ليل و نهار..أجلس أخطط و أفكر و أحلم ..بالأيام الجاية..
يا ترى أيش بألبس إذا جاء أهله؟
و أيش بألبس إذا جاء لشوفة الشرعية؟
يا ترى بيعجبه شكلي و لا لا؟
يا ترى أيش بسوي في الملكة؟
تعلمت الطبخ علشانه
و صرت أوفر كل قرش ممكن..في الجامعة أشتري الشاهي و لا أرمي الكوب علشان بعدين أحط فيه شاهي ثاني بدون ما أدفع ريال واحد..
ما عاد صرت أشتري من دايت شوب..و لا حتى سلطة رغم أني طفشانة من أكل الكافتريا ..أكل في كافتيريا12 بعد ما أنطردت المعجبات منها..لأنها أرخص مع أن أكلهم مو نظيف..
أحاول ما أتصل بالجوال كثير...أوفر في الشيبس و الشكولاتة و المجلات..و ما عاد شريت لا مكياج أو عطور أو ملابس..ولا رحت لكوافير.. حتى أغراض الجامعة و أعمالها أحاول أوفر فيها..لكني ما قدرت..
كل هذي شغلات بسيطة يمكن ما توفر لي غير ألف و لا ألفين في أحسن الفروض..لكني كنت عارفة بأني رح أحتاج لكل قرش.. وإذا عطتني أمي ألف و لا ألفين ..حسب قدرتها ما رح يعطيني أبوي..و لا ريال على كلامه..
• ثمن دق علي عمي سعود يقول بأن "أهل حسن أجــــــــــــــــــــــلــــــــــــــــــوا الزيارة..لظروفهم الخاصة.."
أنـــقـــهــــرت
لكن بعدين قلت: " لا تصيرين مستعجلة كل تأخيره فيها خير..كذا بأخذ وقتي في الدراسة بدون ما أكون مسعجلة على الجهاز..و المصاريف..
(2)
و أخيراً وصلنا لآخر الترم.. طالبوا مني- بما أني صديقة قسم- التطوع في حفل التخرج..و مع الشغل و الربكة ما شفت وحدة من الإساتذة الفعالات في الأنشطة.. و كان عندي أسئلة كثير.. فلقيت بأن أفضل وحدة أسئلها د........ فهي مجال الأنشطة التطوعية من العلامات البارزة داخل الجامعة و خارجها..
و استفدت من معرفتي بها استفادة كبيرة..خلت لي دور في المجتمع..خلتني شاركت في مدونة من ثلاث مئة إمرأة سعودية مثقفة تندد بالعدوان الأسرائلي على لبنان عام2006..و أقدم طلب تطوع في جمعية الهلال الأحمر..و الكثير من الأنشطة الي شاركت فيها هي إلي قالت لي عليها..
عرفتها من معرض الاحتفال بمرور خمسين سنة على إنشاء جامعة الملك سعود..و بعدين حسيت بأني صرت فعلاً طالبة جامعية لها دورها في التغيير في المجتمع..أذكر كيف شافتي مرتبكة قدام زوجة الملك في المعرض و لا عرفت أتكلم.. تكلمت بدالي..و مدحتي قدامها..
فأول ما وصلت الباص دقيت عليها.. و سألتها عن "المسؤلة عنا..و الزي الرسمي..و متى نجي؟..الخ.."
مشى الباص و أنا جالسة أشوف مفكرتي..و أيش إلي لازم أسويه.. و أدبر لي وسيلة أروح فيها لمقر الحفل..توقف الباص عند بوابة 2 ..
ما أهتميت..
فأحياناً تكون فيه بنت طلعت منها.. لأن الاستاذة أخرتهم.. و لقت بوابة الباصات سكرت...
لكن استغربت بأن الباب ما فتح و رفعت راسي لقيت كل البنات يطالعون لجهة اليسار..شفت وش فيه؟!
لقيت سيارة شرطة.. و سيارة الهيئة..و بنت تنزل من سيارة خاصة..
كل هذا عـــادي حـــتــــى...
ركضت البنت في الشارع..و طلعت لابسة بنطلون جينز!!!و لحقها شرطي..و طلع شعرها و سحبه.. و رمها في الأرض..قعدت تصيح على الأزفلت..
و دخل رجل الهيئة السيارة.. و كلم الشاب الي معها..الي طـــلــع يــعــدل شماغه..!!<<و الله لو ماسكينه قاطع إشارة ما كان بكل هالامبالاة!!!
شفت البنت شكلها من بيئة فقيرة..بتصرفها هذا بــتـــفــصــل من الجامعة أكيد.
الجامعة إلي ما دخلناها إلا بشق الأنفس..إلي فيه بنات كثير كل سنة يدقون على الفضائيات يصيحون "ما قبلونا"...
إلي كم بنت حاسدتنا عليها.. ضيعتها.. و ضيعت مستقبلها.. و سمعتها.. بطيشها..
و في الباص تنوعت حالاتنا..أنا كنت عجيز
جالسة أقول: "الله يستر علينا..الله يحفظنا..الله يستر علينا دنيا و آخره...الله يستر على عيالنا و أهلنا.. "
أما حصة فكانت خايفة و تصارخ: "يمــه ..يمـــــه" و بعدين أنهارت و قامت تصيح..جلست بنت تهديها..
و بنت ثانية صارخت عليها: خلاص عاد..خذت جزاها..حسبي الله عليها خربت سمعتنا"
كلامها صــحــيـــح جامعة فيها حوالي عشرين ألف طالبة..أنا أحلف _من عندي_ نصفهم لابد أنها أرتكبت مخالفات
مثل: تأخر عن المحاظرة..
جابت جوال الكاميرا تكشخ فيه قدام البنات..أو لأنه ما عندها غيره..
لبست بلوزة فوشي و لا أورنج،
لكن مثل هالبنت إلي قصتها وصلت للعمادة..و صارت تعرف بنت بوابة 2، و موضوعها صار أحد المواضيع المفضلة في كفتريا التربية بــــــعــــد:
(ترتيب جامعنا بين الجامعات العالمية..
الإستاذة إلي رسبت 51طالبة من شعبة مدخل لتخلف العقلي إلي فيها بس حوالي 60طالبة..في الوقت الي نجحت فيه كل بنات الشعبة الثانية60إلا 1طالبة..
زيارات فزاع و بطل ستار أكاديمي هشام لسوق المملكة و هبال البنات عليهم..
ويوم محمد فهد يصوت ضــــد محمد الدوسري....
و حادثة سحب الجنسية من ستة الاف قطري..
و الحوادث الأرهابية كلها و بأخص شارع الوشم.._لأنه جنب الجامعة_..
سوالف ستار أكاديمي و شاعر الخليج..الخ)
وسالفتها مثل سالفة هنادي..تعد على الأصابع.. لكن من كبر قضيتهم ..كبروا الناس السالفة ..و خذوا كل بنات الجامعة بذنب وحدة!!
و مع الأسف ما فيه جامعة خالية من هالقصص..
الشيء الذي صار بعد هالقصة أن سمعة حصة صارت في الطين..لأن البنات استغربوا تصرفها..
• "ليش أنتِ زيها؟ علشان كذا خايفة؟!"
فصاروا ما يحترمونها..ما أظلم حصة ما أتوقع بأنها كذا..لكني أصلاً من الأول ما أحترمها فما فرق معي تصرفها..
أذكر بأن سواق الباص جالس طول الوقت حاط شماغه فوق فمه..و يطالع فيها..كانت في الكرسي الي وراي..فناظرته بنظرة شديدة ..و نزل عينه.
لكن ما عاد يهمني شيء خلاص بأودع الجامعة أروح التدريب بعد الاختبارت..فما عادت تفرق معي حصة و لا غيرها...
جلست في الباص ما أني مصدقة بأني خلصت..كل المشاريع و الأعمال و الأبحاث..الخ سلمتها,,و ما بقى غير الاختبارات..
ما كان عندي غير ثلاث اختبار ..لأن أغلب مواد المستوى السابع عملي و تقييم مستمر..
و بكرة الاحتفال بحفل التخرج كنت أبغى أشوفه..أشوف مسيرة الخريجات.. و تسليم مراتب الشرف.. علشان أتجهز له..
مسكت المفكرة و كتبت الأشياء إلي لازم اسويها.. و إلي أجلتها أسابيع..(مذكرة مادة مناهج البحث.. غسل و كوي الملابس..تنظيف غرفتي..ترتيب مكتبي و مكتبتي إلي أختلط الحابل بالنابل فيها..تنظيف المطبخ و دورات المياة-الله يكرمكم- و كنس الصالات و المجالس_إذا ما شبت قيامة خالتي عليّ) >>كانت شغالتنا راحت أمس.. و صرت في حالة لا يعلم بها إلا الله.. مهما قالوا عن أضرار الخادمات لكني أقر بفضلهم و دورهم في الاستقرار الأسري! بالذات في العوايل مثل عايلتي..
أتصل علي عمي سعود:
ألو ..هلا يالغالي. كيف حالك؟
بخير.. جعلك بخير..كيف حالك؟ و كيف اخبار الجامعة؟ خلصتي؟
و الله تمام..اليوم أخر يوم..و ما عاد عندي غير الاختبارات..
أقول ترى ولد ال......مـــا عـــــاد كـــلـــمـــنــي في موضوع الخطبة..و الله يــــــعــــوضــــــك بــإلــي أحــســن منه..
أنا كنت حاسة.. لأنه مر حوالي شهر و نصف على التأجيل..يالله.. الله يكتب إلي فيه الصالح و الخير.
>>كان ضايق صدري.. حلمت..و شريت..و أعدت تفكيري لأكون زوجة له..و بديت أحس بأن ما بعده غير العنوسة..
لكني بنت عاقلة مو معقولة أطلع نفسي بصورة مفجوعة على العرس قدام عمي<<
لا و أنا بعد سمعت بأنه خــــــطـــــب..و بصراحة الولد..ما فيه ذاك الزود<<كأنه ما خلاه أحسن واحد في الدنيا! لكن عمي.. حبيبي.. يبغى يخفف تأثير الموقف عليّ<<
لكن جاء واحد من عيال أعمامنا طلال ولد الوليد بن.. مهندس في ارامكو.. وعمره حوالي خمس و ثلاثين..و رجل سمعته ما عليها في العايلة.. توفت زوجته الشهر الماضي...و جايني بالاسم ما يبي غيرك..
عنده عيال؟
عنده ولدين توئم صغار..عمرهم حوالي ثلاث سنين..
يا عمي تبني أتزوج واحد..خاطبني بعد وفاة زوجته بشهر؟! و عنده ولدين!
يا بنيتي ما رح يجيك واحد أحسن منه..و العمر يمضي و أنتِ مانتي صغيرة..
بس يا عمي هذا أرمل..يعني أكيد بقارن بيني و بينها ..و لا تنس بأن له عيال..بالله عليك لولا هالولدين كان ما استعجل في الخطبة؟!
على العموم ..هو ما عطاني كلمة ثابتة بيكلم أهله و أهل زوجته..و عنده مؤتمر في امريكا بيروح له الاسبوع الجاي..و إذا رجع يمكن يكلم خالد و أنتِ فكري لا تضيعينه من يدك..
جلست في الباص أفكر.." كذا يا حسن تعلقني ترم كامل ثمن تروح تخطب وحدة ثانية؟!
أصلاً أنا الغبية إلي توقعت بأن فيه واحد يرضى بأنه يتزوج وحدة أهلها خطبوه!!
لكن إذا ما تزوجني من بيتزوجني؟! أرمل و عنده ولد و أنا عمري ستة و عشرين سنة بس! و بعدين توه مترمل و تفكيره أكيد مشوش..فغالباً مارح يصير شيء..
و أخيراً تنازلت العائلة.. و سمحت تزوج واحد من عيالها الممتازين بنت محمد..بس أيش؟
أرمل! يعني لا رومـــانــســية و لا حتى في شهر العسل..هذا إذا كان فيه شهر عسل من أساسه..
و بـأصير مربية لعياله..يا ترى بأقدر نفسياً أربي عيال غيري و لا أفرق بينهم و بين عيالي؟ أحس بأنها صعبة..
عرس خالي من أغلب أحلام البنات..ما رح يكون فيه حفلة.. و زفة..أكيد..و لا شهر عسل يمكن..و طبعاً مارح يسوون لي زوارت(= عزيمة للعروس بعد شهر العسل) و لا أحد من حمولتي بيقول لي مبروك.. و طيب أنا وش إلي يحدني على ها لعرس؟!..اللهم أكفنيه بما تشاء."
ثمن حسيت بالذنب.. الزواج رحلة عمر مو شهر عسل و حفلة..
من يدري يمكن يكون لي زوج صالح إلي قعدت سنين طويلة أدعي ربي بأنه يجي..
"يا لله.. الله يكتب الي فيه الخير..خل أشوف شغلي و بعد اختباري يصير خير.."
(3)
شاركت في تنظيم حفلة التخرج..إلي كان الفوضى عنونها..مثل كل مؤتمر و لا معرض و لا حتى ندوة شاركت فيها..
و المشكلة الحقيقة في ضعف التنسيق بين الأعضاء المنظمين..ما أحد يعرف من هم إلي تحته.. و كيف ننسق بين الطالبات المتعاونات..إلي أصلاً ما ينعرف من جاء منهم..من إلي ما جاء..و لا تم توزيع مسبق لمهامهم.. فتركوا أشياء كثيرة للجهودنا الفردية.. و النتيجة فوضي و حوسة.. حتى العميدة و الضيوف تضايقوا..
و لأن حفل التخرج ما فيه عشاء مريت على برجر كنق.. و خذت تشكن فرايز.. و دقيت على بنات خالتي أسئلهم كانوا يبون شيء؟. شريت لهم وجبات.. و رجعت البيت..كان اليوم الأربعاء..فجلسوا البنات في الصالة يتعشون..قالوا لي: تعالي تعشي معنا..
عجبتني الفكرة ليش لا؟ علاقتي زينة ببنات خالتي هتون رغم مشاكلي مع أمهم.. حتى أنها تنقهر إذا شافتني مع بناتها نسولف..حطيت إبريق الموية على النار..و رقيت أغير ملابسي..لبست بنطلون جينز و تي شيرت مكتوب عليه"live your life"و خذت جوالي معي.. و فسخت جزمتي و مشيت حافية.. لأن رجولي بعد الحفل توجعني..مريت على غرفة جدتي لقيتها جالسة تبخر ملابسها ..
قلت لها: يمه هيلة.. ترانا سهرانين تحت.. و بنسوي قهوة كان ودك تجين معنا..
قالت: بجي ..بأطيب ملابسي و أكل دواي و أجي ..لا تقومون..
رحمتها تحب الجمعة و الوناسة..و عندها عايلة مشتتة و كئيبة..
يا مشاكل و خناق كل ساعة.. يا كل واحد في غرفته.. يا طالع للشغل و الجامعة و الدورات..أي شيء علشان يطلع من البيت..
فجلسة وناسة ما تجي إلا مرة في العمر في هالبيت.. و يا هي كانت غالية هالجلسة!!
نزلت تحت و جلسنا نتعشى و بعد شوي..جت جدتي و جلست معنا..
جدتي: تراني حطيت العود في غرفتك يطيبها..
قلت: جزاك الله خير..
هاجر: عندنا في المدرسة بنت مهوية..تدرين مرة قاعدة تقول "طفشت من حياتي أبغى أنتحر ..بنات الواحد ينفع ينتحر ببنادول؟!"
قلت: ليش تبي تنحر؟
هاجر: بس.. تستهبل..المهم قلت لها" صبي على نفسك بنزين و شبي النار زي الأفلام.."قالت "لا أبي شيء ما يوجع!" لا و صديقاتها و هم يودعونها يقولون له "نتمنى لك انتحار بدون الم.."
قلت: ما شاء الله عليهم..!!
هاجر: هالحين يا ريم..وشو صعوبات التعلم؟ يعني البنات الكسلانات؟
قلت: لا البنات إلي يذاكرون بس ما يقدون يفهمون الدروس.. و لا يحلون صح..
هاجر: وشلون؟
قلت: عندك أنا مثلاً..أيام الابتدائي كنت أنجح بممتاز و جيد جداً..مع أن ما حد يدرسني..و يوم جيت المتوسط و ما كنت أشوف..فصرت أرسب.. و يوم لبست نظارات و صرت أذاكر نحجت و دخلت الجامعة..هذا ما يعتبر صعوبات..لكن فيه بنات يدرسون ..و يدرسونهم أهاليهم بالساعات و لا فيه فايدة..هذولي هم الصعوبات..
هاجر: طيب ليش؟وش إلي يسبب الصعوبات؟
قلت: سبب وراثي..و سبحان الله إحياناً أقول أنه إمتحان من رب العالمين لأن العلم عبادة..فأنها تجاهد نفسها علشان تتعلم هذا لها أجر أكثر..
هاجر: ليش دخلتيه أحسه مو حلو..كان دخلتي حقين لغة الأشارة أحلى..
قلت: بالعكس الصعوبات مرة حلوة..و دخلته لأني حسيت بأني قريبة منهم أكثر من غيرهم ..عارفة أهمية العلم..هاجر لو ما كنت أعرف أقرء.. كان ما صرت ريم إلي قدامك هالحين.. كانت اهتماماتي سطحية و سخيفة..و مالي الأ المطبخ..يعني و الله حرام.. يرغمون يعيشون أقل من الناس و هم إذكياء و طبيعين..عندي بنت في سادس ابتدائي عندها صعوبات في الرياضيات..وش أقولك؟! البنت أطول مني..و لما أكلمها أحس ما بين و بينها فرق خمس طعش سنة..O.k. من ناحية المشاعر و التصرفات تحسين بأنها بنت سادس ابتدائي...بس عليها عقل! أنا الموهوبة أحس بأنها أذكى منيّ..
هاجر: أقول.. ترى أزعجتينا بالموهبة إلي عندك..و لا تعرفين ترسمين وردة!
قلت: مو موهبة في الرسم..لكن يعني ذكية جداً..المفروض أني أقول متفوقة عقلياً بس مارح تفهمون المصطلح..
هاجر: أيه بالله.. يالمتفوقة عقلياً خلينا ساكتين بس..إلي زميلتك تقولك كلمني بالمسن..تقولين وشو هذا؟! فشلتينا قدام الناس..!!
قلت: وش تبني أسوي؟ ما أعرف للماسنجر.. و لا أني حريصة عليه..و بعدين ما عندنا DSL ..يعني بصراحة شكلنا غلط.. ساكنين عند شارع التحلية و لا عندنا DSL.!.
هاجر: وراء ما تحطينه؟ هما عندك مكافأة..
قلت: بصراحة خايفة أحط و أتخسر.. و ألاقي كل العايلة مستفيدة مجاناً منه..يعني تراني أقل وحدة دخل شهري في هالبيت.
هاجر: أيه بالله يا دخل الشهري..ذكرتني بالتدبير في المتوسط..
قلت: هاجر تراني أكبر منك بعشر سنين ..يعني شويه احترام..
هاجر: أمون.. صح؟
قلت: أيه بس يا هاجر إذا كان صاحبك عسل لا تلحسه كله..
هاجر: أنا ما أحب العسل!
قلت: حرام عليك يعني ما تحبني؟!..
سمر: ريـــــــحـــــــة حــــــــريــــــق..
هاجر: أبريق الموية..
لكني عرفت من الريحة أنه مو ريحة أبريق الموية إذا أحترق – سبق و أني حرقته- و مثل كلب البوليسي-الله يكرمكم- تبعت الريحة و ركضت لها
..جايه من فوق...و سط الظلام صرت أركض بدون تفكير.. كان جاي من الجناح الغربي..رحت و بديت أشوف الدخان من أول الصالة العلوية...بسرعة فتحت باب غرفتي..و دفني الدخان على وراء.. و طحت على ظهري..و طاح مني جوالي.. فقمت أشوف وش أحترق؟ ما شفت في الغرفة إلا الدخان.. و شعلة النار عند مكتبي..و المكتبة إلي على كامل الجدار..عرفت بأن الأمر كبير.. و لازم أتصرف من دون عواطف..
رحت أدور جوالي و بسرعة على تحت..في أول الصالة شفت هاجرجاية على أول الدرج..
قلت لها: أطــــــــــلـــــــــــــــعــــــــوا بــــــــــــــرا.-كح كح-. البيت يحترق..بأدق على المطافي..
و ما شفت إلا غبارهم..دورت عداد الكهرب العلوي.. و لما لقيته..خفت لو لمسته يبفجر فيني..
فقلت: "يا لله تموت وحدة و لا يموت ستة..أشــهـــد بــأن لا الله إلا الله و أن مــحــمــد رســـــــــول الله..
و سكرته..و أنا أنزل الدرج دقيت على المطافي:
الو -كح كح- المطافي.
نعم..المطافي.
ما عرفت وش أقول لكن قلتها: في بيتنا حريقة.
وين بيتكم فيه؟
-كح- في العليا.
وين في العليا؟
و بووووووووووووووووم..
صوت أنفجار رج البيت كله و بعده سمعت صراخ البنات في الحديقة: ريــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــم.
طحت في الدرج.. و مع الصدمة صرخت:آآآه.
قمت بسرعة..و كملت ركض للباب البيت.. و خذت عباية شفتها في الصالة..و كل هذا و أنا أحاول أكلم المكالمة..
الو الووو..
الو -كح كح- معك معك..
روحوا بعيد عن الحريق..
هذني أطلع..
طيب ليش تصارخين؟!
قلت في نفسي:"باللهي هذا سؤال؟! أنا أبغى أعرف من وظف هالأشكال في الرد على المكالمات الطارئة؟! جالس يلومني ليش أصارخ و بيتنا يحترق!
..يأخي حاول تهديني..مو تنتقدني!"
لكني رديت: سمعت صوت أنفجار -كح كح كح-..أحنا عند شارع- كح كح كح كح- التحلية تدخل يمين، من عند مطعم الريف الايطالي- كح كح كح كح كح كح-..و تقدم قدام بيت الزواية -كح كح- على ثلاث جهات -كح كح-..ترى الزواية صايرة زي الحديقة الدائرية -كح كح كح- لها دوار بسيط تمر من عنده السيارة -كح كح كح كح- و الشجر يغطي باب البيت..و على جنب مظلة السيارة... -كح كح كح كح كح كح-
كنت وصلت للحديقة الداخلية..و شفت خالتي و بناتها و جدتي ..مفجوعين و يصيحون..و جارنا عبدالكريم يصارخ: خــــــــالــــــــد طــــلـــعـــهــــم..أطـــــــــلـــــعـــــــوا.. أطـــــــــلعــــــــوا..
و فجأة طلع خالد من البيت.. لابس بجامة.. و واقف يطالعنا مذهول عند باب المطبخ الخارجي تحت غرفتي بالضبط..
كنت أشوف النار تطلع من الشباك.. تحرق ستة و عشرين سنة من عمري..
تحرق الماضي بحرق مذكراتي..و ألعابي القديمة (عرايس باربي و الدباديب) و أوتجرافي و صوري..
تحرق الحاضر بحرق كتبي و ملفاتي.. ملابسي إلي كنت أوفر من مصروفي شهور حتى أشتري شنطة و لا بلوزة..و أوراقي وشهاداتي..و لاب توبي
و تحرق أحلامي بحرق وسائلي و مقاييسي و الأشياء إلي جامعتها للتدريب المستوى الجاي.. جهازي إلي أجهزه قطعة قطعة من سنين للعريس إلي ما بعد جاء..
ثمن..أنفجار ثاني من داخل حمامي..فوق خالد بالضبط ..فحسيت رجولي أنشلت فصرخت: خــــــــــــــــــــــالـــــــــــــــــــــــــ ــد ..أطــــــــــــــــلــــــــــــــــــــــــــع.
خلاص هالحين بتجيكم سيارة المطافي..
شكراً -كح كح-
• ألفت على البنات و قلت: يالله..لازم نطلع من البيت- كح كح كح كح كح كح-..
• قالت خالتي: وين نروح؟
• ردت هاجر و هي تصيح : بيت بابا..
أشرت لها بالعباية..جت و حظنتها و هديتها.. و لفينا العباية علينا و رحنا ..و طفيت العداد الاساسي و كنت أحاول أركض بس ما كنت أقدر.
التنفس يزيد كل لحظة صعوبة عليّ.. و أحس بنار جوا صدري..
طلعنا الشارع و ورنا خالتي إلي تتدلع.. تبغى عباية لها بلحالها..و جدتي إلي يجرها خالد جر ما تقدر تسرع من الروماتيزم..
الشارع كان فاضي إلا من سيارة وحدة ..كانت لافه من عند التحلية.. شافنا صاحبها و أكيد استغرب لثلاث حريم في عباية وحدة يركضون في الشارع ..ويمكن شاف البيت يحترق.. وقف السيارة..و طلع منها
و قــال: أي مســـاعـــدة؟ مــحتــاجـــيـــن شــيء؟
أشرت له بيدي من تحت العباية "لا ..لا"
و بعدين قدام درج بيت طليق خالتي..ما قدرت رجولي تشيلني.. و طحت من جوا العباية.. على الازفلت.. و ما قدرت أنفس..بدت تظلم الدنيا في وجهي..شفت أحد يشلني من الأرض...
و يقول: أنا دكتور..لا تخافين....
صرخت هاجر: ريــــــم..
قال: ريــــــــم..أنتِ ريـــــم؟
جلس على عتبة الباب و أنا بين يديه..
و قال: ريم خليكِ معي..رح أحاول أساعدك..هدي أعصابك..كل شيء تمام..
كنت خلاص حاسة بالمــــــــوت..ما أقدر أتنفس..الألم في صدري شديد..
تذكرت حياتي كلها...
مشاكلي مع أخوالي و أبوي و خالد...
بناتي إلي سويت لهم دراسة الحالة ..وبديت أخطط الخطط العلاجية..
اختباراتي الي ما بعد ذكرتها..
أحلامي بالزواج و الأطفال و العايلة إلي أنحرمت منه..
و ياما تمنتِ أبني عايلة مستقرة للعيالي..أفضل ألف مرة من عايلتي إلي كنت فيها شيء غير مرغوب به..
.كل هذا بيروح في لــــحـــظــة..
(4)
تندمت على الأغاني..و شوفتي لستار اكاديمي و طاش ما طاش.. و كل المسلسات و الأفلام..و على لبسي القصير و البناطيل..و كل ساعة ضيعتها بلا عبادة..
كانت الدنيا تدور فيني..حاولت أتشهد ما قدرت..
و هالدكتور ما زل يكلمني و هو يرجف ..و يبعد شعري عن وجهي:ريم خليكِ معي..أنتِ قوية و شجاعة.. طلعتي من تحت كفرات السيارة و رحتي المدرسة.. تذكرين؟!...ناظرني.. ما رح تموتين.. أصلاً مادمك تكحين معناته أنك بخير..الله يرحم والديك.. خليكِ معي.. هالحين جايه سيارة الاسعاف..
تنبهت بأنه يحاول يعطني نفس صناعي أبعدته بيدي..و حاولت أتنفس..
خلاص.. لا تخافين..حاولي تتنفسين بشويش..أنتِ هالحين بعيدة عن الدخان.. ناظرني..
ناظرته..ما شفت غير نظارته..
• قال لي: أنتِ عارفة وش مكتوب في تي شيرتك؟ مكتوب عيشي حياتك..بتعيشين حياتك و كل هذا بيصير ذكرى..
كلنا يوم من الأيام يصير لنا هذا.. لا تخافين ما رح يصير لك شيء..بيصير كل هذا مجرد ذكريات..
و بتكتبيها خواطر و يمكن مقال..
ريــم تسمعين؟ هذا صوت الأسعاف..الأسعاف جاء يا ريــم..حاولي تصبرين كلها ثواني ..
كانت الدنيا تدور فيني..و شفته يحرك يده في الهواء للسيارة المطافي..أشر لهم على البيت
و صرخ: معي حالة اختناق..معي حالة اختناق..
ولما وقفت سيارة الأسعاف..ركض في الشارع وهو شايلني بين أيديه.
.و يقول: مــعـــي حـــالـــة اخــتــنــاق..
أول ما فتحوا باب السيارة..قال: أنا الدكتور عبدالعزيز الشهم..و معي حالة اختناق..اوكــســجــيـــن بـــســـرعــــة..
حطو قناع الاوكسحين فوقي و بديت..أتنفس بسرعة..
قال :شوي.. شوي..هو رح يدخل.. أسترخي.
و حسيت نفسي لعبة بين المسعفين إلي يقيس الضغط..و إلي يكشف بالسماعة..و ما أدري أيش؟ كنت بأموت من الحرج..من شكلي معهم
ثمن سألني الدكتور الي دخلني : عندك مرض معين..تتعاطين أدوية.
أشرت بيدي على شكل بخاخ عند خشمي
ربو.
أشرت "لا"
حساسية.
أشرت "نعم"
علشان كذا تأثرتي بالدخان بسرعة..
قال له المسعف: لو سمحت يا دكتور خلنا نشوف شغلنا..أنت ما تعرف عنها شيء؟!
أنا أول طبيب وصل فبالتالي هي my patient "مريضتي.".و ما رح أطلع لغاية ما أتأكد من أنها تلقت العناية الكاملة.
ناظرني المسعف و قال: ما تنلام.
وش تقصد؟
لا أبداً..هالحين وين أهلها؟
وسط الحريق..أيش تتوقع؟!
و ألتفت و شاف سمر عند الباب و ناداها: يا بابا.. جيبي العباية لريم.
من بعيد شفت خالد صدره عاري..و يحاول يساعد جدتي إلي تغطت بطرف شيلتها ..و خالتي هتون متغطية بقميص البيجامة خالد..كلهم جايين للبيت طليق خالتي..و لسيارة الأسعاف..
• صرخ عليهم: كلكم سالمين؟ مافي أصابات؟
• سمعت صوت خالد.."لا.. سالمين"
لما دخل خالد جدتي و خالتي..
• قال الدكتور له: لو سمحت تعال شوي؟
كان الشارع بدء يمتلي بالناس..و صرنا فرجة للناس..
جاء خالد فقال له: لو سمحت.. أختك تتلقى العلاج عن الاختناق..يا ليت تجيب لها عباية..و أحد يجي يجلس معها.. و لو- أن شاء الله- طفل.
طل عليّ خالد و راح و نادى سمر..و خلاها تجيب العباية إلي كانت معهم..
خذها الدكتور بسرعة و عطاني أياها..
و أنا ما صدقت لفيت جسمي بها.. و غطيت شعري و ما تركت إلا مكان الكمامة..
راح خالد مع المطافي للبيت..
• و بعد شوي جاء طليق خالتي و سأل المسعفين: هاه..كيف حالها هالحين؟
المسعف: الحمد الله..استقرت حالتها.. ما فيها أي أصابات أو مضاعفات.. بس اختناق بسيط ..و أحنا نعالجه هالحين..و ما فيه حاجة لنقلها للمست فى..
متى بتخلص؟
ناظرتي كنت بديت اتنفس بشكل طبيعي.. و خف الألم إلي في صدري..
هالحين خلاص تقدر تقوم هالحين ..
سمر..بأطلع السيارة و أوديكم لأمكم لطيفة..
فك المسعف الاوكسجين عني: و خلاص تقديرين تتنفسين بشكل عادي هالحين.. بس لا تجهدين نفسك الليلة.. و ياليت تفتحين الشبابيك..
قمت ولفيت نفسي بالعباية..ما تركت غير مكان صغير أشوف منه..شفت الدكتور إلي حاول يسعفني أول ما طحت مازال واقف في سيارة الأسعاف..
عطاني جوالي إلي خذوه مني يوم قاسوا لي الضغط..
وقال : الحمد على السلامة.
كان فيه كلام كثير أبغى أقوله ما اسعفتي الكلمات.. فقلت: شكراً..
و مسكت يد سمر و و طلعنا... رحت و سمر لبيت أبوها..و راح هو لسيارته..
لقيت خالتي و جدتي وهاجر في الحوش..وقف طليق خالتي السيارة عند الباب..و نادنا..
طلعت وخالتي وهاجر في عباية وحدة يالله مغطين وجيهنا وشعورنا..و الباقي طالع..كنت و هاجر لابسين بناطيل جينز وسيعة..أما خالتي فلابسه جلابية..و كلنا حافين..
صار المهم عندنا أن ما يصورنا أحد.. و نصير بلوتوث جديد!..
يسمى باسم(فضيحة بنات العليا)
لأنه كونك بنت تتعرضين لمصيبة فهي فضيحة لك إذا صورت!!..لكن المجرم إلي يصور يعتبر نفسه (بطل)..يطلع عيوب المجتمع!!
ركنبا السيارة و ركب طليق خالتي جدتي الكرسي الامامي..
ثمن سأل بناته: أوديكم لأمكم لطيفة؟
..قلت لا ودنيا لأمي..
<<كان هذا أفضل خيار..لأنه ما ينفع نجلس في بيته و هو ما عنده حريم في البيت..خصوصاً خالتي -فهي قدام الناس طليقته و خالعته-..و أمه مهما يكن رح ننحرج في بيتها..أما أمي فهي.. أمي..و بنت جدتي..و أخت طليقته..و خالة بناته..و أكبر عيالها في خامس ابتدائي..فالأصول أننا نروح عندها..>>
سألني وين بيتها فيه؟ قلت عند قاعة الحمراء..
و دقيت على أمي و قلت لها: ترانا جايينك هالحين..
قالت جدتي لي: لا تروعينها ..
سألتني أمي و هي قلقانة: وش فيكم؟!
قلت: بنجي هالحين و نقولك..ترى جايبنا أبو هاجر..فبنتصل عليك تدلينا من قاعة الحمراء.
و في السيارة نفس أسلوب طلعتنا من البيت..غطينا رؤسنا بالعباية -زي ما نكون أغراض سفر مغطاة ببطانية!- جاء عبد الكريم جارنا-يشده ولده فجبنه الأيسر كله مشلول بعد الجلطة-
و قال لنا: " تفضلوا عندنا..محتاجين شيء..؟"
لكن أبو هاجر قال: لا شكراً بأوديهم لأمهم..
و تحركت السيارة..ناظرت وراء .
شفت البيت يحترق..و الناس متجمعين يتفرجون..و سيارات المطافي و الاسعاف..
و كل هذا يـبـعـد عن عـيـوني..
طلعت من البيت إلي عشت فيه خمسة و عشرين سنة..ما معي و لا الشبشب_الله يكرمكم_
بيت عشت فيه محسودة ..و الكل يخطط و يدبر حتى يطلعني منه..
طلعت منه نصف الليل..بأشــر طرده..
كرهته.. و كرهت الظلم الذي شفته بسببه من أقرب الناس..
كان أبو هاجر يسرع فينا في الشوارع.. و كل الناس تطالع فينا مستغربة أشكالنا.. و خالتي كل شوي ترفع العباية على أنها تطالع الطريق و هي تتستعرض قدام طليقها..
قلت في نفسي: "ما دامك تبينه ليش طلبتي الطلاق.. و فضحتي فيه في المحاكم؟!..عناد..و تبين تقهرنيه بس!!"
في لحظات وصلنا للقاعة الحمراء شفت أخواني عند القاعة..خفت عليهم..أكيد أمي ما طلعتهم إلا هي متوقعة مصيبة صايرة..دلونا على البيت و لما جينا نطلع ..طلعنا كلنا(هاجر و خالتي و أنا) من السيارة زي ما دخلناها
و دخلت البيت أول وحدة.. و مع حركتي السريعة طلعت من العباية..فشافتني أمي..داخلة عليها حافية و بدون عباية..
صرخت: ريـــــــــــــــم..وش فيك؟ وش جابكم؟
ما عرفت كيف أقول السالفة..وقفت ساكتة...دخلت وراي هاجر
و دفاشة قالت و هي تحرك يدينها في الهواء: خالتي.. خالتي..أحترق بيتنا..
أمي: هه ..بسم الله عليكم..عساكم سلمتوا.. سمي ..بسم الله عليك..
ريم جاها أختناق.. و طاحت في الشارع.. وجاو الأسعاف...
قلت في نفسي: "حسبي الله يا هويجر..صدق أنك بزر.. بالعة رادو..أنتِ ناوية تموتين أمي؟!"
• قلت: لا الحمد لله ما صار شيء..بس اختنقت شوي..و الحمد لله ما صار شيء..و كلنا سالمين..
و وطيت رجل هاجر عساها تسكت..لكنها بزر..
صرخت : آي..و جوا المطافي.. و تجمعوا الناس.. و أنفجر مكيف ريم.. و أحنا في الحديقة.....بعدين أفجرت السخانة و شفنا النار طالعة منه...و ...
قاطعتها: هـــاجــر خـــــلاص.
هاجر: طيب خلاص ..أنا كنت أعلمها..بس يا خالتي متنا خوف..مرة مرة النار تروع..
قلت في نفسي: "يا ربيه متى بتسكت هالبزر؟!"
دخلت خالتي و سمر و جدتي..
أمي : حياكم الله.. تفضلوا.. تفضلوا.. البيت بيتكم...أن ما شالتكم الأرض تشيلكم عيونا..
>>و لا كأن خالتي طاردتها من البيت من ثلاثة شهور.. لكن أمي يمكن تكون قروية.. و ما معها غير المتوسط..و ما تهمها المظاهر..لكنها تعرف الأصول.. الحق و الواجب..حتى مع الناس إلي ما تــســــتــاهــــل..<<
دخلنا للصالة.. و راحت تسوي لنا قهوة..و تطلع بطانيات و مخاد لنا...
أمي: وين تحبون ترقدون فيه؟
جدتي: أنا رجيلاتي موجعتي..خلني أرقد تحت..في الصالة..
أمي: خلاص بأفرش لك في الصالة..و من بيرقد معك؟
خالتي بعصبية: أنا..
أمي: لا.. تعالي أرقدي في غرفتي بأخلي لك سريري..
خالتي بعصبية أكثر: لا مابي..
بهواك.. أجل يا بنات بحطكم في غرفة العيال..تنومون على سراريهم..و ريم و العيال في غرفتي..و إذا جاء خالد ينوم في المجلس.. تراني سويت قهوة..تبون تقهوون ولا ترقدون؟
جدتي : جيبي القهوة..و الله أني كنت بأرقد بس جو قالوا لي بنسوي قهوة..ولا شربتها..
قلت: يمه خلنيا نجلس نتقهوى في الحوش.. تونا طالعين من الدخان و نبي هواء..
طلعنا للحوش..
و أتصلت على خالد أسئله عن إذا كان الحريق خلص أو لا..
....................
ما أثار الحريق؟ هل ستحترق المنزل.. و لن تعود إليه مرة أخرى؟أم..
خرجت من البيت و هو يحترق لا أحمل غير جوالي...كيف سأعيش؟
وماذا سيحدث في آخر إختبار لي في لجامعة _بعد أن احترقت كتبي_ هل سأرسب.. و أخسر مرتبة الشرف؟ أم..
ذالك الطبيب من أين يعرف أني كنت أكتب مقالات و خواطر؟ و ما قصة خروجي من تحت عجلات السيارة التي قالها لي؟
أنتظر إجابتكم على هذه الأسئلة أو
تابعوني في الفصول القادمة لأجيب على كل هذه الأسئلة و للأحداث المثيرة القادمة..
الفصل الخامس عشر: "و تبعثرت أوراق حياتي!"
|