كاتب الموضوع :
ثم كانت الذكري
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
في المدرسة الثانوية
تتساءلون لماذا المدرسة الثانوية؟ لماذا لا تصمتون قليلا لم أدعوكم لتقطعوا علي أفكاري سأقص عليكم كل شيء في موعده فقط عليكم أن تخرسوا قليلا و تتركوني أحكي. و الآن أين كنا ؟؟ نعم لقد عدت بكم لمقاعد مدرستي الثانوية و بالتحديد للصف الثاني الثانوي .. هل ترون تلك الفتاه الطويلة النحيلة هناك .. تلك التي ترتدي نظارات و تجلس في المقعد قبل الأخير .. تلك الفتاة التي إن رأيتها في أي مكان لن تعيد النظر إليها .. نعم تلك الفتاة التي لا يميزها شيء و إن كانت هناك آلاف الأشياء التي تجعلها غير مميزة.. تلك هي أنا .. لماذا أجلس في آخر الصف ؟؟ لقد طلبت أن تكفوا عن الأسئلة يا سيدي و لكني سأجيبك هذه المرة علي أن يكون آخر سؤال.. لقد كنت أجلس في بداية السنة في أول مقعد و كان بجواري فتاة أعرفها منذ المرحلة الإعدادية .. ولكنها كانت مملة .. مملة .. مملة لأقصي الدرجات و أنا طوال عمري لا أكره شيء كراهيتي للملل .. مما دعاني إلي أن أتلفت حولي لأبحث عن شخص أقل مللا و وجدت بغيتي في آخر مقعد .. وجدتها في "نيرة" تلك الفتاة التي عرفتني عليها فتاة ما في السنة السابقة ولا زلت اذكر اسمها و شكلها و العجيب إنها ظلت تذكر اسمي .. عرفتني للفتاة التي تجلس بجوارها "بسنت" التي أصبحت فيما بعد توأم روحي و صديقة عمري .. ولكن في ذلك الوقت لم أكن أحبها كثيراً.. فقد كنت أعرف عنها بعض الأشياء التي سمعتها من الآخرين .. لقد سمعت إنها فتاة مسترجلة قليلا تعتقد أن كل شيء يمكن أن يحل "بالدراع" و له مجموعه صديقات يقول عنهم الجميع إنهم "صيع" لا يهتمون بشيء .. متحررات قليلا في ملابسهن و يعرفون مئات الشبان .. لكن ما أقسي أحكام الآخرين علي من لا يعرفونه .. عندما عرفتها عرفت أنها لم تكن كذلك أبدا و لذلك أصبحنا أصدقاء .. ثم عرفتني بـ "نور" رفيقة مقعدي لعامين متتاليين وهي شخصية لطيفة تصلح بجدارة أن تكون ست بيت و أم العيال (وقد أصبحت فعلا الآن) .. "كنا نلقبها بحنان الأم و حنية القطن" فهي تشبه تماما الست أمينة في ثلاثية نجيب محفوظ .. تتساءلون بالطبع ما الذي جذب هؤلاء الفتيات المرحات لمصادقة شخص مثلي.. رغم إنه سؤال وقح لم يسأله أحد فسأجيب عليه .. كنا في مرحلة المراهقة .. المرحلة التي تبحث فيها الفتيات عن الحب كما يبحث عالم الذرة عن اليورانيوم .. و كنت أنا دودة الكتب التي لا تكف عن القراءة أعرف مئات القصص الرومانسية التي يرغبن في أن يحكيها لهم أحد فهن لا يرغبن في تصديع رؤوسهن بقراءتها .. لذلك كنت ألعب معهم دور يشبه دور شهرزاد في ألف ليلة و ليلة أو دور الراديو المعطل الذي لا يكف عن الثرثرة.
تقولون إنني ثرثرت كثيرا الآن و يجب أن أدخل في الموضوع .. هل أصابكم الملل؟؟ لا يهمني ذلك كثيرا عل أي حال.. أنت الآن داخل ذكرياتي الخاصة و يمكنني طردكم في أي وقت أشاء .. لا ترفعوا أصواتكم لا أحب الأصوات العالية.. نعم سيدتي أعرف تماما إني وقحة و لكن ما المشكلة لقد جئت لهذه الصفحة لأكون مملة و غبية و وقحة كذلك لا لأكون مهذبة و متحضرة ..
و الآن كفوا انتم عن الثرثرة .. حسنا سأدخل في الموضوع .. و كانت بسنت هي بداية الموضوع .. كنا فتيات و طبيعي ألا نكف عن الثرثرة عن كل شئ .. أثناء الحصص الدراسية و بين الحصص و في الفسحة و بعد الدراسة عندما كنا نفضل المشي أنا و بسنت للمنزل .. كنت أسكن بعدها بمسافة و لكن كان طريقنا واحد و عندما يحين الوقت لنترك بعضنا كنا نتذكر أننا لم هناك مواضيع أخري لم نثرثر فيها بعد فنقف لنصف ساعة أخري تحت شجرتنا المفضلة أمام منزلها لنكمل حديثنا قبل أن أتذكر أنه يجب علي الذهاب للمنزل الآن و إلا قذفت بي أمي من النافذة فأتركها و أنا آسفة لأننا لم نتحدث اليوم غير سبع أو ثماني ساعات فقط.. يا له من ظلم .. و لكنها الحياة.
|