كاتب الموضوع :
ثم كانت الذكري
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
شعرت بالصدمة للحظات و لكنني سرعان ما استفقت منها.. لماذا أشعر بالأسى لمثل ذلك الأمر.. لم أقل يوما أنني واقعة في غرام أبيه .. أنني أحبه هو .. فلماذا أهتم بما يفعله أي فرد آخر في أسرته.. فليفعل كل منهم ما يحلو له علي شرط أن أفوز أنا به في النهاية.. بعد فترة من الصمت نظرت لبسنت و سألتها: وما المشكلة؟؟.. نظرت إلي في دهشة و كأنها تنظر لكائن فضائي نزل لتوه من المريخ و عندما تأكدت من أن سؤالي كان جادا و أنني لا أمزح انفجرت قائلة في ثورة: أي حمقاء أنت؟؟ ماذا تعنين بما المشكلة؟؟ أقول لك أن والده أصبح سكيرا فتسأليني ما المشكلة.. وبما أنني معتادة علي نوبات غضبها العنيفة تلك أصبحت أستمتع بأن أضيف أثنائها بعض الحطب لتزداد اشتعالا فقلت لها في برود شديد: نعم لا أري مشكله ..أحبه هو وليس أبيه.. و كما توقعت أزداد غضبها اشتعالا حتى كادت أن تشعل في النار بنظراتها و صرخت: نعم بالفعل لا مشكله .. أنت تتعاملين و كأنك تعيشين وحدك في هذا العالم .. ألا يوجد بشر إلا أنت وهو في العالم؟؟ .. ألا يوجد لديك أبوين سيسألونه عن عائلته عندما يأتي لخطبتك؟؟ وعندما يعرفون الحقيقة هل تعتقدين أنهما سيرحبان به؟؟.. بالتأكيد سيسألانه كيف جروء علي أن يأتي لمنزلك أصلاً.. و إذا تزوجتما هل تستطيعي أن تخبريني كيف سينظر الناس لأطفال جدهم سكير؟؟.. محمد لا يهتم بنفسه و ما يحدث له كل اهتمامه بما يمكن أن يحدث لك أنت .. ثم أنه الآن مسئول عن أسرته ماديا كذلك فحتي لو تغاضينا عن كل ما سبق فهو لن يستطيع أن يفتح بيتين في الوقت نفسه .. هل تفهمين؟؟.. و من الواضح أن عدم الفهم و المبالاة كان يظهر علي وجهي بوضوح.. فتنفست بعمق لتهدأ نفسها ثم قالت لي بتوسل: ذكري أرجوك .. فكري فيما قلته لك بعقلك و لا تجعلي قلبك يتحكم فيك هذه المرة فتفقدين مستقبلك كله .. وإذا كنت لا تهتمين بنفسك فكري فيه هو.. محمد إنه يحتاج منك أن تتركيه.. ألا يمكن أن تساعديه في هذا يا ذكري؟.. ثم نظرت إلي.. آه من عيناي الغبيتان تلك.. لماذا يمتلئان بالدموع عندما أحاول أن أتظاهر بالقوة.. لم يعد هناك مجالا للتظاهر إذا فتنهدت في حزن و قلت لها: حسنا يا بسنت أعدك أنني سأفكر.
عدت إلي منزلي و ألف مطرقة تضرب رأسي .. آلاف الأفكار تكاد أن تصيبني بالانهيار.. حاولت أن أنام لأهدأ قليلا و لكنني لم أنجح في النوم .. علي أي حال لست معتادة علي النوم في هذا الوقت المبكر جداً.. أعددت كوبا من الشاي و خرجت للشرفة .. ربما كانت بسنت علي حق .. ربما من الأفضل أن أتركه .. يجب أن أكف عن التفكير بنفسي قليلا و أري الأمور من وجهة نظر الآخرين .. محمد يعتبرني عبئاً عليه.. يعتبر أنه قد علقني به بسبب اعترافه بحبي و الآن يعتقد أنه لن يستطيع الاستمرار في حياته التي فرضها عليه الآخرون إلا لو فك أسري من تلك العلاقة .. هكذا يري الأمر .. و أنا أري غير ذلك .. فأنا أحبه قبل ذلك بسنوات.. و لكن هكذا يري هو الأمر .. يجب أن أحترم وجهه نظره .. و العقل يقول أنني يجب أن أحرره من أيضا .. و لكن لماذا أشعر بغصة في حلقي و بالدموع تتجمع في عيني عندما أفكر في هذه الفكرة.. لكن العقل قول ذلك.. هو لا يحتاجني الآن في حياته .. في تلك اللحظة وقعت عيناي علي القمر .. كان بدرا.. وتردد صوت في خيالي ": هل تحصين النجوم في كل يوم مثلي" .. نعم سأتذكره دائما كلما رأيت نجمة أو رأيت ضوء القمر .. حسنا سأتركه إذا كان هذا حقا ما يريد.
|