لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-08-08, 11:54 PM   المشاركة رقم: 516
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ملكة الالماسية


البيانات
التسجيل: Jul 2006
العضوية: 8455
المشاركات: 10,839
الجنس أنثى
معدل التقييم: زارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالق
نقاط التقييم: 2892

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زارا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زارا المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

شمعه مضيئه..
مرحباا ملاايين .. هلاا فيتس اختي وحيااتس الله بالخطوات.. و والشكر لتس لانتس على طوول جيتي هناا وابديتي اعجاابتس الشديد بالخطوات مع انتس بااول قراائتس لهاا.. وهذاا لانهاا فعلاا تتعدى الوصف . وعموما شهادتي انا بالخطوات وكاتبتهاا مجروحه..
شمعه اتمنى اشووف راايتس بتحليل للاحداث وراايتس فيهاا بشكل كاامل بعد ماتخلصينهاا..
حيااتس الله اختي..

ج ــنون
مشكووره على المرور اختي.. والكاتبه عندها ظروف وانا نقلت كل كلامها هناا.. بس باذن الله يوم الجمعه هذي اذا الله احيانا راح يكون فيه خطوه جديده.. واتمنى اشووف ردتس اللي يبين حمااستس للخطوات جنون..

 
 

 

عرض البوم صور زارا  
قديم 15-08-08, 06:13 PM   المشاركة رقم: 517
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو ماسي


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 53753
المشاركات: 10,517
الجنس أنثى
معدل التقييم: ارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 740

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ارادة الحياة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زارا المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

السلام عليكم بنات
لا اعرف ما الفائدة من السوأل عن موعد البارت
هل يكلفكم فتح موقع القصة يوميا لمعرفة هل يوجد جزء جديد ام لا عناء ام مشقة
اذا كان يكلفكم عناء
أتمنى ان تراعو ضروف الكاتبة في الكتابة الجهد الفكري الذي تبذله من اجل ايصال فكرة القصة وكتابة الجزء بشكل يرضيها ويرضي متابعيها
اتمنى أن الا ارى بعد ردي هذا سوأل عن موعد نزول الجزء
علما انو الجزء ينزل اليوم والكاتية لم تحدد وقت معين بل حددت يوم الجمعة فقط وهي ملتزمة تماما
وان حصل واعتذرت تعتذر قبل يوم من يوم الجمعة
اتمنى التفهم وعدم الزعل
وقراءة ممتعة

 
 

 

عرض البوم صور ارادة الحياة  
قديم 16-08-08, 12:40 AM   المشاركة رقم: 518
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ملكة الالماسية


البيانات
التسجيل: Jul 2006
العضوية: 8455
المشاركات: 10,839
الجنس أنثى
معدل التقييم: زارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالق
نقاط التقييم: 2892

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زارا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زارا المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

--------------------------------------------------------------------------------

► الخطـــــــــــــــوة الخامســـــــــــــــــــة و العشـــــــــــــــــــرون◄




║ خطوات تحاكي السكون ..║




على أطراف أصابع قدميها الحافيتين ..
تقطع الممر المظلم الطويل و السجادة العجمية تخنق صوت خطواتها ..
جميع سكّان البيت كانوا قد سقطوا فريسة التعب الذي أهلكهم في احتفالهم بالزفاف الليلة ..
ذات التعب الذي كان ينخر عظامها مع عجزها المميت عن النوم ..!
لم تستطع حتى أن تغفو لثانية ..
أرق ألم بأجفانها المرهقة .. و راح يخز روحها المتعبة .. يحرمها لذّة إغفاءة قبل أن يداهمها وقت الفجر ..
لكنها لم تستطع ..
يقينها بأن أختها الكبرى لليلة الأولى في حياتها ترقد بعيدا عنهم .. سلبها طوق الأمان الذي لطالما لفّ أيامهم بوجودها ..!
شعرت بفراغ هائل خلّفه غياب حور هذه الليلة .. شيءٌ كالثقب في جدارٍ سميك من الحماية اعتادت أن تصد به كل ما قد يقلقها ..
لكن الليلة ..!!!
فكّرت بداخلها ..
ما الذي تفعله حور الآن ..؟
مستمتعة بليلة العمر هذه ..؟ تسامر زوجها ..؟؟
أم انها تفكر بهم ..؟؟
ربما هي نائمة ..!!
توقفت أمام باب غرفتها بهدوء .. أدارت رأسها على طولي الممر يمنة و يسرة .. قبل أن تتسلل أناملها لتدير قبضة الباب ..
زفرت براحة حين أصدر الباب الثقيلة تكّة معلنا انفتاحه .. لم تتوقع أن تجده مفتوحا ..!!
دفعت الباب برفق و دلفت بسرعة للغرفة المظلمة ..
لم تفكّر حتى في إنارة لمكان .. اذ خشيت أن يلفت النور انتباه أحدهم لتواجدها الغبي هنا ..!
جرّت قدميها تتلمس طريقها عبر الفوضى المنتشرة في المكان اتجاه الزاوية التي ألفت انزواء سرير أختها فيها ..
كادت تتعثر مرّتين قبل أن ترتطم ركبتها بحافة السرير و تتنهد براحة حين لامست دفئ الفراش الوثير .. ثم تلقي بجسدها عليه بقوة .. مفكّرة بأنها قد تستطيع النوم الآن و رائحة حور .. و وجودها يغمرها ..
لبرهة قصيرة حاولت استيعاب الفزع الذي انفجر في قلبها دفعة واحدة ..
بنظراتٍ مرتعشة تتأمل اللين الذي قذفت بجسدها عليه غارقا في الظلمة .. لتنغز أصابعها بقوة .. طراوة الدفء المتنفس تحتها ..
صرختين حادتين شقّتا هواء الغرفة في الوقت ذاته ..
أحدها كانت وليدة حنجرتها .. أما الأخرى فقد فاقتها حدّتها .. و هي تمزّق مسامعها بقوة ..
قفزت على قدميها .. و راحت تهرول بجنون نحو الباب المقتحم من قبلها للتو ..
تتعثر بالأغراض المتناثرة على الأرضية .. و ترتطم بالأرض .. لتقفز بذعر على قدميها مرة أخرى ..
تتلمس الجدران .. باحثة بجنون عن قابس الضوء الكهربائي و قد خنقها الذعر مانعا إياها من استيعاب أن هناك مصابيح ضوءٍ على طاولة السرير كانت لتقيها جنون هذه البحث المذعور وسط الصرخات المجنونة التي لم تتوقف حتى مع ابتعادها عن الفراش ..
ذاك الصوت المولول الذي راح يضج بين جدران الغرفة بحدة ثقب أذنيها .. و هي تسارع لاشعال النور في الغرفة فور وقوع أناملها على الزر المقصود ..
لينتشر الضوء في ثانية و يغرق الرؤية أمامها .. مع انقطاع الصرخات الحادة من قبل الصوت الآخر ..
فتحت عينيها بفزع لتقع على ذاك الجسد المتكوّر وسط سرير حور العريض ..
و قد ضم اللحاف حتى عنقه .. لتصدم بعنف و الصوت القادم من السرير يصفع ذهولها ..
- داااااااااناااااااااه .. آآآآآآآآآوعتيييييييييينييييييييييي ..
وضعت دانة يدها على صدرها غير مصدّقة .. ما الذي تفعله المها هنا ..؟! في سرير حور المهجور ..؟!
تلفّتت يمنة و يسره .. بقلق ..
و تسللت للممر تلقي نظرة حذرة خشية أن يكون صراخها و صراخ المها قد أيقظ أهل البيت ..
لكن السكون المدوي في الخارج أعلمها أن أحدا لم يشهد هذه الملحمة .. سارعت بدخول غرفة حور مجددا .. و اغلاق الباب خلفها .. و هي تنظر للمها .. و كأنها مخلوق فضائي هبط للتو على سطح الأرض ..
تحركت بسرعة نحو السرير و هي تلتقط نظرة غضب من المها التي راحت ترمش بجنون .. مقاومة البقايا النوم الذي أفسدته دانة عليها ..
أشارت لها دانة بيديها و هي تسأل بصوتٍ عالٍ ..
- شووووه اتسويييييييييين هنيييييييييييه ..؟؟!!!!
لوحت المها بغضب شديد .. لا زالت متضايقة من تخريب دانة ليلتها .. و ضمّت أطراف الفراش لصدرها بقوّة ..
ضحكت دانة بخفة و هي تلقي بنفسها على سرير حور ..
ارتعش صوت المها و هي تنظر لرأس دانة المستلقي من علو ..
- اناااا خااااافة .. انتييي خوفييينييي ..
التقطت دانة يدها و قبّلتها بحب قبل ان تضع راحتها على صدرها بتعابير آسفة و تتلو بشفتيها دون صوت ..
- و الله آآآسفة ..!
ابتعلت المها ريقها قبل أن تعود لتستلقي على مخدة حور .. و تصطدم برأس دانة التي تأوهت بخفة .. ثم نظرت للمها بابتسامة .. و هي تلوح بيدها متسائلة ..
- شووووه تسويييين اهنييييه ..؟؟
نظرت المها للسقف بعينيها الواسعتين و التوت ملامحها الناعمة بحزن .. قبل أن ترفع يديها و تغطي بها عينيها .. و هي تقول بصوتٍ متكسر ..
- مااا نميييييت ..
لم تنم ..!
اذا لم تستطع ..!!
أمسكت دانة بيدها تزيحها عن عينيها .. و هي تلوّح لها ..
- لييييييييييش هنيييييييييه .. ؟؟
.
.
.
.
رمشت المها بعينيها عدّة مراتٍ و هي تنظر لوجه دانة ..
شعرت بدموعها التي كانت تكبح تتصاعد في حلقها الآن ..
تسألها دانة عن سبب مجيئها إلى هنا ..؟!
بماذا قد تجيبها ..؟
أن احساسها بالأمان قد سلب الليلة و راحت تلتمسه من الجدران .. و في أشياء أختها التي مضت الليلة بعيدا عنهم ..!!
أتخبرها أن النوم لم يداعب أجفانها حتى دفنت وجهها في وسادة حور العطرة لعلمها بانها القريبة الباقية .. و لم ترحل ..
و أن أجزاء نفسها لا زالت تسكن حولهم حتى في غيابها ..
شعرت بدفءٍ ينزلق على جانب وجهها .. و علمت أنها لم تعد تملك زمام أدمعها ..
و ان أحاسيسها راحت تنزلق ..
كان ذهول نظرات دانة يلامس بشرتها .. و هي ترفع يدها لحنجرتها .. تتلمس مخارج الأحرف التي لن تسمعها ..
لتتكسر متهدجة ..
- اباااا حوواااي .. أنااا خااافة .. خاااافة .. حوووووو .. وآآآآحت ..
التفت ذراعي دانة تحتضنها بقوة ..
و اندست هي بينها .. كما أنها هي الكبرى التي تجاوزتها بسنوات ..
وحدة فضيعة شعرت بها في غياب حور هذه الليلة ..!
آلم هشاشة قلبها الأبيض فقدانها ..!

* * * * *

عيون أخرى كان السهاد مترصّدا لها هذه الليلة ..
زوجته التي كانت تجلس على سجّادتها و قد أنهت وطر قيامها للتو .. و انشغلت في التسبيح على أصابعها النحيلة ..
و هو يستغفر في سرّه دون توقف ..
لم يقارب النعاس نومه رغم الارهاق الذي نال جسدها العجوز ..
كانت فكرة واحدة تؤرقه ..!
هل رسمه لحياة ذينك الاثنين العزيزين على قلبه كان صحيحا .. أم أنه ارتكب خطأً فادحا بسبب أنانيته و كبرياءه..
ذات الخطأ الذي مارسه لسنواتٍ و هو يقاوم شوقه لابنه ..
الخطأ الذي قد لا يفسر الا بتكذيب مشاعره ..
استعاد في ذهنه صورة قديمة للغاية ..
صورة حمد .. الشاب القوي .. المفعم بالحياة و الطيش .. و العبث ..
الرجل الذي رسمت له الحياة طريقا يفرقه عنه .. و يبعده ..
ابنه الذي فارق و لن يعود ..
ابنه الذي حرم مشاركته فرحته الأولى بابنته .. و التي حرمت ابنته من بركاته ..
حمد الغائب ..
الذي حمل معه الراحة و مضى ..
مهديا أباه بعد رحيله ذنبا أبدي .. سيظل مدى عمره يكويه ..
.
.
فليمطر الرب روحك بالرحمات يا حمد ..!
و ليرضا الرب عنك .. و يغفر لك ..
لا أملك سوى غصّة حنين لك في صدري ..
تخنقني ..!
.
.
.
.
على أصابعها المجعّدة الهزيلة ..
تعد التسبيحات دون كلل .. تكررها .. مراتٍ و مرات دون توقف .. لسانها لا يغفل برهة عن الذكر الهامس ..
في سرّها راحت تبتهل إلى الرب ليحميهم .. و يوفّقهم ..
ليرسم حياتهم بالحب و السعادة .. و السكينة ..
راحت تتوسل ربّها رحمة يتوسّدها ابنها الراحل ..
و قطراتٍ من حنان أمٍ تبلل التعاريج العميقة في خديّها ..
تتوق لرؤيته .. لرؤية ذاك الحبيب الذي سُـلب منها الى الأبد ..!

* * * * *

أهدابها المبتلة بالدمع ترتخي على وجنتيها المحمرّتين بتعب ..
فيما تضم كفيها الصغيرتين لترفعهما إلى السماء ..
يختلج قلبها المضنى .. و هي تبتلع أنفاسا تهدّئ شيئا من اللهيب الذي لا زال يتّقد في جوفها ..
.
.
( اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي

وقلة حيلتي

وهواني على الناس

يا أرحم الراحمين

أنت رب المستضعفين

وأنت ربي

إلى من تكلني؟

إلى بعيد يتجهمني؟

أم إلى عدو ملكته أمري؟

إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي

ولكن عافيتك هي أوسع لي

أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات

وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة

من أن تنزل بي غضبك

أو تحل علي سخطك

لك العتبى حتى ترضى

ولا حول ولا قوة إلا بك )
.
.
بأنامل مرتعشة قطعت سبيل الفرار امام دمعة تسللت ببطء على جانب وجهها ..
لن تستطيع الصمود لو أهلكت قواها في البكاء ..
لو كان انهيارها المر هو ما ستواجهه به .. فسيكون سحقها أمرا هيّنا عليه ،،
سيركل ضعفها دون أن يبالي ،،
ما الذي تبكيه ..؟!
إنه لا يستحق عبراتها هذه ..!
لا يستحق زفرة واحدة ،،
قاومت انكسارها بتلك الدفاعات البالية قبل أن تسخر دموعها مجددا منها و هي تنسكب على جانب وجهها بسخاء ..
و تنفلت شهقاتها بحريّة لتعلو في صالون الجناح الفندقي الخالي ،،
الليلة الماضي كانت أحلك ليلة مرّت عليها في حياتها .. ستظل تستعيد تفاصيلها الشنيعة ما ظلت حيّة ..
قضت ما يقارب نصف الليل في الحمام قبل أن تجد الجرأة على التسلل خارجة ..
لتتحسس أنظارها جسده المستلقي على السرير وسط الظلام غارقا في النوم .. تمنت لحظتها لو كان بيدها ثقل حديدي لتهوي به على رأسه الداكن و تهشّمه ..!
زحفت ببؤس إلى الصالة لتلتجئ إلى العقار المهدئ الوحيد الذي تعلم أنه سيتغلغل بين أوجاعها و الفاجعة ليغرس السكينة في روحها ..
وجدت كفيها الصغيرتين تلتمسان نعومة السجّادة المخمليّة تفرشها أرضا .. لتدق بابا من أبواب الله ..
في الوقت القصير الذي كان يفصلها عن صلاة الفجر .. ابتلعت في صوتها المتألم .. و أنفاسها ..
أخفت انكسارها تحت غطاء حجابها .. و رفعت يديها للسماء ..
كانت تلتمس شيئا من الهدوء .. و السلوى ..
لكن ما ان تناهى لأذنها صوّت المآذن المنادية لصلاة الفجر بذات الصوت الموحّد حتى انتفضت أوجاعها مجددا ..
روحها لم تعد سوى بقايا خرائب تسكنها الآلام في جوفها ..
و استبد بها ألم كريه لا يطاق ..
ألم غاضب .. لونه أسود ..
راح يفور في داخله .. ينبثق من أنفاسها شهقاتٍ متلوّمة ..
و من عينيها حرارة دموعٍ مذلّة ..
و تصلّب قلبها بقوّة ..
رغم الذل الذي راح يلفّها ،، و التعاسة التي تلتهم أحاسيسها ,,
إلا أن جزءا منها وقف في أقصى الروح مكابرا .. لا زال ينفض عنه غبار اندثار كرامتها ..
و تذللها له ..
طوال ليلتها المظلمة ..
استعادت كل لحظة معه ..
مرّ أمام عينيها شريط ذكرياتها .. ساخرا .. مستهزئا ..
زلزل أضلعها و هو يقلّب امام عينيها سذاجتها ..
انصياعها الأول لإرادة أبيها و الزواج بذاك المجهول الذي لم تلتقيه يوما رغم نفورها ..
الوقت الطويل الذي أمضته تحمل فيه اسمه دون أن تقع عينها عليه و لو لمرة واحدة ..
كم كانت قويّة حينها ..!!
هي .. حور ..
المكافحة .. الصامدة ..
الفتاة التي ولدت لتجد أن في انتظارها مسؤوليّات لم تمنحها وقتا للعب .. و لا لأحلام المراهقة ..
الطفلة التي وجب أن تكون من الصغر ناضجة ..
لتدير أمورها ،، و أمور إخوتها و الآخرين ..
الشابة التي نشأت في حدود جدران ذاك البيت المتشقق ..
تكدح كما يكدحون ..
ترفع رأسها في وجه الشقاء .. غير آبهة ..
تعمل .. تضحك .. تنطلق روحها بين الجدران ..
مؤجّلة كل تلك الهموم التي توقن بأنها في انتظارها ..
تلعب الدور الذي ولدت لتمارسه ..
هي الفتاة التي أسندت ضعف أمها .. و غياب والدها ليقتطع لهم لقمة عيش ..
المسؤولة ..
الكبرى ..!
هي الأم الأخرى ..
الحنونة .. الضاحكة .. الطيبة .. و الحازمة ..
الشابة التي وقفت في وجه أوجاعهم بعد أن فقدوا أهم ركائز حياتهم .. والدها ..!
قبل أن يقتحم الإعصار حياتها ..
و استعادت في ذهنها تسلّطه الأول عليها .. ارغامه اياها على قبولها مساعدتهم رغم كراهيتها و رفضها لذلك ..
ثم انقلابه المفاجئ للرجل الآخر ..
السند القوي ..
الرجل الذي اجتاح حياتها ليزلزلها ..
و يشعرها لأول مرّة بأنه ليس عليها أن تكون قويّة .. لأن هذا دوره هنا ..
فلتنفض كل الشقاء و المتاعب عن كتفيها ..
ليس عليها أن تكابر الألم .. و الهم .. و لا أن تعاني و لا أن تفكر ..
هو وراءها ..
و سيفعل ذلك عنها ..
ليس عليها سوى أن تسند أحمالها عليه ..
و تراقبه و هو يدير أمورها .. و تتلذذ بضعفها أمام جبروت رجولته ..
هذا قبل أن تكشف الأوراق .. و ترى أنها لم تكن سوى ثمرة ناضجة سقطت برحابة صدر في راحة يده ..
ليقضمها ..
و يلوك أحاسيسها و كرامتها .. و يبصقها مشمئزا من غباءها .. و حماقتها ..
تبادر لذهنها المتعب ردة فعلها الهوجاء الغريبة ..
بدت تلك الليلة ضبابية .. بعيدة .. و غير حقيقية ..
أحقا فعلت ذلك ..؟!
هل أقدمت على تحديه .. و جرؤت على السخرية منه ..؟!
كيف استطاعت ..؟! من أين أتت بتلك الجرأة و القوة الزائفة ..
قهرها هو السبب .. و وجعها العميق ..
و تغلغل في روحها شعور غريب بالفخر لفعلها الكريه ذاك ..
رغم ما نتج عنه .. و ما أورثه ذاك الحدث من ذل لها ..
إلا أنها شعرت بالنصر لبرهة قصيرة ..
و علمت في أعماقها أنها أوجعته ،،
و أن الشوكة التي غرستها في قلبه الأسود لا تزال تخزّه بقوة ..
و تخدش رجولته ..
.
.
رددت الأذان بسكينة خلف المؤذّن ..
و استعادت في ذهنها .. أبواب السماء التي تشرّع الآن لدعواتها ..
و رفعت يديها للسماء بقوّة و ثقة خالفت دموعها الهزيلة المتدرجة على خدّيها ..
و من أخدودٍ عميق في روحها ..
انبثقت أمنية سريّة نفختها من بين أناملها للسماء .. لا يعلم ماهيتها إلا الرب ..
و قضت بعدها وقتا مطوّلا في صراعٍ مع نفسها ..
رغبتين تعتصران روحها .. واحدة مريحة تقتضي أن تتجاهله تماما .. و تدعي عدم وجوده ..
و الأخرى لم يكن سوى ضميرها الذي لم يجد وقتا للصحو إلا الآن .. راح يخزّها بجنون .. دافعا تفكيرها نحو أسهل طريقة لإيقاظه ،، كي يلحق بصلاة الفجر ..
اشتهت أن تدخل للغرفة و تركله بقسوة في ساقه حتى تكسرها .. أو تهوي باحدى هذه المقتنيات الثقيلة على وجهه .. في سبيل ايقاظه فقط ..!
لكن أفكارها المجنونة تلك تبخّرت على الفور قبل أن تنزلق خلفها .. مع علو جلبة من الداخل .. و انصفاق باب الحمام معلنا استيقاظه ..
بذعر مميت شعرت بالتصلّب يغزو أنحاء جسدها المرهق .. و هي تستوعب أنها ستلتقيه بعد دقائق حين يهم بالخروج للصلاة ..
سرعان ما عقدت العزم على تجاهله .. ستلتزم بسجّادتها و لن تستدير نحوه .. لن يعلم ان كانت تصلّي أم لا ..
و لن يحدّثها ..
و على هذه الفكرة الساذجة تنفست الصعداء .. و هي تتشبث بأطراف سجّادتها بتوتر .. و كأنما توشك على التحليق ..!
تصيخ السمع بعناية متجاهلة ضربات قلبها المذعورة ..
مرّ وقتٌ بطول الدهر كلّه .. قبل أن تسمح صوت فتح باب الحمام .. فتجحظ عينيها بخوفٍ .. و تتحجر أوصالها ..
ضغطت ركبتيها للأرض باستماته .. و صوت حركته القادم من الغرفة يخترق السكون ..
تطرق برأسها ..
توقف قلبها عن القرع لنبضتين .. و لم تعد الأنفاس تصل لرئتها .. حين سمعت ثقل وقع أقدامه على الأرضيّة الرخامية قبل أن تخنقّها السجّادة التي تتوسط صالون الجناح ..
راحت الأنفاس تتدافع بجنون لصدرها .. لم تعرف سببا لهذا الإحساس .. شعرت به يتوقف لدقيقة كاملة خلفها ..
تكاد حرارة نظراته تخترق ظهرها ..
و تمنت أن لا يكشف توترها .. لا زالت بحاجة لقليلٍ من الوقت كي تستعيد رباطة جأشها .. و تتخذ وضع البرود و القوة الهادئة التي تنشد ..
ما ان تابع سيره و غادر الجناح مغلقا الباب خلفه .. حتى تنفست براحة عظيمة ..
كادت تبكيها ..!
استطاعت عندها أن تصلّي بخلو بال .. و قضت فرضها .. ثم التقطت كتاب الله ،، تتلو شيئا من ذكّره .. تنشد السلام لروحها ..
و الطمأنينة قبل أن يعود هو ليغزو بحضوره هذه العزلة ..
أذنت لشيءٍ من انكسارها بالظهور في الجناح الخالي .. تذرف ألمها .. و لسانها يردد الآيات بصبر ..
فيما سكينة عظيمة راحت تتسلل لجوفها ببطء ..
مع زحف اللحظات البطيء اللانهائي ..
راحت خيوط الفجر تتخلخل الجدار الزجاجي ،، رغم الستائر الثقيلة التي تكسوه .. بحثت بعينيها عن ساعة جدار أو ما شابه .. قبل أن تتحرك بسرعة نحو غرفة النوم لتفتّش عن الساعة النفيسة التي قيّدت معصمها في حفل الأمس ..
ما ان لامست أصابعها برودة الساعة حتى اقشعر بدنها و قد بدا لها فجأة أن ليلة أمس لم تكن سوى فوضى ألوان و أصوات .. و أوجه اختلطت في ذهنها و لم تعد تذكر شيئا منها ..
العقارب التي تشير إلى السادسة و النصف صباحا .. أعلمتها أنه مر ما يقارب الساعتين مذ خرج من هنا ..
قذفت بالساعة في قسوة هزيلة .. و هي تتحرك لتعود إلى الصالون مشيحة ببصرها عن أرجاء الغرفة التعيسة .. التي تعيد لها أحداث الليلة السوداوية ..
وهن يسري في ساقيها ..
الجوع الذي راح يقرص معدتها .. أعلمها بأنه على وشك قضاء أربع و عشرين ساعة دون أن تتناول شيئا ..!!
فقد رفضت معدتها المنكمشة بتوتر كل الطعام بالأمس .. و أوهنها التعب ..
شعرت بأن رأسها لم يلامس المخدة منذ سنوات ..!
أمسكت رأسها بتعب و هي تجر قدميها نحو الجدار الزجاجي .. أزاحت بجهدٍ جزءا منه ..
لتتسلل إلى الخارج بوهن ..
داهمتها نسمات الفجر الباردة .. علوّ المكان الذي تقبع فيه الآن منحها أفضليّة البرودة على نسمات الصيف الدافئة ..
تفرّقت عدة خصلاتٍ على جبينها الصافي و هي تنزوي بسرعة خلف حاجز ..
اندست لتجلس القرفصاء بهدوء خشية أن تلقطها الأعين و هي على هذا العلو ..
كان الرداء الفضفاض الذي ترتدي و غطاء الصلاة الذي التف حولها .. يمنحها شيئا من الدفء ..
و هي ترفع عينيها لزرقة السماء فوقها ..
تغرق في وسعها ..
أين هو ..؟ ماذا يفعل ..؟ لما تأخر ..؟
ذاك اللقاء الذي سيأتي عاجلا أم آجلا لا مفر منه ..
كيف ستتصرف عندها ..؟ تلتزم البرود و اللعبة اياها ..
أم تتخذ موقفا مغايرا للسابق ..؟
فجأة شعرت بمقدار التعب الذي استبد بها .. و التهم مفاصلها ..
ظهرها ينبض بالألم .. و صدغيها على وشك الإنفجار ..
شعرت بأنها تضغط على قدميها في وضعيتها غير المريحة هذه ..
و الجوع يوهنها ..
يوصل ضعفها إلى العظم ..!
اهتزت دمعة على حدود الهدب الذي كان قد يجف للحظاتٍ فقط .. قبل أن يعود ليبتل ..
و تبتل روحها ..
يالله كم هي متعبة .. و وحيدة ..!
أين أحبتها عنها ..؟
زحفت على أقدامها .. خطواتٌ تُجر عائدة للداخل .. تتوقف أمام احدى الأرائك الفاخرة المتصلّبة ..
قذفت جسدها على احداها بتعب ..
لتتعلق عينيها الدامعتين بالسقف ..
مبتورة جذورها بتواجدها هنا .. بعيدة عن كل أحبتها الحقيقيون ..
دفء صدر أمها .. ضجيج أخواتها و نايف .. تذمرهم ..
أمها عذيجة .. وديمة .. مايد .. و عبيد أيضا ..
و أخيرا جدّتها ..
تلك العجوز التي شعرت في هذه اللحظة بمتن الرابط بينهما ..
أم أبيها ..
العطــاء ..
ربــــاه ..!!
كم هم بعيدون عن متناول أحزانها .. لا تجد أحدا ليشاركها الدمعة الآن ..!
من منهم يمكنها أن ترفع سمّاعة الهاتف و تتصل به دون خشية ..؟
لتسكب على مسامعه موجة أوجاعها ..؟
لتصرخ به انكسارها ..
دون خشية اذلال العروس الذي يفترض بأن تكون الأسعد الآن ..
بدا و كأن السقف يهبط ببطء عليها ..
يكتم أنفاسها ..
يخنقها ..
.
.
و علمت أن ساعاتٍ طويلة .. عصيبة .. ستمر قبل أن تجد الراحة ..!

* * * * *

على وشك أن تتشقق ..
تلك العينين الواسعتين اللتان تعلّقتا بالسقف ..
سكون يحتويها .. و هي متيبسة على فراشها ..
لا تقوى التقلب .. الحراك .. الاحساس ..
مئات الأفكار تتخبط في رأسها .. تصادم .. تنفجر ..
رفعت اناملها باظافرٍ مصبوغة و منمقة بعناية .. طراوة أصابعها تلامس جبينها بشيءٍ من الذهول المطلق ..
احتشاد ..
هذا ما يمكنها وصف مشاعرها الحالية به ..و هي تجر نظراتها مجددا للأمام بنظرة فارغة ..
ابتلعت الكتلة المتصلّبة في حلقها .. و عينيها تمسحان الصالة الفسيحة بشيءٍ من البرود ..
كان استيقاظها هذا الفجر على يقين أنها قد ضيّعت سنوات تلهث خلف سراب مُحطِّما للغاية ..
شيء أحال أحاسيسها إلى رماد ..
التفتت للأريكة المجاورة تراقب ملامح أبيها الذي تشاغل بقراءة الملحق الإقتصادي للجريدة التي يقلّبها بين يديه ..
تأملت الوجه القوي المشترك .. الملامح الصارمة التي أورثها اياه أباه و اخوته ..
ذاته التي يتسم بها أبنائهم .. و التي تعلم بأنها ستخلّف أثرا بينا على أحفادهم ..
خشونة الملامح و قوّتها .. القسوة الخادعة التي تعلم أن والدها لا يرتديها سوى قناعٍ من بقايا ما ترك والده في الماضي منه .. ليخفي نقاء قلبه الطيب ..
حدّة النظرة .. و تلك الثقة المفرطة التي قد تفسر بغرور ..
أمعنت النظر في الخطوط التي سطعت على زوايا عينيه .. تخبرها بانه لم يعد بالرجل الشاب الذي كان يرفعها على كتفه و يلاعبها ..
و لون وجه الذي بدا أكثر اسمرارا من المعتاد .. خالطت ظلال التعب على وجه ..
لمساتٌ بيّنه من الإرهاق في عينيه المتعبتين .. ناقضت الأثر المتعجرف الذي يشمخ به الأنف المتعالي و هو يزم بشفتيه ..
خاطر غريب ذاك الذي جال في داخلها ..
كان التعب قد أنهك والدها ..!
هذا الكبير الذي لطالما أتعبته بدلالها .. و متطلباتها .. و طيشها ..
أصبح مرهقا ..
فكّرت بأنها تشبه الآن ..
هو يكابد الوحدة رغم وجودها الشبه معدوم منذ سنوات ..
تتشاغل عنه بزياراتها .. و خروجها .. و استمتاعها ..
فيما يتنقل هو بهدوء تحت الظل .. ما بين أعماله التي لا تنتهي .. و بيت أبيه .. ليعود في نهاية اليوم .. و يرتمي على برودة فراشه الخالي ..
لا زوجة في انتظاره .. و لا ابنة قد تكترث بغير حاجاتها ..
هل تشعر بالوحدة لمجرد أنها وجدت نفسها بضع سنواتٍ دون أصدقاء .. و أثارها تماسك عائلة عمها ..؟!
ماذا عن رجل عاش نصف عمره وحيدا ..
لم يخطر ببالها يوما أن تؤنس وحدته .. تسامره ..
و لم يشتكي لها من انشغالها ..
.
.
لكنّه أبي ..!
الرجل الوحيد الذي أعلم بأنه ينظر لي بقلبه ..
لا يرى الفجوات التي تملأ روحي ..
و لا التشوه الذي يسود ملامحي الخبيثة ..
و لا سواد مشاعري الانتهازية الأنانية ..
.
.
وقفت ببطء لتتحرك نحو أبيها .. و تندس بهدوء جواره في الأريكة الوثيرة ..
رفع بصره نحوها بابتسامة حب دافئة دون أن يتكلم .. ليعيد بصره للجريدة القابعة بين يديه ..
وجدت أناملها المترددة تنجذب دون شعور لتلامس تعاريج السنين قرب عينيه .. و تنزلق لشيب لحيته بهدوء ..
عاد ينظر اليها بشيءٍ من التردد قبل أن تعيد يدها إلى حجرها بابتسامة مهزوزة ..
لا تعلم لما يخالجها احساس مريع بالضعف هذا الصباح ..
هل هو انفلات الحلم الذي عاشته لسنواتٍ من بين يديها .. ليسكن أيام الغير ..
المصير الذي كانت تنتظره لم يكن سوى قدر شابة أخرى ..
مما جعلها بلا هدف .. و لا مشجبٍ تعلّق عليه فراغ أيامها ..
احساس تركها خاوية ..
و أشعرها بأنها معلّقة .. ما بين ماضٍ مشين .. و حاضر أجوف ..
- ها عواشه .. شي فخاطرج بويه ..
تدفق سيل الحنان من شفتي والدها الذي راح يرمق بعجب ملامحها الساكنة بحزنٍ دفين ..
التقطت نظرته الحبيبة .. و اشتهت التقاط كفّه و تقبيلها بحب ..
لكنها عوشة ..!
المدللة .. الأنانية .. المتعالية حتى على مشاعرها ..!
و حطمها هذا اليقين و أحرفها تزحف على لسانها المتردد ..
- لا بابي .. سلامتك ..
ابتسم بغير اقتناع ..
- الله يسلمج فديتج .. شي يعورج .. محتاية شي ..؟
- بابي ليش ما عرست عقب ما امااه توفت ..؟
أذهلها السؤال قبل أن يصدم والدها و كلماتها تفرقع في الفراغ بينهما ..
ابتسم والدها بهدوء .. و هو يعيد عينيه لجريدته ..
- أعرس ..؟
نظرت اليه بامعانٍ تبحث عن أي أثر لندمه على تضييع سنواته في وحدة ..
- هيه ..
قلب صفحة الجريدة بلا اهتمام ..
- و ليش أعرس ..؟
- ما كنت تبا حرمة تملى عليك البيت .. اتييب لك عيال .. اتونسك ..؟ ليش تميت بلا عرس الين الحينه ..؟
كان يحافظ على ابتسامته الهادئة و هو يجيبها ..
- و ليش أييب حرمة .. و فبيتي حرمة تسوى الدنيا و مافيها .. و العيال ما باهم .. عندي انتي يا عوشة .. انتي عيونيه لي أشوف ابهن .. ماليه حاية في الحريم .. شوفتج في البيت تملا عليه الكون .. شوه أبا بغثا الحريم ..
لا تدري لما سدّت العبرة حلقها و هي تقول بصوتٍ جاف ..
- باكر لا ظهرت من البيت .. كيف بتم اروحك ..؟
ضحك مطر لابنته بخفة .. و هو يقول ..
- شوه ناوية اتعرسين من وراية ..؟ البيت هذا ما بتظهرين منه .. شرط ع ريلج ايي و ييلس ويايه اهنه ..
لم تعد غصة تلك التي تصلبت في حلقها .. بل كتلة من الشوك .. و هي تفكر باختناق .. أنا قد لا تغادر هذا البيت مطلقا ..
تأخر الوقت كثيرا لتفكر الآن بالزواج الذي كانت تركل حضوره من حياتها بقدمها ..
ها هي تقف على أعتاب الثلاثين ..و تشيخ روحها من فكرة أن تهلك بقية أيامها في عنوسة ..!

* * * * *

 
 

 

عرض البوم صور زارا  
قديم 16-08-08, 12:41 AM   المشاركة رقم: 519
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ملكة الالماسية


البيانات
التسجيل: Jul 2006
العضوية: 8455
المشاركات: 10,839
الجنس أنثى
معدل التقييم: زارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالق
نقاط التقييم: 2892

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زارا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زارا المنتدى : الارشيف
افتراضي

 


توقّف أمام باب الجناح المغلق .. يده اليمنى تشتد على مقبض حقيبة الأوراق خاصته ..
و يريح اليسرى على سطح الباب ..جسده العريض ينتصب ساكنا ..
و ملامحه القاسية تحجّرت بقوة .. مبتلعة كل خلجة قد تنفلت على محياه ..
لم يكن يتذوّق السكون في الممر الطويل .. بل راح يعد نبضات قلبه المتعاقبة ..
لم يفهم سر جنون خفقاته .. سحب الهواء الى رئتيه بعمق .. قبل أن يزفر بقوة ..و هو يميل برأسه قليلا ..
يحدج الباب الصامت بنظراتٍ قويّة .. و كأنه قادرٌ على اختراقه و مراقبة ما يقبع خلفه ..
ساعة معصمه الثمينة كانت تشير للثانية ظهرا .. و لم ينته من اعماله في غرفة التجارة الا منذ ثلث ساعة ..
سخر في نفسه من شهر العمل هذا .. بماذا سيفكّر كل من يعرفه لو علم أنه قضى أول يومٍ لزواجه مخترقا الدوائر الحكوميّة لينهي أهم أوراق شركته ..
شعر بلذّة الكلمة تخترق صدره ..
شركته .. ملك له وحده .. خاصته .. و لا أحد قد يملك شيئا فيها بخلافه ..
كما تلك المرأة التي بالداخل ..
إمرأته لوحده ..
اعتصرت قلبه قبضة من الألم .. و اكتنف ضيق مفاجئ صدره و هو يستعيد لحن بكائها ليلة البارحة ..
الليلة التي لم يغمض له جفنٌ فيها .. بقي ساهرا يرتقب خروجها من مخبأها ..
و مر وقتٌ طويل .. قبل أن تزحف بقاياها خارج المنأى ..
شدّ قبضته .. و صر على أسنانه بشيءٍ من الغضب الصامت ..
ما خطبه ..!
لا يعقل أنه سيلين أمامها لمجرّد أنها قد ذرفت دمعتين ..!!
سيسقيها كؤوسا من مرارة عبراتها ..
لم ترى شيئا بعد ..
لكنّه اليوم لم يستطع ابعاد صورتها عن مخيّلته ..
طوال الوقت راح صفاء وجهها و ملامحها البسيطة يطفو أمام عينيه .. و صوت بكاءها بالأمس يضج في أذنيه ..
فيما يقاتل هو للانشغال عن احساسٍ خبيث راح يتخلخل في داخله .. و هو يعود للتفكير مرارا في منظرها البارحة ..!
لكن هذه الأفكار لن تفيده فيما ينوي .. لو كان سيطيع شفقته فسيتركها دون عقاب و هذا ما لا تستحقّه ..
لا زال أمامه الكثير من مشاعرها ليمزّقها .. و يعلمها بأنه لا يخدع ..
و ليلة الأمس لم تكن سوى البداية ..!
فجأة شعر بالتعب يسري في عروقه ..
السهر الذي اتصل باحتفال البارحة .. تركه مرهقا .. حرك كتفيه العريضين ببطء ..
و الإجهاد يثقل كاهله ..
قبل أن ينتزع بطاقة الباب من جيبه .. و يدسّها في ثقبه ..
ما ان دخل حتى تدفّقت موجة من الهواء البارد لتجتاحه بقوة .. و تخترق أنفاسه لتصل إلى رئتيها ..
ليس هذا ما جمّد أمام الباب .. ثم دفعه لإغلاقه بهدوءٍ شديد ..
بل هو الجسد المتكوّر في أقصى الصالون على أحد الأرائك بلا حراك ..
شعر بعينيه تلتصقان بالخطوط البعيدة على مد بصره .. قبل أن يجر قدميه العالقتين بهدوء نحوها ..
شعر بقدميه ثقيلتين و هو يدنو منها ببطء ..
أشرف بطوله يلقي بظلاله عليها ..
و قلبه يحتقن باحساسٍ مغايرٍ من الدفء ..
عينيه تمسحان خصلات شعرها المبعثرة بجنون .. و المتشعثة ..
رقبتها الملتوية تتوسد إحدى يديها بطريقة غير مريحة .. و اليد الأخرى تدلّت خارج الأريكة ..
فيما يحتضن رداء الصلاة الفضفاض جسدها المنكمش ..
كان رأسها مرفوعا للسقف و قد فتحت فاهها .. فيما انسدلت أهدابها على وجنتها الشاحبة بهدوء ..
الرحمة ..
الرحمة وحدها ما اختلجت في صدره و هو يراقب وضعها الغير مريح .. و يجد أصابعه الطويلة تلامس خدّها البارد .. و أطراف أصابع يدها المتجمّدة ..
كان الصالون باردا للغاية .. و قد رُفعت درجة التكييف لأقصاها ..
ببطء يحني هامته أمامها .. دون أن تشعر .. راكعٌ على ركبتيه .. يدنو من ضعفها النادر هذا ..
ظلال التعب ارتسمت على ملامحها الهادئة ..
و تقطيبة خفيفة التحمت بجبينها ..
خطر له أنها سقطت صريعة الإرهاق ..
لماذا رقدت هنا ..؟ هل كانت بانتظاره و لم تشعر بنفسها ..؟
ليس هذا مكانها ..!
دس ذراعيه تحت جسدها الضئيل ليرفعها بسهولة عن الأريكة .. ما ان استقام بها .. حتى تحركّت بضيق و هي تحاول دفعه دون أن تستيقظ من سباتها ..
قدّر أنها متعبة للغاية .. و الا كانت شعرت بوجوده و نقله لها ..
تحرك بسرعة نحو باب الغرفة المفتوح .. ثم توجه نحو الفراش ليضعها بهدوء .. و يزيح الغطاء من تحتها ..
حرر رأسها من غطاء الصلاة الذي كان قد انزلق على ظهرها .. كاشفا شعرها الحالك و قد تشعث في ثورة ..
و ألقاه بعيدا و هو يجر دفء اللحاف و يغطيها به جيدا ..
مال عليها يريد رفع انزلاق شعرها عن جبينها الناعم .. لكن ما ان دنت أصابعه وجهها .. حتى قبضها بقوة .. و هو يعيدها إلى جانبه بهدوء ..!
ما الذي جرى له ..؟ لمجرد أنه يراها مستسلمة للمرة الأولى و بلا دفاعاتها و لا سموم كلماتها .. سيعطف عليها ..!
لا ينقصه سوى إيقاظها و الاعتذار عن ليلة البارحة ..
اشتدّت ملامحه الخشنة .. و هو ينظر اليها خانقا أحاسيسه الغبيّة ..
لكن رغم مقاومته ناوشته ابتسامة متسلية و هو يتأمل رداء الصلاة الفضفاض .. و شعرها الأهوج المشعّث .. الذي يناقض شحوب بشرتها المتعبة ..
بدا شكلها غريبا للغاية .. و مضحكا .. !
بدت بعيدة كل البعد عن خبث تلك الأنثى التي تسللت ليلة إلى بيته لتغرس نصل خداعها في أوصاله ..
بدت مختلفة .. عاديّة للغاية .. بسيطة ..
و قريبة للقلب كما لم تكن من قبل ..!
عزيزة .. و حلوة ..
و أغمض عينيه يحجب نظراته الحادة .. مدركا بصدمة أنه يرتجف .. !

* * * * *

- ويل حاليه ..!! أحمدووووه .. انته صاحي و الا تخبلت .. شوه يالس تقول ..؟!!
تدلى فك روضة بذهول و هي تنظر لجسد أخيها المتكئ على الباب .. و هو يعقد جبينه قبل أن يقول باستنكار ..
- شوه تخبلت بعد ..! ليش يالس أخورف .. بلاكم كل ما فتحت الموضوع لحد منكم هب في ويهي و قلب عليه ..
اتسعت عينا روضة بارتياع .. و صاحت به ..
- ليش انته لمنوه قايل هالرمسة بعد ..
نظر لها بضيق شديد ..
- لهزاع .. و بغى ياكلنيه .. و استوت ضرابة امبينا .. انتي شوه عندج الحينه .. ليش مسويه حفلة الأمور سهالات .. محد قال بيوزج إياها .. انا ياي آخذ رايج .. لنهي أنا أياها ..
هزت روضة رأسها بعدم تصديق .. ثم رفعت رأسها نحوه ..
- أحمد ..؟ انته من صدقك الحينه ..؟ و الا تمزح ..؟
نظر لها أحمد بحزم ..
- و الله انيه صادق .. و بسويها .. و هالصريخ لو يتغنوبه العالم كلهم .. ما عليه من حد ... اباها .. يعني اباها ..
ضاقت عيني روضة ..
- المها عاده ..؟!
رفع أحمد حاجبه ببرود متسائلا ..
- و بلاها المها .. شوه قاصر عليها ..؟ هب شيخة الحريم .. مليون واحد يتمناها .. ما كانت هاي رمستج ..؟
أمسكت روضة برأسها و هي على وشك أن تفقد عقلها من هول هذه الفكرة .. أحمد .. و المها ..
- المها صمخا ..؟؟
رفع أحمد صوته ..
- و العااااافية .. لو هي عورى بعد .. هب كافرة .. و لي فيها من ربي ..
ثم هز رأسه بأسف .. و هو ينظر اليها بنظرة تصغير ..
- اتصدقين يوم ياي أخبرج .. و قايل فخاطريه بستشير ختيه العودة .. ما توقعت هالرمسة منج يا رويض قلت بتفرحليه .. هذا و انتي خويتهن .. و مطيحة عندهن دوم ..
هزت رأسها رفضا .. و هي تقول بسرعة ..
- احمد لا تفهمنيه غلط .. بس المها .. المها ما تناسبك يا خوية .. مرررة ما تنفعلك ..
صاح أحمد باستنكار .. دون أن يبالي بأن هناك من قد يسمع كلماته تلك ..
- و انتي شوه دراج لو كانت تناسبنيه و الا لا .. و الا لنها صمخا خلاص .. محد يباها ..
نهضت روضة نحوه بسرعة .. تمسك بيده لتجره نحو فراشها .. ترغمه على الجلوس ..
- أحمد .. بسم الله شوه ياك .. فكر بعقلك .. انته ريال عاد العمر قدامك .. تحب السوالف و الضحك .. تبالك حرمة تاخذ و تعطي وياها .. و المها ما تسمع .. كيف بترمسها .. كيف بتفهمها .. كيف بتييب عيال و بتربيهم ..
شخر أحمد ساخرا ..
- و عيال عميه حمد من وين يايين ان شا الله .. تراها امهم صمخا ..
- و يمكن عيالك ايون صمخ بعد ..! انته الحين تفكر بقلبك .. ما تفكر بعقلك .. لا تفكر انها حرمة و انك تباها .. فكر بالحياة الياية لو خذتها شوه بيصير ..
دفع أحمد يدها بنفور ..
- شوه بيصير .. بتخرب الدنيا .. انا المها هب متعلق فيها و أباها كحرمة بس .. أحبها .. تفهمين شوه يعني .. اباها من خاطريه .. يجذبنيه هدوئها .. أبا أملكها .. أبا أكون قربها .. و أحميها .. و اساعدها .. أحس انيه أحتايها .. شرا ما اباها تحتاينيه ..
مسحت روضة وجهها بشيء من اليأس .. و قالت بصوتٍ كسير ..
- أحمد لا تفهمنيه غلط .. و الله ما ابا الا مصلحتك .. و الا المها أنا أحبها أكثر من ما تحبها انته .. بعدين متى حبيتها .. و شوه حبيت فيها .. اذا رمسة و ما ترمس .. و شكل و ما شفته .. بالله عليك خبرنيه .. شوه حبيت ..؟ قبلة الغشوة ..
نهض أحمد و هو يقول بقوة ..
- يختي من ربي حبيتها .. شوه مشكلتج انتي .. الله زرع في قلبي هالاحساس .. و انا مرتاح للبنية .. بعدين شوه بلاج انتي محتشرة .. هذا و انتي تسوين عمرج خويتها .. بتخبرج الرمسة لي قلتيها هذاك اليوم شوه كانت .. ؟؟ و الا متى ما بغيتي قلتي لي تبينه ..؟ و لو ما ناسبج الوضع غيرتي رايج ..
أشارت له روضة بيدها و هي تشعر بأنه لا تنجح في تليين رأسه ..
- يا أحمد عين من الله خير .. انته خوية .. و أبا لك الأحسن .. و الله لو ألف العالم لف .. ما عنديه خلاف .. بس أييب لي صدق تستاهلك .. انته قلبك طيب .. و متأثر بحالتها لنك ......
قاطعها أحمد بيده و هو يقول بصرامة ..
- خلي رمسة الأفلام عنج ..
- رمسة أفلام شوه ..؟ أحمدووه .. شوه قاصر منك ياخي .. ليش ما تاخذ بنت من بنات الخلق المتعافيات .. انته ما تبا حرمة مثل العالم .. ما تبا تسمع صوتها .. و تسمعك .. تتغزل فيها .. تتقرب منها .. تتناقش وياها .. المها ما تسمع .. تفهم شوه يعني ما تسمع ..؟؟ يعني و لا شي من رمستك و من احساسك يمكن انه يوصلها لو شوه ما سويت ..
هز أحمد رأسه باستنكار .. غير مصدقٍ لما يسمعه ..
روضة من تقول هذا الكلام ..؟!
ضيق شديد اكتنف صدره .. و هو يعي أنه لا يطرق بابا من أبواب أحبته .. الا و سد في وجهه ..!
- و منوه قالج يا ختيه العودة ان الاحساس لازم يوصل بالرمسة ..؟ أنا هب محتاي انها تسمعنيه عسب أحسسها باللي فخاطريه ..
صاحت روضة بيأس و هي تشعر بأنه يصوّرها كالمذنبة في حين لا تريد الا الأفضل له ..
- أحمد ليش ما تفهمنيه ياخي .. ابا لك الأحسن ..ابا حرمة تسدك و تسد حاياتك .. لو باكر تمللت من المها و من الحواجز لي يمكن تكون بينكم .. محد بيتضرر الا هي .. انته عادي تاخذ عليها وحدة غيرها .. لكن هي لي بينكسر خاطرها .. المها هشّة .. ما تتحمل الدنيا .. و لا قسوتها .. ليش تبا تعيشها تجربة هي هب قدها ..؟؟
زمجر أحمد بقسوة ..
- و شوه دراج انها هب قدها ..؟ و ليش اتقولين تجربة ..؟ ليش ما تقولين حلم .. و الا حق .. و الا ما يصير الصمخا تتخيل عمرها معرسة لنها قاصرة عن باقي البنات ..
استطرد بصرامة ..
- اسمعي يا رويض .. أنا يوم ييت بخبرج .. قلت ماليه الا ختيه العودة توقف ويايه .. و تساندنيه .. أنا هب ولد اليوم .. و القرار ما تخذته الا و أنا مفكر فيه عدل .. البنت باخذها .. و غيرها ما ابا .. و أنا آسف انيه فكرت أستشيرج و الا آخذ رايج .. اتحريت انج رويض لي رمستنيه هاييك الليلة . و ما خلت كلمة طيبة ما قالتها فيها ..
هز كتفيه بنظرة آسفة .. أشعرت روضة بالتضاؤل ..
- لكن اظاهر انج ما ترمسين الا على هواج .. ع العموم .. انا هب ياي أستأذن منج .. انا ريال شوريه فراسيه .. و لا عليه من حد .. و البنت دامنيه أباها .. محد بيردنيه عنها ..
شدت روضة الخيط الأخير بيأس .. تعلم بأن قرارا مثل هذا سيفجّر الكثير من الأذية في أنفس الجميع ..
و سيخلف شروخا عدّة ..
و أول من قد يتأذى هي المها ذاتها ..
- أميه ما بتطيع يا أحمد .. اتحيد الحشرة لي سوتها يوم حامد بغى ياخذ عفرا .. شوه بتقول يوم انك تبا ختها .. و هب أي اخت .. الا الصمخا .. لي لو تموت ما يوزتها واحد من عيالها ..
لم يرد أحمد عليها ..
أدار ظهره لاعتراضاتها الواهية دون أن تؤثر في عزمه .. رغم ما خلفت في نفسه من ألم ..
لم استقبله أقرب الأقربون اليه بالرفض ..
لماذا ..؟!
فتح باب غرفة روضة على اتساعه .. و ترك المكان بسرعة ..
فارا من كلماتها الشائكة ..
تمنى لو أنها وقف بجانبه .. شدت من أزره .. فرحت لأجله ..
لكن كل ما واجه لم يكن سوى تثبيط همة كريه ..
.
.
.
.
احتضنت وجهها بين كفيها .. و هي تشعر بمزيج من السخط .. و الألم ..
كانت الكلام الذي قالته عن المها جارحا ..
كرهت نفسها و هي تردده على مسامع أحمد ..
لكن لم يكن بيدها حيلة ..
تريد الأفضل لأخاها ..
تحب المها كثيرا لا تنكر ..
لكنها لا تجدها مناسبة لحيوية أحمد أبدا .. بل تبدو هشة للغاية .. و ضعيفة ..
غير قادرة على خوض مغمار الحياة الحقيقية ..
اشمئزّت من ازدواجية مشاعرها و اندفاعها خلف رغباتها ..
أسى بالغ تملّكها و هي تشعر بأن قلبا على وشك التحطم ..
لكنها لا تعلم قلب من بالتحديد ..!

* * * * *

نفسٌ عميق تسحبه بعمق قبل أن تزفر بقوّة .. و هي تغوص في الأريكة الوثيرة ..
جرّت عينيها على اتساع الردهة بحثا عن شيء يستحق الإهتمام .. لكن ما رأت لم يزدها إلا احباطا على احباط ..
منظر دانة التي استلقت و هي تقلّب قنوات التلفاز بملل شديد .. تتوسلها مزنة أن تضع فيلم كارتونٍ كانت قد شاهدته للتو ..
عفرا التي تحتضن كوب الشاي بين يديها فيما تتابع عينيها شاشة جهاز حاسبها الآلي بعينين ضجرتين ..
حتى المها وضعت كتابها جانبا .. و انغمست في تأمل زخارف السقف و هي تمط شفتيها بصمتها الأبدي ذاك ..
وحدها هند بدت متسلية بصحبة سيف الصغير و هي تناغيه بصوتٍ مضحك .. تداعب ذقنه تارة .. و تحك بطنه تارة أخرى .. ليضحك الطفل بخفّة .. و تشاركه هي الضحكات فيما تراقبها أمّها بابتسامة هادئة محبة ..
سألت بصوتٍ مرتفع ..
- عفاري .. ما دقيتي مرة ثانية على حور ..؟
لم ترفع عفرا عينيها عن الشاشة .. و هي تجيب ..
- دقيت ستين مليون مرة .. التلفون مبند .. خلاص اصبرن الين باكر .. عنبوه الحرمة عدها عروس .. و نحن حاشرينها ..
- شوه حرمة بعد .. هاي حور ختنا .. لو نتصل أنصاف الليالي .. شوه بيستوي يعني ..
- ما بيستوي شي .. غير انها الحين غير عن قبل .. الحين معرسة .. و ريلها هو في قمة أولوياتها .. بعدين خفي عليها عاد .. خلونا نعطيها راحتاا شوي .. عنبوه حتى فشهر العسل بنغثها ..
زمت نورة بشفتيها .. و هو تقول بقوة ..
- حور ما تنغث منّا ..
- ما اختلفنا .. بس الله يعينا عاد على الصبر اسبوعين .. و بترد بالسلامة .. باكر و الا عقبه بنرمسها ..
شعرت بثقل كلمات عفرا تجثم على صدرها و هي تزفر عدّة مرات قبل أن تقف ببطء على قدميها .. لتتحرك أعينهن جميعا نحوها ..
كل النظرات الضجر المفعمة بالتعب المتخلف من الاسبوع السابق للزفاف .. كانت ترتكز عليها و هي تقف بملل .. قبل أن ترفع حاجبيها و تهز رأسها باستفسار ..
- وتس أب ..؟؟
بعد برهة صمت سألت عفرا بثقل ..
- ع وين ..؟
- ع حمر عين .. بدي فستان و لعبة .. بدي خاتم و اسواره .. على وين يعني .. بسير اشوف ليه شغلة أسويها .. ضاق صدريه .. أحس انيه بختنق ..
مطت دانة شفتيها ..
- كل شي و لا تختنقين ..!! ملل .. ملل .. أعوذ بالله .. صدق إن الفراغ قااااااااااااااتل .. شوه بتسوين نوري ..؟
هزت نورة كتفيها و هي تتحرك ببطء نحو الدرج العريض الذي تنصب عتباته في منتصف الردهة الفسيحة ..
- بسير اتسبح .. اقحص فحجرتيه .. أشبرها .. اسوي أي شي يملا وقتي .. بموت لو تميت كذيه ..
ضحكت دانة و هي تعود لتقليب قنوات التلفاز ..
- تتسبحين ..؟ الحمد الله انج حسيتي .. و رحمتينا من ريحتج .. اتسعت فتحة الأوزون فوق الإمارات بسبتج .. ما قالو لج ..؟
- أحسن من ريحتج يا المعفنة ..
ثم تحركت نحو التلفاز بشيء من العزم .. و هي تسأل مزنة التي بدت على وشك البكاء ..
- مزووون أي قناة تبين ..؟
اتسعت عينا مزنة على دانة التي ضيّقت ما بين حاجبيها .. قبل أن تقول بتردد ..
- اباا سبيس توووون ..
توجهت نورة نحو مستقبل الطبق الفضائي لتغير القنوات بهمّة حتى وصلت للقناة المطلوبة و دانة تصيح باعتراض ..
- حوووه .. حووه .. نوير .. ما تشوفينيه أطالع الفلم ..؟ ليش اتفرين القناة ؟؟
- ما تشوفين البنية من الصبح حاينة تبا رسوم ..؟ عنبوه لو اطالب ببيت شعبي كان ظهروه ..
ثم قلبت جهاز الإستقبال لتبعد واجهة التحكم عن دانة التي تذمرت بصوتٍ عالٍ مع ابتسامة مزنة و عينيها اللامعتين .. و نورة تقول باصرار ..
- ما عليج الحين ما بيسوي الريموت شي .. و هالعيوز ما بتروم اتنش من مكانها .. طالعي الرسوم .. ..
ثم هبّت واقفة .. و هي توجه لدانة تحذيرا ..
- دندن .. خليها اتشوف الرسوم .. الفلم ما اطالعينه من الصبح و انتي تقلبين هالقنوات .. خلي وحدة تتسلى ع الأقل ..
- و أنا شوه أسوي ..؟؟ أطالع الرسوم وياها ..؟؟ افففففف .. شوه هالحالة قسم بالله بموووت من الملل ..
رفعت عفرا عينين ملولتين .. و هي تزفر بضيق ..
- كلنا بنموت من الملل ..
تحركت نورة نحو الدرج مجددا و هي تقول ..
- غريبة ..!! شوه هالفراغ لي طاح علينا مرة وحدة من أمس ..؟؟! حي ..! نااااااااااايف .. وين ..؟ وين ..؟
صاحت بنايف الذي كان يهبط الدرجات مسرعا و يعدّل غترته - الحمدانية - قبل أن يجيبها على عجل ..
- بنسير العزبة..
صاحت نورة بسرعة ..
- بسير وياكم ..
نظر لها شزرا ..
- اهناك رياييل ما بيخيلج ابويه سيف ..
تجاهلته و عادت بسرعة نحو أخواتها و هي تقول بحماس ..
- بنات شرايكن نسير العزبة ..؟
ارتفعت الأعين الملولة نحوها بانزعاج .. و دانة تقول باستنكار..
- عزبة في هالحر ..؟
- شوه تبن زين .. انتم هنيه .. مليت الصراحة .. و الله مليت..
ثم أدركت غياب نايف عن المكان ..
- عنلاته السبال ظهر.. اكيد ساروا الحينه ..
هزت عفرا رأسها بهدوء ..
- انتي من صدقج الحينه تبين تسيرين العزبة ..؟
- عيل امزح وياج .. افففففففففف .. و الله لو اسير في القايلة . بس القى شي يشغلنيه ..
و ألقت بثقلها على الأريكة..
- يااا عاااالم يااا نااااس ارحموووونيه .. اجازة الصيف.. حد ييلس في البيت ..؟؟؟

* * * * *


من غياهب الظلمات .. راح الوعي يجرّها ببطء .. شعورها بالبرد ربّما ..! أم تململها في هذا المكان الغريب .. وجدت أنها تفتح عينيها ببطء .. لتستقبل الظلمة عينيها أيضا ..
شيءٌ من الضياع و عدم الفهم و اللا توازن ثبّتها في مكانها للحظاتٍ طويلة .. قبل أن يستعيد ذهنها الخامل حقيقة وضعها الآن ..
استنكرت طراوة الفراش تحتها و هي تستعيد جلوسها بعد صلاة الظهر على الأريكة بجوع ..
سرعان ما قفزت لذهنها فكرة واحدة و اعتدلت جالسة بسرعة ..
صلاة العصر ..!
و المغرب ربّما ..
لقد حل الظلام .. و فاتها الكثير من الفروض .. تلمّست يديها طاولة السرير تبحث بسرعة عن زر الإنارة .. لتجده بسهولة ..
سرعان ما ملأ الحجرة الواسعة ضوءٌ أصفر خفيف .. التفتت الى جانبها و هي تشعر بالثقل الموجود جوارها ..
و ارتعش جسدها و هي تنكمش بعيدا .. حين ميّزت عينيها الظهر العريض الأسمر للرجل الذي نام على جنبه مديرا قفاه لها ..
ابتعلت ريقها بصعوبة .. و هي تنظر اليه بخشية .. بدا ضخما للغاية و هو يشغل نصف السرير ..
الضوء النحيل يلقي عليه ظلا شاحبا مفزعا .. متى عاد ..؟ كيف لم تشعر به ..؟!
و ما الذي أتى بها إلى هنا ..
لم تحتج وقتا طويلا من التفكير كي تستوعب حقيقة الوضع ..
نظرت للموخّرة الرأس الأسود بحذر .. قبل أن تنزل عينيها لظهره ..
لكنّ نظراتها تجمّدت عند نقطة ما بين ألواح كتفه أسفل رقبته تماما..
توقفت متأملة لحظاتٍ طويلة بشيءٍ من الذعر .. في البداية لم تنتبه لهذا المنظر بسبب شحوب الضوء ..
أما الآن فأصبحت عينيها أكثر حدة و هي تضيقان على البقعة أسفل رقبته ..
بللت شفتيها الجافتين بتوتر ..
ما هذا ..؟! - وسم - ..؟ علامة كيٍّ أو حجامة ..؟
بدت ندبة الحرق المستدير بحجم راحة الصغيرة تماما ..
لم تكن ندبة بسطحٍ معرّج .. بل بدت ملساء للغاية .. شيءٌ أشبه بالسلخ ..!
و ارتجفت أمام هذه الفكرة .. !
حرق أم سلخ ..؟!
ربما هو وسم .. لمرض أصابه في الصغر .. و تمددت الندبة مع نموّه ..
بدت فضيعة للغاية رغم منظرها الأملس .. الا أن أطراف الجلد كانت مشدودة بقوّة ..
مدت سبابة مرتعشة نحوها ما ان لامستها حتى شعرت بنعومتها تحت إصبعها ..
لكن سرعان ما انكمشت يدها بقوة .. و هي تصرخ بفزع .. حين انتفض جسده بقوة شاهقا .. ليهب جالسا و يستدير بسرعة رهيبة رافعا قبضته و هو على وشك لكمها ..!!
غطّت وجهها بكفّيها في ذعرٍ .. و هي تنأى بجسدها عنه .. و انتظرت لثانية أن تهوي قبضته بقسوة عليها ..
لكن شيئا لم يحدث ..!!
باعدت يديها اللتان تحجبان الرؤية عنها ..
لتصطدم بوجهه الغائم .. و قبضته التي تجمّدت عاليا في الهواء .. دون فعل السقوط ..!!
كان يتنفس بسرعة كبيرة .. صدره القوي في هبوط و علو مجنون ..
و شعره قد تبعثر على جبينه .. ملقيا ظلا يخالط لحيته .. فبدا السواد طاغيا على ملامحه المخيفة ..
النوم لا يزال يسكن عينيه اللامعتين ..
لا .. ليس النوم ..
بل نظرة أخرى ..
و دب خوف مريع في قلبها و هي تنظر اليه عاجزة عن الكلام .. فيما هو لم ينطق حتى ..
رفع يده الكبيرة ليمسح وجهه ببطء .. و هو يتنفّس بعمق .. محاولا السيطرة على شهقاته ..
فيما تجمّدت أحاسيسها و هي تفكّر في النظرة التي سكنت عينيه للتو ..
نظر اليها مجددا .. قبل أن يمد يده نحوها ..
انكمشت بفزع و هي تنأى بجسدها عنه ..
لكنّه امسك بجانب وجهها في راحته ..
راقبته و هو يغمض عينيه طويلا .. تنفّسه يصبح أكثر هدوءا .. ثم يمد يده الأخرى لإشعال الإضاءة من جهته .. فيملأ الغرفة ضوءٌ أقوى ..
تبيّنت خشونة ملامحه .. فيما أعطاه تبعثر شعره الكث .. منظرا مخيفا .. زادها رعبا ..
حاولت جر وجهها من يدها .. لكن أصابعه التوت في قبضة تشتد على ذقنها بقوة ..
كانت عينيه الداكنتين تأسران عينيها المذعورتين باحساس أسود .. خوف اختلج قلبه و لا تعرف له سببا ..
راحت تحارب قبضته بصمتٍ مطبق ..
تحاول فك أصابعه القويّة عن فكّها دون أن تنجح ..!
بلغها صوته الأجش يقول ببطء ..
- لا تشدين .. و الا بشد .. لا تشدين ..
و اشتدّت قبضته على فكّه حتى أيقنت انه ينوي تحطيم وجهها .. و كأنما يريد اثبات كلماته فقط ؟؟
تخلّت عن المقاومة بسرعة .. و هي تلتقط غضبا مجنونا لا تعرف له سببا راح يعصف في عينيه ..
و ابتلعت أجفانها دموعا كادت تبلغ مآقيها ..
لكنّها راحت تقسم في داخلها بانها لن تبكي ..
لن تبكي ..!
استسلمت لقسوة قبضته .. و هي تنتظر أن يتركها بصبر .. فيما مسح هو خدّها بابهامه و صوته يتخلخل مسامعها ..
- هيه .. كذيه أباج .. لو تبين القوة .. بييبج بالقوة .. و لو تبين الهون لا تكابرين .. انتي هب قدي يا بنت حمد ..
.
.
.
ضمتك لا تقوى و تاخذني بطيش ،،
لا تكسر ضلوعي بضمتك تكفى ..
ارفق علي و ضمني بس بشويش ،،
أبي حنانـــك خلنــي فيــه بغفى ..
ودي أضيع فضمتك ودي أعيش ،،
ودي علّة خفوقي منك تشــفى ..
.
.
.
ابتلعت غصّتها و هي تنظر له باستماته .. قبل أن تقول بصوتٍ مهزوز .. خرج مختنقا ..
- ودرنيه .. ابا أصلي .. ما صليت ..
ارتسمت ابتسامة باردة كريهة على شفتيه قبل أن يشد رأسها للأمام بقوة .. ثم يقبّل جبينها بحنانٍ مناقض لقبضته ..
و يهمس عليه ..
- ليش خايفة انزين ..؟ مسرع ما طارت قوّتج ..!!
انتزعت ذفنها من يده فور شعورها بلين قبضته ..
و قفزت على قدميها على الأرض دون أن ترد ..
سارعت متوجّه نحو الحمام هربا من نطاق قوّته .. و هي تجرّ أذيال رداء الصلاة الذي نامت به ..!
لكن ما ان أغلقت باب الحمام بينها و بينه ..
حتى وضعت يدها على صدرها تهدئ من ضرباته ..
لم تعجز عن الرد عليه الا لأنها لا زالت ضائعة في تلك اللحظة ..
لا زالت حائرة .. و خائفة ..
لم تفهم ..
تخبّط قلبها بجنون .. و هي تستعيد نظرته حين كان على وشك ضربها ..
أغمضت عينيها حين بلغ خافقها حلقها بجنون ..
تكاد تقسم أنه كان خائفا ..!
هذا الرجل الذي لا يفعل سوى اخافة من حوله كان خائفا ..
لم تخطئ في تفسير نظرة الذعر الوجلة على محيّاه ..
و قد مزقتها رؤية هذا الضعف في عينيه ..!!
لم تباغته .. متأكدة ..
لكن لما كان كل هذا ..!!
لمجرّد أنها لمسته كاد يضربها دون أن يشعر ..
لو لم يتمالك نفسه لهشم وجهها ..
رباه ..!!

* * * * *

أوقف اللقمة قبل أن تبلغ فمه و هو يرفع عينيه لأخته بهدوء ..
- تسافرين..؟
لم تكن تنظر إليه و هي تدير فنجانها بتوتر .. و تجيب ..
- هيه .. بسافر لخالوه ..
دس اللقمة في فمه و التهمها بهدوء شديد.. قبل أن يرتشف قليلا من قهوته ..
ثم يرفع عينيه نحوها ..
- و ميعاد ..؟ تعرفين إن عمي سيف ما رخصها .. كيف تبينها تسير ..؟
هربت نظراتها من مواجهته .. و ابتلعت ريقها باضطراب ..
- هب لازم تسير ..أنا أقول اتم هنيه .. و اسير بروحي ..
اعتلى الذهول وجه نهيان و هو يسأل مستنكرا ..
- تبين تخلين ميعاد اروحها ..؟؟
تململت في مكانها قبل أن ترفع عينيها بثقة فارغة ..
- وشوه بيستوي عليها يعني ..؟
- شوه بيستوي عليها ..؟ خولة ..!! شوه هالرمسة .. انتي تعرفين انه أغلب وقتيه في بوظبي .. و البيت ايتم خالي يوم أسير .. لو انتي ما تميتي عند ختج منوه بيراعيها .. و الا ناسية آخر مرة سرتي فيها ترتغدين شوه استوى ..؟ و بعدين شوه هاي اتسافرين اروحج ..؟ شوه ما وراج ولي ..
- منوه قال اروحيه ..؟ بسير ويا واحد من عيال خوانيه .. محمد و الا عبد الله .. الا أي واحد ..
نظر لها نهيان بشيء من القوة ..
- و حتى و لو .. بتخلين ختج اروحها في البيت ..
دفعت فنجانها بشيء من التوتر و صوتها يرتفع بحدة ..
- أوووهووو .. شوه يعني .. احبس عمري هالصيف لن ابوها ما يباها تظهر مكان .. مشكلتاا ياخي .. اختنقت أنا كل ما بغيت شي .. دخلت ميعاد في السالفة .. مالي حق أعيش حياتيه و الا شوه ..؟!
زجرها نهيان وصتٍ مرتفع ..
- خولوووه ..
لكن صوتا آخرا ردّ صداه .. بناشده بنعومة ..
- نهيااان ..
التفت نهيان مصدوما .. تتبع نظراته خولة التي استوعبت بذعر توقف مقعد أختها المتحرك على الباب ..
و هي تتقدم بهدوء نحوهما .. قبل أن تقول بصوتٍ أجوف ..
- و خير لو تميت اروحيه ..؟ ما بموت .. و لا بيستوي بي شي .. انته تظهر الصبح ..و العصر اتكون اهنيه .. و انا الضحى كله راقدة لا شغله و لا مشغله .. يوم بترد العصر اتكون انته موجود .. ما بتسكن هي في مصر .. بتيلس شهرين و بترد ..
ثم أدارت نظرة متألمة نحو أختها الكبرى و هي تبتسم بوجع ..
- صح خولة ..؟
أشاحت خولة بنظرها عن انكسار أختها في حرقةٍ صامتة .. لكن نهيان وقف على قدميه ..
- انتي هبلة و الا تستهبلين .. منوه تبينه يأكلج .. و ينظف البيت .. و يغسل الثياب .. و الا ناوية الأخت خولة تشغلين ميعاد ..
وقفت خولة على قدميها .. تدوس قلبها و هي تتجاهل وجود ميعاد ..
- انا هب خدامة ..
اتسعت عينا معياد بصدمة .. و نهيان يشد قبضته ..
- محد قال انج خدامة .. انتي مالج يمالة في ختج .. لو ما نفعتيها منوه لي بينفعها ..؟؟
سرعان ما التوى وجهه باستنكار و هي تشيح بوجهها ..
- خولة ..!! شوه استوى بج .. ما حيدج أنانية . و ما تفكرين الا بعمرج ..حتى هذا هب اسلوبج في الرمـ ..
قاطعته خولة بصوتٍ متهدّجٍ مرتفع ..
- الحينه يوم طالعت عمريه شويه .. و فكرت في نفسي .. و انا لي سنين أكرف كرف الحمير .. غديت انانية ..
كان نهيّان مصدوما بحق .. و عيني ميعاد تتسعان بعدم تصديق ..
لم تكن هذه خولة أبدا ..
ليست أختها الكبرى .. أمها الحنون ..!
هذه فتاةٌ مختلفة تماما ..
ما خطبها ..!
أ يعقل أن تكون هذه ردّة فعلها على زواج ابن أخيها ..!
استعادت ميعاد بمرارة كلمات غيث التي فرقعت يوما في مجلسهم بسخرية قاسية ..
.
.
(( و يوم انها سنين عندكم .. ما اتذكرتي اننا خاشينها الا يوم انقضت حايتج ..؟
شرايج أردج .. يمكن تخف مسؤوليتهاا عليج ..؟! ))
.
.
شعرت بالدموع تتدافع إلى عينيها .. و هي تهمس بصوتٍ متكسّر .. و عينيها تستنجد بأختها ..
- خولة ..! بــــلاااج ..؟!
أشاحت خولة بوجهها و هي تهب واقفة على قدميها .. في حين صاح نهيان بغضب إثرها و هي تتحرك نحو الباب ..
- لا تزمين بخشمج .. و لا تعصبين راسج .. سفر .. ماشي سفر .. تقرين في البيت عند ختج غصبن عنج .. و غير هالرمسة لا اتريين ..
.
.
صفقت خولة الباب خلفها بعصبية ..
و انهمرت دمعة من عين ميعاد .. و نهيان يلتقط غترته .. و يترك المكان بدوره .. و البيت ..
لم تستطع استيعاب ما حدث للتو ..!

* * * * *

كانت ابتسامته الهادئة المسالمة الرد الوحيد على كلمات أحمد المنفعلة ..
السماحة على وجهه لم تتغير طوال الوقت الذي قضاه أحمد و يرغي و يزبد .. مسح على لحيته السوداء الطويلة بهدوء .. و هو يومئ بذات الإبتسامة .. فيما يستطرد أحمد أخيرا ..
- أقسم بالله حسستنيه بالإحباط .. يعني هزاع و فهمناها .. ريال و ما يعرف البنية .. و كل شي يباه بريفكت .. لكن روضة ..!! هذا و هي لي مادحتنها ليه مرة ..!! ليش غيّرت رايها من يوم قلت انيه أباها ..
اعترض هزّاع الذي كان مستلقي قرب التلفاز على بعد مرتبتين من مراتب المجلس الفسيح ..
- عنبو ذا اللحية لك .. ذليتنا .. كل كلمة و الثانية هزاع .. هزاع .. ما يسوى عليه رمسة قلتها .. خلاص يابوك أنا نسيت .. انته ما تنسى ..
نظر له أحمد بشراسة ..
- لا ما أنسى ..
- أعوذ بالله .. شوه هالقلب الأسود ..
صاح أحمد مستنكرا ..
- قلب أسود ..!! أول مرة أييك و متأمل في ويهك النحس خير .. و قلت خويي و بيفهمنيه .. و بيوقف ويايه .. و طلعت اخرطي .. امحق خوي.. ما تعرف المخوة و لا سلومها .. ما بنساها ..
ثم أشاح بوجهه في طريقة درامية مستهزئة كسرت حدة كلماته و هو يقول بصوتٍ أنثوي ناعم ..
- جرحت مشاعري .. و حطمت قلبي ..
ضحك هزاع ..
- صدق يا نانا ..
رمش أحمد بعينيه بسرعة ..
- صدق يا زازا ..
- هههههههههههههههههههه .. مصخرة و الله ..
لوح سيف بهدوء لأحمد و هو يقول ..
- خلك منه يا بو شهاب ..
انتصب ظهر أحمد و هو ينظر لسيف بجدية ..
- وياك يا بو هناد ..
برق الإعجاب في عيني سيف و هو يقول بصدق ..
- ما شا الله عليك .. الصراحة ما توقعت ان عقلك بهالثقل .. و الا يمكن انك تفكر بهالطريقة ..
- طايح من عينك .. شوه ..؟!
ثم حك رأسه باحراج ..
- و الله يا خوية .. أنا أفكر بقلبي .. هب بعقلي .. لا تمدح وايد ..
- حتى و لو .. مساواتك لبنت عمك رغم لي فيها بباقي العرب و انك اتشوفها ما تنعاب .. تنحسب لصالحك .. غيرك بيقول أنا هب ملزوم آخذها و أنا صاحي مابي شي .. ليش ماخذ وحدة ما تنعاب شرا ما غيري ياخذون ..
أصر احمد بقوة ..
- و المها ما تنعاب .. لي فيها خلقة ربيه .. و لو ربيه كاتب هالشي .. محد بيعترض عليه ..
أيده سيف بوقار ..
- و الله سبحانه و تعالى اذا أخذ شي من عبده يعوضه بغيره .. لي في المها حكمة و ابتلاء من رب العالمين .. يختبر صبرها .. و بيعوّضها خير في الدنيا و الآخرة .. انته بس يكفيك ان الله رحمها من التسمّع لبذيء الكلام .. و النميمة .. و الأغاني و مزامير الشيطان .. و واضح ان قلبها طيب .. و ان الدنيا ما دنستها ..
أومأ أحمد موافقا بصدقٍ متحمس ..
- هيه و الله يا سيف .. نفسها نظيفة .. و أنا راضيبها .. و اباها من خاطريه ..
تكلّم هزاع من بعيد ..
- انزين عرفنا انك تباها .. اذيتنا يا ريال ..!!
- لم ثمك .. ما يخصك ..
تجاهل سيف كلامهم قبل أن يمسك بيد أحمد .. و يقول ..
- يا أحمد الشخص المعاق له الحق انه يعيش حياته .. مثل الشخص الطبيعي .. و اعاقة المها تعتبر اعاقة خفيفة .. في مليون طريقة .. و طريقة للتواصل غير الكلام .. و انته لو صدق متمسك بها .. بتتعلم سواء لغة الاشارة .. و الا بتتواصل وياها بالكتابة ..
عاد أحمد يومئ بحماس ..
- هي ذكيّة و بسرعة تفهم .. و تقـ ....
ضحك هزاع و سيف معا .. و الأول يقول ساخرا ..
- و اللييييييل .. أقول بو هناد لو يلست ويا أحمدووه بيتم يعدد لك مزايااهاا .. و انته ريال مطوع .. و تخاف ربك .. توكل على الله .. و خله يدبر اموره ..
احمر وجه أحمد و هو يستوعب للمرة الأولى أنه يفرط بالحديث عنها .. و يشير اليها بكلامه .. لم يستطع سوى قول ..
- جب .. محد طلب رايك ..
ثم التفت بشيء من الخجل لسيف الذي ضحك بخفة ..
- ارمس .. يا مطوع .. أسمعك أنا ..
مسح سيف وجه .. و بقايا الضحكة لا زالت عالقة في صوته قبل أن يقول ..
- أنا أقول لو انك صدق تباها توكل على الله .. انا وياك في الموضوع .. و ما عليك من رمسة الحريم .. لن ختك حكّمت عواطفها قبل المنطق .. و شافت انه يمكن انته تحس عقب الزواج بالنقص .. لنك في أشياء بتنحرم منها ..
ثم أكد بصوتٍ أكثر جدية ..
- و أنا أقول يا أحمد فكر من هالناحية زين .. لازم تكون مستعد تقدم تنازلات .. لن هب كل شي تباه بتحصله .. و بعدين فكرت في راي أمك و ابوك ..؟
زفر أحمد و هو يتمدد على المرتبة بقلق ..
- لا اتخبر يا ريال .. ابوية هب مشكلة .. ما بيردنيه عن بنت خوه .. بس الوالده الله يهديها .. يمكن عندها شوية اعتراضات .. انته شوه تقول .. أفاتحهم في الموضوع ..
أومأ سيف بصدق ..
- فاتحهم .. بس قبل لا ترمسهم .. صل ركعتين استخارة عسب تعرف وين الله كاتب لك الخير .. و يسهل لك ربك أمورك .. شرايك ..؟
كانت ابتسامة عريضة تتربع وجه أحمد و هو يقول بانشراح ..
- الله يوسع صدرك يا بو هناد شرا ما وسعت صدري .. ما عطيت حرمتك شي من هالفكر النيّر .. روح يا بني الله يفتحها فوشك ..!

* * * * *

 
 

 

عرض البوم صور زارا  
قديم 16-08-08, 01:57 AM   المشاركة رقم: 520
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 79740
المشاركات: 2,285
الجنس أنثى
معدل التقييم: اشتكي بصمتي عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 11

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اشتكي بصمتي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زارا المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

ابداااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااع الخطوه جنااااااااااااااااان

جمعه مبااااااااااااااااااااااااااااااركه يا زوي

زارا كل عااااااااااااااااااااادة مااااااااااااا اريد الخطوه تخلص والله اني بغيت اصيح يوم خلصت


بس ماااااااااااااااااااا في احداث كثيره ..................... بس الخطووووووووووووه جنااااااااان


غييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي ث

باااااااااحمررررررررررر يااااااااا احمر صاير كبريت هد اعصابك حبيبي ماااااااا في شيء يسواااا لاااااا تبن حوروه

ولا غيرها غيث عجبني اسلوبه مع حووووووووووور البنات ما يجون الا بالعين الحمرااااااا حريييييييييم مو كني

منهم يسلاااااااااااااام ابو سيفاني عرف كيف يربي بنت حمد (((((((حاقده عليها بقوه))))))))


حووووووووووووووووووور هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه

احسن احسن طبخن طبختيه يا الرفله اكليه هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه

مو قد ابووووووو سيفااااااااااني مع اني رحمتها يو جاهااااااااااااااااااااااا ((((((((ايه صدقناك))))))))

والله الخطوه هذي مااااااااااا بردت حرتي في حووووووووور انشااء الله الخطوه الجااايه يصكها اب الشباب

كف وتعرف ان الله حق ...................... زارا وش رايك تاخذين الرجاال ترا في ناس مااااااااااا تستاهله


حاااااااااااااااااااااااامد وينه

ههههههههه والله له فقده الاناني

عفاااااااااااري ودانه نوره والمهاااااااااااااا

خوااااااااااااااات عن حق وحقيق ههههههههههه

احمد من اليوووووووم رايح بناااااااااااديك الشيخ احمد الله يوفقك مع مهوي

بس لاااااااااااااااا اوصيك بها حطها بعيونك.......................


[SIZE="7"]سيف وروضه[/SIZE] الاثنين معهم حق بلي قالوه لاحمد بس كلن بوجهة نظره ...............

احمد خلاااااااااااااااااص لا تذل صديق عمرك هزاااااااع على كلمه

خلللللللللللود يناااااااااااااس اكراها انسانه استغلاليه درجه ينااااااااس الرجال ما يبيك مااااا يحبك

غصب وجع نااااس ما تستحي


ميعاااااااااااااد انشاء الله يجي ابوك وغيث يااخذونك وتعيشين عندهم وتفتكين من خلوووووود الهم

عيوووووووووووووووش طلعة طيبه البنت وانا ظالمتها انشاء الله قلم حرررررررر يعرس عليك وماا تعنسين

وسلللللللللللللللللللللللللللللامتكم

 
 

 


التعديل الأخير تم بواسطة اشتكي بصمتي ; 16-08-08 الساعة 02:04 AM
عرض البوم صور اشتكي بصمتي  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ليتني غريبة, ليتني غريبة ابداع مستمر, ليتني غريبة وحشتيني يا بنت ربي يفرج عنك ياحلوة (بندقة), من ارووع القصص وارقاها.., من ارقى وأجمل القصص الخليجية, الأدب الراقي المستقى من البيئة الاماراتية بواقعيه, القسم العام للروايات, الكاتبة ليتني غريبة, ابداع الكاتبة الكبيرة ليتني غريبة, احب حور وغيث, اشتقت لحوووووووووووووووور ولغيث اووووووه يارب صبرنا, اسطورة دوما يا ليتني, اعوذ عليكِ بكلمات الله التامه من شر ماخلق..مبدعه ورب الكعبه, اقسام الروايات, حفظك الله من عيون البشر, خطوات تغفو على عتبات, خطوات تغفو على عتبات الرحيل, خطوات تغفو على عتبات الرحيل لكاتبة ليتني غريبة, خطواتٍ تغفو على عتبات الرحيل للكاتبة ليتني غريبة, روآية غير شكل آحآسيس خجوله^^, روايات مميزة, روايات خليجية, روايات كاملة, رواية خطوات تغفو على خطوات الرحيل, رواية خطوات تغفو على عتبات الرحيل كاملة, سيدة الضاد ليتني غريبة, غيثاني وربي انك مخبل فييني .الله يوفقك يااعسل.توقيذر فور ايفر.( زارتك)هخهخه, وهـ بس .. فارس فرسان الفرسان الشيخ طويل العمر غيث بن علي. المعروف بغيث زارا.., قلبي قلبي قلبي .. فديــــــــت ابوو العسل غـــــــ غيث زارا ـــيــ غيثي اناــث, قصة اماراتية تحكي الحب والبؤس والحرمان, قصة خليجية اماراتية ابداع ×ابداع
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:03 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية