كاتب الموضوع :
ثم كانت الذكري
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
لازلت في الانتظار .. تمر عليا لحظات الانتظار و كأنها ساعات طويلة من التقلب علي الجمر.. أتمني أن أعرف ما سيحدث لي في اللحظة القادمة و دائما لا يحدث شئ.. أتمني أن تنتهي حياتي فما أعيش فيه هو بالفعل نهاية .. أسبوعان لم أعرف فيهما عنه شئ و كأنه تبخر أو أختفي من الحياة .. أو ربما أختفي من حياتي فعلا للأبد .. جلست لأعيد تقييم علاقتنا منذ البداية .. هل أخطئت في شئ؟ .. وجدت أنني كنت كجهاز استقبال جيد يستقبل و لكنه لا يرسل أي شئ.. نعم استقبلت كل كلماته و إشاراته و استمتعت بها و لكن ماذا فعلت؟؟؟ لا شئ .. لم يكن هناك أي استجابة من جانبي .. هل كان ذلك خطأ مني؟؟ .. لست أدري و لكن يبدو أن وقت التحرك قد حان .. يجب أن أعرف ماذا يحدث بالظبط .. تري ما مصير ذلك الحب الذي يجمع بيننا؟؟ .. لست أدري .. وهل هناك حب بالفعل يجمع بيننا أم أن ذلك كان مجرد وهم في خاطري أنا؟؟.. هل كان تفسيري لكل تصرفاته تفسير خاطئ ليلائم ما أريد؟؟ .. علي أي حال يجب أن أعرف.. هل مركب حبنا تواجه عاصفة عابرة أم إنها غرقت بالفعل و أنا لا أشعر؟؟ .. لن يساعدني أحد في ذلك إلا بسنت .. إنها أملي الوحيد الآن.. ذهبت إليها و أنا أشعر بالخجل من أن أطلب منها ذلك و كأنني استجدي اهتمام ابن خالتها بي و لكن ليس هناك طريقة أخري .. قلت لها بسنت: أريد أن أعرف أخبار محمد .. قالت: و لكنه لم يتصل بي بعد.. قلت بخجل: و لكنك تعرفين من أين تحصلين علي أخباره أليس كذلك؟؟ .. قالت : نعم بالتأكيد انتظريني قليلا و سأعرف كل شئ.. ذهبت للداخل للتحدث في الهاتف.. كنت أعرف أنها ستتصل بمحمود فهو صديق محمد المقرب و كنت أعرف كذلك أنها منذ أن انفصلا لا تحب الاتصال به كثيرا .. كنت أكلفها جهدا كبيرا و كان سيسعدني أن أجنبها ذلك لو كان أمامي حل آخر .. عادت بعد قليل و علي وجهها تعبير غريب .. نظرت إليها في لهفة و قلت لها : حسنا ماذا قال لك .. قالت : لا أدري إذا كنت أضحك أو أبكي أي أحمق هذا.. أحمق؟؟ بالتأكيد تتكلم عن محمود يبدو أنه ضايقها .. ندمت بشده لأنني جعلتها تحادثه .. قلت لها: أنا آسفة لأنني جعلتك تحدثينه .. قالت: من؟ .. قلت: محمود بالطبع.. قالت و هل تظنين أنني أتحدث عن محمود؟؟ أنا أتحدث عن الأحمق الآخر محمد .. نظرت إليها في دهشة فهي لم تكن تجروء علي الإطلاق في يوم من الأيام أن تتحدث عنه بهذه الطريقة تري ماذا حدث؟؟.. تطلعت إليها في تساؤل فقالت: حسنا سأحكي لك ما حدث.. و بدأت تحكي .. ما هي تلك الأشياء الغريبة التي تقولها؟؟.. أخذ فترة لأستوعب ما تقول .. قالت أن محمود قابل محمد بالأمس فقط .. و لم يكن رآه منذ أسبوعين أيضا .. كان محمد في حالة غريبة .. حبس نفسه في المنزل خلال تلك الفترة .. يبدو عليه الحزن الشديد و قد ترك ذقنه لتطول دون تهذيب .. بالطبع اندهش محمود بشده من ذلك المنظر فقد كان يعتقد أن محمد مختفي لأنه ينطلق بين مروج السعادة .بعد أن صارح حبيبته بمشاعره .. نظرت لبسنت في دهشة و قلت لها: و كيف عرف محمود بذلك؟؟ .. قالت بسنت: بالتأكد يعرف فهي فكرته في الأساس لقد نجح في إقناع محمد بأن يحاول أن يعرف مشاعرك حتي لا يندفع مثل الأحمق في حب من طرف واحد و قال له أنه سيحدثني لكي أحاول أن أعرف رأيك.. بالتـأكيد محمود يعرف بأنك تحبينه و لكنه أرد أن يعطي بعض الإثارة لعلاقتكما الراكدة منذ زمن.. كان ذلك في ذلك اليوم الذي أجبتي فيه علي الهاتف.. فأعطي محمود السماعة لمحمد و قال له حدثها .. و كان ما كان .. حتي محمود اندهش من رد فعل محمد و مما قاله .. حتي هو لم يكن يتوقع ذلك .. و من يومها لم يري محمود محمد حتي رآه أمس في تلك الحالة .. قلت لها: لست أفهم بعد ماذا حدث ؟؟ .. قالت : اصبري قليلا سأخبرك عما حدث .. و أكملت حديثها.
|