كاتب الموضوع :
ثم كانت الذكري
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
متأخرة .. متأخرة كعادتي في كل شئ.. حتى في رؤيتي له كنت متأخرة ..عام كامل مر علي و أنا أتخيل رؤيته في كل لحظة و أحلم به.. تري ماذا سأقول له؟؟تري ماذا سيقول لي؟؟ بالتأكيد سأقول له الكثير و سيقول لي الكثير و سترتفع ضحكاتنا معا لتصبح ضحكة واحدة كبيرة نصالح بها الدنيا التي عاندتنا كثيرا .. أحلم و أحلم و أحلم .. ثم استفيق من أحلامي لأجد أن كل ذلك وهم .. ولكن ذلك الوهم كان الحقيقة الوحيدة في حياتي
ثم أخيراً رأيته.. فلحظة من تلك اللحظات التي تتغير فيها حياتنا فلا تعود أبدأً مثلما كانت.. في احدي تلك اللحظات التي تطبع بصمتها علي قلوبنا فتصبح كالوشم الذي لا يمحى أبدأً .. رأيته.. كنا عائدتان من المدرسة معا كعادتنا .. نحتضن حقائبنا كأننا نحتضن أحلامنا و مستقبلنا و العالم كله .. ثرثرتنا التي لا تنقطع و ضحكاتنا التي لا تنتهي تجعل كل من يمر بنا ينظر إلينا و كأنه يقول ألا تحمل هاتان هم أبداً .. ثم فجأة أمسكت بسنت بذراعي كأنها رأت شبحا وقالت لي كلمة واحدة هزتني كألف قنبلة نووية .. محمد
التفت بسرعة إلي حيث تنظر .. هل تعرفون ماذا رأيت تخيلوا ألف شمس ساطعة و ألف قمر ليلة اكتماله.. كان مثل ذلك .. و أكثر .. أكثر بكثير مما تخيلت و حلمت.. ماذا؟؟ لا يعجبكم وصفي له و تريدون وصف عاديا مثل الذي نصف به البشر العاديين؟؟ وهل كان بشرا عاديا بالنسبة لي .. حسنا كما تريدون .. سأحاول أن أصفه لكم بمقاييس عيونكم القاصرة.. كان طويل القامة بعينين في لون العسل الصافي و شعر من اللون البني الفاتح يتلاعب في طياته ضوء الشمس فيحيله للون الذهب.. يكفي هذا أليس كذلك؟!
أحسست بخطواته وهي تقترب منا كأنها تخدر أعصابي .. كأنني انتقلت فجأة من هذا العالم إلي عالم آخر لا أري فيه إلا أنا و هو فقط. . حاولت أن أفيق .. حاولت .. حاولت .. لكن تلك الغيبوبة التي لفتني كانت لذيذة فلم تسمح لي بالإفلات .. شاهدته و هو يقترب و رأيته وهو يحرك شفتيه كأن يتمتم بشئ أعتقد إنه تحية .. لكنني لم أكن اسمع شئ .. لقد كنت غارقة في بحر عينية .. كنت أري في عينية أشياء كثيرة شوق .. حنين .. تساؤلات كثيرة .. من أين جئتي و أين كنتي ؟؟ .. حاولت أن أشد عيناي بعيدا عنه فلم أستطيع .. حاولت و حاولت و حاولت .. وجدته ينظر إلي و يحرك شفتاه كأنهم يهم بالتحدث إلي .. لم أحتمل أكثر من ذلك .. وجدت نفسي أتكلم و كأنه شخص آخر يتحدث علي لساني .. قلت بسرعة قبل أن يتحدث .. آسفة يجب آن أذهب الآن .. نظر إلي نظره تخيلت إنها نظرة عتاب .. فجررت قدماي مبتعدة .. لا أعرف لماذا لم أتكلم و لماذا لم أحدثه .. لست أدري فهل تدرون أنتم؟؟؟!!!
|