لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-11-08, 01:41 AM   المشاركة رقم: 731
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 67002
المشاركات: 6,854
الجنس أنثى
معدل التقييم: I & U عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 15

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
I & U غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زارا المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه. ..حسبي الله على بليسك زويرة قطعتيني ضحك.......شوفي التشريح كبرت علييه يا ماما صاار تخصص غيثون بس..خخخخ...أما بالنسبة لأبواب المستشفى....أحممم هم يقدرووون يرموني..؟؟؟......تراهم يضيعون من غير خدماتي ..خاصة وأنا خير من يحكم بشخصياات المرضى....زي ما أن صاائبة بحكمي على غيثوون بالزززبط...خخخخخ......

......صدقاا صدقااا.. لقد وقفت ذهولاا أمام اتهااااامك الظاااااااااالم لي بأني ..أبي غيثوون... أصلاااا ياا فاالحة رااح عليييييييييييييييك...خخخخ,,,,قال مصادرته قاال..على فكرة أنا حطيت المشهد الرومانسي ذاك عشاان أحررررررررررررررررك وأقولك بح يا ماما رااح الاخ لحور دوري لك واحد صغيروني عشريني كذا,,,وممكن كماان من بتوع الطعشاات...خخخخخ...18..19....ينفعون....وإلا غيثون...رااح علييك خلاااص....هع.....أما أنااا......لو يجيبونه لي لحد البيت توصيل مجاني...بقفل الباب على رجله...هع هع.....عشان ينجرح و تلتهب مع يده...اجل يده الكريمة هاااا...وجعل يوجع ابليس والله يا زويرة إنك مخرفة من قلة النوم روحي خذي لك نوومة مزبوطة تعدل المزااج...أجل يفدا الدكاترة ذاا الغبي سليط اللساان....؟؟.....ما يجي بقدر أصبع جراح وااااحد ..خخخخ,,,,


صح صح..ترااك اعترفتي إنتي بنفسك إنه معقد نفسياا نتيجة ترسبات الطفولة عنده...يعني معقد يفك عقده عالبنية المسكينة...؟؟؟.. ومهماا كاان الآمان اللي عاشته حوور....ما يقلل من قدر الفاجعة اللي حست بهااا....بالعكس يمكن لو كانت طول الوقت متعودة على أب ما يهتم..كان ما فرق وجوده من عدمه.. بس اهتمام أبوهم فيهم خلاهم يفقدونه بقووة....


قااال إيش...ماني محصلة غيثون قاال...؟؟...تراها إهااانة بحقي باي ذاا وااي يعني...أجل بيق لاير..لييه تحسبيني زويرة على غفلة تعطي الخد الثاني قااال...هع هع,,,,,,هاتيها خدودك دامك بايعتهاا نفعص ونلعب إحنا يالمساكين المتدربييين,,,,,عالأقل تخدمين الإنساانية.خخخخخخ....


وصورررة الأطبااء حلووووووووووة ما تحتااج صورتي معاهم...بس اكيد لو رزيت وجهي بابا بيخلعه من مكانه....هعهع...قصدي بينور الصورة...خخخخ.....

 
 

 

عرض البوم صور I & U  
قديم 09-11-08, 02:01 AM   المشاركة رقم: 732
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ملكة الالماسية


البيانات
التسجيل: Jul 2006
العضوية: 8455
المشاركات: 10,839
الجنس أنثى
معدل التقييم: زارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالق
نقاط التقييم: 2892

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زارا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زارا المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة I & U مشاهدة المشاركة
   ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه. ..حسبي الله على بليسك زويرة قطعتيني ضحك.......شوفي التشريح كبرت علييه يا ماما صاار تخصص غيثون بس..خخخخ...أما بالنسبة لأبواب المستشفى....أحممم هم يقدرووون يرموني..؟؟؟......تراهم يضيعون من غير خدماتي ..خاصة وأنا خير من يحكم بشخصياات المرضى....زي ما أن صاائبة بحكمي على غيثوون بالزززبط...خخخخخ......

......صدقاا صدقااا.. لقد وقفت ذهولاا أمام اتهااااامك الظاااااااااالم لي بأني ..أبي غيثوون... أصلاااا ياا فاالحة رااح عليييييييييييييييك...خخخخ,,,,قال مصادرته قاال..على فكرة أنا حطيت المشهد الرومانسي ذاك عشاان أحررررررررررررررررك وأقولك بح يا ماما رااح الاخ لحور دوري لك واحد صغيروني عشريني كذا,,,وممكن كماان من بتوع الطعشاات...خخخخخ...18..19....ينفعون....وإلا غيثون...رااح علييك خلاااص....هع.....أما أنااا......لو يجيبونه لي لحد البيت توصيل مجاني...بقفل الباب على رجله...هع هع.....عشان ينجرح و تلتهب مع يده...اجل يده الكريمة هاااا...وجعل يوجع ابليس والله يا زويرة إنك مخرفة من قلة النوم روحي خذي لك نوومة مزبوطة تعدل المزااج...أجل يفدا الدكاترة ذاا الغبي سليط اللساان....؟؟.....ما يجي بقدر أصبع جراح وااااحد ..خخخخ,,,,


صح صح..ترااك اعترفتي إنتي بنفسك إنه معقد نفسياا نتيجة ترسبات الطفولة عنده...يعني معقد يفك عقده عالبنية المسكينة...؟؟؟.. ومهماا كاان الآمان اللي عاشته حوور....ما يقلل من قدر الفاجعة اللي حست بهااا....بالعكس يمكن لو كانت طول الوقت متعودة على أب ما يهتم..كان ما فرق وجوده من عدمه.. بس اهتمام أبوهم فيهم خلاهم يفقدونه بقووة....


قااال إيش...ماني محصلة غيثون قاال...؟؟...تراها إهااانة بحقي باي ذاا وااي يعني...أجل بيق لاير..لييه تحسبيني زويرة على غفلة تعطي الخد الثاني قااال...هع هع,,,,,,هاتيها خدودك دامك بايعتهاا نفعص ونلعب إحنا يالمساكين المتدربييين,,,,,عالأقل تخدمين الإنساانية.خخخخخخ....


وصورررة الأطبااء حلووووووووووة ما تحتااج صورتي معاهم...بس اكيد لو رزيت وجهي بابا بيخلعه من مكانه....هعهع...قصدي بينور الصورة...خخخخ.....


لاا تعليق


قلت انتس بتجين وتطاامرين وتسووويين نفستس وتقووولين ماا ابيه؟؟؟؟ بس على مين ياا الجزاره..تراني كاااشفتس..هع هع هع.. بس ارجع واقوول العبي بعيييييد يااجزاره.. غيث تمت مصاادرته منذوو مبطي. وانتي ابكي على الاطلاال.. هخهخهخه

 
 

 

عرض البوم صور زارا  
قديم 09-11-08, 04:11 AM   المشاركة رقم: 733
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الاسطوره


البيانات
التسجيل: Apr 2008
العضوية: 71967
المشاركات: 63
الجنس أنثى
معدل التقييم: ليتني غريبة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 13

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ليتني غريبة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زارا المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،

صباح الخير ،،

أعتذر بشدّة لتأخيري ،، الذي كان بلا طائل

تعسّر الجزئيات الأخيرة عليّ أعاقني و لم أجد له حلا إلا البتر ،،

مما قلّص حجم الخطوة .. و أحداثها ،،

قد يجدها البعض قصيرة .. و شحيحة الأحداث ..

لكن لم أشأ أن أعدكم بشيءٍ فلا أفي به ،،

( و مثل ما يقولون .. العوض و لا القطيعة :) )




ليتني

 
 

 

عرض البوم صور ليتني غريبة  
قديم 09-11-08, 04:14 AM   المشاركة رقم: 734
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الاسطوره


البيانات
التسجيل: Apr 2008
العضوية: 71967
المشاركات: 63
الجنس أنثى
معدل التقييم: ليتني غريبة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 13

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ليتني غريبة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زارا المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

► الخطـــــــــــــــوة التاسعـــــــــــــــــــة و العشـــــــــــــــــــرون◄


║ خطوات على الثلج ..! ║





زاخرة خطواتها بالحذر ،،
نظرة التوجّس .. و الإقتراب الهادئ ..
الترقب الصامت ..
كل خطٍّ من خطوط جسدها كان يصرخ بالتيقّظ التام من هذه الدخيلة الجديدة ..
رغم مبادرة السلام التي حملتها بين كفّيها .. تختصرها في وجبة خفيفة أعدتها بنفسها رغم ارهاقها لإطعام هذه الشابة ..!
انتصبت أنظار القعيدة عليها بمجرد تجاوزها عتبة بابها المفتوحة بقرعٍ هادئ ..
النظرة الحزينة ذاتها لم تتزعزع من وجهها .. إلا أن غيث جمع بين كفيّه ضياعها .. و شتاتها ..
و ستر فجوتي الفراغ التي كانت تظلم في محاجر جاحظة .. ملأها بأمانٍ كان أشد ما تفتقد ..
ذاك الحزن في مآقي صاحبة الكرسي كان غريبا عليها ..
حزنٌ أجنبي .. يخالف أوجاعها ..
لا يشبه سواد تلك الفضاءات السرمدية المخيفة في داخلها ..
هذه المراة تبكي وجودها هنا .. و فرار كل التماسٍ للثبات من بين اناملها ..
لتجد أنها ليست سوى وحيدة .. مهملة ..
فيما يمزّقها هي أن تكون موجودة و لم تعد تنشد سوى أن تندس في ثقبٍ من اللاوجود ..
لتختفي إلى الأبد ..
فيتسنى لها أن تزهق ذاك الوجع الكاسح الذي راح يملأ نفسها .. و الذل الذي أمسك بها من رأسها .. لينحدر به .. و يدفنه في قاعٍ من إهاناتٍ لا زالت تصرخ في أذنيها بصوته ..
صوت رنين كل ما تهشّم بينهما بالأمس لا زال يتردد داخلها ..
و قد أيقنت أنه بينها و بينه لم يعد من رابطٍ سوى المرارة ..!
لا شيء ..
لم يتبقى حتى الفتات في جوفها .. و قد أضحى كل ما بين أضلعها خراباتٍ من ألم .. هدتها عجرفته ..
و عاثت عنجهيته فيها دمارا لا يحتمل ..
و غدا كل وجه لذاك الرجل غريبا عنها ..
بعيدا كل البعد ..
و مؤلما لروحها الواهنة ..
و الآن تقف هنا .. و تحمل بين يديها بادرة اللطف لهذه الغريبة التي لا تفقه من أحاسيسها شيئا ..
طائعة أوامره ..
و في رأسها تتصدر صورة وجهه المتكبر .. و صوته البارد .. و هو يأمرها بأن تعتني بها جيّدا ..
فيما تستجيب لجفاف أوامره بذات البرود الذي راح يجمّد أوصالها ..
و قد شعرت بأنها قطعت فجأة شوطا طويلا ..
أبعدها عن كل دفءٍ قد يجمعها و اياه ..!
من حنجرتها نبشت هدوء كلماتها الحيادية ..
و لا شيء يتملكها سوى الشفقة على هذه المرأة التي شهدت انكسارها بين ذراعي زوجها ..
و راقبتها ترتشف طوفانا من الحنان راح يتدفق من بين حناياه .. لها .. دونها ..!
- السلام عليكم ..
الوجه الشاحب امتلأ بتوجس طفلة .. خالف سن المرأة الذي زودها به غيث ليلة أمس أثناء قدومهم إلى هنا ..
بدت ضئيلة .. و ضعيفة ..
غير قادرة حتى على الاتيان بنفسٍ واحد ..!
صوتها ملؤه الخشية .. و هي تخفض أبصارها بتوتر ..
- و عليكم السلام و الرحمه ..
فيما تتقدم حور نحو أقرب طاولة لتضع الصينية من بين يديها ..
و صوتها الرسمي المؤدّب لا يتجاوز حدود خفية بينهما ..
- يبت لج لقمة تاكلينها ..
عمّتها ..!
و لا تكاد السنوات تفصل بينهما ..
انما هناك جهلٌ يسكن الأنفس ..
بخفاياها ..!
صوت ضعيف أصدرته الشابة و هي تشيح بدمعة معلّقة بين أهدابها ..
- مااا بااا شي ..!
نظرت لها حور بحذر ..
لم ترد التطفل على أحزانها .. لكن عليها إطعامها قبل كل شيء ..!
هذه أقل عناية يمكنها أن تقدمها للفتاة ..
ليس إكراما لغيث و أوامره ..
انما هذا ما كان يمليه ضميرها و الشفقة ..
اذ تبدو الفتاة أضعف من أن تكون قادرة على ادارة أمورها ..!
- بس لازم تاكلين .. انتي من أمس ما كلتي شي ..
لكنها وجدت أنها لا تكلّم إلا جانبا موجوع من وجهها الذي صرفته بعيدا ..
سحبت الطاولة الصغيرة قرب الكرسي المتحرّك .. و هي تشعر بشيءٍ من الإضطراب ..
هذه الشابة مهما ادعت غريبة تماما عنها رغم القرابة المتينة التي تربطهما الا أنها لا تعرفها ..
و لا تعرف بأي طريقة قد تفكّر ..
و ما الذي قد ينتشلها من مستنقع الحزن لثوانٍ فقط لتجدد قوتها بلقمتين ..
- غيث وينه ..؟!
كان الصوت الضعيف هو ما أطلق السؤال مجددا ..ليخترق قلبها كالرمح ..
فيشجّه بقسوة ..
جلست على طرف السرير الذي أعد لها في الغرفة الأرضية بجانب المكتب ..
هذا السرير الذي لقيت عجبا من وجوده هنا .. في غرفةٍ صغيرة معدّة للمبيت ..
ما دفعها للتفكير بأنه كان ينشد هجرها لو لم تكتشف خداعه لتقلب الطاولة على رأسه ..
و تستفز غضبه .. فيصبه عليها بأتعس الطرق ..
زفرت و هي تنحي مشاعرها السوداء بعيدا ..
و تكشف عن وعاء الطعام المغلق كاشفة عن - الخمير - الساخن الذي تصاعد من البخار ..
ترتدي الهدوء و ستار من برود يستر النيران المحرقة داخلها ..
- غيث راقد .. جاهي و الا حليب ..؟
لم تردّ عليها ميعاد و هي تتأمل وجهها .. شعرت حور بنظرات ميعاد الحذرة المثقلة ..
لتقول بشبه ابتسامة صغيرة اغتصبتها بصعوبة لتزيل التوتر و هي تلتقط ابريق الحليب و تصبّ لميعاد كوبا ساخنا ..
- أنا حور بنت حمد .. لاازم نزقرج عموه أحسج صغيرة ع الكلمة ..؟!
التواء طفيف طفا على طرف شفتيها لجزءٍ من الثانية قبل أن تقول الفتاة بصوتها المتهدّج .. و هي لا تستطيع ابعاد الدموع عن صوتها ..
- لاا هب لاازم .. أعرفج .. هب أول مرة أشوفج ..
توقّف دفق الحليب الذي كانت تملأبه كوبا راح البخار يتصاعد منه و هي ترفع رأسها بحذر ..
- شوه ..؟ تعرفينيه ..؟ ما أذكر انيه قد شفتج ..!!
- تلاقيت أنا وانتي مرة في المستشفى .. كانت المها وياج ..
ضيقت حور عينيها بتوتر .. تحاول التذكر ..
- ما أذكر و الله .. متأكدة انها أنا ..
نظرة مريرة تعلّقت بملامح حور البسيطة الصافية و هي تقطب بهدوء ترتقب الإجابة ..
قبل أن تقول ميعاد بصوتٍ موجوع ..
- يمكن ما تحيدينيه .. لكن انا أذكرج من بد خواتج .. لنج الوحيدة لي قد كلّمتج من هليه غير ابوية و غيث .. يومها كنت حيا الله وحدة غريبة تقزّر وياج دقيقتين في قاعة الانتظار بالنسبة لج .. لكن انتي كنتي بنت خوية لي أشوفج أول مرة .. خوية لي فقدته قبل لا أعرفه و انحرمت فرصة انيه أشوفه مرة ثانية .. كنت أول وحدة أشوفها حقيقة عين من هليه كلهم .. عقب غيث ..
كانت حور تنظر بصدمة لها .. عينيها الواسعتين تبرقان بعدم تصديق فيما تستعرض في رأسها كل الأوجه الغريبة التي قد تكون التقتها يوما دون فائدة ..
لم تستطع تذكّرها ..
لم يكن منها إلا أن تكسر صوتها بخجل .. و تقول بلا حيلة ..
- ما أذكر ..!
ابتسامة ألم هي ما حفرت على وجه ميعاد و هي تراقب حور التي ذبلت ملامحها أمام الخيبة الجلية في عينيها ..
قبل أن تلتقط كوب الحليب لتمدّه لها ..
و هي تقول بمرح مهزوز ..
- يعني أروم أغايض النوري و دندن و أقول انيه أول وحدة تعرفت عليج في العايلة ..!! أسميهن بينقهرن ..!!
تبخّرت ابتسامة ميعاد حين لوى اليأس ملامحها بقسوة ..
فعضّت شفتيها .. بألم ممزق .. متجاهلة كوب الحليب الممدود لها ..
و خرج صوتها محرقا .. ألهب حنجرتها .. فيما تُسدل ستارة ثقيلة من دموع أسدالها على عينيها الفاتحتين ..
- ما ظنتيه ..!! لي شفته أمس ما يقول الا ان العرب عايفين شوفتيه .. عاد كيف يتعرفون عليّه ..!!
و طرفت عينيها لتسقط قطرة ملوحة على خدّها .. فيما تيبّست ملامح حور .. و تبخّر من رأسها كل مبرر ..
ما الذي تقصده بقولها ..؟! ما الذي رأته ..؟!
أعادت الحليب للصينية بهدوء قبل أن ترفع عينيها لها .. و هي تقول بصوتٍ وجدت أنها تجتره من داخلها ..
- الوضع أمس كان صدمة .. كيف تتوقعين العرب يصدقون في ثواني الموضوع و يتقبلونه في نفس الوقت ..؟! أنا ما ألومج .. من لي قلتيه أمس لغيث عرفت انج ما كنتي تدرين بالموضوع .. لكن انتي ما ترومين تلومينهم ..! كل انسان يتصرف بالشي لي يمليه عليه احساسه وقت الصدمة .. ما ظنج اتوقعتي انهم يرحبون بج في اللحظة لي يعرفون انج بنت ابوية سيف لي داسنها عنا من السنين ..!! اقولج انيه الين الحين هب مصدقة الموضوع .. هذا ما يعني انيه أكذبج .. لكن شي من رفض الفكرة في داخليه .. أحس انها ما تستوي حتى في أخس الأفلام الهندية ..
ارتجف صوت ميعاد و عيناها تلتقيان صفاء مآقي ابنة أخيها ..
- لكن أنا شوه ذنبي ..؟!! أنا لي اخترت انيه أنولد بهالطريقة ..؟ لاا ليه أم .. و لا أبو مهتم .. محرومة حتى من أبسط حقوقية .. انيه أعرف أهليه .. تمر سنين .. و أنا أسمع عنهم .. بس أسمع .. أحفظ أسماءهم .. أطالع الصور لي اييب ليه اياها .. يكبرون و يتغيرون .. حد يدرس .. و حد يتخرج .. و لي منهم عرس .. و طالعي يا ميعاد .. هذا فلاان .. و هذا فلاان .. لكن شكله تغير عن الصورة .. أحفظ أساميهم .. أصمّها .. و الصور كلها تنحفر في راسيه .. أنا ما كنت أرقد في الليل الا و مليون خيال .. و خيال يمرنيه ..
تهرق أدمعها تباعا على خديّها لتحرق الوجنتين بحرارة الدموع و ما تكابد .. و اللوعة التي ظهرت في صوتها نقلت رعشة ألم لحور ..
- كنت أصنع عالم من وهم .. أتخيل انيه بينهم .. أرمسهم .. و ايردون عليه .. أزاقر عليهم كل واحد باسمه ..!! تتخيلين شوه صابنيه .. يوم دريت ان واحد منهم ماات ..؟!! انتو عندكم شي منه .. ذكرى .. أيام عشتوها وياه .. صوت و صورة .. عادي اتغمضين عيونج الحينه و تتذكرين أبوج كيف كان ..!! لكن أنا كيف أتذكر ..؟! و أنا حتى الصورة ما قد شفتها ..؟ كلمة مات يعني ميعاد اشطبي اسم من القائمة .. فرد ما شفتيه و لا بتشوفينه .. كان أخوج اسم هب أكثر ،، مالج ذكريات .. و لا بيكون لج .. مالج حق اتشوفينه .. و لا تحضرين عزاه .. انتو رافضين الفكرة ..؟ هب متقبلين الموضوع ..؟ برااايكم .. سووو لي تسوونه و حسووا باللي تبوونه .. انا ما بغيّر نفس حد .. لكن .. لكـ ..
و تكسّرت كلماتها مع تهدّج الأنفاس و استحالتها لشهقات ..
أسقطت أدمعا ثقيلة على وجهها و هي تميل رأسها بوجعٍ راح يسحق روحها ..
- لااا اتلومونيه ..!! لااا اتحملونيه ذنب ماليه يد فيه .. لو كان عليه فالحال غير الحال .. لكن هذا المكتوب ليه .. أعترض يعني ..؟؟ قولوا ليه ..!!
ارتعشت عبرات حور في صفاء وسع عينيها و نظراتها تتعلق بالوجه الملتوي بنشيج متألم ..
لم يمزّق فؤادها شيئا كذكر أبيها ..
ذاك الكبير .. الحبيب ..
جدار الصلابة الذي كان القوة لهم ..
تذكّرها ميعاد بأنها تحمل في داخلها دوما شيئا منه ..
ذكراه ..
الصور التي تملأ رأسها ..
كل تربيتة اُسقطت يوما من ثقل يده الكبيرة على رأسها أو الكتفين ..
كل احتضانةٍ جمع فيها طفولتها .. و المراهقة .. في راحتيه ..
كل الحزم و الصرامة في مآقيه ..
لا زالت تحمل شيئا منه في جوفها ..
الفخر بأنها ابنته .. اسمه الذي لا تربط اسمها الا به ..
و الحب الكبير الذي تضيق به نواحي قلبها ..
و الاستقامة ..
الا أنها أفسدت الأخيرة ..
و أخلفت تعاليمها لتثأر لنفسها ..
و لم تكن النتيجة سوى وجعٍ تأصل في روحها ..
خلفها غريبة عن الذات ..
لا تعرف حتى نفسها ..!
غطست نظراتها في عمق أدمع هذه الشابة التي اعتقدت أنها غريبة حزنٍ عنها ..
إلا أنها وجدت انعكاسا يشبههم ..
ذات الهجر و النسيان الذي تجرعوه سنواتٍ .. ذاقته هذه الشابة مثلهم ..
هي أيضا رميت لبقاع الصمت .. مستبعدة ..
لا تملك من أهلها سوى اسمها ..
كان بلا روح ..
المرارة التي لوت شفتيها ذكّرتها و راحت تثير شجن المشاعر القديمة ..
رفضها الأول لوجودهم هنا ..
كان الوضع معكوسا بشكل ما ..
فها هم من يرفضون هذه القادمة الجديدة ..!
أحرفها التي خرجت همسا .. كانت تحدّث نفسها بها أكثر مما راحت تردها على وجع ميعاد ..
- أنا ما ألومج .. الوضع لي انتي كنتي فيه .. نحن بعد كنا فيه قبل أقل من سنة .. ما نعرف عن حد .. و لا حد يعرف عنا .. الين ما توفى أبوية.. و قرروا هله يردون زمان الوصل ..! كل لي كنت أبا أقوله و ما أباج تفهمينيه غلط .. انج محتاية وقت .. شرا ما هم محتايين .. هم يبون يستوعبون لي صار .. و انتي محتاية تداوين الويع لي تحسين به .. و هالشي هب سهل .. الأمور ما تنقلب ما بين يوم و ليلة ..
ثم قالت بشيءٍ من السخرية الموجوعة ..
- مع انيه أحس ان كل أمورج تمام بما ان الشيخ غيث ورا ظهرج .. فلا يهزج ريح .. لنه هو و يدّه تقريبا الكل في الكل هنيه .. هم لي يفصلون الأمور .. و غصب طيب .. يلبسونها من حولهم ..
نظرة غرابةٍ عبرت ملامح ميعاد و هي تستشف مرارة دفينة في كلمات حور .. لكنّها لم تجد الوقت للرد أو حتى التفكير بها .. و بياضٌ يقف بالباب يجتذب ناظريها ..
الرؤية الضبابية تستوعب ضخامة الجسد الفارغ الذي يسدّ الباب .. و هو يستند على إطاره عاقدا ذراعيه ..
و الملامح السمراء بدت مبهمة من خلف غلالة الدموع .. لا تستطيع استنطاق أي احساس نحت على خشونتها ..
بدا أن التفاتتها قد جذبت حور بدورها لتلتفت ببطءٍ نحو الباب ..
خفق قلب الأخيرة بعنف .. و قشعريرة باردة تسري على طول ظهرها ..
فيما تتصلب أوصالها بعنف ..
للحظة شعرت بصقيع يلتفّ حول قلبها .. ليجمد نبضاته بعد الدفء الذي جلبه ذكر والدها و التفكير به منذ لحظات ..
عينيه الباردتين تخدشان صفاء وجهها بالنظرات الحادة ..
و هو يمعن النظر فيها .. شعرت بقسوة الفولاذ تبرق في عينيه الثقيلتين ..
فيما تضخّم الألم في جوفها فجأة ..
ألم بارد .. كريه ..
شيءٌ لاسعٌ راح يقرص أطراف أحاسيسها و هي تنهض ببطءٍ من مكان جلوسها ..
صراخ الأمس لا زال يصدح في رأسها ..
الإهانات .. و الشتائم ..
رأسها النابض بالألم بعد هجومه الشنيع ..
كان الجرح لا زال طريّا ..
يخزّها بألم حديث .. لم يهدأ بعد ..
اجتذبت نظراتها بعيدا عن وجهه .. و صور عنفه تعاود الظهور أمام عينيها ..
الذل .. الذل ..الذل ..
كؤوسٌ مترعة كان قد أسقاها اياها ..
لازالت مرارتها تقتلها ظمأً ..
صوته الذي ارتفع يملأ الغرفة .. و هو يقول بهدوءٍ ناقض وحشية وجوده ..
- صباح الخير ..!
عيناها اللتان التصقتا بالأرض منعتها من رؤيته و هو يتحرّك بخفّة نحو عمّته التي راحت تكافح لتكفكف أدمعها ..
تشعر هي بحركته و هو يتقدم من ميعاد .. لينحني عليها مقبّلا جبينها .. يمسح بيدٍ حانية رأسها ..
و هو يقول مازحا بخشونة ..
- ما خلصن دموعج لي من أمس تصرفينهن ..؟!
ثم ينتصب في وقفته .. ليستدير نحوها ..
عروق فؤادها ..تستحيل زرقة مميتة من البرودة .. و هي تشمخ بوجهٍ منكسر ..!
تواجه عينيه و تلك النظرة البطيئة القاسية ،، فيما صوته يخالف صلابة الملامح التي لا تراها ميعاد و هو يجذبها من كتفها بخفّة نحوها ..
و يسحق روحها بقبلة يَصِمُ بها جبينها .. فيما صوته العميق .. يسخر منها ..
- حبيبتي شحالها ..!
لتنهمر الدموع خلف عينيها ..
تهدر طوفانا مالحا يجتاح مدائن الإحساس فيها ..
حين ارتدت ملامحها هدوءا صاخبا ..
لم يزد ابتسامته الواثقة إلا اتساعا ..
ليستدير نحو الصينية .. ناظرا إلى الفطور الذي لم يمس بعد ..
- ها عمتيه ميعاد ..!! ما تريقتي ..؟
صوت ميعاد المبحوح يعلمه أي حزنٍ كانت تصرخ به منذ وهلة ..
- مالي به ..
ليرتفع صوته المتسلّط .. و هو يجلس على طرف السرير الذي كانت تشغله زوجته توا ..
- هب ع كيفج ..
لتتحرك الأخيرة بتوتر نحو الباب ..
هو هنا الآن .. سيطعمها .. و سيعتني بها ..
و ستأخذ هي استراحة قصيرة ..
ستهرع فيها لتلتقط بين أصابعها دفئا يوقد الجليد في داخلها .. من بين أحضان أحبتها ..
- حـــــــور ،،
صوته العميق أوقفها عند عتبة ..
فلم تتجاوزها .. لتستدير نحوه ببطء ..
شعرت بأنها عاجزة ..
لم تستطع الرد حتى على تحيته أمام عمته ..
.
.
.
ياحروفنا الملح.. في شفاهنا الحنضل ...
كان السكوت أفضل .. ولا الكلام ؟
قلت اللي في قلبي ..
وخرج الحكي ..من الحكي وما عاد..
اخيامنا طويت .. كافي ندق اوتاد
الكلمه .. ماهي انتصار
ولا انكسار ..
كانت حقيقه ..
يوم انقطع حبل الحوار
يا حروفنا الحنضل.. في شفاهنا الملح ..*
.
.
.
لا زالت جراح الأمس غائرة ..
تتقاطر وجعا محرقا ..
- على وين ..؟
فتشت في حنجرتها عن صوتٍ لتردّ به ..
تلتقط خيوط كلماتٍ لتجرّها بعنفٍ جرح حلقها .. و هي تقول بصوتٍ مبحوح .. كان غريب النبرة .. و هي تنظر لميعادٍ متجاهلة ملامحه الداكنة ..
- بسير البيت العود .. أبا أسلم على هليـــه ،،
كطالبة مدرسة مؤدبة تنتظر الإذن الذي طال لحظات و هو يطالعها بنظراتٍ تفر منها بعينيها فلا تلتقيها ..
قبل أن يشيح نحو ميعاد و هو يقول ..
- لا تطولين ..
همست و هي تستدير مولية إياهم ظهرها ..
- ان شا الله ..
إدبارتين ..
و انقطاع وصل ..
و راحت تبعثر في طريق المضي شظايا مما تبقى من الإحساس ..
.
.
.
.
.
.
تتهادى بخطى من هجران على صدره ،،
لتدوس بها ما تعاقب من نبضه ..
لتردعه عن الشعور ..
عقدة من إنقباض مؤلم .. خلفها انفجار الأمس داخله ..
لا زالت تلتوي في داخله ..
تعتصر شيئا من الشعور الذي لا زال يرتقب وجودها ..
أوجعه الجدار البارد الهش الذي راحت تبنيه ببسالة حولها ..
لا تخفي شفافيته الحطام الذي استحالته نفسها ..
لا يدري لما ..
ألا يفترض به أن يشعر بتحسنٍ الآن ..؟!
أين شعوره بالراحة ..
لما عليه أن يورث نفسه شعورا بالإنكسار كلما حطمها ..
كل نصلٍ يغرسه فيها كان يشج روحه قبل أن يوجعها ..
و ارتد صوت وجعها القريب في رأسه ..
.
.
.
((هاي المريلة عندك ..؟؟!!
تعررررف شووووه سوييييت ..؟؟!! انته كسرررت كل شيي فداااااخلي ..
كسرتنيه .. و ذلييييتنيه .. كسرت فرحة العروس فيّه .. صرقت حقيه أكون شرا أي بنية في أول حياتااا ..
حتى احساسي بالخجل حرمتنيييه منه .. خذييييت كل شي منيه ..
اتعرف بشوووه حسييييت ..؟؟!
شوووه ياااانيه ..؟؟ ))
.
.
(( كسرتنيه .. ذلييييتنيه ..
حتى احساسي بالخجل حرمتنيييه منه ..
خذيت كل شي منيه ..
خذيت كل شي منيه ..
خذيت كل شي منيه ..
خذيت كل شي منيه .. ))
.
.
.
- لاا تحرق عمرك ..
ارتفعت عينيه بحدة لميعاد .. التي تكلّمت بوضوح ..
ظنّ لثانية أنه قد فضح أفكاره .. و هو ينظر إليها مقطبا بشدة ..
- شوه ..؟
أشارت بخفة للابريق الذي كان دانيا للغاية من يده المستريحة على الطاولة ..
- ايدك ..
نظر ليده لحظة بعدم فهم .. ليستوعب سر الحرارة التي راحت تلسع يده دون أن يشعر ..
انكمشت كفّه في قبضة مقهورة و شعورٌ بالغضب يتوالد في داخله دون سبب ..
ابتلع ثورة بلغت حلقه و هو يقول بنظرةٍ هادئة لها .
- ليش ما تبين تاكلين ..؟!
طالعه الحزن في مآقيها ..
- ما بااه .. غيث .. أمك شحالها ..؟؟
تنهد و هو يصب فنجانا من الحليب لها مستبقيا ذاك الذي كانت تحتضنه كف حور لنفسه .. و هو يقول بحزم ..
- قلنا لج أمي بخير و ما بها إلا العافية .. اليوم بيرخصونها .. انتي لي هب عايبنيه حالج ..
ثم طالعها و هو يعقد جبينه داسا الكوب في يدها عنوة ..
- هاج .. اشربيه .. البكا .. ما بيغير شي .. و لي صار صار .. الحين انتي فبيتج و بين هلج .. معززة و مكرمة .. و ابا واحد عايف حياته يقولج كلمة .. و الا يضايقج بس ..
و انحنت أهدابها بابتسامة موجوعة .. نازفة ..
- اهليه ما يبونيه يا غيث .. أبويه نفسه عايفنيه ..!!
نظر لها بهدوء و هو يدني طبق الخمير منها .. عيناه تغرسان قوّة ما في عينيها ..
- ميعاد .. انتي هب ياهل .. اتعرفين طبيعة الوضع و الصدمة لي الناس عايشينها .. من يوم يستوعبون وجودج امبينهم .. كل الأمور بترد طبيعية ..
ارتفع طرف شفتها بأسى ..
- نفس الرمسة لي قالتها حرمتك ..
نظر لها بحاجبٍ مرفوع ساخرا ..
- حور ..؟!! ما شا الله .. لحقتي تشكين لها الحال .. و اداويج ..؟!
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
تُرَاكِم أحلامك كالحجارة .. تصفها حلمٌ على حلم ..
لتبني كوخا هشا من الأخيلة ..
تردمه خيبة ..!
فيفتت روحك الحزن ..
لتفكّر لحظة ذبولك .. لما كان عليك أن تكون إنسانا ..؟!
مرغما على الضحك يوما .. لتبكي غده ..
فارغا .. تملك امنياتٍ واهية ..
تبعثرها الريح متى شاءت أن تعاند اتجاهك ..
فترغمك على الركوع لاهثا .. تسعى لجمعها ..
فيما تتفلت بعيدا عن متناولك ..
لما كان عليك أن تكون إنسانا ..
لمولدك الأول صرخة و بكاء ..
و لا لفقدك الموجع عزاء ..!
تفكّر لحظة تلاشي روحك ،،
لما لم تكن ذرّة غبارٍ تعلو الأرفف ..
أو حبّة رملٍ مجهولة .. تحت أكوامٍ من الكثبان ..
لما لم تكن قطرة مطر ..
يسحقك السقوط على الأرض لتنتهي بسرعة ..
فلا ألم .. و لا معاناة بطيئة ..
لما لم تكن دفقٌ من هواء ..
نسمة مجهولة قد تنتهي في جوف أحدهم لتمنحه حياة ..
أو حتى ورقة خريفيّة جافة تراقصها الريح على نغمات الرحيل الوشيك ..
مجهدٌ للغاية أن تكون إنسانا ..
أن تتنفس .. تثرثر .. تتأثر .. و تصرخ .. تبكي ..
تخنقك لحظات صمتٍ فيتفجر عواءٌ في داخلك .. لا يسمعه أحد ..
فيما أنت مرغمٌ على نحت شقاء ابتسامة خادعة على شفتيك ..
ابتسامة تؤلم وجهك ..
تؤلم روحك كثيرا ..!!
.
.
مُرهِق ..
أن تكون إنسان .. يبكيك حزنك .. و حزن الآخرين ..
أن تشعر .. و يتخبط بك الإحساس حتى توشك على الجنون ..
أن لا تفهم نفسك .. و لا من حولك ..
فتضيع وسط معمعة ..!
.
.
- آآآآميي انتييي .. آآآآآبوييي .. يااا الهبييييييبه ..
و ارتدت كلماتها في صدر ابنتها تصرخ دفئا راح ينتشر في حناياها ..
و منسوب الدمع يرتفع ببطء ..
(( أمي إنتي .. أبويه .. يا الحبيبة ..! ))
يا الله ..!!
بل أنتي أمي ..
الإحساس الأزلي بالحب الحقيقي الصادق ..
الأمان ..
حِجرٌ يطفح بالحنان ..
و أكفٌ تسكب العطاء ليرتشفوها ..
تلك الذراعين الناحلتين التي احتضنتها بشدّة .. دفعت الدمع المحرق في مآقيها ..
و هي تعتصر نحول أمها بدورها ..
تنشد بإخلاص الدفء الذي لطالما استشفته من حنايا هذه الحبيبة ..
فتوقد الشموع المطفأة داخلها ..
تطرد الظلمات الباردة التي استفحلت فيها ..
حرارة الدمع انزلقت ببطء على جانب وجهها ..
و هي تميل رأسها لتقبّل جانب وجه أمها بلهفة موجعة ..
لاهثة تبحث عن فتات رضا في نفسها ..
تلتمس عبق جنّة تسكن تحت قدميها ..
التقطت كفّها .. تقبّلها بشغف ..
و صوت همساتها تعلم أنه لا يخترق عالم الصمت الذي تسكنه أمها ..
- أمااااه .. أماااااه ..
صرخاتٌ خافتة .. تدفّقت من قلب طفلةٍ لا زال ينبض في جوفها ..
فيما تتلقفها أيادٍ مختلفة ..
هذه الأحضان تعرفها ..
الدفء المألوف يغمرها ..
و ضجيج إخوتها .. مفعمٌ بتلك الملامح الحبيبة ..
مر وقتٌ طويل .. بطول الدهور التي مضت عليها و هي بعيدة عنهم ..
قبل أن تجلس على أريكة وثيرة جوار أمها التي لا زالت تمسك كفها بين يديها .. و على الجانب الآخر جلست المها تلتهم ملامحها باشتياقٍ حقيقي ..
نظرت لها حور بابتسامة صادقة ..
لتبادرها الأولى بأحرفها المتكسّرة ..
- حووووو فحاااانة أناااا .. آآآشقت للج ..
عضت حور على شفتها السفلى لتلتقط بيدٍ إحدى كفي المها و تضعه على يسار صدرها ..
و ترفع صوتها ..
- و أناااا .. فرحاااانه بعد ..
ثم لانت ابتسامته بحنان و هي تهمس بإخلاص ..
- حياتي انتي ..!
راحت تجيل عينيها بجوع في وجوههم الباسمة حولها و بريق الدمع لم يختفي من مآقيها بعد ..
- وين نايف ..
لتهز عفرا سيف الصغير بين يديها برقة ..
- راقد .. ما رقد الا عقب ما ردت أماية من المستشفى و بردت فواده على أميه نورة ..
لحظة سكون واحدة مرّت على الجميع قبل أن تكسره حور بهدوء ..
- غيث يقول انها بخير .. و بيرخصونها اليوم ..
لترد دانة بسرعة و هي تجلس على ذراع الأريكة قرب المها ..
- هيه خبرنا أبوية سيف .. حتى ما طاع يخلي حد يسير لها المستشفى .. قال ما بتبطي .. يباها ترتاح شوي بعيد عن الازعاج قبل لا يردونها ..
التوت ملامح نورة بشيءٍ من الحزن ..
- فديتاا .. لي شافته أمس هب شويه .. الحمد لله لي سلمها ..!
قالت دانة بألم مماثل ..
- و الله لو شفتيها يا حور و هم مظهرينها من حجرتاا .. تقولين ميتة .. لا حيل و لا قوة .. أقسم بالله انيه من الروعة نسيت انيه هب متغشية .. و حامد هو لي شالنها ويا عميه مطر ..
ثم انقلبت نبرتها للغضب و هي تلوّح بيدها ..
- كله من بنت الذين لي فرت ختها .. و شردت .. بغت تنفدها ..!! الله لا يوفـ ...
ارتفع صوت حور يقاطعها بحزم ..
- لاا تدعين .. ميعاد ما يخصها في لي صار .. أصلا ما كانت تدري ان ختها يايبتنها عند أميه نورة ..
نظرت نورة لحور بحاجبٍ مرفوع ..
- هي قالت لج هالشي ..؟!
أومأت حور برأسها و هي تجيل نظرتها في وجوههن المهتمة ..
- لااا .. و تعالن بتخبركن .. شوه هالعدوانية لي ترمسن بها .. اتقولن يهودية حادرة بيتكم ..؟!
ردت دانة باندفاع ..
- لا يهودية .. و لا عدوانية .. لكن وحدة غريبة طابة على يدوه و بغت تذبحها .. تبيناا ناخذها بالحظن ..؟
نظرت لها حور بحاجبٍ مرفوع و هي تنقل نظراتها بينهن و بين هند و مزنة اللتان رحن يتابعن باهتمام هذا الحديث الغير مفهوم ..
- لاااا .. لكن حكمن عقولكن .. و راقبن رمستكن .. عاد انتن هب يهال .. حريم ما شا الله .. ع الأقل احترمن فرق السن .. الين ما تهدا الأمور خلاف كل وحدة اتشوف وين فوادها يوديها ..
قالت عفرا بهدوء ..
- الصراحة الصدمة في البداية ما كانت شديدة .. لكن لي ثورنا عليها طيحت أميه نورة ..
نقلت حور نظرها بين نورة و دانة تكره استمرار الحديث أمام أختيها الصغيرتين ..
- المهم .. كل وحدة اتصون لسانها عن الحرمة .. ع الأقل عطوها حق الضيف .. الضعيفة ما تدري وين الله حاطها .. محد ضايع في السالفة غيرها .. و الله غمضتنيه ..!! و يكون في علمكن حاليا اتعذرن و لا وحدة اتيي صوبها .. يوم تطلع أميه من المستشفى .. و تهدا النفوس .. برايكن ..
مطت دانة شفتيها ..
- يعني محرومين نشوفج ..
نظرت لها حور من زاوية عينها ..
- ليش فبنجلادش ساكنة .. كل خمس دقايق بخطف ريل صوبكم ..
ثم استطردت تبعد ميعاد عن متناول نقاشهن .. و الرفض .. أمام نظرة هند الصامتة .. و لمعان عيني مزنة ..
- بعدين اسبوع ليه من عرست .. ما لحقتن تتولهن .. وين لي كانن ميتات على الحرية .. و حور متسلطة .. و حور تتأمر .. و مادري شوه من شكاوي ..
ابتسمت دانة تلقي ذراعها حول كتفي المها .. تقول بصدق ..
- و الله حور .. هب كأنه اسبوع .. تقولين سنييين .. تولهناااا عليج ..
أومأت نورة برأسها في لهفة و هي تتربع على الأريكة ..
- قولي قرون .. قسم بالله لج فقده .. و بعدين أوامرج عسل ع القلب .. لو اتجندينا في الجيش الحينه ما نقول لا ..
ثم أمالت رأسها لجانب واحد ..
- فديييت هالويه و الله ..
شخرت عفرا بسخرية و هي تتقدم من حور حاملة بين يديها أخاها الأصغر ..
- شوه هالحنان .. شوه هالأحاسيس ما روم ع الأفلام الهندية.. بالله عليج صوريهن بالفيديو .. عسب يوم يردن لطبيعتهن .. و يشوفنه .. ما بيعرفن عمارهن ..
ابتسمت حور بحنان .. و هي تلتقط الصغير من بين يدي عفرا ..
- فديييييته الدب يا نااااااس .. فديت روحه .. واااايه .. ماماااه .. أغييييه .. ههههههه .. و الله اشتقت لخدود سيفان ..
اقتربت مزنة منها و هي تقول بدلال ..
- و أنااا حوووور ..
لتبتسم حور لها ..
- و انتي يا عيووون حوووور .. فديت الحلوين و الله ..
ثم رفعت رأسها لهند التي كانت تبتسم بهدوء جوار نورة ..
- هنودة شحالج غناتيه ..؟؟
اتسعت ابتسامة هند بدفء تطرد التوتر الذي تركه نقاشهن المبهم عن ميعاد على ملامحها ..
- بخير الحمد الله .. اشتقنا لج حور ..
شعرت حور بأن أطراف ابتسامتها تلتصق بأذنيها .. و شعور هائل راح بتعاظم فيها و كأنها لم تعرف الدمع الذي ارتشفته بالأمس حتى الثمالة ..!
ترد و هي تلتفت لأمها ..
- تشتاق لكم العافية .. والله ان الردة للبيت تييب العافية ..
غمزت لها دانة ..
- و قرب طرزان ما ييب العافية يعني ..؟؟! الا ييب العافية .. و اليلسة الدافية ..
احتقن وجه حور على الفور .. لتمد يدا تقرص بها دانة ..
- استحي ع ويهج ..
فركت دانة ساقها متأوهه ..
- حشى هب أظافر .. مخالب ..
ابتسمت نورة لحور و هي تسند خدها على يدها .. تقول بخبث مع التقاطها لاحمرار وجه حور ..
- أقول حور .. وين خدودج لي نفخناهن قبل لا اتعرسين .. أشوفهن انشفطن ..!
رفعت حور سيف لعفرا التي التقطته و هي توشك ع الرد ..قبل أن تقول عفرا بحكمة ..
- سوي طاف .. لو تعطينهن نتفة ويه .. بيعلقن .. ما تعرفينهن ..
ضحكت نورة بفرح ..
- و الله اشتقنا نلعوزج حور ..
نظرة غلٍّ أطلقتها حور نحوها ..
- حلفي بس ..؟؟!! عنلااااتكن .. تونيه ماليه خمس دقايق من وصلت .. حشمن ..
ابتسمت لها دانة ..
- من الشوق و الله ..!!
التفتت حور للمها التي تجلس على يمينها ..
- ما تتعلمن من عمتكن المها .. فديت النعومة يا ناس .. يعلنيه هب بلا هالعيون ..
أسرعت نورة بتعليقٍ خبيث ..
- ما شا الله حور .. من وصلتي و انتي تتفدين .. مرة في كشة مزون .. و مرة في خدود سيفان .. هذا إن دل على شيء فإنه يدل على انج من اسبوع تصبحين و تمسين على تفدي .. الين غدت الكلمة تطلع منج تلقائيا .. شحالكم فديتكم .. بخير فديتكم .. علوم فديتكم .. طيبة فديتكم .. لحظة فديتكم .. يحكني راسي فديتكم .. لا تخافون فديتكم .. بس قملة فديتكم ..
انفجرت دانة بالضحك .. هي و نورة .. و حور تلوي ملامحها باشمئزاز ..
- الله يخسج يا الوصخة .. القملة دوريها فراسج ..
لم تتوقف دانة عن الضحك و هي ترد ..
- لاا نحن من يومنا نظاف .. لكن انتي مشكوك في أمرج .. لج اسبوع عايشة ويا واحد خارج نطاقنا .. عاد لي يشوف كشة ريلج مع احترامي الشديد .. يتوقع فيها قراد هب الا قمل ..!!
.
.
ربـــــــاه ،،
رغم التخبّط و الضياع ..
رغم قلقٍ يملأها ..
طمأنينة ..
هي العودة للديار ..
و لا شيء آخر ..

* * * * *

الوجه الصلد ..
كان متيبسا .. بنظرةٍ باردة .. يتصدّر المجلس .. و على يمينه حفيده الأقرب .. مسترخيا بجسده الكبير ..
يتابع تفجر ثورتهم بلا مبالاةٍ طاغية ..
جدران المجلس الفسيح ترد صوت ابنه الأكبر الذي كان يتحدّث بغضبٍ لا يستطيع كبته ..
- مصريّه ..؟!!!!! مااا لفيييت إلاااا على مصرية .. يوم انك هاوي العرس .. و الشور براسك .. قلن بنات العرب .. تاخذ مصرية تفرخ لك عيال ..!!!
الوجوم و الضيق المتناثر على الأوجه من حدّة الموقف لم تسعفهم في تهدئة الوضع الثائر .. إكتفى مطر بتكتيف ذراعيه و التعب يكتسح سحنته ..
فيما انعكست ثورة علي على وجه أخويه سعيد و أحمد ..
وحدهم سيف و فهد و أحمد و حارب و حامد .. كانوا يراقبون الوضع بصمتٍ حذر .. و كأنهم يرتقبون انقضاضا مفاجئا ..
نظرة الجد الباردة ناقضت غضب صوته الذي ارتفع و هو يقول ..
- قصر حسك .. و لاااا ترفع صوتك قدااااميه .. هب احمدوووه ولدك .. أبوك أنااا .. ما تيي تحاسبنيه .. بلااها المصرية .. كافرة ..؟؟
كان وجه علي محمرا رغم سمرته .. و هو يلتفت لأبيه ..
- السموحه منك يا بوية .. الحشيمة لك .. لكن من حر ما فيّه .. ما قلنا كافرة .. لكن خذ وحدة منا وفينا خوال عيالك يعرفون عوايدنا و سلومنا ..
أعقب أحمد بكلامه على الفور .. و صوته الهادئ يخترق توتر الجو محتجا بشيءٍ آخر ..
- ابوية . نحن ما بنحاسبك .. ريال بشيبك .. و وازن أمورك .. لكن ان بنتنا تندس عند الغرب اسنين و يربونها .. بنت سيف بن علي .. و الله انه العيب في لحية الريال منا .. لي بيته مفتوح .. وسع و خدم .. و فارين بتنا ع الغير يربيها..
التزام الوجه الصلب للصمت .. فتح مجالا آخر لسعيد الذي شارك في النقاش بدوره ..
- يوم ان أمها توفت رحمة الله عليها .. ما يبتاا عاد الخير و القوة في الوالدة اتضمها عندها و تقوم بها .. و تربيها .. بنت شابة و العين عليها .. الين متى كان تميت داسنها ..؟ الله يصلحك يا بوية .. محد بيلومك و لا بنحاسبك ع العرس .. و خلفتك نعمة من رب العالمين .. لكن ليش الدس .. و كأنك مسوي شي حراام ..
انقلبت نظرة بو علي من البرود للغضب الشديد .. و هو يرفع صوته الذي ناقض في قوته سنواته المتقدمة ..
- داااسنها رفقة بأمك يا الهرم .. شوفوا عيوزكم يوم درت بالسالفة طاحت من طولها .. و يوم خذت الحرمة .. أمك عاد فوادها متقطّع ع ولدها .. ما بغيت أزيدها .. و لا أشب نارها ..
قال علي بقهر ..
- هي .. ثرك ما بتسير لها تقولها .. انا باخذ عليج مصريه و عادك رايغ ولدها من البيت ..!!
صدح صوت الجد في صرخة مجلجلة .. رجفت لها قلوبهم ..
- علـــــــــــــي ..
.
.
.
.
همس أحمد بنظرة ذاهلة ..
- و الليل .. بينقع البكس الحينه ..
ثم التفت لهزاع الذي اتسعت عيناه باهتمام .. و هو يراقب الوضع ..
- أول مرة أشوف الشيبان يرادون أبوية سيف .. دايم يرهبهم ..!!
رفع هزاع حاجبه ..
- عميه علي محترق بالقو .. ويهه محمر من القهر ..
ثم التفت لأخاه الأكبر الذي كان مقطبا بضيق و ذراعه أمام صدره ..
- نش إقرا على عمك يا ريال .. لاا يطيرون فيه السكن من الصريخ ..
استدار له سيف بنظرة صارمة .. و صوته الهادئ يؤنبهم في حزم ..
- تشوف انه وقت مزحك انت وياه ..؟ العرب يتحاذفون بالرمسة .. و الولد يرفع صوته على ابوه .. ادع ربك يهدي الأنفس بدال المصخرة لي انت فيها ..
لوح هزاع بيده في خفة .. و أحمد يجيب عنه قائلا لسيف الذي مسح لحيته بعصبية ..
- ليش زعلاان يا مطوع ..؟ نرطب الأجواء نحن .. بالله عليك شوه تبانا نسوي ..؟ نصارخ .. و نحتشر ..؟ و بعدين ..؟ الريال عرس من سبع و عشرين سنة .. الحين بيحاسبونه ..؟ ما بيتغير شي .. ليش يحرقون أعصابهم ..
هدأت نظرة سيف و هو يرد بهدوء ..
- الإعتراض هب ع زواجه .. لكن انه يدس بنته بعيد عن هلها .. قاصر حقها .. هالشي لا يرضاه رب العالمين .. و لا نحن نرضاه ..
تكلّم فهد فجأة يذكّرهم بوجوده جوار سيف .. و عينه تتابع الرجل الذي استرخى في جلسته جوار جدّه .. و كأن الأمر لا يعنيه ..
- شوه لي خلااه ياخذ المصريه ..؟؟ و الا حتى يعرس في الوقت لي راغ فيه عميه حمد من بيته ..؟
فرك هزاع لحيته و هو يقول بتفكير ..
- يمكن كان يبا يعوض فقده لولده هاييك الفترة .. و الا كان يبا بنات .. مل من العيال .. و قال آخذ ليه حرمة تييب ليه بنات ..
ثم حين شعر بسخافة الفكرة ابتسم بخفّة مؤكدا ..
- واايد رياييل ما اييهم الا نوع واحد من النسل .. و يعرسون عسب يغيرونه ..!! هب بعيدة الشيبة يازت له الفكرة و جربها ..
نظرة سيف كانت محرقة و هو يقول ..
- { لله ملك السموات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير }** ،، كل شي بيد الله سبحانه و تعالى .. و العبد لو يغير مليون مرة ما بيرزق الا لي ربي كاتبنه له ..
ضحك أحمد بخفة ..
- ما شا الله يا سيف .. ردك دوم زاهب .. بس لي أعرفه و الثور لي دارس ويايه علمي نساه .. ان سالفة الأنثى و الذكر ما يخصها بالحرمة .. لن الحرمة .. تعطي دايما ( X X ) و الريال يعطي ( X Y ) فلو خذت الحرمة منه الإكس طلع جنس المولود أنثى .. و لو خذت الواي يطلع ذكر .. أذكر ان السالفة كذيه تقريبا و الا أنا ماكل نصها .. المهم ان المرة ما تروم تغير شي .. لنها اكس اكس .. بس العمد ع لي يعطيه الريال .. لو عطا واي ياب ولد .. و لو عطا اكس .. طلعت بنت ..
التعبير المبهم الغبي الذي علا وجوه الثلاثة و هم ينظرون لتحليله الطويل الغير مفهوم دفعه لهز رأسه ..
- و الله محد ثور الا أنا لي أشرح لكم يا التيوس .. و أضيع معلوماتي ..

* * * * *

على دواسة الوقود كان يفرغ شيئا من توتره و هو يضغط دون شعورٍ عليها ..
يمسك بيدٍ لحيته .. فيما تلتوي قبضةٌ أخرى بالمقود ..
عقارب الساعة التي تجاوزت العاشرة صباحا لم تزده الا قلقا على قلق ..
اذ أنه متأكد بان ميعاد و خولة قد استيقظن منذ ساعات ..
لماذا يتجاهلن الهاتف اذا ..؟!
خفق قلبه بذعرٍ مفاجئ ..
ماذا لو أصابهن مكروه ..؟!
نفض هذه الفكرة السخيفة من رأسه و هو يركز على الطريق ..
مجرد شكوك سخيفة ..
لن يكون غريبا أن يتأخرن في النوم .. لا أكثر ..
ألم مفاجئ انتفخ في صدره .. و راح يضغط على رئتيه ..
حتى راح يمسح صدره بهدوء .. و هو يردد بصوتٍ خافت ..
- اللهم لا اله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ..
يمد يده ليدير الراديو على إذاعة القرآن الكريم .. فيملأ صوت القارئ جو السيارة ..
حاملا معه دفقا من الطمأنينة المفاجئة ..
تنهّد بعمق .. و هو يركّز على الطريق ..
متمنيا لو أن المسافات تتقلص ليصل البيت بسرعة ..
لكن انتفاضة ألمت بجسده مع ارتفاع رنين هاتفه يغزو شروده .. التقط الهاتف بسرعة ..
قبل أن يقطب بهدوء ناظرا للاسم الذي تألق على شاشة الهاتف ..
لم يتردد في الإجابة .. و رفع السماعة يعلّقها في أذنه ..
صوته الهادئ يرتفع فيما يمد يده لإخفاض صوت الراديو قليلا ..
- مرحبـــــــا ..
الصوت العميق اندفع بقوّة من الطرف الآخر ..
- السلام عليكم و رحمة الله ..
ليردّ هو بحيادة .. متجاهلا مشاعر سلبية طفيفة تملّكته منذ بعض الوقت ناحية هذا الرجل الذي ترك أخته مرة دون أن يتردد في المضي و تجاهلها ..
- و عليك السلام و الرحمة .. حييه ..
كان الصوت الثقيل هادئا نوعا ما ..
أو حذرا ربّما ..!
- الله يحييه .. شحالك يا نهيان .. ربك بخير ..
- بخير الله يعافيك .. شحالك .. و شحال عميه سيف ..
الصوت العميق يرد بذات الهدوء الغريب ..
- يسرك الحال .. وين الدار ..
قطب نهيان بخفّة .. قبل أن يرد بغموض ..
- قريب .. حولك و حواليك ..
- في البيت ..؟!
نظر نهيان للطريق الممتد أمامه ..
- لاا و الله .. ما بين بوظبي و العين .. راد البيت .. شي فخاطرك يا بو سيف ..
- سلاامة راسك .. لكن نباك تخطف صوبنا في البيت العود قبل لا توصل البيت لو ما عليك امارة .. مشغول ..؟!
الآن يتفاقم القلق الحقيقي في داخله .. ليسأل غيث بهدوء ..
- رب ما شر يا غيث ..؟ شي مستوي ..
لكن الجواب أتى مبهما لا يحمل أي طمأنينة ..
- و لا شر .. بس انته اخطف علينا .. كم يبالك على ما توصل العين ..
- حول ربع ساعة ..
أنهى الأمر بكلمتين ..
- نشوفك عقب ربع ساعة عيل ..
سحب نهيان نفسا عميقا .. و عقدة جبينه تشتد .. فيما تلتوي ذات العقدة في صدره ..
لتشعره بالإختناق ..

* * * * *

صرير الباب الخشبي العتيق لم يرغمها على رفع رأسها الذي كانت تدفنه في ركبتيها ..
و لا صوت الخطوات المتثاقلة على سجادة قديمة تكسو أرضية الحجرة ..
وحدة الصوت المسن المهتز خلع قلبها .. حين أتى منها دانيا ..
لا تخفى فيه نبرة الملامة ..
و هذا ما غرس خنجر الذنب أكثر في جوفها ..
- ايه يا خولة ..؟؟! مش عاوزة تاكليلك لقمة ..؟ دنتي على لحم بطنك من مبارح .. ما يصحش يا حببتي ..
ببطء شديد راحت ترفع وجهها الشاحب الملطّخ ببقايا ملوحةٍ ..
شعرها البني تشعّث في هالة تعاسة حول وجهها .. و راح يخزّ نعومة وجهها الفاتن كالشوك ..
لفت قبضة تسد بها فمها و هي تحتضن ركبتيها لصدرها بذراعٍ واحدة ..
لم تستطع مواجهة وجه خالتها الذي احتقن بحنانٍ دافئ .. لم يخفِ العتب الهادئ الذي ملأ طيات ملامحها ..
لمزقها الشعور بانها فرت لأبعد بقعة من حطامٍ قد يلحق بروحها فتجده هنا في انتظارها ..
صوتها المبحوح .. كان ممزقا بعد فجرٍ طويلٍ من بكاء ..
لم يشفع فيه الشروق لأملٍ أعدم بمقصلة ندمها في قعر الروح ..
همسها كان متوجّعا .. مؤلما .. و هي تشيح بعينيها مغمضةً وسعها ..
فارة من اللوم في عيني تلك الحنون ..
- لاااا .. خالوووه دخيييلج .. ماباا أشوف هالنظرة ..!! لااا اطالعينييه كذيه ..
استدارت خالتها بخطواتٍ متثاقلة ترنو للكرسي الخشبي المتهاوي في الزاوية .. لتزرع ثقلها عليه بوهن ..
فيما تلتصق نظراتها الحزينة بالأرض ..
اهتزّ صوتها و هي ترد على خولة التي تتحدث للمرة الأولى عمّا اقترفت بالأمس ..
لم تتظاهر بأنها لم تفهم قصدها ..
- طب ليه ..؟ ليه عملتي كده ..؟ ايه اللي جرى لعئلك و خلاااك ترمي أختك الرمية دي و تسيبي البلد و تمشي .. دا حتى نهيان مش عارف انك هنا ..؟ انتي ما فكرتيش فيه ..؟
عضت خولة على شفتها السفلى بمرارة .. قبل أن تنظر لخالتها بمرارة ساحقة ..
دمعة كبيرة تتعلق بأطراف أهدابها تنذر بهطول أمطارٍ من مثيلاتها .. و هي تردّ بحرقة ..
- انتي اتعرفين ليش سويت كذيه خالوه .. خلااااص .. كان لاازم واحد منا يحط حد للوضع لي ميعاد فيه .. نهيان كان راضي و مرتاح .. ما يبا اخته تغيب عن بيته .. ما يتخيل انه فيوم ايي عميه سيف و يشلها لبيته بس لن هله صاروا متقبلين فكرة وجودها .. الكل .. الكل كان عايش حياته و لا همه .. قوم سيف بن علي مرتاحين .. و يتنعمون بالخير .. و أبوهم العود داس بنته .. لي حتى باب البيت ما تشوفه .. عميه سيف نفسه كان عايبنه الوضع و هب مستعد انه يضايق حرمته و يقولها ان عنده بنية داسنها .. كلهم راضين .. محد مستعد يعترض لنه هذا الحل المرضي للكل .. الا ميعاااد .. شوه لي جنته من حياتاا .. ست و عشرين سنة .. و البنية محرومة من أقل حقوقها .. محرومة من انها تكون موجودة بالنسبة لعايلتااا .. الوضع هذا كله ظلم .. انتي ترضين الظلم ..؟؟
عيناها الحمراوين .. و الوجه المحتقن بالدماء كانت تنطق بالقهر الذي يسكنها ..
رفعت خالتها عينين متوجّعتين .. و صوتٌ لا يعذر تفكيرها ..
- تؤومي ترميها في بيت أبوها و تهربي ..؟ هو داا الوضع اللي كنتي عاوزة تنهيه ..؟؟ انتي بتفكري من كل عقلك ..؟؟ طب كده ليه .. ما هو كان أودامك مليون طريق و طريق كان ممكن تسلكيه غير اللي عملتيه داا .. ما جربتيش تتكلمي مع نهياان .. و الا أبو علي ..!! تحاولي على الأقل .. دنتي ما عطيتيش حد فرصة خالص ..
نظرت لها خولة بقوة .. و دمعةٌ تنزلق بحرارة على جانب وجهها الحنطي المستدير ..
صوتها احتد بقوّة و هي تدافع عن نفسها ..
- أي فرصة ..؟؟ ست و عشرين سنة ما كفتهم ..؟ ما رام عميه سيف يمهد لهله و يعترف ببنته ..؟؟ الين متى كانوا يبون ميعاد اتم مخفية عن عيون العالم ..؟؟ أنا أظهر .. عنديه هليه .. خوانيه .. عيال خوية .. و عربانيه كلهم حوليه .. دراسة و درست .. و ربيعات و عرفت .. نهيان ما بين دوامة في بوظبي و العين .. و عميه سيف شاطر يكود فلوسه .. محد منا فكّر بميعاااد .. ميعاااد لي لااا اهل .. و لا ربع .. ست و عشرين سنة ما تعرف غير اثنين خوان .. و رحلاات علاج .. و بيتج هذا .. كم ليلة قد بكت تبا تشوف خوانها و عيالهم .. خوها مااات .. مااات يا خالتيه .. و خسرت فرصة انها تشوفه للأبد .. الين متى بتم ترقب ..؟؟ الين يموتون واحد ورا الثاني .. و الا الين ما اييها الدور و تودّع هي .. يطويها التراب و هي ما عرفت حد من هلها .. و لا حد عرف عنها .. خااالوه .. في العيد ما تظهر مكااان .. ماا قد سارت لحد منهم زيارة .. و لااا حد سيّر عليها .. آخر الليل ترقب من أبوها و ولد أخوها خطفة ع الطاير تغنيها عن اليوم .. و من هاك الصوب .. هلها مستانسين .. و عايشين حيااتهم .. محد درى بها ..
نشقت بقوة .. تتدارك دموعها ..
- ميعاد وحيدة .. تعرفين شوه يعني وحيدة .. غير انها مكسورة نفس .. ما تروم ترفع عينها في عين أبوها .. و انتي تعرفين أبوها عدل كيف نفسه جافة .. ما رامت مرّة تنشده .. و الا تطلبه .. يا بوية .. متى لهم بتودينيه .. متى بتعترف فينيه .. لااا انا .. و لااا نهيان رمنا نسد الشوق لي هي تحسبه صوب خوانها .. اتحرينها مرتاحة ..؟؟ ميعاد تموت ألف مرة في اليوم لي يخطف عليها و هي تحس انها بلا قيمة . و لا وجود .. شوه خانتاا في هالحياااة و هلها ما يدرون حتى انها على البسيطة ..
وضعت أناملها على صدرها .. و صوتها يتهدّج و هي تميل برأسها ناظرة نحو خالتها المتألمة ..
- اتلومينيه ..؟ انا قلت انج أكثر وحدة بتفهمنيه .. لي سويته هو الشي الصح .. لي كان يصير من زمان .. عيال سيف بن علي كان لاازم ايعرفون ان لهم اخت .. و انها حية .. و موجودة .. و عايشة ست و عشرين سنة ما بينها و بينهم غير شارعين .. لاازم ايوفونها حقوقها .. لاااا اتلومينيه .. أناا ما سويت لي سويته الا عشااانها .. عشان مصلحتاا ..
لكن نظرات العتب لم تتنح عن وجه خولة المعذب .. و خالتها تقول بهدوء ..
- انتي ما عالجتيش الوضع يا خولة .. أوعيك تفتكري كداا .. كل اللي عملتيه انك رميتي ميعاد في موقف كان ممكن تموت مليون مرة مجهولة .. و لاا تنحط فيه .. عاجبك اللي عملتيه ..؟؟ فاكرة انك خدمتيها .. لأ خالص .. انتي زي ما تكوني حطتيها فعش الدبابير .. عاجزة .. و وحيدة .. و مصدومة .. و مش فاهمة القصة كمان ..دنتي خليتيها في وش المدفع و هربتي .. عملتي ايه غير انك رميتيها على ناس مش عارفينها .. و أكيد مش متأبلين وجودها .. و كأنك بتقولي .. اتفضلوا أهوه .. دي بنتكوا و نحن مش مسؤولين عنها .. طب ما يهمش الوضع دا كلوا .. انسي السبب و الدافع .. و فكري بالبت الغلبانة لي انحطت وسط المعمعة دي .. لااا حييل و لااا أوّه .. طب ما تئوليلي فين العلاااج للوضع اللي بتتكلمي عنو ..؟ في ان عيال سيف يعرفوا ان عندوا بنت و خلاااص ..؟ طب حتجبريهم يتأبلوها ازاي ..؟ ايحبوها الزاي .. ايأدروها ازاي ازا كانت أختها نفسها مش عاوزة تتحمل المسؤولية مش بعيدة يحسوا انها مرمية و مالهاش ظهر في الدنيا ..
اعترضت خولة بصوتٍ مصدومٍ دامع ..
- خالووووه انتـ .....
لكن خالتها رفعت كفّا واحدة تقطعها بصرامة .. ناقضت الحزن الذي لمع في مآقيها و هي تقول بأسف ..
- معليش يا خولة .. بس دي ما كنتش طريئة معالجة أبدا دا كان مجرد تصرف لا مسؤول .. و باين انك ما فكرتيش فيه خالص .. انا حتى مش مسدئة انك انتي اللي عملتي دا كولوا .. دا زي ما يكون صاب نافوخك حاقة و غيّرت تفكيرك .. انتي اللي دايمن كان ألبك على أختك .. تعملي كدا ..؟ أمال همّا حيعملوا بيها ايه ..؟ حيؤوموبها ازاي ..؟ مش حؤول اللي عملتيه أنانية .. لأني عارفة انك أكبر من كدا .. و ان التضحيات اللي أدمتيها لميعاد كانت أكبر من غلطة امبارح .. لكن أنا عارفة زي ما انتي عارفة ان أكيد فيه سبب غير اهمال سيف لبنتوا خلااك تعملي اللي عملتيه داا ..
اتسعت عينا خولة و ارتعشت أهدابها المبتلة بعدم تصديق .. و هي تنكر بقوة ..
- سبب ..؟؟ سبب مثل شوه ..؟؟ أنااا ما كان في باليه هاييك اللحظة غير انيه أحطهم قدااام الأمر الواقع أفرض وجود ميعاااد بالغصب عليهم .. و لو بالقوة ..
ضاقت عينا خالتها و زواياها تتجعد بتفكير صامت قبل أن تقول برويّة و هي تمعن النظر في ابنة أختها ..
- يعني جواز طليئك ما كانش لو دخل بالموضوع دا ..؟
و انتفض جسد خولة بصدمة حقيقية و نظراتها تزيغ في وجه خالتها بملامحه الساكنة الآسفة ..
شيء في منتصف صدرها اشتد في عقدة واحدة .. و راح يعتصر أحاسيسها .. و هي تأمل أن يكون ما سمعته وهما لا غير ..
و أنه لا انعكاس لصدى صوتٍ صغير في داخلها .. يرتد بصوت خالتها الآن في هذه الحجرة ..
- شــ.. ششـ.. شـــ..ــوووه ؟
أسندت الخالة رأسها بتعب .. و هي تنكس نظراتها للأرض ..
- عاوزة تؤوليلي ان السبب اللي خلاااك تعملي كدا .. مصلحة ميعاد و بس ..؟؟ طب يا ستي .. ما افتكرتيش تعالجي وضع ميعاد الا دلوئتي ليه ..؟ ست و عشرين سنة زي ما بتئولي ساكتة زيك زي نهيان .. و سيف .. و راضية بالإسمة .. و تراعي ميعاد.. افتكرتي فجأة انها منسية .. و محد عارف عنها حاقة .. و ان ليها حقوق ..؟!
ثم رفعت عينين أثقلتها دموع الأسى .. و صوتها يتهدّج بوجع ..
فيما صورة واحدة تطفو أمام عينيها في تلك اللحظة ..
صورة طفلة لا يسندها في هذه اللحظات .. سوى كرسي بدواليب ..
خشيت أن ينزلق بها ..
منحدر ..!
- و لما انتي متأكدة انك عالجتي الوضع .. هربتي ليه ..؟؟ ليه استنيتي نهيان يغيب عشان تعملي كده .. و ليه مش آدرة تواجهيه باللي عملتيه ..؟ ليه بتعيطي دلوئتي ..؟
و تزحلقت دمعة كبيرة على خدّها الممتلئ .. و هي تنظر بعتبٍ لخولة التي غطت وجهها بيديها ..
- كسرتي نفس أختك يا خولة .. كل حاقة كانت بينكم مش بعيدة تتهد بعد اللي عملتيه داا ..!
أجهشت ابنة أختها ببكاءٍ مرير ..
لم تعد قادرة على الكلام ..
و هي تسمع صوت تمزّق وشائج الثقة في داخلها و قد خرقتها كلمات خالتها الأخيرة ..
هذا هو الفقد دون شك ..
ميعاد بعيدة للأبد ..
و لن يطول الأمر بنهيان .. حتى تفقده هو الآخر ..!
أن تحرق كل الجسور خلفها لم يكن بالأمر السهل ..
ولن يكون بإمكانها يوما أن تنظر لعيني أخاها الأكبر لتعتذر متحججة بطيشٍ ما ..
و لا أن تشرح لميعاد أن قذفها في وجوه عائلتها المنفرة هو الحل الوحيد الذي تبادر لها لتنهي إهمالها ذاك ..
أكثر ما كان يمزّقها ..
هو ذاك الصوت الضئيل الذي انطلق من زاوية رأسها ..
خبيثا .. خافتا ..
لكنها تسمعه ..ذاك الهمس الكريه الذي يعلمها ..
أنه في داخلها .. هناك جزء ضئيل يؤمن بأنها لم تختر هذه الأيام بالذات إلا لتفسدها على رجلٍ ما ..
رجلٍ تمنت لو أن الوقت يعيدها للوراء فقط لتمسح من روزنامة أيامها وجوده ..
لأنه لم يكن سوى سبب لكل ما هو خاطئ في حياتها ..
رجلٌ لم يتقن سوى تجريدها من كرامتها .. و صفاء روحها ..
ليهجرها بعد ذلك عارية من كل ثقة بنفسها .. و كل احترامٍ لها ..
مسربلة بالمرارة .. و الأحقاد التي خلّفها فيها ..

* * * * *

يفتح فمه بصدمة و كأنه يوشك على الإعتراض .. لكن سرعان ما ترتد الكلمات لحلقه فتخرسه ..
جحوظ عينيه ان كان يجزم بشيء فهو أنه لا يعلم شيئا عن الفوضى التي تسببت بها أختها الليلة الماضية ..!!
كان عدم التصديق المطلق هو ما يعلو وجهه و هو يحدق في وجه غيث عاجزا عن النطق ..
فيما وقف غيث بهدوء ينتظر منه ابتلاع هذه القنبلة التي ألقاها للتو ..
رفع نهيان يده يمسك برأسه و هو يعقد جبينه ..
عيناه المذهولتين تطالعان باحة المنزل الشاسعة التي أوقف سيارته فيها .. ليلتقي بغيث على عجل ..
رفضه للدخول لم يكن سوى اعتقاد بأن الموضوع لن يتعدى كلمتين ..
لكن ..!!
صوته الأجش خرج بغرابة فاقت نظرته .. و هو يقول ببطء ..
- شوه هالرمسة يا بو سيف ..؟!!
شد غيث كتفيه للوراء .. يستوعب ذهول ملامحه .. قبل أن يجيبه بهدوء ..
- لي سمعته .. أختك أمس يات البيت و يابت وياها ميعاد البيت العود .. و خبّرت الوالدة بكل شي .. قبل لا تظهر و تخلي ميعاد وراها ..
ثم تكلم من بين أسنانه بحقدٍ صرف ..
- لي سوّته أمس بغى ينفد أميه نورة .. أميه حرمة عودة و الرمسة لي انقالت لها .. و الصدمة لي يتها ما رامت تتحملها .. ارتفع عليها الضغط .. و لو تاخرنا عليها شوي .. كان يتها ذبحة صدرية و الا جلطة ..!
تلتف قبضة نهيان بقوة ..
و قبضة أخرى تمسك بخناقه .. تسد مجرى الهواء ..
شعر بأن عقله توقف للحظات عن العمل ..
ما الذي يثرثر به هذا الأحمق ..؟!
لا يمكن لخولة أن تفعل هذا ..
هو لا يعرف خولة ..
شقيقته من النقاء ما يدفعها للموت دون أختها .. !
لا بد انه مخطئ ..
نظر لغيث بغرابة .. عدم تصديق ..
مشاعرها تجلت في استنكار صوته و هو يقول بشكٍ صرف ..
- ميعاد وينها ..؟
رفع غيث حاجبا ببرود أمام استنكاره الفاضح .. قبل أن يجيب بابتسامة ملتوية ..
- في بيتي .. و بما انك هنيه .. بغيت أقولك .. كملوا يمالتكم .. و طرشوا أغراضها صوبنا ..
أمسك نهيان بياقة ثوبه .. يوسّعها قليلا .. فيما الاسوداد يزحف على وجهه ..
صوته خرج مختنقا يقنع نفسه بالكلمات قبل أن يقنع بها غيث ..
- خــ.. خــ..ــولة مــ..ــاا تــ..ـسويــ..ـهاا .. قــ..ــول غيــ..ــر هالرمســ..ــة ..!!
دس غيث يديه في جيبه .. و هو يرفع رأسه بنظرة متصلّبة ..
ينتظر فقط أن يتوقف نهيان عن التخبط في انكاره ..
شيءٌ في عينيه كسرته الصدمة .. و قد شاخت حيويته المعتادة ..
ظل داكن كان يسقط ظلمته على ملامحه التي اشتدت ببؤسٍ مخيف ..
و الصمت يلجمه ..
لماذا كان يمدد السكون بلا طائل ..؟!
فقط ظل يطالعه بلا حيلة ..
و هو يستعيد ما قيل له توا ..
لا يصدق شيئا ..
و مليون سؤالٍ و سؤال يتخبطون في داخله ..
هل هذا حقيقي ..؟
فعلتها خولة ..؟!
لمَ ..؟َ
و كيف جرؤت على ذلك ..؟!
صوت رنين الهاتف الحاد يشق الصمت الثقيل الذي يهبط على صدره ..
و يجثم على الأنفاس ..
يده تلتقط الهاتف المتحرك بحركة تلقائية دون النظر إلى الرقم .. و هو يتراجع للخلف نحو سيارته ..
لم يكن يعلم ان كان ردّه على الهاتف حجة ليبتعد عن غيث قليلا ..
أو ليفر من وطأة الأفكار المجنونة .. محولا جمع شظايا نفسه ..
و هو ينصت للصوت المألوف المتدفق عبر الموجات اللاسلكية ..
.
.
.
.
راقبه غيث و هو يلصق الهاتف في أذنه ..
و يبتعد عدّة خطوات عنه منشغلا بالمكالمة ..
شعور بالشفقة راوده ناحية نهيان .. و هو يرى انحناءة كتفيه و هو يوليه ظهره ..
شعر بأن عمره قفز عدّة سنوات فجأة ..!
لا بد أن الصدمة كانت مهوّلة ..
أن يتلقى الطعن من أخته .. أقرب الناس إليه .. هو كأس سبق له أن تجرّع مرارته ..
و يدرك أي حرقةٍ تسري في جوف نهيان الآن ..
كيف سيتصرف نهيان معها ..؟
تمنى من قلبه لو يلتقط نهيان في ثورة غضبٍ أي ثقلٍ أمامه ليسحق به جمجمتها ..
و ينهي وجودها المقيت من على وجه الـ .....
بُترت أفكاره تلك و عيناه تلتقطان ترنّح نهيان الغير سوي ..
خطوتين متهاويتين يتحركها للوراء .. بدا فيها جسده الطويل يتمايل بغرابة ..
و قبل أن يجد غيث وقتا للتفكير بيد نهيان التي كان يحاول بها فك ياقة ثوبه المحكم .. فيما تبحث الأخرى عن شيءٍ تتشبث به ..
كان الرجل يهوي من علوٍّ ليرتطم ثقل رأسه بالأرض الصلبة في ارتطامٍ شعر غيث بالأرض تنقله رعشةً لجسده ..
و لم تسعفه حركته المتأخرة للغاية .. و هو يصرخ به مناديا بغلظة ..
- نهياااااااااااااان ..!!!!!

* * * * *
الصمت الجاثم على أنفاسهم كان خانقا ..
بجترون أنفاسهم بجهدٍ مؤلم .. خشية أن يخدش هسيسها ذاك السكون المقبض ..
توازت أجسادهم الضخمة حول السرير .. يتحلّقون حول رأسها ..
فيما توسّطت بياض الملاءة في جلسة مستقيمة .. تشد ظهرها ..
و هي ترفع رأسها للأعلى ..
يتبادلون أبناءها نظرات زاخرة بالتوتر و الإضطراب ..
وجوههم مفعمة بالقلق ..
رغم ذلك يقضمون أطراف السكوت ..
و كأن الطير على رؤوسهم ..
نظراتٍ يجرّونها ما بين وجهها العتيق .. و قسوة ملامح زوجها المتصلّبة ..
و قد انتصب واقفا في الزاوية الأبعد ..
عن السرير ..
و عنها ..!
وحده من وضع ثقل جسده الكبير على سريرها .. يجلس أمامها ..
يشرف على ضآلتها بضخامة حضوره ..
مختلف تماما عن الطفل الصغير الذي آوت يوما في حجرها ..
و ذات الإختلاف كان ينحت حدود ملامحها المتصلّبة ..
و قد بدت فجأة فارغة .. و مجوّفة ..
لم تعد التجاعيد الطيبة هي ما خربشت السنين على وجهها ..
بل أحافيرا غائرة .. بائسة ..
و خائبة .. في خديها .. و حول عينيها ..
الدفء المألوف في حنايا قسماتها ذوى فجأة ..
و قد خمدت شعلة الضوء في مآقيها .. لتخلّف عينين مطفأتين في فجوتين من سواد ..
تطلق نظراتٍ موشّحة بظلمة إستفحلت فجأة في كيانها .. راحت تلتهم فيها كل بصبصٍ من أمل كان ينير طريقها ..
و تزمّ شفتيها لتشتد الخطوط حول فمها ..
كانكساراتٍ متعرّجة ..
تشققاتٍ مؤلمة ..
تنتهي عند حدود النطق ..!
يده الكبيرة التي غطّى بها يدها النحيلة المعروقة .. كانت تلتمس الدفء من منظرها الغريب أكثر مما تمنح ..
و حفيدها الأكبر يحثها بصوته الحاني القلق ..
- لااا ما شا الله ..! غزال و الشر زال ..
ثم شد على يدها حاثا اياها على الحديث و هو يبتسم لها بحب .. رغم توتر نظرته عليها ..
- تدلع عيوزنا تبا اتشوف غلاتاا ..
لكن صدى دعابته لم ينعكس في أفق شرودها ذاك ..
انحنى مطر عليها يعدلّ من وضع غطاء رأسها القطني الأسود حول كتفيها و هو يقول بدفء ..
- يا الله الغالية .. رخصوج .. نبا نظهرج من بقعة لعواق هاي .. العرب مستهمة عليج في البيت .. لكن نحن قطعنا مسايير المستشفى و انتي بتظهرين احينه صوبهم ..
صمت قاتل فقط .. لو كان للصخر أن ينطق ..
لانشقت شفتيها عن حرفٍ ما ..!
كانت وقفة علي الغاضبة تتجلى في أحرفه و هو يقول بصوتٍ مرتفع ..
- أم علي كان في خاطرج اتردين مع حد من عيالج لا يردج الا لسانج .. و القاع ان ما شلتج .. اتشلج عيوناا .. يا غير أشري انتي بس .. ألزم ما عليناا راحتج يا الغالية ..
كان قوله ذاك من الجرأة ما أدار رأس والده نحوه بحدّة ..
حتى غيث التفت نحو والده بشيءٍ من العصبية .. و هو يقول بصوتٍ عميق ..
- و بيتهاا بلاااه ..؟! ما ضاقت بها الصدور يا بوية و راحتنا كلنا من راحتها و قربها .. بيتها مفتوح .. و العرب ظاهرين و هاي الحادرة ..
ثم همس من بين أسنانه ..
- لاا اتعسرها الله يهديك ..
تكلّم بو فهد هذه المرّة بجديّة أكبر .. يؤيد أخاه ..
- المكان مهب مهم .. المهم راحتاا .. وين ما هي تبا تطلع بنوديها ..
كان والدهم يطالعهم بعينٍ باردة .. رافعا رأسه بتكبّر غير مبالٍ بصفاقة قولهم ذاك ..
و كأنهم يحثون أمهم على هجر بيته ..!
التزم سعيد الصمت بعدم رضا يطالع الوضع بهدوء .. فيما أراح مطر يديه على كتفي أمه بحنان ..
تعلّقت الأعين بأم علي التي لا زالت جالسة بذاك السكون للحظاتٍ طويلة ..
قبل أن ينهض غيث ببطء .. ليجمع حاجياتها البسيطة استعدادا لتركها الحجرة ..
يدني عباءتها السوداء منها .. قبل أن يتصلّب جسده بقوّة فجأة ..
و يرفع رأسه بحدة نحوها ..
حين انبلجت الكلمات بصوتٍ باردٍ مرتفع ..
بنغمةٍ لم يسبق له أن يسمعها مطلقا منها ،، فيلتقي نظرة عينيها الفارغتين المتجمدتين ..
و هي توجهها لزوجها ..
- بنت المصريّة ما باها في بيتيه يا سيف ..

* * * * *
* السكوت الكلام / للبدر ...
** الآيتين 49 * 50 / سورة الشورى ..

 
 

 

عرض البوم صور ليتني غريبة  
قديم 09-11-08, 06:52 AM   المشاركة رقم: 735
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مالكة القلوب


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 53295
المشاركات: 3,145
الجنس أنثى
معدل التقييم: مذهلة الخليج عضو له عدد لاباس به من النقاطمذهلة الخليج عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 129

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
مذهلة الخليج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زارا المنتدى : الارشيف
افتراضي

 



ليتني يعطيج العافية (((جد الجزء قصير واحداثه لي يوم واحد بس ولا بيوم كامل بعد نقدر نقول نص يوم بس ))المثل يقول ((العوض ولا الحريمه))

ام علي صراحه قويه رده كان مره شرس بس لا هذا الحريم العدله الان هي بتعطي بوسيف العين الحمره وتعلمه ان الله حق نفس محرق قلبه في ولده تبغي تحرق قلبه بطرد بنته بس والله مسكينه ميعاد ماحد ماكل من اغلط ابوعلي غير ميعاد عاشة اسنين وهي مجهولة عشان ماتكشف سر ابوها
والان بتضطر تكون منبوذا عند اخونها عشان مايزعلون امهم يعني في النهاية هي الوحيده الى مالزوم تتحمل اي قرار يصدر ومن غير ماتعرض
نوره ودانه >>>ردهم مره شرس بس مالومهم تدرين ليتني الواحد في موقف اكثيره تغلب عليه العطف وتخليه مايعرف يفكر ويشوف الصح من الغلط هم اخذو هذا الموقف لان شافو جدتهم وش صااار له بعد سمع الخبر وفي نظرهم ميعاد السبب وهذا سبب ردت فعلهم
اما هزاع اعجني تحليل صراحه هههههههههههههههههههههههههههه حشي بالله كل هذا شرح اختصره وقال ان تحديد النسل من عند الزوج مو الزوجه نفس ماكنو يفكرون فيه اهل اول >>>>حسبي الله على ابليسه
خوله الوحيده الى اعرفت كيف ترد عيلها وتوجها بالي داخل نفسها ولي هي تنكره ولا تبغي تعترف فيه هي خالته تحليله كان في محله 100% خوله كل الى سوته مو حب لي ميعاد كثر ماهو انتقام من غيث بس ماعرفت ان انتقامه كان من نفسه قبل يكون لي غيث ....نقدر نقول((من حفر حفره....))
كيف راح يكون موقف خوله لو اعرفت بحااال انهيااان الان....؟؟؟؟

تدرين بوغيث فكرة ارتكب فيه جريمه اليوم بس عرفت اليوم ان مطر رغم ان ماعرف يربي عوشه الى ان اكثر حكمه من علي اخوه وبعدين عرفت ليه غيث يتهور بعض الاحيان ماخذه ورثه من عند ابوه ولا هذا رد يرد فيه على امه بدل مايوسيها يزيد عليها مالت عليه بس....
بو علي تصدق صراحه اني فرحة عليك يوم ام علي اتاخذت هذا القرار في المستشفى.. وابغي اشوف ردت فعلك الان كيف راح يكون وهل بتنفذ طلب ام علي؟؟؟؟ >>>ادري انك تموت عليه سبحااان الله

غيث وحور
ياااعيني عليهم والله مافي واحد منهم يبغي يستغني عن الثاني وبعدين حور هنا ينطبق عليه مثل ((ضرب الحبيب مثل اكل الزبيب))خخخخخخخخخخخخخ >>>لعيونج زاراواليوم يعتبر احداثهم بااارده لان كل الاحداث كانت تتكلم عن ميعاد والمصيب الى هيا فيها وماحد فاضي لي نفسه

تدرين كانت اقول قصير بس يوم جيت اعلق اكتشفت في اشياء اكثير تحتاج تعليق وشكلي ماوفيت حق الجزء صراحة وذكرت كلام توأمي فراشة يوم قالت((ماهم تعلقين ماتوفين حق ليتني غريبه))صح كلامه 100%

وننتظر بكل شوق لي باااقي الاحداث
مذهلة

 
 

 


التعديل الأخير تم بواسطة مذهلة الخليج ; 09-11-08 الساعة 07:02 AM
عرض البوم صور مذهلة الخليج  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ليتني غريبة, ليتني غريبة ابداع مستمر, ليتني غريبة وحشتيني يا بنت ربي يفرج عنك ياحلوة (بندقة), من ارووع القصص وارقاها.., من ارقى وأجمل القصص الخليجية, الأدب الراقي المستقى من البيئة الاماراتية بواقعيه, القسم العام للروايات, الكاتبة ليتني غريبة, ابداع الكاتبة الكبيرة ليتني غريبة, احب حور وغيث, اشتقت لحوووووووووووووووور ولغيث اووووووه يارب صبرنا, اسطورة دوما يا ليتني, اعوذ عليكِ بكلمات الله التامه من شر ماخلق..مبدعه ورب الكعبه, اقسام الروايات, حفظك الله من عيون البشر, خطوات تغفو على عتبات, خطوات تغفو على عتبات الرحيل, خطوات تغفو على عتبات الرحيل لكاتبة ليتني غريبة, خطواتٍ تغفو على عتبات الرحيل للكاتبة ليتني غريبة, روآية غير شكل آحآسيس خجوله^^, روايات مميزة, روايات خليجية, روايات كاملة, رواية خطوات تغفو على خطوات الرحيل, رواية خطوات تغفو على عتبات الرحيل كاملة, سيدة الضاد ليتني غريبة, غيثاني وربي انك مخبل فييني .الله يوفقك يااعسل.توقيذر فور ايفر.( زارتك)هخهخه, وهـ بس .. فارس فرسان الفرسان الشيخ طويل العمر غيث بن علي. المعروف بغيث زارا.., قلبي قلبي قلبي .. فديــــــــت ابوو العسل غـــــــ غيث زارا ـــيــ غيثي اناــث, قصة اماراتية تحكي الحب والبؤس والحرمان, قصة خليجية اماراتية ابداع ×ابداع
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 10:04 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية