المنتدى :
البحوث الإسلامية
حالة المرأة قبل الاسلام و بعده , بحث
صور من حالة المرأة قبل الإسلام
أولا : في المجتمع العربي:
كان العرب الجاهليون لا يورثون المرأة ولا يرون لها حقاً في الميراث، بل جعلوا المرأة نفسها من المتاع والمال، وجعلوها تورَّث مع ما يورَّث، ولذلك فإن الولد يمكن أن يرث عن أبيه نساءه، بل ويمكنه أن يتزوجهن كما حدث مع بعض الجاهلين.
ولم يكن لها حق على زوجها، ولا ينظر إليها إلا على أنها خادمة في بيت زوجها، وظيفتها إنجاب الأولاد، وليس لها حرية اختيار الزوج، ولم يكن هناك ما يمنع الزوج من إيذاء زوجته وإهانتها واحتقارها، بل كانت تمسك ضراراً للاعتداء، وكانت تلاقي من بعلها نشوزاً أو إعراضاً، وكانت تترك أحياناً كالمعلقة .
بل قد يذهب بها زوجها إلى رجل عرف بالشجاعة والمروءة ليجامعها فتحمل منه، وكان هذا يعرف بنكاح الاستبضاع .
وكانت الزوجة عرضة للمقامرة عليها من قبل زوجها، وكانت الزوجة ليس لها حق في صداقها، ولم يكن عند العرب عدد معين من الزوجات، بل له أن يتزوج ما شاء من النساء .
ولم يكن للطلاق عدد محدود، فلرجل أن يلعب بامرأته كيف شاء، يطلقها ثم يراجعها ثم يطلقها وهكذا، فلا هو طلقها وتزوجت غيره، ولا هو أمسكها عنده فعاشت كزوجة .
وإذا مات زوجها كان حدادها سنة كاملة، يقول- صلى الله عليه وسلم-: (( كانت إحداكن ترمي بالبعرة على رأس الحول )) متفق عليه .
قالت زينب بنت أبي سلمة: الراوية عن أم سلمة راوية الحديث: كانت المرأة إذا توفى زوجها دخلت حُشاً، ولبست شر ثيابها ولم تمس طيباً حتى تمر بها سنة، ثم تؤتى بدابةٍ حمار أو شاةٍ أو طائر فتفتض به فقلما تفتض بشئ إلا مات، ثم تخرج فتعطي بعرة فترمي ثم تراجع بعد ما شاءت من طيب أو غيره ) .
ومن المعروف ما كان عندهم من وأد البنات، وإن لم يكن هذا عند جميع العرب.
ولا ننسى أن نقول إن المرأة العربية تميزت عن غيرها بحماية الرجل لها، وغيرته عليها، والثأر لامتهان كرامتها.
ب - في المجتمع الفارسي:
لقد عاشت المرأة الفارسية في ذل ومهانةٍ واحتقارٍ، فلم تكن بأحسن حالاً من أختها العربية، فكانت التقاليد الفارسية تستوجب إهانة المرأة، وتعتقد أنها أداة الشيطان التي يسيطر بها على الناس، ويعتقدون أنها منبع الشرور، وكانت إذا حاضت اعتزلوها وأخرجوها إلى الخلاء بعيداً عن المدينة، وذهب الخدام بطعامها وشرابها إليها.
فإن كانت ابنة فلأبيها حق التزوج بها، أي أنه كان الزواج بالأمهات والأخوات والعمات والمحارم عموماً جائز عند الفارسين.
وكان للزوج حق السلطة المطلقة على زوجته إلى حدِّ أنه يستطيع أن يقتلها، وأيضاً تعدد الزوجات عندهم شائع بدون شرطٍ أو تحديد عدد.
ج ـ في المجتمع الروماني:
لم تكن المرأة في المجتمع الروماني بحالة أفضل من حالة أختها في المجتمع الفارسي، فعند ولادة الابن كانت هناك عادة وأد الأولاد وليس البنات فقط، ولكن على الطريقة الرومانية، فعندما يولد الابن يوضع تحت قدمي والده فإن رفعه كان عبارة عن مرسوم أبوي بضم الابن إلى الأسرة، وإن لم يرفعه فإن هذا وأده لأنه سينقل إلى أحد الأمكنة العامة أو ساحات الهياكل العبادية ليترك يموت هناك.
وإن نجت البنت ( ونترك الابن لأنه ليس موضع بحثنا ) فإنَّ لأبيها عليها السلطة المطلقة، يزوجها بمن يشاء ودون إرادتها، وتظل خاضعة لرب الأسرة ما دام حياً، وإذا انتقلت إلى زوجها وقعت معه عقد السيادة الزوجية، ويسلم الأب زمام ابتنه إلى زوجها ليتحكم بها كيف يشاء .
وليس للبنت حق التملك، وإن تملكت البنت آل مالها إلى رب الأسرة، وقفزت المرأة قفزة في عهد قسطنطين عندما تقرر [ أن الأموال التي تحوزها البنت عن طريق ميراث أمها تُميز عن أموال أبيها ولكن له الحق في استعمالها واستغلالها، ـ وعند تحرير البنت من سلطة رب الأسرة يحتفظ الأب بثلث أموالها كملك له ويعطيها الثلثين] (1)
وفي عهد جستنيان أعطيت المرأة حق التملك، إذا كان المال بسبب عملها أو عن طريق شخص آخر، أما الأموال التي يعطيها رب الأسرة فتظل ملكاً له، ولكن مع ذلك لم تكن تستطيع التصرف فيها دون موافقة رب الأسرة .
ولم يكن للمرأة أي عمل كريم ودور إصلاحي رشيد سوى وظيفة الإنجاب، وكانت المرأة في نظر الرومان متاع يعرضونها في السوق للبيع ويبيعونها، وكانت في أذل حال [ مكانياً: يعتقدون أن المرأة أداة الإغواء ووسيلة الخداع وإفساد قلوب الرجال ] (2).
(1) المرأة بين الفقه والقانون ص 16 .
(2) المرأة وحقوقها في الإسلام ص 9 .
التعديل الأخير تم بواسطة شرف عبد العزيز ; 14-01-09 الساعة 05:07 PM
|