لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-05-08, 03:09 PM   المشاركة رقم: 161
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ملكة الالماسية


البيانات
التسجيل: Jul 2006
العضوية: 8455
المشاركات: 10,839
الجنس أنثى
معدل التقييم: زارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالق
نقاط التقييم: 2892

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زارا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زارا المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

► الخطـــــــــــــــوة العشــــــــــــــــــــرون ◄


خطوات .. تتخبط ..!


خطت بسرعة تحمل حقيبة ظهرها .. و تتوجه على عجل إلى أقرب الحمامات إليها ..
ازدحام الطالبات أمام المدخل أعاقها قليلا .. قبل أن تبلغ مقصدها لتدلف المكان ..
أجالت بصرها في فسحة الحمامات حيث توقفن عدة شابات يعدلن من هنادمهن أمام المرايا ..
إختارت أقرب بابٍ خالٍ لدخله بسرعة و توصده خلفها ..
و بيدين متعجّلتين راحت تخلع حقيبتها .. بضيق .. و تفتحها ..
جرّت القماش الأسود منها بسرعة .. و علّقته على مقبض الباب حين راحت تنتزع العباءة التي ترتدي ..
كشفت عن بنطالٍ واسع .. ترتديه تحت العباءة التي لبستها خشية التقاء غيث مرة أخرة ..
قبل ان تلتقط العباءة الأخرى لتدسها فوق رأسها .. و هي تتأمل الفتحات العريضة .. و تمرر يدها بشيء من الرضى على القماش الخشن ..
و بنفس السرعة دست عباءتها تلك في حقيبتها .. قبل أن تضع غطاء شعرها بإهمال على كتفيها و تلقي ثقل الحقيبة على ظهرها .. و تخرج ..
خطواتها المندفعة الواثقة ..
راحت تقطع المسافات بحركة واسعة .. و مشيّة متنمّرة .. فيما ترتدي نظارة سوداء تعكس ضوء الشمس ..
تعرف أين تجدها .. عاشرتها لأشهر .. و تحفظ كل عاداتها ..!
لذلك تأكدت بانها ستجدها الآن في المقهى القريب .. ذاك الذي يلوح بابه أمامها الآن ..
شدت قبضتها على حزام الحقيبة .. و هي تقترب من المكان ..
ما ان بلغت الباب و دفعته .. حتى داهمتها موجة من الدفء .. ناقضت برودة الجو في الخارج ..
من خلف سواء نظارتها التي لم تنتزعها انتصبت عينها فورا على طاولتها المعاتادة ..
كانت تلك تجلس هنا بأريحية كعادتها .. ترفع ساقا على الطاولة .. و هي تعلّق سماعة الهاتف المتدلية من أذنها .. و تتكلم بصوتٍ مرتفع .. و ضحكاتٍ مستهترة غليظة ..
دون أن تكترث بمن حولها ..
هناك عدّة من تابعاتها يجلس علة نفس الطاولة ..
لكن شيخة لم تبالي بهن ..
قطعت المسافة في خطواتٍ حازمة .. حتى توقّفت عند رأسها تماما ..
قبل أن تنتزع حقيبتها من على ظهرها .. و تضعها بشيء من العنف على الطاولة ..
لتستدير أعين كل من يجلس عليها و على الطاولات المجاورة ..
بدت الصدمة الجلية على وجه - حمدان - رغم محاولتها لاخفائها ..
و شيخة تدس جسدها في الكرسي المجاور لها .. دون أن تتكلم ..
سيطر الذهول و الصمت عليهم للحظاتٍ طويلة ..
قبل أن ترفع شيخة عينين باردتين نحو حمدة و هي تسألها ..
- شوه ما بتشربني شي ..؟
حملقت حمدة في وجه شيخة لثوانٍ معدودة .. قبل أن تهتف بصوتٍ اجش للفتاة التي تجلس بجوارها دون أن تستدير لها ..
- غاندي .. ذلفي هاتي موكا للحب ..

* * * * *

زحفت دمعة ستخنة من زاوية جفنها المطبق ،،
و هي تسحب نفسا مختنقا ،،
لم يعد لديها مجال للتراجع ،، كان عليها أن تعلم أنه جادا من اللحظة التي عرض فيها الموضوع ،،
تذكّرت تلك المكالمة التي وصلتها قبل أن تطلبها جدّتها و أمها و أختها الكبرى لتعرض أمر تلك الخطبة عليها بعد أن أبلغوا الأخيرة بموعد زفافها ،،
جدتها التي كانت فرحة ..
فرحة للغاية ..
و مزهوة بارتباط آخر يعيد أواصر الود المقطوعة منذ سنين ..
استعادت حزمه و هو يعرض الموضوع عليها ببساطة ،،
خطته التي بدا واثقا بأنها ستنجح ..!
.
.
.
.
-لاااااااااا ،،
انفلت الرفض مذعورا من بين شفتيها ..
راحت تهز رأسها بجنون .. و دموعها تتساقط مطرا يزامن الغيث الذي راح يبلل زجاج نافذتها في الخارج ..
أخفضت صوتها برجاء منتحب و أناملها المرتجفة تعتصر الهاتف .. و هي تعيد ..
- لااا .. دخيلك لااا .. عرس .. ماريد أعرس .. خلاااص .. و الله مابا العرس عقب لي صار ..
لكن صوته الحازم لم يترك لها أي مفر من القرار الذي اتخذه ..
- انا هب ياي آخذ رايج .. خلاص الموضوع تقرر .. حامد يعرف شوه لي استوابج .. و مستعد انه ياخذج و يستر على السالفة .. هذا هو الحل الوحيد ..
بكت بصوتٍ عالٍ لم تستطع كتمه .. راحت موجات الهاتف تنقل وجعها و صوتها الممزق يلومه ..
- انته قلت بتتستر على الموضوع و محد بيدري .. قلتلي لا تخبرين حد ,, ليييييييييش خبرته ..؟؟ ليييييييييش ..؟؟ حرام عليك ..!! ليش فضحتنيه عند أخوك ..؟؟
بدا أن بكائها قد أثر فيه اذ بدا صوته أكثر هدوءا و هو يقول شارحا ..
- يا بنت الحلال لازم أخبره .. و الا كيف تبينه ياخذج .. و بعدين حامد متفهم و شرحت له كل شي .. و انتي ما يخصّج .. كل لي استوى غصبن عنج .. خوية ما يبا منج شي .. بياخذج .. و بيّلسج فبيت أبويه معززة و مكرمة .. لا بيي صوبج .. و لا له خص فيج .. لو انتي خايفة من الرياييل و الا مستهمة من حامد .. لا تخافين .. أنا متفاهم وياه .. ما بيقربج الريّال .. بس لازم العرس يصير ..
ثم عاد يستطرد و بكاءها لا يتوقف ..
- و انتي لازم تعرفين هالشي .. و ليش حامد بياخذج بالضبط ،، هاي حدود امبينكم .. هو يعرف لي استوى و مستعد انه ياخذج و يستر عليج .. ما يبى منج شي و لا يتوقع انج تطالبينه بشي .. الزواج بيكون غطا و ستر .. .. و لي استوى محد بيعرف به أبدا ..
كانت كالطفلة الآن .. شعرت بأنها كلما أفلتت من قبضة مصيبة .. استدرجتها أخرى لتوقعها ..!
- بس أنااا مارييييد آخذ خوك .. و هو كيف بيصبر عليّه ... حرااام .. و الله .. ليش خبرته ليييش .. ؟؟؟ يمكن يخبّر حد .. ياااااا الله ..
أتاها صوته موبّخا بقوة ..
- شوه يخبر حد .. يهال نلعب .. الموضوع محد بيدري به .. و انتي افهمي وضعج ويا حامد من الحين .. انتي ما تبينه .. و هو ما عنده خلاف .. هب محتاينج .. و له الحق عقب لو يبا يعرس عليج ..
كان الأمر أشبه بخنجر يوغل في دسّها بين أضلعها .. ليمزّق روحها ..
سيتزوّجها الرجل ليستر على فضيحة قد تلتصق باسم عائلته ..
رجل لا يريدها .. انما قد يكون كارها و مجبرا على فعل هذا ..
رجل سيأتي اليوم الذي سيرميها فيه جانبا .. ليحصل على حقّه الحقيقي في الزواج من إمرأة أخرى ..
أي ذلٍّ قد يفوق هذا يا ترى ..!
انهارت كلماتها بأنين متقطع ..
- بيتم يذلني .. بيذكرني بالسالفة .. كيف أعرس و أنا أعرف انه يدري باللي صار .. كل ما شافني بيذكر السالفة .. و لو استوى شي .. بيردها على هالموضوع ..
.
.
.
.
لكن أي اعتراضٍ تفوّهت به لم يلقى صدى لدى غيث ..
كان اليأس قد أطبق عليها .. و هي تتحرك نحو غرفة حور ..
تجر خطواتها جرّا ..
و قد أتقنت ارتداء قناع هدوئها الموجع ذاك ..
فيما استحال كل ما في داخلها لفوضى ..
رفعت كفّا مرتعشة أمام بابٍ سد في وجهها ..
لتقرعه ..
آن لها أن تبلغ حور موافقتها
و أن تنقش أقدارها ألما ..
بالدم ..!

* * * * *

- موافقة ..؟!
بدا التعبير الذي على وجهه غير مفهومٍ أبدا .. حين نظر لأبيه الذي ابتسم بسماحو .. و أمه القابعة على الأريكة المجاورة تلتزم الصمت ..
و جانب وجه غيث الحديدي الذي راح يحدّق في الفناجان الذي يمسك به بين يديه ..
تعلّقت أنظار أخواته الإثنتين و أحمد بوجه أبيهم و هو يكرر ..
- هيه موافقة .. و يدّك حدد الملكة عقب اسبوعين من ملكة رويض ..
ابتسامة عريضة تربعت على شفتي روضة و هي تقف بسرعة لتقترب من حامد الجالس بجانب أحمد و تقبّل خدّه بحماس ..
- مبروك يا المعرس ..!
بدا حامد شبه مذهول .. و قد بهت لونه .. حتى و أحمد يصفق ظهره بشيء من العنف ممازحا ..
- مبروووك يا خووويه ..
و انصبّت نظرة غيث على وجهه المشدوه ،، و هو يقول بصوته الرجولي الغليظ ..
- مبروك يا بو علي ..
رفع عندها حامد نظره ليتعلّق بملامح غيث الساكنة ..
أصبح الأمر حقيقيا إذا ..!! انه سيتزوج الفتاة التي سبقه عليها غيره ..
ليضعها تحت سقفه ..
و يحميها باسمه دون أن يمسّها ..
عليه أن يبتلع قهره و ذلّه كله لمجرد أن لا يؤذي ابنة عمه و لا سمعة العائلة ..!
لم يعرف كيف راح يدفع الأحرف الشائكة المحتشدة للخروج .. شعر بها تجرّح حنجرته ..
و هو يرد على تهانيهم بوجه من لم يستوعب ما أوقع نفسه فيه ..
تهنئة أخرى يستقبلها من وجه شيخة الذي اكتسى دهشة باردة .. و قد بدا جليا أن الأمر فاجئها ..
سمع أحمد يقول شيئا ما لم يتبينه .. فيما يرد والده بحبور ..
- ليش ؟؟ الصالة الغربية بنصكرها على حجرة حامد و غيث .. و بيغدي قسم خاص لهم ..
التفت أحمد بحماس نحو غيث ..
- ع طاري القسم .. أنا أقول يا بو سيف أثاث بيتك و التعديل و كل الخرابيط هاييك ازهلها و خلها عليّه ..
ثم ضرب صدره بخفّة ..
- أنا بعايل باقي البيت من يخلص البنا و الديكور .. شوه رايك ..؟؟
ابتسامة صغيرة نمت على شفتي غيث ..
- بتلهيك عن دراستك يا بو شهاب ..
ابتسم أحمد و قد بدا جادا في عرضه ..
- شوه بتلهيني يا خويه .. أنا الكورس الياي خريّج .. اعتبرها تدريب ميداني مع انه ما يخصّه في الهندسة .. بس ما عليك بنتعب لك فعرسك ..
- أنا مخبّر قسم التصميم عدنا و عاطنهم تصميم البيت و هم بيرتبونه .. بس ما عليه .. بولّيك اياه و انته اشرف عليهم ..
نفخ أحمد صدره ..
- بس لو شفت شي ما عيبنيه أخبرك من الحين .. بكنسله ..
أومأ غيث برأسه و عيناه لا تفارقان وجه حامد الذيحُمِّل همّا مذهولا ..
- خير ان شا الله .. بس لا تعفس ليه البيت و تخرب شغلهم ..
قالها قبل أن يستدير لشيخة بنظرة باردة .. تنتصب عيناه القاسيتين عليها و هو يقول بصوتٍ صارم ..
- بنات نشن .. برمسكن ..

* * * * *

غمزت له بحب و هي تسأله بمكر ..
- يعني ما شي مشاريع زواج منيه .. مناك ..؟؟
رفع حاجبه قبل أن يلتقط فنجان القهوة من يدها ..
- لا ما شي مشاريع حاليا .. و لا مستقبلا .. أفكر أتم عزابي عسب ما أحطم قلوب المعجبات ..
ضحكت حور ..
- دخيييييييييييييييييلك عاااد ..!! هب حلوة ختك لي أصغر عنك عرست و انته بعدك عزابي ..
ارتشف من فنجانه قبل أن يقول بهدوء ..
- ختيه لي أصغر عنيه ريلها شيبه .. صاك الثلاثين ..!!
شهقت حور مستنكرة ..
- غيث شيبه ..!!!!
ابتسم عبيد يرد بدلا عن مايد ..
- بنسبة لنا شيبه .. انتي شوه تشوفين ..
قالت حور مندفعة ..
- أنا أشوفه رجل ناضج ..
كرر مايد الكلمة ببطء ..
- رجل ناضج ..؟!!!
ليحمرّ وجه حور بقوة .. و هي تلعن نفسها على كلماتها المندفعة تلك .. قبل أن تدفع حافظة الطعام نحو عبيد بصوتٍ محرج ..
- آحم .. عبيد .. ما ذقت الهريس ..
كتم عبيد ضحكته ..
- أخااف انه هب ناضج..
رفعت حور عينيها له بغل و وجهها المحتقن بالدماء غدى قرمزيا ..
- سبال ..
قهقه عبيد و مايد معا .. و حور تجيل بصرها في المجلس الكبير .. تنظر في كل إتجاه إلا وجهيهما ..
لا تنكر بهجتها الخالصة بحضورها .. مر وقت طويل لم تجلس معهما هكذا ..
كانت زيارتهما لها تعني الكثير ..
و في اللحظة التي دخلت فيها مجلس بيت جدّها لتلقاهم .. شعرت بأنها لم ترهما لسنوات ..
- أنا ابا أعرس .. عندج لي عروس ..؟؟
قالها عبيد بمرح لينهي حرجها .. لكنها التفتت إليه لتقول بمكر ..
- هيه عدنا أمينة بشكارة يدوه ..
- ياا سلاااام .. و كيف شكلها ..؟؟
تأوهت حور مصطنعة ..
- ويل حاليه من غواها .. الموت .. طول ،، و عرضة .. و خشم و عيون ..
نظر لها عبيد بخبث .. متسائلا ..
- انزين ناضجة ..؟
لتصيح حور بقهر ..
- عبييييييييييييييييييييد ..
.
.
.
.
تعالت نقرات كعبها الحاد و هي تتمايل و كأنما تنذر ساكنين هذه الجدران المرتفعة بقدومها ،، و هي تجتاز المسافة الفاصلة بين السيارة التي تركتها للتو .. و باب المدخل الأمامي لبيت جدها ..
نظراتها تنصب على اللون الداكن للباب متجاهله ذاك المبنى الرابض قرب البيت الكبير ،، و الذي تدب فيه حركة العمال و هو على وشك أن ينتهي ..
لا تريد أن يوجعها مرأى عش الزوجيّة الجديد للرجل الذي ترغب به ..!!
باظافرا الناعمة المطليّة اعتصرت حقيبتها الصغيرة ..
و هي تجر خيطا من الهواء لرئتها ... تحبك به شيئا من هدوءٍ تحتاجه ..
هي تعرف جيّدا ما تريد ..
غيث هو حق لها و ستستعيده ..
ربما انشغلت مؤخرا بترهات قلم حر عن ذلك .. لكن لا يعني هذا مطلقا بأنها تخلّت عنه ..
لا زالت تريده .. و ستحصل حتما عليه ..
خطواتها المتخمة بالغنج .. راحت تتراقص على المسافة القصيرة ..
قبل أن تدير مقبض الباب الخشبي الفخم و تدفع ثقله بشيء من الجهد للداخل ،،
تدفقت شمس العصر من خلفها .. راسمةً ظلا داكنا ذكّرها بروحٍ معتمة تسكن جوفها ..
و تؤذيها ..!
نظراتها المتأهبة لإحراق ما تقع عليه تجول في وسع الردهة المهجورة التي ناقض الضجيج القادم من مكانٍ ما خلوّها .. !
عقدت حاجبيها الرفيعين .. و هي تصغي للأصوات التي خمّنت فورا بأنها تأتي من الشرفة الخلفية الواقعة خلف البيت ..حيث اعتادت جدتها الجلوس هناك أغلب أوقات العصر ..
و بسرعة اندفعت للتقدم نحو المكان المقصود .. شعور بالألفة اجتحها و هي تجتاز الردهة ..
هذا البيت كان ملجأ ثانيا لها دوما ..!
لكنّه ابتعدت عنه لسبب أول لآخر ..
انتصبت قامتها بشيء من الغرور ..
هي أحق نمهم بالعيش هنا .. و قضت سنواتٍ ،، و الكثير من أوقات في أحضان هذه الجدران المترفة ..
و لن ينتزعوا ذلك منها ..
إن كانت قد ابتعدت منذ قدومهم .. فذلك بلا شك قد ولّى .. كانت قد أهملت القدوم إلى هنا بعد انتقال غيث لبيت أبيه ..لكنه سيعود و عليها أن تثبت مكانها هنا .. ليجدها في انتظاره ..
أصبحت تقف على باب الشرفة الآن .. تقف دون أن يلاحظ وجودها أحد..
أمامها على - الدّكة - تنفرد السجادة العجمية تغطيها بضع وسائدٍ للإتكاء .. استند جسد جدتها النحيل على إحداها .. تجلس جوارها إمرأة تحتضن طفلا صغيرا تناغيه ،، فيما تقابلن أربع فتيات في جلسة رباعية يتشاغلن بشيءٍ لم تستطع تبيّنه ..
و قرب المرأة تجلس تلك الفتاة الحالمة التي أذهلتها يوما .. لا زالت هالة الشفافية و النقاء تلفّها و هي تطالع كتابا كيبرا بين يديها ..
و إلى جوارها تجلس صغراهن .. تسند وجهها بين يديها و هي تتأمل الكتاب الكبير بشيءٍ من الفضول لم تفهمه ..
عرفت مصدر الصخب .. من الأربع الفتيات اللواتي رحن يلعب بأوراق اللعبة لعبة حماسية ما ..
اختلط ضجيجهن بصراخ جدّتها التي كانت تحاول قول شيء ما لأم نايف الصمّاء ..!
قطع الضجيج صراخ إحدى الفتيات اللتي رفعت عيناها لتقع عليها و هي تقف .. فتطلق صرخة حماسية ..
- مرحباااااااااااااا .. مرحباااااااااااااااااااا الساااااااااااااااااااااااع ..
التفت الجميع حولها .. و قد جذبت التفاتاتهن رأس أم نايف أيضا .. لم يعد أحد جالس الآن سوى المها التي لم يصلها شيء من هذا ..
و بدت غارقة حتى أذنيها في كتابها ..
أربكها وقوفهن و عبارات الترحيب المنفعلة ..
الإبتسامات التي التقتها لم تكن تتوقعها .. لا تدري لما ..؟!
لأنها لم تجهز أحدى مثلا لتبادلهم إياها ..؟!
عيناها راحتا دور في الوجوه المتقدم تبحث عن طيف غريمتها ..
وجه وراء الآخر راح يبادلها السلام .. و هي تجاهد للبحث عنها ..
لا يمكن أن تكون قد نسيت وجها و لم تتعرف عليها الآن ..!!
لا .. هي تذكرها .. و ليس من هذه الوجوه بتاتا ..
هبّت الصماء بعد تنبيه من إحدى أخواتها بابتسامة حلوة .. أظهر غمّازة على أحد خديها تسلّم بحرارة غريبة ..
و شعرت عوشة بشيء من التشتت .. لم تتوقع استقبالا كهذا ..
لا يعرفنها ..؟! لما عليهن أن يتقمصن المجاملة بهذا الإفتعال الذي لا يريحها ..؟!
الفتاة التي كانت أول من رآها .. أشارت لها بالجلوس و هي تقول باسمة ..
- أخيييييييييييرا ..!! أنا قلت ما عدنا بنت عم اسمها عوشة .. و انج من نسج الخيال ..
ماذا كان اسم هذه الفتاة يا ترى ..؟؟!
ما هو ..؟!!
تبا ..!
لا تذكر إلا اسم زوجته .. أما الأخريات فـ..
مهلا .. الفتاة الهادئة تلك كان اسمها شيئا من .. ماذا ..؟!
هيا ..؟ هنادي ..؟!
تقدّمت عوشة لتجلس بجوار جدّتها الباسمة .. تلتصق بها و كأنها تعلنها ملكيّة خاصة ..
ابتسامة صغيرة تلك التي ناوشت شفتيها اثر تعليق الفتاة .. بماذا عليها أن ترد ..
أتاها الهجوم من مكانٍ آخر .. يد العجوز النحيلة تلتقط كفّها بحبٍ جارف ..
تلتقي زوايا عينها المجعدتين بابتسامة حقيقية جافة ..
- حيا الله عويش .. حيا الله القاطعة لي ما صدقت حد ملى عليه البيت .. و نستنيه .. ما تدري انه محد يملا مكانها في فواديه ..
موجة من الذنب اجتاحتها بقوة و هي تقبّل رأس العجوز مرّة أخرى .. و تقول معتذرة و قد نسيت من حولها أمام حبّها لهذه العجوز ..
- فديتج و الله .. أتغلى ترانيه .. أبا أشوف حد خذ مكانيه ..
مسحت الجدة على يدها بخفّة ..
- ما يحتاي يا بنت مطر .. غلاج متربع في وسط فوسط فواديه ..
قالت إحداهن ممازحة ..
- يدوه .. شوه هالخيانة ..! البنت مالها خمس دقايق .. رغتينا و ربّعتيها في وسط فوادج ..
نظرت لها عوشة بثقة ..
هل تعتقد بأنها ستحل مكانها لمجرد بلوغها هذا البيت ..؟!
أين أختهن ..؟!
لا تدري لما شعرت بالحيرة .. الكراهية التي شحنت نفسها بها .. و هيّأت حقدها لأجلها ..
كانت للكبرى فقط ..
أما البقية فلا تكترث لأمرهم ..
لم تفكر قط بما قد تشعر به نحوهم .. أو كيف ستتصرف اتجاههم ..
لسن عدوانيات كشيخة .. كي تبحث عن ثغرات مهاجمة في كل كلمة ..
بدون ودوداتٍ للغاية .. و سعيداتٍ برؤيتها ..
و تسائلت في داخلها عن السبب ..!
ما الذي قد يهمهن في مجيئها ..
بصوتٍ فاتر ..خالٍ من أي إحساس .. راحت تتبادل الأخبار معهن ..
أرادت أن تعرف أسمائهن كي تزيل بعض هذه الحيرة التي تشعر بها ..
و كأنما قرأت ذات الوجه الهادئ أفكارها .. لتقول بابتسامة بسيطة ..
- شكلج نسيتينا .. بس نحن ما نسيناج ..
أومأت أختها بجانبها ..
- من كثرهن الغراشيب عسب ننساهن .. !
جاء الإطراء مباغتا .. أخفت ارتباكها و هي تهز كتفيها ..
- وايدات انتن .. و ما حيد أساميكن ..!
الفتاة التي تصب القهوة لها أجابت بسرعة ..
- و لا يهمج يا بنت العم .. نتعرف من يديد .. أنا نورة ..
و أشرات لأختها ذات الوجه الهادئ ..
- هاي عفاري ..
و ذات الوجه الضاحك كانت ..
- دانة .. و ..........
أشارت للصماء .. تعرفها ..
قاطعت نورة ببساطة ..
- المها ..؟!
ابتسمت نورة بخفة ..
- صح .. و هاي هند ختيه .. و هاييك مزنووه الصيّاحة ..
عقدت الطفلة جبينها و هي تبعد عينيها عن كتاب المها الملقي إلى جوارها ..
- محد صياحة غيرج ..
- بنش و بشوتج .. محد حور تستقوين بها ..
اتسعت عينا عوشة و الطفلة تلتفت مستنجدة لعفرا ..
- بخبر عفرا ..
أطلقت عفرا نظرة باردة نحو نورة التي قرّبت وعاء - الخمير - من عوشة و هي تقول بمكر ..
- بنش لها أنا و دانة و بنصفعها .. ما تروم تسوي شي ..
لكن دانة رفعت يدها تستسلم بخفة..
- سوري نوري ..أنا مسالمة الحين .. أخاف يطير بوكس .. و الا طراق بالغلط و يصك عوشة .. و تقطعنا من هالشوف ..
و ابتسمت لعوشة بحلاوة ..
حسنا .. إلى متى سيستمر هذا الحديث ..؟
أين هي حور إذا ..
كانت جدتها تسألها عن أبيها .. لتجيبها هي بآلية ..
ثم عادت للحديث عن خالتها ..
قطبت عوشة و هي تومئ برأسها .. مر وقت طويل لم تزر فيه خالتها ..!
عليها أن تجد الوقت لتفعل ذلك .. قبل أن تنخرط أكثر في عملها..
رفعت الفنجان ترتشف منه القليل .. لتقع عينيها على الكتاب الذي تشاغلت به المها .. و أختها الصغرى ..
لترى بوضوح صورة مصفوفة لأيدي تقوم بحركاتٍ معيّنة ..
هذا اذا ما كان يجذب اهتمام الطفلة اذا ..
تأملت وجه المها الغارق بين دفتي الكتاب باهتمام كبير ..
هل تفهم شيئا يا ترى ..؟ تقرأ ..؟!
كيف تعيش أيامها الصامتة بهذا الصبر ..؟!
استدارت أنظارها لدانة و هي ترتب أوراق اللعب مرة أخرى..
- يا الله عفاري.. خمس ظربات ما قد مسحتيها .. لا تقولين عوشة يت .. و بننسى ..
لكن نورة قالت بسرعة ..
- خلاص .. خلاف بنلعب .. الحين البنية يايتنكم و انتن تبن تلعبن ..
رفعت دانة رأسها و هي تقول بسرعة ..
- عوشة بتلعب ويانا ..؟ يقولج الواحد ما يعرف حقيقة الانسان الا في المواقف الصعبة .. بنختبرها ..
و غمزت بمكر ..
- يا الله عوشة .. بتلعبين ..؟
رفعت عوشة حاجبها ..
لقد وصلت للتو .. و يريدونها أن تلعب ..
لم تأتِ لذلك و لا تكترث له ..
- لا ..
- آهااا .. خايفة من الظربة ..؟
التوت ملامح عوشة بلا اهتمام و هي تعيد خصلاتٍ انزلقت من غرتهاعلى جبينها ..
- ظربة شوه ..
كل عشرين تخسرنها تنظربين عليها خمس .. كذيه ....
و أمسكت بيد عوشة مبتسمة ثم ضمت الخنصر بالإبهام مبرزة الثلاث الأصابع الوسطى لتهوي باه على ظاهر رسغ عوشة بقوة ..
شعور حارق سرى على جلدها .. فأطلقت صرخة قصيرة .. ضحكت لها دانة و نورة .. و ابتسمت المها لعوشة مشجّعة .. فيما تكلّمت هند للمرة الأولى و هي ترى الغضب الذي وجّهته عفرا نحو الإثنتين ..
- عادي .. أول مرة تعور .. خلاف تخف الضربة ..
اتسعت عينا عوشة و هي تنظر لظاهر رسغها قبل أن تنظر لنورة التي رفعت حاجبها بتحدي ..
- ترى حتى مزنوه نظربها كذيه و ما صارخت شراتج ..
قطبت عوشة بضيق و هي تقول بنبرة متكبرة ..
- ترى تعوّر ،، ما يتج الظربة عسب ترمسين ..
- تعالي ردّيها ..
ارتفعت شفة عوشة و هي تنظر لدانة ..
- هاتي ايدج ..
لكن دانة هزّت رأسها رافضة ..
- لااااا فديتج .. تلعبين دور .. و تردينها خمس .. يا الله تلعبين ..؟؟
و راحت تحرك أوراق اللعب بسرعة ..
نظرت لها عوشة بغل ..
لماذا تتردد هكذا ..؟ لن يضيرها أن تلعب معهن قليلا ..!
لا .. اللعب معهن يعني تقرب واضح ..
لكنها لن تقضي وقتها بالتأكيد تجلس هنا منتظرة حور التي لم يأتين على ذكرها منذ وصلت ..
تعلّقت بها الأعين .. نظرات ساخرة .. و أخرى خائبة .. عفرا و هند ينظرن اليها باهتمام .. و نورة تنتظر بتحدي ..
رفعت رأسها الجميل بشمم .. لتقول بقوة ..
- بلعب ..

* * * * *

كان أحمد قد فتح فمه على اتساعه و هو يضحك من قلبه أمام نظرة روضة المغتاظة .. و هي تسأل بحنق ..
- الحين شوه لي يضحك في الموضوع ..؟؟! قايله نكته انا ..؟!
مسح أحمد على وجهه و هو لا يزال يهتز من الضحك ..
- و الله ان غيث خويه شي ..!!! و انا أتحراه حاط علينا نحن الشباب بس .. طلع لكن نصيب من التسلّط ..
ثم تنهد بقوة .. و هو لا يزال يبتسم ،،
- ما عليه .. بيّض الله ويهه بو سيف ،، أنا أشهد انه ريّال .. و الرمسة لي قالها المفروض تنقال من زمان ..!!
نظرت له روضة شزرا ..
- و يوم انها مفروض تنقال من زمان ليش ما قلتها ..
هز أحمد كتفيه و هو يقول ..
- يمكن لنيه تعوّدت عليكن متحجبات .. و صار الموضوع عادي .. لكن ما تعرفين انيه أتفشّل يوم ييلسن بنات عميه حمد متغشيات و انتن قبالهن مظهرات شيفكن .. ايينيه احساس كان خواتيه مستهلكات .. و متكشفات .. بقولها صراحة .. كانكن ترخصن بعماركن .. هب ترخصن عماركن .. كيف أشرحها لج ..؟؟!!
حكّ لحيته مفكرا و روضة تعقد ذراعيها بضيق .. فيما يتابع هو بصوت مهتم ..
- قوية ترخصن بعماركن ..! أنا قصدي بنات عمي حمد يوم ييلسن ويانا و متغشيات و محتشمات .. أحس بالفضول و الإحترام .. يعني أفكر مرات كيف أشكالهن .. و أحترمهن لن محد قد شافهن إلا محارمهن .. شوفتهن غالية ما تحصل لحد .. و الا انتن ويوهكن عند الشباب عادي تظهر .. لي يسوا و لي ما يسوى يتفرج .. الحين زين البت نصّه فويهها .. لو كان زينها عرضة للعرب كلهم .. شوه خلّت لريلها .. يعني لو باخذ وحدة .. باخذ وحدة تتغشى عنيه .. هب شابع من شوفتاا شرى ما شبع غيري ..!
اتسعت عينا روضة بصدمة ..
- أوووف ..!! و يوم نحن طايحات من عينك ليش ما رمست ..؟؟ و الا ياي تلعب في الوقت الضايع .. بعدين وايد أشوفك تبالغ .. هذا سيف .. أكثر واحد فيكم متشدد و ملتزم و خطبنيه .. ما قال شبعت من شوفتاا ..!
ابتسم أحمد لها ..
- سيف ..!! أنا بعطيج سنة يا رويض .. سنة بس عقب الزواج .. و بنشوف كيف بتظهرين بعباتج لي تلبسينها الحين .. و الله لينقلب حالج ..!! لبسج و رمستج .. و كل شي ..
عقدت روضة جبينها بشيء من الضيق .. الكثير ممن تعرفهم يبادرون بهذا القول فور ذكرها لزواجها من سيف ..
- ليش قالو لك ما عنديه شخصية ..؟
- منوه طرى الشخصيّة الحين ..؟؟ عندج شخصيّة .. لكن الوحدة لازم تتأثر بريلها .. و باسلوب حياته .. خص سيف لنه ملتزم .. أكيد بيشوف فيج وايد أشياء يبالها تغيير .. زين انه غيث سبقه فسالفة الغشوة .. خلج تظهرين من بيت أبوج لريلج و انتي محتشمة ..
زفرت روضة بضيق .. و هي تعترض ..
- لي يسمعك يقول انيه فالته ..!! كم وحدة أعرفها تتغشا و ما تعرف للحشمة سبيل ..!
ضحك أحمد و هو يقول ..
- انزين انتي شوه يخصج ..؟ اتغشي .. و احمدي ربّج ان حد يخاف عليج .. بعدين بالله فكري فيها .. الحين انا ريّال و أشوف البنات في الأسواق و الأماكن العامة .. يوم تيينيه الوحدة بشيفتاا .. و تروح اهنه و اهناك .. بقولج رويض .. حتى لو هي مصطلبة و حاشمة عمرها .. بس مظهره ويهّا .. تفتنيه .. و الله ين بعضهن غراشيب .. و انيه أبحلق فيهن .. يعني ريّال .. عيني تهف ع الزين .. وين ما شوفه ..
- أنا أتغشى في السوق ..!!
- و غير السوق ..؟؟! يعني ليش تتغشين في السوق .. سؤال ..؟!
قطبت روضة ..
- لنه ممزور رياييل و غرب .. فضيحة ..!
- لا و الله .. الحين بتتغشين عشان الفضيحة و الا خوف من رب العالمين ،،
احمرّ وجه روضة فورا .. و هي تلتهي .. بطاولة الزينة أمامها ..
- خوف من ربيه طبعا ..
رفع أحمد حاجبه ..
- واضح .. !! أقول رويض .. بو لحية دوم يقول ليه جملة .. أنا وهزاع لو سوينا شي .. و تيملنا في حد .. يقول أخلصوا نواياكم لله .. أخلصي نييتج لله و الا ما شي فايدة من لي تسوينه ..
تمتمت روضة بحرج ..
- النيّة خالصة لوجه الله ،، و حتى لو كان غيث هو لي قالنا .. يكفيه انه نبهنا لهالشي .. و نحن بنتمسك به ..
- هيه .. لا تحطين فبالج انج بتتغشين عن الشباب لن غيث قال لج .. لازم تكون نيتج انج بتتغشين خوف من رب العالمين .. و عسب ما تاخذين ذنوب أي حد .. و الا تفتنين بويهج ..
- و تقول انه سيف بيغيرنيه ..!!
قالتها روضة بعجب و هي تنظر له بعينٍ ضيقة .. ليضحك أحمد ..
- تأثيره قوي بو لحية .. حتى هزاع ما سلم .. مرات يسويلنا مواعظ ..
تنهد بقوة .. قبل ان يلتفت لها مجددا ..
- بنشتاق لج رويض .. يوم بتسيرين ..
ابتسمت روضة بحنان .. حين قال ذلك .. لم تتوقع كلماته تلك ..
- فديت روحك و الله حتى أنا ..
- هو أنا من جهة بشوفج .. فكل يوم بكون لاصق فبيت عميه سعيد لا تخافين .. لكن البيت بيفظى علينا ..
مدت روضة يدها تعبث بشعره ..
- لا ما بيفظى .. عندكم شويخ .. و عفاااري بتيي ..
- عاد أم صراويل وجودها و العدم واحد .. بس بنشوف عفرا .. لو بتسد الفراغ ..
ضحكت روضة ..
- صدقنيه بنات عميه حمد ربشة من الخاطر .. و فنانات .. و بتملا عفاري عليكم البيت مع انها أهدى من نورة و دانة ..
هزّ أحمد رأسه ،، و هو يشعر بأنه التقط خيطا هنا .. ليس عليه سوى أن يشدّه ببطء شديد كي لا تحس روضة بما يسعى لسماعه .. لذلك قال بلامبالاة ..
- عفرا كم عمرها الحين ..؟
- آممم .. مادري و الله .. يمكن 19 و الا 20 .. عدها اول سنة في الجامعة ..
- هي لي ورا حور ..؟؟
هزّت روضة رأسها بالنفي ..
- المها ورا حور ..
اختلجت في صدره نبضتين ..
- المها ..؟؟
التفتت له روضة مستفهمة .. فيما هوى قلبه ..
كم هو أحمق ..!!
ما الذي يقصده بسؤاله ..؟!
تدارك نفسه و هو يتصنّع الجهل ليسأل ..
- الصمخا ..؟؟
أومأت روضة برأسها .. ليسأل هو ما يعرف إجابته ..
- المها أكبر عن عفرا ..؟؟
شعر بارتباكِ غريب و هو ينطق بإسمها مجددا .. فأخرج هاتفه يتلاعب به متشاغلا عن نظرات روضة ..
- هيه المها أكبر عن عفرا ..
ركّز بصره على شاشة الهاتف ..
- و عادي تعرس عفرا قبلها ..؟!
رفعت روضة حاجبا مستغربا ..
- شوه عادي بعد .. البنية ياها نصيبها .. و بتعرس .. لازم يعرسن بالترتيب ..؟؟
كان يضغط بأصابعه على أزرار الهاتف المغلق و هو يهز كتفه بنبرة عاديّة ..
- شوه دراني بكن .. أحيد الوحدة ما تعرس الا لو عرسن خواتاا لي أكبر عنها ..
لكن روضة نفت ذلك بتعجب ..
- لا .. بعض العرب عندهم كذيه .. بس عاد حامد خطب عفرا .. شوه تباهم يردونه الين تعرس المها مثلا ..؟؟
و انزلق السؤال الغبي مرّة أخرى ..
- هي بتعرس ..؟
اتسعت عينا روضة بنظرة غير مفهومة و هي تحملق فيه .. حين اهتزت أصابعه بارتباك أعقب سؤاله الأخرق ..
ما الذي يهمّه في الأمر ..؟
فلتتزوج أو تبقى عانسا طوال عمرها ..؟ لما عليه أن يكترث .. ؟
و لما يستدرج روضة في هذا الحديث عنها محاولا معرفة المزيد ..؟
لا بد أنه يحاول اكتشاف ما جرى له منذ أسبوع ..
حين أعرب حامد عن نيّته في التقدّم لخطبة إحدى بنات عمّه حمد ،،
شعر لحظتها بأن حركته تشل و هو يظن أن خيار حامد وقع عليها ..
لا يدري لما خلّف قراره ذاك شعورا بالغضب و الرعب ..
حين تخيّل بأنها قد تتزوج حامد ..!
أ لأنه رآها ذات صدفة .. و قضى وقتا طويلا في التفكير بها ..؟!
تراها أفكاره .. و صورتها التي لا زالت تغزو عقله من حينٍ لآخر هي سبب ذاك الضيق ..؟!
ربما لم يرد أن يذكّر نفسه يوما .. بأنه قضى وقتا لا بأس في التفكير في زوجة أخيه ..!!
لكن سرعان ما أُخمدت تلك النار التي التهبت في جوفه لثانية .. حين باح حامد باسم زوجته المستقبليّة ..
لن ينسى تلك التنهيدة التي انفلتت منه ..
و التي خجل منها بينه و بين نفسه حين لم يجد لها تفسيرا ..
هل ستتزوج ..؟!
أيمكن أن يكون السؤال أكثر غباءً يا ترى ..؟!
عينا روضة اللتان ضاقتا عليه لم تريحه قط .. حتى و هي تجيبه برصانة ..
- شوه السؤال ..؟؟! أكيد بتتزوج .. بنيّة .. ما حد أخير عنها .. تباها اتم فبيت أبوها طول العمر ..
شعر بالاضطراب و هو يعبث بهاتفه مجددا .. و يقول بنبرة أراد أن يخفي الاهتمام فيها ..
- لا قصديه .. تعرفين .. ظروفها .. و انها ما تسمع و ....
أجابته روضة بنبرة قاطعة ..
- هاي أمها ما تسمع .. و ماخذ عمّك حمد غيرها .. عندها تسع عيال .. و سادة بيتها .. و مربية عيالها أحسن تربية .. ترى الصمم هب قصور يا أحمد ..؟؟و لا تشوف ان هل البنية متوهقين بها .. المها ما تنعاب .. غرشوب و ذكيّة .. و طيبة ..
كانت في غمرة اندفاعها ذاك قد نسيت أنه ليس عليها أن تصف الفتاة لأخيها ..!!
ليس من حقّه أن يعلم شيئا عنها ..!
و قد أخطأت بحديثها المسهب حين تجاوزت حدود الدين في الوصف .. و هي تتابع ..
- المها أحسن عن مليون وحدة .. لو تييب عشرين بنيّة تسمع ما ايين ظفرها بنت حمد .. بنيّة عاد روحها نظيفة .. يوم تشوفها .. تحس انها انها طاهرة .. ما قد وصّختها الدنيا .. في رقّتها و هدوئها .. بنيّة حدود الناس لي تعرفهم هلها .. مثقّفة .. مع انها ما قد درست في مكان .. هاي أول سنة تدرس فيها .. طول عمرها يالسة فبيتهم ما تشوف غير خواتها ..
خافقه ينتفض .. حين بدأ ذهنه يلقّم هذه المواصفات في الصورة المطبوعة داخله ..
لذاك الوجه البعيد ..!
نظرت له روضة متحدّية ..
- انسانة ما تعرف الكذب .. و لا الحقد .. و لا النفاق .. قلبها مثل الورقة البيضا .. تحس انها شفافة .. كل هذا .. و تتحرا فيها قصور ..؟؟ و اذا كانت صمخا ..؟! كم الصمخ في العالم كلهم معرسين ..!يت ع المها .. و الله ينه مبخوت لي بيظويها بنت حمد .. و يصلي كل يوم ركعتين شكر .. وين ..؟؟ وين يحصّل شرات المها ..؟؟ فخجلها و طيبها .. و حلاتاا ..؟؟ بنات هاليومين امرررة فاصخاتنه الحيا .. و الا مستبطرات .. هااااي غير .. هاي ......
كان أحمد من قاطعها هذه المرّة و عيناه تلمعان بشدّة .. فيما بدا صوته الرجولي الأجش ثقيلا ..
- هاي ع الفطرة ..!
لسبب لا يعرفه أراد أن يبتسم .. شعر بقلبه يخفق بعنف و هو يواري ملامحه أمام عيني روضة المتسائلتين ..
قبل أن يهب واقفا ..
عليه أن يخرج من هنا قبل أن يفضح فضوله الغريب ..
لكنّه قبل أن يخرج لم يستطع إلا ضرب روضة على رأسها بخفّة و هو يقول بعينين لامعتين ..
- و ما تعرفين ان الوصف حرام ..؟؟ صدق انج ما تنفعين لبو لحية .!! الله يعينه عليج ..!
تركها وسط عجبها ..
و خرج ..!

* * * * *

- لااااااااااااا ..
صاحت عوشة بارتياع و نورة تضحك بقسوة ..
- يا الله .. مديها ..
هزت عوشة رأسها باصرار ..
- شوه أمدها ..؟!! ايييه .. أنا ربحت مرتين ..؟؟! صح .. ؟ و الا أنا غلطانة .. و انتن ربحتن مرة .. مرة تمسح مرة .. و تبقى مرّة .. يعني أنا أظربكن ..!
نظرن نورة و دانة لبعض .. قبل أن تقول دان ..
- منوه قال انج ربحتي مرتين ..؟ نحن ربحنا مرتين .. و عفاري خسرت مرة .. و انتي ربحتي مرة ..
اتسعت عينا عوشة و هي تعتصر مخها .. نظرت لعفرا مستنجدة ..
- خلاص عفرا تنظرب .. أنا شوه يخصنيه لو ختكن فاشلة في اللعب ..
لكن عفرا هزّت رأسها بخيبة ..
- يا الخواااااااافة .. مسرع ما خونتي فينيه .. الحين صدقتيهن انتي ..؟؟ نورة لي خسرت مرة .. و نحن ربحنا مرتين .. يعني العنزتين هاييلا بينظربن ..
قذفت دانة أوراق اللعب ترفع رأسها بكبرياء ..
- نحن عنزتين يا الناقة .. احترمي نفسج .. هب لنج أكبر عنا تسبين ..
لكن عفرا لم تخدع ..
- لا تغيرين السالفة .. خمس ظربات لنورة .. و خمس لدانة .. يا الله عوشة تظربين و الا أظرب ..
التفتت عوشة لدانة بشراسة ..
- لاااا حبيبتي .. برد ثاري .. برد الظرب لي كلته كله من أول اللعبة .. يا الله دانة يا حبيبة أمج .. مدي ايدج أشوف ..
رفرفت دانة بأهدابها تستعطفها ..
- انزين بنلعب دورة بعد ..
رفعت عوشة حاجبها ..
- لاااا يا بابا .. انا ما صدقت أفوز .. يا الله ايدج ..
كشفت دانة عن رسغها تمده ببؤس ..
لتمد عوشة ثلاثة أصابع و تهوي بها عليه أربع مراتٍ متتالية ..
نظرت لها دانة ببرود ..
- قرقطتينيه و الله ..!
ضحكت نورة و عفرا بقوة ..
و علمت عوشة أن الضربات لم تؤثر فيها .. فهي لا تضرب بالكفاءة التي تضرب بها دانة ..
لذلك مدت أصابعها بحركة سريعة و قرصت بها رسغ دانة بقوة .. لتصرخ الأخيرة ..
- سباااااااااااااااله .. تغشيييييييين ..
ضحكت عوشة بنصر ..
رغم كل مقاومتها لجوّهن المرح ..
الا أنهن دفعنها للضحك طوال اللعبة التي ضربت فيها مرارا ..
الشجار .. و الغيظ ..
و الألم في رسغها كل ذلك اختلط معا ..
كان الوقت يمر سريعا و لم تشعر به ..
مدت دانة يدها تقرص يد عوشة .. لتلتقط الأخيرة حقيبتها و تهوي بها بخفّة على رأسها ..
كان الشجار مزاحا خفيفا ..
لا يشبه ما حدث مع شيخة إطلاقا ..!
و مع اندافاع الفكرة في ذهنها .. أُرغمت فجأة على ابتلاع ضحكتها ..
و دانة تتذمر ..
نظرت لعفرا و نورة المبتسمة .. كانت الشمس تميل للغروب الآن ..
قالت الأخيرة ممازحة ..
- وناسة اللعب وياج عوشة .. ع الاقل نحصل حد نصفعه غير هند و عفرا ..
وجدت شفتيها تلتوي رغما عنها بابتسامة ..
- هيه .. يوم بلعب وياكن مرة ثانية .. هذا ويهي ..
ضحكت عفرا ..
- لا تتحدين .. بتلعبين غصب .. شرا ما لعبتي اليوم ..
- و أنظرب مرة ثانية .. الله يغربلها نورة تظرب من الخاطر .. شوّهت ايديه ..!
ضحكت نورة ..
- و الله هذا أخف شي عنديه .. عيل لو أظربج شرا ما أظرب نايف شوه بتقولين ..!
رفعت عوشة عينيها للسما مستغيثة ..
- قطعتي ايديه و أخف شي عندج .. عيل أخوج شوه يستوي به ..
و نظرت لدانة .. تشير باصبعها ..
- ع فكرة أنا أحس انج كنتي تغشين طول اللعبة .. وآخـ ....
و بترت عبارتها فجأة و عيناها تضيقان على ابتسامة دانة الغريبة ..
- حوووه ..! بلاج ..
ضحكت دانة ..
- معجبة ..
ثم هزت رأسها بجديّة ..
- تصدقين أول مرة شفتج فيها قلت غاوية و متكبرة ..! طلعتي طيوبة و حليوة .. و لو انج دلوعة .. و رخوة شوي .. لكن ما عليه .. مع الوقت بنصلبج ..
لثانية واحدة توقف قلبها عن قرع أضلعها ..
و هي تنظر لعيني دانة الصادقتين مشدوهة ..
يضيق ما بين حاجبيها .. فيما يعود قلبها ليرعد في جوفا بنبضاتٍ مجنونة ..
رافقت احساس غير مألوف راح يعتصر روحها ..
للمرة الأولى تواجه مثل هذه الكلمات ..!!
يشهد لها أحدا بأنها طيبة و محبوبة ..!
لا .. هذه الفتاة لا تعرفها ..
هي عوشة النزقة .. سيئة الخلق .. العصبية .. المدللة ..
الانعكاس الباهت لطيفٍ هزيل يسكنها .. لعب معهن قليلا و ربما خدعن به ..!
ازدردت لعابها بقسوة .. لتهبط أحرفا تزاحمت في حلقها .. تجاهد للرد على ما قالت دانة للتو ..
فلم تقدر ..
لم تستطع سوى أن تهمس بوجهٍ مبهم ..
- ثانكس ...
و تعاقبت خفقاتها بذعرٍ لم تفهمه و هي تنشد الرحيل وسط اصرارهن بأن تبقى ..
لا ..
لا تريد أن تبقى هنا و تكون شخصا آخر لا تعرفه ..
لا يهمها الآن ما جاءت من أجله كما يهمها الهروب من حيرتها ..!
بؤسا لخلجات نفسها المجنونة التي لا تدرك كنهها ..!
كم تكرهها ..!
بخطواتٍ متعجّلة تترك المكان ..
نسيت ما جاءت لأجله و هن يرافقنها للباب .. وسط الضحكات .. و المزاح ..
و ابتسامة وحيدة مجاملة اغتصبتها عوشة و هي تترك المكان تلوح لهن ..
و قد غاب عن ذهنها أنها لم تحقق شيئا من مآربها بالقدوم إلى هنا ..!

* * * * *

ابتلعت ريقها بخوف و هي تتجنب النظر لوجهه الصارم ،،
مرعوبة حتى الموت من أن ينظر إليها و يتذكّر ما حدث ..!
تعلم أن قراره بأن يغطين أوجههن هو ناتج لذاك الصباح الذي كاد يمزّقها فيه بدلا من عباءتها ..
لم تكن تتوقع أن تقتصر ردة فعله على ذلك .. و ظنت أنه سيختلي بها مرة أخرى ليوبخها على عبائتها ,,
لكنه لم يفعل .. إكتفى بتلك النظرات الباردة و كلماته القاسية من الحين للآخر ،،
و كانه يتوعدها بصمت ..
فيما تتقلب هي بقلق من أي لحظة قد ينفجر فيها ..
كان يعبث الآن بهاتفه .. و جسده الكبير يسترخي في أريكة بعيدة ..
روضة تتمدد على أريكة بقرب التلفاز و تطالع فيلما ما ..
استغربت مكوثه في البيت ..
بلا أوراق عمل .. و لا لهفة للحاق بجدها في - العزبة - ..!
.
.
مرهقٌ هو ..!
تكدس الأعمال عليه .. و همّته لتحسين وضع الشركة الصغيرة و تمديد نطاق عملها تتطلب منه كفاحا ..!
يريد أن تصبح الشركة أفضل حالا قبل أن ينقل ملكيّتها بإسمه بعد خمسة أشهر ..!
يبدو هذا الحلم دانيا ..!
يكاد يمدّ يده ليداعب تفاصيله الناعمة ..
خمسة أشهر و تصبح كل قطرة عرق ،، و كل لحظة سهر ،، كل تعبه .. و كل المجهود الذي بذله ..
حقا مسترجعا ..
ملكه لوحده ..
لا أحد يشاركه في ملكيتها ..!
عندها فقط سيتوسع ،،
و سيمد نفوذ مؤسسته إلى خارج البلاد ..
و سيتفرّع .. و يطوّر من نفسه و أعماله ..!
فقط ينتظر أن يحصل عليها ،،
و لم يعد الإنتظار صعبا الآن ..
خمسة أشهر فقط ..
و ستعود أهم ركائز حياته إلى مكانا ..
عمل .. و بيته ..
سيعود إحساسه الدافئ بالأمان داخل أسوار بيت جدّه المرتفعة ..
و نمط حياته .. الذي سيضفي وجود زوجته عليها رونقا مختلفا ..
زوجته ...
زحفت ابتسامة بطيئة على شفتيه و هو يفكّر بها ..
يستعيد وجهها الصافي الذي لم يلتقيه منذ ليلة انكسارها ..
لا يدري لما يضايقه أن تكون دموعها و المرارة هو آخر ما رأى منها ..
بحاجة لأن يجدها .. و يجبرها على أن تبتسم ..
كي تلمع عينيها ..
لكنه لم يعد يراها .. لا يعلم رغم تردده الدائم على بيت جده ما خطبها ..
يعلم بانشغالها مع دروس أختها التي ترافقها إليها ..
لكن ذلك لا يبرر تهربها منه ..
تتوارى عن عينيه .. ما الذي تهدف إليه ..؟
دفعه للشوق ..؟
يجد أنه مرتاحا لابتعادها قليلا .. يكره شعوره الغريب الذي يتلهف لها كلما رآها ..
ربما كانت ميعاد محقّه .. مندفع هو .. فيما هي صغيرة ..
زفر بقوة حين تذكّر ميعاد ..
لم ترد عليه منذ شجاره مع أختها تلك الليلة ..
و مع انشغاله لم يجد الوقت ليمر عليها ..
نفوره يزداد من اقترابه نحو بيتهم بعد كل ما حدث مع أختها ..!
لا ينكر شعور هزيلا بالذنب ناوشه فترة ..سرعان ما لطمه مبعدا ذاك الإحساس التافه ..
هي من سعت للشجار مع رجل ..
و كان لها ما طلبت ..
لو التزمت الصمت لما تأذت ..

* * * * *

(( السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
الأخت المرسلة : عوشة مطر سيف الـ ......
بلغتني الرسائل التي وجهتها إليّ ،
لم تضيّع العنوان كما قد يكون راودكِ ، أو تتكدس عليها المهمل من الرسائل الأخرى
وصلتني و قرأتها فور وصولها ،
لقيت عجبا ..
و أعدت قراءتها مرّات ..
تتساءلين ربما في نفسك عما منعني من الرد ..؟
لا .. ليس انشغالي ،،
و لم تفحمني أحرفكِ بالطبع لأجد نفسي عاجزا عن التعبير أمام روعة خربشاتكِ ،،
السبب أني وجدت أنها لا تستحق عناء الرد إطلاقا ..!
حقيقة أكره أن أكتب هذه الرسالة التي قد تجدها أحاسيسك المرهفة بعيدة عن التهذيب ، و لا تمت للمراعاة بحرف ..!
لكنّي أجد أني الأحق هنا بسرد رأي صريح بما أنكِ ألححت في طلبه ..
يتضح إذ ألقيتِ النظرة الأولى لفحوى كتاباتك أن الشخص القابع خلف ذلك القلم مجرد هاوٍ متحمس لا يدرك كنه الكتابة ..
أنواعها ،، و أساليبها ،، و أين قد توضع .؟!
سألتني إن كانت نصوصكِ تلك قد تصلح للنشر في الجريدة ، و كرهت أن أخيّب خيالاتكِ الخصبة فأحجمت عن الرد ،
لكنكِ عدتِ لطلب النصيحة ، لذلك أرى أنه لزاما علي أن أخبرك حقيقةً أن تلك النصوص المثقلة بالمشاعر السلبية ،، و الخصوصية ،، و الأسلوب المهتز الشاعري الذي لا يمت للمقال بصلة ،
لن تكون صالحة للنشر أبدا ..
بل أجرؤ على القول أنه يستحسن لكِ ان ترسليها لإحدى تلك الأبواب ( الهائفة ) التي تزخر بها المجلات الإجتماعيّة ،،
تحت عناوين ( افتح قلبك ) ، و ( مشكلتك لها حل )
و أجزم بأنها ستلقى استحسانا من مدّعي المعرفة و قد يجدوا حلا لمعضلتكِ في الحياة ..
هذا إن شئتِ الحصول على المساعدة ، و إشباع المتلهفين لزيادة رسائلهم من الناشرين المهزوزين الذين لا يهتمون إلا بالمشاكل المُختَلقة و الذي أنا دوما على يقين بأنهم سيختلقون مشاكل بنفسهم إن لم يجدوا واحدة لحلها ..!
كتاباتك تدلّ على تدنٍ بيّن في المستوى المطلوب لتكوني ناشرة ممتازة كما أقررت برغبتكِ ،
و أستغرب من كونكِ درستِ الإعلام حقا إن كانت هذه نظرتك لما يجب أن ينشر ..!!
الإعلام الإخباري لا يعتمد على النصوص النثريّة الشاعرية الشخصية لينقل خبرا ما ، أو يناقش قضيّة ،
نصوصكِ أجدر بها أن تُنشر كمساهمات في المجلات الشعرية التي تعرض بعض محاولات الكتّاب ،
حسنا هذا إن طلبتِ رأيي عن نصوصكِ كناقد ،
أما الآن فلي إدلاء شخصيّ لكِ إن رغبتِ فاقرئيه و إن شئت .. يمكنكِ إغلاق هذه النافذة و نسيان الأمر برمته ..
ذكرتِ تفاصيلا شخصيّة لا تهمّني البتّة ،، لا أدري إن كانت حقيقية أم نسج خيالك ،،
و هذا ما لن اتوقف عنده ..
رغم هذا لا يمكنني أن أتحكم بالسخرية التي تعربد داخلي ،،
و إن كان من النادر أن تسيطر عليّ سخريتي أمام ترويضي لها ..
دعيني أعلمكِ يا آنسة أنني استمتعت برواياتك المأساويّة تلك ،، تجهمت تارة .. و انفجرت ضاحكا تارة أخرى ،،
تسائلت في داخلي ان كنت تصدقين حقا ما تكتبين ..؟
هل تكتبين حقيقية ما يخالجك أم أنك تطوّعين الكلمات لتختلقين تلك الحكايات التافهة ..؟
تحبين رجلا هو ملك لأخرى ،، و تدعين أنه سرقته منك رغم أنها لم تبذل الجهد و لم ترك يوما لتفعل ..!
عفوا ..
لكن .. هل تعتقدين بأنكِ تحبينه حقا ..؟ أم انك تدركين حقيقة إحساسك و تدعين غيرها ..؟
إن كانت الأوهام قد سيطرت عليك و وجدتِ انك واثقة من مشاعركِ .. فيؤسفي أن أخبرك بأنكِ مخطئة ..!!
آنستي ،،
أنتِ لا تزيدين عن دمية رخامية الصنع و فارغة ..
لا يمكنكِ أن تقعي في حب ذاك الرجل .. لانك لا تعرفين كيف تحبين بالأصل ..!
بحثت جاهدا عن شيء يدل على دفء تكنينه نحو أي كائنٍ حولك ،،
حتى الرجل الذي أحببت .. أسرفتِ في رسائلك تصوّرين مدى تعاستك و حبك ..و ألمك ..
و ما تعانين أنتِ .. و أنتِ وحدك ..
لم تأتي على ذكره .. أو ما تشعرين نحوه حقا .. أو لما أحببته ..
لم تكترثي لتصوير سعادته أو ما قد يشعر به ..
إعذريني على ما سأقول ..
أنتِ لا تحوين في داخلكِ شيئا من الإحساس سوى أحقادكِ ،،
لا تحملين بين أضلعكِ قلبا .. إنما قطعة من الفحم ..
أحقادكِ تحيل كل ما في داخلكِ لرمادٍ كريه لا يفتأ أن يكسو أي شعور طيب ،،
ليغشاه فيعميكِ ..!
أ و لا تعلمين يا آنسة ..
تلك الأحقاد التي تكبحينها في جوفك انتظارا للحظة تصبينها على رأس أحدهم .. تحرق روحك قبل أي شيء ..!
تعيث في داخلك خرابا ،، لتحيل أي مشاعر قد تكابد للعيش إلى ركام ..!
أنتِ لا تعرفين الحب ..
و لا يمكنكِ أن تحبي أحدا ..
لأنكِ لا تحبين نفسكِ بالأصل ..!
لا عجب بأنكِ وحيدة .. و تصوّرين نفسك بالتعيسة التي لم يفهمها أحد ..
و أن كل من حولك متشدّقون بشماتتهم على حساب أوجاعكِ ..
آنستي ..
قد تفيدك المعالجة النفسية .. لتتخلصي من شعوركِ بالاضطهاد ..
لم تذكري شيئا عن أبيكِ أو أي شخصٍ قد تكوني أحببته حقّا ..
فقط ذكرتِ جنونكِ لانتزاع فتاة لا تصل لمستواك .. رجل تريدينه ..
و أقول تريدينه .. و ليس بالذي قد تحبينه ..
ربما كانت نزعة التملك .. أو تهافتك على الصعب من الأشياء للبحث عن الإثارة في حياتك البائسة ..
أو ربما رأيتِ أنه من الأفضل ايهام نفسك بحبك لرجلٍ .. كي تنغمسي في طقوس حزنٍ كاذب و وجع مُختلق ..
و هناك إحتمال آخر .. بأن اندفاعكِ الملهوف خلف رجل لا يكترث بك مردّه اعتيادك على بلوغ كل ما تريدين ..
آن لكِ أن تفيقي يا مدللة ،،
ليس الكون بفتاتٍ تقتاتينه لترمي بقاياكِ على من حولكِ ،،
لستِ سوى روحٍ ممزقة برغباتها .. و باحقادها ..
أنتِ ضائعة ..
و لا تفهمين حتى نفسكِ ..
فكيف لكِ أن تكوني مرتاحة ..
تبحثين عن حبٍّ أجزم بأنكِ سترمينه حال حصولكِ عليه ..
لأنكِ لا تريدين إلا أن يكون لك .. و يكون لك .. و يكون لك ..
و تلك هي الأنانية المطلقة ..
توقفي عن خنق روحك ..
و إزهاق كل عرقٍ صالح فيكِ ..
التفتي حولكِ قليلا لمن هم يكترثون بكِ حقا ..؟!
و تساءلي فقط لما أهملتهم .. و ركّزتِ على من تكرهينهم .. رحتِ تغذين كراهيتكِ ..
و تزيدين من سوء ما تشعرين ..
أن تقتلين نفسكِ ببطء ..
كل المشاعر السلبية التي تخالجكِ تشعرين بها وحدكِ .. و تقلق روحكِ وحدك ..
لا يشعر بها أحد لأنهم لا يكترثون إلا لما يشعرون ..
أو تظنين أنهم سيتأذون بما قد تقدمين عليه ..؟؟
إعلمي أنكِ لن تكتبي بيدكِ أقدارهم .. هم هانئون و لا تملأ نفوسهم الضغينة .. و لا تتآكل قلوبهم سود الأفعال ..
و الشائن من المشاعر ..
وحدكِ من تتقلبين على نار خلقتها بيدكِ ..
لا سبب و لا مصدر لها ..
سوى وهم ..
وهم كبير .. يجثم على حياتكِ ..
و يضيّع أيامك ..
تعتقدين بأنك حزينة .. و وحيدة .. و مؤمنة بأن البؤس الذي يملأكِ لا يشعر به أحد ..
أنتِ جشعة ..
إعتدتِ فقط الأخذ .. و الأخذ .. و الأخذ ..
بلا مبرر ..!
متى أعطيتِ شيئا من مشاعركِ ..؟!
أ فكرتِ بذلك قبلا ..؟!
تلتهمين كل ما حولكِ و لم تفكّري قط بدفع مقابل لذلك ..
إن كنتِ تريدين أن تُحبّي ،، و أن تجدي من يحبّك لنفسكِ فقط ..
عليكِ أن تبحثي عن شيءٍ في داخلكِ يستحق الحب ..
و أن تحبيه .. لأنه جزءٌ منكِ ..
ثم تعلّمي كيف تحبين من حولكِ .. و من يكترثون لأمركِ ..
فإن عجزتِ .. يمكنك على الأقل أن تتجنبي كراهيتكِ لهم .. لأنها لن تؤذي إلا أنتِ ..
أظنني أسهبت في الحديث يا آنسة ..
لكنكِ من سعيت لذلك أولا .. و كان لكِ ما تريدين ..
هناك شيء أخير أختم به رسالتي هذه ..
إذا أردتِ أن تكوني سعيدة .. عليك أن تجدي الطمأنينة لروحكِ أولا ..
سعيدٌ بما كتبت هنا .. و أعتقد بأنكِ و إن رفضته في المرّة الأولى و عدتِ لإرسال شيء من كلماتكِ و اعتراضاتكِ القبيحة ..
ستعودين يوما إليه ..
فتأني قبل إزالته ،،
شكرا لإصغائك ،،
التوقيع ..
( قلم حر ) ))
.
.
.
.
تلك الرسالة ما كان يلمع على سطح الشاشة التي أولتها ظهرها و هي تستند بيديها على المكتب البارد في حجرتها الخاصة ..
تسند رأسها بذهول متألم ..
و الوجع يتفاقم في داخلها ..
مصدومة .. بتلك الرسالة التي قرأتها قرابة العشر مرّات ..
شعرت بأن ذاك الحر التقط مبضعا ..
و راح يشرّح روحها بجرأة ..
ليحيلها أشلاءً ممزقة ..
يدها تنحني لتخنق القلم الذي تمسك أمام بياض تلك الورقة ..
سيلزمها وقت طويل قبل أن تتجاوز ما قرأت للتو .. و تفهمه بحق ..
و حتى ذاك الحين .. ليس بيدها سوى جمع بعضٍ من شتاتها على الورق ..
و ان راح هول الصدمة يجثم على روحها ..
الا أن القلم المتبجح لن ينتزع منها باحتقاره حقّها في الكتابة ..
و بكلّ ضياعها الذي راح ينتشر في أركان قلبها ..
هوت بنصلٍ القلم ..
تدمي بياض الورقة سوادا بكلماتها ..
.
.
.
.
(( إليكِ ،،
أ و حكيت لكِ يوما عن الأوجه القابعة خلف الضباب يا أنتِ ..؟!
تلك التي نتيقن بأننا نجهلها .. و أنها لن تجد لمعرفتنا سبيلا ..
نرى الغمامة البيضاء بيننا و بينهم حاجزا لا ينقشع ،، فنطمئن ..
هم لا يعلمون من نحن .. و لا نحن نعلم من هم ..
جهل لذيذ .. يسيطر علينا ..
إحساس مجنون بالحريّة ..
حين ندرك بأننا مخولون لقول كل ما يخالجنا دون أن نخشى بأنهم ممن حولنا ..
و بماذا قد يفكّرون ..
لا ننمق الكلمات .. و لا تتعثر أحرفنا بقلق ..
كل ما قد يراودنا نقذفه ليخترق الضباب و يغيب خلفه ..
و هكذا ،، ننشر كل ما هو متّسخ من خواطر بداخلنا ..
كل ما هو مكنون في أعماقنا .. و ما لم يصله أحد قبلهم ..
أتفهمين ذاك الشعور يا أنتِ ..؟!
حين تلتقين بأحدهم في مكانٍ ما ..
لا تعرفينه .. و لا يعرفك ..
جهلكما لبعضٍ يسمح لك بقول كل ما تريدين ..
فأنتِ لا تكترثين لما قد يظنه هذا الغريب ..
لأنك واثقة بأنه اللقاء اليتيم بينكما ..
شيء لن يعود ليحدث مجددا ..
لذلك تسهبين في إخراج أكوام الكلمات المهملة داخلكِ ،،
تسكبين كل إحساسٍ مختنق .. أجبرتِ على كسر عنقه و طمسه مرغما في جوفكِ ..
كان هذا ما حدث يا أنتِ ،،
وجدت وجها مجهولا بلا ملامح ..
قابعا خلف الضباب ..
راق لي كثيرا ..
و وددت لو أنني أكسب إعجابه ..!
كم كنت حمقاء ..!
وجدتني حقيقة أبحث عن شفقة ذاك الوجه الذي سرعان ما انقشع عنه الضباب ليكشف أي بشاعة تسكن ملامحه الغريبة عني ..!
ما الذي دهاني و دفعني للهرولة خلفه ..!!
كان أن ألقى بازدرائه في وجهي ،،
شناعة الكلمات التي كانت كحد مشرط شرّح روحي .. آلمتني ،،
لا أدري لما كانت الصدمة التي خلّفتها كلماته مهوّلة ..
أ لأنني توقعت صمتا أبديا منه .. أم لأنني انتظرت نفاقا اعتدت عليه .. و أصبحت أتنفسه .. أتغذاه ،، و يتغلغل في نفسي ..!
شيء يطفح مني ..
أم لأنه وصل عمقا في روحي لم يبلغه غيره ..؟!
لا أدري لمَ شعرت بأنني عارية الروح أمامه .. و أنه جرّدني من كل معتقداتي .. و كل ايمانٍ بأفكاري .. و كل يقينٍ تبنيته ..!
وجدته .. يهوي بكلماته كالمطرقة ..
هشّمت الكثير في داخلي ..
الكثير مما هو متصلّب فيّ ،،
كان الحطام هائلا ..
شيء أوجعني بعمق ..
أثر بي كما لم يفعل أحد قبله ..
و وجدتني ألوك ألما مختلفا هذه المرة ..
إحساسا حقيقيا بالحزن .. و الخواء ..
أتجرع مرارته في فمي ..!
و تمنيت لو أحتضن رأسي لأفرغ ما أعقب ذاك الدمار عبراتٍ كبيرة حارة .. أسكبها ..
لكنني لم أستطع ..!!
كل ما فعلته هو الغرق في دوامة الأفكار التي خلّفها بكلماته ..
و الإنغماس في ألمي الجديد غريب النكهة .. لم أعتده بعد ..
كان النحيب ليفيدني .. و الصراخ ليريحني ..
لكنني لم أعمد لهما ..
ليس لكبرياءٍ يا أنتِ ..
لكنّي أيقنت في غمرة إحساسي المحرق حقيقة واحدة ..
للبكاء فنٌّ لم أتقنه يومــا يا أنتِ ..!!
الآن هو الخواء لا أكثر .. ذاك الذي ينتشر في داخلي ..
لا قناعاتٍ ثابتة .. و لا أفكار مؤكّدة ..
مجرد صدى لآراء شخصٍ لم ألتق به يوما ..لكنه مد يده ليغرس كلماته نصلا ينتصب وسط قلبي الأسود ..!
.
.
ممزّقة أنا يا أنتِ ..
لم أشعر بأنني أكثر ضياعا مما أنا عليه الآن ..!
أما من ضوءٍ قد يلوح في آخر نفق ..
شيءٌ يرشدني لنهاية طريق ..!!! ))

* * * * *

 
 

 

عرض البوم صور زارا  
قديم 31-05-08, 03:13 PM   المشاركة رقم: 162
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ملكة الالماسية


البيانات
التسجيل: Jul 2006
العضوية: 8455
المشاركات: 10,839
الجنس أنثى
معدل التقييم: زارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالق
نقاط التقييم: 2892

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زارا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زارا المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

و تهاوت أيامهم من روزنامة عمرٍ علّقت بعيدا عن متناول الإدراك ..
.
.
.
.
التصقت نظراتها المذهولة بالمرآة العملاقة الماثلة أمامها في حجرة روضة ،، و صوت الأخيرة يتدفق بضحكة ناعمة ..
- شرايج ..؟!
رأيهــا ..؟!
مصدومة ..؟!
يخيل إليها أن تنظر لإمرأة أخرى تماما ..
تطالع جسدها الذي اكتسى بلون البنفسج الهادئ و قد احتضن الفستان الرقيق صدرها و خصرها النحيل بأحزمة من الخرز متقن الصنع و التطريز .. لتنسدل قطع البنفسج متدرجة الألوان بطولها ،، تفترش أطرافها الأرض بنعومة ،، تعكس أنوثة خجولة لقدّها الفتي ،،
فيما تتهادى أطراف الفستان مع كل حركة .. متناغمة مع حركات شعرها الذي أطلقته في تموجات ناعمة طويلة ،،
تأملت الوجه البيضاوي المنعكس أمامها ،،
بالعينين المرسومتين بعناية ،، و قد خالط سواد الكحل العربي ،، لمساتٍ دافئة من لون فستانها ،،
جعلها ثقل الغموض الذي أحيطت به واسعتين للغاية ،،
فيما قبّلت أهدابها الطويلة وجنتها المتورّدة ،،
أخفت حور ذهولها العميق بمظهرها هذا .. و نزعة السرور التي خالطت شيئا من الفخر بهذا الجمال الذي استطاعت إبرازه بقوّة في أول ظهور رسمي لها ضمن العائلة ..!
و تمتمت الشفتين الورديّتين بقلق ،،
- هب كانه الميكب ثقيل شوي ..؟؟ أحس الوحدة من عيونيه شرا الفنيال ..
تجلس روضة على كرسيّ يظهر مستقيم فيما تقف خبيرة التجميل التي انتهت من تزيينها قبل أن تزين حور ،، جوارها .. استقرت بنعومة في فستانٍ ذهبي و قد عكست زينتها ،، و خطوط الفستان على جسدها جمالا أخاذا .. حتى و هي تقول بابتسامة رائعة ..
- بالعكس .. الصرااااااااحة .. شكلج روعة من الخاطر .. دوم كانوا يقولوليه لي ما تتعدل دوم .. تطلع عروس يوم تحط كحال بس .. أووووفف .. و الله حور ما توقعتج بتطلعين كذيه .. و الفستان أحلى الحين .. و لو انيه على راييه .. لو خليتيه بليا أكمام كان أحسن ..
ضاقت عينا حور على الكميّن الضيقين اللذان يصلان لمرفقيها .. و هي تقول ..
- جب .. حمدي ربّج انيه سويت هالكم و ما خليتهم يطولونه .. أحس انيه مفصّخة و الله ..
ثم التفتت لروضة .. و عيناها الواسعتين تضيقان فيما تلتوي شفتها اللامعة بتوتر ..
- و الله الميكب ثقيل .. قلت بس أباا أحط كحل .. افف .. لو متعدلة عند هاييك لي تعدّل البنات هب أحسن ..؟؟!
ثم التفتت للمزيّنة بإعتذار ..
- السموحة منج هب قصدي .. لكن انتي ياية عسب تسوين مكياج عروس .. و ....
قاطعتها المرأة باشارة من يدها و ابتسامة ..
- و لوو .. أنا متعمدة أعملك هالماكياج ،، مش انتي إختاا للعروس ..؟؟ و بعدين ما شا الله حولك و حواليكي .. طالعي متل الأمر ..
زفرت حور و هي تصحح المعلومة و تتقدم لتجلس جوار روضة ..
- لا .. حرمة خوها .. بس انا عمريه ما حطيت مكياج هالكثر .. أحس شيفتيه انقلبت امية و ثمانين درجة ..!!! و ليش مثقّله الكحال و الشدوو ..؟؟!! عنبوه طالعة خبصة ألوان ..
ضحكت روضة بهدوء قبل أن تلتفت لحور ..
- تعرفين أنا متعمدة و مخلية الحرمة تعدلج ويايه .. أباج تظهرين عروس الليلة .. انتي خبلة ..؟؟ العرب كلهم يبون يشوفون حرمة غيث ..
ثم نظرت لعيني حور بعمق قبل أن تقول بدفء و هي تمسك بيدها ..
- و بعدين بغيت أعوظج عن ملكتج .. أدري انهم سوو عزومة رياييل بس .. أباج تحسين انها هاي الحفلة تعويظ عن الملكة .. اباج تكشخين ..
ثم ابتسمت لحور التي تألقت دمعة تأثر في عينها اليمنى ..
- و الله ما توقعت تطلعين كذيه .. فديت روحج .. غاااااويه .. أنا دوم كنت أقول أحلى ما فيج عيونج ..
ابتسمت حور لإطراءها و هي تقول ..
- قولي ما فيني من الزين الا عيونيه ..
لكن روضة اعترضت و هي تغضن أنفها الجميل ..
- لا و الله .. تخبلين فديتج .. بتطيرين عقل خويه الليلة ..!!
اتسعت عينا حور بذعر و هي تشهق ..
- لالا .. شوه أخوج .. تخبلتي انتي .. أنا ماريده اشوفني كذيه ..!!
و احتبست أنفاسها في حلقها فيما راح قلبها يخفق بثقل ..
فكرة أن يراها و هي بهذا الشكل عاثت فيها إحساسا مجنونا لم تفهمه ..
خليط من النشوة و الذعر .. و الخجل الشديد ..
غزت ذهنها المضطّرب صورة ضبابية لوجهه القوي ،،
لم تكن قد رأته بعد تلك المواجهة الأخيرة مع جدّها ..
لوقت طويل كانت تتهرب منه .. و قد كرهت ظهورها أمامه بعد انكسارها ذاك ..
وقت شعرت ببطء لحظاته و جفافها .. حين راحت تلك الرغبة الملحّة في رؤيته تتغلب على تهرّبها اللا مبرر ..!
و ساعدها على ذلك ملازمتها للمها في دروسها ..
اشتاقت إليه ..؟!
كثيرا ..
لن تتردد في قولها بينها .. و بين نفسها ..
راحت أضلعها ترد صدى تلك الكلمة بإيقاع موجع ،،
و عضت شفتها الزهريّة و هي تشعر بالحرارة تزحف على خديها مع اعتراض روضة ..
- هب ع كيفج .. حرام تروح هالكشخة ع الفاضي ..
خفقت أهدابها بقلق ..
- لا دخيلج رويض .. و الله بموت لو شافنيه .. أقولج أحس انيه مفصّخة .. !!!
رفعت روضة عينيها الرائعتين للسماء قبل أن تنظر لها باستنكار ..
- وين مفصّخة ..؟؟ فستان ستير .. لا صدر .. و لا ظهر طالع .. حتى أكمام خليتينا نركب له غصب .. بعدين ريلج لو شوه ما كنتي لابسة .. عااادي ..
لكن حور هزّت رأسها برفضٍ قاطع .. و هي تكرر ..
- لاااااااا تحاولين .. أول ما تخلص الملكة بشل عمريه و هليه و بشرد ..
- بخليه يلحقج ..
- جب بيشغلج سيف .. و بتنسين السالفة ..
ضحكت روضة بنعومة .. كانت جميلة للغاية .. متألقة بلباسها .. و بزينتها ..
- عنبوه .. كل هذا خوف .. شوه مسويبج خويه ..
تنهدت حور و هي تفرك يديها ..
- و الله انيه أخيل منه .. اروحيه مستحيه أنزل كذيه تحت .. هب متعودة ..!! ما قد حضرنا أعراس و الا حفلات من قبل .. عرس ودوم ختيه قبل خمس سنين .. و ما حيد شوه استوى فيه ..!!
هزّت روضة رأسها بإحباط غير مفهوم ..
- مادري كيف كنتن عايشات من قبل ..!!!! لو أنا مكانكن كان مت ..!
توقفت يدي حور عن الإحتكاك قبل أن ترفع عينيها لروضة و حاجبها يرتفع ببطء ..
- شوه كيف كنتن عايشات بعد ..؟؟ شرا ما العالم كلهم يعيشون .. الحمد الله فبيت ابونا .. مرتاحات و ما علينا باس .. و هب قاصرنا شي .. و تشوفينا قدامج الحين .. ما متنا ..
بدا جليّا أن جملة روضة التي قالت للتو لم تعجب حور .. عضت روضة لسانها قبل أن تقول معتذرة ..
- هب قصدي .. بس ...
رفعت حور يدها بلا مبالاة تخفي أثر كلمات روضة التي قالت للتو بابتسامة باهتة ..
- أعرف انه هب قصدج .. طبي السالفة .. قولي ليه .. أشوفج وايد مرتاحة ما شا الله ..! شوه احساسج و انتي عقب شويّة بتودعين حياة العزوبية ..
علمت روضة ما الذي تفعله حور بالضبط .. و هذا ما عاظم إحساسها بالذنب .. التوت ملامحها بأسف حقيقي .. و هي تعيد أسفها ..
- حور فديتج و الله آسفة ..
برودة قارصة أعقبت استنكار روضة لحياتهم السابقة لمجيئهم هنا ..
كرهت إحساسا خبيثا راح يخز روحها .. و هي تفكّر ،،
ما الذي يعتقدون أنهم قدموه حقا بهذه القصور الباردة .. و أموالهم ..؟!
إحساسا حقيقيا بالأمان ..؟ سعادة ..؟ حبّا ..؟
شعرت بأن روضة لن تفهم مطلقا قيمة الشعور الذي كان يحتويهم و هم يعيشون في ذاك البيت الضيق .. يتقاسمون ثلاث حجر ..
و يعلمون بجد .. لتنظيم حياتهم ..
كانوا آمنين و مستقرين ..
سعداء .. و لا يشغل بالهم شاغل ..
حياتهم تمشي على وتيرة واحدة ..
لكن كل ذلك نهب منهم في غفلة ..
حين توفي أبيهم حمل على ظهره كل تلك الأشياء الثمينة .. و رحل ..!
هناك شعور ملموس فقدته منذ اليوم الذي ترك فيه هذه الدنيا ..!
نظرت بعمق إلى ملامح روضة الجميلة .. بزينتها المذهلة .. و فستانها الباهظ الثمن ..
و تضارب الذنب في افساد فرحتها ..
نحت افكارها تلك بسرعة جانبا حين رأت الأسف يتفاقم على وجه روضة .. لتبتلع كل ضيق .. و هي تبتسم بصدق ..
هذه الفتاة لم تترك فرصة واحدة دون أن تقترب منهم .. و تساعدهم ..
صدق أحاسيسها البيضاء يخجل حور .. لذلك قالت بصوتٍ مخلص ..
- ع شوه آسفة يا الغالية .. ما تستاهل السالفة .. أعرف انج هب قاصدة ..
ثم لكزتها بإصبعها ..
- يا الله عاد .. لا تطولين السالفة و هي قصيرة .. أنا بسير الحين حجرة شيخة ختج بشوف خواتيه شوه سوّن .. بس خايفة ألقى حد هنيه ..!!
فهمت روضة أن حور تقصد إخوتها .. لكن قلقا آخر خالجها .. ماذا لو عمدت شيخة أختها لمضايقة بنات عمّها حمد ..؟
تعلم انها لم تراهن منذ اليوم الأول لقدومهن ..
هذه المرة الثانية التي تقابلهن فيها ..
و لم تظهر الكثير من الود حين وصلن إلى هنا ..
- حور قلتها مليون مرة .. محد من الشباب بيحدر البيت الليلة إلا عقب ما يروحون العرب .. لي منهم يبا شي بيتصل .. خذي راحتج ..
و توسّلت بقوة أن تلتزم شيخة برودها و جفاءها المعتادين نحو الغرباء .. على أن تبرز أي وقاحة قد تسيء لبنات عمّها ..!!
.
.
.
.
لا تفارق نظراتها ذات الأحمر المتحركة بنشاط في أرجاء الصالة الفسيحة .. اللون الدامي رسم معالم جسدها الطويل ..
و هي تدور بمرونة في أرجاء الصالة الفسيحة ..
رغم الخادمات الثلاث اللواتي كن يعمل بلا كلل ،، إلا أنها و أختها لم يتوقفن لحظة عن المساعدة ..
نفس حار حمّلته ضيقها و نفثته ..لا تعلم إن كانت قد ظلمتها .. لكنّها لم تعترض على الفتاة ..
كل ما تخافه هو أن يكون لابنها طفلا صم ..
هل هي مخطئة بخوفها ..!!
أم الفتاة صمّاء و قد أورثت احدى بناتها هذه الإعاقة ..
لطالما فكّرت بغيث و حاولت مرّة أن تحدّثه عن هذا الأمر ..
و الآن يأتي حامد ليصدمها بإختياره ..
لا تنكر أنها انتظرت طويلا منه أن يقدم على هذه الخطوة ..
و لطالما ألحت عليه بالزواج الذي يجيد التملص من ذكره ..
و حين اختار لم يجد الا ابنة معاقة قد تورث أبناءه إعاقتها ..!
لا تعترض على الفتاة ..
إطلاقا ..
إذ تبدو أخلاقها عالية .. و مما لا شك فيه أنها على قدر من الجمال ،،
تأملت شعرها الطويل الذي انسدل على ظهرها بكثافة سلسة ،، الشيء الذي اشتركت به مع أخواتها ..
هل رآها حامد في مكانٍ ما ..؟! عرفها ربما ..؟!
لما تعلّق بها و أصر على خطبتها هي بالذات ..؟!
ما المميز الذي جذبه لها دون غيرها ..؟!
تنهدت باستسلام ..
لن يفيدها رفضها الصامت هذا ،، استطاع زوجها إلجام أي اعتراض و فرض قراره عليها ..
لم تكن لتعترض على الفتاة لولا إعاقة أمها ..
أما الآن و قد أصبح الأمر واقعا لا رجوع عنه ..
ليس عليها أن تخلق حاجزا بينها و بين هذه الشابة التي ستغدو كنتها عمّا قريب ..!
إذا كان هناك ما يهمها حقا .. فهي راحة أبناءها ..
و لحامد بكرها نصيب الأسد من ذاك الإهتمام ..
فإن كان قد لقي ما يروقه في هذه الفتاة .. فستجده هي أيضا ..
و ستوكّل أمرها لله ،،
و ترسل دعواتها مثقلة بقلق أمٍّ حانية ،، لتطرق أبواب السّماء ..
لن تكون أكثر رأفة من الله على عباده ..
راقبت الحركة النشيطة للفتاتين و هما تتنقلان برشاقة في المكان ..
و من أعماقها إنبلج رجاء صادق بأن يقدّم الله الخير لإبنها في أي أمرٍ كان ..!
ببطءٍ وقفت على قدميها ،، لتتحرك بوقار تناسب مع عمرها ..
كانت تدنو من عفرا التي بدت منشغلة بحافظات القهوة المكدسة على طاولة ،،
توقّفت خلفها تماما .. تراقبها بصمت .. فيما تود عينيها لو تخترق أضلع هذه الفتاة لتستشف أي روح سيعايشها ابنها مستقبلا ..!
- عفرا ..؟!
تجمدت يديها قبل أن تستدير بسرعة للخلف ،،
لتتهادى أطراف شعرها الثقيل بتموجاتٍ بطيئة ،، و هي تقول بتلقائية ..
- لبيه ..
امعنت في ملامحها الهادئة .. النظرة المؤدّبة .. و العينين المهتمتين ..
بدت على استعداد لتأدية مهمة ما .. ستُطلب منها ،، حين توقّعت أم حامد اصطباغ وجهها بألوان الخجل ..!
- لبيتي في منى ،، تعالي ياميه .. بغيتج شوي ..
قالتها أم حامد و هي ترغم نفسها على التحديق في وجه هذه الفتاة التي ستأتي بعد فترة لتعيش معهم ..!
غزا وجهها الإرتباك فجأة .. و قلق لم تفهمه المرأة .. و عفرا تتساءل بتوتر ..
- تبغينيه ..؟!
أومأت أم حامد بهدوء .. و تحرّكت نحو الدرج العريض التي تنصب عتباته في ركن الردهة الفسيحة ،،
بخطواتٍ مثقلة ..
راحت عفرا تجرّ جسدها المتخدر خلف أم حامد ..
و رعب بارد يصلب شرايينها .. فيما كانت خفقات قلبها .. خافتة ..
تخالف صخب الأفكار الصارخة التي راحت تدوي داخلها ..
ما الذي تريده أم حامد منها ..؟!
تراه إبنها قد أخبرها بحقيقة خطبته ..؟!
ارتدعت أوصالها خوفا من هذه الفكرة .. ربّما برر لأمه خطبة الفتاة التي لم تنتقل إلى هنا إلا منذ شهر ..
و إعترف لها بمجمل الموضوع ..؟!
تخيّلت لبرهة أن تكون هذه المراة على دراية بفضيحتها ..!
من يضمن لها سكوت حامد بعدما عرف بسرّها ..؟!
هذا الغريب الذي لا تعرف عنه إلا ثقة غيث فيه ..
ربــــاه ..!!!
تنتفض نبضاتها الآن ،، فيما تدنو من جناح أم حامد و عمّها ..
ما الذي تريد أن تقوله ..؟
هل تعلم المرأة بالأمر ..؟ أم أنها تريد شيئا آخر ..؟
لماذا تختلي بها هنا إذا ..؟!
ألم تستطع قول ما تريد في الأسفل ..؟!
هبط قلبها رعبا .. و لم تستطع عيناها الإمعان في الترف الذي ينضح من جدران الغرفة العالية ..
صالة صغيرة ،، دلفتها مع أم حامد التي أشارت بيدها على الأرائك المصفوفة و هي تقول بهدوء ..
- يلسي ياميه .. بييج الحين ..
على أقرب أريكة انزوت عفرا .. تريح قدماها المرتعشتين ..
و يديها المتعرقتين تنعقدان بشدّة .. مترقّبة بخوفٍ حُفر في عينيها ..!
لحظاتٍ قصيرة تلك اختفت فيها أم حامد خلف أحد البابين .. قبل أن يصل لرأس عفرا المنتكس وقع أقدامها عائدا ،،
التوجس الذي يخالجها .. أجبرها على الإطراق .. لم تجرؤ على المغامرة و مقابلة نظرة المرأة .. لتلتقي إحتقارها .. او خوفها .. او رفضها ..
أو أي شعور كان ذاك الذي إختلت بها كي تصبّه على رأسها ..!
شعرت بالخلو الأريكة جانبها ينزح تحت ثقل المرأة .. و هي تسمّي بالله هامسة ..
قبل أن تقول بصوتها الوقور ..
- عفرا ..
في استجابة بطيئة ترفع رأسها بتوتر .. لتلتقي وجه المرأة الذي إختفى خلف - البرقع - مبرزا عينيها مبهمة النظرات ..
بحثت عفرا في عمق عينيها عن أي لومٍ او نفور .. لا تدري لما تأصلت في نفسها فكرة أن ابنها قد باح لها بكل شيء ..!
- لبيه ..!
مدّت المرأة تلتقط يد عفرا .. بهدوء ..
- لبيتي حايّة ،،
و التقطت كف عفرا بهدوء .. لترفع عفرا عينيها بشجاعة نحوها ..
ما الذي ستقوله الآن ..؟!
لكن أم حامد لم تقل شيئا ..
بل فعلت ..
شعرت عفرا بدفء المخمل على يدها لتنتكس أبصارها بعدم فهم ..
علبة دامية ،، متوسطة الحجم توسّطت كفّها .. فيما انشغلت أم حامد بفتحها ..
لتكشف عن إسوارة ذهبيّة عريضة .. التقطتها بين أناملها لتفّها برفقٍ حول رسغ عفرا الأيمن أمام صدمتها ..
و هي تقول بهدوء ..
- مبروك ياميه .. الله يتمم لكم ع خير ..
اعترضت عفرا بصوتٍ متحشرج .. و الألم يتضخم في حلقها .. يخنقها ..!
- عموووه عبلـ ...
قاطعتها أم حامد بسرعة ..
- لا فديتج .. هاي و لا شي .. لكنيه بغيت شي منيه قبل الملكة و قبل لا ييبون لج شي .. حامد بكري .. و فرحتيه لولى .. و حرمته غالية عليّه ..
وجع محرق انبلج في قاع روحها ،،
يتصاعد مع كلمات أم حامد و الفرحة الهادئة في عينيها ،،
تقضي على كل ما فيها ..
تلهب جوفها ..
و لو فتحت فمها الآن .. لتصاعد الدخان منها آهة باكية ..
آه ..!
يقتلها شعورها بانها مخادعة ،، هذه المرأة فرحة بزواج إبنها .. لا تعلم بأنه يُقدم قربانا لعاداتهم ،،
لا تعلم أي حياة سيعيش ابنها معها ..
و أنه رجلٌ بلا حقوق ،،
تظن بأنه يريدها ..
لا ..
لا أحد يريدها ..
لا أحد ..
و لا زالت متعجّبة كيف رضي بأن يتزوجها ..!
كيف ..؟!
كانت أم حامد قد انتهت من إحكام قيد الذنب ذاك على رسغها الأبيض ،،
برودة الذهب على جلدها تعيّرها بخداعها .. و باستغلالها للمرأة حتى و إن لم تقصد ..
رفعت عينين ماطرتين لها ..تلتقي الترقب الهادئ في عينيها ..
تعلم أن هذه الفرحة ستحترق ان علمت أم حامد ما الذي دفع ابنها للزواج حقا ..!
و أمام انتظارها .. لم يكن أمام عفرا سوى الإقتراب لطبع قبلة على رأس هذه المرأة ..
في وقتٍ قريب ..
ستلازم البيت الذي تسكنه .. و ستكون أقرب لها من الوريد ..
كرهت أن تسبب لها الألم بعد لفتة الحنان هذه ..
و جاهدت لكبح الدموع اليائسة في مقلتيها .. و هي تنبش بأنامل اليأس باحثة عن ابتسامة مرضية ..
قد توصل الإمتنان لقلبها ..!
لكنها لم تستطع ..
لم تقوى شفتيها سوى على الارتعاش .. قبل أن تخمد باستسلام تحت وطأة ألمها ..
كيف ..؟!
كيف يفعلونها ..؟!
كيف ينجحون أولئك المكابرون لموت فرحتهم في الابتسام بهدوء .. و رفع أعينهم .. و النظر للعالم بلا دموع ..
كيف لهم أن يضحكوا .. يلهوا ..
في حين تعيث مديّة الأقدار جراحا في أرواحهم ..
يقفون هناك .. منتصبين ..
شامخين ..
و على شفاههم ابتسامة تتلوى ألما ..
تقاتل مستميتة للبقاء تحت لهب تلك الأنفاس المحرقة ..
أنفاس لم تعد سوى لمسات من جحيم يحيل كل ما فيهم لرماد ..
كيف يفعلونها ..؟!
لم تستطع بعد انكسارها سوى على الجثو ..
ركبتان على الأرض .. و دمعة هوت ..
و بقايا من ذكريات مضنية .. ارتمت بلا حراك ..
لا عون ..
و لا سلوى ..!
.
.
.
.
من تحت جفنيها الثقيلين ترسل نظرة منتقدة للرأسين المتقاربين .. فيما تنفلت وشوشتهن الخافتة ،، متسللة لأذن شيخة..
زفرت بضيق تحت ثقل المساحيق التي استمرت المزينة في وضعها ..
لم ينزلن مع أختيهما إنتظارا لحور ،، فيما قضت الأخيرة وقتا طويلا عند روضة .. و حان وقت قدوم الناس و لم تخرج بعد ..!
كن بنات عمّها قد حاولن منذ وصولهن جرّها لأحاديثهن .. و لكنّها تجنبت الإنخراط الإجباري ذاك ببرود إجاباتها المختصرة ..
شعرت بكراهية تجاه الفستان الثقيل التي كانت روضة قد اختارته لها .. مضطّرة بأن تكبّل بهذه الزخارف المقرفة و هذه الأصباغ الخانقة حتى نهاية الليلة ..!
لم يكن أمر الهروب ممكنا كما اعتادت عند أي مناسبة تعرض أمها عليهن الذهاب لها ..
هذه حفلة عقد قران أختها .. و لا يمكن لأي عذر أن يمنعها من الحضور ..
سلطت نظرة جانبية أخرى على الفتاتين الجالستين في زاوية الغرفة و قد بدا عليهن الاستمتاع بأمر ما .. فالضحكات الهامسة لا تتوقف ..
اكتفاءهن بالكحل و لمسة بريق على الشفاه خلّفت تأثيرا أنيقا و بسيطا عليهن .. بدون عالم الألوان الذي ستراه اليوم ..
بدون نظيفاتٍ للغاية .. و مسحات البراءة تنتشر في ابتساماتهن الحلوة ..
تمنت لو كان بامكانها ان تستغني عن كل هذه الألوان التي ملأت وجهها ..
خاطر واحدٌ أقلقها .. أن تكون الكبرى قد اكتفت بالكحل مثلهن ..!
لا بد أن روضة ستدفعها للافراط بالتزيّن و الا لما أجبرتها على التزيّن معها ..
تمنت بقوّة لو أن زوجة أخيها تظهر بشكلٍ مشرّف .. بعيدا عن البساطة التي سبق لعوشة أن سخرت منها ..
لو أنها تبرز جمالها فقط .. لتقمع أحقاد عوشة و تعرف الأخيرة أن لا مجال للحصول على غيثٍ أمامها ..
لن توفّر ابنة عمها المدللة هذه المناسبة لتبرز جمالها بقوّة ..
فإذا وضعت حور أمامها في مقارنة .. ستخفق دون شك ..!
لكنّها أراد الخيبة لعوشة .. ما زالت تحقد عليها و بقوّة ..
لو تستطيع حور فقط أن تريها حجمها الحقيقي .. و تريها أنها أهلٌ للمنافسة ..!
ارتفع صوت الطرقات على باب حجرتها ..
التفتن الفتاتين إليها بوجهين متسائلين .. و انتظرت أن تفتح إحداهن الباب ..
لكنّهن استمررن بالنظر إليها ..
قالت بصوتها الغليظ ..
- بطلن ..!
رفعت من تعرفها بإسم نورة حاجبا و هي تقول ..
- يمكن حد من خوانج ..!!
التوت شفتها بشيء من السخرية ..
- لا ما بيحدرون الين ما تخلّص الملكة ..
و على كلماتها تلك هبّت دانة من مكانها متوجّهة نحو الباب .. تفتحه بقوة ..
ما إن انفتح الباب حتى طالعت دانة الواقفة خلفه ببرود و ابتلعت انبهارها و صدمتها بما ترى و هي تقول ..
- خير الشيخة تبين شي ..؟
ضحكت أختها الكبرى بخفة ..
- هيه .. أبا أحدر و أشوف الغراشيب لي داخل ..
رفعت دانة حاجبها ..
- آسفين ما ندخل إلا العايلة ..
- عنلاتج .. و أنا من وين من الشارع ..؟؟!
- انتي منوه ..؟؟!
- انا أختج العودة .. عمتج و تاج راسج ..
هزّت دانة رأسها برفضٍ خبيث ..
- لا .. لا .. انتي غاوية .. و ختيه العودة خسفة ما تتشاهد ..
اتسعت عينا حور بقوة .. و ضاعف اتساعها ثقل الكحل المحيط بها ..
- أنا خسفة يا الشعشبونة ..!
لكن نورة قفزت من خلف دانة بلهفة .. لترى حور أيضا ..
قبل أن تطلق صرخة ذاهله مدوّية تلفّتت إثرها حور حولها برعب .. و هي تهمس ..
- عنلاااااتج يا السبالة .. بلاج تصارخين ..؟!!!!!
تبادلن نظرة واحدة هي و دانة قبل أن تستند نورة على الباب الخشبي تدق عليه بنغماتٍ رتيبة مع تصفيق دانة ..
- عيناااااااوي يا إعصااااااااار .. يااااا سااااااحر الأبصااااااار .. حبي للأبد .. ما مثلك أحد ..
ثم قطعت نورة الأغنية تقول بذهول فرح ..
- حوووووووووور طالعة غاوية يا بنت اللذين ..!! و الله شيفتج انقلبت امية و ثمانين درجة ..
- عنلااتج حور .. وين داسه هالزين كلّه ..
- أووف عليج .. حور يا الخايسة .. قد ظمنتي ريل .. لا تخربين علينا ..
إطراءاتهن إستحالت زهرا يطبع لونه على خديّها .. و هي تبتسم بحلاوة ..
- فديتكن .. - ثم راحت تنحني بمزاح - شكرا .. شكرا .. لي يبا توقيع يصف في الطابور ..
نظرن أختيها لعضهن بعينين ساخرتين .. قبل أن تقول دانة لنورة متجاهله حور ..
- عطيناها ويه ..؟!
لتهز نورة رأسها بأسى ..
- وصدقت عمرها ..!!
التفتت دانة لحور بسرعة ..
- أقول يا الحبيبة .. انتي و هالويه المرقع .. تعالي بنوديج مباراة العين يوم الأحد .. عسب يشجع بج العمدة ..
ضحكت نورة .. و هي تقول بخبث ..
- حور .. هب حلو الشدو البنفسجي و الأسود .. لي يشوفج يقول نافخينها بكس ع عينها ..
لوحت حور بيدها .. و صوتها يرد بثقة ..
- جب .. جب .. يلا .. انتي وياها .. هب ياية أطلب رايكن .. واثقة من عمريه .. خوزن أبا أحدر ..
- ادفعي رسم دخول ..
لكن حور دفعت نورة بخفة ..
- ليش حديقة الحيوانات ..
ضحكت دانة ..
- هيه .. ما تشوفينهم حاطينج للعرض ..
لم ترد حور عليها و هي تدنو من المزيّة التي كانت تضع اللمسات الأخيرة على وجه شيخة التي تدلّى فكّها بشيء من الذهول ..
لتهمس بصوتٍ متحشرج ..
- غاااوية ..!
ابتسمت حور .. و قد منحها مظهرها الجديد ثقّة ممتعة .. شعرت بأنها تمشي كملكة ..
تذهل من حولها ..
و علمت بأنها ستزيل ذلك كلّه بعد منتصف الليل ..
كسيندريلا ..!
- هب أغوى عنج ..
وجه شيخة الذي كان غير معتاد بالمساحيق التي لا تضعها عادة .. التوى بابتسامة مطمئنّة ..
بدت حور كندٍّ راسخ لعوشة ..
و علمت في قرارة نفسها أن عوشة ستتلقى مفاجأة جميلة هذه الليلة ..!
.
.
.
.
- بنات حمد ..!
- هيه حمد بن سيف ..
- و العثرة ..! خمس و عشرين سنة و ابوه رايغنه من البيت .. شوه ذكّرهم فيه عقب موته .. ؟؟
- هييييه .. يبا يظم هاليتامى عقب عين أبوهم ..!
- حافظ عليهن ما أطول شعورهن ..
- مرحبانيّات الله يحفظهن .. و موجّبات .. كانهن من هل البيت .. ما شفت حد يعابل الفوالة و القهوة غيرهن ..
- هاييك لي لابسة الازرق هي لي قربتبيه .. يا الله يا ذرابتهاا .. منطوقها ما ينعاب ..
- يقولون وحدة من بناتهم صمخاا .. شرات أمها ..
- يا الله بالعون ..!!
- هيه و الله .. ما شا الله .. ما شالله .. هاي عوشة بنت مطر .. حي ذا الشوف .. ما شا الله ..
- ما قد انخطبت ..
- مادريبها و الله .. لو انخطبت كان درينا بها ..!
- و بلاه ولد عمها فازع للبعيدة .. و هي عنده ..؟
- منوه تطرين ..؟
- غيث ..
- بن علي ..؟؟
- حد غيره ..
- يختيه مادري به .. الرياييل ما ينعرف لهم .. هاييك لي عند صبحه حرمته ..
- غاوية و الله .. و صغيرة ..
- الله يتمم لهم ع خير ،،
.
.
كثير من تلك الأحاديث راحت تقلّبها الألسنة طوال حفل عقد القران ،،
ظهور بنات حمد المفاجئ و قد وصلن هذا السن ،، كان حديثا مناسبا ليلوكه الجميع طوال السهّرة ..
و كمن اعتاد الخدمة .. و بساطتها ..
رحن يمدن يد العون لأم حامد .. في الاستقبال .. و مساعدة الخدم في توزيع القهوة ،،
عينيها تتبعهن و هن يتنقلن من مكانٍ لآخر ،،
الفخر يتفجّر داخلها .. يطفح من عينيها المسنتين بابتسامة حانية ..
الإبتسامات الطيّبة المعلّقة على أوجههن .. و المجاملات .. و الحركة الخفيفة التي يقمن بها ..
كل خطوة .. كل إيماءة .. كل خفقة هدب ،،
راحت تتضخم في داخلها باعتزاز ..
تلتفت لزوجة إبنها القابعة جوارها .. و هي تحتضن طفلها الصغيرة ..
و دفق دافئ من الحب يسري في عروقها نحو هذه المرأة الطيبة التي عاشرت خشونة طباع ابنها لسنوات ..
رفيقة سنواته التي فقدهم فيها ..
لم يكن وحيدا ..! هي آنست وحشته بدونهم ..
أسندت تعب أيامه .. و قطعت معه ذاك الطريق الوحيد حتّى لم يعد يقوى المسير ..
فسقط ..
لتزحف هي بصمتها على الطريق الذي لم يبلغ نهايته ..
محمّلة بثقل ما كان يجثو على كاهله ..
من قاع روحها انبثقت دمعة ..
واحدة حزينة .. راحت تنمو ببطء ،،
تتصاعد داخلها .. و هي تتضخم ..
حوت أوجاع سنين مدد .. بعثروها في مهبّ أحقادهم ..
لم يستطع أحدهم أن ينسى .. او يغفر ..
لو كان لهم أن يمدوا أيديهم فقط .. لتلتقي اناملهم بسماحة قد تطمس سنوات البعد تلك ..
لو ..
لا ..!
لن تعيد - لو - شيئا .. لن تفعل سوى حفر ثغره في جدار صبرها قد يندس من خلالها الشيطان ..!
زحفت يدها الناحلة ،، بأناملٍ مجعّدة .. تلامس شعر حفيدها الأصغر بحبٍّ مُتعب ..
و ابتسامة متوجّعة تتراقص على شفتيها ،،
ربما فقدته ..
لكنّها وجدت في أبناءه شيئا من العزاء ..
بل الكثير منه ..
شيء بقوّة الحياة ذاتها .. أعاد لها تشبّثها بما حولها ..
إن كانت هذه آخر أيامها ..
فستعيشها بهناء .. و ستترك الدنيا بعدها سعيدة ..
تكفيها تلك الأحاسيس الجارفة التي تتربع وسط جوفها الآن ،،
ها هي حور لأحب أحفادها إليها .. و قريبا .. ستتبعها أختها لتصبح زوجة واحدٍ آخر منهم ..
يتغلغلون في العائلة ببطء ..
و يعودون لجذور أبيهم ..
و ستجرفهم الأيام متمهّلة لتجرف معها كل تلك السنوات الضائعة بدونهم ..
إلهي ،،
أحمدك حمدا كثيرا ،،
وجودهم حولي .. يمنحني لذّة أخيرة ..
تلوّن ما تبقى من عمر ..!

* * * * *

- خلاص اقطعوها الرمسة .. حامد يملك ع بنت عمه عقب اسبوعين .. و 1/6 عرس غيث ،، عقبها بشهرين عرس حامد و سيف مرة وحدة ..!
قالها بو علي و هو يدير عينيه الباردتين بصرامة في أوجههم ..
أومأ جميع الموجودين بهمهمات الموافقة حتى سيف الذي كان قد سعى جاهد لتقديم موعد حفل الزفاف ..
لكن الجد أبى إلا أن يقيم لغيث حفلة زفافٍ منفردة ،،
بدا الرضا على وجه غيث الأسمر و هو ينحني ليهمس بشيءٍ ما في أذن جدّه بعد أن أعقب الصمت كلماته الأخيرة ..!
وحده الذي شد قبضته بقوة و هو يصر على أسنانه ..
قهر يشعل أنفاسه لهبا و هو يبتسم في وجه كل مهنّئ .. و يضحك على دعاباتهم ..
و يجاري مزاحهم ..
أين ألقت به نخوته ..؟!
كيف سيتصرف معها يا ترى ..؟!
كيف له أن ينظر لوجهها كل يوم و كل ليلة .. ليستعيد ما سمع عنها ..
كيف ..؟!
كيف ..؟!
كيف ..؟!
ستمزّقه شهامته ببطء .. ستخنقه ..
سيعول صبره ..
كيف عليه أن يدير ظهره و يتجاهل وجودها ..!
فيما يصرخ العار الذي وشمت به في وجهه ،،
زفر بهمٍ يثقل صدره ..
ما الذي تشعر به هي ..؟
سعيدة يا ترى بتخليصها ..؟ مرتاحة لهذه الخطة الرخيصة لسترها ..؟!
لا بد من أنها تتلقى التهاني بحبور .. تخطط بفرح العروس لما سترتدي .. و ما الذي ستفعل ..!
التوت شفته بسخرية مريرة ..
و ربما كانت تظنّ بأنها حظيت بعريس مغفّل تستطيع أن تنسيه ما حدث لها .. لتعيش معه قصّة حب .. تنتهي بحياة طبيعية تكون فيها الرابحة ..!
انعقد جبينه بقسوة ..
لا .. ليس بالمغفل الذي قد ينسى ..
كرامته و رجولته .. تأبى أن يدوس عليها .. ليدنو منها ..
و سرعة استجابتها لخطبته .. إن كانت دليلا على سعادتها ..
فعليها أن تحضّر نفسها لخيبة ..
فقد يكون قد زج نفسه في الأمر .. كبش فداءٍ لسمعتهم ..
لكنّه سيسحق أي أمل لها به ..
لأنه لا يريدها ..
لا يريد فتاةً امتدت يد الخبثاء لتعبث بها ..!
فتاة لا يحق لها بأن ترتدي الأبيض .. و تنقش بالحناء ..
و تتقاطر خجلا ..
فتاةٌ مزّقت الطهارة عنوة عن جسدها ..
يحرم عليه لمسها ..!

* * * * *

خواء يسكنها الآن ..
ضجيجهم لا يخترقها ..
و هي تجلس جوار خالتها التي كانت تتكلم دون انقطاع ،،
لكنها لم تكن تستمع ..!
عيناها تدوران في المكان بنظرة زجاجية فارغة .. تلتقط تلك الأوجه المبهمة من حولها ..
الملامح المتعددة التي لا تعني لها شيئا ..
لازالت كلمات الرسالة تلك ترتعش أمام عينيها ..
تعيّرها .. و تصرخ بها ..
روحها الممزقة تنكر كل ما فيها ..
تكاد ترى الشاشة أمامها و قد لوّثتها كلماته بقعها سوداء .. تتراقص في مقلتيها دمعا كلما تذكرت ما قرأت ..
تبا له ..
من هو ليحكم عليها بهذه الطريقة ..!!
لا يعرفها .. لا يعرف عنها أي شيء ..
أخطأت بإرسال تلك الرسائل له .. ذاك الغريب المتعجرف ..
من يظنّ نفسه ليطلق الأحكام بهذا التبجح على من حوله ..؟!
لم يكن عليها أن تتجرد بتلك البلاهة أمامه ،،
بعض خبايا النفس يجب أن لا تتجاوز حدود الشفاه ،، و لا تتساقط قطراتٍ من أناملها على ورق ..
هي لا تعرف الحب ..؟! و تخلق وهما لتعيشه متألمة ..!
ماذا يعتقد ..؟ أنها مجنونة مثلا ..؟!
من يريد العذاب لنفسه ..
انها تحب ..
نعم تحب ..
تحب .....
مهلا ..!
تحب من ..؟!
تلفّتت حولها بشيء من الإرتياع و هي تبحث في الأوجه المتفرقة حولها عمّا يمكن ادراجه تحت لائحة الحب ..
تتيه نظراتها ..
تتعثر بين ملامحهم ،،
بعضها يعرقلها .. لتسقط خيبة ،،
و البعض ينزلق من تحت ناظريها بسلاسة .. لا أهمية له .. تدوسه بعينيها الخائفتين ..
وجدت أنها تنظر لوجه جدتها ..
تحبها ..؟!
بالتأكيد ..!! هل هذا سؤال ..؟
تحب هذه العجوز الطيبة .. تحبها كثيرا ..
لا يمكنها ان تستبدلها بشيء آخر .. إطلاقا ..
تابعت عيناها نبش الأطياف الموزعة حولها .. تبحث عن إثبات آخر لنفسها ،، بأنها تحب ..
سرعان ما التفتت لجانبها ..
كم هي غبيّة ..
تحب خالتها ..
ما الذي دفعها للضياع بين كل هؤلاء و هي تجلس جوارها ..
تحب هذه المرأة ..
تعلّقت عيناها بحدود البرقع ،، و بالتجاعيد الخفيفة التي أحاطت بخط الكحل الحالك السواد ،،
كانت تتحدث بسرعة .. و تلوح بيدها ..
لكن عوشة لم تكن تسمع ..
لطالما مدّت راحتيها لعوشة عطاءً بلا كلل ،،
أبواب بيتها شُرّعت ترحيبا بقدومها في أي وقت ،،
حضنها كان ملجأً تهرب إليه ،، و بناتها كن الأقرب لها رغم ابتعادهن ..
هذه الخالة لها تجويف في القلب تحتلّه بإهتمامها الذي لا تبخل به ..
كلما احتاجت إلى شيء .. قصدتها ،،
لم تضيّع الطريق لها يوما .. و لم تجد بابا موصدا في وجهها ،،
لكن .. ما الذي قدّمته مقابل كل هذا ..؟!
ما الذي أعطته هذه الحبيبة خلاف وجودها الثقيل في حياتها ..
انها حتى لا تستمع لها الآن ..
مرّ قرابة الشهر و لم تقرع بابها .. و تذكرها ..
انشغلت بكل ما حولها ..
مجيء عائلة عمها .. هوسها بقلمٍ مزّقها في ثانيتين ..
و سعيها وراء رجل .. استطاع آخر أن يزلزل ثقتها فيه ..
تراها تحب غيث حقا ..؟
منخرطة في البحث عن ألم ما لتعيشه .. و تبرر تعاستها به ..!
لماذا استطاع ذاك الحر هدم كل يقينٍ في داخلها برسالة ..؟!
كلماتٌ جوفاء .. نحتت على ورق ..
استطاعت أن تحرق معتقداتها .. و تبعثر رماد كل ما تؤمن به ببساطة ..
هل كانت جشعة ..؟!
نعم سيئة و تعلم ذلك .. و لكن ليست بتلك البشاعة ..
انها طيبة .. و محبوبة ..
ألم تقلها أخت غريمتها من قبلٍ لها ..
.
.
(( أنتِ جشعة ..
إعتدتِ فقط الأخذ .. و الأخذ .. و الأخذ ..
بلا مبرر ..!
متى أعطيتِ شيئا من مشاعركِ ..؟!
أ فكرتِ بذلك قبلا ..؟!
تلتهمين كل ما حولكِ و لم تفكّري قط بدفع مقابل لذلك .. ))
.
.
المؤلم أنها بحثت عن شيء في داخلها لتنفي تلك الكلمات بثقة ..
لكنّها لم تجد ..!
تعطي لمن ..؟!
لا أحد بحاجتها .. هي وحدها من تحتاج ..
هناك فجواتٌ في روحها ..
هوّاتٌ عميقة .. تلتهم كل جيّد فيها ..
خواء يسكنها الآن ،،
بين أضلعها روح قاحلة ،،
تلهث جفافا ..
ظمأٌ ..
تسمع صرير الريح يبعثر ما فيها ..
اخترق أذنها صخبٌ متحمس .. رفعت رأسها لترى عفرا و دانة اللواتي كن يرقصن منذ قليل يبتعدن مفسحات المجال لنورة التي جذبت إمرأة نحيلة الجسد بظهرٍ منحني .. تمشي ببطء ..
اتسعت عينا عوشة ذهولا .. حين جدّتها تستدير بوهن .. لتجاري خطوات نورة التي رقصت ببطءٍ و هي تضحك لها ..
فيما تتحرك جدّتها بجسدها النحيل بوهن .. و هي تلوح بيدها ..
فرحة تتفجر من عينيها .. و دانة تلتقط الكف الأخرى و تتماشى مع خطواتها الراقصة ..
الآن فقط لاحظت أن هذه العجوز تنقصها بهجة ما ..
قطعة واحدة من الأحجية ..
اكتملت .. لترسل فرحة تطفح من وجهها الذي بدا فجأة أقل تجاعيدا ..
فرحة لم تفكّر هي بمنحها إياها ..
فقط لأنها جشعة ..!
و لا تعرف كيف تحب ..!
و تلتهم كل من حولها دون عطاء ..!
و استرسلت دمعة بطيئة سيرها على جاني وجهها و هي تصفّق مع الجمع بيدٍ مرتعشة ..
و تشيح بوجهها كي لا يرى أحدهم انزلاق وجعها الفاضح ..
.
.
.
.
تخالط السعادة الخجل في مآقيها اللامعة .. و ثغرها يحتضن بسمة ،،
و هي تستمع لزوجة أخيهن ..
مرّت العينين على الفستان الذهبي الضخم .. الذي ترامت أطرافه حول المقعد الذي اتخذته ..
ترى يديها الصغيرتينٍ بلون العاج ،، و قد بدا الحنّاء أكثر احمرارا بنقوشه الدقيقة ..
بدت سعيدة بليلتها .. منفتحة .. و منطلقة ..
و كانت بعيدة ..
تعلم أن هذه الليلة مميزة لها .. و أنها كأختٍ لها عليها أن تتخذ مقعدا بجوارها .. لتبتسم .. و تضحك .. و تبادلها المزاح لإزالة توترها ..
لكن ذلك لم يكن لها ..!
بعيدتان هما ..
يقفان على طرفي نقيض ..
كلٌّ منهما اتّخذت سبيلا مختلفا ..لا تنكر محاولات أختها الحثيثة للإقتراب منها ..
لكن ذلك لم يحدث ..
مختلفتان .. و متباعدتان ..
بينهما مسافاتٍ شاسعة لم تقطعها .. و لا تجرؤ على الفعل ..
منفيّة هي في الأراضي التي إختارت .. و عزمت على البقاء فيها ..
و عليها أن ترضى بفقدان الكثير ما دامت مصرّة على البقاء ..
سحبت نفسا عميقا .. ففي زخم سعادة أختها لم تلاحظ وقوفها المطوّل على الباب حتى ..!
لذلك تنحنحت بصوتٍ مرتفع كادت حور أن تقفز له برعب .. قبل أن تبتسم لشيخة الواقفة على الباب ..
- بسم الله ..! روعتينيه .. أنا قلت واحد من الشباب ..
عبارة واحدة قُذِفت في وجهها .. و شجّت روحها بقسوة ..
تصلّب ظهرها بقوة و هي تتجاهل الألم .. و قول حور .. تركّز بصرها على روضة و هي تقول ..
- بغيت أشوف الدرب لغيث .. طالع الحين يباج توقعين ع العقد ..
ألقت الكلمتين و أدارت ظهرها .. تجر الحمل على ظهرها ..
و ترحل ..
لم تسمع الرد من روضة حتى ..!
.
.
.
.
اتسعت عينا حور بذعر .. و هي تردد بجنون ..
- طالع .. طالع .. طالع ..
و التفتت لروضة التي ابتسمت بحلاوة ..
- و ليش أنا زاقرتنج .. أعرف انه الحين بيطلع ..
شحب وجه حور بقوّة ..
- يا السبااااااالة .. رويييض .. عنلااااتج .. و الله .. و الله ما ارمسج .. خبينيه .. بسرعة قبل لا يحدر .. وين .. وين ..؟؟
و راحت تبحث بجنون عن مكانٍ للاختباء ..
في يضجّ قلبها ..
لا لن يراها هكذا ..
و لو اضطرت للاختباء تحت السرير ..
نظرت لوجه روضة الضاحك بإخلاص ..
- و الله ينيه ما ارمسج .. حراااام عليج ..
شعرت روضة بمدى اضطرابها .. فكرت بانها أخطأت بهذا الترتيب .. رفعت يديها ..
- خلاص عنبوه .. اندسي في الدريسنج روم .. ما بيشوفج ..
رفعت حور اصبعها في وجه روضة باتهام ..
- لو قلتيله انيه مندسة .. لا تعرفينيه و لا أعرفج يا بنت علي ..
و انطلقت تعدو .. لتختفي خلف باب غرفة الملابس ..
ضحكت روضة بشدّة ..
- خييييييييبة .. مسويلج رعب ..
أتاها صوت حور يرد بيأس ..
- جب ..!
حذّرتها روضة بصدق ..
- صوت حد ياي ..!
و مع آخر كلماتها انفتح الباب على اتساعه ..
و هوى قلب حور بين قدميها ..
ألصقت ظهرها بالجدار .. و هي تضع كفّا مرتعشة على صدرها .. تهدّئ من روع نبضاتها التي تكاد أن تهشم أضلعها ..
صوته الرجوّلي الغليظ يرتد على جدران الغرفة ليرتطم بالأرض ..
ثم يزحف ..
يصلها .. و هي تسحب نفسا عميقا ..
تتنفس وجوده الذي اشتاقت ..
- السلام عليها العروس ..
كان رد روضة هامسا و لم تسمعه ..
لا يهمها .. تريد أن تسمعه هو ..
أن يدوي صوته الفظ ليزلزل فؤادها مرّة أخرى ..
عضّت شفتها السفلى ..
و هي تنصت لحديثه المتقطّع مع روضة ،،
جانب لم تره يوما ..!
وجه الأخ ..
- متأكدة بتضحين بحياتج في سبيل المصلحة العامة ..
ضحكت روضة و هو يتابع بحزم ..
- يا الله فديتج .. وقعي .. لا .. هنيه .. هيه ..
ابتسمت رغما عنها ..
ملامحه السمراء الطافحة بالرجولة تسبح أمام عينيها المغمضتين ..
تمنت لو تلقي نظرة واحدة من خلف الباب ..
لكنّها مغامرة .. و قد يراها ..!
ثم ارتعدت فرائصها خوفا .. حين تساءل بنبرة متملّكة ..
- وين حرمتيه ..؟!
اتّسعت عيناها رعبا .. و فرّت كل قطرة دمٍ في وجهها و هي تنتظر رد روضة ..
هل ستخبره عن وجودها ..
ضمت قبضتيها بيأس .. و هي تتوسل روضة بصمتٍ أن لا تفعل ..
سرعان ما أطلقت تنهيدة ارتياحٍ مكتومة حين أجابت روضة بعض صمتٍ مطوّل ..
- ظنتيه تحت ..
تبا لها ..
أرادت أن تتلاعب بها ..!
ضمت أناملها لشفتيها بحرج حين سأل ..
- كاشخة ..؟!
ضحكت روضة بمكر ..
- ما بتعرفها ..
لكنّة رد بثقة و صوته يبتعد .. علمت أنه عازم على الخروج ..
- لا بعرفها .. لو شوه ما تسوي .. ما تغرني .. يا الله فديتج .. عقب ساعة بس .. بييج أحمد بيوديج الميلس الصغير عسب يسلم عليج سيف ..
لم تسمع رد روضة .. و صوت الباب يغلق خلفه ..
شعرت بأن قلبها يثب ليهرول خلفه ..
لم ترده أن يرحل بهذه السرعة ..!
دقيقة مرّت بعد خروجه قبل أن يأتيها صوت روضة ..
- حوووه .. حواري .. شوه رقدتي ..؟
بوجهٍ محمر .. خرجت حور .. تدفع خطواتها الثقيلة ..
اتسعت عينا روضة و هي تضحك ..
- هذا و انتي ما شفتيه ..!!! عيل لو ميودنج شوه بيستوي بج ..
لا تدري من أين أتتها الجرأة .. همسة متهوّرة انزلقت من بين شفتيها كالحلم .. كلمة واحدة تناغمت مع ضربات قلبها المدوية ..
- فديته ..!
شهقت روضة ..
-لااااا .. هاي رمسة يديدة .. لااازم نتصل به .. و انخليه يرد و يسمع بنفسه ..
لكن حور لم تجبها .. و هي تبتسم بحلاوة .. و تتلاعب بفستانها المنساب على قدّها ..
قبل أن تنظر لها روضة بحب ..
- انزين ذلفي و رتبوا الزفّة .. يقول عقب ساعة يبانيه في الميلس .. صدق مطوع هب شايف خير ..!
اتسعت عينا حور ..
- لا تخلينيه أعفس كشّتج .. انا من أنصار بو هنّاد .. فيه حرمة ترمس عن ريلها كذيه ليلة الملكة ..
- أمزح ترانيه ..
لكن حور هزّت رأسها بجديّة ..
- و الله يا روضة انج ما بتندمين ع سيف .. انا في المرتين لي شفتهن فيه .. حسيته ريّال طيب و يخاف الله .. بعدين هالنوع من الرياييل .. يتقون الله في معاملتهم .. مهما صار اعرفي انه بيتم خيّر فيج ..
- و اللييييييل .. حور .. بلاج اتحمستي .. و سدحتيليه محاضرة .. اظاهر صوت غيث خبّلبج ..
تنهدت حور بمزاح ..
- الا خبل بيه .. قلب حياتي رأسا على عقب ..
شيء من الخفّة تشعر به و هي تتعلم الحريّة في تدفق مشاعرها نحو زوجها ..
لا تخجل من حبها له ..
أبدا ..!
- يا عيني .. يا عيني .. الحين صدق بتصلبه ..
رفعت حور حاجبها و هي تضيّق عينيها الواسعتين ..
- سويها .. و بخليهم ينزلونج على دق معلاية ..
- هههههههههههههههه .. تسوينها .. أخت نوري و دندن .. هب بعيدة خربنج ..
ابتسمت لها حور و هي ترفع علامة النصر ..
- يا الله فديتج .. خلينا نلحق شي من الساعة .. بلاه مستعيل ريلج هذا ..! ساعة ..
و هزّت رأسها بتذمّر و هي تتوجه للباب .. و روضة تقول ضاحكة ..
- بتقولين ليه ..!!
فتحت حور الباب .. و ألقت نظرة أخيرة على ابنة عمّها ..
مكتملة ليلتها هذه ..
لم تكن كليلتها هي قط ..
أوصدت الباب خلفها ..
لا .. ليست كليلـ ....
و شهقت بقوة حين أطبقت على أعلى ذراعها يد من العدم ..
لتديرها إلى الخلف ..
وجدت انها تدور نصف استدارة .. لتتهادى أطراف شعرها الطويل بخفّة ،، و هي ترفع نظرها باستنكار ،،
قبل أن تختنق بالهواء الذي احتبس في رئتها فجأة و هي تلتقى عينيه الغامضتين ،، و ابتسامته الملتويّة ..
توقف قلبها عن النبض لثانية .. قبل أن يرتج بعنف .. صارخا ..
كان وجهه دانيا .. و عيناه تلوّحان وجهها الناعم المصدوم ..
تكاد أن تميّز شعيرات حاجبيه الغليظين .. و لحيته المشّبة .. فيما تعبق في أنها رائحة - العود - و قد خالطت عطره الذي اكتسح حواسها ..
جسده الفارع ينحني بهدوء عليها .. و هو يهمس ..
- أخيرا ..!
شعرت بدفء أنفاسه يبعثر غرّتها الناعم عن جبينها .. و وجهه يدنو أكثر ..
دائرة من السحر تلفّها .. و عيناها تتعلقان بعينيه الداكنتين .. فاقدة القدرة على النطق ..
و كأن الهواء قد ولّى هاربا .. تاركا لها أنفاسه .. لتستنشقها بذهول وجوده ..!
صوته كان أجشّا و عينيه تلمعان .. فيما يتساءل ..
- اشتقتيليه ..؟!
.
.
عطني المحبة ..
كل المحبة .. عطني الحياه..
عطني وجودي ..
ابغى وجودي .. أعرف مداه
املا شعوري .. بالحب مره
ابغى هواكم.. حلوه ومره
وأغلى الأماني .. عاشت في غربه
ياعمر ثاني .. عطني المحبه
.
.
شعر بقلبه يتضخّم بقوة .. و بدا أن الجدران نفسها ترتج لقوّة نبضاته ..
و هي ترخي أهدابها بخجل ..
بدت رائعة ..
مختلفة ..
بعينيها المتسعتين البراقتين ،، و خديّها اللذان ضجّا بلون الزهر ..
و هي تعض شفتها السفلى بخجل أنعشه ..
لون البنفسج ينسدل بنعومة على قدّها النحيل ..
كان يعلم بانها في الداخل .. و حين لم يجدها كم أخبرته شيخة .. أدرك بأنها تختبئ منه ..!
و لم يفهم لما ..!
أ كان عليها أن تحرمه من لقاءها ..
مرّ وقتٌ طويلٌ تاق فيها لرؤيتها ..
سنواتٍ .. بل قرون ..
ليس أيامٌ فقط تلك التي فصلته عن آخر مرّة وقعت عيناه عليها ..
تحرّكت أصابعه الطويلة لتمسك طرف شعرها الذي انحدر بسلاسة على طول ظهرها ..
لها فتنة الورد اليانع ..
و تاق لاستنشاق عبيرها ..
سحب نفسا عميقا يملأ به صدره العريض .. و ابتسامة لا يفهمها تزحف لشفتيه ..
و هو يسألها بخفوت ..
- ما رديتي ..؟!
.
.
عطني في ليل الياس شمعه ..
وبسمة نهار..
عطني في ضياع العمر دمعه..
وسكة ودار ..
واعطيك أمل في الحب غالي ..
يصعب على غدر الليالي ..
وأغلى الأماني .. عاشت في غربه
ياعمر ثاني .. عطني المحبه *
.
.
تمنّت لو أنها تستر نفسها بشيءٍ ما ..
شعرت بأنها مجرّدة بزينتها هذه أمام هذا الرجل ..
و لو كان زوجها ..
خجل راح يتفاقم داخلها .. لم تستطع حتى التفوه بحرفٍ واحد ..
يده الدافئة لازالت تحتضن نعومة الحرير في أعلى كمّها ..
هزّت رأسها بإيماءة غير مفهومة ..
أعقبها بضحكة رجوليّة دافئة اعتصرت معدتها ..
و هي تتنفس بعنف ..
ثم شهقت حين جذبها نحوه بشيء من الإندفاع .. لترفع عينيها بذعر ..
لكنه اكتفى باحناء رأسه و طبع قبلة عميقة على رأسها ..
واحدة أرسلت الحرارة على طول ظهرها .. حين ارتعش فؤادها بقوّة ..
فليساعدها الرب ..
كم تحب هذا الرجل ..!
شعرت بأنها على وشك الجلوس .. حين لم تعد تقوى الوقوف على قدميها المرتجفتين ..
لكنّ همسته الخافتة التي تمتم بها قرب أذنها أعطتها حلا آخر ..
- يا الله .. شردي ..
و أطلق يدها ..
و هنا شمخت بنظرها لثانية واحدة .. تحتضن في مقلتيها صورة له ..
قبل أن تستدير ..
لم تعبأ بأنه لا زال يقف وراءها ..
و يراقب هروبها ذاك ..
بخطواتٍ متعثّرة .. ضمّت بكفها أطراف الفستان .. و هي تندفع نحو السلّم البعيد متعجّلة ..
تتمايل أطراف شعرها الطويل بثقل ..
و تُجر أطراف فستانها على الأرض مجبرة على الرحيل ..
و ابتسامة خجلى تبزغ فجرا على شفتيها ..
و هي تبتعد ..
فيما يشيّعها هو بنظراته الغامضة ..
تأسره تلك الحور ..
و لا يعرف فكاكا لما هو فيه ..!

* * * * *
* عطني المحبة / للبدر ،،

 
 

 

عرض البوم صور زارا  
قديم 31-05-08, 03:17 PM   المشاركة رقم: 163
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ملكة الالماسية


البيانات
التسجيل: Jul 2006
العضوية: 8455
المشاركات: 10,839
الجنس أنثى
معدل التقييم: زارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالق
نقاط التقييم: 2892

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زارا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زارا المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

اعذروني لاني تاخرت في تنزيل الجزء.ز بس والله الجزء مانزل الا بعد لفجر.. وانا عندي مدرسه.. فما قدرت انزله قبل الوقت هذاا..

قــــــــراااءه ممـــتــعــه للجمــــــــيـــــــــع

 
 

 

عرض البوم صور زارا  
قديم 31-05-08, 04:59 PM   المشاركة رقم: 164
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 64757
المشاركات: 7,529
الجنس أنثى
معدل التقييم: لا خلا ولا عدم عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 34

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
لا خلا ولا عدم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زارا المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

سلااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااام










وسعوووووووووووووووووووووووووووووووووووووا






وسعووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووا












درررررررررررررررررررررررررررررررررررررررب







أناااااااااااااااااااااااااااااا جييييييييييييييييييييييييييييت بعد طووووووووووول غياب خخخخخ

والله النفسية كانت مش ولا بد ايام وبعدها دخلنا الامتحانات والحين نترعرع في ربوع بلادي العزيزة ^_^

اخباااارش زارا؟؟؟ والله كنت احاول اكتب رد ايام الاختبارات بس ماطلع معي شي يستاهل.. وعاد الحين جيت احط ردي ولو انه مختصر بس هذا اللي جا في خاطري بعد ماقريت الخطوة ال19...

ليتني غريبة....... والله العظيم ان الكلام اللي ينقال في حقش قليل جدا جدا..... إبداااااااااع يفوق الوصف.. وصف للاحداث يخلي القارئ يتخيل نفسه واحد من الشخصيات ويعيش الحدث لحظة بلحظة... مشاعرهم فعلا تحاكي مشاعرنا... ردات فعلهم فعلا ردات فعل واقعية خالية من الخيال المبتذل.... والله كأني اشووف القصة في خيالي واسولف مع كل شخص بروحه وانا اقرى ماتسطره يدينش من حميل العبارة والوصف.... ماعرف ويش اقوول غير اني لو كتبت لين الصبح والله ان شهادتي فيش مجروحة ... لا عدمنا هذا الابداع يارب...

نجي للشخصيات وظهورها في هذي الخطوة..( خطوة صماااء)

فعلا تستحق هذا الاسم هن جدارة ..... فاغلب شخصياتنا في هذا الجزء اختارات الصمم كحل بديل لكثير من امورها...

نبدى اولا مع حور...... شخصة راااائعة جدا جدا جدا..... اعشقها حد الجنون... اعشق تصرفاتها ومعاملتها لاخواتها وامها وكل من حولها.... فعلا انسانة رحومه حنونة ... قلبها كبير وابيض... يمكن تميل للسذاجة بعض الاحيان خاصة لما تكون مع غيث... تحسها طفلة بريئة لاخر حد.... اجمل شي حبها لاخواتها ولعبها لدور الام في اغلب حياتهن... واحترام اخواتها لها وطلب رضاها كما لو انها فعلا امهن يمكن بسبب عجز امهم ويمكن لان حور فعلا تناسب هذا المقام... حو فضلت او اختارت الصمم كحل بديل تخفي فيه ماضي ذالك الاب العظيم اللي انصدمت بماضيه... ما انكر اني زعلت لما في البداية حسيت انها بدت تفكر بوالدها بشكل سلبي... بس والله فرحتني لما راجعة حساباتها وعرفت ان الانسان مو معصوم من الخطأ ... وفضلت الصمم كباب تسد به ماضي مر واندفن حتى قبل ولادتها..... فضلت الحفاظ على صورة الاب الحنون الشديد اللي افنى اجمل سنين عمره يكد ويكدح عشان يوفر لقمة العيش الحلال لعياله ...وهو الشاب المدلل اللي متعود على الرفاهية وكل اوامره مستجابة... وهذا اذا دل على شي انما يدل على التغير اللي شهدته حياته بعد اللي مر عليه في شبابه... في كثير من شبابنا على هذا الحال واردى وماعمرهم فكروا بالتوبة... بس والدها الشخص اللي عرف غلطته ورجع عنها وهذا شي كبير وينحسب لها.... بجد انا احييش ياحور انش فكرتي صح وهذا شي مو غريب عليش لانش تعودي على اتخاذ قرارات كبيرة..... فعلا ان هذا شي صعب تتجاوزينه ان صورة الاب المثالي .. الرجل المصلي... الانسان الوقور.. فجأة تكون لها سوابق ومو أي سوابق.. عقوق وعربده وسكر.... بس الله يفتح توبته لكل عبادة ويسامح... اليس بالاجدر بنا كناس اننا نسامح وننسى الماضي ولو كان صعب!!!!!!!!........ واخيرا بجد كبرت في نظري لما صممت تتعلم لغة الاشارة عشان تعرف تتفاهم مع اختها... احس راح تفرغ نفسها هل الفترة للمها لان المها صابها من الاهمام الكثير....

غييييييييييث.........
ماعرف ويش اقول فيك اليوم!!!!!!!.. اولا انا اوافق زارا مية المية ... ان موقفك مع خولة حلو.. انا عن نفسي عجبني لاخر درجة ماعرف هل لاني ما حبيت خولة كثير.. والا فعلا من طلقها غيث بصراحة حسيتها تغيرت على ميعاد... والدليل انها زمان ماكانت تطلع أي مكان الا وميعاد معها.. بس اول شي سوته بعد طلاقها من غيث انها طلعت حرتها في ميعاد.... والكلام اللي قالته ما انكر ان فيه شي من الصحة... بس الوقت اللي قالته فيه هواللي يخليني اوقف ضدها... فعلا غيث صادق يعني لو انه ماطلقها كانت بتسكت ... والا اذا ردها نفس الشي راح تسكت !!... انا من رأيي ان غيث ولو انه بمنظور الجميع كان قاسي جدا... بس انا اشووف انه اكثر واحد فاهم لخولة.. واكثر واحد يعرف كيف يرد عليها..... دام هي ماحشمت عمرها ودخلت بلا احم ولا دستور تستاهل ماجاها... اولا غيث عارف ان ردة قوي بس عارف بعد انها تستاهله لان ما اهتمت لمشاعر اختها اللي مكن تحس انها صارت ثقيله على اختها.......
غيث وتعامله مع شيخة... بصراحة ليتني انا توقعت شي اكبر من كذا.. توقعت شي يخلي شيخة ماتعرف يمينها من شمالها لمدة كم يوم ^_^... ماحسيت غيث برد خاطري في شية.. يمكن هو باله مشغوول بكثير امور وهذا الشي بس كبداية.. الاكيد انه ماراح يطوفها لها ... احس انه راح يحطها تحت المجهر بدون علمها ^_^.

انا اشووف غيث في هذا المقطع ... فعلا اختار الخطوة الصماء كحل بديل لتفادي مواجهة مشاعهرة تجاه حور.. وماحب يعترف بشي لنفسه ..


ما بين انجذابٍ غريب للقياها ..
و بين إنكار مترفع .. لمعرفة ماهية تلك الأحاسيس ..
أتراها اخترقت أسواره و زعزعت عزائمه ..؟
لا يظن ..
لا زال يسيطر على نفسه ..
يفكر بها كثيرا لا ينكر ..
لكنه لا يزال قادرا على تنحيتها بعيدا ..
ابتسامة عابثة التوت على شفتيه الباردتين .. و هو يستدير مشيحا بنظره عن بيته المستقبلي ..
ذاك الذي سيحتضن يومـا جموح إحساسه ..
ليفهمه بحق ..
ما يجري في داخله ..!
فعلا هنا اعطى لمشاعره وما يجول في خاطره الصمم الكامل.... وماحب انه يتمادى في تفكيره لشي هو مو مستعد له الحين ... انتظر بقية اعترافاته لنفسه في الخطوات الجاية بإذن الله... واللي احس انه راح يواجه فيها مشاكل مصيرية وربي يعينه عليها ^_^

حاااااااااااامد........ ياناس انا هذا حبيته.... نخوته وشهامته وفزعته للستر على بنت عمه بصراحة شي يحب له كثير.... ومن حقه يحس بالرفص اللي داخلة بس والله اكبر جهاد هو جهاد النفس فعلا.. هو لما سمع صوت عفرا كان وده يكسرها ويقتلها ويمحيها من الوجود... ماحد يقدر يلومه لان الرجل الشرقي بشكل عام .. يموت ولا شي يمس شرفه.. كيف انه انغصب على ستر هذا الشرف المنتهك... هو لو يعرف عفرا من زمان كان لقى لها العذر ... بس انه وحده يجهلها ولا يعرف شي عنها وفجأة ينقال لها بنت عمك وعرضك واستر عليها... ما الومه لو الشياطين لعبت بمخه... بس البارت يظهل لنا انه يجاهد نفسه عشان يتقبلها ويلاقي لها العذر... بصراحة مافي شاب بيرضى بسهولة يتزوج بنت ماهي بكر...بس هو لرجولته وشهامته غصب نفسه...... اختار انه يصم اذنه عن اللي في خاطره .. انتظر احداث الخطوة الياية على احر من جمر ويش راح يسوي حامد فيها..

دانة ونورة..........يارررررررررررررربي هذولا الثنتين القصة بدونهم ولا شي خخخخخخخخخخخخ..... وربي دموعي اربع اربع على مواقفهم خاصة اللي بالسوق خخخخخخخخخخخ وربي تمنيت اني معهن كان جبنا العيد مع بعض خخخخخخ....... والا نعال ( الله يكرمكم) الزنوبة بو فصة خخخخخ قسم بالله تذكرت واحد نفس الوصف في ناين وست خخخخ.. وربي يا ليتني كأني معهم في السوق كل فستان يعلقون عليه او شنطة وان نعال(الله يكرمكم) اتخيل نفسي في السوق واشوفهم قدامي خخخ وعلى سالفة الماركات وربي جالسة اتخيل هذا من المحل الفلاني وهذاك اكيد من المحل العلاني خخخخخ... ليتني وربي قمة في الابداع خليتنا نعيش الشوبنج كأننا نحنا اللي رايحين نسوي الشوبنج ^_^........ سوق الباتانية ها خخخ قلت اكيد بتقوول خلونا نروح الكبرة ازين خخخ وربي ان فيه احسن من سوق الباتان ^_^ ........... بس احسن شي في الموضوع ان الحياة الجديدة ماغيرت مبادئهن وقناعاتهن اللي تربين عليهن... وهذا شي من جد عجبني في عيال حمد ^_^

شوفي ليتني القصة بدون هذا الثنائي مالها معنى ^_* .... وعسى نشوفهم في مواقف رومانسية خخخخخخخخخ

أحمد وهزاع.... شوفي ليتني وربي من بداية متابعتي للقصة وانا قلبي مقبوض كل ما اقرى لهم مقطع اكون ماسكة على قلبي... ماعرف ليش سالفة السباقات ماني مرتاحة لها بالمرة.. وعاد لما هذي الخطوة خليتي هزاع يصر انه يسابق بومتره الخربان قسم بالله دموعة تجمعت في عيوني وقلت لا بالله هزاع راح وقمت اتخيل القصة بدون هزاع وانا بعد ماقريت المقطع مال السباق.... كنت بطوف على المقطع وبروح للي بعده واذا شفت ان هزاع ماله صوت برجع اقراه خخخ بس بعدين اللقافة ماخلتني وجلست اقرى المقطع حق السباق وانا ماسكة على قلبي.... بجد احزني كلام هزاع لاحمد... من زمان خفت من هذي اللحظة خاصة لما يعايره انه احتياط بس... قلت لازم شي بيصير... واحمد لازم راح يتحسس من المعايرة الدايمة.. يقولون كثر الدق يفك اللحام.. وانا كنت اقول كثر معايرة هزاع لاحمد انه احتياط يمكن تسبب مشاكل حنا مانتمناها.... بس وربي كبر في عيني احمد لما ما سوى لكلام هزاع أي اعتبار... هنا انا اشووف احمد اختار باب الصمم واوصده على كلام هزاع.... بجد احمد هنا قمة القمة ^_*........ ونعم الاخ وولد العم والله..... الله لا يغير عليكم... ونتخلص من سالفة السباقات بدون أي اصابات...^_*..

شيخة.... ياني تمنيت ان غيث شلش وعلق رقبتش في المروحة ^_^..... والله لو انا عندش كان مارحمتش... الله رحمش وغيث شكله كان مشغووول.. وجا عقابة شي بسيط..... انتي بنفسش توقعتي شي اكبر... ياريت هذا تكون قرصة لش وتخافين من الجاي وتصلحين حالش ..... يارب تفهمين ان الطريق اللي انتي فيه غلط ومليون غلط .... صدقيني اذا فلتي اليوم من غيث مرة ثانية ماراح يرحمش .....

روووضة..... وربي انش انسانة طيوبة بشكل كبييييييييييير..... والله بنات حمد بدونش كان ماقدروا يتحملون حياتهم الجديدة بسهولة.... اللهم لا يحرمنا منش يارب... وان شاء الله البارت الجاي نشووف ملكتش وانتي قمرها ^_^

عوووشة.... ااااااااااااخ بس لو احط يسطرش كف...... يختي لين متى راح تحسين على دمش!!!! قولي لي ماعندش كرامة؟؟ والا تعودتي تراكضين ورى اللي مايبغيش؟؟؟ عسى بس تفهمين ان غيث لحور وحور لغيث.. وتبتعدين عنهم.... والله احسن شي تسوينه تظلين تكتبين يمكن تصحين لنفسش.. مع انه هذا الخطوة تبين لنا انش بديتي تصحين ولو على خفيف.... اهم شي ان ضميرش بدى يصحى بس اخاف انتي بعد تختارين الصمم كخيار بديل لش.... بس تصدقين نفسي قلم حر يسفهش لين تتأدبين ويسيرش على الصراط المستقيم....

نفسي اعرف من هو قلم حر... والله اني انا تعلقت في كتاباته من جمالهم وواقعيتهم... هل معقولة يكون مايد؟؟؟؟ ماعرف بصراحة بديت الخبط خخخخ.... بس جا في بالي مايد يمكن لان من زمان ماظهر في القصة

المها..... ياناس وربي هذي وردة القصة..... والله اني بكيت لما انهارت... هي بنت مثل كل البنات لها حق تحلم وتتمنى.. ااااااه .... والله اصعب شي ان الواحد يحلم ويخطط ولما مايبقى غير خطوة على الحلم .. فجأة ينهد كل شي... بس قوة شخصيتها وارادتها الكبيرة... اظن انها ماراح تخليها تستسلم.. راح تواصل تعليمها وتتقن لغة الاشارة... احس راح يكون لها مستقبل كبير .... يارب ما تخيب ظني ^_^


الجد.... تصدقوون بديت احبه... احس كل الجفا اللي يصطنعه هو ستار كان يبغي يخفي فيه ماضي ولده عن كل العيون... كبرايءه منعه انه يرجع يفتح صفحة دفنها مع الماضي... شموخه ما يسمح له يفضح مشاعره وشوقه وحنينه لولده فلذة كبه ولو قدام حور.. صح انه انكسر في لحظة من اللحظات بس ماحب يتكلم وفضل انه غيث اللي ياخذ المبادرة.. احس انه راح يعوض فقده لولده في نايف.. راح يربيه احسن تربيه ... انتظر البارت الجاي بفارغ الصبر عشان اشوف كيف راح يتعامل الجد معهم من بعد جلسة المصارحة مع حور...

هذا الللي جا في بالي الحين ...ولي رجعه بعد قرائت الخطوة ال20 بإذن الله ^_^

 
 

 


التعديل الأخير تم بواسطة لا خلا ولا عدم ; 31-05-08 الساعة 05:12 PM
عرض البوم صور لا خلا ولا عدم  
قديم 31-05-08, 05:04 PM   المشاركة رقم: 165
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
يتيمة جابر



البيانات
التسجيل: Sep 2007
العضوية: 44197
المشاركات: 13,147
الجنس أنثى
معدل التقييم: BENT EL-Q8 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 43

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
BENT EL-Q8 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زارا المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

لو بقول خطوة رووعة
بكون جذابة
ولو بقول انها حلوة ما رح اعطيها حقها
واذا قلت انها جنان بكون ما عندي ذوق
فعشان جذي بقولج
ان الخطوة هاذي مافي ولا كلمة تقدر تعطيها حقها
شيخة
ما في فايدة من كل الي يسويه غيث
دامها ما تبي تتغير وعاجبها الي تسويه و ودها لو تكمل بهالطريج
مع انها تدري انه شي غلط وتدري بعد انه رح يضرها واهي الوحيدة الخسرانة اهلها ما رخ صيرلهم شي ولا رح يتأذون واذا عبالها انها باهلطريقة بتعاقبهم على اهمالهم فاهي غلطانة
بليز شيوخ
راجعي نفسج وفكري عدل
الله يهديج
عوشة
تصرفات دانة ونورة والباجي
خلتها تحس ان في احد يبيها صج
كلامهم معاها وعدم مجاملتهم لها خلاها تحس ان عندها اخت او احد مهتم فيها
تحاول كثر ما تقدر انها تتجاهلهم وماتحس بالفرح معاهم عشان لا تحبهم وتتعلق فيهم واهي تبي تدمر حياة اختهم
كلام قلم حر صحيح 100%
اثر فيها وخلاها تفكر بكل شي سوته وبتسويه
ممكن تنتصر روحها الطيبة وتعدل تفكيرها
او
انها تنتقم من قلم حر على الكلام الي قاله واهي متأكدة انه صحيح
بس
كرامتها ما تسمح لها انها تعترف
الله يهديها اهي بعد
حور
تيننين ما شاء الله عليج
الله يحفظج
الحين اهي مو بس تحب غيث الا تموت فيه
وتبي تبين للكل انها تحبه
بس اهو شرح يسوي رح يعبر عن حبه لها ولا رح يخليه بقلبه
ويعاملها عادي وبس انه ربح منها شركة
الله يستر
غيث
يحب حور
او
بدا يحبها
وهذا شي زين بالنسبة له
قام يفكر فيها ويشتاق لها
قلبه يدق لا شافها وما يتحكم بتصرفاته واهي يمه
وده لو تطول معاها
كل هذا يبشر بالخير
بس هل رح يستمر ويطلق العنان لمشاعر<<ادري قلبت بس ما لقيت انسب من هالتعبير خخخ
او
انه رح يسحقها ويدوس عليها
الله يستر
روضة
تحب سيف
او
ترتاح له
كلام الناس مخوفها شوي من انه متدين يعني رح يتحكم فيها يعني ما رح تستانس ورح تنحرم من واايد اشياء
هاذا تفكير الكل تقريبا
بس
ليش ما يفكرون انه رح يعلمها اشياء واااااااايد ورح ترتاح معاها لانها رح تتقرب من ربها اكثر رح تخلي اشياء واااااااايد غلط كانت تسويها
يعني في شي زين من زواجها منه
حامد
بحاول كثر ما يقدر ما يشوفها ويعاملها عدل
بس مهما سوى مارح ينسى الي صار فيها
ممكن يشك فيها وايد بعد الزواج
والشيطان شاطر رح يوسوس فيه ويخليه يفكر اشياء ثانية مثل انه سوت الي سوته برضاها واذا طلعت من البيت مثلا رح يظن السوء فيها
بس
ممكن تصرفات عفرا تخليه يغير رايه
مثل ما غيرت راي غيث
الله يستر
عفرا
حرااااااام<<اليوم مو النجمة بردي خخخخخخخ
اهي تفكر فيه وباليي سواه لها
واهو يفكر بالي صار لها
صج فرق
على كل حال مثل ما خلت امه تحبها ومثل ما خلت الكل يحبها
رح تخليه يحبها ان شاء الله
احمد
يحب مها او يهتم فيها وبكل شي يتعلق فيها
ما يبي يعترف بمشاعره ويحاول يطلع مبررات لأسلته عنها غير انه يحبها
مادري اذا رح يستمر جذي او انه رح يعترف لروحه والي فيها فيها<<مادري وين سامعتها خخخخ
اممممممممممممممم بعد منو في
اي صح دانة ونورة
ما عندي شي اقووله غير
الله يوفقكم مثل ما رسمتو البسمة على ويهي<<عايشة الدور بقوة خخخخخ
آخر شي
اعتذر عالتعليق الي ما يعطيج حقج
تقبلي مروري

 
 

 

عرض البوم صور BENT EL-Q8  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ليتني غريبة, ليتني غريبة ابداع مستمر, ليتني غريبة وحشتيني يا بنت ربي يفرج عنك ياحلوة (بندقة), من ارووع القصص وارقاها.., من ارقى وأجمل القصص الخليجية, الأدب الراقي المستقى من البيئة الاماراتية بواقعيه, القسم العام للروايات, الكاتبة ليتني غريبة, ابداع الكاتبة الكبيرة ليتني غريبة, احب حور وغيث, اشتقت لحوووووووووووووووور ولغيث اووووووه يارب صبرنا, اسطورة دوما يا ليتني, اعوذ عليكِ بكلمات الله التامه من شر ماخلق..مبدعه ورب الكعبه, اقسام الروايات, حفظك الله من عيون البشر, خطوات تغفو على عتبات, خطوات تغفو على عتبات الرحيل, خطوات تغفو على عتبات الرحيل لكاتبة ليتني غريبة, خطواتٍ تغفو على عتبات الرحيل للكاتبة ليتني غريبة, روآية غير شكل آحآسيس خجوله^^, روايات مميزة, روايات خليجية, روايات كاملة, رواية خطوات تغفو على خطوات الرحيل, رواية خطوات تغفو على عتبات الرحيل كاملة, سيدة الضاد ليتني غريبة, غيثاني وربي انك مخبل فييني .الله يوفقك يااعسل.توقيذر فور ايفر.( زارتك)هخهخه, وهـ بس .. فارس فرسان الفرسان الشيخ طويل العمر غيث بن علي. المعروف بغيث زارا.., قلبي قلبي قلبي .. فديــــــــت ابوو العسل غـــــــ غيث زارا ـــيــ غيثي اناــث, قصة اماراتية تحكي الحب والبؤس والحرمان, قصة خليجية اماراتية ابداع ×ابداع
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 05:26 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية