لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-07-08, 12:49 AM   المشاركة رقم: 371
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ملكة الالماسية


البيانات
التسجيل: Jul 2006
العضوية: 8455
المشاركات: 10,839
الجنس أنثى
معدل التقييم: زارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالق
نقاط التقييم: 2892

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زارا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زارا المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

السلااااااام عليكم..

متااابعييييييييييين الخطواااااااااااااااات والمعجبيييين فيهااا بشددددددددده.. ماارااح اقووول ولاااااااا كلمه.. بترك الكلاام للكااتبه ليتني غريبه بشأن مووضوع الخطووه اللي كلناا ننتظرهاا اليوووم...



السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

يا يماعة الخير و الله ماليه ويه أتعذر بعد ..

لكن الجزئيّة متعسرة عليّه و ماريد أكتبها حيّا الله كلام ..

وايد مهمة .. و تستعصي عليّه .. ماريد أخرب شي لنيه مستعيلة .. و أبا أطرح خطوة و السلام ..

و أكيد ما تبون ع الانتظار شيء ما يرقى للمستوى

فالله لا هانكم ارقبونيه الين باكر ..

و بإذن الله تعالى بطرحها باكر أكيد ..

و سمحوليه


ختكم / ليتني




المبدعه ليتني غريبه.. اذا تشووفين الخطووه موو قد المستوى المطلوووب لاااا تنزلينهاا ابدااا.. وحناا واااثقين يالمتابعين للخطواات بان الخطووه رااح تكوون فوووق مستووى كل الخطواات..

مووفقه باذن الله..

 
 

 

عرض البوم صور زارا  
قديم 14-07-08, 02:26 AM   المشاركة رقم: 372
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ملكة الالماسية


البيانات
التسجيل: Jul 2006
العضوية: 8455
المشاركات: 10,839
الجنس أنثى
معدل التقييم: زارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالق
نقاط التقييم: 2892

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زارا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زارا المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

الخطـــــــــــــــوة الثالثـــــــــــــــــــة و العشـــــــــــــــــــرون◄


║ خطوات ما قبل العاصفة ،، ║



خيوط الضياء تخترق النوافذ الزجاجية العملاقة ..
تزحف من تحت الأبواب ..
تلوّح الجدران .. و تكتسح زوايا البيت ..
هي الشمس ..
رمز البداية الأزلي ..
يومٌ جديد .. يعني إنطلاقة جديدة ..
لا يهم .. ان كانت انطلاقة ألم .. حزن .. بهجة ..
المهم هو أنها جديدة .. فرصة أخرى ..
لتغيير الأمور .. لو لم ننقد بصفاقة خلف نزعات أنفسنا ..!
.
.
هي تستلقي على الأريكة و قد رفعت قدميها بكسل على مسند الأريكة ،، تترنم بأغنية فيروز التي راحت تضج في الصالة بصوتٍ عالٍ مستغلّة غياب جدّها ..
(( زعلي طول أنا وياك و سنين بقيت
جرب فيهن أنا إنساك ما قدرت نسيت
لو جيت نهار عابيتي لقيت إنك حبيبي بغيابي جيت
بتشوف إن ما مرقوا إلا إيديك على هالبيت
كإنك حبيبي و أنت عينيك هلق فليت
يا ريتك هون حبيبي و ليل
و يكون نبيد و شمع الليل
و أكتبلك عا ورقة حتى ما قول ما بقدر قول
يا ريتك مش رايح يا ريت بتبقى عطول ))
ترد معها بصوتٍ مرتفع ..
- بتبقاااااااااااااااااااااا عاااطووووووووووووول ..
- مرررررررررض ..
صرخت نورة بغيظ و هي تلتقط المخدّة لتقذفها نحو دانة .. لكنّها ارتطمت بيد حور المنشغلة بتمشيط شعر المها ..
فكان أن تلقّت نظرة ضيق باردة تحذّرها من مزاج حور الأسود الذي لا يفارقها مؤخرا ..
تنهدت نورة معتذرة ..
- سوري حور ..
و التفتت لدانة بضيق ..
- دندن .. بندي هالعيوز التعبانة لا اكسر المسيل ع راسج الحينه .. اففففف .. يابت لنا الهم ..
لم توقف دانة المسجّل .. بل التفتت لنورة بسخرية ..
- فيروز اتييب الهم ..؟ شوه دراج انتي بالرومانسية ..؟ حدج شاروخان و ربعه الهنود الرومانسية عنده ظرابات و الا رقص .. فيروز شاعريّة .. رومنسية .. بعدين الهم انتن لي تييبنه .. أعوذ بالله .. لي يشوفكن يقول ضحايا توسونامي .. شوه استوابكن .. كل وحدة مادة البوز شبر .. كانه حد ميت عليها ..
عفرا التي كانت تقلّب الجريدة بملل شديد رفعت عيناها ببطء .. و هي تجيب ..
- شوه تتوقعين يعني ..؟ إجازة .. و انتن تنشّن من صلاة الفير .. و ما عندكن لا دوامات .. و لا شي تسونه .. عندج شي يشغلنا و يخوز الملل ..؟!
تذمرت دانة ..
- ع الأقل انتي عادج تمتحنين .. نحن المساكين لي بنموت .. انزين حتى لو ملل .. ابتسمن شوي .. بنطالع التلفزيون .. بنلعب .. بنسولف .. اتييبن الاحباط ..
ربطت حور نهاية جديلة المها الطويلة .. قبل أن تربّت على رأسها بهدوء و هي تقول بصوتٍ باهت ..
- المشكلة اننا متعودات ع النشة بدري .. و ما بيتغير هالشي في الاجازة ..
زفرت نورة بضيق ..
- شوه الحل ..؟ انتم طول الاجازة حاطات الايد ع الخد ..؟ أول كان عدنا أشغال البيت نقضيها و تقزر الوقت .. الحينه ماشي و لا شغله .. تخيلوا هالملل و حور بعدها عدنا .. عيل يوم بتعرس شوه بنسوي ..
اسودّ وجه حور و هي تختنق بكلماتها لبرهة .. قبل أن تقول ببؤس ..
- ليش حد قالج انيه بنتقل المريخ .. ترانيه عندكم فنفس الحوش .. و اذا عرّست ..!
رفعت دانة حاجبها و هي تلتقط ملامح حور المتألمة ..
- حواري .. بلاج ..؟
رفعت لها حور عينين منكسرتين ..
- ما شي ..
- ماشي ..! مبين انج متغصصة بالرمسة ..
أشاحت حور بوجهها ..
- ليش ما تغصص بعد .. بودر هليه ..
ثم قالت بنفس الصوت الأبح .. تغيّر دفة الحديث ..
- لا تخافين من الملل .. يومين و ما بتلقين الوقت لي تحكين في راسج .. ترتيبات .. و عرب ياية .. و عرب سايرة .. عزايم .. و شغل .. غير الحنا .. و بروفات الزفة و الفستان ..
تنهدت نورة و هي تمد رجليها ..
- انزين دبرنا شي يشغلنا لأسبوع .. و عقب ما تعرسين .. و تلتهين .. كيف نسد الفراغ ..؟!
- عندج ترتيبات الجامعة .. اروحها يبالها عبالة ..
- عاده وقت وايد عليها ..
- التهن بعرس عفاري ..
انتفضت عفرا و هي ترفع رأسها نحوهن .. و دانة تشخر ساخرة ..
- ويييييين عرس عفراا .. شهرين بنتعفن من الطفرة قبل لا تعرس .. أقول عفاري .. ما ايي تقدمينه شهر ..
رفعت عفرا حاجبا باردا و هي تقلّب الجريدة ..
- أقدم عرسيه بس عسب أقضي على احساسج بالملل .. ان شا الله ختيه .. فالج طيب .. و متى اتشوفين عمرج فاضية .. عسب نحدد العرس ..؟
مطت دانة شفتيها ..
- تطنزين ..؟
قذفت عفرا الجريدة بعيدا بشيءٍ من العصبية ..
- لا أتطنز .. غيرن السالفة ..
تشدّقت دانة ..
- ليش نغيّرها ..؟؟ ليكون من الحينه خايفة ..؟ أفاا عفاري .. بنات حمد سترونق ..
تجاهلتها عفرا و هي تنظر لحور التي راحت تداعب رأس المها المستلقي في حجرها بشرود ..
- حور شوه سويتي في موضوع المها ..؟
استدارت أعينهن على حور التي أجابت بهدوء ..
- قلت لها تفكّر و تخلينيه أفكر بعد ..
ضيّقت عفرا عينيها ..
- بس أنا شفتها متحمسة للموضوع .. يعني تبا تسجّل ..
صاحت نورة باعتراض ..
- أوبجكشن .. ويت .. شوه السالفة .. موضوع شوه .. و تسجل فشوه ..
أيدتها دانة ..
- شوه السالفة ..؟؟
لتجيب عفرا ببساطة ..
- المها أمس يايبة ورقة من المركز ايقولون فيها انهم يبون المها تسجل في دورة صيفية تعلّمهم التصوير و مهاراته و مادري شوه .. المهم .. و يبون موافقة ولي أمرها .. لن عندها اهتمام بهالجانب مادري كيف اكتشفوه .. هاي السالفة كلها ..
اتسعت عينا دانة ..
- الله ..!!! انزين .. و بعدين ..؟
هزت حور كتفيها ..
- و لا قبلين .. بعدنا نفكر في الموضوع ..
رفعت نورة حاجبا ..
- منوه لي يفكر ..؟
- أنا و هي ..
قطبت نورة ..
- الحين عفرا ما قالت ان المها متحمسة ..؟ يعني أكيد تبا .. ما يبالها تفكير ..
ردّت حور بهدوء ..
- بس أنا ماريد ..
نظرن لبعضهن بعضا .. قبل أن تقول عفرا ..
- توج اتقولين أفكر .. و بعدين لو كنتي ما تريدين .. و المها تريد .. بتتجاهلين لي تباه .. و بتسوين لي فراسج ..؟
ردّت حور و صوتها يستحيل بردا صلدا ..
- و ليش اتقولينها كذيه .. أنا أشوف انيه أختها العودة .. و أعرف وين مصلحتاا ..
قالت نورة بحذر ..
- بس مصلحتاا هب انج تحرمينها حقها في الاختيار .. هاي فرصة للمها اتطور فيها قدراتاا ..
تنهدت حور و هي تشرح بهدوء ..
- بنات .. حبيباتيه .. ركزن وياية شويّة .. أحس انكن فهمتنيه غلط .. انا ماريد أتحكم فيها .. لكن فكرن .. المها الكورس لي طافت دخلت دورة لأول مرة في حياتها .. أول مرة تتعلم .. أول مرة تجرب شي حقيقي .. تتعرف ع ناس يدد .. اتشوف الدنيا لي برا .. هالشي عطاها خبرات .. و زادها ثقة و انتن كلكن تلاحظن .. أول مرة نحن نخلّي المها في مكان اروحها .. حتى لو اتجاهلنا الوقت لي كنت انا فيه وياها أول الكورس .. خلاف اعتمدت ع عمرها .. و هالشي كبير بالنسبة لها .. تجربة يديدة ..
نظرت لهن بقوة ..
- المها عدها في بداية الدرب .. ماريد أفر كل شي عليها مرة وحدة .. أظهرها من دورة و أدخلها في ثانية .. لا تنسن انها الكورس الياي .. بتبدا دراسة تأسيسية في المركز .. يعني دورة تعليمية .. و عقبها .. تصوير .. خلاف بتبدى دروسها .. ما تحسن انه ضغط ع قدراتاا .. يمكن ما تتحمل .. و يوقف الفهم عندها و الا التقبل لهالشي .. أنا هالشي لي مخوفنيه عليها ..
قالت دانة بحب ..
- حور .. نعرف انج ما ادورين الا مصلحتاا .. لكن فكري .. كم عمر المها الحينه ..؟ عشرين سنة ..!! عشرين سنة .. و هي يالسة في بيتها لا لها و لا عليها .. وايد ضيّعت وقت .. عطيها فرصة تعوض .. بعدين حتى لو ياها ضغط .. المها ذكيّة .. و لازم فيوم بتحس بالضغط .. فخليها تمر به .. و تجربه .. و تتجاوزه .. أنا أقول انها الأحق باختيار القرار ..
أومأت نورة بموافقة ..
- و أنا ويا دانة .. المها عودة .. و تروم توزن الأمور .. ما يعني الصمم عجز .. لا تحبطينها .. لو كان لها رغبة المفروض انج تشجعينها ..
ضاقت عينا حور ..
- انتن ما تفهمن ..؟ انا هب خايفة الا عليها .. الظروف لي مرت بها هب هينه .. كل موازين حياتاا تنقلب . .و تتغير .. هي هب ناقصة ضغط ..
تنهدت عفرا ..
- حواري .. الدراسة و التعلّم .. و تطوير مهاراتها هب ضغط ..! أنا أشوفه تنفيس .. ع الأقل تسوي شي بدال ما كل وحدة منا لاهية بعمرها و دراستاا .. انتي لول كنتي عندها .. لكن الاسبوع الياي بتعرسين .. و عقب شهرين بنرد لدواماتنا .. و بننشغل عنها ..
- تراها بداوم يوم بداومن ..
- انزين انتي ليش معصبة ..
ابتلعت حور جرعة من الهواء .. تهدئ من ضيقها ..
لا يمكن أن تنفس عن ألمها .. و وجعها في هذا النقاش ..
ليس خطأ أيٌ منهن أنها كانت مغفّلة ..
- هب معصبة .. بس أنا اروحيه هب رايمة أتوصل لقرار .. خايفة أقول لا .. و أكسر نفسها .. و أقول هيه .. و تتغربل بهالدراسة ..
هزت نورة كتفيها ..
- و ليش تتوصلين لقرار .. تخبريها هي شوه تبا .. عطيها فرصة تعبر عن رايها .. و احترمي رغبتاا ..
نقلت حور بعد كلمات نورة عينيها لعفرا و دانة .. لتجد أنهن ينظرن اليها مترقبين ردا ..
قالت بهدوء ..
- هي تبا تسجل .. أنا متأكدة .. لنها يت فرحانة بالورقة .. بس أنا قلت لها تفكّر أكثر ..
سألتها دانة بلهفة ..
- يعني شوه ..؟؟ بتوافقين ..؟
ابتسمت حور بهدوء ..
- و أنا شوه يخصني أوافق و الا لا ..؟! بسألها عن رايها ..
ضحكت نورة بفرح ..
- بعدي .. اسأليها ..
لكن صوت عفرا سبق نظرات حور للمها و هي تقول بحنان دافئ مشيرة لأهداب المها الطويلة و قد عانقت نقاء خدّها النضر..
- فديتااا .. خلاف تخبريها .. رقدت ..!!
ضحكت دانة و هي تغمز لنورة ..
- الا تلقينها دوّخت من ريحة حور ..!
قطبت حور .. و هي ترد على دانة ..
- أحسن من ريحتج يا معفنة ..

* * * * *

- دبي ..؟
سألها والدها بعجب .. لترفع عينيها عن الجريدة التي كانت تقرأ .. و ترد عليه بهدوء ..
- هيه فديتك .. ابا أسير لخالوه .. من زمان عنها ..
قطب والدها و هو يقول بحزم ..
- و ما تولهتي ع خالتج الا قبل عرس ولد عمج باسبوع ..؟ كيف بترتبين أمورج .. و بتحضرين العرس ..؟
هزت عوشة كتفيها و هي تقول ..
- انزين ترانيه قلت لك .. بتم عندها و بيي وياهم للعرس .. خلاف هم ايردون لبيتهم و انا لبيتي ..
عاد مطر يقول لابنته بعتب ..
- و بتحضرين عرس عيال عمج شرا الضيوف ..؟؟!
رفعت عينين باردتين لأبيها و هي ترد بهدوء ..
- ابوية .. هم هب في حايتيه .. و لو كنت موجودة ماروم أسوي شي ..
- حتى و لو .. اتسد وقفتج ويا بنت عمّج اليتيمة ..
أصرت على موقفها ..
- بيسدن بنات عميه علي مكانيه .. هن خوات المعرس .. و خواتها ما شا الله ..!
صمت أبوها مفكّرا قبل أن يعود لتقليب الملف الذي بين يديه .. و هو يوافقها ..
- على راحتج فديتج .. بس شوه بتسوين بالدوام ..؟
- ماخذة اسبوع اجازة عشان العرس ..
- خير ان شا الله ..
.
.
شعرت براحة لموافقته ..
ستبتعد عن هنا ..
عليها أن تقف على أرضٍ محايدة .. لتحدد أحاسيسها الملتوية ..!!
تريد أن تفهم نفسها ..
هناك في رأسها دهاليز طويلة .. و متعددة تضيع بينها ..
تركض في كل اتجاه و لا تعلم أين قد تصل ..
خائفة .. و حائرة ..
تهرول طوال الوقت في رأسها ..
تصطدم بفكرة ما .. و تتعثر بإحساس ..
لتهب وافقة بعد لحظة ..
و تواصل الركض ..
تقطع الدهليز لتجد أنها تنطلق مجددا من رأسه بعد أنهته للتو ..!
كان ذاك جنون حقيقي ..
لا شيء اطلاقا أفظع من أن يجد الانسان نفسه عاجزا عن فهم ما يدور في داخله ..
تنفيه الروح .. ليتغرّب خارج حدود الجسد ..
تبادر لذهنها فكرة غريبة ..
قال الحر بأنها تسعى لعيش الألم ..
تراها تنشد عيش احساسٍ ما يشبكها بذاتها .. توجع ذاتها .. فتتأوه عنها ..
تؤلم روحها .. فتبكي ،،
تجد حلقة ما بالوجع تصلها بنفسها ..
لا .. تبا ..
حمقاء تلك الفكرة و لا معقولة .. بل انها سخيفة للغاية ..
هي فقط تجاهد لربط أي كلمةٍ قال ذاك الحر .. لتترجمها .. و كأنما تريد أن تثبت لنفسها بأن غيرها نجح في معرفة خوالجها التي عجزت هي عن ادراكها ..

* * * * *

كفيها الصغيرتين تحتضنان الكوب العملاق الذي راح يزفر أنفاسا من بخار ..
تسند كوعيها على الطاولة .. فيما تنزلق نظراتها للبعيد .. تخترق جدار المطبخ المرتفع امامها ..
لا تشعر بمن حولها في غمرة مشاعرها و الخذلان ..
كل شيءٍ اتخذ لونا باهتا حولها .. لحظات الفرح القادمة .. ابتسامات من حولها ..
فتات المشاعر التي لازالت تحتضن بين أضلعها .. قلبها الذي استحال في لحظة واحدة لرماد ..
رماد لا ينبض .. رماد يكسو مشاعرها .. يغشى عينيها .. يسد حلقها ..
رماد تتنفسه .. و قد بدا أن الألوان قد انسلّت من حولها ..
لم تعد الأشياء مبهجة كما كانت .. و لا مضحكة .. و لا طبيعية ..
كل شيءٍ استحال بائسا لبؤسها ..
تعيسا ..
ثقيلا .. يجثم على أنفاس أيامها ..
يخنق كل جميل كانت تنتظره ..
مخلّفا حزنا سرمديا .. بدا بلا نهاية ..
تذكّرت بياض تلك الورقة القذرة التي حصلت عليها مقابل بيعها لروحها ..
الثمن الذي قبضت و هي تراوغ نفسها .. مدّعية بانها ربحت كرامتها على الأقل ..
و أوجعته كما أوجعها ..
تلك الورقة الحقيرة التي دسّتها بعيدا عن الأعين كوصم عارٍ تخاف أن يراه أحد ..
يا الله ..
انتظرت لذّة الانتصار بعد ما فعلت ..
لكنّها لم تأتِ ..!
لم تشعر سوى بِبَردٍ يكسو أحاسيسها .. يناقض حرقة جوفها و الغليان ..!
لو كانت قبلا تملك حقّا أو فضلا على ذاك الرجل فقد خسرته حين طالبته بالمال بديلا عن كرامتها ..
هبطت درجات لتجاري خبثه ..
كانت قبلا تشعر بأنها أفضل .. و أطهر .. و أنقى ..
و لأنها أكثر بياضا من أي سوادٍ قد يلطّخ قلبها .. نجح في خداعها .. و استغفالها .. و التلاعب بأحاسيسها العذرية ..
لكنّها سكبت على روحها بقعة داكنة مما فعل .. و هي تتقمص دوره .. و تجيد اللعب ضدّه ..
ثم ماذا ..؟!
مزّقتها فعلتها قبل أن تفعل به ..
آذتها قبل أن تمسّه ..
و ذبحتها مراتٍ و مرات ..
لأنها متيقّنة الآن بأنها حمقاء .. و غبية ..
و لا زالت عالقة ..
ترخي جفنيها .. لتطفئ الدنيا حولها .. فتفاجئ به ينتظرها في عالم الغفوة ..
مختلفا تماما عن ذاك الشرس الهائج الذي قابلته في ليلة طعنِهِ ..!
تسرح بعينيها هربا من الواقع .. لتجده واقفا في مد النظر ..
نظراته القويّة .. حضوره المتسلّط .. شيءٌ جامح لم تصقله الحضارة بعد ..!
قسوته المتخفية تحت رداءٍ من البرود الكريه ..
تنفلت هاربة بيأس من مشاعرها الغبيّة ..
لكن أنى لها ذلك .. و تأنيب قلبها لها بالمرصاد ..
يلومها .. منكسرا لما فعلت به ..
تتبعت باصبعٍ رقيقة خط مسير دمعة راحت تقبّل خدّها .. لتلتقطها بين اصبعين .. و تهرسها ..
فتذوب ملوحا بين أناملها النديّة ..
يا رب ..
يتفاقم حزني ..
و لا بابا قد أدق سوى بابك ..
هوّن علي وطأة الوجع الفادح ..
يا رب ..!

* * * * *

طوله الفارع يلقي ظلا عريضا على سطح مكتبه الفاخر .. فيما اشتد سمار ملامحه التي تحجّرت بقسوة مخيفة ،، عكست الغضب المعتمل في داخله .. الأوراق التي يقلّبها بحركة سريعة .. و يفرزها على حسب أهميتها توشك على التشقق بين يديه .. فيما وقف مدير مكتبه بهدوء شديد .. محجما عن أي نفسٍ قد يتخذه المدير عذرا ليفرّغ على رأسه جام غيظه ..
ابتلع ريقه بشيء من التوتر حين شمخت عينيه الباردتين ترمقان مساعده بنظراتٍ ثلجيّة .. و صوته الرجولي الأجش يرتد بقوة بين الجدران و هو يقول آمرا ..
- فاكس مجموعة الدروع يوصل للمحاسبة و يتراجع اهناك ويا الفواتير لي عطيتك اياهن البارحة .. كشف الشهر أباه ع الساعة ست المغرب زاهب .. و مراجع من السكرتاريا .. اتصل بطارش و تخبره عن ترخيص أرض ( خليفه ب ) اذا ظهر اييبه ليه قبل الاجتماع ،، و الاجتماع نفسه يتأجل من الساعة عشر .. الين ثنعش .. لنيه ظاهر المحكمة عقب شويّه ،، تقارير البنك يت و الا بعدها ..؟!
أجابه بطي بسرعة ..
- وصلت طال عمرك ..
ألقى بالأوراق التي كان يقلّبها و التقط من بينها ورقتين .. و نظّارته الشمسيّة من على سطح المكتب .. تحرّك بخطواتٍ واسعة .. نحو الباب .. و هو يقول بصرامة ..
- أباها على مكتبيه قبل الاجتماع .. هي و الترخيص .. و لو ما خلّص طارش الترخيص .. يسويليه تيلفون ،، و أنا برمس حد يخلصه ..
أومأ بطي مرةً أخرى ..
- ان شا الله طال عمرك ..
و تجاوز الباب بسرعة قبل أن يصفقه خلفه ..
راح يقطع الممر الطويل نحو المصعد بخطواتٍ واثقة .. تنضح قوّةً .. و برودٌ لا يفصح عن مكنونات صدره ..
غضب ،،
الكلمة الوحيدة التي قد تترجم الغليان المتصاعد في داخله ..
بركانٌ يوشك على الانفجار مع كل ثانية تمر ..
فيما تبدو اللحظات طويلة .. و ممتدة بلا نهاية ..
يشحذ كل غضبه .. و شعوره بالخيبة و الخذلان .. و الضعف الذي ساوره بحضورها تلك الليلة ..
مستعدا للحظة لقائها الدانية ..
كم هو صعبٌ الإنتظار .. صعبٌ عليه للغاية ..
رجلٌ يتملّكه الإحباط .. و يتغلغل في روحه الحقد اتجاه تلك التي سكبت دلوا من ثلج على حرارة مشاعره لتجمّدها ..
و ترعده ..
كم يصعب عليه مراقبة بيت جدّه الضخم الرابض على تلك الأرض المتّسعة ..
و يقاوم رغبته الشديدة في تحطيم بابه على رأسها .. و جرّها من شعرها ليجبرها على ابتلاع المشاعر التي كانت تزرع فيه ..
ليعلّمها كيف عليها أن تشعر بتلك الأحاسيس التي تدّعيها ،، و أن تنسى أمر التمثيل ..
اللعينة ..!
سيقتلها دون شك ..
سيمزّق روحها ..
لن يرحمها .. لن يفعل ..
و على هذه الفكرة .. هوى باصبعه الطويل على زر استدعاء المصعد ..
ليتوجّه نحو الوعد الذي قضى سنواتٍ في انتظاره ..
و آن له أن يتحقق ..
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
- أوراق نقل الملكيّة ،، الشهود يوقعون هنيه ،،
و امام اشارة كاتب المحكمة انحنى مطر بن سيف .. و أخوه أحمد للتوقيع تباعا ..
قبل أن تمتد الورقة نحو الجد مرة أخرى .. و كاتب المحكمة يشير لخانته المخصصة ..
- توقيع المالك .. و الموافقة على نقل الملكية ..
قبضت أصابع العجوز على القلم بحذر .. و عينيه تتفحصان بياض الورقة .. بتوقيع واحدٍ يمهره هنا ..
سيعلن انتقال الملكية للرجل الذي وقف بهدوء كاسح قربه ..
ملامحه السمراء تنضح بسطوة يشعر بها ..
صلابة لن تلين أمام أي ابتزاز ..
أ و يستحقها ..؟ الفتاة قبل الشركة ..؟
متأخرٌ هو الوقت للتفكير بذلك ..
هذا ما أقنع نفسه به .. و هو ينحني .. ليذيّل الورقة بتوقيعٍ سريع ..
قبل أن يرفع الكاتب رأسه بهدوء ..
- المعاملة خالصة .. و العقد قانوني .. بس لو تدفعون الرسوم و اتييبون الوصل عسب ننسخ الورقتين للسجلات الله لا يهينكم ..
أومأ مطر برأسه ..
- فالك طيب .. دقايق بس ..
استدار بو علي .. يرصد ملامح حفيده الأكبر بهدوء ..
يبحث عن فرحة مكنونة في مقلتيه ..
لكن كل ما اصطدم به هو جمودٌ غريب ..
و بريق لغضب صامت .. و قد انقبض فكه بقوة ..
اعتلت الدهشة ملامح العجوز .. ما خطب الفتى ..
لا تبدو عليه السعادة ..؟
يتلقّى المباركة من عميه ببرود .. قبل أن تلتقي عينيه بعيني جدّه .. ليلتقط نظارته الداكنة و ينفضها بهدوء ..
صوته كان باردا و هو يقول ..
- أنا بسير الحينه عنديه اجتماع مهم .. أشوفكم خلاف ..
و اقترب من أبيه سيف يقبّل أنفه باحترام .. قبل أن يدس النظارة في وجهه .. يخفي عينيه القاسيتين ..
و يمضي .. وسط ذهول جدّه ..
لم ينتظر حتى استلامه لورقة الملكيّة ..!!

* * * * *

زفرة عميقة تلك التي أطلقتها .. و هي تقلّب أوراقها ببطء .. قبل أن ترمي بقلمها عليها ..
و تستلقي على فراشها الوثير ..
لو أن الزفير قد ينفّس عن شيءٍ مما في داخلها ..
لنفثت ما تحوي رئتها حتى تختنق ..
فقدت قدرتها على التركيز منذ بعض الوقت .. حين بدأت فكرة واحدة تسيطر عليها ..
متأكدة بأن حامد غير قادر على تقبلها أو نسيان ما حدث ..
اشمئزازه .. و نفوره تجلّى في آخر لقاء لها به ..
رفضه كان واضحا للغاية .. و لا يمكنها أن تنكره ..
ليس هذا ما يشغلها .. ما تفكّر به .. أنها تعيسة الآن .. تعيسة للغاية ..
و اذا تزوجت به .. لن يتغير هذا .. بل ستزداد وجعا على وجع ..!
ما الذي ستجنيه من الزواج به سوى ذلّه لها .. واستغلال أدنى فرصة ليذكرها بحقيقة ما أخذها عليه ..
لو لم يجبرها غيث .. و ينهي الموضوع بنفسه ..لرفضت الزواج قبل البدء به ..
يمكنها مع الزمن ان تتناسى و ترمي ما حدث خلفها ..
لن تتزوج .. لا ليست متفائلة لهذا الحد ..
لكنّها ستجد مضمارا آخر في الحياة لتخوضه خلاف الزواج ..
زواجها بحامد سيسبب لها الكثير من الألم .. أكثر بكثير مما تقاسي الآن .. و سيزاولها الخزي طوال لحظاتها ..
ألا يكفيها حرجها المميت من أخيه الأكبر .. لتعيش مع رجل توقن بأنه يعلم بكافة تلك التفاصيل الصغيرة القذرة .. ؟؟
متأكدة بأنه عاجز عن النسيان .. و يتذكّر الأمر كل ما نظر إليها ..!
.
.
.
.
قفزت في الهواء مذعورة .. حين فتح الباب على اتساعه بفظاظة و عنف..
لتدلف نورة كالإعصار الهائج .. و هي تصيح ..
- عفااااااااااااااري .. طلعت النسبة .. طلعت .. واااااااااااااااااااااااااي ..
وضعت عفرا يدها على صدرها بخوف ..
- بسم الله الرحمن الرحيم .. عنلاتج يا السبالة .. روعتينيه .. و اذا طلعت .. بتشنين هجوم عليّه ..
ركضت نورة و قفزت بقوة على سرير عفرا ..
- اباااااااا ابشرررررج .. هههههههههههههه .. ما صدق .. يا الله ..
اتسعت عينا عفرا ..
- ليش كم يبتي ..؟ في التسعين ..
توقفت نورة عن الضحك و هي تستدير لها بحاجبٍ مرفوع ..
- ليش قالوا لج شفاطة كتب شراتج .. لا ابوية .. النسبة ثمانين فاصلة خمسة .. اتحدين ..
تأوهت عفرا بسخرية و هي تعتدل جالسة و تجر أوراقها من تحت نورة ..
- لااا حشى .. انتي أدبي و يايبة ثمانين بكبرها .. و أنا حيا الله علمي .. ما يبت الا ثمانية و تسعين بس ..!
رفعت نورة حاجبها ..
- أفاا .. تتطنزين .. لعلمج بس .. أنا نسبتيه .. امية فاصلة واحد .. لكنيه حلفت عليهم يحطون الثمانين .. أخاف اتصكونيه عين ..
دفعتها عفرا ..
- صدقتج .. بس خووووووووزي .. يالسة ع أوراقي .. حشّى كم وزنج ..؟! .. خفي شوية ..
و رفعت ورقة و قد تجعدت بفعل جلوس نورة عليها ..
- نوووورووووووووه .. عنلاااتج .. هاي مطلوبة عليه و تعبت و أنا أكتبها .. و انتي ما يلستي الا بركتي عليها .. بركت ع راسج ناقة .. خوووووووووووزي ..
رمشت نورة ببراءة و هي تقول ..
- أنا حسيت انيه يلست ع شي .. سمعت خشخشتها ..!

* * * * *

جِديّ ،،
هذا ما ترى اخاها عليه منذ أشهر ..؟!
يختلف كثيرا عن حامد العابث الملتهي بأموره الخاص ,, ذاك المنغمس خارج حدود البيت حتى انعدام الوجود داخله ..
دوما كان ينهي عمله ليقضي بقيّة اليوم مع أصدقاءه في الخارج أو الإنشغال بزيارة المراكز التجارية ،،
كثيرا ما تراه الآن منخرطا في عمله .. أصبح يقضي بعض الوقت هنا .. معهم ..
رغم ان هذا يسعدها .. إلا أن استثار قلقها أيضا ..
لا ترى لهفة في عينيه لزوجته .. و لا سؤالا عنها ..!
برود يتقمّص ملامحه كلما حاولت استدراجه في حديث عنها و عن علاقته بها ..!
هل ضغط عليه أحدٌ ما ليتزوجها ..؟!
قضمت شفتها بأسنانٍ من توتر ..
مؤخرا لا يفارقها وخز هذه الفكرة ..
لا تعلم إن كان يحدّثها هاتفيا في الخفاء .. و لا تنكر أنه لا يقصر بزيارتهم من حينٍ لآخر ..
لكن هناك شيءٌ مفقود ..
لهفة .. حماس .. ترقّب ..
لا ينعكس بريق دفءٍ واهن في عينيه البتة ان ذكرت عفرا أمامه ..
فيما تتصلب ملامحها باضطراب لو اعتمدن أخواتها المزاح عنه أمامها ..
ربما هي مشكلة بينهما ..؟ و ربما لم يعتادا على بعض ..؟
أو أنهم لم يجدوا الوقت ليخلو بمشاعرهم و هذا ما سيختلف حتما بعد شهرين ..
أرادت أن تحتضن في صدرها يقينا واحدا من شكوكها ..
لذلك وضعت ساقا على ساق و هي تراقب وجهه المتجهّم المتأمل في شاشة جهاز حاسبه الآلي المحمول ..
و بإهمال أغلقت التلفاز الذي كان يصدح بأغنية تملأ الصالة التي تتوسط الطابق العلوي و يجلسان فيها ..
ثم أسندت فكّها بيدها و هي تنظر إليه باهتمام ..
- حاااااامد ..
دون أن يرفع عينيه .. و لا يفرد التقطيبة بين حاجبيه يجيبها ..
- همممم ..؟!
تأملت روضة أظافرها الطويلة و هي تقول بحذر ..
- أبا أسير السوق ..
رفع حاجبا و عينيه تتابعان شيئا ما في الشاشة .. و يرد بلا مبالاة ..
- سيري .. حد قابضنج من كراعج ..؟
صفقت بيديها بدهاء ..
- يعني بتودينيه ..؟
رفع رأسه أخيرا لها ..
- أوديج وين ..؟
- السوق ..
- و ليش أوديج ..؟؟ الدريول وينه ..؟
- دريول شوه ..؟؟! لا حبيبي .. انا قررت انيه ما سير السوق الا بواحد من محارميه ..
التوت زاوية فمه بسخرية ..
- و من متى هالقرار ان شا الله ..؟ أمس ظاهرة السوق ويا الدريول ..
هزت روضة كتفيها ..
- من اليوم .. خلاااص .. بنات عميه حمد هب أحسن عنيه .. و بعدين فكر فيها انته .. كيف تخلوناا نظهر السوق ارواحنا ويا دريول ..؟ سبحان الله ..! يمكن نكون مواعدات ..؟؟
التمع الغضب في عينيه و هو يزمجر ..
- كلي ××××× .. و انطبي .. لو مواعدة أدفنج عند باب البيت ..
اتسعت عينيها الجميلتين بصدمة و هي تضع أناملها على صدرها ..
- بسم الله ..!! انزين أقول يمكن .. بلاك عليّه .. خلاص هب مواعدات .. خبرنيه لو واحد قليل أصل تعرض ليه و أنا اروحيه في السوق .. منوه بيدافع عنيه و الا بيرده ..؟ الدريول ..؟
نظر لها و بقايا الغضب و العصبية لا زالت مستقرّة على وجهه ..
- و ليش اتحطين عمرج في هالموقف ..؟؟ اقطعي مسايير السوق .. و قرّي فبيتج ..
- لا و الله ..! و حاياتيه منوه بيقضيها ..!
زفر بقوّة و هو بنظر لها بضيق ..
- رويض ..! شوه تبين من هالرمسة كلها .. خلصيناا ..
مدت شفتيها بدلال .. و هي تصدر صوتا مزعجا باحتكاك أظافرها الطويلة ..
- أباك تودينيه المول .. ماريد أسير ويا الدريول ..
رفع حاجبه و هو يعيد عينيه لجهازه ..
- أحمد وينه ما يوديج ..؟؟!
تنهدت .. و قد حضّرت عذرها مسبقا ..
- أحمد بيسير الغربية ..
رفع عينيه بسرعة ..
- الغربية ..؟! شعنده اهناك ..؟ ما قاليه هزّاع يوم شفته الصبح ..!
- يقول بيسير المزرعة بييلس فيها شوي .. مادري شعنده اهناك .. و ليش ما يسير مزرعة الخزنة أقرب له .. يمكن لن البيت اهناك عود ..؟ و بعدين تعال .. شوه يخصه هزاع .. ليكون سكرتير أحمدووه ..
- اعرفي انه يوم أحمد يرمس عن عمره فهو يطري هزاع وياه و لو ماذكر الاسم .. يعني بيسيرون المزرعة رباعة .. بس ما خبرنيه هزاع و أحمدوه الهرم من أمس ما شفته ..!
هبت روضة واقفة من مكانها تجلس جواره .. و هي تتذمر بصوتها الناعم ..
- حامد دخيلك .. لا تضيّع السالفة .. بتودينيه و الا شوه ..؟
- و الا شوه ..
- حاااااااامد ..
- حوووووه .. صمختينيه .. خلاااص هب مشكلة يوم بحصل وقت ..
اتسعت عيناها باحباط .. و قالت بعتب ..
- شوه يوم بتحصل وقت .. تبانيه أرقب ع جدول أعمالك .. أبويه لا اتم اذلنيه ورايه عربان لهم حاية بعد .. كانك بتوديناا خبرنيه من الحين أرتب أموريه .. و لو ما فيك شدّه .. اتعذّر ..
تنهّد و هو يرفع عينيه لها ..
- وريض أذيتينيه و الله .. يعني أخلي أشغاليه و أرابع بج في المول ..
نظرت له بهدوء و هي تقول بصوتٍ منخفض .. و نبرة حزن تعمّدت إظهارها ..
- و أشغالك هاي ما تتأجل ساعتين .. ترانيه مابا زود عنهن .. لكن هب مشكلة .. الله يطول فعمرك يا بو علي .. و ما تقصّر .. اسمحلنا لو غثيناك .. و عن السوق برايه .. بطرش عوشة و الا حور اتييب ليه لي أباه ..
و وقفت عن الأريكة بكبرياءٍ مصطنع .. متجاهلة ضحكة حامد الرجوليّة .. و هو يجذب يدها بقوة لتعاود الجلوس على الأريكة مرغمة و تشيح بوجهها ..
- أونج زعلتي الحينه .. خلاااااص .. امنوه يروم لزعل الشيخة روضة .. فااااااالج طيب يا بنت علي .. امرررة لا اتغرّب الشمس الا و انتي زاهبة .. بنصلي اهناك ..
ابتسمت بدلال .. و هي تلكزه بكوعها ..
- أدريبك ما تروم ع زعليه .. فديت روحك .. بس لحظة ..
و ابتسمت بمكر و هي تشعر بأنها تدنو من مرادها .. أخرجت هاتفها المحمول الذي تدلّى من طرفه زينة كريستاليّة لامعة تحمل حرف ( S ) اللاتيني ،، ابتسم حامد فورا عند رؤيتها و أحجم عن التعليق و هو يراقب ابتسامتها الكبيرة و تعجّلها في ضرب الأزرار ..
توقفت لتنتظر ثانيتين من صمت .. قبل أن تحيل المكالمة للسماعة الخارجيّة .. فيضج الهاتف بصوت الطنين المتقطّع معلنا اشتباك الخط .. و انتظار الرد من الطرف الآخر ..
ما ان تحشّرج أنين الخط المتقطّع .. باستجابة مكتومة تعلن الرّد .. حتى تدفّق لأذني حامد صوتٌ ناعمٌ تغشاه ضحكة فاضحة ،، لفتاةٍ تقول بسرعة رهيبة ..
- مركز ( الناقة ) لتصدير و استيراد الرودس و أجود أنواع الأعلاف .. How can we help you ..؟
اتسعت عينا روضة بصدمة و هي تحيل استعمال السماعة الخارجيّة للعاديّة بوجهٍ محمر إحراجا .. مع تقطيبة حامد الذي نظر لها دون أن يفهم و هي تهمس بحرجٍ بالغ داعب مسامعه ..
- دااااانوه يا الهبلة .. متى بتصطلبين انتي ..؟
رفع حاجبا ببطء .. و هو يتأمل ارتباكها ..
- شوه ..؟؟ لاااااا .. عنلاتج .. لا اتبندين ..
ثم استحالت نبرتها للتهديد و صوتها يرتفع دون أن تشعر ..
- عن الحركات .. جب .. جب .. أنا النذلة و الا انتي ..
شهقت بقوة و هي تنكر ..
- شوه ..؟ متى ..؟؟؟ ما حيد و الله ..!! متأكدة انه أنا .. أخافج تخورفين عليّه .. هيه عاد انتي ما تيبين صواريخ .. تفجرين هيروشيما ..
استمعت قليلا .. لتنفجر بعدها ضاحكا و عيني أخيها لا زالت تتبع انقلاب انفعالاتها بسرعة مذهلة ..
- ههههههههههههههههه .. سبالة .. ما يخصج .. دانة هرمي .. هههههههههههههههههههههه .. يلاااا .. سيري أميه العبي ويا خوانج في الحوش .. ههههه .. ما رمس يهال .. يا الله حبيبتي خلج قود قيرل و عطي عفاري تيلفونها ..
صلبت نظراته ضحكتها على وجهها و لمعانٌ بارد يتجمد في مقلتيه ..
إلتقطت ذاك البريق بسرعة .. لكنّها تجاهلته ..
على حقٍّ هي .. هناك خطبٌ ما بينهما ..!
نزاع ربّما حدث مؤخّرا .. أو شيء كان من البدء ..!
ستزداد يقينا بعد قليل ..
- يا الله عاااااد دندن .. و الله ما نسيت .. هيه باكر عندكم .. شوه ..؟؟ ترانيه عطيت نوري رقمها و قالت بتتصل بها .. بس ما ظنتيه عوشة بتيي ..؟؟ و الله ..! اسمعوا الواثقة شوه تقول .. يا الله ع ايدج .. بنشوف مهاراتج يا أم القدرات الخارقة .. ههههههههههههههههه .. انزين اتحراه تلفون عفاري تصدقين عاد ..؟؟ لااا . متى استوت هالرمسة .. ههههههههههه فيج الخير .. أخت مثالية .. و أنا من الحول شوه أقول .. يعني بتصل ع الرقم أباج يعني ..؟ أكيد ابا راعيته .. يرحم أبوج .. تسوين خير في الأمة الإسلامية .. شكرا .. لا ما بنسى فضلج عليّه ..
ناوشت شفتيه ابتسامة غريبة و هو ينصت لحوار روضة منفرد الطرف ..
كان هناك شيء يخالف النعومة الفائقة التي تتسم بها شخصيّة روضة و هدوئها .. يراقب الحيوية التي تنطق من عينيها .. و الحماس الدافئ ..
هنالك كلماتٍ لم يعتد أن تتلفظ بها روضة .. و لا أن تتكلم بهذه الطريقة العفويّة المنطلقة ..
الأسلوب البسيط المازح دفعة للابتسام بقوّة و هو يشاركها ضحكتها الرنانة .. قبل أن تصيح باحباط ..
- عنبوه أفتك من وحدة اتيينيه الثانية ..!! نعم ختيه ..؟؟ شوه عندج .. أوووووف ..!! احترمي نفسج عاد .. نوييييير يا السبالة ترانيه كبر أمج .. هههههههههههه .. ما برد عليج .. لنيه أحسن منج .. عطونيه عفرا .. ياااا ربيه ..! الحين كل ما بغيت أرمس حرمة خوية لازم تستجوبونيه ..؟؟
اشتدّت أضلعه و هو يسمع كلمة ( حرمة خوية ) و يعيد نظره المتجمّد لشاشة الحاسب الآلي ..
- يختي عنديه سالفة لها .. لا .. لا .. لو أبا خبرتج .. وا اللييييييل .. ببند ترانيه و بتصل بحور .. !! و الله أسويها .. هيه .. بعدي .. خلج كذيه تعيبينيه .. وينهاا .. شوه تسوي ..؟؟ ههههههههههههههه .. غربلج الله .. و الله أخبرها .. بعدين ترا سبكن ما ايي الا من عقد النقص يا الأقزام السبعة .. يوم انها شالة الطول .. فديتاا .. أكيد بدافع .. حرمة خوية و الا انتن ما منكن منفعة .. لااا حور وراها عنتر ما بترومن لها .. لكن عفرا مظلومة امبينكن .. أخييييرا ..! هاتي راسج بحبّه .. اموااااح .. و لا ايهمج .. عطيها بس ..
و بحركة سريعة أخفضت هاتفها لتحيل المكالمة للسماعة الخارجيّة مجددا ..
و صوتٌ هادئٌ يدفق .. ليخرق هدوء حامد المتشاغل بعمله ..
فيتوقّف اصبعه فوق أحد الأزرار .. و يبهت الزّمن دون سبب حين بلغت مسامعه الكلمات الهادئة .. و قد خالفت طفوليّة الصوت الأول .. ينزلق بانسيابيّة مألوفة ..
- مرحبــــا و اللــــــه ..
انكمش قلبه ببرود دون أن يرفع عينيه و شعر بنظرات روضة تلتصق بفكه المنقبض .. حين ردّت برقّة ..
- الله يرحبج ع فضله .. حيّا الله حرمة خوية .. شحالج
( حرمة خوية ) ..! قطب حامد وسط تخبّط أحاسيسه المتجمّدة من هذا اللقب .. و هو ينصت للطرف الآخر يرد بنفس الهدوء ..
- الله يحييج و يبقيج .. يسرج الحال .. شحالج انتي ..
رمقته روضة بمكر .. و هي تلوي شفتيها بابتسامة ..
- آم فاين .. بتخبرج .. انتي دوم فارة تيلفونج عند هالمخبّل .. أذنيه و الله ..! يوم حامد خوية يتصل شوه يسون به ..
لحظة صمتٍ شعر بها حامد تجثم على صدره بثقلِ الحجر .. قبل أن يتهادى نفس الصوت المطمئن يقول بسخرية لم تلمسها روضها ..
وحده شعر بها لأنه يعرف حقيقة الوضع بينهما ..
- لا خوج من يبرق رقمه السبيشل ع الشاشة يربعن به صوبيه ..
رفعت روضة عينين ضاحكتين له .. حين انتشر الذنب في صدره .. لا يدري لما خالجه هذا الشعور ..!
هل تتعرض دائما لمضايقاتٍ و تعليقاتٍ ثقيلة كهذه قد تؤلمها ..؟!
تذكّر لقاءه الأخير بها .. و كرامتها التي ملأت فنجانا بها .. ظل متأرجحا خلف ظهره و هو يمضي ..!
و تنهد ..
غمزت روضة بخفّة و هي تبتسم بحلاوة ..
- يعيني .. يعيني .. المهم .. أباج زاهبة عقب المغرب بنسير السوق ..
كبح انتفاضة مفاجئة .. و عينيه تتسعان بصدمة ..
- نسير السوق ..؟ أي سوق ..؟ لااا يختي ما فيّه .. عقب باكر عنديه فاينل ..
ألحت روضة باصرار ..
- لااا .. بتسيرين وياية .. عقب باكر الامتحان يا الدحيحة .. عندج باكر تدرسين ..
- لااا باكر انتن بتلتمن عدنا .. ما بلقى وقت ..
زفرت روضة و هي تشعر بأن عفرا قد تفسد الأمر ..
- عفروه لا اذلينيه .. انتي ما قلتي بتتشرين نعول لفستان عرس غيث ..؟ خلاص .. و أنا أبا نعول .. ابا آخذ رايج ..
ضحكت عفرا بأريحية .. و ارتفع حاجبي حامد ..
المرّة الأولى التي يسمع ضحكتها فيها .. لم يراها تبتسم يوما .. حتى ظن ان الفرح لا يشق طريقا لروحها ..
- من زين ذوقي .. و بعدين ليش ما تختصرين الطريق .. بعطيج مقاسي .. و هاتيليه نعول ع ذوقج .. لو تييبين شحّاطه أنا راضية ..
-لااا .. أباج وياية .. يا الله عاد .. ساعتين ما بتضر ..!
قطب حامد بقوّة و هو يرى اصرار روضة .. لم تكن المسألة مجرد شراء أحذية .. هناك شيء آخر يكاد يلمسه بأنامله ..
الصوت المطمئن أتى الآن باعتراض آخر ..
- رويض غناتيه .. ماروم أسير وياج ويا الدريول و انتي تعرفين ..
لكن روضة ابتسمت بانتصار .. و هي تحجم اعتراضها ..
- لااا من هالناحية لا تخافين .. واحد من خوانيه بيودينا ..
اختنق الصوت بأحرف لم تنطق .. و ارتقب هو الإجابة باهتمام .. شعر بأن يميل قليلا للأمام منتظرا اجابة هامسة .. لكن الرفض أتى حازما ..
- ماروم فديتج .. أستحي من خوانج ..
- تستحين أونه .. جب يا الله .. حامد ريلج .. و أحمد كل يوم عندكم في البيت .. ليش تستحين .. بعدين لو مستحية من احمد .. تراه حامد لي بيودنا ..
- لاااا ..!
أتى الرد قويّا .. فوريّا .. و ارتفع حاجبي حامد ببطء مع القلق الذي لاح على وجه روضة و هي تقول بحذر ..
- ليش ..؟!
اشتدت أصابعه في قبضه قويّة .. و هو يركّز على أزرار جهازه مخفيا أي انفعال قد يطفح على وجهه ..
صوتها يتلعثم الآن .. متعثّرا بالمسافة التي تفصلهم ..
- لااا .. يعني .. هب .. أنا قصدي .. اذا حد .. بيودينا .. أقول .. اسمعي رويض .. خلي أحمد يودينا .. ماروم أسير ويا ...
و صمتت لبرهة قبل أن تنطق اسمه بصعوبة شعر بها تنخر روحه ببؤس ..
- وياا حـ .. حاامد ..
صر على أسنانه .. الآن لو لم يكن لدى روضة شك سيتشكل واحدا على الفور .. و الا لما قد ترفض فتاة الذهاب للتسوق مع زوجها .. و تفضّل الذهاب مع أخيه ..!
لكن روضة كررت السؤال باصرار مرة أخرى ..
- ليش ..؟
- لنه .. لنيه .. أناا .. هو العرس قريب يعني .. و .. و .. هب حلوة روضاني .. كل ما بغيناا شي طبيناا عليه .. يعني .. أستحي و الله .. بيقول فارة عمرها .. خلينيه أبيّن ثقيلة ..
انفرجت أسارير روضة براحة و هي تضحك بقوة ..
- يعني انتي هب ثقيلة .. بس تكذبين عليه .. خلاص أحمدوه بيودينا .. بس ازهبين عمرج قبل المغرب .. بنصلي اهناك ..
هو ابتلع نفسين ضخمين يحتبسهما في صدره ..
تجاهد اذا لتوضح لمن حولها أن كل شيءٍ على ما يرام ..
و ماذا يفعل هو ..؟! .. لا شيء ..!
- متأكدة أحمد ..؟
- متأكدة ..
- لو ما طاع رديلي خبر .. هاا ..
- أوكيه ..
- رديليه خبر من وقت ..
- ليش شوه بتسوين ..؟؟
- بدرس .. عنديه امتحان و الا نسيتي ..
تنهدت روضة بيأس ..
- أعوذ بالله منج .. أخافج تحفظين اسم المؤلف و دار النشر .. و الرقم التسلسلي بعد ..
نفس الضحكة الهادئة شعر بها تخترق ذهنه ،،
- لا .. أرقام الصفحات و المراجع بس .. تتحدين ..
- أكالة كتب ..
أجابت بهدوء ..
- و أرفع الراس ..
ترفع الراس ..؟! كاد يقهقه بصوتٍ عالٍ ساخرة من كلمتها تلك ..
لكنه أبعد ما كان من القهقهه .. و السخرية أيضا ..!
شعر بأفكاره تلك ثقيله .. و كريهة بشكلٍ لا يطاق ..
سحب نفسا عميقا و هو ينصت لروضة تنهي المكالمة بعجلٍ و كأنما تخشى أن تغيّر ابنة عمّها رأيها في الخروج معها ..
عادت أنظاره للشاشة المتوقفة أمامه .. عاجزا عن الاستقرار على فكرة واحدة ..
نفس البرود الذي يجمّد صدره كلّما سمع ذكرها أو قابلها ..
لكنه امتزج بآخر لقاءٍ لها به ..
ذكرى تجاهلها و رفضه الفاضح راحت تؤنّبه بقوة ..
الإحساس بالذنب ..!
شعور جديد راح يتآكله ،، كلّما فكر بامكانية أن ستمر هو في حياته فيما تغفو هي عند نقطة .. فلا تتقدم أبدا ..
انتهت حياتها قبل أن يلتقي بها ..
و ليس ذلك ذنبه .. و ليس بيده شيءٌ ليفعله ..
يكيفيه ما فعله لأجلها .. و تضحيته الخارقة تلك التي ما كان غيره ليقبل بها ..
لكن ....
لكن ماذا ..؟!
ذاك الشعور التعيس الذي يتضخّم في جوفه مع التفكير ..
ما هو ..؟!
- حاااااااااااااااااااامد .. حووووووووووووه ..!!
اجفل بقوة .. و هو يلتفت لروضة التي صرخت بصوتها الناعم قرب أذنه فخرج حادا يكاد يثقب أذنه ..
قطب بضيق و هو ينهرها ..
- رب ما شر .. ما تعرفين تزاقرين بصوت واطي ..
وضعت يدها على خصرها ..
- لا و الله ..! احلف بس .. مساعة أصارخ عليك .. و انته هب داري عنيه ..
غمزت له بسرعة ..
- طير عقلك صوت عفاري ..
أشاح بوجهه عنها و هو يقول بقوّة ..
- ترى حركتج مكشوفة .. ودني السوق .. و تعالي يا فلانة اختاري نعوليه ..
صمتت روضة لدقيقة كاملة .. و هو يتشاغل بجهازه متظاهرا بأنه لا يرتقب الرد منها ..
لكن حين شق السكون صوتها الناعم و هي تقول برقة ..
- عفرا ..
رفع حاجبيه ببطء قبل أن يستدير لها ..
- بلاها ..
نظرت في عمق عينيه و أخفضت صوتها ..
- اسمها .. عفرا ..
ارتعشت يده رغما عنه .. و أعاد عينيه بسرعة للجهاز .. متهرّبا من نظراتها .. فيما تابعت بثقة ..
- زين انك تعرف انيه متعمدة الحركة .. و أكيد تعرف انيه أحس ان بينك و بينها شي ..
أنكر بقوّة .. و على الفور ..
- ما بينيه و بينها شي ..!
- عليّه يا حامد ..؟ ما قد سمعتك تطريها .. و لا سمعتها ترمس عنك .. لو بتسيّر خذت لك مرافق .. و يلست وياها عند العرب .. حتى سلام مثل العالم ما تسلم .. لو يبنا طاريها عندك ما علّقت .. نفسي يوم اتيينيه و تتخبرنيه عنها .. و الا تسولف ليه .. بتخبرك انته تعرف رقمها ..؟؟
كانت حجّة روضة فولاذيّة .. و شعر بصدق أنه في غمرة تهرّبه من تلك الزوجة قد يثير الشكوك حوله ..
تذكّر كذبتها حول رقمه .. فأنكر ..
- شرايج ..؟؟ هب حرمتيه ..؟ أكيد أعرف رقمها .. و أرمسها .. بعدين هب لن شيبتج حاشرنج بالتيلفونات و كل شوي طاب علينا .. اتحرين العرب كلهم شراته .. يمكن أنا متحفّظ شوي .. و ما عرف أعبر عن مشاعريه مثل ما الباقين يسوون .. كل انسان و طبيعته .. و الا انتي شوه رايج ..؟ بسألج هي اشتكت لج ..؟
اتسعت عينا روضة ..
- منوه ..؟ عفرا ..؟ حراااام عليك ..؟ هاي قطرة دم ما اتم في ويهها لو يبنا طاريك .. تباها تقول شي .. اروحها اتخيّل من هالسوالف .. و لو انه المخبّل لي عندها ما يرحمن .. لكن ما يدبلنها شرا ما يسون فحور ..
تجاهل كل ذلك .. و نحى خليط المشاعر الغريبة في أقاصي صدره .. و هو يسألها متشاغلا بموضوعٍ آخر ..
- الحينه كيف بتييبين أحمد من الغربية عسب يوديج السوق ..؟
ابتسمت روضة بحلاوة و هي تسند فكّها ..
- و منوه قال انيه أبا أحمد يودينا .. تراك وافقت من شويه .. و الا ناوي تتهرب من وعدك ..؟!

* * * * *

 
 

 

عرض البوم صور زارا  
قديم 14-07-08, 02:28 AM   المشاركة رقم: 373
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ملكة الالماسية


البيانات
التسجيل: Jul 2006
العضوية: 8455
المشاركات: 10,839
الجنس أنثى
معدل التقييم: زارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالق
نقاط التقييم: 2892

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زارا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زارا المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

على يقينٍ بأن الحزن يتآكل جوف هذه الفتاة ,،
ذاك الإنكسار المتجلّي في عينيها يبزغ كلّما شدّها الشرود ..
تواريه عن أنظارهم لو انتشلها أحدهم من مستنقع الصمت الذي تغرق فيه ..
ضجيج بنات حمد القادم من الطرف الأبعد من الصالة حيث جلسن قرب التلفاز ،، ألهاها عن سماع خطواته و هو يتقدّم من الباب الخارجي حتى مكان جلوسها وحيدة ..
يقف خلفها تماما .. متأملا لطخات الهم على وجهها الناعم .. و بريق دمعة زجاجية .. متجّمدة خلف عينيها ..
لن تنسكب ..!
شد قبضته و هو يجبر نفسه على جرّ ذهنها الساهي إلى أرض الواقع ..
- حور ..؟
عينين فارغتين رفعتهما إليه .. ظلّت جالسة على مقعدها للحظة طويلة و أنظارها تتسلق تجاعيد وجهه السمراء ..
قبل أن تنهض ببطءٍ شديد .. و تتحرك بآلية باردة لتسلّم عليه .. و هي ترد بصوتٍ أجوف حين ارتفع ستار يعزل مشاعرها التي كانت تفضحها في غفلة للتو ..
- لبيـــه ،،
عقد جبينه في تقطيبة معتادة .. و هو يسأل بصوته الغليظ ..
- بلاج يالسة اروحج هنيه ..؟
ركّزت عينيها على وجهه ببرود أذهله .. و لم تجبه ..
بدت على غير سجيّتها و هو يستحثّها بسؤال آخر ..
- تانسين شي ..؟؟ شي فخاطرج ..؟
بذات البرود ،،
- أفكّر ..
لم يكن مضطّرا لوأد اهتمامه بها .. هذه الفتاة تعلم تفاصيل تلك الحكاية العتيقة التي تردعه عنهم ..
العازل الذي كان يبعده عنهم انكسر بينه و بينها ذات ليلة ..
لذلك مد أصابعا مترددة .. تشق طريقها نحو كف حور بصعوبة بالغة .. تمتد إحساسا لتتراجع عمرا بأكمله ..
قبل أن يبلغ يدها بجهدٍ بالغ .. و يتنهد بضيقٍ لم يفهمه ..
- تفكرين في شوه ..؟!
كفٌّ ثلجيّة تستقر في دفء راحته الكبيرة ..
و تيبّس أنفاسٍ ..
ذاك التصلّب المعتلي ملامحها لم يلن و هي ترد بصوتٍ خاوي .. شعر بصداه صرير ريحٍ في صدره ..
- أفكر في أبويه .. لو كان حي .. كان حددتوا العرس .. و الا خليتونيه معلّقة الين ما تحلون مشاكلكم ..
.
.
و انغرست كلماتها نصلا باردا في صميمه ..
كانت تقصد هذا القول ..
و قد بدا ذلك في عينيها اللتان لمعتا بألم مكابر ..
و هو يفلت يدها ببطء ..
تاركا لها المجال كي تحمل حدّة أفكارها تلك بعيدا عن متناول روحه المهشّمة ..!

* * * * *

- رمست خالوه اليوم فمصر ..
قالتها ميعاد بهدوء .. و خولة تناولها فنجانا من الشاي .. فترفع الأخيرة عينيها بهدوء ..
- علومها ..؟؟
هزت ميعاد كتفيها بهدوء ..
- طيبة .. تتخبر عنج ..
أومأت خولة برأسها دون ان ترد ..
اقترحت ميعاد و هي تراقب شرود ملامح أختها الكبرى ..
- ليش ما نسير لها مصر ..؟؟ من زمان ما ظهرنا مكان .. خاطريه نغيّر جو .. شوه رايج ..؟
ابتسمت خولة ابتسامة باهتة ..
- كان السالفة هيّنه .. ما بيطيع ابوج ..
- بحاول أقنعه ..
- حاولي و ان طاع .. بنرمس نهيّان نشوفه .. لو بيوافق .. يمكن ما يخلينا .. و ما عنده اجازة ..
.
.
تمنّت بقوة أن يوافق نهيّان ..
تشعر بالكآبة تعود لتنسج خيوطها حول خولة مجددا ..!
لا تريد أن تراقبها تغرق نفسها في البؤس .. و النحسر على ابن أخيها مرة أخرى ..!

* * * * *

ضاقت أضلعه بهمّه المتضخّم .. شعور كريه يكاد يفجّر قلبه .. و هو يجيل بصره في الحاضرين ..
غيث الجالس جوار جدّه .. يعقد جبينه و نظراته الحادة تجرح كل ما يقع في طريقها ..
بدا أكثر ضخامة فجأة .. لا يدري لمَ ..!
ربما بسبب الغضب الصامت الذي تجلّى في نظراته القاسية ..
كان أبوه يتحدّث مع إخوانه الثلاثة .. بنبرة منخفضة للغاية ..
فيما يجلس حامد قربهم يقلّب الملحق الرياضي لجريدة اليوم ..
و بدا فهد و سيف منخرطين في متابعة أخبار الثالثة ظهرا التي كانت تعرض على شاشة التلفاز العملاقة ..
شعر بأنه وحيدٌ للغاية .. منبوذ .. و به نقص ..
بغياب أحمد لم يكن شيئا على طبيعته إطلاقا ..
منذ شجارهم الأخير لم يقع ناظره عليه .. و ها قد مر يومان ثقيلان كريهان ..
مرّا ببطء .. و كل لحظةٍ منهما تجثم لدهرٍ على صدره لا تتزحزح ..
شيء من التيه ألم به حين لم يعد يتحدث لأحمد ..
يعلم أنه أخطأ فيما قال .. و أن كلماته تلك كانت قاسية للغاية ..
لكنه لم يكن يريد لأحمد أن يقع تحت وهمٍ يقضي عليه ..!
لا يعقل أن تكون مشاعره بتلك الجديّة ..!
ما الذي قد يحبّه في فتاةٍ صمّاء .. لا تتكلم .. و لا تسمع ..!
لا ينكر أن للهدوء فيها جاذبيّة مميزة ..
لكن أن يظن أحمد بانه واقع في حبّها و يعزم على الزواج منها .. هذا ضرب من الجنون ..!
أوجعه أن يختلفا هكذا .. لم يأتِ اليوم الذي يقضيه دون التسكع مع أحمد .. و مشاجرته .. و مناوشته ..
و الضحك معه .. و الحديث عن هوايتهما المحرّمة المشتركة ..
شعر بوحدةٍ تلفّه في غيابه .. و أنّه بائس .. عاجزٌ حتّى عن شق الشفاه بابتسامة كاذبة ..
لما عليه أن يبتسم و هو يشعر بالضيق ..
تراه كان جادا فيما قال ..؟!
يحبها ..؟
كيف حدث ذلك ..؟ و متى ..؟!
يعلم انه كان يرتاد منزل جده كثيرا مؤخرا .. منذ أن التزم بانهاء ترتيبات بيت أخيه الأكبر ..
هل تعلّق بها في تلك الأثناء ..؟!
لم يره منذ يومين .. و كان كلّه أمل أن يجده في غداء يوم الخميس الذي يعتادون على تناوله في بيت الجد ..
لكن الخذلان أصابه ،، حين لم يجد من ذاك الصديق سوى خيبةٍ في انتظاره .. و غياب ..!
رفع عينه فجأة مع شعوره بأنه مراقب .. ليصطدم بقسمات وجه ابن عمّه الأكبر الحجريّة .. و هو ينظر له بغضبٍ قاسٍ .. موجها سؤاله بصوتٍ غليظ متسلّط ..
- وين أحمد ..؟!
لا أحد يعلم اذا بأمر خلافهما ..
أجاب بهدوء ..
- مادريبه و الله ..
لمعت دهشة خفيفة في عيني غيث الباردتين ..
و ابتسم هزاع في سرّه بسخرية .. اذا لم يكن هو عالما بمكان أحمد فمن قد يعلم بذلك ..؟!
- سار الغربية ..
كانت الاجابة هادئة .. قالها حامد دون أن يرفع عينه عن الجريدة ..
الغربية ..؟!
ماذا يفعل هناك ..! لمَ لم يخبره .. أو يطلب مرافقته إلى هناك ..!
شعر بالضيق يخنقه .. أشاح بوجهه عن غيث ,, و هو يستلقي بهدوء على المراتب المصطفة في جلسة أرضية صلبة ..
و يحرّك عمامته .. ليسقطها على عينيه مدعيا اغفاءه ..
فيما يخفي بريق الألم الذي سطع في عينيه ..
.
.
.
.
.
.
.
.
كان قد ترك مجلس جدّه بهدوء و هو يلتقط هاتفه المتحرّك .. بأصابعه السمراء القويّة .. يضرب الرقم الذي يحفظه عن ظهر قلب ..
لينتظر اجابة تنهي الخط المتقطّع .. خمس توانٍ قبل أن يأتيه الرد .. بصوت أخيه الأصغر ..
- مرحباا الساع .. حيا الله بو سيف ..
لم يلقِ غيث بالا لتحيّته .. و هو يزمجر ببوادر انفجار ..
- وين وصلت ..
- هاا ..؟
قال غيث بقوة ..
- ساير الغربية ..؟
- منوه قالـ ...
صرخ غيث بغضب ..
- ارمس ..
انزلق صوت أحمد يرد بتوتر ..
- وصلت مدينة زايد ..
قال غيث بقسوة ..
- مدينة زايد ..؟ شارد ليوا دون لا اتشاور حد منا .. و انته تعرف انه هب وقت خرابيطك .. عندك الين صلاة المغرب .. لو ما شفتك في المسيد تصلي ويانا قسم بالله لا اتلوم الا نفسك .. تسمع ..؟
اعرض أحمد ..
- وين أرد و أنا ...
رعد غيث في الهاتف ..
- تسمع ..!!
تنهد احمد بهدوء ..
- خلاص و لا يهمك ..
و كان أن رد غيث ليه بفرقعة انهاء المكالمة ..
لا ينقصه انفلات أحمد الآن ..
لا يريد سوى فرجة واحدة ليفرّغ غضبه المكبوت على رأس أحدهم ..

* * * * *

التقطت غطائها و هي تغلق هاتفها و تدسه في حقيبتها الصغيرة بحركة سريعة .. و تسرع نحو الباب ..حين تناهى لمسامعها صوت بوق السيارة مؤيدا اتصال روضة للتو ،، و هي تبلغها بأنهم في انتظارها أمام الباب ..
صرخت دانة في إثرها ..
- شكيتج .. مواعدة حموود .. و بتشردين وياه .. ما عليه .. بخبر ابوووووويه سيف ..
تجاهلت مزاح دانة الثقيل و هي تزفر بضيق ..
تركت البيت على وجه السرعة بعد أن تأكدت من وضع غطاءها الثقيل ..
حين وقعت أنظارها على السيّارة السوداء ذات الزجاج الداكن .. شعرت بالحرج فورا من أن يكونوا قد قضوا وقتا طويلا في انتظارها ..
توجهت مسرعة نحو باب السيارة الأقرب .. و هي تكبح تذمّرا ..
لم يكن لهذه الرحلة أي داع .. كان بامكان روضة أن تقضي حاجتها بنفسها .. فيما تستغل الوقت هي للدراسة ..
فتحت الباب الخلفيّ لتدلف السيارة ،،
و استوت خلف روضة و هي تسلّم بصوتٍ منخفض .. و عيناها تلتصقان بقدميها حرجا ..
- السلام عليكم و رحمة الله ..
صوتٌ رجوليّ عميق مازج رقّة كلمات روضة ..
- و عليكم السلام و رحمة الله ..
لترفع عينيها لمؤخّرة رأس السائق ،، و تتخشّب ..
انقبض قلبها برعب .. و هي تميّز من وراء الغطاء جانب فكّه المربّع الذي تغطيه لحيته المشذّبة ..
فيما تختبئ عينيه خلف نظّارته الداكنة ..
شعرت بضبابٍ يكسو عينيها فجأةً .. فيما يضيق صدرها بالأنفاس ..
قالت بأنه لن يأتِ ... لن يأتِ ..
ما الذي يفعله هنا ..!
تلك الارتعاشة التي سرت على طول ظهرها انتقلت ليديها اللتان انقبضتا بقوة و شفتها السفلى ،،
و صورة واحدة تطفو أمامها ..
فنجان تحتضنه اناملها ..
مترعا بالذل .. يرتعش لثانية في الهواء .. قبل أن يهوي وسط جوفها ..
يهوي من علو ..
ليرتطم بقاع روحها .. يبللها خذلانا ..
مبعثرا كرامتها شظايا لا تجمع ..!
صوت روضة يأتي ممازحا من البعيد .. البعيد ..
يخترق ضباب الصدمة المتحلق حولها ..
- لا .. كان تأخرتي شوي بعد .. خيستيناا .. مع انه عادي عند حامد يرقبج الين باكر ..
إخترق اسمه سمعها بقسوة .. و اعتصرت كفيها بقوة .. و هي تتوسل في داخلها ..
يا الله .. يا الله ..
لكن حامد لم يجب روضة .. استمر في التحديق للأمام .. منتظرا أن تغلق عفرا بابها ..
لم تكن تريد أن تغلق الباب .. تريد أن تترجل بسرعة .. و تهرول إلى الداخل .. بعيدا عن نفوره منها ..
و عن إحراجها .. و الخزي ..
حثّتها روضة ..
- عفاري فديتج .. بندي بابج ..
تملّكها اليأس .. و تنازعها الألم .. و هي تقول بصوتٍ مرتعش ..
- آآ .. لااا .. أنا بنزل .. بس كنت .. أناا .. ما ريد أسير .. براايكم ..
التفتت روضة نحوها بسرعة في نفس اللحظة التي رفع هو رأسه نحو المرآة الأمامية .. و الأولى تقول باستنكار ..
- شوه ..؟!
لكن صدمة عفرا تركتها عاجزة عن التفكير .. ترجّلت عن السيارة بسرعة .. لتتحرك نحو الباب الذي خرجت منه للتو ..
.
.
.
.
في اللحظة التي امتدت يد روضة نحو مقبض الباب .. نهرها بقوة ..
- مكانج ..
و ترجّل عن السيارة ..
شعر بالغيظ يغلي في صدره ..
أ حمقاء هي ..؟ أم تدعي ذلك ..؟
ستزيد من شكوك روضة بتصرفها الأرعن هذا ..
أ و تظنه سعيد بمرافقتها .. لا تفوقه كراهية للأمر البتة ..!
استطاع اللحاق بها في ثانيتين ..
و لم يكن هناك بد من الامساك بيدها التي لم يلمسها يوما سوى مضطرا أمام من حوله لمصافحتها ..
.
.
الخطوات الثقيلة التي تبعتها ألقت الشك في قلبها و علمت على الفور أنها ليست لروضة ..
ذاك الظل الطويل الذي سقط عليها جزم بالأمر ..
لذلك زادت من سرعتها هربا مما لا تدري ..
جبانة .. نعم ..
مغفلة .. لا بأس ..
لكنها لا تريد مرافقته .. لا تريد ..
لا يتوانى عن اظهار البرود أمام من حوله .. و ذلك يزيد في اذلالها ..
غير مستعدة بأن تكون عرضة لتفحص روضة لهما عن قرب .. فترى مدى اتساع الهوة بينهما ..
أطلقت شهقة كادت تخنقها .. حين التفت أصابع طويلة و محكمة على رسغها تديرها للخلف ..
و احتشدت أنفاسها في حلقها .. فيما راح قلبها يرعد بمزيج من الخوف .. و الاضطراب ..
كان قريبا للغاية .. و عصبية تتجلى في ملامحه .. و هو يقول من بين اسنانه ..
- ردي السيارة الحينه .. لا اتخلين روضة اتشك بشي ..
راحت تجر يدها من بين أصابعه و صوتها يتهدج ..
- مااا .. ريد .. خلاااص .. مااباا .. ماا ريد أسير ..
قال بقسوة ..
- لنيه بوديكم ..؟؟ لا اتسوين عمرج خايفة و مغصوبة .. ترانيه ماريدج وياية شرا ما انتي ما تبين .. بس بتركبين اليوم و الا باكر .. قدامي يا الله .. روضة اتشك انه امبينا شي .. عسب كذيه خلتنيه أوصلكم .. لا اتخلينها تتأكد ..
للمرة الأولى مذ أقحموه في حياتها يكون دانيا بهذا الشكل المرعب ..
يذلها بهذا الوضوح .. و يتحدث عن كراهيته للأمر بعباراتٍ فصيحة ..
شعرت بذلك رمح ينتصب وسط روحها .. و هو يعيدها نحو السيارة ..
لتجر يدها بقوة من قبضته ..
و تدسها تحت الغطاء ..
تنهي مسيرة تلك العبرة الساخنة التي انفلتت من مقلتها ..

* * * * *

مؤشّر السرعة يتجاوز رقما خياليا .. فيما يزيد هو من الضغط على دواسة البنزين بقهر ..
لم يكن يريد سوى الاختلاء بنفسه قليلا ..
ألا يحق له ذلك ..؟!
يريد الإبتعاد قليلا عن ضيقه و قهره ..
يحتاج لأن يفكر بصفاءٍ بعيدا عن الذنب الذي يجتاحه و هو يتجول في نفس المدينة دون هزّاع ..
لم يؤلمه حديث هزّاع عنها .. كما آلمته خيبته به ..
كان قد قصد هزاع كأول شخصٍ يسرد مشاعره عليه ..
و لم يجد لديه صدرا رحبا قد يتفهّم ما يمر به ..
اذا كان الرفض هو ما تلقاه من أقرب شخصٍ له .. فما الذي قد يأتيه من البقيّة ..؟!
بدا الطريق للحصول على ما يريد في تلك اللحظة .. طويلا .. و شائكا ..
و قد لا يبلغ نهايته ..!

* * * * *

استطاعت في أول ربع ساعة من دخولها للمحل إنهاء شراء الحذاء التي تحتاج ..
أما الساعتين اللتان تلتا ذلك فقد قضتهما في اللحاق بروضة من رفٍّ لآخر .. و هي تستعرض جميع أحذية المحل دون أن تجد ما قد يرضيها ..
ترتدي واحدا .. و تخلع آخر ..
تمشي عدة خطوات .. قبل أن تجد شيء لتعترض عليه ..
ذوقها صعب الارضاء للغاية .. لم تبقى قطعة تقريبا لم تشر لها باصبعها طالبة تجربتها دون النظر لسعرها حتى ..
و أثار عجبها أن استطاعت عفرا الاقتناع بأول حذاء مناسب وجدت ..
.
.
ما لا تعرفه أن عفرا تغوص بصمت في ذاك الألم الهلامي ..
يجرّها ببطء للأسفل ..
لا يصلها من ثرثرة روضة شيئا .. و هي تشعر بروحها تتضاءل ..
تنكمش في ركنٍ مهترئ من الجسد ..
ها هي لا زالت بعيدا عن متناول سقف يجمعهما ..
و لم يوفّر كراهيته .. و اظهارها ..
أي ذلّ سيسقط عليها بعد أن تثقل حياته بوجودها الذي يكره ..
تبتلع كتلة الشوك التي تسد حلقها بقسوة .. و هي تدس أدمعها خلف جفنٍ من الكتمان ..
لن ينجح الأمر .. لن ينجح اطلاقا ..
لن يكون الزواج سوى ادهاق مستمر لكرامتها .. ستمتهن نفسها ..
ما بالهم ..!!
كان ما حدث رغما عنها .. لما عليه أن يساويها بالراغبة ..
صرخت .. بكت .. تمزّقت روحها و لم يعلم بذلك أحد ..
لم يهب شخص واحد لنجدتها .. لم تكن تريد سوى كف تردع ذاك الحقير عن انتزاع حقها بالحياة ..
لكن أحدا لم يسمعها .. و لم يجب توسّلاتها ..
ظلم وقع عليها .. أ يجب أن يستمر الظلم حتى الآن ..؟!
لما عليهم أن يعاقبوها بذنب غيرها ..
لم يكن بيدها شيء .. جُرّت روحها .. و مُزّقت بوحشية ..
و لم يعد شيئا بعدها كما كان ..
تبا ..
لم يكن خطؤها .. أ لا يمكنهم أن يفهموا ..!!
تتهاوى أفراحها تباعا .. و اليأس ينخر روحها ..
كل ما ألقت شيء خلف ظهرها .. عاد ليقفز في وجهها ..
رحماك يا ربي ..!
كم ستصبر ..
القرار الذي فكّرت فيه بسذاجة منذ بعض الوقت .. بدا الحل الملائم الوحيد ..
لم يكن على حامد أن يعلم بالأمر .. لو أن غيث التزم الكتمان .. و تغاضى عن معالجة الأمر بطريقته ..
لوجدت أنها تنطلق في طريق مختلف آخر ..
هناك الكثير مما قد تبرع فيه غير الزواج و الاحتماء بظل رجل لن يكون سوى متمننا بستره لها ..!
.
.
.
.
.
.
يتآكله الذنب ..
و الضيق الشديد ..
حرّّك قهوته الساخنة في الكوب الورقي و هو يرد كتفيه العريضين للمقعد السيّارة ..
فيما شعور باحتقار الذات يتضخم داخله ..
يا له من شهم ..!
أمام أول فرصة استطاع أن يبرز نفوره .. و يسلّط الضوء على خزيها ..
تمنى لو عادت اللحظات ليبتلع كلماته .. فيما يتضاءل أمام نفسه ..
لم تتفوه بكلمة واحدة مذ استقلّت السيارة معه .. حتى تركها هي و أخته أمام مركز التسوق ..
ارتخاء كتفيها و هي تمضي .. و خطواتها المثقلة كانت أكبر دليل يلقى في وجهه ..
ها هو يستغل مصيبة ابنة عمه .. بدل أن ستر عليها .. و يهاجمها بها ..
مبديا كراهيته لها ..
لم يكن عليه أن يفعل ذلك قط ..
ستشعر بأنه يمن عليها بما فعل لأجلها .. و تضحيته تلك ..
تضحيته ..؟!
ما الذي سيقدمه لها خلاف اسمه ..؟ و سقف بيته ..؟
اشمئزازه منها .. و حرمانها الحق في حياةٍ طبيعية ..
و الاستمرار في العيش مع أخرى فيما تلعب هي دور الزوجة المنكوبة حتى تموت و قد سلبت كل حقوقها ..
كره نفسه بشدة .. و هو يفكّر بالبؤس الذي قد يكون سببه لها ..!
صوت آخر انبلج من ذاكرته ..
عيّره الهم الذي كان قد سكن صوت أخيه للمرة الأولى و هو يناشده أن سترها ..
.
.
.
( فكر بالبنية لي استوى بها كل هذا .. كيف عايشة الحين )
( فكر بالبنية لي استوى بها كل هذا .. كيف عايشة الحين )
( فكر بالبنية لي استوى بها كل هذا .. كيف عايشة الحين )
.
.
.
أسند جبينه بكفّه ..
كيف تعيش ..؟ ممرغة بالعار .. بالألم ..
لاهثة .. تلتقط فتات أحلامها التي طحنت تحت وطأة رغبة منحطٍ لم يبالي بغضاضة روحها ..!
ليس أفضل من ذاك الحقير بتاتا ..
ها هو يستمر في ممارسة ظلمه عليها ..
لكن ما الذي قد يفعله ..؟!
لا يمكنه أن ينسى الأمر .. لا يمكنه .. هذه طعنة بيّنه في رجولته ..
زوجته .. كانت وسيلة لاشباع رغبة ذاك الحقير يوما ..!
و لو كان ما حدث رغما عنها .. لا يمكنه السيطرة على احساسه بالنفور ..!
تنكمش فرائصه كلّما لامس يدها .. أو اقترب منها ..
ما الذي قد يفعله بشعوره هذا ..!
زفر بقوّة و عينيه تسقط على روضة القادمة من البعيد .. متجهة نحو سيارته التي أوقفها قرب البوابة في انتظارهن ..
راح يتبع بنظره الخيال الذي يوازي طول أخته .. و هو يجر أذياله على الأرض بحزنٍ لا يخفى عمن يعلم بتفاصيله ..
لعن نفسه مرّات ..
أ في كل مرّة سيغضب فيها .. سيذلّها بهذا الشكل ..؟!
سيمزّقها ذلك ببطء مع الأيام .. دون شك ..!
.
.
.
.
.
.
.
هل شعرت روضة بما بينهما ..!
اصرارها على أن يوصلها حامد أولا ثم يوصل عفرا ،، فضح رغبتها في أن يحصلا على بعض الخلوة ..
ابتلعت عفرا مرارتها ..
شكرا روضة ..
قدمتِ لي فرصة على طبقٍ من ذهب لمعالجة الأمر ..
لن تجد وقتا مناسب أكثر من ذلك .. ان كان عليها أن تنهي الأمر .. فلتنهيه الليلة ..
يفصلها شهرين عن حفل الزفاف .. فلتنهِ هذه المهزلة ..
لن يختلف الأمر .. ستكون تعيسة هنا و هناك .. الفرق أن ماء وجهها لن يراق في كل لحظة و بيته يحتضنها ..
ستحافظ على كرامتها .. دون أن يتمنن عليها بتضحيته ..!
راحت تشحذ شجاعتها بكل الألم الذي صبّه في قلبها ..
رعشة صدمتها الأولى به راحت تعاودها بعنف ..
لم يكن الأمر هينا و ان ادعت ذلك ..
الصمت الذي اكتسح السيارة طوال وقت و الذي حاولت روضة اختراقه مرارا بخلق جو من المرح لم يسد لثوانٍ ..
كان سيّد الموقف ..
استغلّت سكونه و انشغاله بالقيادة .. في ترتيب ما قد تقوله ،،
و ما ان لاح سور بيت جدّها في آخر الطريق الخاص ..
حتى راحت رعشتها تتعاظم .. و همّها يخنقها ..
الكلمات التي كانت تصُف للتو .. انزلقت هاربة من فكرها المشوش ..
و شعرت بطعم الملوحه في حلقها ..
ها قد بدت عبراتها تمارس ذل السقوط ..
يا الله .. هون عليّ ما أنا مقدمة عليه ..
يا رب .. يا رب ..
انزلقت السيارة عبر الباب بمرونة فائقة .. و تقدمت ببطء تقطع - الحوش - الشاسع .. متجاوزة بيت أختها المستقبلي ..
لتتوقف قرب باب المدخل الرئيسي للبيت ..
ما ان استقرت السيارة في مكانها حتى كادت عفرا تتهاوى في المقعد الخلفي .. و قد اتخذت مكانها الأول .. خلف المقعد الذي كانت تشغل روضة .. بعيدا عن عينيه الكارهتين ..!
رأته يشيح بوجهه لنافذته مراقبا الظلمة في الخارج ينتظر منها أن تترجل ..
لكنّها ألصقت قدميها اللتان بدتا تخذلانها في أرضيّة السيارة .. و هي تقتلع من جوفها الكلمة التي تنشد بها صونا مستميتا لما تبقى من حياتها البائسة التي لن تقضيها حتما في وجع كهذا الذي يستوطن فؤادها الآن ..
لذلك خرجت الكلمة كفقاعة هواءٍ منتخفة من حلقها ..
لتنفجر في السكون محدثة دويا مكتوم .. زلزلها قبل أن يفعل به ..
- طلّقني ..
.
.
.
.
.
.
اخترق السكون حوله كلمتها المهزوزة .. التي ظن أنه لم يسمعها جيّدا فأمال رأسه قليلا و هو يتساءل بهدوء أبعد ما يكون الشعور به .. فيما تنفرد مساحاتٍ من صدمة في داخله ..
- شوه ..؟!
ردّ سؤاله صمت طويل قبل أن يعيد صوتها المبحوح الكلمة التي تلفّظت بها للتو ..
- طلقني ..
سمعها المرة الأولى لكنه أراد أن يتأكد من انها حقا تجرأت و تلفظت بتلك الكلمة .. تجاهل ذلك .. و أشار ببرود نحو البيت ..
- انزلي وصلنا البيت ..
لم تتحرك .. صوتها أخذ يرتعش بجنون و هي تقول ..
- ماا .. بـ .. بنزل .. أباا .. ماا .. طلللقني ..
رفع حاجبه بهدوء .. يلتزم الصبر . هذه آثار كلماته لها .. الضيق هو ما يتحدث الآن ..
- عيني من الله خير و انزلي ..
تهدّج صوتها بنفعال واضح ..
- قللتــ ..قللتلك .. ماا باا .. ابااك .. تطللقني ..
رد ببرود ..
- أنا ما خذتج عسب أطلقج ..
أجفل حين صرخت بانكسار ..
- و أنا ما ردوا الشور عليّه عسب أوافق و الا لا .. طلقنيه أناااا مااااريد أعرس .. خلااااص ..
كاد يصرخ في وجهها بقوة .. لكنّها انهارت ..
صوتها الموجوع راح يرتد في السيارة المغلقة و هي تنتحب ..
- حراااام عليكم .. و الله حرام .. أناا ماريد أعرس .. و لا ابا حد يستر عليّه... ماااااااااريد أعيش .. ارحمونييه ..
تعالت شهقاتها بقوة .. وسط ذهوله المطلق ..
- دخيييلك .. أنا هالعرس ماا بااه من لول .. بس غيث لي غصبنيييه .. هو ما يفهم .. أنااا ماريد أعرس .. عقب لي صار خلاااص .. ماريد شي من الدنيا .. ليت ربيه ياخذ روحيه و ارتااح من الهم ..
دفنت وجهها المغطى بالسواد الثقيل بين كفيها و راحت تنشج .. فيما يرتعد جسدها ..
- ماريدك اذلنيه .. ماريدك .. لااا تحاسبنيه ع شي ما سويته .. كل شي غصب عنيه .. و الله غصب .. يعلنيه الموت كانيه غلطت و الا سويت شي .. دخييييييييييييلك .. انا طالبتنك يا ولد عميه .. لا اذلنيه .. اعتقنيه .. خلاااص .. أنا ما فيّه صبر ع لي ياي .. و لا عاد فيّه قوة أقهر رمستك و الا نظرتك .. أدريبك كارهنيه .. و ما اطيقنيه..
و رفعت وجهها الذي لا يراه .. عيناه المتسعتين تحاول استيعاب كلماتها المتقطعة ..
- و الله يمالتك هاي ع راسيه .. و ما بنساها .. لكن افهمنيه .. أنا ميته الحينه .. و متعذّبة .. شوه لي بيتغيّر لو ييت عندك .. لا تزيدها علي دخيلك .. أنا أدري انك مغصوب ع هالشي شراتيه .. و والله .. محللتنك .. ما قصّرت .. كفيت و وفيت .. بس خلاااص .. الين هنه و بس ..
حاولت تجميع شتات أفكاره بصعوبة و هو يقول ..
- يااا ...
أشارت بيدها إلى صدرها .. بانكسار مر .. و قد بللت الدموع صوتها .. ليخترق الحزن صدره بقوة ..
- أنا ما روم أتحمل .. لااا اذلنيه يا ولد عميه .. أسألك بالله لا اذلنيه .. ما بقى غير هالكرامة .. ما ريد حد يدوس عليها ..
انفجر صوته القويّ يرتد عن نوافذ السيارة ..
- ما عاش من يذلّج يا بنت عميه ..
ثم استطرد بحزم ..
- اسمعينيه .....
قاطعته و هي تشهق ..
- و الله خلاااص .. يكفي ما تحملت في هالاربع شهور .. يكفييييييييييي .. كيف عقبها بعيش وياك .. خبرنيه كيف ..؟؟ طلقنيه .. أنا ماريد لا عرس و لا غيره .. الستر من رب العالمين .. طلـقــ ....
الآن يستدير بكامل جسده نحو جسمها المنكمش في نشيج متقطّع .. و صوته القوي يقول بهدوء ..
- عفرااا .. عفرااا .. بس ..! تعوذي من ابليس .. هدي شويّه عسب نتفاهم .. بس يا بنت الحلال ..
اسمها الذي ارتد بهدوء على لسانه كان له المفعول الأكبر في تماسكها .. سيتفاهم معها ..!
لا تزال شهقاتها تقطع أنفاسها .. و هي تحاول أن تهدّئ من روعها ..
رأته ينظر لنافذة السيارة الأمامية .. فيما لا يزال جسده مستديرا نحوها ..
- تعوذي من الشيطان .. و قولي لا إله إلا الله .. البكاء ما بيفيدج و لا بيحل المشكلة .. كان قلتي لي تبين دون صياح ..
عادت دموعها تنسكب ببذخ بعد كلماته تلك .. و بلغها صوته و هو يقول بهدوء ..
- هاج .. مسحي دموعج ..
رفعت عينها المغرقة بالدموع لبياض ورقة المحارم التي كان يمد بين يديها .. أناملها المرتعشة تتلقى نعومتها لتغرقها في لحظاتٍ بملوحة الدمع ..
لحظاتٍ طويلة من الصمت .. استمر هو خلالها في النظر للأمام .. منصتا لانفلات شهقة بين الفينة و الأخرى ..
لم يتوقع هذا الانفجار .. !
كان الأمر مهولا للغاية .. بدا و كأنها تبتلع الكثير مما يمر بها .. حتى انتفخ قلبها بما تدس فيه من أحزانٍ و انفجر دفعةً واحدة ..
يبدو أن له النصيب الأكبر من هذه المرارة .. هو الذي خلق نصف الألم المتشكل في صدرها دون أن يشعر ..
يذلّها ..!
حاشى لله لن يفعل ..
ليس بالرجل الذي يتمنن بستره على ابنة عمّه .. لذلك بادر بالحديث بمجرد أن شعر بأنها أكثر تماسكا ..
قال لها بهدوء ليجرّها إلى تفاهم أفضل ..
- تعرفين وين المشكلة ..؟ المشكلة اننا ما قد يلسنا و تفاهمنا في الموضوع .. الموضوع صار خبط و لزق .. انتي مجبورة .. لكن أنا لااا ..
قالها بقوة .. و هو يؤكد ..
- محد غصبنيه .. أنا نفسيه بغيت هالشي .. انتي بنت عميه .. و والله انيه ما اشوف في روضة و الا شيخة زود عنج .. و لو لي استوا لج استوا لوحدة منهن لا سمح الله .. فأنا مابالها الا الستر ..
أدار رأسه نحوها .. ليصطدم بسواد غطائها ..
- اسمعينيه يا عفرا .. أنا ريّال .. و لي صار قاهرنيه ما أنكر .. و ينرفزنيه .. و كل ما فكر بالموضوع وديه انيه أظهر الحيوان هذاك من تحت القاع .. و أقتله بيديه .. السالفة هاي شرا السكين لي تهر في يوفيه .. شوه تتوقعين ..؟ واحد و داسوا ع عرضه .. ياخذ الموضوع ببرود .. انا ماكنت موجود .. و لا رمت أسوي شي .. و هالشي يذبحنيه .. يخنقنيه .. و يحسسنيه انيه هب ريّال .. يتعدّون الكلاب ع خواتيه و أنا هب داري .. عفرا .. عفرا ..
بدت أنفاسها تتهدج بالبكاء .. أحنى جسده نحوها ليجرّ غطائها بسرعة .. كاشفا عن وجهها المحتقن .. المبلل بالدموع .. و الذي غطته بيديها .. و كتفيها تهتزان ببؤسٍ عميق ..
- عفراااا .. أنا أعرف انها هب غلطتج .. لكن من حر ما فيّه ما أفكر .. تضيق بي الدنيا و الله .. أنا هب متمنن عليج لا و الله .. انتي حشيم ... و ما سوّدتي الويه عسب ترقبين حد يغطي عليج .. لكن فكري فيها .. اذا أنا أعرف .. و أفهم .. غيري ما يدري بالموضوع .. حتى لو خبرتيه ..؟؟ اتوقعين بيتقبل هالشي ..؟
بكت عفرا بقوة ..
- و الله هب ذنبيه ..
تنهد حامد بصبر .. عليه أن يصل لدرجة من التفاهم معها .. عليه أن يستقر كي يجد السلام في حياته القادمة .. لا ينقصه تخبّط أحاسيسه المزعج و الذنب الذي سيتآكله ..
- أدري و الله .. بس شوه أقول .. عفرا .. الطلاق هب حل .. تسمعينيه ..؟؟ هب حل للمشكلة .. نحن بدينا في الموضوع و ما نلعب .. أنا ماريد أذلج .. و الرمسة لي سمعتيها اليوم ما كنت قاصدنها لكن من خوفيه روضة اتحس بشي ..
هزت رأسها و هي ترفع عينيها المحمرّتين .. و قد لمعت وجنتيها في إضاءة السيارة الخفيفة ..
- بس ماروم .. ماروم أعيش ويااااك ..
نظر لها بهدوء .. كان ألمها ينتقل اليه بانسيابية مطلقة .. يتغلغل في روحه ببطء .. أوجعته ملامحها الممزقة بحزنٍ مترف ..
- ليش ما ترومين ..؟ صعبة اتعيشين عند أخوج .. أنا قلت لج انيه أشوفج مثل رويض و شيخة .. اباج تفكرين بيه شرات خوج .. لا تقولين هذا ولد عميه لي ستر عليه و درا بالسالفة .. ظهري هالفكرة من راسج .. و الله ما اتييج منيه الا الحشمة .. هب أنا لي بكسر نفسج و الا بذلج يا بنت عميه ..
تمسح سيل الدموع الذي لا يتوقف .. و هو يقول بصدق ..
- أنا ما انكر انيه ما نسيت الموضوع .. و عاده مضايقنيه .. و بيتم حاجز امبينا .. لكن ساعدينيه .. خلينا نوصل لتفاهم يسهل علينا و عليج الأمور .. انتي بتظهرين من بيت أبوج لبيت أبوج .. ابوية هب مقصر فيج .. و أنا اعتبرينيه خوج العود .. و مالج منيه الا طيبة الخاطر .. اتحملينيه .. أعرف انيه بغلط .. و ما بنسى السالفة و بتم اترد عليّه .. لكنيه بحاول و انتي حاولي .. الطلاق مستحيل أطلق .. أنا ما دقيت الصدر عسب ارد عند أول مشكلة امبيناا .. عفرا تسمعينيه ..؟؟
خرج صوتها خشنا اثر البكاء ..
- هيه ..
سحب نفسا عميقا .. و هو يهدئ فوران مشاعره الغريبة ..
- شوه رايج ..؟؟
مسحت بكفّها دموعها .. و هي تهمس بصوتٍ مبحوح ..
- أنا خااايفة ..
ابتسم بهدوء يناقض الفوضى في داخله ..
- أفاا و الله .. اتخافين من خوج ..؟؟
رفعت عينيها تواجهه بوجع ..
- اخاف ترد ع هالسالفة مرة ثانية .. و تحرق فواديه بالرمسة ..
لمعت عينيه بجدية و هو يقول ..
- و اذا رديت ع السالفة ..؟ أنا ما بنسى السالفة في يوم و ليلة .. و لو قلت كذيه ترانيه كذاب .. بنمشي ع الاتفاق لي نحن مرتبينه .. انتي بتمين عنديه معززة مكرمة .. و ما بيقصر عليج شي .. لكن وسعي صدرج .. و لو غلطت مرة و الا مرتين تحملينيه .. تدريجيا بنتجاوز هالموضوع .. و بنفره ورا ظهورنا .. و كلن بيكمل حياته بالطريقة لي هو يبا .. أنا أحترم حياتج .. و كل لي بتسوينه .. بحدود أحطها .. و انتي تحترمين حياتيه .. و الاتفاق لولي .. هاا .. شوه قلتي ..؟
ازدردت ريقها بصعوبة .. و صوتها يتحشرج ..
- ماادري ..!
- شوه ما تدرين ..!
سكتت و هي لا تجد اجابة على الكلام الذي قال للتو .. كانت تصطدم و للمرة الأولى بوجه مختلف لحامد البارد الذي تعرفه ..
ماذا عساها أن تقول ..
بادرها ممازحا ..
- انا بعتبر السكوت علامة الرّضا .. حد قالج ان خشمج يكبر يوم اتصيحين ..
تلمّست أنفها بسرعة غافلة عن إلهاءه لها .. لتخترق ضحكته الخفيفة أذنها ..
أزاحت يدها عن وجهها و هي تشعر بالغباء .. قبل أن تمد يدها نحوه تطالبه بهدوء ..
- ابا الغشوة ..
لكنّه هز رأسه بهدوء .. و هو يفتح ثلاجة السيارة الصغيرة ليخرج قنينة مياه معدنيه و يمدها لها ..
- لا خلي حمار عيونج ايخوز أول .. لو حدرتي البيت و ويهج كذيه بيقولون امسويبج شي .. شربي ..
مدت يد خجولة مرتعشة تلتقط زجاجة الماء .. بامتنان .. و هو يقول بهدوء ..
- ذكرينيه أعطيج رقميه .. عسب لو تبين شي و الا شياته .. تتصلين بيه ..
أومأت برأسها موافقة .. و تشوش غريب لا زال يلف رأسها ..
حين تترك سيارته .. و تراقب اختفائها في المنعطف التالي ..
و تنزوي هي على فراشها ..
ستدرك حقيقة الجنون الذي حصل للتو ..!

* * * * *

 
 

 

عرض البوم صور زارا  
قديم 14-07-08, 06:04 AM   المشاركة رقم: 374
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ملكة الالماسية


البيانات
التسجيل: Jul 2006
العضوية: 8455
المشاركات: 10,839
الجنس أنثى
معدل التقييم: زارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالق
نقاط التقييم: 2892

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زارا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زارا المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

السلااام عليكم
ياااااااا مرحبااااااااا ملياااااااااااار بالحااااااااااامل والمحموووووول..

اووول شي: الله يجزااتس خير لانتس صرااحه خففتي شووي من الضغط اللي على اعصاابي ومااا كملتي مسلسل حرب الاعصااب اللي سوويتيهاا الاسبووع اللي فاات..اووووف ياا هي مدمره..

ثاني شي: احب اووجه لتس كلمه شكر عميييييييييقه جداا ومن اعمااق اعماااق اعماااااااااااق قلبي.. على التزاااامتس معنااا.. بالاجزااء اوول باول ولو حصل شي وغير الخطه اللي انتي حطيتيهاا للخطووه على طووووووووول تبلغيناا فيهاا وماا تخليناا يااغافلين لكم الله.. وهذاا الشي ياا مبدعه يعجبني فيتس وبقووه.. انتس تجين وتقوولين ان الخطووه مو جااهزه وانهاا تعسرت معتس وانتس تواجهين فيهاا صعووبه.. صح اني ازعل لاني مااراح اشووف حبااايب قلبي بالوقت اللي متفقين عليه. بس بعد هذاا يعجبني جدااا جداا فيتس ياا الغاليه .. لانه يبين فعلاا قووة ابدااعتس وانه موو داائماا يجي على هوااتس وانتي تعترفين بهالشي.. بس دااائما اكوون واااثقه بعد الاعتذاار ان الخطووه اللي وااجهتي فيهاا صعووبه بتكووووووووووون قمه من القمم.. وهذي الخطوووه بالذااااااااات اعتبرهاا من القمم.. وفعلاا ظني مااخاب ليتني.. وانا قلت بالمنتدى الثااني ان هالخطوه اتوقع تفووق كل الخطووات... وفعلا هذي الخطووات من الخطواات القمه.. اللي كتبتيها... يكفي انا تطمناا على وضع عفراا مع حاامد.. اذا كاان فيه احد يستحق لقب مبدع وهم قليل تاكدي انتس رااح تكوونين من الاربعه اللي على قمة الادب بالنت..


والحين عااد نجي للخطوووووه الراائعه اللي ابدعتيهاا بانمااالكِ الالمااااسيه..
خطوات مااقبل العااصفه.. العنواان يخوووووووف بس هالعااصفه من تخص؟؟ هل هي عاصفه بحيااة حور و غيثااني.. والا غيث وهالعلل اللي يحاربوونه.. والا العوااااااصف بتهب على الجميع.. على حوور وغيث وهزاع واحمد ..وخوله وميعاد والجد.. وكل الربع اللي هناا..الله يستر ياارب..


رووضه : اليووم انتي ياارووضووه البطله.. ليييييييييش؟؟ لانتس فكيتيناا من هم كاان بيكوون معناا طووول الخطواات.. وسوويتي اللقاااء اللي كلناا منتظرينه..>> ان كانكم ملااقيف مثلي.. هخهخه
لقااء حاامد وعفراا والخطه اللي رسمتها رووضه اعتبرها قربت من عفراا وحاامد اكثر من 60 %
.. رووضووه والله انتس مب سهله . عسى ربي يووفقتس ياا شيخه مع المطووع.. الا صدق من زمااااااااان عن المطووووووع هوو وينه فيه؟؟؟

دانه ونووره :: وهـ بس .. شي رهييييييييييب.. اماا نووره تجنن وهي تقوول كيف حصلت على نسبتهاا.. بس لما قالت شفااطة كتب.. آآآآآآآآآآآآه مت مت من الضحك.. ههههههههههههههه.. رهييبه هالنووره.. وداانه عااد ماالهاا مثيل.. يجنونوون لما لعوزوا رووضه اول ماا اتصلت على عفراا وهم اللي استلمووهااا.. الله لاااااااااااا يحرمناا منهم ضحكة الخطووات والوااجهه المضيئه فيهاا..
وتعجبني جداا رجااحة العقل اللي يطلعوون فيهاا .. زي لما كلموا حوور عن المهاا ..

ميعاد وخووله : يااليت تنقلعين ياا خووله لمصر وتفكيناا شووي من بلاااويتس اللي خاايفين منهاا..

عووشه : ومااازاال التشتت عنواان حياااتس..الى مـــتــــى؟؟؟؟

هزااع واحمد : تدرين والله من قال حامد ماايحتاج احمد يقوول انهم بيرووحون جميع لانه شي مفرووغ منه انهم سواا.. حز بخااااطري مررررررررررررررررره زعلهم من بعض.. وهزااع وهو زعلان بووسط المجلس اللي كله عياال عمه.. وعمانه.ويحس انه وحيد.. والا عاد لما نزل السفره على عيوونه.ز عشاان ماايشووفون ويدروون عن الزعل اللي بينهم.. ليتني خلااااااااااص عااد .. خليهم يردوون لبعض.. والله العظيم الخطووه اليووم فيهاا امااكن فااضيه. صح هي قمه على قمه. بس بعد فيه قمم مفقووده...ومن هالقمم العلااقه الحلووه اللي بين ابووكوت هزااع والعاااشق الولهاان احمد.. واتوقع احمد يصرح برغبته بالزواج من المهاا. وهناا بعد بيكوون فيه عااصفه..
يووه ياا احمد اما لماا اتصل بك الاسطووره وهاواشك وعطااك هذووليك الكلمتين اللي كسر رااسك فيهن.وخلي ترجع وانت مااتشووف الدرب قلت.. والله انه كله رجوووووووووووله هالاسطووووووره ومااعليه اذا قال فعل.. يااحبي له.. واحمد والله تبي الصرااحه رحمتك.. وانت بس تهز رااسك والاسطووره يكلمك.. بس
من كلام غيث شكله عاارف باللي يسوونه احمدووه وابوو كووت هزااعووه..

عفراا وحاامد
: نجووووم الخطووه بلاااااا مناااااااااازع.. يوووه والله ان علااقتكم كاانت هم على قلبي.. بس رووعه الحل اللي وصلتووله.. اهم شي تقدروون تعاايشوون مع بعض.. وبدوون تجريح..
عفراا والله ان دمووعي تسبق دمووعها لماا قعدت ترجى حاامد عشاان يطلقهاا ولماا قالت له كل اللي تحس فيه وانها تحس بانه مرااح تكوون هذي المره الاخيره اللي بيقوول هالكلام فيهاا.. الله يعينتس يااعفراا على اللي انتي شاايلته بقلبتس.. بس تد ين بيجي يووم ويمكن يكوون اللي صاار لتس خيره لانه بيكون السبب اللي خلاا حاامد يااخذتس.. وبالاخير بيكوون شي كرهتيه وتعذبتي بسبته بس يمكن يجي منه خيير. وهو زوااجتس من حاامد..
موواقفتس كلهاا اليووم يااعفراا كنت كاني اشووفتس فيهاا من لماا دخلت نووره عليتس الغرفه وجلست على اورااقتس.. مروراا بمكاالمة روضه واللي كانت تسمعهاا لحاامد ورفضتس للرووحه للسووق ونزوولتس من السيااره لما شفتي حاامد.. وانتهااء بالمووقف اللي انهرتي فيه وطلبتي من حاامد الطلااق للقراار اللي تووصلتي له مع حاامد.. هذاا رااح يكوووووون فيه رااحه كبيره لتس ولحاامد..

حاامد : وش اقووول غيييييييير ياااااااااا حظ فرووووحه عدوتي الغاليه فيك.. عز الله عرفت فرووحه تصااادر طبعاا بمسااعدتي..هخهخه..
شووف حاامد اكثر شي اعجبني فيك اليووم شيين.. الاول كثرت تفكيرك بعفراا وبوضعهاا وكيف انها داائما تسيطر على افكاارك وانك على الرغم من احسااسك تجااها الا انك ترحمهاا.. عجبني كلامك لهاا وتوضيح اشيااء كثيره تريحك وتريحهاا.. واليووم بديت تفكر فيهاا بشكل ثاني بسبب مووقف رووضه.. والشي الثااني انك كنت صريح مع عفرااا.. لانك ماا وعدتها انك خلااص مااراح تقوول لهاا هالكلام اللي يضيق الخلق .. وقلت انك ممكن ترجع بس طلبت منها سعة البال لو حصل هالشي..
صح حاامد انت بترجع وانا وااثقه انك بترجع بس بيكون بوقت تكوون فيه معصب وزعلاان. بس بعدين بتقدر تسيطر على لساانك وتمنعه من الكلاام هذا..لانك بتعرف عفراا عدل.. وبيكوون اهاانه لك انت قبل ماايكون اهاانه لها انك تقوول هالكلام..

حوووور
: حزن في ضيقه وفي عصبيه.. وضع ابداا مااايلووق على شيخة البيض حووري..
تدرين على ان حوور فيها حزن وضيقه وعصبيه الا انها تحااول تحكم عقلهاا .. وخصووصاا في مسألة المهاا.. انا شخصياا اواافق حوور لو هي اقنعت المهاا براايها.. احس فعلاا ضغط على بنت ماا عندها الحواس الاسااسيه للتفااهم مع النااس. وتووها بدت تطلع لهالعالم وتختلط فيه.. انه يصير لهاا كل هالاشيااء. بس مها ذكيه ورااح تنجح في حيااتها الجديده.. بس انتي يااحوور تتوقعين تنجحين بحيااتس الجاايه مع غيثااااني..
كنت بقمة تفااعلي معتس لماا وجهتي لجدتس هالسؤاال

اقتباس :-  
أفكر في أبويه .. لو كان حي .. كان حددتوا العرس .. و الا خليتونيه معلّقة الين ما تحلون مشاكلكم

..

هل فهم الجد انتس عرفتي سبب الزوااج وتواابعه.. سؤاال سهل بس اجاابته جدااا صعبه على ابوو علي..


وحوور ماا اقدر ابداا ابداا الوووووومتس على الشعور اللي تحسينه بعد ماا خذتي الشيك.. تعرفين حوور.. شعوورتس هذاا يمكن يخليتس منكسره قداام غيث.. بس ابداا حوور لاا تنكسرين وداافعي عن كراامتس بالصووره اللي تشووفينها منااسبه.... عشاان غيثااني يطلقتس وتفضى السااحه لي برووحي. هع هع هع..
حوور صرااحه انتي وابوو سيف ماا قدرت اخذ صف واحد منكم على الثاني عشاان كذا بصير اشجعكم كلكم.. هخهخه

جينااااااااااااااااا للاسطوووووووووووووووووره الالماااااااااااااااااااااااااااااسيه..

ابووو ســـــــــــيـــــــــــــــف غـــــــــــيـــــــــــــــــــثااااااااااااااااااااااااااا ني.. وهـ بس.. ياا حلـــــوك وياا حلووو اسمك..

غــــيـــــث : لييييييييييييييش هالحزن وهالضيقه ياا قلبي.؟؟. على ان مواقفك مووكثيره اليووم بس كلهاا حااده وعصبيه .. والا لماا كنت تفكر وش بتسووي بحووووووووور. يااا ويلهاا منك ويلااااااااه.. الله يعينهاا.. بس انت ماارااح تصمل فيهاا ياا غيثاااني الا حووور ابدااا لااا تضاايقها.. مع ان مضاايقتك مااهي مضاايقه بقد مااهي سعة صدر بس. عااد انا خاابره هالعلل اللي بيقعد يقوولن غيث فيه وغيث فيه.هههه. بس ولاا يهمك ياا غوااثي مااعليك من الحريم وخراابيطهن اللي تبيه سووه وماا عليك الا من ربك.. بس عااد ترفق بحوور ترااها يتيمه..
تدري غيث اناا الحين عاارفه انك بتدري ان حوور ماا عندها ساالفه لما قالت تخاريفها هذيك.. والشيك هو اللي بيكشف هالشي ليه؟؟ لانك بتلقى انها مااصرفته.. وهي كانت متلهفه عليه. يعني وحده متزووجه علشاان الفلووس بتخليهاا كذاا وماراح تصرفها وهي متزوجه عشاانها.. الفلووس هي سبب مشكلة غيث وحوور.. واتوقع بعد ان هذي الفلوووس بالذاات هي الحل لمشكلتهم.
غيث ياا خووفي عليك من الحماار فهد.. فهد هذاا للحين نااااااايم مدري متى بيصحى. يااعسااه يناام نوومه اهل الكهف ولاا نشووف خشته وهو يحااول ينتقم منك.. بسبب الشركه.. بس ودي اعرف الحين هل عياال الاعمام عاارفين انه خلااص الشركه رااحت لغيث رسمياا.. والا بس هالخبر بين اعياال الجد برووحهم و اعياالهم ماايعرفون..؟؟؟ لاني اتووقع فهد هناا بيثوور الثووره الكبيره عسااه الثوور اللي ينطحه ويفكنا منه.. والله هالفهد كاارهته وانا مااشفته بس من مجرد انه يكره الاسطووره كرهته.. وع منه.. وبـــــــــــســــــــم الله على غيثااااااني منه.. الله يحفظه ياارب.

شوفي غيثااني بالذاات احس اني ماابردت قلبي بكلاامي عنه ولاا قدرت اووصل اللي ابي فيه.. عشاان كذا انا الحين بناام واذا الله احياانا وقمت.. يمكن ارجع واقوول شي ما انتبهت له من قبل..؟؟

ليتني ياا مبدعه تعجز الكلماات وتعجز الحرووف انها تووصل احسااسي بالمتعه اللي القااها لماا اقرأ هالخطواات.. داائما كووني بهذي القووه وخليتس حبّيبه خلااص..خ خ خ..

أيـــــــــــــــه صح ادري بتقوولين هاللي ماتستحي وش تقوول؟؟ بس لاازم اسأل فيه خطووه الجمعه الجاايه باذن الله والا لأ؟؟؟
وبعد فيه حاجه كنت بقوولهاا بس نسيييييييييت.. وشي وشي ياااربي ؟؟ والله نسيتها بس باذن الله اذا ذكرتها رديت وكتبتها.. وادي المكان مكااني . والمحل محلي.. هع هع هع..

وزي ماا اقوول داائماا نستنى الخطووه الجاااايه بكل شووووووق ياا كل الابدااع والذووق..



 
 

 


التعديل الأخير تم بواسطة زارا ; 14-07-08 الساعة 06:24 AM
عرض البوم صور زارا  
قديم 14-07-08, 07:06 AM   المشاركة رقم: 375
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 69873
المشاركات: 111
الجنس أنثى
معدل التقييم: خذاه الموت مني عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
خذاه الموت مني غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زارا المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

[ SIZE="5"]ياربي عليك ياحمد انت وعفاااااااااااااري .....وه فديتكم بس والله
والله اني كنت حاسه انك طيب وحبووووووووووووووب

غيث وحوووووووور اليوووووووووووووم مالهم تصاااااادم ابد انشاء الله البارت الجاي يكون من نصيبهم غيث بعد ماصارت الشركة من نصيبه..... ماعاد لهاطعم من بعد حووور
احمد صدمته بهزاع وردة فعله على موضوع مها لازم ياهزاع توقف مع احمد ترى مالكم غنا عن بعض فلاتزودونها وتخسرووون بعض

شيخه اليووووووووم مختفية الله يهديها يارب

مها الله يوفقك وانشاء الله راح يكون لها مسقبلها ومواهبها الخاصة



زارا ياقلبيو يسلموا عالنقل الرائع ويعطيك العافية



ليتني ماقصرتي يالغلا على التزامك بالوووقت وانزال الباتات انت كاتبه نادرة والله في عالم النت كله وسلمت يمينك...........

[/SIZE]

 
 

 

عرض البوم صور خذاه الموت مني  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ليتني غريبة, ليتني غريبة ابداع مستمر, ليتني غريبة وحشتيني يا بنت ربي يفرج عنك ياحلوة (بندقة), من ارووع القصص وارقاها.., من ارقى وأجمل القصص الخليجية, الأدب الراقي المستقى من البيئة الاماراتية بواقعيه, القسم العام للروايات, الكاتبة ليتني غريبة, ابداع الكاتبة الكبيرة ليتني غريبة, احب حور وغيث, اشتقت لحوووووووووووووووور ولغيث اووووووه يارب صبرنا, اسطورة دوما يا ليتني, اعوذ عليكِ بكلمات الله التامه من شر ماخلق..مبدعه ورب الكعبه, اقسام الروايات, حفظك الله من عيون البشر, خطوات تغفو على عتبات, خطوات تغفو على عتبات الرحيل, خطوات تغفو على عتبات الرحيل لكاتبة ليتني غريبة, خطواتٍ تغفو على عتبات الرحيل للكاتبة ليتني غريبة, روآية غير شكل آحآسيس خجوله^^, روايات مميزة, روايات خليجية, روايات كاملة, رواية خطوات تغفو على خطوات الرحيل, رواية خطوات تغفو على عتبات الرحيل كاملة, سيدة الضاد ليتني غريبة, غيثاني وربي انك مخبل فييني .الله يوفقك يااعسل.توقيذر فور ايفر.( زارتك)هخهخه, وهـ بس .. فارس فرسان الفرسان الشيخ طويل العمر غيث بن علي. المعروف بغيث زارا.., قلبي قلبي قلبي .. فديــــــــت ابوو العسل غـــــــ غيث زارا ـــيــ غيثي اناــث, قصة اماراتية تحكي الحب والبؤس والحرمان, قصة خليجية اماراتية ابداع ×ابداع
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 09:30 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية