المنتدى :
الفن والطرب
الفنانات العربيات يبحثن عن عريس مصري لنقض القرار القاضي بتحديد النشاط بعمل 1 في السنة
كما كان متوقعاً اشتعلت ثورة غضب عارمة ضد قرارات نقابة الممثلين المصرية التي حددت نشاط الفنانين العرب في مصر بعمل واحد في السنة، وشنت الفنانات العربيات هجوماً حاداً ضد القرار رغم اعلانهن التمسك به، وانضم المنتجون المصريون للحملة ذاتها، فيما لا يزال مجلس نقابة الممثلين بقيادة أشرف زكي متمسكاً بموقفه، مؤكداً أن ما اتخذه من قرارات كان الحل الوحيد لمواجهة الفوضى العارمة التي شهدها الوسط الفني خلال العامين الماضيين، والتي أجبرت العديد من الممثلين المصريين على البقاء في منازلهم بعدما حصل فنانون عرب ومخرجون من كل المستويات على فرص أهل البيت.
وانضم بعض النجوم المصريين مثل يحيى الفخراني لرافضي القرار، الذي يضر بالمواهب العربية ويساوي بينها وبين الدخيلات حسب الجنسية لا الامكانات الفنية، وذكر بالاسم هند صبري كنموذج يجب التمسك به، فيما تعاطف الفنانون المصريون مع هند ونور اللبنانيتين تحديدا، كونهما تعملان في مصر منذ عشر سنوات، وجاء القرار ليساوي بين الجميع.
وبعدما قيل ان موقف التونسية هند صبري أفضل بعد زواجها من رجل أعمال مصري، انطلقت «نكتة» تقول ان كل ممثلة عربية عليها أن تبحث عن «عريس مصري» لتجنب حظر النقابة، مثلما يفعل العرب في أميركا للحصول على الإقامة الدائمة.
غير أن ثورة الغضب تركزت بين الفنانات بشكل يفوق الرجال، لأن اتهامات النقابة شملت الكلام حول سلوكيات معيبة يرتكبها بعض الفتيات باسم الفن، الأمر الذي جعل الاتهام يطول الجميع ولا يفرق بين نجمات وعارضات أزياء.
وأجمعت الفنانات اللاتي تحدثت معهن «الشرق الأوسط» على رفض القرار والتحفظ عليه، كون مصر لم تعامل الفنانين العرب بالجنسية من قبل، وكلهن تقريباً استرجعن أسماء صباح وفريد الأطرش ونور الهدى وفايزة أحمد وعبد السلام النابلسي ونجيب الريحاني، وجميعهم لم يعد يعرف الجمهور هل هم مصريون أم سوريون ولبنانيون.
وقالت الممثلة اللبنانية نور ان القرار مفاجئ لكنها ستلتزم به، غير أنها لا تعرف له مبررات منطقية، وستنتظر لترى ردود الفعل، وهي حزينة لأن إطلالتها على الجمهور ستنحصر في عمل واحد. ونور مرتبطة حالياً بتصوير مسلسل «دموع القمر» وحسب القرار فهي لو صورته فعلا فلن تتمكن من الوقوف امام الكاميرا مرة أخرى حتى نهاية العام الحالي. جدير بالذكر أن نور هي الفنانة العربية الوحيدة التي لم تعمل في بلدها من قبل.
أما جومانة مراد فقالت ان المنتجين هم الذين يطلبون الفنانات العرب، ولا تهرول الفنانة إلى مصر كما يصور البعض ذلك، كما أنها ترفض مبدأ معاقبة الكل الذي طبقته النقابة وساوى بين الجميع.
وعن تأثير القرار المباشر عليها، قالت انها كانت تعتبر نفسها مصرية بعد خمس سنوات قضتها في القاهرة، غير أنها ليست مرتبطة بعمل فني في مصر حاليا، فهي مشغولة بتصوير دورها في مسلسل «باب الحارة» وعمل سوري آخر، وبعد الانتهاء منهما سترى ما وصل إليه القرار من توابع، علما بأنها تنتظر عرض فيلم «كباريه» الذي انهت تصويره قبل شهر ونصف الشهر ومن المنتظر عرضه مطلع الصيف المقبل.
من جانبها قالت الفنانة رزان مغربي ان القرار صدم الجميع، لكنها متمسكة بالعمل في مصر، وستواصل السعي نحو زيادة وجودها بكل الوسائل المتاحة أمامها، مع كامل احترامها لقرارات النقابة بالطبع، خصوصا وأنها عضو نقابة في لبنان. مطالبة بعدم الخلط بين الدخلاء والفنانين المعروفين.
وبينما كانت التونسية درة زروق محط انتباه، كون النقيب تكلم عنها من دون ذكر أسماء، بسبب تقديمها لخمسة أفلام متتالية في عام ونصف العام، قالت درة لـ«الشرق الأوسط» بعد عودتها من تونس حيث كانت تصور فيلم «7 شارع الحبيب بورقيبه»، انها فوجئت باتصالات تسألها عن القرار الذي سمعت عنه من الصحافة من دون سابق إنذار.
وقالت درة انها تتمنى مراجعة القرار جيداً قبل إصداره، وعدم الخلط بين المغمورين والمعروفين في بلادهم، فهي جاءت إلى مصر بعد ممارسة الفن في تونس عدة سنوات، وشاركت في مهرجان كان، كما حصلت على لقب أفضل ممثلة في تونس عام 2004، وكونها قدمت عدة أفلام متتالية فهذا أمر يرجع للمخرجين الذين تعاونت معهم وأولهم يوسف شاهين.
وعن خطتها للمرحلة المقبلة، تقول انها لم تحدد بعد، كونها وقعت عقد فيلم «قبلات مسروقة» ومسلسل «طيارة ورق» مع ميرفت أمين ومسلسل كوميدي مع شريف رمزي، ولا تعرف الموقف القانوني حاليا بعد قرار النقابة.
أما مواطنتها سناء كسوس والتي تقيم في مصر منذ ثلاثة شهور فتقول انها جاءت بعدما فازت بجائزة أفضل ممثلة صاعدة من مهرجان الإعلام العربي بالقاهرة، أي انها حصلت على شهادة من مهرجان مصري، فكيف يتم تحديد عملها داخل ...مهرجان مصري، فكيف يتم تحديد عملها داخل «هوليوود الشرق» علما بأنها عضو نقابة في بلدها تونس، وحتى يتضح للعاملين في المجال ماذا سيحدث، ستحاول اختيار أفضل عمل معروض عليها، والاعتذار عن الباقي حتى يحدث هذا العمل تأثيراً، لأن قرار النقابة لم يترك مجالا للتجربة والخطأ.
وفي أول رد فعل على قرارات نقابة الممثلين المصريين، أعلن المنتج أحمد الجابري انضمام الفنان أيمن زيدان لأسرة مسلسل «نسيم الروح» المنتظر تصويره الأسبوع المقبل تحت إدارة المخرج سمير سيف. يأتي ذلك رغم أن زيدان مرشح لمسلسل آخر هو «بيت الباشا» فهل سينجح في تصوير المسلسلين في عام واحد رغم قرارات أشرف زكي؟.
المنتج الجابري تحفظ على الإجابة في اتصال مع الشرق الأوسط، وقال تعليقاً على القرارات الساخنة انها صدرت من دون دراسة واقعية لحال السوق، رافضاً تحديد كم أعمال النجوم العرب في مصر، في الوقت نفسه أكد أن كل المشاركين في مسلسلات شركته وآخرها «نسيم الروح» أعضاء بنقابة الممثلين، ولو فرضنا أنه يجهز عملاً ثانياً لنجم عربي فإن هذا القرار سيعطل العمل ويضر أعضاء النقابة الذين كانوا سيعملون فيه، مطالباً بعدم اتخاذ قرارات قد تؤثر في حالة الانتعاش التي يعيشها الفن المصري في الآونة الاخيرة.
ويبني أحمد الجابري وجهة نظره على أن الفنان العربي يأتي لمصر ويمثل ويؤدي باللهجة المصرية أي أنه يندمج في العمل ككل، وهذا العمل يحمل في النهاية عبارة «صنع في مصر»، كما أن الفضائيات العربية أصبحت ترحب بالمسلسلات متعددة الجنسيات العربية.
جدير بالذكر أن قرار النقابة مليء بالثغرات، بسبب أنه يبدأ سريان مفعوله بعد يوم الخامس من أبريل، فكيف سيكون الموقف لفنان عربي تعاقد مع خمسة أعمال مثلا قبل صدور القرار، وماذا لو كتب المنتجون العقود بتواريخ قديمة، كل هذه الثغرات ستظل محل شد وجذب وقد تصل لأروقة المحاكم، علما أن المنتجين المصريين طلبوا جلسة تفاهم مع نقابة الممثلين يأمل الجميع أن تسفر عن قرارات جديدة تنظم عمل العرب في القاهرة من دون الجور على حقوق أصحاب البيت
|