و تمر الأيام .. الأمس شبيه باليوم .. و اليوم مشابه للغد.. لا شئ جديد .. لا شئ إلا الملل و إيقاع الحياة الرتيب.. لم أعد أقابل بسنت كثيرا هذه الأيام فهي مشغولة بشدة في الإعداد لحفل خطبتها.. و أنا وحدي.. تهاجمني وحوش اليأس و الملل و قصة الحب التي تبدو بلا بداية و لا نهاية .. قصة الحب التي يعيشها الطرفان نعم.. و لكن كل منهما يعيشها من طرف واحد.. يعيش بمفرده فقط .. أفكر وحدي و يفكر وحده.. أتعذب وحدي و يتعذب وحده .. أموت وحدي و يموت وحده .. أتمني فقط يوما أقول فيه لقد فعلنا ذلك معاً.. معاً.. آه .. كم أشتاق لتلك الكلمة.. و كالعادة قطع رنين الهاتف تأملاتي .. تري من المزعج؟؟؟.. مادام في الأمر إزعاجا فبالتأكيد هي بسنت .. لست أعرف مزعجين غيرها .. و صدقت توقعاتي .. كانت هي .. طلبت مني النزول معها فورا لنختار معا فستان خطبتها.. بالتأكيد لا أستطيع أن أرفض لها طلبا و كذلك هي فرصة رائعة لأتخلص من حالة الملل تلك.
ذهبنا إلي كل المحلات .. قاست مئات الفساتين و كالعادة لم يعجبها شئ.. وعندما دخلنا المحل الألف قلت لها: لو لم تختاري شيئا من هنا فسأتركك و أنصرف.. هذا يكفي لقد ذابت قدماي.. قالت: حسنا.. لو وجدت شيئا جيدا فسآخذه علي الفور .. في النهاية اختارت فستانا في لون الزيتون.. وقفت أمام المرآة لتجربته و وقفت معها لأساعدها علي ضبطه .. قالت و هي تنظر في المرآة و كأنها تتحدث في موضوع غير هام: بالمناسبة يا ذكري.. محمد مسافر .. هذه الحمقاء.. تلقي علي دائما أنباء تكاد توقف قلبي بنفس البساطة التي تخبرني بها ماذا ستأكل اليوم .. عندما نجحت في لملمة شتات نفسي أخيرا سألتها في صوت يكاد يتلاشى من قوة المفاجأة: مسافر؟؟؟ متي؟؟؟ أين؟؟ .. قالت في بساطة: بعد أيام قليلة .. إلي الكويت .. ربما كانت الصدمة أشد مما أحتمل .. لا أدري ولكن لا أستطيع أن أصدقها .. سألتها بصوت مرتجف خائف من الإجابة: هل هو حقا سيسافر أم أنك تمزحين معي؟؟؟ من أخبرك أنه سيسافر ؟؟؟.. قالت في بساطة: هو بنفسه لقد رأيته أمس وقال لي أنه سيسافر ..ما الغريب في هذا؟.. نعم .. ما الغريب في هذا.. فلو كانت تشعر بتلك النار التي تشتعل في قلبي و التي أمدت منه إلي جسدي كله لما سألت مثل ذلك السؤال.. ما الغريب في هذا؟؟ .. ربما كنت أنا الغريبة حقا لأنني أهتم به .. ها هو يتجاهلني من جديد و كأنه ليس لي وجود .. هل سيسافر حقا و يتركني؟؟ ودون حتى أن يودعني .. يبدو أنه حتى كلمات الوداع قد صارت أكثر مما أستحق .. و لكنني لا أستطيع .. لا أستطيع حقا أن أتركه يسافر دون أن أودعه .. أريد أن أراه .. حتي و إن كان قلبه يقسو علي فإن قلبي لا يستطيع أن يقابل قسوته بمثلها .. نظرت إلي بسنت و قلت لها في ضراعة: بسنت من فضلك .. قاطعتني قائلة: أعرف ماذا ستطلبين و لكن ذكري لا أستطيع ذلك حقاً.. قلت لها في توسل أشد: أرجوك يا بسنت أريد فقط أن أودعه .. كيف سأعيش إذا سافر دون أن أتزود منه بنظرة أخيرة.. قالت: أفهمك يا ذكري و لكنني حقا لا أستطيع .. سألتها في خيبة أمل: لماذا؟؟ .. نظرت إلي و في عينيها غضب مكتوم وقالت: لقد تشاجرنا معاً أمس بشدة .. ذلك الأحمق يظن أنني لازلت طفلة صغيرة و سأنفذ أوامره دون تفكير .. أنه يرفض خطبتي لياسر و يقول أنه يرفض زواجي بأي شخص عدا محمود .. كيف له أن يقرر بدلا عني .. إنها حياتي لا حياته .. لقد قلت له رأيي هذا بصراحة فقال أنه لن يتحدث معي مرة أخري أبدا و قلت أنني سأفعل مثله.. لذلك لا أستطيع الاتصال به .. اعذريني يا ذكري .. نظرت إليها في إشفاق .. حسنا أنا أعذرها .. ولكن هل سيعذرني قلبي؟؟؟.. ها هو يكاد يقيم مظاهرة في صدري و يطالبني بأن يراه .. ذلك الأحمق .. لماذا يتشاجر مع بسنت و هو يعلم أنها وسيلتي الوحيدة للاتصال به .. أو ربما هو تشاجر معها لأنها وسيلتي الوحيدة للاتصال به؟؟؟ ربما .. فلقد أصبحت أشك في كل تصرفاته.
قضيت اليومين التاليين في البكاء و التفكير حتى كدت أصاب بالجنون .. ماذا أفعل؟؟.. كلما فكرت أنه سيسافر دون أن أراه يكاد رأسي ينفجر .. نعم أنا لا أراه كثيرا و لكن مجرد شعوري بأنه قريب .. بأنني ربما رأيته بالصدفة في مكان ما .. بأنني إذا رفعت سماعة الهاتف سأسمع صوته .. يشعرني بالأمان حقاً.. نعم .. إذا رفعت سماعه الهاتف سأسمع صوته.. إذا لماذا لا أرفعها .. أمسكت بسماعه الهاتف .. و ترددت طويلا .. لا أجرؤ علي طلب الرقم .. ظللت ممسكة بالسماعة حتى سمعت الصوت الالكتروني لتلك الفتاة التي تقول"من فضلك ضع السماعة".. و ضعت السماعة و أنا أرتجف و كأنني نجوت من الموت .. يجب أن أكون أكثر شجاعة من هذا.. لماذا لا أفعلها؟؟ لقد اتصلت ببيته بالفعل من قبل.. ولكن ذلك اليوم كان ما دفعني هو الغضب.. و لماذا لا افعلها الآن .. و سيدفعني إليها الشوق إليه و الخوف من فقده .. حسنا .. ربما حاولت غدا من جديد .. ولكن يجب أن أسرع فلم يبق الكثير من الوقت.
في اليوم التالي كنت عند بسنت .. لماذا لا أجرب الآن؟؟ علي الأقل يعطيني وجود بسنت الدعم النفسي الذي يمنحني بعض الشجاعة .. رفعت السماعة و بيد مرتجفة طلبت الرقم .. سمعت صوت والدته علي الجانب الآخر .. ألا يرد غيرها علي الهاتف؟؟؟.. كدت أغلق الخط و لكن واتتني بعض الشجاعة فسألتها: محمد موجود؟؟.. ردت علي بقرف: لا ليس موجوداً.. عند خطيبته .. شكرتها و أغلقت الخط و أنا أشعر بالذهول .. يكاد قلبي يتوقف .. سألتني بسنت: ماذا قالت لك؟ .. قلت لها: تقول عند خطيبته .. قالت: وصدقتها؟؟ يا لك من حمقاء .. إنها تستعمل تلك الحيلة منذ سنوات لتمنع الفتيات من الاتصال به.. و بالمناسبة هي تقول لي نفس الشئ عندما أتصل به .. كلماتها طمأنتني .. و المحاولة جعلتني أكثر جرأة .. حاولت الاتصال به عده مرات بعد ذلك و لكن في كل مرة ترد علي والدته بنفس الرد .. ألا تعرف التجديد .. شعرت بالإحباط .. يبدو أنني لن أصل إليه في النهاية .. سألتني بسنت بعد أيام: حسنا ما نتيجة محاولاتك؟؟ .. قلت لها : نفس النتيجة .. لا أستطيع الوصول إليه .. قالت: يبدو أنه يري رقم الهاتف فلا يرد عليه.. تنهدت في أسي و قلت لها: تعنين أنه لا يريد الكلام معي بالذات..حسنا .. هو يفعل ذلك دائماً .. لا جديد إذاً في الأمر .. قالت: حسنا يا عزيزتي .. ما الذي تعطينه للذي يساعدك علي خداعه و الوصول إليه؟؟ .. قلت لها في فرح: حقاً ستساعدينني .. قالت: و من لك غيري يا عزيزتي يمكن أن يساعدك؟؟ حسنا تعرفين أننا قد اشترينا الشقة التي بجوارنا .. وفيها خط هاتف لا يعرف محمد رقمه .. ها ما رأيك؟؟ .. كدت أقفز من الفرح و قلت لها: هل تسأليني؟ هيا إلي هناك فورا .. تظاهرت بالحزن وهي تقول: بدون كلمة شكرا حتى؟ يا لك من جاحدة .. قلت لها سأشكرك كثيرا ولكن بعد أن أحدثه .. هيا .. ذهبنا معا.. طلبت الرقم و أنا أشعر بإثارة شديدة .. حقا سأسمع صوته الآن؟؟؟.. وقبل أن أجيب علي سؤالي لنفسي .. أجابني هو .. نعم سمعت صوته الذي اشتاق إليه يقول: آلو ..

جزء جديد جميل ومثير زي ما عودتينا دايما يا ذكري....لكن ليه قصير!؟
انا صعبانة عليا جدااا ذكري من كل اللي بيحصل معاها....حاسة انها بتحب في جماد له اسم وشكل انسان....هي ايجابية معاه طول الوقت وهو سلبي معاها اغلب الوقت
من اول ما تابعت المذكرات وانا معجبة بذكري وعايزة اخنق محمد وبالذات في موضوع انكار نفسه في التليفون....اكيد هي عندها مشاكل زيه تمام....لكن هي حبها له اقوي بكتيررررر مخليها تنسي مشاكلها والعالم بحاله علشان تحاول تساعده معنويا علي قد ما تقدر لكن هو مش مديها فرصة لاي شيء ابدااا وكأن عاجبه ومستمتع بحبها ليه من بعيد وناسي او بيتناسي ان دا واجب عليه
اتمني انهم في اقرب فرصة يتقابلوا ويتكلموا في كل شيء بكل صراحة ووضوح....محمد لازم يكون ايجابي اكتر من كدة ولو شوية صغيرة انا خايفة انه يضيع ذكري منه ويندم عليها طول عمره.