كاتب الموضوع :
الأمل الدائم
المنتدى :
الارشيف
جبت رواية عدو الامس من منتدى اخر لأن الرواية ليست موجودة عندي وهي محذوفة منها مقاطع في السب والشتم فقط .. طبعا موانا حاذفتها من نفس المنتدى الي اخذت الرواية منها ... اتمنى تعجب الكل
عدو الامس
_ زواج صوري
لابد أنك جننت جيو ، لايمكنك فعل هذا بغاري .
حفا لكني أفعله إيما .
لكن ماذا عن غاري ، بالتأكيد سيجن من الغضب عندما يعلم أنك تزوجت من غيره .
كان اتخاذ هذا القرار صعبا على جيو لكنها سئمت من كل شيء ، وكانت في ورطة حقيقة ، إذ أنها تعمل كمدرسة فنون وموسيقى في مدرسة صغيرة قريبة من شقتها ولكن المدرسة بيعت مؤخرا وسيتم تحديثها وتطويرها لتناسب أفراد الطبقة العالية ، وأصحاب المدرسة الجدد أعلنوا بوضوح أنهم لن يحتاجوا أحد من كادر المدرسة القديمة لذلك تم الاستغناء عن خدماتهم وهي من بينهم ، قدمت طلبات للكثير من المدارس لكنها لم توفق نظرا لأن المدرسة التي عملت فيها لم تكن ذو شأن وأخيرا قررت السير في مشروعها الخاص لكن يجب أن تجد الدعم المناسب له ولكنها أحبطت في هذا أيضا فلم ترق فكرة مدرسة رعاية المواهب والإبداع المتنقلة لأحد من المؤسسات او الشركات وأخبروها ان مثل هذا المشروع محكوم عليه بالفشل ، حتى غاري لم يشجعها وضحك منها ما أشعرها بغضب شديد فرمت خاتم الخطوبة بوجهه وقالت له :
إذا كنت منذ الآن تحاول قتل طموحي فأنا استطيع تصور حياتي البائسة معك ، لذا من الأفضل أن نفترق .
لازالت تذكر ملامح الذهول على وجه غاري وكيف حاول تهدئتها ومحيلاتها كطفل صغير ما زادها تصميما على أخراجه من حياتها للأبد ، رغم أنه اتصل مرار بها وجاء إلى شقتها التي تقيم فيها مع قريبته إيما حتى أنه حاول توسيط إيما لتصالحهم لكنه ظلت مصرة على موقفها ، وشكرت الله أنها لم تكن غبية فتركته قبل الزواج أنه بكل تأكيد لايناسبها .
لا زلت مصممة جيو لكن قد يكون الأمر فخ ، وقد يكون الرجل الذي ستربطين حياتك به عجوز أو متوحش أو سادي ، لأني لا استطيع أن أصدق أن رجل ينشر ذلك الأعلان يبحث فيه عن زوجة عارضا مبلغا كبير من المال إلا ان يكون به خلل ، فكري جيو أنك تلقين بنفسك للجحيم لا زال لديك الفرصة للعودة لغاري .
لقد انتهى أمر غاري إيما والأفضل له أن يصدق أن كل ما بيننا انتهى لأنه أن لم يصدق فأنه سيكون مجرد أحمق .
أنت قاسية جيو غاري يحبك ، وأنت تركته لمجرد أنه كان صريحا معك ولم يرد لك أن تعيشي بالأوهام .
اشتعل الغضب في عيني جيو وقالت :
أنت لاتعرفين شيئا عن علاقتنا إيما وغاري لا يحبني بل يريد أن يجعلني إلهث ورائه كالكلب حتى يتحكم بي كما يريد ، لكن هذا انتهى لا أحد سيسيرني وفق رغبته ، لماذا تحسبيه خطبني ؟
لأنه يحبك جيو .
بل لأني لم أرضى بعلاقة عابرة وأنا متأكدة بمجرد أن نتزوج حتى يعود لحياته السابقة كالفراشة يرشف رحيق كل زهرة ، فغاري يعشق الفتيات .
شهقت إيما بصدمة وقالت:
غاري ليس كما تصفينه جيو ، لكنك لاتحبينه حتى عندما خطبت له لم تكوني تحبينه وربما كنت تتحينين الفرصة لفسخ تلك الخطبة وقد جاءتك على طبق من ذهب عندما أعطاك رأيه بصراحة بفكرتك الغبية .
شدت جيو على يديها بغضب كأنها تريد تحطيم رأس أيما وصاحت بها قائلة :
لقد سخر من فكرتي ولم يعطني رأيه لقد قال لي : يالها من أحلام وردية طفلتي ، هذه الأحلام لا تليق بفتاتي أبدا ، على كل عندما نتزوج سأعلمك كيف تعيشين الواقع وتوقفي عن التصرف كدنكيشوت .
لو كان يحبني لما قال ذلك الكلام بتلك الطريقة عاملني كطفلة وتجرأ وشبهني بدنكيشوت الذي يحارب طواحين الهواء بمعنى أخر يظن اني معتوهة لذلك لست نادمة أبدا على تركي له فهو لايحب سوى نفسه .
ترددت أيما وقالت :
لكن...
رفعت جيو يدها مقاطعة :
اسمعي أيما انتهى الكلام في هذا الموضوع وأنا مصممة على ذلك الزواج أنه يناسب مشروعي وانتهى لا شيء تقولينه أو تفعلينه يدفعني لأغير رايي .
وحملت حقيبتها وغادرت الشفة دون أن تلفتت لحظة نحو صديقتها .
عندما وصلت جيو لمبنى شركة غرايفن للاستيراد والتصدير وهو مبنى قديم منذ القرن السابع عشر كانت قد عرض للبيع بثمن يعبر زهيد وقد اشترته شركة غرايفن ومنذ شرائه وكونه أصبح المركز الرئيسي للشركة وأعمال هذه الشركة بازدهار كبير وكانت جيو قد سمعت أن المبنى في الأساس كان قصر لأحد اللورادات المجانين والذي كان يتمتع في تعذيب النساء وجلد الخدم وغيره من الحكايا التي تتبعرها جيو مجرد خرافات تافهة لاتهمها على الأطلاق تنهدت جيو قليلا ثم قررت الصعود فعليها الأنتهاء من أمر الأعلان بسرعة .
************************************************** ********** ******************
هل من خدمة يا أنسة ؟
حدقت بها السكرتيرة التي كانت معالم وجهها لاتوحي بالترحيب بها .
فقالت مبرزة الأعلان :
لقد جئت من أجل الأعلان يا أنسة .
نظرت لها السكرتيرة بازدراء وقالت :
بالتأكيد هل لك الأنتظار لحظة . وحملت ملف ودخلت مكتب المدير
أثناء انتظار جيو شغلت نفسها بتأمل المكان القديم الطراز فلاحظت الديكور الذي صمم بحيث يتلائم وطبيعة ذلك المبنى فكانت االمقاعد قديمة وكلاسيكة أما المكتب فكان من خشب الزان الثقيل على أضافة للأريكة التي تبدو من القرن السابع عشر . وعلى طاولة صغيرة مزهرية أثرية جميلة ، كل شيء كان كلاسيكي يتناسب مع مبنى الشركة أثناء انتظار جيو خرجت فتاة شقراء ألقت نظرة متعالية عليها ثم خرجت ، وبعدها بدقائق خرجت السكرتيرة وجلست على مكتبها متجاهلة جيو . لكن جيو التي نفذ صبرها سألت قائلة بحدة :
عفوا يا أنسة ألم تعلمي السيد غرايفن عني ؟
رفعت السكرتيرة رأسها وقالت بعجرفة :
عودي غدا السيد غرايفن مشغول الآن لديه مكالمة مهمة .
عندها انفجرت جيو بوجهها قائلة :
لم تحزري أنا لم آتي كل هذه المسافة وانتظرت كل ذلك الانتظار فقط لتقولي لي هذا الكلام أعتقد أن السيد غرايفن سيضطر إذا لتأجيل مكالمته ليوم آخر .
وتوجهت كالأعصار إلى مكتب المدير ولم تتمكن السكرتيرة من إيقافها ، وعندما دخلت وفقت مكتفة يديها على صدرها وألقت نظرة غاضبة على الرجل الذي رفع رأسه ونظر بدهشة لها ثم قال لمن يتحدث معها على الهاتف :
حسنا ليزا سأكلمك فيما بعد .
وحال أغلاقه سماعة الهاتف قالت السكرتيرة بارتباك واضح :
أنا .. معذرة سيدي .. لكن أعني ..
غير أن باتريك قال :
لا بأس ساندرا سأتصرف أنا مع الآنسة ..
وانتظر أن تعرفه جيو على اسمها لكنها تجاهلته لأنها كانت تغلي من شدة الغضب بسبب المعاملة التي لقيتها
ألقت السكرتيرة نظرة حاقدة نحو جيو قبل أن تخرج مغلقة الباب خلفها .
**********************
ابتسم باتريك وقال مخاطبا جيو :
تفضلي بالجلوس يا أنسة أعلم أنك غاضبة لكن صديقيني يا أنسة أن العمل كان متراكم علي بالذات اليوم أضافة انك قدمت مع نهاية الدوام ولذا لم أجد ضررا في تأخير مقابلت للغد ، أقبلي أعتذاري من فضلك .
جلست جيو وكان غضبها قد بدأ يخف فابتسم باتريك بارتياح وقال :
أعتقد أنك جئت من اجل الأعلان .
ردت جيو بسخرية :
حقا هل تعتقد ذلك ؟
رد باتريك بهدوء متجاهلا سخريتها :
هل لي أن أتعرف لأسمك يا أنسة ؟
ردت جيو وقد خف غضبها نوعا ما :
جيو ، جيو روزبان .
قال باتريك مستنكرا :
جيو أي نوع من الأسماء هذا !
تمالكت جيو أعصابها وقالت باختصار :
أنه مجرد اخنصار فحسب .
لكن باتريك الذي كان قد ثار فضوله استمر بالاستفسار قائلا :
أعذريني ولكن اختصار لماذا ؟ !
أجابت قائلة بغضب مكتوم :
حسنا ، أنه اختصار لأسم جيوكندا .
أضاف باستغراب :
المونليزا تعنين لا بد أنك تمزحين هل والداك يحبان لوحات دافنشي.
ردت عليه وهي تكز على أسنانها بغضب :
حسنا كان والدي رسام لكنه كان رسام متجول فاشل لم ينجح ببيع لوحة إلا بثمن زهيد هل ارتحت الآن يا سيد .
ابتسم وهو يقول :
وماذا عن أمك هل ماتت .
وقفت جيو وشدت على قبضتيها بغضب وصرخت قائلة :
هل تحسب سيد غرايفن نفسك مؤرخ تريد كتابة سيرة حياة والدي .
فأجاب بمرح ظاهر :
في الحقيقية أعتقد أن سيرة حياتك ستكون مثيرة أكثر يا أنسة روزبان .
تجاهلت جيو كلامه وقالت :
ما كان علي المجيء لهنا أساسا كانت.
قاطعها باتريك بسؤال :
ماذا تعملين يا أنسة روزبان .
أجابت ببرود :
كنت معلمة رسم وموسيقى .
بدا على باتريك غرايفن الذهول فقال :
مدهش الأثنان هذا فعلا مانحتاجه .
أرادت جيو الاستفسار عن ما يقصد بجملته غير أنه أضاف وهو ينظر لساعته :
أعتقد أننا تأخرنا .
ثم مد يده مصافحا لجيو وقال :
أهنئك آنسة روزبان أن الوظيفية لك ستصبحين زوجة الكونت .
******************************************
معالم الصدمة ظهرت على وجه جيو فجمدتها في مكانها دون حراك لكن بعد فترة من استيعابها لما قال صرخت :
وظيفة وزوجة للكونت ولكني اعتقدت .
رد عليها باتريك بروية :
اعتقدت أني العريس المنتظر أعلم هذا ، ولكن في الواقع انت زوجة أخي ليون هو العريس وليس أنا .
عندها انفجرت جيو وصرخت به قائلة :
اسمع ياهذا إذا كنت تحسب أني سأرمي نفسي في شيئا قد يكون فخ فأنك مخطأ ولا تظن لحظة لأني محتاجة لهذا المال أني سأسير مغمضة العينين نحو هذا دون أن أفهم شيئا .
من شدة غضبها انفطع نفسها فأخذت نفسا عميقا وأضافت :
ثم متى يكون الزواج وظيفة ، ولماذا يحتاج كونت للزواج بهذه الطريقة هل هو مهووس أم عجوز أم ماذا ؟
تململ باتريك في مكانه قليلا ثم قال :
أليست وظيفة عندما تتزوجين الكونت لسنة وتأخدين مبلغ خمسين ألف جنيه ، وأحب أن اقول لك أن ليون في الواقع ليس مهووس وبالتأكيد ليس عجوزاَ بكل تأكيد أنه مضطر للزواج بهذه الطريقة بسبب ابنته دورا .
دورا وليون هذه الأسماء اعادت لها ذكرى سيئة من حياتها لا يمكن أن يكون ليون بلانك فهي لاتذكر أنه يحمل لقب كونت إضافة أن ابنته صحيح أن اسمها دورا لكن زوجته لم تكن من عائلة غرايفن نبذت جيو فكرة أن يكون ليون بلانك هوالعريس المنتظر تذكره الآن أعاد صورة نظرة الاتهام والاحتقار التي رماها بها منذ سنين هزت رأسها تنفي الفكرة بقوة دون أن تتنتبه ان باتريك كان يراقبها بدقة وقالت بصوت مسموع :
لا مستحيل
فسر باتريك الأمر على أنه رفض منها فقال :
لماذا على الأقل يجب أن تتعرفي على دورا وليون ثم تتخذي القرار لا يمكنك الرفض هكذا يا آنسة فأنت بكل تأكيد تحتاجين للمال .
سرت جيو بقرارة نفسها أنه فسر كلامها هكذا ، فقالت وهي تهز رأسها موافقة :
لا مانع من التعرف عليهما ، لكن هذا لايعني أني موافقة ياسيد
ابتسم باتريك وقال :
عندما تسمعين قصة دورا وتتعرفي عليها أنا اكيد أنك ستغيرين من رأيك والآن لنذهب .
وخرج متوقعا من جيو لحاقه وفعلا لحقتها جيو لأنها كانت بشوق لتعرف ما علاقة دورا بزواج الكونت .
********************************************
دورا فتاة عنيدة جدا يا أنسة وشقية لقد جرت على ليون متاعب لا تعد ولا تحصى . بدأباتريك يسرد قصة دورا حال ما أصبح على الشارع الرئيسي وكانت جيو تصغي باهتمام فسألت :
كيف ياسيد غرايفن .
فقال :
أولا نادني باتريك لا تنسي ستصبحي زوجة الكونت صديقي .
احتدت جيو قائلة :
لكني لم أصبح بعد وحتى أوافق يتطلب أكثر من شرائي بالمال كما تعتقد أيها السيد .
اعتذر قائلا :
أسف ، لنكمل عن دورا منذ اصبحت دورا في الثانية عشرة بدأت بافتعال المشاكل لوالداها فكانت تضرب زملائها وتعد المقالب لمعلمينها ومعلماتها ناهيك عن محاولة أدخال افاعي للمدرسة .
شهقت جيو باستغراب قائلة :
كل هذا .
هز باتريك برأسه وقال :
لكن هذا لا يعتبر شيئا أمام المشاكل الأخرى التي اثارتها فنوعا ما كانت ليو قادرا على التعامل مع هذه المشاكل ، لكن المشكلة الحقيقية بدأت عندما اصبحت دورا في السادسة عشرة من عمرها وكان ليون قد أرسلها لمدرسة داخلية صارمة في سويسرا للتعلم النظام لكنها تمردت عليها وقامت بمحاولة أحراق المدرسة مع مجموعة من زملائها زد عليها ضبطت وهي تتناول الكحول وكان من الممكن أن يحدث الأسوا لولا تدخل ليون وطبعا فصلت من المدرسة وجاء ليون بها إلى هنا وحصل شجار فظيع بينهما في مرة دفعت ليون لأن يفقد أعصابها وينهال على دورا ضربا لولا أني تدخلت وبصعوبة كبيرة اقتنع ليون أن يبقيها معي خاصة أن خطيبتي ليزا تتفاهم مع دورا نوعا ما التزمت دورا سلوكا مقبول غير ان هذا الحل مؤقت ولا ينفع لذلك اقترحت ليزا علي هذا الحل ووجدته معقولا واقنعت ليون به وليون اشترط أن يدوم هذا الزواج لمدة عامين تكون دورا فيه مسئولة عن تصرفاتها حينهاففي الواقع تبدو مشكلة دورا أنها تتفتقد لفتاة قريبة بالعمر منها أضافة لقوة شخصيتها .
سألته جيو :
وكيف جزمت أني امتلك كل ما ذكرت .
ضحك باتريك لدرجة أن جيو تاقت لضربه على رأسه بشيء ما وقال :
أنا أعلم كل شيء عنك ياجيو ولنقل أني لم أقابلك قبل ان يكون لدي ملف كامل عنك اسمك وعمرك هوايتك عملك حياتك العاطفية كل شيء يا أنسة .
ثارت جيو وقالت :
وبأي حق تتجسس علي .
سأل باتريك ببرود :
هل تخافين أن أكتشف عنك شيئا تخجلين به يا أنسة .
ثم أضاف ليؤكد لها أنه على علم بكل شيء عنها :
على فكرة عمل حسن أنك فككت خطوبتك مع ذلك الشاب الذي يدعا غاري أنه لا يلائم طموحك اطلاقا خاصة إذا كنت تريدين تحقيق حلمك بالمدرسة المتخصصة لاكتشاف المواهب .
شهقت برعب ومن ثم احمر وجهها من الغضب فصرخت :
هكذا إذا ياسيد تظن نفسك بارعا لكنك أنسان
كانت ستشتمه لكنه قاطعها قائلا :
اسمعيني كان لا بد من التحري بهذه الطريقة فلا اضمن من أحد أن يقول الصدق ولا تنسي أنه زواج يا أنسة وليس لعبة لذا أساسه يجب أن يكون متين لكي لاينهار قبل اوانه ، ولتكوني صاقة هل كنت ....
رنين هاتفه الخلوي قطع الكلام فنظر للرقم بسرور وقال :
أنه ليون في الوقت المناسب
رد ولم يكد يقول :
ليون ما أسعدني
حتى تغيرت معالم السرور على وجهه غلى معالم غضب وصرخ بانفعال :
ماذا تقول بحق الجحيم ! حسنا أنا قادم .
التفت لجيو المنذهلة وقال :
تلك الفتاة لعينة هربت وليون في شقتي ويكاد يتفجر لذا سأقود بأقصى سرعة يا أنسة .
وانطلق بأقصى سرعة لدرجة أن جيو صرخت من الصدمة .
************ موعد مع الشيطان
حال وصولهما انطلق باتريك يعدو بسرعة وفي أثره جيو وكان عليهما انتظار المصعد لكن باتريك الذي كان قلقا فضل صعود الدرجات فهرع مسرعا نحوه تلحقه جيو حال وصوله شقته في الطابق الثلث دفع الباب بسرعة وجيو ملاصقة له بالخطوات تقريبا وصرخ مناديا :
ليون أين أنت ؟
في تلك االحظة لم تتنبه جيو للبساط على الأرض ففتعثرت به لتقع لولا أن باتريك انتبه فالتقطها فبدا الأمر حميما وبينما هي تحاول سحب نفسها معتذرة جاء صوت غاضب ساخرعرفته جيو على الفور :
كان علي أن أخمن سبب تأخرك باتريك ؟ لا عجب أن تهرب دورا اللعنة عليك باتريك . أضاف الجملة الأخيرة بغضب ، لكن جيو حال سماعها ماقال خرجت من الصدمة لمعرفتها أن الكونت ليو ن ليس سوى ليون بلانك ذلك الرجل المتعجرف صاحب القامة الطويلة والعضلات المفتولة لقد ازداد قساوة وبدا وضاحا على معالم وجهه لم يتغير كثيرا منذ عشر سنين لا زال مغرورا كما كان على الرغم من امتلاكه وجها وسيما فهو صاحب شعر أسود وعيون رماديتان لامعاتان وأنف شامخ ناهيك عن جسمه الرياضي فشمخت برأسها بعد أن خلصت نفسها من ذراعي باتريك وقالت متحدية له :
عندما تملك عقلا أيها الكونت تستطيع الكلام ، لأن اي غلام صغير سيدرك أني تعثرت .
حول ليون نظراته الغاضبة نحوها لكن لم يبدر منه تصرف أنه يعرفها وصاح بها قائلا :
اخرسي لم يطلب منك أحد الكلام .
لو ادركت جيو أنها ستقابل ليون بلانك بعد هذه السنين لولت الأدبار ليس ضعفا أنما لأنها لم تنسى اتهامه الظالم لها عندما صرخ قائلا مشيرا لها باحتقار :
أنت تسببت بمقتل زوجتي ولو كنت أكبر لجعلتك تدفعين ثمن جريمتك ربما يوما ما ستنالين قصاصك العادل واتمنى أن أكون موجودا أن لم أكن انا من يقتص منك عندها . وكأن كلامه هذا دفعها لأكثر مما تريد فثارت في وجه باتريك قائلة :
هذا يكفي لن أتنازل للرد عليه حتى سأعود إلى منزلي ولك نسيان أمر ذلك الزواج .
سخر ليون قائلا :
زواج هذا مثير باتريك وعدتها بالزواج ؟ أتساءل ما رأي ليزا في الموضوع!
كان باتريك مذهولا مما يحدث أمامه لدرجة نسي موضوع دورا لكن كلام جيو جعله يفيق فأمسك بيد جيو يمنعها قائلا :
ستبقين هنا جيو حتى نجد دورا أنا وليون .
جاء دور ليون ليستوعب الأسم الذي سمعه من ياتريك فقال بحدة :
جيو ليست جيو روزبان عليك اللعنة .
ابتسمت جيو بسخرية قائلة :
بلى والمفاجأة الأكبر سيدي الكونت أنا هي زوجتك القادمة . وانحنت نحوه بحركة ساخرة
سرت جيو وهي ترى ليون يتفجر من الغضب ويقول :
لن أتزوج المتشردة الحمراء التي كانت السبب بمقتل زوجتي .
عندها ردت جيو بهدوء مصطنع :
ألا تتنظر حتى تنول هذا الشرف .
كاد ليون يجيب لولا تدخل باتريك صارخا :
هذا يكفي تتصرفان كالأولاد الصغار .
ثم وجه حديثه لليون :
علينا البحث عن ابنتك أم تراك نسيت ذلك .
تحكم ليون بغضبه بصعوبة وقال :
المشاكل كلها تأتيني بسبب وثوقي بك أولا دورا ثم هذه اللعينة .
سنناقش هذا لاحقا ، جيو انتظرينا لو سمحت لن نتأخر أنا أكيد سنعثر عليها اليوم . قال باتريك بهدوء .
بداْت جيو بالأعتراض قائلة :
لا أستطيع ....
عندها صرخ بها باتريك قائلا وهو يتحرك ناحية الباب ومعه ليون :
اصمتي ياامرأة سنتحدث لاحقا .
فكرت جيو صرخ بها كيف يجرأ كانت سترد عليه بغضب لولا أنه كان وليون قد خرجا وبقيت وحيدة مع ذكريات تلك الحادثة المريرة كما لو أنها تحدث معها الآن .
*************
كانت وقتها في الخامسة عشرة من عمرها ، وكان والداها مريضا جدا يوم وصلوا للريف الجو عاصف والمطر على وشك الهطول ولم يستطعيا الحصول على مأوى بعد حاولت جيو مساعدة والدها بدفعه بأقصى قوتها للسير ولكن والدها كان جثة ضخمة وفي النهاية سقط قائلا بصعوبة :
لا أستطيع متابعة الطريق يا جيو كندا، يجب أن تذهبي لطلب المساعدة .
أبي لكن لا يوجد بيوت هنا ولا زلنا بأول الطريق ولا استطيع تركك أرجوك أبي حاول من أجلي على الأقل حتى نصل إلى بيت ما . لكن والداها هز رأسه بضعف وشجع ابنته على تركه لطلب المساعدة ولم تجد جيو بد من تركه فهي لاتقوى على جره بمفردها على الطريق وستؤمن المساعدة أسرع غذا ذهبت وحدها وافقت
مرغمة وقالت :
لن اتأخر سأعود بسرعة . هز أبوها رأسه بضعف وانطلقت بسرعة تجري علها تجد منزلا من المنازل ، كانت قد قطعت مسافة طويلة حتى لمحت منزلا ضخم على التل عندها ارتاحت أساريرها وتوجهت بسرعة نحوه أثناء ركضها سمعت اصوت الرعد تلاه البرق ثم هطل مطر شدسيد فقرعت الباب بقوة مفكرة بقلق بوالداها الذي تركته على قارعة الطريق عندما فتح الباب ظهرت لها سيدة صرخت لمنظرها وقالت:
يا ألهي ايتها الفتاة أدخلي بسرعة . وسحبت جيو من يدها وأدخلت غير أن جيو التي كانت في أشد الخوف على والداها صرخت :
لحظة من فضلك أريد المساعدة . لكن السيدة لم تستمع لما قالته جيو وجرتها نحو المطبخ الدافىء وقالت لها بسرعة دون أعطائها فرصة للكلام :
سأحضر لك ثياب دافئة لابد أنك غريبة عن هنا لتخرجي بمثل هذا الطقس . وانصرفت بينما جيو تحاول أن تناديها وتكلمها لم تحمل جيو الوضع أبوها قد يحصل له شيئ ما فصرخت بأعلى صوتها :
أبي أنه بخطر أريد المساعدة أحد ما يسمعني .
سمعت صوتا هادىء يرد عليها عندها :
لا حاجة بك للصراخ وكأنك في خان يافتاة .
كانت سيدة رقيقة ذات ملامح هادئة شعرها أسود غزاه بعض الشيب لكن ما لفت نظر جيو بتلك السيدة هي ابتسامتها الدافئة فهرعت نحوها بسرعة
قائلة : أرجوك سيدتي والدي يحتاج مساعدة لم استطع أحضاره لهنا هو الآن على أول الطريق و...
هدأت السيدة من انفعال جيو وقالت :
اهدئي ياطفلتي . ثم نادت على شخص يدعو هانز فجاء حالا وأمرته بسرعة أن يذهب مع جيو لأحضار والداها ، طوال الطريق وجيو تصلي أن لا يكون حدث مكروه لوالداها ، وحال ما وصلوا المكان صرخت قائلة توقف والدي هناك وأشارت بانفعال واضح ثم نزلت من السيارة برفقة هانز الذي ساعدها على حمل والداها المريض والذي كان ملقى على يسار الشارع وحال ماادخل والداها السيارة أمسكت بيديه وخاطبته :
أبي أنا جيو ارجوك كلمني . فتح أبوها عينيه بصعوبة وابتسم :
كنت أعرف أن فتاتي الشجاعة ستعود لأجلي شكرا جيو كندا . امتلئت عينيها بالدموع وشكرت الله فعلى الرغم من رداءة الطقس بقي والداها صامدا والحمد الله أنها لم تتأخر أكثر حال وصولهما منزل السيدة التي ساعدتهما أعد لهاتنز غرفة وأحضر الطبيب الذي طمئن جيو عن حال والدها وأخبرها أن سبب ما حدث هو سوء التغذية وبعد أن يتغذى ويرتاح فأنه سيعود لسابق عهده ولم تنسى جيو شكر صاحبة المنزل التي ابتسمت وقالت لها :
هراء يا طفلتي ، ليس عليك شكري أنا سعيدة لتعرفي عليك وعلى والداك فأنا سيدة وحيدة كما ترين ومساعدة الآخرين تسعدنني والآن تعالي يجب أن تتناولي الطعام وأحذرك أن ماتي لن تتركك حتى تنهي صحنك تماما فهيا بنا .
وكانت قد عرفت أن صاحبة المنزل تدعا أليس بلانك وهي تعيش في الريف لأنها تفضلها على حياة المدينة ، على مائدة الغذاء سألتها السيدة بلانك عن حياتها وعن عمل والداها وعمرها وسبب اسمها الغريب وكانت جيو سعيدة بالأجابة على جميع أسئلتها لكن جيو في المقابل لم تسأل السيدة بلانك عن حياتها إذا كان لها أولاد أم وماذا كان يعمل زوجها رغم أنها أرادات لكنها لسبب ما فضلت أن لاتفعل .
مرت الأيام واستعاد والداها قواه بسرعة وكان من المفروض أن يغادروا المنزل لكن السيدة بلانك أو كما تحب أن تنادى أليس أو العمة أليس كما طلبت لجيو أن تناديها رفضت مغادرتهم وهيأت الكوخ في الحديقة لها ولوالدها ليسكنوا فيه رغم أن والداها أصر بالرفض في البداية لكنه خضع تحت ألحاح السيدة التي أعجبت بجيو كثيرا وهكذا انتفلا للأقامة بالكوخ على أن تذهب جيو كل يوم لمرافقة السيدة سواء بالمنزل أو عند الخروج ولأن جيو وما زاد جيو أحراجا أنها أصرت على ابتياع ثياب جديدة لها أضافة أنها أخذتها للصالون لتزيين شعرها اعتنت بها كما لو أنها ابنتها وفي أحد الأيام بينما كانتا بجولة بالسوق سألتها فجأة السيدة :
قولي لي يا عزيزتي متى عيد ميلادك .
فذكرته لها جيو فقالت السيدة :
خسارة أنه بعيد لكن هذا لايمنع من أقامة حفلة على شرفك صغيرتي .
وقتها عارضت جيو بشدة قائلة :
حقا سيدتي لاداعي أرجوك .
لكن السيدة بلانك عادت لأصرارها وترجت من جيو قائلة :
ألا تدخلين الفرحة لقلب عجوز مثلي جيو .
فأذعنت جيو مشفقة عليها فكان أن ابتسمت السيدة قائلة بحماس شديد:
ستكون حفلة لاتنسيه ما حييت أعدك .
ولم تكن جيو تعلم أنها فعلا ستكون حفلة لاتنسى وستكون في موعد مع ابن السيدة بلانك أو بالأصح موعد مع الشيطان .
; توقعت جيو أن الحفلة التي ستقام من أجلها ليست سوى حفلة عادية لكنها عندما جاءت السيدة بلانك بنفسها لغرفتها وهي تحمل ثوبا من المخمل الأسود وطلبت منها ارتداءه صعقت فقد كان الثوب غاليا جدا وعلى الرغم من جماله شعرت جيو بالخوف فقالت معترضة :
سيدة بلانك لايمكنني ارتداء هذا الثوب .
ابتسمت السيدة كعادتها وقالت بلطف :
طلبت إليك منادتي بالعمة أو الخالة أليس ، وعليك ياجيو أن لاتخيبي رجاء سيدة وحيدة مثلي فترقضي ارتداء هذا الثوب الذي أوصيت عليه خصيصا لأجلك وأقول لك من الآن إذا لم ترتدي هذا الثوب فأني سأتلفه لذا الأفضل لك أن تستجيبي لهذا الطلب .
في النهاية قررت جيو القبول فهي تعلم أن السيدة بلانك جادة تماما فيما قالت ثم أنها كانت لطيفة معها فلماذا لا تفعل مايرضيها ، بعد ارتداء الثوب صففت السيدة بنفسها شعر جيو فبدا كالأمواج الحمراء يصل لخصرها ثم أعطتها السيدة عقد جميل لتضعه حول رقبتها ولم ترى جيو من ذلك بأس خاصة أنه مجرد تقليد وليس أصلي .
بعد أن جهزت نزلت برفقة السيدة التي كانت ترتدي ثوبا ابيض من الساتان بدت به السيدة بلانك كما لو أنها في الثلاثين من العمر رغم أنها في الحقيقية في أواسط الخمسين وكذلك شعرها الأسود كان مرفوعا لفوق فزاد من أبراز جمال تفاسيم وجهها لدى دخولها القاعة التي كانت تغص بأشخاص لم ترههم في حياتها جيو وكلهم من عليه القوم جمدت مكانها من الرعب والصدمة وخافت من نظرات الفضول والتقييم التي ألقاها عليها هؤلاء الناس لكن السيدة ضغطت على يدها مشجعة وجالت بها تعرفهم على هؤلاء الناس الذين كان منهم أصحاب الألقاب ومنهم رجال الأعمال وزوجاتهم ومنهم الساسة وعارضات أزياء وغيره الكثير وكانت السيدة تعرف عنها على أنها أحدى قريباتها من جهة الأم وكان الكل يتقبل كذبة السيدة ببساطة ولكنها لم تكن أطلاقا مرتاحة لهذا الأمر وقررت أن تواجه السيدة بعد انتهاء هذا وسار الأمر على مايرام في الحفل مع أن جيو كانت تضغط على أعصابها لدرجة أصيبت بالصداع وقالت بنفسها بقرف :
ما هذا المجتمع ال******************************** ومن أين للسيدة بلانك أن تعرفههم فهي لاتبدو منهم حتى .
وقررت جيو التهرب من الحفل أثناء انشغال السيدة بالحديث مع أحد السيدات ، فخرجت متوجهة ناحية الحديقة وكان الليل مقمرا ووقفت بصمت تفكر :
مالذي يحدث ولماذا هي هنا . إلى أن قطع عليها أفكارها صوت ساخر:
هل تستمتعين بوحدتك .
التفت ناحية مصدر الصوت فوجدت ظل رجل يتقدم نحوها بهدوء إلى أصبح تحت ضوء القمر فتمعنت بوجهه جيدا كان رجل طويل تقاسيم وجهه صارمة وشعره أسود كاليل وجسمه رياضي ، لون عينيه رماديتان جعلها تشعر أنها قابلته من قبل لكنها لم تشاهده ، تأملها بدقة به جعله يقول ساخرا :
هل تأكدت أني من البشر أيتها الطفلة !.
صرخت جيو بغضب به :
ما أنا متأكدة منه الآن أنك لا تنتمي أطلاقا لجنس البشر ، فأنت عديم الأخلاق .
استدرات تريد العودة للداخل غير أنه منعها قائلا :
ليس بهذه السرعة جيو .
فغرت فاها بذهول فابتسم بفتور وقال :
لا تندهشي في الواقع أنا أعلم منك الكثير .
تحدته قائلة :
حقا وما الذي تعلمه عني أيها السيد ربما تعرف عني أكثر مما أعرف عن نفسي .
رد بتهكم قائلا :
يمكنك السخرية إذا .
قأجابت باستعلاء :
وهل تحسبها حكرا عليك .
عندها تغير أسلوبه وابتسم ابتسامة مرحة وقال :
على كل حال اسمي ليون ، ولكي تتأكدي أني أعلم عنك الكثير منها أنك لست قريبة السيدة بلانك وأنك ابنة رسام فقير عطفت عليه السيدة ليس إلا عمرك هو 15 سنة هل هذا يكفي أم أخبرك المزيد .
لم تصدم جيو فهو لم يكن بالحفلة ومع ذلك يعرف اسمها ومعلوماته صحيحة وربما كان يعلم أكثر قررت جيو مجاراته في لعبته لتعرف ماذا يريد منها فقالت :
حسنا كل ما قلته صحيح ياسيد ليون . والآن أخبرني ماذا تريد .
تأملها ليون بسخرية من رأسها لكنها توقف لحظة عند العقد الذي تضعه في رقبتها وكما لو أن بركان انفجر للتو صرخ :
من أين حصلت على هذا ؟
ثم شد على العقد بقسوة فخلصت نفسها منه وصرخت :
لا شأن لك أطلاقا من أين حصلت على العقد .
وحاولت الدخول لكنها سحبها من ذراعها بقسوة وأعادها لتواجهه وصرخ :
إذا لقد تجرأت وسرقته..
حاولت جيو أن تسحب ذراعها من يده لكنه كان يشد عليها بقسوة لدرجة أنها حسبت أن عظام ذراعها سستحطم فصرخت به :
من أنت لتتهمني بالسارقة وأسرق ماذا عقد مزيف .
ضحك بسخرية ثم قال :
اتدعين أنه عقد مزيف اتحسبين نفسك قادرة على خداعي اللعنة عليك .
فردت عليه وفد وصل غضبها لأوجه :
أنا لا اهتم أطلاقا لما تظن وسواء كان ثمينا أم لا فقد أعطتني أياه السيدة بلانك كهدية ولذا قد بات لي ولا يحق لغريب مثلك التدخل .
لمعت عينا ليون بغضب وصرخ قائلا :
ليس من حق أمي أطلاقا أهدائك عقدا أثريا كهذا أيتها المتشردة .
لم تسطع جيو استيعاب الحقيقة أن هذا الرجل ولد تلك السيدة لكنها صدقت الأمر على مضض فهو يشبهها كثيرا من الناحية الشكل أم الطباع فهو أنسان قاس لا يمتكل قلب بعكس أمه المرأة الودودة ، علق ليون قائلا عندما رأها صامتة :
أعلم أن امي تجد هواية أيواء المشردين ممتعة لكن مالم أتوقعه أن تتمكن فتاة مرتزقة مثلك من اقناعها بأعطاءك ذلك العقد الأثري ، في الحقيقية رغم أنك طفلة إلا أنك تتفنين فن النصب والاحتيال لدرجة كالمحترفين .
أرادت ضربه لكنه كان يمسك كلتا يديها بقوة فرفسته على رجله فشد على كلتا يديها بقوة وقال :
أيتها ال********************************ة فقالت تفصد أهانته :
أعلم لماذا تعطف أمك على المشردين أمثالي كما تقول لأن ابنها رجل من حجر لايعرف ما هي المشاعر والعواطف .
لمعت عيناه غضبا ثم قال متوعدا :
سأعلمك درسا لن تنسيه أبدا .
وجذبا بقسوة نحوه حتى أنها ارتمت على صدره ثم همس في أذنها :
قد تكونين طفلة لكنك محتالة وسأثبت لك الآن أني امتلك مشاعر .
عندها فهمت جيو نيته فقاومته بقوة لكنه تمكن منها وعانقها بفسوة ثم رماها فجأة وقال :
يكفيك هذا الدرس ، وتأكدي أنك بعد انتهاء هذا الحفقل ستكونين خارج القرية أنت ووالدك المحتال .
واستدار عائدا للحفلة وبقيت جيو وحدها تحاول استيعاب ما حصل تمنع دموعها من السقوط.
((الشجار العنيف ))
بعد انتهاء الحفل وبينما جيو تتوجه لغرفتها سمعت أصوات شجار عنيف بين السيدة بلانك وابنها
كيف تتجرأ القدوم إلى ورمي تلك الاتهامات الدنيئة في وجهي ؟ أخرج من هنا فورا . صرخت السيدة بلانك
هل تظنينين أن أخبارك العظيمة في أيواء المشردين لن تصلني كنت أتغاضى كل مرة لكن هذه المرة تجاوزت الحدود أمي . قال ليون ساخرا
أذا أنصحك أن تغادر فورا عد من حيث أتيت.
أنت لن تغفري لي ابدا خروجي عن سلطتك .، لكني لاأهتم جئت لهنا لأنهاء هذه المهزلة وستطردين تلك الساقطة والمحتال والدها ليس من هنا فحسب بل من القرية بأكملها وفورا .
عندما سمعت جيو وصف ليون لها بلغ الغضب بها أشده فاقتحمت الغرفة قائلة :
ومن سيعطيك هذه الفرصة أساسا أنا مغادرة و لكي لاتحسب نفسك نفذت أراداتك أحب أن أقول لك أني سعيدة بالتخلص من القذارة أمثالك .
أنك وقحة ولا أستغرب فبيئتك تدل على أخلاقك المنحطة . صرح ليون بغضب
ظهرت علامات الرجاء في عيون السيدة بلانك قائلة :
جيو أرجوك هل تركتنا .
لكن جيو تجاهلت السيدة وكانت من العند والتصميم بحيث قالت بسخرية:
أما أخلاقك أنت تفوق الوصف لدرجة دفعتك لمعانقتي ، أليس كذلك.
أحمر وجه ليون من الغضب وصرخت السيدة بلانك باستنكار :
ليون أنت متزوج ولديك طفلة بحق الله كيف تمكنت من القيام بهذا العمل المشين أنها في الخامس عشرة من العمر.
جاء دور جيو لتصرخ باستنكار وتقول :
متزوج لعنك الله .
أجاب ليون بغضب:
اسمعي أنت ،أنصحك أن لا تتمادي وإلا ..
يهددها لكنها لم تبالي وقاطعته قائلة بسخرية :
أم ماذا ياسيدي ، هل تنوي أعطائي دليل آخر على أخلاقك الرفيعة .
عندها انفجر ليون قائلا :
انصرفي من وجهي فورا ، وإلا اقسم أن اجعلك تندمين .
لم تستطع السيدة بلانك تصديق ما تعراه فصرخت قائلة بجيو :
اخرجي فورا جيو من هنا .
ذهلت جيو من تصرف السيدة بلانك معها وشعرت بالغضب والحزن معا فخرجت بعد أن قالت ساخرة :
سأترك لكم الساحة خالية أرجو أن تقضوا وقتا ممتعا .
وصفقت الباب بشدة ورائها ، عند دخولها غرفتها اعدن نفسها للمغادرة تاركة كل ما ابتاعته لها السيدة بلانك ورائها ، ونزلت بخفة ولكنها وجدت السيدة بلانك بانتظارها تتأملها بدهشة ثم قالت :
جيو ياابنتي دعيني اشرح لك الموقف .
ردت بغضب :
وما هو الذي ستشرحينه بالضبط سيدتي ، هل ستشرحين اخفاء عني حقيقة أن لديك ابن يظن أني سارقة ومبتزة أم ستشرحين لي موقفك ضدي قبل قليل ، اللعنة علي أن كنت باقية هنا لحظة سأذهب لأبي ولن يمنعني أحد أطلاقا .
صرخت السيدة قائلة :
لكن والدك ليس بالقرية بأكملها جيو فكيف ستذهبين إليه .
صعقت جيو وصرخت قائلة :
أنت تكذبين .
عندها قالت السيدة بحنان :
أتمنى ذلك ولكنها الحقيقة يا ابنتي .
ثارت جيو قائلة :
أنت خططت لذلك ، أنت جعلت والدي يرحل يالك من ماكرة .
قالت السيدة بنبرة مشفقة :
سأقص عليك كل شيء فقط امنحيني فرصة .
فردت جيو بغضب :
حسنا تكلمي الان .
فطلبت منها السيدة بلانك الدخول للمكتب للحديث بهدوء ودخلت جيو وهي في قمة غضبها والتفت للسيدة قائلة :
أين ذهب أبي بحق الله لابد أنك تعرفين .
فقالت السيدة :
في الواقع صغيرتي والداك رحل تخلى عنك ورحل وأنا أسفة لأبلغك هذا الأمر.
صرخت جيو ودموع القهر تملأ عينيها :
كاذبة أبي لن يفعلها أبدا .
عندها أخرجت السيدة من الدرج ورقة مطوية وقالت لها :
أقرئي هذه الرسالة من والداك وستفهمين الموقف وتعرفين صدق كلامي .
خطفت جيو الورقة من بين يدي السيدة التي قالت :
سأتركك لقراءاتها بروية .
فتحت جيو الرسالة الت كانت مختصرة وفد ميزت خط والداها جيدا حيث كتب :
ابنتي جيو عند ما تقرأين الرسالة سأكون بعيدا جدا وأنا أسف لأني تركتك بهذه الطريقة ولكني أريد لك الأفضل وحياتك معي كانت سيئة للغاية لم أستطع بها أن اؤمن ابسط متطلباتتك وبصراحة وجدت أن اهتمام ورعاية السيدة بلانك لك سيعوضك عما لم أستطع أن أوفره لك كأب صالح وفي الختام أتمنى لك السعادة وكوني على ثقة أن السيدة بلانك ستعوضك عن كل شيء بحنانها وحبها الشديد لك
أبوك الحبيب تيودور
روزبان .
مزقت جيو الرسالة بعنف وصرخت :
كيف تفعل هذا بي أكرهك أكرهك .
فتحت السيدة بلانك الباب وقالت :
جيو لاتلومي والدك أطلاقا لأن لديه سببا قويا لما فعل .
ثارت جيو بوجه السيدة بلانك وقالت :
وأنت سعيدة أليس كذلك لقد أقنعت والدي أنه أب سيء ودفعته للرحيل عني لذلك طلب أبي إلي أن أقيم لديك كي يهرب بسهولة ويتركني وكنت أنا من الغباء بحيث صدقت كذبه علي عندما قال أن فتاة مثلي يجب أن تبقى في مكان آمن ومنزلك فيه الأمان أكثر من الكوخ خاصة أن والدي يتأخر بالعودة يا آلهي كم كنت حمقاء ، لكني أحب أن أقول لك أني راحلة من هنا ولتذهبي أنت للجحيم .
اندفعت خارجة والسيدة بأثرها تصرخ :
جيو والدك كان يموت لذلك رحل .
تجمدت جيو عن الحركة عندما سمعت ما قالته السيدة والتفت إليها وصرخت :
مستحيل لايمكن .
قولي أنك تمزحين ليس أبي لمذا ... وتحشرج صوتها فجأة وغطت وجهها بيديها وأخذت تنتحب بالبكاء بينما اكتفت السيدة بلف ذراعيها حولها وهمس كلمات مهدئة بحنان قائلة :
والداك رجل شجاع وأب رائع لم يرد لك إلا أن تكوني سعيدة وكان حزنك سيجعل حالته أسوأ جيو ، لقد وعدته بعدم أطلاعك إلا في الوقت المناسب لكن جيو أصرارك على الرحيل دفعني لقول الحقيقة لك كنت أتمنى أن لا أخبرك بهذه الطريقة . بينما السيدة بلانك تحاول التخفيف كانت جيو تستعيد ملامح وجه والداها المتعبة الآن اتضح كل شيء كان يعاني بصمت دون أن يسمح لها ان تشاركه المعاناة حتى ، صرخت فجأة :
أبي. وعادت للبكاء بمرارة .
****************************
بعد مضي اسبوعان من معرفة جيو بالخبر وكانت لا تزال تقيم تحت سقف منزل السيدة بلانك لأنها ارتأت لأن هذه رغبة والداها الذي انقطعت أخباره عنها تماما ، رغم أنها كانت تسأل السيدة بلانك عن أي أخبار عنه لكن السيدة بلانك قالت لها بشفقة على وضعها :
عزيزتي عندما نسمع خبرا عنه فسيكون هذا يوم مشؤوم لذا كوني ممتنة أن أخباره لم تصلنا بعد . منذ علمه بمرض والداها المميت انقلب حال جيو أصبحت هادئة وكئيبة رغم أن السيدة بلانك قامت بالمستحيل لأخراجها من هذه الحالة لكن جيو بقيت على وضعها وكان حزنها أشد بسب بعدها عن والداها .
وفي احد الأيام رن جرس الهاتف فردت عليه جيو لتسمع صوتا ساخرا يقول :
هل أصبحت والدتي تتعبك بالرد على الهاتف . عرفت أنه ليون وقررت عدم الرد عليه ووبدلا من ذلك أغلقت السماعة في وجهه . ليرن جرس الهاتف مجددا وبالحاح لكن هذه المرة ردت بات التي هرعت لمنادة سيدتها التي قالت لليون :
ماذا هناك الآن ما الذي تريده .
تلك الوقحة التي تؤوينها أغلقت سماعة الهاتف في
وجهي . صرخ ليون محتدا بالجهة الأخرى .
تنهدت السيدة بلانك وقالت :
حسنا ليون دع جيو وشأنها الآن قل فقط ما لديك .
لا سأكون ملعونا أن تركت الموضوع ، هذا الفتاة يجب أن تعرف قيمتها في المنزل وسأكون سعيدا بجعلها تعرف قيمتها .
ليون جيو من شأني وليست من شأنك هل تسمع ثم لا بد أنها اغلقت السماعة في وجهك لسبب وجيه
ليس غريبا عليك أن تقفي في صف تلك المتشردة ولكن أمي أقسم أن أقضي على تلك الهواية لديك وأرمي تلك الفتاة خارج القرية كلها .
لا نفع من الحديث معك ليون إذا كان هذا سبب اتصالك فأنك أضعت وقتك الثمين لكل أسف . ردت السيدة بلانك ساخرة
في الواقع سبب اتصالي هو أني سأحضر زوجتي ودورا للأقامة معك أمي .
ومتى قررت ذلك أم أنك تحسب أن لا وجود لي وتتصرف على هواك .
حسنا أظن ان زوجتي وابنتي أولى بالعيش هنا من تلك السافلة . قال ليون بغضب
أكره أن أخيب أملك ليون ولكني لن أقبل بوجود تلك المرأة تحت سقف منزلي أطلاقا إذا كنت تبحث عن مكان للاستجمام فخذ زوجتك إلى أي مكان بعيد عني هل فهمت . وأغلقت السيدة بلانك السماعة بعنف قاطعة الحديث بينما كانت جيو تنظر بدهشة للسيدة بلانك التي خاطبت جيو قائلة :
أعلم ما تفكرين به ،لكن زوجة ابني فاسقة من الدرجة الأولى ولا يمكن بأي حال أن أقبل وجودها تحت سقف منزلي أطلاقا .
علقت جيو قائلة بصرامة :
هذا ليس من شأني سيدتي .
وتركت المكان وغادرت
*********************************************
(((جرأة أم وقاحة )))
عندما كانت جيو تتمشى بالحديقة أحست بنظرات مصوبة نحوها فالتفت ولم تدهش من رؤية ليون أمامها يحملق بها بغضب مكتوم في عينيه فتهكمت قائلة :
شرف عظيم لنا زيارتك سيدي .
تقدم ليون نحوها بخطوات ثابتة ثم توقف على بعد خطوات قليلة منها وقال :
زيارة لا أعتقد فهذا منزلي كما تعلمين .
علقت جيو بسخرية :
غريبة كنت أظنه منزل والدتك .
ثار ليون وأكمل تقدمه وأمسك بها من كتفيها بقسوة لكن جيو لم تأبه ونظرت له بتحدي ثم قال :
أسمعي أنت ....
لم يكمل كلامه فصراخ طفلة حاد قطع عليه كلامه :
أنت لست أمي لا أريد رؤيتك ابتعدي .
عندها تركها ليون وتوجه نحو مصدر الصوت أثار تصرفه الفضول في نفسها فتبعته بخفة لتصاب بدهشة لما رأته فقد كان ليون يحمل بين ذراعيه بحنان وعطف طفلة صغيرة خمنت جيو أنها في الخامسة أو السادسة من العمر وسمعته يهمس للسيدة الواقفة قربه :
أعتقد أنك متعبة من عناء السفر قليلا كارين .
فثارت المدعوة كارين في وجه ليون قائلة :
إنها قليلة التهذيب ويجب أن تجلد ليون ولن أسمح لها أن تفلت من العقاب ليون أنك تفسدها .
توقعت جيو أن يحتد ليون ويوقف السيدة التي تيقنت جيو أنها زوجته عند حدها لكنه بدل من ذلك أنزل طفلته على الأرض بروية وقال :
دورا جدتك متشوقة للقائك اسبقيني للمنزل فأنا متأكد أنك لا تريدين أن يفوتك طعام باتريشيا الشهي .
استجابت دورا لطب والداها وركضت بحماس نحو المنزل وعند اختفاء طفلته مد ليون ذراعه نحو زوجته وسحبها بهدوء خلفه واختفى رويدا رويدا عن الأنظار ، وجيو واقفة بصمت تحاول الوصول لتفسير لما رأته الآن
أمي هذه زوجتي كارين وابنتي دورا سبق ورأيتها . قال ليون بحزم وهو يعرف والدته على زوجته
حدقت أمه بازدراء بزوجته ثم قالت :
إذا تحاول فرض رأيك علي ليون أليس كذلك .
تنهد ليون ثم قال :
أمي نتحدث لاحقا لابد أوصل كارين لغرفتها .
سدت السيدة بلانك الطريق عليه وقالت :
لن يكون حديث قد أتقبل وجود حفيدتي لكن لن أقبل أبدا بوجود هذه المرأة .
ثارت كارين وخاطبت ليون باحتقار قائلة :
أقسم ليون إذا لم تجعل تلك ال********************************ة تعتذر عما قالته فستندم أشد الندم .
الموقف كان متفجر واكتفى الجميع بما فيهم جيو بمراقبة ما يحدث أما ليون فكان يتمالك أعصابه بمشقة وحاول تهدئة الأمر بقوله :
أمي كارين متعبة وأرى أن نؤجل المنقاشة فيما بعد
ليس هناك ما يناقش أخرج زوجتك من هنا الآن ليون وكلما أسرعت كلما كان ذلك أفضل .
صرخ ليون غاضبا :
أمي هذا يكفي أرجوك لا تزيد الأمر سوء اً أنا لم تعط كارين فرصة لليون ليكمل كلامه وهجمت على السيدة بلانك فجأة تريد أذيتها لولا منع ليون لها بقوة لكانت نالت منها جيو فزعت مما رأت و هرعت تساعد ليون بأبعاد كارين عن السيدة بلانك التي كانت قد جنت بعد ذلك سحب ليون كارين من ذراعها جارا إياها خلفه ونحى والدته عن طريقه وهو يدخل كارين المنزل .
******************************
ستخرج من هنا وأنت معها وخذ ابنتك أيضا . أعلنت السيدة بلانك بغضب لليون وأمام الخدم وجيو
وأنا أقول زوجتي أحق بالبقاء هنا من تلك المتشردة الحمراء . قال ليون مزدريا جيو بنظراته
أنا هنا سيدة هذا المنزل وأنا من يقرر وأقلها لا تتهجم علي جيو مثل تلك الحثالة التي تزوجتها . قالت السيدة بلانك غاضبة
حسناأنت من أهنتها فلا تلومي سوى نفسك . علق ليون قائلا ولقد سئمت من مناقشة هذا الأمر علنا لذا أعتقد علينا الدخول للمكتب أمي .أضاف بروية
قلت ستخرج والآن ليون . صرخت بليون غاضبة
حسنا ولكن قبل ذلك لابد أن تسمعيني وفي المكتب عندها سأفعل ما تقولين . قال ليون مستسلما
وافقت السيدة بلانك بعد تفكير وانسحب ليون والسيدة من الصالة ودلفا للمكتب وانفض الجمع ولم يبق سوى جيو التي كانت تفكر بصوت مرتفع قائلة :
أي جنون هذا .
تنهد ليون ثم قال بروية :
حسنا أمي ستخرج لكن قبل ذلك يجب أن نتحدث على انفراد بعدها إذا صممت على رأيك سنرحل اليوم ، اتفقنا .
صمتت السيدة بلانك مفكرة ثم قالت :
حسنا ليون موافقة . دخلت السيدة بلانك مع ابنها غرفة المكتب وانفض الجميع عدا جيو التي فكرت :
هناك لغز ما لا بد أن تحله.
******************************
انقلاب رأي السيدة بلانك المفاجىء بعد خحديثها مع ليون صدم جيو بشدة فقد خرجت وطلبت من باتريشيا قائلة :
منذ اليوم أنت مسؤولة عن خدمة زوجة ابني وعليك أن تفومي بكل ماتطلبه منك .
لم يبدو على باتريشيا الرضا على قرار السيدة بلانك لكنها مع ذلك هزت رأسها موافقة ولم تعلق على شيء
ومضت الأيام وكارين تلازم غرفتها لاتخرج إلا فيما ندر وطلباتها تلبى على وجه السرعة أما ابنتها دورا فقد عقدت مع جيو صداقة وأصبحت نلازم جيو في كل مكان تذهب إليه كظلها وفي يوم من الأيام بينما كانت جيو تعلم دورا الرسم دخل ليون الغرفة وحال ما رأته دورا رطضت نحوه لتريه ما رسمت غير أن ليون علق ببرود على ما رسمت ابنته :
جميل والأن أذهبي فلوسي اعدت لك الطعام .
خرجت دورا من الغرفة بمرح بينما ذهب ليون ليغلق الباب جيدا وحدج جيو بنظرات غاضبة ثم قال معلقا :
أتمنى يا أنسة مستقبلا أن تحيكي ألاعيبك القذرة بعيد عن ابنتي .
علقت جيو ببرود قائلة :
بما أنك تفوم بدورك كأب بصورة رائعة لابنتك فلا أظن أن ابنتك ستقع في ألاعيبي كما تحب أن تسميها .
هددها ليون قائلا :
مختصر القول لو أنك اقتربت من طفلتي ثانية فلن أرحمك أبدا .
وخرج من الغرفة تاركا جيو تغلي من الغضب .
عند حلول وقت الغذاء نزلت كارين لأول مرة لتنضم لهم على نفس المائدة وكان ليون يصب جل اهتمامه على راحتها وتلبية جميع طلباتها التي لاتنتهي أما السيدة بلانك وجيو اكتفيتا بتناول طعامهما بصمت متجاهلين مزاج كارين الذي لايطاق ثم فجأة وجهت كارين ملاحظة جارحة لجيو قائلة :
منذ متى يتناول المتسولين معنا الطعام. طار صواب جيو فردت قائلة :
أن أكون متسولة أفضل مئة مرة من أكون أنسان عديم الأخلاق لاتطاق مثلك سيدتي .
استفزت كارين فقلبت صحون المائدة على الأرض وأخذت توجه كلاما بذيئا لجيو ما دفع ليون ليسحب زوجته من ذراعها ويأخذها خارج المنزل .
بعد تلك المشكلة طلبت السيدة بلانك من جيو عدم أثارة المشاكل قائلة بحزم :
سأعتبر أني اتحدث مع فتاة واعية لن تعود لافتعال أي مشكلة مع كارين ثانية مفهوم .
وافقت جيو على مضض أكراما للسيدة بلانك فحسب لكن قبل انصرافها قالت :
أعلمك أني سأرحل من هنا نهاية الأسبوع سيدة بلانك .
علقت السيدة بلانك قائة:
ربما عليك التريث قليلا جيو ، سينتهي هذا الأمر قريبا .
لكن جيو قالت :
المسألة لاتتعلق بزوجة ليون بل بي فأنا أريد أن استقل بحياتي كما يجب .
قالت السيدة بلانك :
لا زلت صغيرة جيو ثم أن والدك عهد بمسؤوليتك إلي ولا أظنك تغضبينه .
عندها قالت جيو بمرارة :
وأين هو أبي حتى أني لم أسمع عنه أي خبر منذ شهور .
تعاطفت السيدة بلانك معها قائلة :
أنه لأمر محزن ولا أدري ما أقول جيو لكن فقط أرجوك أن تصبري عديني بذلك .
وعدت جيو السيدة بلانك فهي بالنهاية لازالت لاتعرف كيف ستمضي بحياتها والأفضل حاليا البقاء هنا مع الحرص على تجنب كارين .
******************
بينما جيو تتحضر للنوم سمعت دقة على باب غرفتها فصرخت قائلة :
من .
فجاءها صوت دورا تقول :
جيو أنا خائفة أرجوك افتحي .
فتحت اباب بسرعة فرمت دورا نفسها بين ذراعي جيو التي احتضنت الطفلة وهدأت روعها قائلة :
لا بأس عليك الآن .
وضعتها جيو بسريرها وأخذت تشغلها عن خوفها برواية قصص مضحكة فنسيت الطفلة خوفها وضحكت واحتضنت جيو بحب قائلة :
ليت تكونين أمي فأنا أكره كارين .
فقالت جيو :
لكنها أمك ومن الأكيد أن تحبك .
فهزت الطفلة رأسها نافية بقولها :
لا أنها تكرهني وقد قالت لي أنها يوما ما ستقتلني .
ماذا ؟؟
صعقت جيو وصرخت بدهشة كيف يمكن لكارين أن تخيف ابنتها هكذا لابد أن هذه المرأة غير طبيعية أدرات وجها تتأمل دورا فوجدتها قد غرقت بانوم فغطتها جيدا ثم أطقأت الأنوار ونامت .
********
لم يعد ليون وكارين إلى المنزل منذ ثلاثة أيام في هذه الأيام توثقت علاقة جيو بدورا أكثر على الرغم من تحذير ليون لجيو لكن جيو تجاهلته
وعند المساء بينما كانت جيو تعلم دورا درس جديدا بالرسم اكتشفت أن دورا أسقطت مشاعرها اتجاها والداتها باللوحة فقد رسمتها غاضبة
ومعها مسدس ما أكد لها أن دورا فعلا لم تكن تتوهم أن أمها هددتها بالقتل فجأة سمعت صوت سيرة ليون في الخارج وما هي إلا لحظات حتى دخل ليون غرفة الجلوس وحده .
نظر ليون لجيو نظرة غاضبة بينما ركضت دورا لتري والداها الصورة التي رسمته فبد الذهول ثم الغضب واضحا على ليون ولكنه تمالك نفسه كفاية ليقول لابنته أن تذهب مع باتريشيا لتستعد للنوم أطاعت دورا وبقي كل من جيو وليون تعمدت جيو هذه المرة أن تجلس وتضفر بلا مبالاة أمام ليون الذي اتهمها قائلا :
أعتقد أن لديك تفسير لهذا .
وأشار للوحة بحقد .
صمتت جيو لكن ليون صرخ فيها قاتئلا :
لقد حذرتك من الاقتراب من ابنتي .
فردت جيو ساخرة :
نعم أعتقد أنك قلت لي شيء يشبه التحذير .
فقال غاضبا:
واخترت التجاهل
فأجابت جيو بثقة :
بكل تأكيد سيدي .
انفجر ليون فيها قائلا :
سأجعلك تدفعين غاليا ثمن وقاحتك .
فقالت :
ربما تسميها وقاحة لكني أفضل مصطلح جرأة .
وأضافت :
لا تدرك كم أنا سعيدة لغضبك .
عندها بلغ الغضب لديه أوجه وأمسك جيو بذراعيها وأوقفها وهزها بقسوة لكن جيو رغم شعورها بالألم رفضت أن تظهره بعدها دفعها عنه بقسوة وقال :
هذا جزاء بسيط على وقاحتك ولا زال التحذير قائما للمرة الأخيرة ابعدي مخالبك عن ابنتي .
فردت بسخرية :
في كل الأحوال أنت لديك موهبة رائعة باتهامي فلذا لن أبالي بتحذيرك أطلاقا خاصة أنك مقصر اتجاه ابنتك .
زأر ليون في وجهها قائلا :
من أنت لتقولي لي كيف أربي ابنتي .
فردت جيو متهكمة :
بما أنك لاتربيها أساسا فأظن أني لا استطيع أن أقول لك كيف تربيها .
بدا ليون على وشك أن يضربها لجرأتها في الحديث معه في هذه الطريقة لكن دخول السيدة بلانك فجأة منعه من ذلك فنظر كل منهما اتجاهها كان وجهها يبدو عليها آمارات الحزن فأحست جيو بأمر سيء فسألت قائلة :
أبي هل ..........
فردت السيدة بأسف والدموع في عينيها ::
أجل أنا آسفة حقا جيو لقد مات
عندها أحست جيو أنها تدخل في عتمة وفقدت الوعي
مرت الجنازة على جيو ببطء شديد لم تكن تعرف بها شعورها أن كان حزن أم رثاء للنفس لأنها لم تكن مع والداها أم ألم أم ذهول مما يحدث لم تغادر جيو غرفتها منذ وفاة والداها كانت غارقة بحزنها لدرجة أنها لم تسمع طرقات على الباب لكنها رأت الباب يفتح ويدخل ليون فنظرت له بغضب وفالت بفظاظة :
أطن أنك تريد التأكد من رحيلي لا تقلق سأنزل بعد قليل لأعلم السيدة عن رغبتي بالرحيل .
جلس ليون على كرسي قريب ثم قال بهدوء :
كان الله في عوني عليك كم أنت عنيدة
قالت جيو بنبرة يائسة :
هل لك أن تتركني فلا كلام بيننا .
تجاهل ليون طلبها وقال بهدوء :
لكني لدي كلام معك .
فقالت جيو بحزم :
لكني راحلة اليوم .
تنهد ليون قليلا ثم قال :
هل تحسبين أن والداتي ستسمح لك بالمغادرة .
وقفت جيو وفتحت باب الغرفة ثم قالت :
أظنه شأني .مشى ليون نحوها وقال وهو يغلق الباب:
ستبقين هنا لكن بشروط تناسبك .
قالت متحدية :
ومن قرر هذا ؟ أنت
أجاب ليون بهدوء :
أنا وأمي في الواقع أريد أن تعتني بدورا فأنا أرى أنها متعلقة بك كثيرة هذا بعد موافقتك طبعا وبذلك لاتجدين ببقاءك هنا عبئا .
ردت جيو بسخرية :
أنت تريد مني الأعتناء بابنتك وقبل أيام ...
قاطعها قائلا :
أنسي كل ما حصل في الواقع تسرعت .
فردت عليه قائلة :
أسفة لن أبقى هنا وسأغادر اليوم في الظهيرة .
انسحب ليون وقبل أن يخرج قال :
سأعتبر أنك لم ترفضي رفضا قاطعا وأنا واثق أنك ستعيدين النظر خاصة أن لا مكان تذهبين إليه إلا أذا فضلت الذهاب للملاجىء الخاصة بالأيتام .
تدته من جديد قائلة :
هل هذا تهديد .
رد ليون :
لا أنه واقع الحال ليس إلا .
ثم خرج .
**************
حملقت السيدة بلانك بجيو وهي واقفة أمامها تحمل حقيبة ثيباها التي جاءت بها للمرة الأولى هنا ثم علقت بصدمة :
جيو لست جادة .
قبل أن ترد جيو جاء صوت ليون يقول :
جيو ستبقى هنا أمي ولو مرغمة .
ثارت جيو من عجرفة ليون وردت بعصبية قائلة :
لا تكن واثقا أيها السيد لأني مغادرة فورا وتوجهت صوب الباب لكن ليوون وقف في وجهها وقال :
ولو من أجل دورا .
علقت بلا مبالاة :
أنت والدها أنت أدرى بصالحها وواثقة ان من السهل أن تجد حلا .
والآن ابتعد عن طريقي .
فالت السيدة بلانك :
جيو أنا أظن أننا يجب أن نتحدث .
رفضت جيو الأذعان وقالت مهددة :
إذا لم تبتعد عن طريقي .
فقاطعها ليون قائلا :
ما ذا ستفعلين أحب أن أعرف .
فغيرت طريقتها بالكلام قائلة :
أنا استغرب منك قبل أيام كنت متشوقا لرمي خارجا هل تريد أن تقنعني أنك مستعد برمي ابنتك تحت رحمتي .
ابتسم ليون ثم سحب ثم أدار جيو نحو المكتب وقال :
نتحدث وأن بقيت مصرة سأوصلك بنفسي هل اتفقنا .
وهل هذا وعد . قالت جيو
نعم وعد قاطع والآن هل تسمحين. قال ليون مشيرا للمكتب
حسنا ودخلت المكتب ولحقها .
*******************
حل الصمت بضع دقائق ثم سألت جيو ساخرة :
هل هذا هو الحديث الهام ؟
تأملها ليون ثم قال :
هل اكتسبت طبعك ناري من شعرك الأحمر هذا ؟
لاأظن أنك أتيت بي هنا لنتحدث عن شعري .
حدق بها ليون برهة ثم قال :
أتعلمين أن شعرك الأحمر هذا يجعلك تتمتعين بجاذبية خاصة.
عندها انفجرت جيو غاضبة وقالت :
هذا يكفي سأغادر الآن .
غير أنه ابتسم وقال :
وكيف تقترحين المغادرة .
شعرت جيو أن وراء بسمته الخبيثة هذه أمر غير مريح
عندها قال بثقة :
في الواقع جيو يجب أن تضعي برأسك أن مغادرتك من هنا هي من المحال هذا أولا وثانيا .
صرخت في وجهه جيو مقاطعة : ثانيا أذهب للجحيم .
عندها ضحك ليون ما زاد من عصبية جيو لدرجة أنها تقدمت نحوه بنية ضربه لكن ليون أدرك نيتها فمنعها من صفعه ممسكا يدها بقسوة باللحظة الأخيرة وقال محذرا :
لآ تظني نفسك قادرة على صفعي .
وترك يدها ثم أضاف :
يا لك من فتاة عنيدة
مهما كان الأمر سأغادر ولا تحسب نفسك قادر على منعي . قالت جيو
فرد عليها ليون بثقة :
سأكون سعيدا جدا بأثبات صدق كلامي .
وماذا يعني هذا هل ستسجنني . قالت جيو بعصبية ظاهرة
جلس ليون واضعا ساق على ساق ثم قال بلطف :
سأقنعك وحسب الست بحاجة للمال .
وأن كنت
قاطعها ليون قائلا :
دعيني أنهي كلامي ثم بعد ذلك أرفضي أو اقبلي .
أجابت جيو وهي تظهر حنقها منه :
تفضل .
فأجاب :
أحتاج خدمتك لشهر واحد فقط كمربيةأو رفيقة لدورا وفي المقابل سأدفع لك مبلغا جيد وليس هذا فحسب بل سأؤمن لك عمل تعتاشين منه بعد نهاية الشهر ما قولك .
استفسرت جيو بريبة :
ولماذا تريديني لشهر فقط بالذات وأنت ..
قاطعها ليون بتذمر:
ستعودين لهذا مجددا حسنا يافتاة أمامك العرض اقبليه أو ارفضيه وسأكون ملعونا إذاأرضيت فضولك المزعج هذا .
صمتت جيو تفكر العرض لا بأس به وعلى أي حال مستقبلها مجهول وليون يقدم لها فرصة جيدة لتؤمن مستقبلها بعيدا عن الخطر الذي قد يواجهها فيما لو غادرت ثم هي تستطيع التعامل مع دورا فجأة لم تعد تهتم لماذا غير ليون رأيه خاصة أنها لن تقبل ضيافة السيد بلانك مهما حاولت معها إذا عرض ليون هو الأنسب قطع عليها تفكيرها قول ليون بانزعاج :
هل حللت تلك المسألة المعقدة ؟ نعم أم لا أريد ردا واضحا .
ابتسمت جيو ما جعل ليون يطيل النظر إليها وكأنه يراها للمرة الأولى ثم قالت :
نعم أوافق على عرضك بكل سرور .
ومدت يدها نحوه لتصافحه لكن ليون كان يفكر بطريقة مختلفة كان ضائعا في تلك العيون الخضراء المتقدة التي امتدت ابتسامتها إليها وظهر فيهم لمعان دافئ فمد يده شدها نحوفمه ليلثمه برقة ويرفع رأسه ليتأملهابسرور ثم يقول والبسمة تضىء وجهه :
هكذا اتفقنا .
شعرت جيو لأول مرة بالرعب لأنها رأت الآن ليون مختلف ليون تخاف من أن تقترب منه أكثر فسحبت يدها منه على عجل لكنها بحركتها هذه تعثرت لتقع أرضابقوة ما جعل ليون يركع مسرعا نحوها ويقول مؤنبا بمزاح :
يا لك من طفلة متسرعة كان عليك أن تنتبهي هل تأذيت دعيني أساعدك على النهوض .
حال ما وضع ليون يده على ذراعها ليساعدها أرادات أن تحتج لكن قبل أن تحتج سمعت صراخ هستيري حاد:
أيها ال******************************** السافل لذلك تعمدت أبعادي . عرفت على الفور أنها كارين زوجة ليون التي يبدو دخلت الغرفة تريد مفاجأة زوجها لكنها فسرت الأمور على غير حقيقتها نهض ليون وحاول تهدئة زوجته لكنها كانت ثائرة لدرجة أنها صفعته بقوة أمام ذهول جيو مما يحدث .
************************************************** ********** *********************
انتظرت جيو حتى أغرق المنزل بالصمت واصبح الجميع في أسرتهم لحسن حظها أنهم ينامون في ساعة مبكرة مثل التاسعة مساء في هذا المنزل حملت حقيبتها وتسللت خلسة نازلة منه إلى غرفة الجلوس وبينما هي تضع يدها على مقبض الباب فوجئت بظل يخرج من غرفة الجلوس كادت تصرخ لولا أن صاحب الظل تكلم قائلا :
لا تكوني غبية وتقدمين على الصراخ .
عرفت على الفور ليون فقالت تحاول لفت نظره عما كانت تنويه :
هل تصالحت مع زوجتك ؟ سيد بلانك .
فأشار عليها بالدخول لمكتب ثم قال :
تعالي سنتكلم في الداخل فلا يمكن أن نخاطر أن يسمعنا أحد .
لأنها لا تريد أن يحقق معها حول مسألة محاولة الهرب أطاعته .
أنار ضوء المكتب ثم جلس ودعا جيو لتجلس فجلست ثم قال :
خيبت أملي فيك ظننتك شجاعة فإذا بك حمقاء جبانة .
صرخت جيو به قائلة وهي تهب واقفة :
من اعطاك الحق أن تهينيني بهذه الطريقة أنت يا ........
قاطعها قائلا :
أخفضي صوتك فجميع من في المنزل نيام .
فقالت ساخرة :
وزوجتك
زجرها ليون قائلا :
لا علاقة لك بزوجتي فلا تظني أنك قادرة عن تحويل مسار النقاش حولي لأنسى فعلتك الجبانة .
فاض الكيل بجيو فتكلمت بهدوء يكمن فيه الغضب :
اسمع ياهذا لقد سئمت كل ما يحدث حولي هذا البيت بيت مجانين لاشك ولن أبقى هنا لأرى نفسي مستهدفة من زوجتك غير الطبيعية تلك .
لمع في عيني ليون مشاعر الغضب ووقف وتقدم نحو جيو التي شعرت ببعض الخوف من مظهره فحاولت الهرب لكنه تمكن منها وأمسك بذراعها بشدة حتى كادت تشعر أن ذراعها ستتحطم ثم قال:
لست أدري ماذا سمعت عن زوجتي او ربما فضولك القاتل دفعك لنبش الحقيقة حول سلوك كارين لكن هذا لن يمنعني من أبقاءك هنا ستبقين كمرافقة لدورا لقد وعدت وسألزمك بوعدك فلن أسمح لأحد حتى لوكانت فأرة صغيرة مثلك أن تخدعني هل كلامي مفهوم .
عندها قالت جيو بغضب :
أنك خنزير قذر وأنا أكرهك .
نزع ليون ذراعه عن يدها وقال وقد خف غضبه قليلا :
أذهبي لغرفتك ، وكوني على ثقة أني لا أتساهل أبدا في أمور العمل .
في البداية رغبت جيو أن تتحداه وترفض المغادرة لكنها وجدت أن لا نفع أطلاقا من ذلك التحدي فقررت المغادرة لكنها ألقت عليه نظرة أزدراء وغادرت .
***********************
بقيت جيو مع دورا وكان ليون يتعمد إلهاء كارين بأي طريقة عن وجودها سواء بالخروج معها أو الأنزواء بهاأو التغزل بها لكن هذا لم يمنع كارين من توجيه بعض الملاحظات المسيئة خاصة عن أصل جيو لكن جيو كانت تتعمد للتجاهل رغم أنها كانت تتوق ليقافها عند حدها الوحيدة التي كانت راضية في ذلك البيت هي دورا والتي قفزت فرحا عندما قال والداها لها أن جيو ستكون مرافقتها الخاصة منذ الآن المشاكل لم تكن تحدث خاصة بوجود ليون إلى ان جاء اضطر ليون للعودة للعاصمة بعمل طارىء وأوصى جيو قبل ذاهبه أن تبتعد عن كاترين قدر الأمكان في ذلك خرجت السيدة بلانك من المنزل في زيارة لأحد صديقاتها مصطحبة معها باتريشيا وطبعا لم يكن هنالك أحد في البيت حتى كاتي حفيدة باتريشيا خرجت لأحضار لوازم ضرورية وكانت دورا وجيو في الغرفة كالعادة ودورا تقوم برسم لوحة لحصان رأته ثم فجاة رن جرس الهاتف مما جعل جيو تترك دورا وحيدة لتجيب وكان المتصل أحد معارف السيدة بلانك وقد طالت المكالمة زيادة مع حال وضع جيو السماعة إذا بها تسمع صراخ حاد فصعدت إلى الغرفة على الفور لتجد دورا تصرخ في وجه والداتها قائلة :
أكرهك أتمنى ان تموتي
لحظتها بلغ غضب كارين اوجه فصفعت دورا بقسوة ماجعل الفتاة تنفجر بالبكاء عندها اندفعت جيو وقفت في وجه كارين قائلة بغضب بالغ : :أي نوع من الأمهات أنت كيف تتجراين على فعل هذا ابنتك ايتها المتوحشة
ارتمت دورا بحضن جيو وقالت وهي تبكي :
لقد مزقت لوحتي وحطمت أدوات الرسم
عندها انفجرت كارين وقالت موجهة كلامها بغضب لابنتها وهي تتقدم نحوها :
سأعرف كيف أؤدبك ستعتذرين الآن عن وفاحتك وإلا سو ف تندمين .
بينما صرخت دورا بخوف وهي تحتمي خلف جيو :
لاتدعيها تؤذيني أرجوك
عندها قالت جيو تهدد كارين :
اقتربي منها وسوف أجعلك تندمين .
ثار غضب كارين أكثر وقالت :
أيتها ال***** من أنت لتحدثيني بهذه الطريقة
وهجمت على جيو بوحشية تنوي خنقها للحظة لم تتمكن جيو من الخلاص من كارين وشعرت أنها ستموت لكنها لا تعرف كيف جاءتها القوة ودفعت كارين عنها قبل أن تغيب عن الوعي من هول الصدمة .
*********************************
شعرت جيو بأنها تتأرجح بشدة لدرجة ان أكتافها كادتا أن يخلعا من مكانهما وسمعت صراخ وكلام جراح من بعيد ففتحت عينيها ببطء لتحدق بوجه غاضب وتقول وهي تضع يدها على رأسها :
ماذا جرى ؟.
فسمعت صوت ليون يهدر بأذنها :
ولك الجرأة لتسألي بعد أن قتلت زوجتي أيتها المتشردة القذرة ما كان علي أطلاقا أن أثق بك
عندها استجمعت جيو قواها وسحبت نفسها بقوة منه وقالت :
أنت لا شك مجنون لتتهمني هي من حاولت .........
لكن ليون لم يعطها الفرصة للتابع قبض على كتفيها وصرخ بها قائلا:
لا زلت تكذبين سأجعلك عبرة لمن لايعتبر أيتها الفاجرة .
وهزها من جديد لكن بطريقة أقسى من السابق لدرجة أنها صرخت :
دعني وشأني
التاريخ يعيد نفسه
لكنه لم يتوقف وسمعت نفس الصوت يقول لكن بغضب اقل :
استيقظي أيتها الغبية
ففنحت عينيها لتجد نفسها أمام نفس الشخص لكنه أكبر بالعمر الآن ورويدا رويدا تذكرت أنها ليس في منزل السيدة بلانك بل في منزل باتريك غرايفن فوقفت بثبات وسحبت نفسها من ذراعيه ثم سألت قائلة :
هل عثرت على ابنتك .
لكن ليون الذي كان بمزاج أسود أجابها بفظاظة :
ليس من شأنك اللعين .
فظهرت على شفتيها بسمة ساخرة وقالت :
معك حق لابد أنك تخشى أن أحاول قتل ابنتك خاصة أن لدي سجل اجرامي سابق .
عندها صرخ بها ليون غاضبا مشيرا للباب:
أخرجي من هنا قبل أن أقوم بعمل أندم عليه.
لحظات وأطل باتريك قائلا :
ليون هل تتكرم وتوصل الأنسة روزبان لمنزلها فأنا في الحقيقية مضطر للذهاب للمطار لاستقبال ليزا .
قبل أن يرد ليون قالت جيو بتهكم :
لا داعي لأرهاق الكونت فيكفي ما عاناه الليلية فقط أطلب لي سيارة أجرة سيد غرايفن وأنا .
لكن باتريك رفض بشدة قائلا :
لا تكوني سخيفة فدورا لن تستطيع الهرب لأي مكان خاصة بعد الحالة التي وجدناها فيها ويستطيع بكل تأكيد ليون إيصالك أليس كذلك.
لم يكن يسأل بقدر ما كان يحاول أحراج ليون ليقبل فقال ليون متذمرا بعصبية :
حسنا باتريك كسبت لكن إياك أن تكرر ثانية معي هذا الموقف .
ابتسم باتريك ابتسامة عريضة وقال :
كنت واثق من كرم أخلاقك وداعا كي لا أتأخر .
حال ماتأكدت جيو من خروج باتريك تحركت بسرعة تنوي الخروج غير أن ليون استوقفها قائلا :
إلى أين تحسبين نفسك ذاهبة .
فقالت جيو بغضب يماثل غضبه :
لن توصلني سيدي الكونت ضع هذا في رأسك .
عندها اشتعل ليون غضبا وقال لها :
مشكلتي في هذه اللحظة أني لست جاهزا لألاعيبك الشريرة لذلك سأقرن القول بالفعل لأريح رأسي .لم تدرك جيو نيته بسرعة إلا عندما وجدت نفسها محمولة فوق كتفيه كأنها كيس من البطاطا فصرخت قائلة بغضب :
أنزلني وإلا ستندم .
لكن ليون تجاهل صراخها ما دفعها لعض في كتفه فصرخ فآلمته عندها توعدها قائلا :
ستدفعين ثمن هذا أيضا يبدو أن وقت حسابك حان ثقي بي.
فضربتها بيديها وركلته لكنه تمكن منها ثم دفعها نحو سيارته بعنف وعندما صعد ووحاولت الخروج وجدت الباب مقفل آليا فآمرته بغضب :
دعني أخرج لا أريد أي شيء منك أيها الوغد .
لكن ليون تجاهلها وقال :
أخرسي وإلا سأجد طريقة أخرسها بك .
فتحدته جيو قائلة :
أي شيء تفعله لن يخرسني أيها الكونت الساقط .
عندها لمعت عيني ليون بغضب وشدها نحوه بقسوة قائلا :
حتى ولا هذا .......
لم تكن جيو متحضرة لعناقه القاسي الذي حطم عظامها قاصدا به أهانتها ولم تتمكن من الخلاص منه ولسبب ما شعرت بضعف بسيط بدء يتسلل إليها ما جعلها تشعر باهانة اعظم
وعندما حررها صرخت به قائلة :
لن أسامحك على هذا أبدا
فرد بتهكم :
كذلك أنا لم أسامحك أطلاقا على فعلتك وهذا ليس سوى جزء يسير من حسابك القديم لي .
ثم شغل المحرك وفال لها :
والان العنوان وأنصحك أن تعطيني العنوان الصحيح لكي تتخلصي مني بسرعة وأتخلص منك إلا إذا كنت تكرهين مفارقتي .
تميزت جيو غضبا لكنها عادت وفكرت لماذا تجعله يتمتع بأغضابها لما لاتقلب عليه الطاولة وتحاربه بأسلوبه ابتسمت ابتسامة مصطنعة ثم قالت بدلال :
كيف أطيق مفارقتك وأنت ستكون زوجي وسأتمتع كثيرا بكوني كونتيسة .
عندها انفجر ليون بها قائلا :
الجحيم أقرب لك من هذا .
فأضافت جيو ساخرة :
إذا كان معك سيكون جنة
فصرخ بها ليون قائلا : هل ستعطيني العنوان أم
فأجبت متظاهرة بالخوف :
بالتأكيد فيجب أن يعرف زوج مستقبل عنوان زوجته المقبلة
شعرته جيو أنه سيخنقها فأحست بالرضا على الأقل ردت على تصرفاته الدنيئة معها منذ التقيا كما يجب ثم قررت الأكتفاء بهذا الان وأعطته العنوان .
هل أكل القط لسانك. سأل ليون بسخرية بعد أن مضى عليها وقت وهي صامتة لكنها تجاهلته ولم تجب فجأة أوقف السيارة على جانب الطريق ما جعل جيو تصدم رأسها فصرخت به قائلة :
هل جننت ؟
فرد بسخرية :
تستحقين ذلك فأنا لا أسمح لحد أن يتجاهلني خاصةواحدة مثلك .
فعلقت جيو بتهكم :
تعني مجرمة مثلي هذا بدل أن تكون راضيا لأني خلصتك وابنتك من زوجتك المجنونة تلك .
لم يتمالك ليو نفسه فرفع يده وصفعها على وجهها بقسوة ما جعلها تصرخ من المفاجأة أكثر من الألم اشتد حنقها وصرخت :
كيف تجرأ انت
لكنها قاطعها قائلا :
كلمة زيادة وتجدين نفسك على قارعة الطريق روزبان .
ودت جيو لو تخنقه بيديها فهذه أو ل مرة تتلقى صفعة ومن من ذلك الرجل الكريه . لم يتركها ليون وشأنها بل سألها قائلا :
ما ذا كنت تطمحين بتقدمك للأعلان .
أجابته قائلة بعنف :
كنت أطمح لشيء مختلف لكن الآن أطمح أن لا ارى وجهك أطلاقا .
أنك تتمعين بموهبة عالية في أثارة غضبي يبدو أنك لا تتعلمين بسهولة ستجيبين أم اجعلك تفعلين ذلك مرغمة .
ليس قبل أن تعتذر . تحدته جيو مجددا .
أعتذر لمن لك . قال بازدراء
نعم وإذا كنت تظن أني لن انتقم منك على ضربي فأنك تكون مخطئا جدا . قالت بعنف
تتنتقمين مني أنا أنت هل تعتبرين نفسك ندا لي وأضاف بغضب :
سأعطيك فرصة أخيرة لماذا استجدبت للأعلان وأنصحك أن لاتراوغي .
أصرت جيو على موقفها لن تسمح له ان يهزمها :
لن أجيب قبل الأعتذار .
أسود وجه ليون من الغضب وكاد أن يهزها بقسوة لولا أن هاتفه المحمول رن بتلك اللحظة فتركها ورد على الهاتف قائلا :
ماذا هناك باتريك .
وظهر جليا الغضب بأجابة ليون :
هل تتصل بي لأخباري هذا الأمر الآن لابد أنك فقدت عقلك حسنا .
ثم بعدها أغلق الهاتف وقال ساخرا :
يبدو أنك محظوظة يا أنسة أفلتي من قبضتي هذه المرة .
فردت عليه جيو :
تستطيع القول أني أفلت من قبضتك للأبد .
فأجاب قائلا :
لا أحب أن أخيب أملك لكن للأسف فررت أن استبدل عرض الزواج بعودتك للعمل لدي كمرافقة لدورا فأنا في النهاية لا يمكن لي الزواج بمتشردة مثلك .
هذه الأهانة جعلت جيو تفقد أعصابها لكنها تمالكتها عند آخر لحظة وقالت :
أستطيع أن أخبرك بوضوح إلى الجحيم أنت وعرضك هذا .
فضحك ليون وقال :
لا زالت لديك تلك الروح المنتقدة لكني أكثر من قادر على أخمادها صدقيني وأنا متأكد انك ستوافقين حتى لو مرغمة فأناعلى يقين أنك بحاجة ماسة للمال .
ثم علق بسخرية منها النقاش :
اليس عجيبا أن يعيد التاريخ نفسه يا حمرائي النارية .
وأدار المحرك متابعا سيره .
|