لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-05-08, 01:29 PM   المشاركة رقم: 196
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2007
العضوية: 54017
المشاركات: 15
الجنس أنثى
معدل التقييم: عطر الحب عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عطر الحب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الأمل الدائم المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

يســــــــــــلمو حبيبتي الامل الدائم

 
 

 

عرض البوم صور عطر الحب  
قديم 16-05-08, 04:08 PM   المشاركة رقم: 197
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو متألق


البيانات
التسجيل: Nov 2007
العضوية: 56096
المشاركات: 203
الجنس أنثى
معدل التقييم: جيجى22 عضو له عدد لاباس به من النقاطجيجى22 عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 114

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جيجى22 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الأمل الدائم المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

شكرا لكى يا الامل الدائم نحن نخجل من كرم اخلاقك و شكرا لمجهودك الكبير
جيجي22

 
 

 

عرض البوم صور جيجى22  
قديم 16-05-08, 08:17 PM   المشاركة رقم: 198
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 73660
المشاركات: 299
الجنس أنثى
معدل التقييم: كحيلة العين M عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 11

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كحيلة العين M غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الأمل الدائم المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

مشكووووووورة الامل الدائم رواية (( سيدها )) كانت رواية جنااااان حتى قريتها مرتييين عن جد مشككككووووورة
وحنزل اليوم رواية عدو الامس عشان خاطر النغمة الضائعة
تقبلوا تحيااااااتي وسلامي للجميع واتمنى الرواية تعجب الكل هههههههههه

 
 

 

عرض البوم صور كحيلة العين M  
قديم 16-05-08, 08:21 PM   المشاركة رقم: 199
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 73660
المشاركات: 299
الجنس أنثى
معدل التقييم: كحيلة العين M عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 11

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كحيلة العين M غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الأمل الدائم المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

جبت رواية عدو الامس من منتدى اخر لأن الرواية ليست موجودة عندي وهي محذوفة منها مقاطع في السب والشتم فقط .. طبعا موانا حاذفتها من نفس المنتدى الي اخذت الرواية منها ... اتمنى تعجب الكل

عدو الامس
_ زواج صوري
لابد أنك جننت جيو ، لايمكنك فعل هذا بغاري .
حفا لكني أفعله إيما .
لكن ماذا عن غاري ، بالتأكيد سيجن من الغضب عندما يعلم أنك تزوجت من غيره .
كان اتخاذ هذا القرار صعبا على جيو لكنها سئمت من كل شيء ، وكانت في ورطة حقيقة ، إذ أنها تعمل كمدرسة فنون وموسيقى في مدرسة صغيرة قريبة من شقتها ولكن المدرسة بيعت مؤخرا وسيتم تحديثها وتطويرها لتناسب أفراد الطبقة العالية ، وأصحاب المدرسة الجدد أعلنوا بوضوح أنهم لن يحتاجوا أحد من كادر المدرسة القديمة لذلك تم الاستغناء عن خدماتهم وهي من بينهم ، قدمت طلبات للكثير من المدارس لكنها لم توفق نظرا لأن المدرسة التي عملت فيها لم تكن ذو شأن وأخيرا قررت السير في مشروعها الخاص لكن يجب أن تجد الدعم المناسب له ولكنها أحبطت في هذا أيضا فلم ترق فكرة مدرسة رعاية المواهب والإبداع المتنقلة لأحد من المؤسسات او الشركات وأخبروها ان مثل هذا المشروع محكوم عليه بالفشل ، حتى غاري لم يشجعها وضحك منها ما أشعرها بغضب شديد فرمت خاتم الخطوبة بوجهه وقالت له :
إذا كنت منذ الآن تحاول قتل طموحي فأنا استطيع تصور حياتي البائسة معك ، لذا من الأفضل أن نفترق .
لازالت تذكر ملامح الذهول على وجه غاري وكيف حاول تهدئتها ومحيلاتها كطفل صغير ما زادها تصميما على أخراجه من حياتها للأبد ، رغم أنه اتصل مرار بها وجاء إلى شقتها التي تقيم فيها مع قريبته إيما حتى أنه حاول توسيط إيما لتصالحهم لكنه ظلت مصرة على موقفها ، وشكرت الله أنها لم تكن غبية فتركته قبل الزواج أنه بكل تأكيد لايناسبها .
لا زلت مصممة جيو لكن قد يكون الأمر فخ ، وقد يكون الرجل الذي ستربطين حياتك به عجوز أو متوحش أو سادي ، لأني لا استطيع أن أصدق أن رجل ينشر ذلك الأعلان يبحث فيه عن زوجة عارضا مبلغا كبير من المال إلا ان يكون به خلل ، فكري جيو أنك تلقين بنفسك للجحيم لا زال لديك الفرصة للعودة لغاري .
لقد انتهى أمر غاري إيما والأفضل له أن يصدق أن كل ما بيننا انتهى لأنه أن لم يصدق فأنه سيكون مجرد أحمق .
أنت قاسية جيو غاري يحبك ، وأنت تركته لمجرد أنه كان صريحا معك ولم يرد لك أن تعيشي بالأوهام .
اشتعل الغضب في عيني جيو وقالت :
أنت لاتعرفين شيئا عن علاقتنا إيما وغاري لا يحبني بل يريد أن يجعلني إلهث ورائه كالكلب حتى يتحكم بي كما يريد ، لكن هذا انتهى لا أحد سيسيرني وفق رغبته ، لماذا تحسبيه خطبني ؟
لأنه يحبك جيو .
بل لأني لم أرضى بعلاقة عابرة وأنا متأكدة بمجرد أن نتزوج حتى يعود لحياته السابقة كالفراشة يرشف رحيق كل زهرة ، فغاري يعشق الفتيات .
شهقت إيما بصدمة وقالت:
غاري ليس كما تصفينه جيو ، لكنك لاتحبينه حتى عندما خطبت له لم تكوني تحبينه وربما كنت تتحينين الفرصة لفسخ تلك الخطبة وقد جاءتك على طبق من ذهب عندما أعطاك رأيه بصراحة بفكرتك الغبية .
شدت جيو على يديها بغضب كأنها تريد تحطيم رأس أيما وصاحت بها قائلة :
لقد سخر من فكرتي ولم يعطني رأيه لقد قال لي : يالها من أحلام وردية طفلتي ، هذه الأحلام لا تليق بفتاتي أبدا ، على كل عندما نتزوج سأعلمك كيف تعيشين الواقع وتوقفي عن التصرف كدنكيشوت .
لو كان يحبني لما قال ذلك الكلام بتلك الطريقة عاملني كطفلة وتجرأ وشبهني بدنكيشوت الذي يحارب طواحين الهواء بمعنى أخر يظن اني معتوهة لذلك لست نادمة أبدا على تركي له فهو لايحب سوى نفسه .
ترددت أيما وقالت :
لكن...
رفعت جيو يدها مقاطعة :
اسمعي أيما انتهى الكلام في هذا الموضوع وأنا مصممة على ذلك الزواج أنه يناسب مشروعي وانتهى لا شيء تقولينه أو تفعلينه يدفعني لأغير رايي .
وحملت حقيبتها وغادرت الشفة دون أن تلفتت لحظة نحو صديقتها .
عندما وصلت جيو لمبنى شركة غرايفن للاستيراد والتصدير وهو مبنى قديم منذ القرن السابع عشر كانت قد عرض للبيع بثمن يعبر زهيد وقد اشترته شركة غرايفن ومنذ شرائه وكونه أصبح المركز الرئيسي للشركة وأعمال هذه الشركة بازدهار كبير وكانت جيو قد سمعت أن المبنى في الأساس كان قصر لأحد اللورادات المجانين والذي كان يتمتع في تعذيب النساء وجلد الخدم وغيره من الحكايا التي تتبعرها جيو مجرد خرافات تافهة لاتهمها على الأطلاق تنهدت جيو قليلا ثم قررت الصعود فعليها الأنتهاء من أمر الأعلان بسرعة .
************************************************** ********** ******************
هل من خدمة يا أنسة ؟
حدقت بها السكرتيرة التي كانت معالم وجهها لاتوحي بالترحيب بها .
فقالت مبرزة الأعلان :
لقد جئت من أجل الأعلان يا أنسة .
نظرت لها السكرتيرة بازدراء وقالت :
بالتأكيد هل لك الأنتظار لحظة . وحملت ملف ودخلت مكتب المدير
أثناء انتظار جيو شغلت نفسها بتأمل المكان القديم الطراز فلاحظت الديكور الذي صمم بحيث يتلائم وطبيعة ذلك المبنى فكانت االمقاعد قديمة وكلاسيكة أما المكتب فكان من خشب الزان الثقيل على أضافة للأريكة التي تبدو من القرن السابع عشر . وعلى طاولة صغيرة مزهرية أثرية جميلة ، كل شيء كان كلاسيكي يتناسب مع مبنى الشركة أثناء انتظار جيو خرجت فتاة شقراء ألقت نظرة متعالية عليها ثم خرجت ، وبعدها بدقائق خرجت السكرتيرة وجلست على مكتبها متجاهلة جيو . لكن جيو التي نفذ صبرها سألت قائلة بحدة :
عفوا يا أنسة ألم تعلمي السيد غرايفن عني ؟
رفعت السكرتيرة رأسها وقالت بعجرفة :
عودي غدا السيد غرايفن مشغول الآن لديه مكالمة مهمة .
عندها انفجرت جيو بوجهها قائلة :
لم تحزري أنا لم آتي كل هذه المسافة وانتظرت كل ذلك الانتظار فقط لتقولي لي هذا الكلام أعتقد أن السيد غرايفن سيضطر إذا لتأجيل مكالمته ليوم آخر .
وتوجهت كالأعصار إلى مكتب المدير ولم تتمكن السكرتيرة من إيقافها ، وعندما دخلت وفقت مكتفة يديها على صدرها وألقت نظرة غاضبة على الرجل الذي رفع رأسه ونظر بدهشة لها ثم قال لمن يتحدث معها على الهاتف :
حسنا ليزا سأكلمك فيما بعد .
وحال أغلاقه سماعة الهاتف قالت السكرتيرة بارتباك واضح :
أنا .. معذرة سيدي .. لكن أعني ..
غير أن باتريك قال :
لا بأس ساندرا سأتصرف أنا مع الآنسة ..
وانتظر أن تعرفه جيو على اسمها لكنها تجاهلته لأنها كانت تغلي من شدة الغضب بسبب المعاملة التي لقيتها
ألقت السكرتيرة نظرة حاقدة نحو جيو قبل أن تخرج مغلقة الباب خلفها .
**********************
ابتسم باتريك وقال مخاطبا جيو :
تفضلي بالجلوس يا أنسة أعلم أنك غاضبة لكن صديقيني يا أنسة أن العمل كان متراكم علي بالذات اليوم أضافة انك قدمت مع نهاية الدوام ولذا لم أجد ضررا في تأخير مقابلت للغد ، أقبلي أعتذاري من فضلك .
جلست جيو وكان غضبها قد بدأ يخف فابتسم باتريك بارتياح وقال :
أعتقد أنك جئت من اجل الأعلان .
ردت جيو بسخرية :
حقا هل تعتقد ذلك ؟
رد باتريك بهدوء متجاهلا سخريتها :
هل لي أن أتعرف لأسمك يا أنسة ؟
ردت جيو وقد خف غضبها نوعا ما :
جيو ، جيو روزبان .
قال باتريك مستنكرا :
جيو أي نوع من الأسماء هذا !
تمالكت جيو أعصابها وقالت باختصار :
أنه مجرد اخنصار فحسب .
لكن باتريك الذي كان قد ثار فضوله استمر بالاستفسار قائلا :
أعذريني ولكن اختصار لماذا ؟ !
أجابت قائلة بغضب مكتوم :
حسنا ، أنه اختصار لأسم جيوكندا .
أضاف باستغراب :
المونليزا تعنين لا بد أنك تمزحين هل والداك يحبان لوحات دافنشي.
ردت عليه وهي تكز على أسنانها بغضب :
حسنا كان والدي رسام لكنه كان رسام متجول فاشل لم ينجح ببيع لوحة إلا بثمن زهيد هل ارتحت الآن يا سيد .
ابتسم وهو يقول :
وماذا عن أمك هل ماتت .
وقفت جيو وشدت على قبضتيها بغضب وصرخت قائلة :
هل تحسب سيد غرايفن نفسك مؤرخ تريد كتابة سيرة حياة والدي .
فأجاب بمرح ظاهر :
في الحقيقية أعتقد أن سيرة حياتك ستكون مثيرة أكثر يا أنسة روزبان .
تجاهلت جيو كلامه وقالت :
ما كان علي المجيء لهنا أساسا كانت.
قاطعها باتريك بسؤال :
ماذا تعملين يا أنسة روزبان .
أجابت ببرود :
كنت معلمة رسم وموسيقى .
بدا على باتريك غرايفن الذهول فقال :
مدهش الأثنان هذا فعلا مانحتاجه .
أرادت جيو الاستفسار عن ما يقصد بجملته غير أنه أضاف وهو ينظر لساعته :
أعتقد أننا تأخرنا .
ثم مد يده مصافحا لجيو وقال :
أهنئك آنسة روزبان أن الوظيفية لك ستصبحين زوجة الكونت .
******************************************
معالم الصدمة ظهرت على وجه جيو فجمدتها في مكانها دون حراك لكن بعد فترة من استيعابها لما قال صرخت :
وظيفة وزوجة للكونت ولكني اعتقدت .
رد عليها باتريك بروية :
اعتقدت أني العريس المنتظر أعلم هذا ، ولكن في الواقع انت زوجة أخي ليون هو العريس وليس أنا .
عندها انفجرت جيو وصرخت به قائلة :
اسمع ياهذا إذا كنت تحسب أني سأرمي نفسي في شيئا قد يكون فخ فأنك مخطأ ولا تظن لحظة لأني محتاجة لهذا المال أني سأسير مغمضة العينين نحو هذا دون أن أفهم شيئا .
من شدة غضبها انفطع نفسها فأخذت نفسا عميقا وأضافت :
ثم متى يكون الزواج وظيفة ، ولماذا يحتاج كونت للزواج بهذه الطريقة هل هو مهووس أم عجوز أم ماذا ؟
تململ باتريك في مكانه قليلا ثم قال :
أليست وظيفة عندما تتزوجين الكونت لسنة وتأخدين مبلغ خمسين ألف جنيه ، وأحب أن اقول لك أن ليون في الواقع ليس مهووس وبالتأكيد ليس عجوزاَ بكل تأكيد أنه مضطر للزواج بهذه الطريقة بسبب ابنته دورا .
دورا وليون هذه الأسماء اعادت لها ذكرى سيئة من حياتها لا يمكن أن يكون ليون بلانك فهي لاتذكر أنه يحمل لقب كونت إضافة أن ابنته صحيح أن اسمها دورا لكن زوجته لم تكن من عائلة غرايفن نبذت جيو فكرة أن يكون ليون بلانك هوالعريس المنتظر تذكره الآن أعاد صورة نظرة الاتهام والاحتقار التي رماها بها منذ سنين هزت رأسها تنفي الفكرة بقوة دون أن تتنتبه ان باتريك كان يراقبها بدقة وقالت بصوت مسموع :
لا مستحيل
فسر باتريك الأمر على أنه رفض منها فقال :
لماذا على الأقل يجب أن تتعرفي على دورا وليون ثم تتخذي القرار لا يمكنك الرفض هكذا يا آنسة فأنت بكل تأكيد تحتاجين للمال .
سرت جيو بقرارة نفسها أنه فسر كلامها هكذا ، فقالت وهي تهز رأسها موافقة :
لا مانع من التعرف عليهما ، لكن هذا لايعني أني موافقة ياسيد
ابتسم باتريك وقال :
عندما تسمعين قصة دورا وتتعرفي عليها أنا اكيد أنك ستغيرين من رأيك والآن لنذهب .
وخرج متوقعا من جيو لحاقه وفعلا لحقتها جيو لأنها كانت بشوق لتعرف ما علاقة دورا بزواج الكونت .
********************************************
دورا فتاة عنيدة جدا يا أنسة وشقية لقد جرت على ليون متاعب لا تعد ولا تحصى . بدأباتريك يسرد قصة دورا حال ما أصبح على الشارع الرئيسي وكانت جيو تصغي باهتمام فسألت :
كيف ياسيد غرايفن .
فقال :
أولا نادني باتريك لا تنسي ستصبحي زوجة الكونت صديقي .
احتدت جيو قائلة :
لكني لم أصبح بعد وحتى أوافق يتطلب أكثر من شرائي بالمال كما تعتقد أيها السيد .
اعتذر قائلا :
أسف ، لنكمل عن دورا منذ اصبحت دورا في الثانية عشرة بدأت بافتعال المشاكل لوالداها فكانت تضرب زملائها وتعد المقالب لمعلمينها ومعلماتها ناهيك عن محاولة أدخال افاعي للمدرسة .
شهقت جيو باستغراب قائلة :
كل هذا .
هز باتريك برأسه وقال :
لكن هذا لا يعتبر شيئا أمام المشاكل الأخرى التي اثارتها فنوعا ما كانت ليو قادرا على التعامل مع هذه المشاكل ، لكن المشكلة الحقيقية بدأت عندما اصبحت دورا في السادسة عشرة من عمرها وكان ليون قد أرسلها لمدرسة داخلية صارمة في سويسرا للتعلم النظام لكنها تمردت عليها وقامت بمحاولة أحراق المدرسة مع مجموعة من زملائها زد عليها ضبطت وهي تتناول الكحول وكان من الممكن أن يحدث الأسوا لولا تدخل ليون وطبعا فصلت من المدرسة وجاء ليون بها إلى هنا وحصل شجار فظيع بينهما في مرة دفعت ليون لأن يفقد أعصابها وينهال على دورا ضربا لولا أني تدخلت وبصعوبة كبيرة اقتنع ليون أن يبقيها معي خاصة أن خطيبتي ليزا تتفاهم مع دورا نوعا ما التزمت دورا سلوكا مقبول غير ان هذا الحل مؤقت ولا ينفع لذلك اقترحت ليزا علي هذا الحل ووجدته معقولا واقنعت ليون به وليون اشترط أن يدوم هذا الزواج لمدة عامين تكون دورا فيه مسئولة عن تصرفاتها حينهاففي الواقع تبدو مشكلة دورا أنها تتفتقد لفتاة قريبة بالعمر منها أضافة لقوة شخصيتها .
سألته جيو :
وكيف جزمت أني امتلك كل ما ذكرت .
ضحك باتريك لدرجة أن جيو تاقت لضربه على رأسه بشيء ما وقال :
أنا أعلم كل شيء عنك ياجيو ولنقل أني لم أقابلك قبل ان يكون لدي ملف كامل عنك اسمك وعمرك هوايتك عملك حياتك العاطفية كل شيء يا أنسة .
ثارت جيو وقالت :
وبأي حق تتجسس علي .
سأل باتريك ببرود :
هل تخافين أن أكتشف عنك شيئا تخجلين به يا أنسة .
ثم أضاف ليؤكد لها أنه على علم بكل شيء عنها :
على فكرة عمل حسن أنك فككت خطوبتك مع ذلك الشاب الذي يدعا غاري أنه لا يلائم طموحك اطلاقا خاصة إذا كنت تريدين تحقيق حلمك بالمدرسة المتخصصة لاكتشاف المواهب .
شهقت برعب ومن ثم احمر وجهها من الغضب فصرخت :
هكذا إذا ياسيد تظن نفسك بارعا لكنك أنسان
كانت ستشتمه لكنه قاطعها قائلا :
اسمعيني كان لا بد من التحري بهذه الطريقة فلا اضمن من أحد أن يقول الصدق ولا تنسي أنه زواج يا أنسة وليس لعبة لذا أساسه يجب أن يكون متين لكي لاينهار قبل اوانه ، ولتكوني صاقة هل كنت ....
رنين هاتفه الخلوي قطع الكلام فنظر للرقم بسرور وقال :
أنه ليون في الوقت المناسب
رد ولم يكد يقول :
ليون ما أسعدني
حتى تغيرت معالم السرور على وجهه غلى معالم غضب وصرخ بانفعال :
ماذا تقول بحق الجحيم ! حسنا أنا قادم .
التفت لجيو المنذهلة وقال :
تلك الفتاة لعينة هربت وليون في شقتي ويكاد يتفجر لذا سأقود بأقصى سرعة يا أنسة .
وانطلق بأقصى سرعة لدرجة أن جيو صرخت من الصدمة .
************ موعد مع الشيطان
حال وصولهما انطلق باتريك يعدو بسرعة وفي أثره جيو وكان عليهما انتظار المصعد لكن باتريك الذي كان قلقا فضل صعود الدرجات فهرع مسرعا نحوه تلحقه جيو حال وصوله شقته في الطابق الثلث دفع الباب بسرعة وجيو ملاصقة له بالخطوات تقريبا وصرخ مناديا :
ليون أين أنت ؟
في تلك االحظة لم تتنبه جيو للبساط على الأرض ففتعثرت به لتقع لولا أن باتريك انتبه فالتقطها فبدا الأمر حميما وبينما هي تحاول سحب نفسها معتذرة جاء صوت غاضب ساخرعرفته جيو على الفور :
كان علي أن أخمن سبب تأخرك باتريك ؟ لا عجب أن تهرب دورا اللعنة عليك باتريك . أضاف الجملة الأخيرة بغضب ، لكن جيو حال سماعها ماقال خرجت من الصدمة لمعرفتها أن الكونت ليو ن ليس سوى ليون بلانك ذلك الرجل المتعجرف صاحب القامة الطويلة والعضلات المفتولة لقد ازداد قساوة وبدا وضاحا على معالم وجهه لم يتغير كثيرا منذ عشر سنين لا زال مغرورا كما كان على الرغم من امتلاكه وجها وسيما فهو صاحب شعر أسود وعيون رماديتان لامعاتان وأنف شامخ ناهيك عن جسمه الرياضي فشمخت برأسها بعد أن خلصت نفسها من ذراعي باتريك وقالت متحدية له :
عندما تملك عقلا أيها الكونت تستطيع الكلام ، لأن اي غلام صغير سيدرك أني تعثرت .
حول ليون نظراته الغاضبة نحوها لكن لم يبدر منه تصرف أنه يعرفها وصاح بها قائلا :
اخرسي لم يطلب منك أحد الكلام .
لو ادركت جيو أنها ستقابل ليون بلانك بعد هذه السنين لولت الأدبار ليس ضعفا أنما لأنها لم تنسى اتهامه الظالم لها عندما صرخ قائلا مشيرا لها باحتقار :
أنت تسببت بمقتل زوجتي ولو كنت أكبر لجعلتك تدفعين ثمن جريمتك ربما يوما ما ستنالين قصاصك العادل واتمنى أن أكون موجودا أن لم أكن انا من يقتص منك عندها . وكأن كلامه هذا دفعها لأكثر مما تريد فثارت في وجه باتريك قائلة :
هذا يكفي لن أتنازل للرد عليه حتى سأعود إلى منزلي ولك نسيان أمر ذلك الزواج .
سخر ليون قائلا :
زواج هذا مثير باتريك وعدتها بالزواج ؟ أتساءل ما رأي ليزا في الموضوع!
كان باتريك مذهولا مما يحدث أمامه لدرجة نسي موضوع دورا لكن كلام جيو جعله يفيق فأمسك بيد جيو يمنعها قائلا :
ستبقين هنا جيو حتى نجد دورا أنا وليون .
جاء دور ليون ليستوعب الأسم الذي سمعه من ياتريك فقال بحدة :
جيو ليست جيو روزبان عليك اللعنة .
ابتسمت جيو بسخرية قائلة :
بلى والمفاجأة الأكبر سيدي الكونت أنا هي زوجتك القادمة . وانحنت نحوه بحركة ساخرة
سرت جيو وهي ترى ليون يتفجر من الغضب ويقول :
لن أتزوج المتشردة الحمراء التي كانت السبب بمقتل زوجتي .
عندها ردت جيو بهدوء مصطنع :
ألا تتنظر حتى تنول هذا الشرف .
كاد ليون يجيب لولا تدخل باتريك صارخا :
هذا يكفي تتصرفان كالأولاد الصغار .
ثم وجه حديثه لليون :
علينا البحث عن ابنتك أم تراك نسيت ذلك .
تحكم ليون بغضبه بصعوبة وقال :
المشاكل كلها تأتيني بسبب وثوقي بك أولا دورا ثم هذه اللعينة .
سنناقش هذا لاحقا ، جيو انتظرينا لو سمحت لن نتأخر أنا أكيد سنعثر عليها اليوم . قال باتريك بهدوء .
بداْت جيو بالأعتراض قائلة :
لا أستطيع ....
عندها صرخ بها باتريك قائلا وهو يتحرك ناحية الباب ومعه ليون :
اصمتي ياامرأة سنتحدث لاحقا .
فكرت جيو صرخ بها كيف يجرأ كانت سترد عليه بغضب لولا أنه كان وليون قد خرجا وبقيت وحيدة مع ذكريات تلك الحادثة المريرة كما لو أنها تحدث معها الآن .
*************
كانت وقتها في الخامسة عشرة من عمرها ، وكان والداها مريضا جدا يوم وصلوا للريف الجو عاصف والمطر على وشك الهطول ولم يستطعيا الحصول على مأوى بعد حاولت جيو مساعدة والدها بدفعه بأقصى قوتها للسير ولكن والدها كان جثة ضخمة وفي النهاية سقط قائلا بصعوبة :
لا أستطيع متابعة الطريق يا جيو كندا، يجب أن تذهبي لطلب المساعدة .
أبي لكن لا يوجد بيوت هنا ولا زلنا بأول الطريق ولا استطيع تركك أرجوك أبي حاول من أجلي على الأقل حتى نصل إلى بيت ما . لكن والداها هز رأسه بضعف وشجع ابنته على تركه لطلب المساعدة ولم تجد جيو بد من تركه فهي لاتقوى على جره بمفردها على الطريق وستؤمن المساعدة أسرع غذا ذهبت وحدها وافقت
مرغمة وقالت :
لن اتأخر سأعود بسرعة . هز أبوها رأسه بضعف وانطلقت بسرعة تجري علها تجد منزلا من المنازل ، كانت قد قطعت مسافة طويلة حتى لمحت منزلا ضخم على التل عندها ارتاحت أساريرها وتوجهت بسرعة نحوه أثناء ركضها سمعت اصوت الرعد تلاه البرق ثم هطل مطر شدسيد فقرعت الباب بقوة مفكرة بقلق بوالداها الذي تركته على قارعة الطريق عندما فتح الباب ظهرت لها سيدة صرخت لمنظرها وقالت:
يا ألهي ايتها الفتاة أدخلي بسرعة . وسحبت جيو من يدها وأدخلت غير أن جيو التي كانت في أشد الخوف على والداها صرخت :
لحظة من فضلك أريد المساعدة . لكن السيدة لم تستمع لما قالته جيو وجرتها نحو المطبخ الدافىء وقالت لها بسرعة دون أعطائها فرصة للكلام :
سأحضر لك ثياب دافئة لابد أنك غريبة عن هنا لتخرجي بمثل هذا الطقس . وانصرفت بينما جيو تحاول أن تناديها وتكلمها لم تحمل جيو الوضع أبوها قد يحصل له شيئ ما فصرخت بأعلى صوتها :
أبي أنه بخطر أريد المساعدة أحد ما يسمعني .
سمعت صوتا هادىء يرد عليها عندها :
لا حاجة بك للصراخ وكأنك في خان يافتاة .
كانت سيدة رقيقة ذات ملامح هادئة شعرها أسود غزاه بعض الشيب لكن ما لفت نظر جيو بتلك السيدة هي ابتسامتها الدافئة فهرعت نحوها بسرعة
قائلة : أرجوك سيدتي والدي يحتاج مساعدة لم استطع أحضاره لهنا هو الآن على أول الطريق و...
هدأت السيدة من انفعال جيو وقالت :
اهدئي ياطفلتي . ثم نادت على شخص يدعو هانز فجاء حالا وأمرته بسرعة أن يذهب مع جيو لأحضار والداها ، طوال الطريق وجيو تصلي أن لا يكون حدث مكروه لوالداها ، وحال ما وصلوا المكان صرخت قائلة توقف والدي هناك وأشارت بانفعال واضح ثم نزلت من السيارة برفقة هانز الذي ساعدها على حمل والداها المريض والذي كان ملقى على يسار الشارع وحال ماادخل والداها السيارة أمسكت بيديه وخاطبته :
أبي أنا جيو ارجوك كلمني . فتح أبوها عينيه بصعوبة وابتسم :
كنت أعرف أن فتاتي الشجاعة ستعود لأجلي شكرا جيو كندا . امتلئت عينيها بالدموع وشكرت الله فعلى الرغم من رداءة الطقس بقي والداها صامدا والحمد الله أنها لم تتأخر أكثر حال وصولهما منزل السيدة التي ساعدتهما أعد لهاتنز غرفة وأحضر الطبيب الذي طمئن جيو عن حال والدها وأخبرها أن سبب ما حدث هو سوء التغذية وبعد أن يتغذى ويرتاح فأنه سيعود لسابق عهده ولم تنسى جيو شكر صاحبة المنزل التي ابتسمت وقالت لها :
هراء يا طفلتي ، ليس عليك شكري أنا سعيدة لتعرفي عليك وعلى والداك فأنا سيدة وحيدة كما ترين ومساعدة الآخرين تسعدنني والآن تعالي يجب أن تتناولي الطعام وأحذرك أن ماتي لن تتركك حتى تنهي صحنك تماما فهيا بنا .
وكانت قد عرفت أن صاحبة المنزل تدعا أليس بلانك وهي تعيش في الريف لأنها تفضلها على حياة المدينة ، على مائدة الغذاء سألتها السيدة بلانك عن حياتها وعن عمل والداها وعمرها وسبب اسمها الغريب وكانت جيو سعيدة بالأجابة على جميع أسئلتها لكن جيو في المقابل لم تسأل السيدة بلانك عن حياتها إذا كان لها أولاد أم وماذا كان يعمل زوجها رغم أنها أرادات لكنها لسبب ما فضلت أن لاتفعل .

مرت الأيام واستعاد والداها قواه بسرعة وكان من المفروض أن يغادروا المنزل لكن السيدة بلانك أو كما تحب أن تنادى أليس أو العمة أليس كما طلبت لجيو أن تناديها رفضت مغادرتهم وهيأت الكوخ في الحديقة لها ولوالدها ليسكنوا فيه رغم أن والداها أصر بالرفض في البداية لكنه خضع تحت ألحاح السيدة التي أعجبت بجيو كثيرا وهكذا انتفلا للأقامة بالكوخ على أن تذهب جيو كل يوم لمرافقة السيدة سواء بالمنزل أو عند الخروج ولأن جيو وما زاد جيو أحراجا أنها أصرت على ابتياع ثياب جديدة لها أضافة أنها أخذتها للصالون لتزيين شعرها اعتنت بها كما لو أنها ابنتها وفي أحد الأيام بينما كانتا بجولة بالسوق سألتها فجأة السيدة :
قولي لي يا عزيزتي متى عيد ميلادك .
فذكرته لها جيو فقالت السيدة :
خسارة أنه بعيد لكن هذا لايمنع من أقامة حفلة على شرفك صغيرتي .
وقتها عارضت جيو بشدة قائلة :
حقا سيدتي لاداعي أرجوك .
لكن السيدة بلانك عادت لأصرارها وترجت من جيو قائلة :
ألا تدخلين الفرحة لقلب عجوز مثلي جيو .
فأذعنت جيو مشفقة عليها فكان أن ابتسمت السيدة قائلة بحماس شديد:
ستكون حفلة لاتنسيه ما حييت أعدك .
ولم تكن جيو تعلم أنها فعلا ستكون حفلة لاتنسى وستكون في موعد مع ابن السيدة بلانك أو بالأصح موعد مع الشيطان .
; توقعت جيو أن الحفلة التي ستقام من أجلها ليست سوى حفلة عادية لكنها عندما جاءت السيدة بلانك بنفسها لغرفتها وهي تحمل ثوبا من المخمل الأسود وطلبت منها ارتداءه صعقت فقد كان الثوب غاليا جدا وعلى الرغم من جماله شعرت جيو بالخوف فقالت معترضة :
سيدة بلانك لايمكنني ارتداء هذا الثوب .
ابتسمت السيدة كعادتها وقالت بلطف :
طلبت إليك منادتي بالعمة أو الخالة أليس ، وعليك ياجيو أن لاتخيبي رجاء سيدة وحيدة مثلي فترقضي ارتداء هذا الثوب الذي أوصيت عليه خصيصا لأجلك وأقول لك من الآن إذا لم ترتدي هذا الثوب فأني سأتلفه لذا الأفضل لك أن تستجيبي لهذا الطلب .
في النهاية قررت جيو القبول فهي تعلم أن السيدة بلانك جادة تماما فيما قالت ثم أنها كانت لطيفة معها فلماذا لا تفعل مايرضيها ، بعد ارتداء الثوب صففت السيدة بنفسها شعر جيو فبدا كالأمواج الحمراء يصل لخصرها ثم أعطتها السيدة عقد جميل لتضعه حول رقبتها ولم ترى جيو من ذلك بأس خاصة أنه مجرد تقليد وليس أصلي .
بعد أن جهزت نزلت برفقة السيدة التي كانت ترتدي ثوبا ابيض من الساتان بدت به السيدة بلانك كما لو أنها في الثلاثين من العمر رغم أنها في الحقيقية في أواسط الخمسين وكذلك شعرها الأسود كان مرفوعا لفوق فزاد من أبراز جمال تفاسيم وجهها لدى دخولها القاعة التي كانت تغص بأشخاص لم ترههم في حياتها جيو وكلهم من عليه القوم جمدت مكانها من الرعب والصدمة وخافت من نظرات الفضول والتقييم التي ألقاها عليها هؤلاء الناس لكن السيدة ضغطت على يدها مشجعة وجالت بها تعرفهم على هؤلاء الناس الذين كان منهم أصحاب الألقاب ومنهم رجال الأعمال وزوجاتهم ومنهم الساسة وعارضات أزياء وغيره الكثير وكانت السيدة تعرف عنها على أنها أحدى قريباتها من جهة الأم وكان الكل يتقبل كذبة السيدة ببساطة ولكنها لم تكن أطلاقا مرتاحة لهذا الأمر وقررت أن تواجه السيدة بعد انتهاء هذا وسار الأمر على مايرام في الحفل مع أن جيو كانت تضغط على أعصابها لدرجة أصيبت بالصداع وقالت بنفسها بقرف :
ما هذا المجتمع ال******************************** ومن أين للسيدة بلانك أن تعرفههم فهي لاتبدو منهم حتى .
وقررت جيو التهرب من الحفل أثناء انشغال السيدة بالحديث مع أحد السيدات ، فخرجت متوجهة ناحية الحديقة وكان الليل مقمرا ووقفت بصمت تفكر :
مالذي يحدث ولماذا هي هنا . إلى أن قطع عليها أفكارها صوت ساخر:
هل تستمتعين بوحدتك .
التفت ناحية مصدر الصوت فوجدت ظل رجل يتقدم نحوها بهدوء إلى أصبح تحت ضوء القمر فتمعنت بوجهه جيدا كان رجل طويل تقاسيم وجهه صارمة وشعره أسود كاليل وجسمه رياضي ، لون عينيه رماديتان جعلها تشعر أنها قابلته من قبل لكنها لم تشاهده ، تأملها بدقة به جعله يقول ساخرا :
هل تأكدت أني من البشر أيتها الطفلة !.
صرخت جيو بغضب به :
ما أنا متأكدة منه الآن أنك لا تنتمي أطلاقا لجنس البشر ، فأنت عديم الأخلاق .
استدرات تريد العودة للداخل غير أنه منعها قائلا :
ليس بهذه السرعة جيو .
فغرت فاها بذهول فابتسم بفتور وقال :
لا تندهشي في الواقع أنا أعلم منك الكثير .
تحدته قائلة :
حقا وما الذي تعلمه عني أيها السيد ربما تعرف عني أكثر مما أعرف عن نفسي .
رد بتهكم قائلا :
يمكنك السخرية إذا .
قأجابت باستعلاء :
وهل تحسبها حكرا عليك .
عندها تغير أسلوبه وابتسم ابتسامة مرحة وقال :
على كل حال اسمي ليون ، ولكي تتأكدي أني أعلم عنك الكثير منها أنك لست قريبة السيدة بلانك وأنك ابنة رسام فقير عطفت عليه السيدة ليس إلا عمرك هو 15 سنة هل هذا يكفي أم أخبرك المزيد .
لم تصدم جيو فهو لم يكن بالحفلة ومع ذلك يعرف اسمها ومعلوماته صحيحة وربما كان يعلم أكثر قررت جيو مجاراته في لعبته لتعرف ماذا يريد منها فقالت :
حسنا كل ما قلته صحيح ياسيد ليون . والآن أخبرني ماذا تريد .
تأملها ليون بسخرية من رأسها لكنها توقف لحظة عند العقد الذي تضعه في رقبتها وكما لو أن بركان انفجر للتو صرخ :
من أين حصلت على هذا ؟
ثم شد على العقد بقسوة فخلصت نفسها منه وصرخت :
لا شأن لك أطلاقا من أين حصلت على العقد .
وحاولت الدخول لكنها سحبها من ذراعها بقسوة وأعادها لتواجهه وصرخ :
إذا لقد تجرأت وسرقته..
حاولت جيو أن تسحب ذراعها من يده لكنه كان يشد عليها بقسوة لدرجة أنها حسبت أن عظام ذراعها سستحطم فصرخت به :
من أنت لتتهمني بالسارقة وأسرق ماذا عقد مزيف .
ضحك بسخرية ثم قال :
اتدعين أنه عقد مزيف اتحسبين نفسك قادرة على خداعي اللعنة عليك .
فردت عليه وفد وصل غضبها لأوجه :
أنا لا اهتم أطلاقا لما تظن وسواء كان ثمينا أم لا فقد أعطتني أياه السيدة بلانك كهدية ولذا قد بات لي ولا يحق لغريب مثلك التدخل .
لمعت عينا ليون بغضب وصرخ قائلا :
ليس من حق أمي أطلاقا أهدائك عقدا أثريا كهذا أيتها المتشردة .
لم تسطع جيو استيعاب الحقيقة أن هذا الرجل ولد تلك السيدة لكنها صدقت الأمر على مضض فهو يشبهها كثيرا من الناحية الشكل أم الطباع فهو أنسان قاس لا يمتكل قلب بعكس أمه المرأة الودودة ، علق ليون قائلا عندما رأها صامتة :
أعلم أن امي تجد هواية أيواء المشردين ممتعة لكن مالم أتوقعه أن تتمكن فتاة مرتزقة مثلك من اقناعها بأعطاءك ذلك العقد الأثري ، في الحقيقية رغم أنك طفلة إلا أنك تتفنين فن النصب والاحتيال لدرجة كالمحترفين .
أرادت ضربه لكنه كان يمسك كلتا يديها بقوة فرفسته على رجله فشد على كلتا يديها بقوة وقال :
أيتها ال********************************ة فقالت تفصد أهانته :
أعلم لماذا تعطف أمك على المشردين أمثالي كما تقول لأن ابنها رجل من حجر لايعرف ما هي المشاعر والعواطف .
لمعت عيناه غضبا ثم قال متوعدا :
سأعلمك درسا لن تنسيه أبدا .
وجذبا بقسوة نحوه حتى أنها ارتمت على صدره ثم همس في أذنها :
قد تكونين طفلة لكنك محتالة وسأثبت لك الآن أني امتلك مشاعر .
عندها فهمت جيو نيته فقاومته بقوة لكنه تمكن منها وعانقها بفسوة ثم رماها فجأة وقال :
يكفيك هذا الدرس ، وتأكدي أنك بعد انتهاء هذا الحفقل ستكونين خارج القرية أنت ووالدك المحتال .
واستدار عائدا للحفلة وبقيت جيو وحدها تحاول استيعاب ما حصل تمنع دموعها من السقوط.
((الشجار العنيف ))
بعد انتهاء الحفل وبينما جيو تتوجه لغرفتها سمعت أصوات شجار عنيف بين السيدة بلانك وابنها
كيف تتجرأ القدوم إلى ورمي تلك الاتهامات الدنيئة في وجهي ؟ أخرج من هنا فورا . صرخت السيدة بلانك
هل تظنينين أن أخبارك العظيمة في أيواء المشردين لن تصلني كنت أتغاضى كل مرة لكن هذه المرة تجاوزت الحدود أمي . قال ليون ساخرا
أذا أنصحك أن تغادر فورا عد من حيث أتيت.
أنت لن تغفري لي ابدا خروجي عن سلطتك .، لكني لاأهتم جئت لهنا لأنهاء هذه المهزلة وستطردين تلك الساقطة والمحتال والدها ليس من هنا فحسب بل من القرية بأكملها وفورا .
عندما سمعت جيو وصف ليون لها بلغ الغضب بها أشده فاقتحمت الغرفة قائلة :
ومن سيعطيك هذه الفرصة أساسا أنا مغادرة و لكي لاتحسب نفسك نفذت أراداتك أحب أن أقول لك أني سعيدة بالتخلص من القذارة أمثالك .
أنك وقحة ولا أستغرب فبيئتك تدل على أخلاقك المنحطة . صرح ليون بغضب
ظهرت علامات الرجاء في عيون السيدة بلانك قائلة :
جيو أرجوك هل تركتنا .
لكن جيو تجاهلت السيدة وكانت من العند والتصميم بحيث قالت بسخرية:
أما أخلاقك أنت تفوق الوصف لدرجة دفعتك لمعانقتي ، أليس كذلك.
أحمر وجه ليون من الغضب وصرخت السيدة بلانك باستنكار :
ليون أنت متزوج ولديك طفلة بحق الله كيف تمكنت من القيام بهذا العمل المشين أنها في الخامس عشرة من العمر.
جاء دور جيو لتصرخ باستنكار وتقول :
متزوج لعنك الله .
أجاب ليون بغضب:
اسمعي أنت ،أنصحك أن لا تتمادي وإلا ..
يهددها لكنها لم تبالي وقاطعته قائلة بسخرية :
أم ماذا ياسيدي ، هل تنوي أعطائي دليل آخر على أخلاقك الرفيعة .
عندها انفجر ليون قائلا :
انصرفي من وجهي فورا ، وإلا اقسم أن اجعلك تندمين .
لم تستطع السيدة بلانك تصديق ما تعراه فصرخت قائلة بجيو :
اخرجي فورا جيو من هنا .
ذهلت جيو من تصرف السيدة بلانك معها وشعرت بالغضب والحزن معا فخرجت بعد أن قالت ساخرة :
سأترك لكم الساحة خالية أرجو أن تقضوا وقتا ممتعا .
وصفقت الباب بشدة ورائها ، عند دخولها غرفتها اعدن نفسها للمغادرة تاركة كل ما ابتاعته لها السيدة بلانك ورائها ، ونزلت بخفة ولكنها وجدت السيدة بلانك بانتظارها تتأملها بدهشة ثم قالت :
جيو ياابنتي دعيني اشرح لك الموقف .
ردت بغضب :
وما هو الذي ستشرحينه بالضبط سيدتي ، هل ستشرحين اخفاء عني حقيقة أن لديك ابن يظن أني سارقة ومبتزة أم ستشرحين لي موقفك ضدي قبل قليل ، اللعنة علي أن كنت باقية هنا لحظة سأذهب لأبي ولن يمنعني أحد أطلاقا .
صرخت السيدة قائلة :
لكن والدك ليس بالقرية بأكملها جيو فكيف ستذهبين إليه .
صعقت جيو وصرخت قائلة :
أنت تكذبين .
عندها قالت السيدة بحنان :
أتمنى ذلك ولكنها الحقيقة يا ابنتي .
ثارت جيو قائلة :
أنت خططت لذلك ، أنت جعلت والدي يرحل يالك من ماكرة .
قالت السيدة بنبرة مشفقة :
سأقص عليك كل شيء فقط امنحيني فرصة .
فردت جيو بغضب :
حسنا تكلمي الان .
فطلبت منها السيدة بلانك الدخول للمكتب للحديث بهدوء ودخلت جيو وهي في قمة غضبها والتفت للسيدة قائلة :
أين ذهب أبي بحق الله لابد أنك تعرفين .
فقالت السيدة :
في الواقع صغيرتي والداك رحل تخلى عنك ورحل وأنا أسفة لأبلغك هذا الأمر.
صرخت جيو ودموع القهر تملأ عينيها :
كاذبة أبي لن يفعلها أبدا .
عندها أخرجت السيدة من الدرج ورقة مطوية وقالت لها :
أقرئي هذه الرسالة من والداك وستفهمين الموقف وتعرفين صدق كلامي .
خطفت جيو الورقة من بين يدي السيدة التي قالت :
سأتركك لقراءاتها بروية .
فتحت جيو الرسالة الت كانت مختصرة وفد ميزت خط والداها جيدا حيث كتب :
ابنتي جيو عند ما تقرأين الرسالة سأكون بعيدا جدا وأنا أسف لأني تركتك بهذه الطريقة ولكني أريد لك الأفضل وحياتك معي كانت سيئة للغاية لم أستطع بها أن اؤمن ابسط متطلباتتك وبصراحة وجدت أن اهتمام ورعاية السيدة بلانك لك سيعوضك عما لم أستطع أن أوفره لك كأب صالح وفي الختام أتمنى لك السعادة وكوني على ثقة أن السيدة بلانك ستعوضك عن كل شيء بحنانها وحبها الشديد لك
أبوك الحبيب تيودور
روزبان .
مزقت جيو الرسالة بعنف وصرخت :
كيف تفعل هذا بي أكرهك أكرهك .
فتحت السيدة بلانك الباب وقالت :
جيو لاتلومي والدك أطلاقا لأن لديه سببا قويا لما فعل .
ثارت جيو بوجه السيدة بلانك وقالت :
وأنت سعيدة أليس كذلك لقد أقنعت والدي أنه أب سيء ودفعته للرحيل عني لذلك طلب أبي إلي أن أقيم لديك كي يهرب بسهولة ويتركني وكنت أنا من الغباء بحيث صدقت كذبه علي عندما قال أن فتاة مثلي يجب أن تبقى في مكان آمن ومنزلك فيه الأمان أكثر من الكوخ خاصة أن والدي يتأخر بالعودة يا آلهي كم كنت حمقاء ، لكني أحب أن أقول لك أني راحلة من هنا ولتذهبي أنت للجحيم .
اندفعت خارجة والسيدة بأثرها تصرخ :
جيو والدك كان يموت لذلك رحل .
تجمدت جيو عن الحركة عندما سمعت ما قالته السيدة والتفت إليها وصرخت :
مستحيل لايمكن .
قولي أنك تمزحين ليس أبي لمذا ... وتحشرج صوتها فجأة وغطت وجهها بيديها وأخذت تنتحب بالبكاء بينما اكتفت السيدة بلف ذراعيها حولها وهمس كلمات مهدئة بحنان قائلة :
والداك رجل شجاع وأب رائع لم يرد لك إلا أن تكوني سعيدة وكان حزنك سيجعل حالته أسوأ جيو ، لقد وعدته بعدم أطلاعك إلا في الوقت المناسب لكن جيو أصرارك على الرحيل دفعني لقول الحقيقة لك كنت أتمنى أن لا أخبرك بهذه الطريقة . بينما السيدة بلانك تحاول التخفيف كانت جيو تستعيد ملامح وجه والداها المتعبة الآن اتضح كل شيء كان يعاني بصمت دون أن يسمح لها ان تشاركه المعاناة حتى ، صرخت فجأة :
أبي. وعادت للبكاء بمرارة .
****************************
بعد مضي اسبوعان من معرفة جيو بالخبر وكانت لا تزال تقيم تحت سقف منزل السيدة بلانك لأنها ارتأت لأن هذه رغبة والداها الذي انقطعت أخباره عنها تماما ، رغم أنها كانت تسأل السيدة بلانك عن أي أخبار عنه لكن السيدة بلانك قالت لها بشفقة على وضعها :
عزيزتي عندما نسمع خبرا عنه فسيكون هذا يوم مشؤوم لذا كوني ممتنة أن أخباره لم تصلنا بعد . منذ علمه بمرض والداها المميت انقلب حال جيو أصبحت هادئة وكئيبة رغم أن السيدة بلانك قامت بالمستحيل لأخراجها من هذه الحالة لكن جيو بقيت على وضعها وكان حزنها أشد بسب بعدها عن والداها .
وفي احد الأيام رن جرس الهاتف فردت عليه جيو لتسمع صوتا ساخرا يقول :
هل أصبحت والدتي تتعبك بالرد على الهاتف . عرفت أنه ليون وقررت عدم الرد عليه ووبدلا من ذلك أغلقت السماعة في وجهه . ليرن جرس الهاتف مجددا وبالحاح لكن هذه المرة ردت بات التي هرعت لمنادة سيدتها التي قالت لليون :
ماذا هناك الآن ما الذي تريده .
تلك الوقحة التي تؤوينها أغلقت سماعة الهاتف في
وجهي . صرخ ليون محتدا بالجهة الأخرى .
تنهدت السيدة بلانك وقالت :
حسنا ليون دع جيو وشأنها الآن قل فقط ما لديك .
لا سأكون ملعونا أن تركت الموضوع ، هذا الفتاة يجب أن تعرف قيمتها في المنزل وسأكون سعيدا بجعلها تعرف قيمتها .
ليون جيو من شأني وليست من شأنك هل تسمع ثم لا بد أنها اغلقت السماعة في وجهك لسبب وجيه
ليس غريبا عليك أن تقفي في صف تلك المتشردة ولكن أمي أقسم أن أقضي على تلك الهواية لديك وأرمي تلك الفتاة خارج القرية كلها .
لا نفع من الحديث معك ليون إذا كان هذا سبب اتصالك فأنك أضعت وقتك الثمين لكل أسف . ردت السيدة بلانك ساخرة
في الواقع سبب اتصالي هو أني سأحضر زوجتي ودورا للأقامة معك أمي .
ومتى قررت ذلك أم أنك تحسب أن لا وجود لي وتتصرف على هواك .
حسنا أظن ان زوجتي وابنتي أولى بالعيش هنا من تلك السافلة . قال ليون بغضب
أكره أن أخيب أملك ليون ولكني لن أقبل بوجود تلك المرأة تحت سقف منزلي أطلاقا إذا كنت تبحث عن مكان للاستجمام فخذ زوجتك إلى أي مكان بعيد عني هل فهمت . وأغلقت السيدة بلانك السماعة بعنف قاطعة الحديث بينما كانت جيو تنظر بدهشة للسيدة بلانك التي خاطبت جيو قائلة :
أعلم ما تفكرين به ،لكن زوجة ابني فاسقة من الدرجة الأولى ولا يمكن بأي حال أن أقبل وجودها تحت سقف منزلي أطلاقا .
علقت جيو قائلة بصرامة :
هذا ليس من شأني سيدتي .
وتركت المكان وغادرت
*********************************************
(((جرأة أم وقاحة )))
عندما كانت جيو تتمشى بالحديقة أحست بنظرات مصوبة نحوها فالتفت ولم تدهش من رؤية ليون أمامها يحملق بها بغضب مكتوم في عينيه فتهكمت قائلة :
شرف عظيم لنا زيارتك سيدي .
تقدم ليون نحوها بخطوات ثابتة ثم توقف على بعد خطوات قليلة منها وقال :
زيارة لا أعتقد فهذا منزلي كما تعلمين .
علقت جيو بسخرية :
غريبة كنت أظنه منزل والدتك .
ثار ليون وأكمل تقدمه وأمسك بها من كتفيها بقسوة لكن جيو لم تأبه ونظرت له بتحدي ثم قال :
أسمعي أنت ....
لم يكمل كلامه فصراخ طفلة حاد قطع عليه كلامه :
أنت لست أمي لا أريد رؤيتك ابتعدي .
عندها تركها ليون وتوجه نحو مصدر الصوت أثار تصرفه الفضول في نفسها فتبعته بخفة لتصاب بدهشة لما رأته فقد كان ليون يحمل بين ذراعيه بحنان وعطف طفلة صغيرة خمنت جيو أنها في الخامسة أو السادسة من العمر وسمعته يهمس للسيدة الواقفة قربه :
أعتقد أنك متعبة من عناء السفر قليلا كارين .
فثارت المدعوة كارين في وجه ليون قائلة :
إنها قليلة التهذيب ويجب أن تجلد ليون ولن أسمح لها أن تفلت من العقاب ليون أنك تفسدها .
توقعت جيو أن يحتد ليون ويوقف السيدة التي تيقنت جيو أنها زوجته عند حدها لكنه بدل من ذلك أنزل طفلته على الأرض بروية وقال :
دورا جدتك متشوقة للقائك اسبقيني للمنزل فأنا متأكد أنك لا تريدين أن يفوتك طعام باتريشيا الشهي .
استجابت دورا لطب والداها وركضت بحماس نحو المنزل وعند اختفاء طفلته مد ليون ذراعه نحو زوجته وسحبها بهدوء خلفه واختفى رويدا رويدا عن الأنظار ، وجيو واقفة بصمت تحاول الوصول لتفسير لما رأته الآن
أمي هذه زوجتي كارين وابنتي دورا سبق ورأيتها . قال ليون بحزم وهو يعرف والدته على زوجته
حدقت أمه بازدراء بزوجته ثم قالت :
إذا تحاول فرض رأيك علي ليون أليس كذلك .
تنهد ليون ثم قال :
أمي نتحدث لاحقا لابد أوصل كارين لغرفتها .
سدت السيدة بلانك الطريق عليه وقالت :
لن يكون حديث قد أتقبل وجود حفيدتي لكن لن أقبل أبدا بوجود هذه المرأة .
ثارت كارين وخاطبت ليون باحتقار قائلة :
أقسم ليون إذا لم تجعل تلك ال********************************ة تعتذر عما قالته فستندم أشد الندم .
الموقف كان متفجر واكتفى الجميع بما فيهم جيو بمراقبة ما يحدث أما ليون فكان يتمالك أعصابه بمشقة وحاول تهدئة الأمر بقوله :
أمي كارين متعبة وأرى أن نؤجل المنقاشة فيما بعد
ليس هناك ما يناقش أخرج زوجتك من هنا الآن ليون وكلما أسرعت كلما كان ذلك أفضل .
صرخ ليون غاضبا :
أمي هذا يكفي أرجوك لا تزيد الأمر سوء اً أنا لم تعط كارين فرصة لليون ليكمل كلامه وهجمت على السيدة بلانك فجأة تريد أذيتها لولا منع ليون لها بقوة لكانت نالت منها جيو فزعت مما رأت و هرعت تساعد ليون بأبعاد كارين عن السيدة بلانك التي كانت قد جنت بعد ذلك سحب ليون كارين من ذراعها جارا إياها خلفه ونحى والدته عن طريقه وهو يدخل كارين المنزل .
******************************
ستخرج من هنا وأنت معها وخذ ابنتك أيضا . أعلنت السيدة بلانك بغضب لليون وأمام الخدم وجيو
وأنا أقول زوجتي أحق بالبقاء هنا من تلك المتشردة الحمراء . قال ليون مزدريا جيو بنظراته
أنا هنا سيدة هذا المنزل وأنا من يقرر وأقلها لا تتهجم علي جيو مثل تلك الحثالة التي تزوجتها . قالت السيدة بلانك غاضبة
حسناأنت من أهنتها فلا تلومي سوى نفسك . علق ليون قائلا ولقد سئمت من مناقشة هذا الأمر علنا لذا أعتقد علينا الدخول للمكتب أمي .أضاف بروية
قلت ستخرج والآن ليون . صرخت بليون غاضبة
حسنا ولكن قبل ذلك لابد أن تسمعيني وفي المكتب عندها سأفعل ما تقولين . قال ليون مستسلما
وافقت السيدة بلانك بعد تفكير وانسحب ليون والسيدة من الصالة ودلفا للمكتب وانفض الجمع ولم يبق سوى جيو التي كانت تفكر بصوت مرتفع قائلة :
أي جنون هذا .
تنهد ليون ثم قال بروية :
حسنا أمي ستخرج لكن قبل ذلك يجب أن نتحدث على انفراد بعدها إذا صممت على رأيك سنرحل اليوم ، اتفقنا .
صمتت السيدة بلانك مفكرة ثم قالت :
حسنا ليون موافقة . دخلت السيدة بلانك مع ابنها غرفة المكتب وانفض الجميع عدا جيو التي فكرت :
هناك لغز ما لا بد أن تحله.
******************************
انقلاب رأي السيدة بلانك المفاجىء بعد خحديثها مع ليون صدم جيو بشدة فقد خرجت وطلبت من باتريشيا قائلة :
منذ اليوم أنت مسؤولة عن خدمة زوجة ابني وعليك أن تفومي بكل ماتطلبه منك .
لم يبدو على باتريشيا الرضا على قرار السيدة بلانك لكنها مع ذلك هزت رأسها موافقة ولم تعلق على شيء
ومضت الأيام وكارين تلازم غرفتها لاتخرج إلا فيما ندر وطلباتها تلبى على وجه السرعة أما ابنتها دورا فقد عقدت مع جيو صداقة وأصبحت نلازم جيو في كل مكان تذهب إليه كظلها وفي يوم من الأيام بينما كانت جيو تعلم دورا الرسم دخل ليون الغرفة وحال ما رأته دورا رطضت نحوه لتريه ما رسمت غير أن ليون علق ببرود على ما رسمت ابنته :
جميل والأن أذهبي فلوسي اعدت لك الطعام .
خرجت دورا من الغرفة بمرح بينما ذهب ليون ليغلق الباب جيدا وحدج جيو بنظرات غاضبة ثم قال معلقا :
أتمنى يا أنسة مستقبلا أن تحيكي ألاعيبك القذرة بعيد عن ابنتي .
علقت جيو ببرود قائلة :
بما أنك تفوم بدورك كأب بصورة رائعة لابنتك فلا أظن أن ابنتك ستقع في ألاعيبي كما تحب أن تسميها .
هددها ليون قائلا :
مختصر القول لو أنك اقتربت من طفلتي ثانية فلن أرحمك أبدا .
وخرج من الغرفة تاركا جيو تغلي من الغضب .
عند حلول وقت الغذاء نزلت كارين لأول مرة لتنضم لهم على نفس المائدة وكان ليون يصب جل اهتمامه على راحتها وتلبية جميع طلباتها التي لاتنتهي أما السيدة بلانك وجيو اكتفيتا بتناول طعامهما بصمت متجاهلين مزاج كارين الذي لايطاق ثم فجأة وجهت كارين ملاحظة جارحة لجيو قائلة :
منذ متى يتناول المتسولين معنا الطعام. طار صواب جيو فردت قائلة :
أن أكون متسولة أفضل مئة مرة من أكون أنسان عديم الأخلاق لاتطاق مثلك سيدتي .
استفزت كارين فقلبت صحون المائدة على الأرض وأخذت توجه كلاما بذيئا لجيو ما دفع ليون ليسحب زوجته من ذراعها ويأخذها خارج المنزل .

بعد تلك المشكلة طلبت السيدة بلانك من جيو عدم أثارة المشاكل قائلة بحزم :
سأعتبر أني اتحدث مع فتاة واعية لن تعود لافتعال أي مشكلة مع كارين ثانية مفهوم .

وافقت جيو على مضض أكراما للسيدة بلانك فحسب لكن قبل انصرافها قالت :
أعلمك أني سأرحل من هنا نهاية الأسبوع سيدة بلانك .
علقت السيدة بلانك قائة:
ربما عليك التريث قليلا جيو ، سينتهي هذا الأمر قريبا .
لكن جيو قالت :
المسألة لاتتعلق بزوجة ليون بل بي فأنا أريد أن استقل بحياتي كما يجب .
قالت السيدة بلانك :
لا زلت صغيرة جيو ثم أن والدك عهد بمسؤوليتك إلي ولا أظنك تغضبينه .
عندها قالت جيو بمرارة :
وأين هو أبي حتى أني لم أسمع عنه أي خبر منذ شهور .
تعاطفت السيدة بلانك معها قائلة :
أنه لأمر محزن ولا أدري ما أقول جيو لكن فقط أرجوك أن تصبري عديني بذلك .
وعدت جيو السيدة بلانك فهي بالنهاية لازالت لاتعرف كيف ستمضي بحياتها والأفضل حاليا البقاء هنا مع الحرص على تجنب كارين .
******************
بينما جيو تتحضر للنوم سمعت دقة على باب غرفتها فصرخت قائلة :
من .
فجاءها صوت دورا تقول :
جيو أنا خائفة أرجوك افتحي .

فتحت اباب بسرعة فرمت دورا نفسها بين ذراعي جيو التي احتضنت الطفلة وهدأت روعها قائلة :
لا بأس عليك الآن .
وضعتها جيو بسريرها وأخذت تشغلها عن خوفها برواية قصص مضحكة فنسيت الطفلة خوفها وضحكت واحتضنت جيو بحب قائلة :

ليت تكونين أمي فأنا أكره كارين .
فقالت جيو :
لكنها أمك ومن الأكيد أن تحبك .
فهزت الطفلة رأسها نافية بقولها :
لا أنها تكرهني وقد قالت لي أنها يوما ما ستقتلني .
ماذا ؟؟
صعقت جيو وصرخت بدهشة كيف يمكن لكارين أن تخيف ابنتها هكذا لابد أن هذه المرأة غير طبيعية أدرات وجها تتأمل دورا فوجدتها قد غرقت بانوم فغطتها جيدا ثم أطقأت الأنوار ونامت .
********
لم يعد ليون وكارين إلى المنزل منذ ثلاثة أيام في هذه الأيام توثقت علاقة جيو بدورا أكثر على الرغم من تحذير ليون لجيو لكن جيو تجاهلته
وعند المساء بينما كانت جيو تعلم دورا درس جديدا بالرسم اكتشفت أن دورا أسقطت مشاعرها اتجاها والداتها باللوحة فقد رسمتها غاضبة
ومعها مسدس ما أكد لها أن دورا فعلا لم تكن تتوهم أن أمها هددتها بالقتل فجأة سمعت صوت سيرة ليون في الخارج وما هي إلا لحظات حتى دخل ليون غرفة الجلوس وحده .
نظر ليون لجيو نظرة غاضبة بينما ركضت دورا لتري والداها الصورة التي رسمته فبد الذهول ثم الغضب واضحا على ليون ولكنه تمالك نفسه كفاية ليقول لابنته أن تذهب مع باتريشيا لتستعد للنوم أطاعت دورا وبقي كل من جيو وليون تعمدت جيو هذه المرة أن تجلس وتضفر بلا مبالاة أمام ليون الذي اتهمها قائلا :
أعتقد أن لديك تفسير لهذا .
وأشار للوحة بحقد .
صمتت جيو لكن ليون صرخ فيها قاتئلا :
لقد حذرتك من الاقتراب من ابنتي .
فردت جيو ساخرة :
نعم أعتقد أنك قلت لي شيء يشبه التحذير .
فقال غاضبا:
واخترت التجاهل
فأجابت جيو بثقة :
بكل تأكيد سيدي .
انفجر ليون فيها قائلا :
سأجعلك تدفعين غاليا ثمن وقاحتك .
فقالت :
ربما تسميها وقاحة لكني أفضل مصطلح جرأة .
وأضافت :
لا تدرك كم أنا سعيدة لغضبك .
عندها بلغ الغضب لديه أوجه وأمسك جيو بذراعيها وأوقفها وهزها بقسوة لكن جيو رغم شعورها بالألم رفضت أن تظهره بعدها دفعها عنه بقسوة وقال :
هذا جزاء بسيط على وقاحتك ولا زال التحذير قائما للمرة الأخيرة ابعدي مخالبك عن ابنتي .
فردت بسخرية :
في كل الأحوال أنت لديك موهبة رائعة باتهامي فلذا لن أبالي بتحذيرك أطلاقا خاصة أنك مقصر اتجاه ابنتك .

زأر ليون في وجهها قائلا :
من أنت لتقولي لي كيف أربي ابنتي .
فردت جيو متهكمة :
بما أنك لاتربيها أساسا فأظن أني لا استطيع أن أقول لك كيف تربيها .
بدا ليون على وشك أن يضربها لجرأتها في الحديث معه في هذه الطريقة لكن دخول السيدة بلانك فجأة منعه من ذلك فنظر كل منهما اتجاهها كان وجهها يبدو عليها آمارات الحزن فأحست جيو بأمر سيء فسألت قائلة :
أبي هل ..........
فردت السيدة بأسف والدموع في عينيها ::
أجل أنا آسفة حقا جيو لقد مات
عندها أحست جيو أنها تدخل في عتمة وفقدت الوعي
مرت الجنازة على جيو ببطء شديد لم تكن تعرف بها شعورها أن كان حزن أم رثاء للنفس لأنها لم تكن مع والداها أم ألم أم ذهول مما يحدث لم تغادر جيو غرفتها منذ وفاة والداها كانت غارقة بحزنها لدرجة أنها لم تسمع طرقات على الباب لكنها رأت الباب يفتح ويدخل ليون فنظرت له بغضب وفالت بفظاظة :
أطن أنك تريد التأكد من رحيلي لا تقلق سأنزل بعد قليل لأعلم السيدة عن رغبتي بالرحيل .
جلس ليون على كرسي قريب ثم قال بهدوء :
كان الله في عوني عليك كم أنت عنيدة
قالت جيو بنبرة يائسة :
هل لك أن تتركني فلا كلام بيننا .
تجاهل ليون طلبها وقال بهدوء :
لكني لدي كلام معك .
فقالت جيو بحزم :
لكني راحلة اليوم .
تنهد ليون قليلا ثم قال :
هل تحسبين أن والداتي ستسمح لك بالمغادرة .
وقفت جيو وفتحت باب الغرفة ثم قالت :
أظنه شأني .مشى ليون نحوها وقال وهو يغلق الباب:
ستبقين هنا لكن بشروط تناسبك .
قالت متحدية :
ومن قرر هذا ؟ أنت
أجاب ليون بهدوء :
أنا وأمي في الواقع أريد أن تعتني بدورا فأنا أرى أنها متعلقة بك كثيرة هذا بعد موافقتك طبعا وبذلك لاتجدين ببقاءك هنا عبئا .
ردت جيو بسخرية :
أنت تريد مني الأعتناء بابنتك وقبل أيام ...
قاطعها قائلا :
أنسي كل ما حصل في الواقع تسرعت .
فردت عليه قائلة :
أسفة لن أبقى هنا وسأغادر اليوم في الظهيرة .
انسحب ليون وقبل أن يخرج قال :
سأعتبر أنك لم ترفضي رفضا قاطعا وأنا واثق أنك ستعيدين النظر خاصة أن لا مكان تذهبين إليه إلا أذا فضلت الذهاب للملاجىء الخاصة بالأيتام .
تدته من جديد قائلة :
هل هذا تهديد .
رد ليون :
لا أنه واقع الحال ليس إلا .
ثم خرج .
**************
حملقت السيدة بلانك بجيو وهي واقفة أمامها تحمل حقيبة ثيباها التي جاءت بها للمرة الأولى هنا ثم علقت بصدمة :
جيو لست جادة .
قبل أن ترد جيو جاء صوت ليون يقول :
جيو ستبقى هنا أمي ولو مرغمة .
ثارت جيو من عجرفة ليون وردت بعصبية قائلة :
لا تكن واثقا أيها السيد لأني مغادرة فورا وتوجهت صوب الباب لكن ليوون وقف في وجهها وقال :
ولو من أجل دورا .
علقت بلا مبالاة :
أنت والدها أنت أدرى بصالحها وواثقة ان من السهل أن تجد حلا .
والآن ابتعد عن طريقي .
فالت السيدة بلانك :
جيو أنا أظن أننا يجب أن نتحدث .
رفضت جيو الأذعان وقالت مهددة :
إذا لم تبتعد عن طريقي .
فقاطعها ليون قائلا :
ما ذا ستفعلين أحب أن أعرف .
فغيرت طريقتها بالكلام قائلة :
أنا استغرب منك قبل أيام كنت متشوقا لرمي خارجا هل تريد أن تقنعني أنك مستعد برمي ابنتك تحت رحمتي .
ابتسم ليون ثم سحب ثم أدار جيو نحو المكتب وقال :
نتحدث وأن بقيت مصرة سأوصلك بنفسي هل اتفقنا .
وهل هذا وعد . قالت جيو
نعم وعد قاطع والآن هل تسمحين. قال ليون مشيرا للمكتب
حسنا ودخلت المكتب ولحقها .
*******************
حل الصمت بضع دقائق ثم سألت جيو ساخرة :
هل هذا هو الحديث الهام ؟
تأملها ليون ثم قال :
هل اكتسبت طبعك ناري من شعرك الأحمر هذا ؟
لاأظن أنك أتيت بي هنا لنتحدث عن شعري .
حدق بها ليون برهة ثم قال :
أتعلمين أن شعرك الأحمر هذا يجعلك تتمتعين بجاذبية خاصة.
عندها انفجرت جيو غاضبة وقالت :
هذا يكفي سأغادر الآن .
غير أنه ابتسم وقال :
وكيف تقترحين المغادرة .
شعرت جيو أن وراء بسمته الخبيثة هذه أمر غير مريح
عندها قال بثقة :
في الواقع جيو يجب أن تضعي برأسك أن مغادرتك من هنا هي من المحال هذا أولا وثانيا .
صرخت في وجهه جيو مقاطعة : ثانيا أذهب للجحيم .
عندها ضحك ليون ما زاد من عصبية جيو لدرجة أنها تقدمت نحوه بنية ضربه لكن ليون أدرك نيتها فمنعها من صفعه ممسكا يدها بقسوة باللحظة الأخيرة وقال محذرا :
لآ تظني نفسك قادرة على صفعي .
وترك يدها ثم أضاف :
يا لك من فتاة عنيدة
مهما كان الأمر سأغادر ولا تحسب نفسك قادر على منعي . قالت جيو
فرد عليها ليون بثقة :
سأكون سعيدا جدا بأثبات صدق كلامي .
وماذا يعني هذا هل ستسجنني . قالت جيو بعصبية ظاهرة
جلس ليون واضعا ساق على ساق ثم قال بلطف :
سأقنعك وحسب الست بحاجة للمال .
وأن كنت
قاطعها ليون قائلا :
دعيني أنهي كلامي ثم بعد ذلك أرفضي أو اقبلي .
أجابت جيو وهي تظهر حنقها منه :
تفضل .
فأجاب :
أحتاج خدمتك لشهر واحد فقط كمربيةأو رفيقة لدورا وفي المقابل سأدفع لك مبلغا جيد وليس هذا فحسب بل سأؤمن لك عمل تعتاشين منه بعد نهاية الشهر ما قولك .
استفسرت جيو بريبة :
ولماذا تريديني لشهر فقط بالذات وأنت ..
قاطعها ليون بتذمر:
ستعودين لهذا مجددا حسنا يافتاة أمامك العرض اقبليه أو ارفضيه وسأكون ملعونا إذاأرضيت فضولك المزعج هذا .
صمتت جيو تفكر العرض لا بأس به وعلى أي حال مستقبلها مجهول وليون يقدم لها فرصة جيدة لتؤمن مستقبلها بعيدا عن الخطر الذي قد يواجهها فيما لو غادرت ثم هي تستطيع التعامل مع دورا فجأة لم تعد تهتم لماذا غير ليون رأيه خاصة أنها لن تقبل ضيافة السيد بلانك مهما حاولت معها إذا عرض ليون هو الأنسب قطع عليها تفكيرها قول ليون بانزعاج :
هل حللت تلك المسألة المعقدة ؟ نعم أم لا أريد ردا واضحا .
ابتسمت جيو ما جعل ليون يطيل النظر إليها وكأنه يراها للمرة الأولى ثم قالت :
نعم أوافق على عرضك بكل سرور .
ومدت يدها نحوه لتصافحه لكن ليون كان يفكر بطريقة مختلفة كان ضائعا في تلك العيون الخضراء المتقدة التي امتدت ابتسامتها إليها وظهر فيهم لمعان دافئ فمد يده شدها نحوفمه ليلثمه برقة ويرفع رأسه ليتأملهابسرور ثم يقول والبسمة تضىء وجهه :
هكذا اتفقنا .
شعرت جيو لأول مرة بالرعب لأنها رأت الآن ليون مختلف ليون تخاف من أن تقترب منه أكثر فسحبت يدها منه على عجل لكنها بحركتها هذه تعثرت لتقع أرضابقوة ما جعل ليون يركع مسرعا نحوها ويقول مؤنبا بمزاح :
يا لك من طفلة متسرعة كان عليك أن تنتبهي هل تأذيت دعيني أساعدك على النهوض .
حال ما وضع ليون يده على ذراعها ليساعدها أرادات أن تحتج لكن قبل أن تحتج سمعت صراخ هستيري حاد:
أيها ال******************************** السافل لذلك تعمدت أبعادي . عرفت على الفور أنها كارين زوجة ليون التي يبدو دخلت الغرفة تريد مفاجأة زوجها لكنها فسرت الأمور على غير حقيقتها نهض ليون وحاول تهدئة زوجته لكنها كانت ثائرة لدرجة أنها صفعته بقوة أمام ذهول جيو مما يحدث .
************************************************** ********** *********************
انتظرت جيو حتى أغرق المنزل بالصمت واصبح الجميع في أسرتهم لحسن حظها أنهم ينامون في ساعة مبكرة مثل التاسعة مساء في هذا المنزل حملت حقيبتها وتسللت خلسة نازلة منه إلى غرفة الجلوس وبينما هي تضع يدها على مقبض الباب فوجئت بظل يخرج من غرفة الجلوس كادت تصرخ لولا أن صاحب الظل تكلم قائلا :
لا تكوني غبية وتقدمين على الصراخ .
عرفت على الفور ليون فقالت تحاول لفت نظره عما كانت تنويه :
هل تصالحت مع زوجتك ؟ سيد بلانك .
فأشار عليها بالدخول لمكتب ثم قال :
تعالي سنتكلم في الداخل فلا يمكن أن نخاطر أن يسمعنا أحد .
لأنها لا تريد أن يحقق معها حول مسألة محاولة الهرب أطاعته .
أنار ضوء المكتب ثم جلس ودعا جيو لتجلس فجلست ثم قال :
خيبت أملي فيك ظننتك شجاعة فإذا بك حمقاء جبانة .
صرخت جيو به قائلة وهي تهب واقفة :
من اعطاك الحق أن تهينيني بهذه الطريقة أنت يا ........
قاطعها قائلا :
أخفضي صوتك فجميع من في المنزل نيام .
فقالت ساخرة :
وزوجتك
زجرها ليون قائلا :
لا علاقة لك بزوجتي فلا تظني أنك قادرة عن تحويل مسار النقاش حولي لأنسى فعلتك الجبانة .
فاض الكيل بجيو فتكلمت بهدوء يكمن فيه الغضب :
اسمع ياهذا لقد سئمت كل ما يحدث حولي هذا البيت بيت مجانين لاشك ولن أبقى هنا لأرى نفسي مستهدفة من زوجتك غير الطبيعية تلك .
لمع في عيني ليون مشاعر الغضب ووقف وتقدم نحو جيو التي شعرت ببعض الخوف من مظهره فحاولت الهرب لكنه تمكن منها وأمسك بذراعها بشدة حتى كادت تشعر أن ذراعها ستتحطم ثم قال:
لست أدري ماذا سمعت عن زوجتي او ربما فضولك القاتل دفعك لنبش الحقيقة حول سلوك كارين لكن هذا لن يمنعني من أبقاءك هنا ستبقين كمرافقة لدورا لقد وعدت وسألزمك بوعدك فلن أسمح لأحد حتى لوكانت فأرة صغيرة مثلك أن تخدعني هل كلامي مفهوم .
عندها قالت جيو بغضب :
أنك خنزير قذر وأنا أكرهك .
نزع ليون ذراعه عن يدها وقال وقد خف غضبه قليلا :
أذهبي لغرفتك ، وكوني على ثقة أني لا أتساهل أبدا في أمور العمل .
في البداية رغبت جيو أن تتحداه وترفض المغادرة لكنها وجدت أن لا نفع أطلاقا من ذلك التحدي فقررت المغادرة لكنها ألقت عليه نظرة أزدراء وغادرت .
***********************
بقيت جيو مع دورا وكان ليون يتعمد إلهاء كارين بأي طريقة عن وجودها سواء بالخروج معها أو الأنزواء بهاأو التغزل بها لكن هذا لم يمنع كارين من توجيه بعض الملاحظات المسيئة خاصة عن أصل جيو لكن جيو كانت تتعمد للتجاهل رغم أنها كانت تتوق ليقافها عند حدها الوحيدة التي كانت راضية في ذلك البيت هي دورا والتي قفزت فرحا عندما قال والداها لها أن جيو ستكون مرافقتها الخاصة منذ الآن المشاكل لم تكن تحدث خاصة بوجود ليون إلى ان جاء اضطر ليون للعودة للعاصمة بعمل طارىء وأوصى جيو قبل ذاهبه أن تبتعد عن كاترين قدر الأمكان في ذلك خرجت السيدة بلانك من المنزل في زيارة لأحد صديقاتها مصطحبة معها باتريشيا وطبعا لم يكن هنالك أحد في البيت حتى كاتي حفيدة باتريشيا خرجت لأحضار لوازم ضرورية وكانت دورا وجيو في الغرفة كالعادة ودورا تقوم برسم لوحة لحصان رأته ثم فجاة رن جرس الهاتف مما جعل جيو تترك دورا وحيدة لتجيب وكان المتصل أحد معارف السيدة بلانك وقد طالت المكالمة زيادة مع حال وضع جيو السماعة إذا بها تسمع صراخ حاد فصعدت إلى الغرفة على الفور لتجد دورا تصرخ في وجه والداتها قائلة :
أكرهك أتمنى ان تموتي
لحظتها بلغ غضب كارين اوجه فصفعت دورا بقسوة ماجعل الفتاة تنفجر بالبكاء عندها اندفعت جيو وقفت في وجه كارين قائلة بغضب بالغ : :أي نوع من الأمهات أنت كيف تتجراين على فعل هذا ابنتك ايتها المتوحشة
ارتمت دورا بحضن جيو وقالت وهي تبكي :
لقد مزقت لوحتي وحطمت أدوات الرسم
عندها انفجرت كارين وقالت موجهة كلامها بغضب لابنتها وهي تتقدم نحوها :
سأعرف كيف أؤدبك ستعتذرين الآن عن وفاحتك وإلا سو ف تندمين .
بينما صرخت دورا بخوف وهي تحتمي خلف جيو :
لاتدعيها تؤذيني أرجوك
عندها قالت جيو تهدد كارين :
اقتربي منها وسوف أجعلك تندمين .
ثار غضب كارين أكثر وقالت :
أيتها ال***** من أنت لتحدثيني بهذه الطريقة
وهجمت على جيو بوحشية تنوي خنقها للحظة لم تتمكن جيو من الخلاص من كارين وشعرت أنها ستموت لكنها لا تعرف كيف جاءتها القوة ودفعت كارين عنها قبل أن تغيب عن الوعي من هول الصدمة .
*********************************
شعرت جيو بأنها تتأرجح بشدة لدرجة ان أكتافها كادتا أن يخلعا من مكانهما وسمعت صراخ وكلام جراح من بعيد ففتحت عينيها ببطء لتحدق بوجه غاضب وتقول وهي تضع يدها على رأسها :
ماذا جرى ؟.
فسمعت صوت ليون يهدر بأذنها :
ولك الجرأة لتسألي بعد أن قتلت زوجتي أيتها المتشردة القذرة ما كان علي أطلاقا أن أثق بك
عندها استجمعت جيو قواها وسحبت نفسها بقوة منه وقالت :
أنت لا شك مجنون لتتهمني هي من حاولت .........
لكن ليون لم يعطها الفرصة للتابع قبض على كتفيها وصرخ بها قائلا:
لا زلت تكذبين سأجعلك عبرة لمن لايعتبر أيتها الفاجرة .
وهزها من جديد لكن بطريقة أقسى من السابق لدرجة أنها صرخت :
دعني وشأني
التاريخ يعيد نفسه
لكنه لم يتوقف وسمعت نفس الصوت يقول لكن بغضب اقل :
استيقظي أيتها الغبية
ففنحت عينيها لتجد نفسها أمام نفس الشخص لكنه أكبر بالعمر الآن ورويدا رويدا تذكرت أنها ليس في منزل السيدة بلانك بل في منزل باتريك غرايفن فوقفت بثبات وسحبت نفسها من ذراعيه ثم سألت قائلة :
هل عثرت على ابنتك .
لكن ليون الذي كان بمزاج أسود أجابها بفظاظة :
ليس من شأنك اللعين .
فظهرت على شفتيها بسمة ساخرة وقالت :
معك حق لابد أنك تخشى أن أحاول قتل ابنتك خاصة أن لدي سجل اجرامي سابق .
عندها صرخ بها ليون غاضبا مشيرا للباب:
أخرجي من هنا قبل أن أقوم بعمل أندم عليه.
لحظات وأطل باتريك قائلا :
ليون هل تتكرم وتوصل الأنسة روزبان لمنزلها فأنا في الحقيقية مضطر للذهاب للمطار لاستقبال ليزا .
قبل أن يرد ليون قالت جيو بتهكم :
لا داعي لأرهاق الكونت فيكفي ما عاناه الليلية فقط أطلب لي سيارة أجرة سيد غرايفن وأنا .
لكن باتريك رفض بشدة قائلا :
لا تكوني سخيفة فدورا لن تستطيع الهرب لأي مكان خاصة بعد الحالة التي وجدناها فيها ويستطيع بكل تأكيد ليون إيصالك أليس كذلك.
لم يكن يسأل بقدر ما كان يحاول أحراج ليون ليقبل فقال ليون متذمرا بعصبية :
حسنا باتريك كسبت لكن إياك أن تكرر ثانية معي هذا الموقف .
ابتسم باتريك ابتسامة عريضة وقال :
كنت واثق من كرم أخلاقك وداعا كي لا أتأخر .
حال ماتأكدت جيو من خروج باتريك تحركت بسرعة تنوي الخروج غير أن ليون استوقفها قائلا :
إلى أين تحسبين نفسك ذاهبة .
فقالت جيو بغضب يماثل غضبه :
لن توصلني سيدي الكونت ضع هذا في رأسك .
عندها اشتعل ليون غضبا وقال لها :
مشكلتي في هذه اللحظة أني لست جاهزا لألاعيبك الشريرة لذلك سأقرن القول بالفعل لأريح رأسي .لم تدرك جيو نيته بسرعة إلا عندما وجدت نفسها محمولة فوق كتفيه كأنها كيس من البطاطا فصرخت قائلة بغضب :
أنزلني وإلا ستندم .
لكن ليون تجاهل صراخها ما دفعها لعض في كتفه فصرخ فآلمته عندها توعدها قائلا :
ستدفعين ثمن هذا أيضا يبدو أن وقت حسابك حان ثقي بي.
فضربتها بيديها وركلته لكنه تمكن منها ثم دفعها نحو سيارته بعنف وعندما صعد ووحاولت الخروج وجدت الباب مقفل آليا فآمرته بغضب :
دعني أخرج لا أريد أي شيء منك أيها الوغد .
لكن ليون تجاهلها وقال :
أخرسي وإلا سأجد طريقة أخرسها بك .
فتحدته جيو قائلة :
أي شيء تفعله لن يخرسني أيها الكونت الساقط .
عندها لمعت عيني ليون بغضب وشدها نحوه بقسوة قائلا :
حتى ولا هذا .......
لم تكن جيو متحضرة لعناقه القاسي الذي حطم عظامها قاصدا به أهانتها ولم تتمكن من الخلاص منه ولسبب ما شعرت بضعف بسيط بدء يتسلل إليها ما جعلها تشعر باهانة اعظم
وعندما حررها صرخت به قائلة :
لن أسامحك على هذا أبدا
فرد بتهكم :
كذلك أنا لم أسامحك أطلاقا على فعلتك وهذا ليس سوى جزء يسير من حسابك القديم لي .
ثم شغل المحرك وفال لها :
والان العنوان وأنصحك أن تعطيني العنوان الصحيح لكي تتخلصي مني بسرعة وأتخلص منك إلا إذا كنت تكرهين مفارقتي .
تميزت جيو غضبا لكنها عادت وفكرت لماذا تجعله يتمتع بأغضابها لما لاتقلب عليه الطاولة وتحاربه بأسلوبه ابتسمت ابتسامة مصطنعة ثم قالت بدلال :
كيف أطيق مفارقتك وأنت ستكون زوجي وسأتمتع كثيرا بكوني كونتيسة .
عندها انفجر ليون بها قائلا :
الجحيم أقرب لك من هذا .
فأضافت جيو ساخرة :
إذا كان معك سيكون جنة
فصرخ بها ليون قائلا : هل ستعطيني العنوان أم
فأجبت متظاهرة بالخوف :
بالتأكيد فيجب أن يعرف زوج مستقبل عنوان زوجته المقبلة
شعرته جيو أنه سيخنقها فأحست بالرضا على الأقل ردت على تصرفاته الدنيئة معها منذ التقيا كما يجب ثم قررت الأكتفاء بهذا الان وأعطته العنوان .
هل أكل القط لسانك. سأل ليون بسخرية بعد أن مضى عليها وقت وهي صامتة لكنها تجاهلته ولم تجب فجأة أوقف السيارة على جانب الطريق ما جعل جيو تصدم رأسها فصرخت به قائلة :
هل جننت ؟
فرد بسخرية :
تستحقين ذلك فأنا لا أسمح لحد أن يتجاهلني خاصةواحدة مثلك .
فعلقت جيو بتهكم :
تعني مجرمة مثلي هذا بدل أن تكون راضيا لأني خلصتك وابنتك من زوجتك المجنونة تلك .
لم يتمالك ليو نفسه فرفع يده وصفعها على وجهها بقسوة ما جعلها تصرخ من المفاجأة أكثر من الألم اشتد حنقها وصرخت :
كيف تجرأ انت
لكنها قاطعها قائلا :
كلمة زيادة وتجدين نفسك على قارعة الطريق روزبان .
ودت جيو لو تخنقه بيديها فهذه أو ل مرة تتلقى صفعة ومن من ذلك الرجل الكريه . لم يتركها ليون وشأنها بل سألها قائلا :
ما ذا كنت تطمحين بتقدمك للأعلان .
أجابته قائلة بعنف :
كنت أطمح لشيء مختلف لكن الآن أطمح أن لا ارى وجهك أطلاقا .
أنك تتمعين بموهبة عالية في أثارة غضبي يبدو أنك لا تتعلمين بسهولة ستجيبين أم اجعلك تفعلين ذلك مرغمة .
ليس قبل أن تعتذر . تحدته جيو مجددا .
أعتذر لمن لك . قال بازدراء
نعم وإذا كنت تظن أني لن انتقم منك على ضربي فأنك تكون مخطئا جدا . قالت بعنف
تتنتقمين مني أنا أنت هل تعتبرين نفسك ندا لي وأضاف بغضب :
سأعطيك فرصة أخيرة لماذا استجدبت للأعلان وأنصحك أن لاتراوغي .
أصرت جيو على موقفها لن تسمح له ان يهزمها :
لن أجيب قبل الأعتذار .
أسود وجه ليون من الغضب وكاد أن يهزها بقسوة لولا أن هاتفه المحمول رن بتلك اللحظة فتركها ورد على الهاتف قائلا :
ماذا هناك باتريك .
وظهر جليا الغضب بأجابة ليون :
هل تتصل بي لأخباري هذا الأمر الآن لابد أنك فقدت عقلك حسنا .
ثم بعدها أغلق الهاتف وقال ساخرا :
يبدو أنك محظوظة يا أنسة أفلتي من قبضتي هذه المرة .
فردت عليه جيو :
تستطيع القول أني أفلت من قبضتك للأبد .
فأجاب قائلا :
لا أحب أن أخيب أملك لكن للأسف فررت أن استبدل عرض الزواج بعودتك للعمل لدي كمرافقة لدورا فأنا في النهاية لا يمكن لي الزواج بمتشردة مثلك .
هذه الأهانة جعلت جيو تفقد أعصابها لكنها تمالكتها عند آخر لحظة وقالت :
أستطيع أن أخبرك بوضوح إلى الجحيم أنت وعرضك هذا .
فضحك ليون وقال :
لا زالت لديك تلك الروح المنتقدة لكني أكثر من قادر على أخمادها صدقيني وأنا متأكد انك ستوافقين حتى لو مرغمة فأناعلى يقين أنك بحاجة ماسة للمال .
ثم علق بسخرية منها النقاش :
اليس عجيبا أن يعيد التاريخ نفسه يا حمرائي النارية .
وأدار المحرك متابعا سيره .

 
 

 

عرض البوم صور كحيلة العين M  
قديم 16-05-08, 08:24 PM   المشاركة رقم: 200
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 73660
المشاركات: 299
الجنس أنثى
معدل التقييم: كحيلة العين M عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 11

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كحيلة العين M غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الأمل الدائم المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

((((((( حرب من نار وجليد (((((((((
حال ما توقف ليون بسيارته خارجة العمارة التي تقيم بها التفتت إليه وقالت بفظاظة :
وداعا وأتمنى ان تنسى اننا التقينا كما سأفعل أنا .
للكنها عندما حاولت فتح الباب وجدته مغلق فاستدارات اليه مجددا وقالت بتطلب :
افتح الباب
فابتسم ليون بسخرية وقال :
إذا ترجيتني فعلت .
عندها صاحت جيو بوجهه قائلة :
لا بد أنك تهذي .
وأضافت مهددة :
أفتح الباب قبل أن اصرخ وأقيم الدنيا على راسك .
أجابها بلا مبالاة :
جربي الترجي وأفتح الباب
فاض الكيل بجيو هذا اللئيم يحاول أن يذلها فركت يديها وحاولت لكمه على وجهه لكنه تفادى الضرب بسهولة وكبل يديها على الفور بقسوة وثبتها فلم تعد قادرة على الحركة لكن غضبها كان يزداد اشتعالا فصرخت مجددا به :
ايها الوغد قد تكون مسرورا بأظهار قوتك على أثنى ضعيفة لكن هذا يجعلك مجرد الأخلاق بنظري
ضحك ليون ساخرا وقال :
جيو أنت بكل تأكيد يمكن ان تكوني كل شيء عدا انثى ضعيفة وما يحدث لك عليك ان تلومي نفسك فحسب عليه .
غيرت جيو من طريقة كلامها المحتد معه وقالت :
هل ستظل تحتجزني طوال الوقت .
تنهد ليون ثم قال وهو يتركها :
هذا ليس الرجاء الذي كنت أريده لكن سأقبل به هذه المرة ثم أضاف بقسوة وهو يفتح القفل الالي :
أغربي عن وجهي أيتها الشقية .
أطاعته جيو وخرجت بسرعة دون حتى ان تلقى نظر للوراء عليه بينما هدر صوت محرك السيارة بقوة وانطلق ليون .
************************************************** ********** ********************
. كانت الساعة تقارب الثالثة صباحا عندما ولجت جيو على داخل المنزل وأضاءت غرفة الجلوس لقد مرت بها أحداث مفاجأة فمن كان يتوقع أن يكون العريس ليس سوى ليون بلانك يا لسخرية القدر لحظات وسمعت باب الشقة يفتح ودخلت آيمي التي ألقت عليها نظرة استغراب ثم قالت :
إذا عدت أليس الوقت مبكرا على العودة جيو .
قابلت نظرتها جيو بنظرة جليدية ثم قالت :
أليس الأحرى بك أن تقولي هذا الكلام لنفسك .
غيرت آيمي الحديث وقالت :
على فكرة يجب أن تدفعي نصيبك من آيجار الشقة فلا اظن السيد يونك يصبر عليك .
هذه مصيبة آخرى فهي قد خسرت عملها والنقود التي معها لاتكفي لدفع نصيبها في أيجار الشقة .
فقالت جيو :
اسمعي آيمي ألا تقدرين ...
قاطعتها ايمي بابتسامة هازئة :
أه لا بالتأكيد جيو لا استطيع أن اداينك المبلغ لكن في الواقع غاري قد يفعل إذا عدت إليه .
عندها قالت جيو غاضبة :
لن أطلب أي مال من غاري فقد انتهى كل شيء بينا هذه مسالة منتهية .
فقالت آيمي بسخرية:
في هذه الحال ليس أمامك سوى الطلب من عريسك المحترم أن يدفع عنك التزاماتك واظنه سيفعل ذلك برحابة صدر .
فأجابت جيو :
لن أتزوج .
ضحكت آيمي ما أزعج ثم قالت متظاهرة بالشفقة :
كان عليك من البداية أن تسمعي نصيحيتي ها أنت خسرتي كل شيء غاري ووظيفتك أوذلك الأعلان السخيف على كل حال إذا اعتذرت لغاري .
لم تعتد تحتمل جيو وصرخت بآيمي :
اسمعي آيمي ضع ذلك في عقلك الغبي لن اعود لغاري حتى لو سكنت في الشارع كالمتشردين والآن أنا متعبة وأريد النوم .
وادارت ظهرها لايمي التي قالت بغضب :
عنيدة ومغفلة أن أحسن شيء حصل لغاري هو خلاصه منك وانصحك أن تهيئي نفسك للمبيت في الشوراع كالمتشردين .
كان رد جيو أن اغلقت الباب بعنف خلفها ورمت نفسها على السرير بتعب وقالت لنفسها :
يجب أن اتصرف بسرعة وتذكرت عرض ليون وتردد في عقلها صوته وهو يقول :
أنا أكيد من موافقتك لأنك بحاجة ماسة للمال .
يبدو أن عليها أن تعيد النظر لكن كيف تعمل كمرافقة لابنته من جديد ففي المرة الماضية اتهمها بأنها قتلت زوجته فماذا تكون التهمة القادمة لديه أخير ا عزمت قرار على رفض أن تكون لها أي علاقة بليون بلانك .
*********************************************
استيقظت جيو مبكرة رغم أنها كانت متعبة لكن قلقها من وضعها الحالم يدعها تنام ، عندما دخلت غرفة الجلوس كانت آيمي مرتدية ثيابها وتتحضر لللخروج وقتها رن الهاتف فردت عليه آيمي ورمت السماعة لجيو قائلة بنوع من الحسد:
يبدو أنك تصعدين نحو القمة بسرعة باتريك غرايفن ضربة موفقة جيو .
أخذت جيو السماعة بغيظ وخرجت آيمي ثقالت جيو :
نعم ماذا هنالك ؟
فرد عليها باتريك :
صباح الخير جيو كيف حالك ؟
قالت جيو باختصار :
ماذا لديك سيد غرايفن فأنا في الواقع مشغولة .
فضحك باتريك وقال بجدية :
في الواقع جيو عندما أخبرت ليزا عنك وجدتك شخصية مسلية ووهي بشوق للتعرف عليك فما رأيك أن نمر عليك لاصطحابك .
اشتد غضب جيو وقالت له :
أسمع سيد غرايفن لما لاتأخذ خطيبتك لفليم سنيما مسلي أنا واثقة أنه سيكون مسليا أكثر مني .
رد باتريك بلطف :
أوه أنت مخطئة باستنتاجك فأنا قصدت أن ليزا تراك مناسبة لليون وهي متشوقة لمصادقتك ليس إلا هذا
لايعني أنها تجدك موضوع للتندر على الأطلاق لذا خخففي قليلا من ثورتك التي لا داعي لها .
ردت عليه جيو بهدوء مصطنع :
لأكون واضحة غذا كان السيد بلانك يعتقد أنه عن طريقك سيجعلني اوافق على عرضه بأن اكون مرافقة لابنته فأنه مخطىء اتمنى أن تقول له أن أفضل الموت على قبول عرضه والآن مع السلامة .
وأغلقت السماعة بعد أن سمعت باتريك ينادي قائلا :
جيو ماذا تقولين.
**************************************

رن جرس الباب فذهبت جيو لتفتح لتفاجأ بغاري واقف أمامها ماجعلها تعبس في وجهه وتقول :
ما ذا تريد ؟
فأجاب :
هل يمكن أن أدخل جيو لدي قليلا هناك امر مهم أريد أن اتحدث معك به .
فأجابت وهي واقفة في مكانها :
قل ما لديك .
جيو لاتكوني قاسية ثم هل تخشين من شيء ما انسيت أننا كنا سنتزوج . قال غاري برجاء
فأجابت جيو :
انت تضيع وقتك كنت تظن أني سأعود إليك فلا بد أنك مجنون .
جيو لم آتي لأجل هذا لقد سمعت انك في ورطة وأنا
صرخت جيو بحدة :
اللعنة فعلتها آيمي كان يجب أن اعلم انها تجد صعوبة في أبقاء فمها مغلقا .
ابتسم غاري ولأول مرة تشعر جيو بالأشمئزاز من ابتسامته وبدأت تتساءل مالذي دهاها لتوافق على الزواج منه يا له من منافق مثير للأزدراء قال غاري بتململ :
حسنا جيو ماذا قررت ستدعني للدخول أم ماذا .
تنهدت بملل وقالت :
اسمع غاري لا أدري ماذا تحاول أن تفعل لكن لم يعد هناك أي شيء يربطنا .
قال غاري برقة زائفة :
حتى صداقتنا .
فقالت :
لم يكن بيننا صداقة وإذا كنت تذكر خطبتني منذ اول لقاء بييننا وهذا يدل بوضوح أننا لانعرف بعضنا كاصدقاء كما تدعي اطلاقا .
حسنا جيو لا زلت غاضبة كان علي أن أعلم أنك تحبين النفاق والكذب فلا أقول لك نتائج مشروعك الأحمق ذاك بل امتدحه وأثني على تلك الفكرة بشدة على الأقل لم تكوني ستفسخي الخطبة وقتها . قال غاري بغضب لا يخلو من السخرية
تمالكت جيو أعصابها ثم قالت بنبرة باردة :
أعتقد انه حان موعد انصرافك غاري مع السلامة . وحاولت أن تغلق الباب غير ان غاري منعها ودفعها إلى الدخول ودخل فصرخت به :
اخرج فورا من منزلي وإلا طلبت لك الشرطة .
لا تكوني هستيرية جيو قلت لك ليس في نيتي اغتصابك أو ايذائك . قال غاري بحزم
حسنا أنا لا اريد أن اسمعك غاري لذا وفر عليك كل هذا التعب واخرج . تأملها بوقاحة ثم قال :
لكني أملك حلا مناسبا لكل مشاكلك جيو ولكي أثبت لك أني صديق جيد فلقد عثرت على وظيفة محترمة تستطيعين به دفع أيجار الشقة .
ولماذا تتعب نفسك بي . قالت بشك
مشكلتك جيو أنك لا تثقين بي اطلاقا وأنا لا افهم السبب خاصة وأننا...
قاطعته جيو قائلة بقوة :
لاشيء لاشيء بيننا حتى عندما كنا مخطوبان غاري فلا توهم نفسك.
حسنا لن نناقش مسألة خطوبتنا لنتكلم بشان الوظيفة موافقة .
صمتت جيو مفكرة ثم قالت :
حسنا لم لا ، ما هي تلك الوظيفة .
فاجاب :
الوظيفة نادلة في المطعم الذي في الفندق الذي اعمل به .
شعر أن جيو سترفض فقال لها :
وقبل أن ترفضي فكري جيدا بأسبوع ستستطعين دفع إيجار الشقة خاصة أن رواد الفندق من الطبقة العليا جيو والوظيفة بصراحة لا تعوض ما قولك .
صمتت جيو قليلا تفكر فوجدت أن الحل الذي قاله غاري مناسب فهزت رأسها بالموافقة
فتاة طيبة غيري ثيابك الان وهيا لتتعرفي على الوظيفة . قال غاري وابتسامة اقلقت جيو قليلا تظهر على وجهه لكنها تناست تلك الفكرة وذهبت لتغير ثيابها .
*************************
تجمدت جيو عند باب الفندق وقالت بقلق :
غاري غيرت رأيي لا أريد الوظيفة
فقال غاري محتجا :
هيا الآن جيو لا تكوني جبانة بالنسبة لفتاة شجاعة لا يليق هذا التصرف بك .
فقالت جيو بتررد :
لكن فندق الليالي الذهبية ليس أي فندق غاري أعني اني قد لا اتناسب مع .
أمسكها من يدها وسحبها خلفه وهو يقول :
هراء جيو فتاة مثلك هي الأنسب خاصة مع الثوب الأسود المخمل المثير الذي ترتدينه .
انت اصررت أنه سيجعلهم يقبلون بي أن ارتديته أنا لم أكن أريد ارتدائه على حال .
أنه رائع عليك . قال وهو يتاملها
إذا كنت ستبدأ فانسى امر تلك الوظيفة .
حسنا لنذهب . قال باستياء
*************************
دق غاري الباب فسمع صوت يقول له :
ادخل
فدخل يصطحب جيو معه وقال :
لقد احضرت جيو سيد نايل .
رفع الرجل رأسه عن الأوراق التي بين يديه ثم تأمل جيو بطريقة لم تعجبها وقال بانشراح :
أهنئك غاري أنها الفتاة المطلوبة تماما .
هل تعني أنني حصلت على الوظيفة ياسيد . قالت جيو باستغراب واستياء
فرد السيد نايل قائلا :
أنها لك منذ حدثنا غاري عنك فغاري موظف ثمين لدينا .
وكم ثمنه بالضبط ياسيد. قالت جيو متهكمة والغضب يلمع بعينيها .
فابتسم السيد نايل ابتسامة عريضة وقال :
جريئة أيضا سيكون ضيفنا مستمتعا الليلة لأبعد حد .
كلامه فجر شيئا مقلقا داخل جيو فسألت محتدة :
عفوا هل أنا نادلة لشخص محدد وما طبيعية وظيفة بالضبط .
فقال السيد نايل بدهشة :
نادلة غاري مالذي قلته لها ألم تقل لها ما وظيفتها هنا .
عندها اشتعل غضب جيو وقالت :
يبدو ان غاري يعاني صعوبة ما بالمسميات الوظيفية فهل لك أن تطلعني على طبيعة عملي سيد نايل .
غاري حاول ان يتدخل :
جيو في الأمر سوء فهم أنا .
اسكتته جيو قائلة:
أنا انتظر سيد نايل .
فحاول غاري :
دعني اشرح لجيو سيدي . لكن السيد نايل كان يراقب بدقة الموقف اعطى أشارة لغاري بالسكوت وقال :
الوظيفة بسطة يا أنسة لدينا هذا اليوم ضيف مهم ويجب أن توفري له الرفقة الممتعة .
فأجابت جيو بغضب ساخر:
وهل هو صغير لهذه الدرجة بحيث يحتاج لعناية فتاة مثلي .
دهش غاري وقال :
جيو ماذا تقولين الوظيفة محترمة .
اخرس غاري . صرخت جيو بحدة فيه ثم قالت :
بمعنى آخر سيد نايل تريد أن توظفني فتاة هوى أليس كذلك ؟ وبالطبع لااحتاج إلى أي أوراق لأن مؤهلات هذه الوظيفة موجودة لدي بجسدي .
بدا الغضب واضحا على السيد نايل الذي صرخ بها قائلا :
ولماذا تحتجين ألست أحدى صديقات غاري .
حولت جيو نظراتها الغاضبة نحو غاري وقالت :
اذا كانت هذه اللعبه القذرة لتنتقم مني أليس كذلك غاري .
فقال غاري :
سيدي لقد أوضحت لك ان جيو .
فقال السيد نايل بغضب :
ما أدراني أنك ستحضر طفلة صغيرة إلى هنا فصديقاتك السابقات لم يكن مثلها اطلاقاأخرجها الآن فورا من هنا .
قالت جيو بازدراء :
بكل سرور ولا تتعب نفسك وترافقيني غاري لكي تبقى سالما .
وخرجت لكن غاري تبعها وأمسكها من ذراعها وادراها بقسوة قائلا :
أيتها الغبية لم يكن ماقصده السيد نايل مافهمته .
حاولت جيو أن تتخلص منه فقالت صارخة :
اتركني وإلا أثرت فضيحة علنية .
فقال غاري :
لن اتركك قبل أن أوضح لك كل ما عليك هو الجلوس مع الضيف كمرافقة له بالسهرة هذا لا يعني يأي حال انك فتاة هوى لن يصل الأمر للفراش كما تحسبين .
سحبت نفسها منه وقالت ثائرة:
لا غاري سيان الأمر بالنسبة لي وأنا لن اكون من ذلك الصنف .
وحاولت المغادرة فحاول أمساكها لكنها صفعته بقسوة على وجهه ما جعله ينفجر غاضبا قائلا :
أيتها اللعينة سأجعلك تدفعين ثمن ذلك غاليا وتمكن من الأمساك به وحاول معانقتها غير أن صوتا بارد غاضب تدخل قائلا :
هذا أمر جميل جدا .
فالتفتا معا نحو الصوت لتصدم جيو بوجود ليون بلانك وبصحبته فتاة شقراء جميلة تذكرت جيو أنها رأتها سابقا بمكتب غرايفن حيث نظرت لها بازدراء
لم يكن ذلك يومها هكذا قالت جيو لنفسها بينما ليون ينظر بازدراء واحتقار نحوها لكنها لم تبالي وألقت عليه نظرة جليدية وكانت تهم بالنصراف لولا ان ليون قال :
أنتما الأثنان إلى مكتبي فورا .
تكلمت الشقراء المستاءة لأول مرة :
لكن ليون المسألة ليست مهمة أطلاقا اعني هذان شخصان راشدان ومسؤولان عن تصرفهما .
على أثر الضجة خرج السيد نايل من مكتبه وقال بدهشة :
أوه سيد بلانك لم نتوقع هذه الزيارة أطلاقا أنه لشرف عظيم اسمحي لي أن اعتذر عن سوء تصرف هذا الموظف وصديقته وأوكد لك انه سينال عقابه لكن هذا لايعني ان الفتاة ليست مسؤولة .
جيو كانت قد سأمت من الموقف كله وقالت :
انا ذاهبة وحاولت الأنصراف إلاأن ليون قبض على ذراعها بقسوة فنظرت له بغضب وقال للسيد نايل :
سيكون لي كلاما معك فيما بعد توم الىمكتبي أنت أيضا .
خاطب غاري باحتقار وقال لرفيقته :
أعذريني كاميل قليلا اهتم بها توم . وجر جيو خلفه كأنها عربة
اجاب السيد نايل :
حاضر سيدي
وتبعه غاري الذي كان وجهه اصفر من شدة الخوف و بعد أن اصبحا في مكتب ليون قال مخاطبا بقسوة غاري :
اسمع أنت هذا الفندق مكان عمل وعليك أن تحترم مكان عملك مثل تلك التصرفات المشينة أمر مرفوض وستعاقب عليه العقاب الملائم .
دافع غاري عن نفسه قائلا وهو يلقي بالائمة على جيو :
ليس الأمر كما تظن ياسيدي في الواقع هي من طاردتني فقد كنت مغفلا وخطبتها يوما ولأنها مفلسة لجأت علي وحاولت أن تغريني انظر إلى ثيابها للتأكد من صدق كلامي سيدي وفي النهاية أنا الرجل لكن هي الملامة سيدي أكثر .
جيو بقيت صامتة بينما بركان من الغضب يغلي داخلها كانت تريد أن ترى لأي حد سيصل ذلك النذل حتى يدافع نفسه وجه ليون نظرات حمزردية نحو ها لكن جيو اكتفت بالا ستدراة والجلوس متاظهرة ببرود الأعصاب مع أنها عكس ذلك فحتى لو دافعت عن نفسها فقد كون ليون فكرة مسبقة عنها لن يغيرها اطلاقا فلماذا تتعب نفسها وهي لم تركب أي ذنب وجه ليون كلامه لغاري قائلا :
لحسن حظك سأكتفي بتوجيه تنبيه لك هذه المرة في المرة القادمة لن اتوانى عن فصلك ثق بذلك وألان أغرب عن وجهي . خرج غاري وهو يشكر ليون بتزلف لدرجة ان جيو شعرت بحقد كبير عليه وبعد خروجه نهضت بنية الخروج إلا أن ليون قال لها بشدة :
إلى اين لم انتهي منك بعد .
اجابت بهدوء مع ابتسامة باردة :
لكن أنا انتهيت ولأني لست موظفة هنا فلا اعتقد انك ستفصلني من عملي .
سأفصل رأسك عن جسدك أيتها الحقيرة عديمة الأخلاق . قال ليون بثورة وانفعال .
هل ستفعل متشوقة لأراك تفعل سيدي الكونت . قالت بتهكم .
لو كنت تعرفين صالحك لخرست . قال ليون محذرا
بل لأني أعرف صالحي لن ابقى في هذا المكان المشبوه . قالت جيو بغضب هذه المرة وقد اشتعلت النار في عينيها
كيف تجرؤين على تشويه سمعة فندقي بهذه الطريقة . كان غضبه حارق ورافقه ضرب يده على مكتبه بقوة
أنا لا احاول تشويه سمعة فندقك لان سمعته سيئة في الحقيقة . دار ليون حول مكتبه بسرعة متوجها نحوها وقبض عليها من كتفيها وأوقفها بقسوة قائلا :
أيتها اللعينة لو تجرات وتفوهت بهذا الكلام فلن .
افلتت جيو منه بصعوبة وصرخت بوجهه :
في هذه الحال ماذا تسمي وظيفة مرافقة التي عرضها علي السيد نايل أم هذه الخدمات الجديدة مرجة لتناسب أذواق زبائك المنحطين أخلاقيا.
أنت تكذبين اللعنة عليك إذا كنت تظنين أنك تحمين نفسك بتلك الكذبة فكان عليك أن تخترعي افضل منها . اتهمها ليون قائلا
فضحكت جيو وقالت :
قد يناسبك أن تتهمني بالكذب لكني لن أسكت على ذلك وسأذهب الان لأكثر جرائد الفضائح انتشارا واكشف عما اعرف وسيكون من الممتع أن أرى وجهك بعدها عندما تنشر الجريدة عن نشاطاتكم الخاصة ببلياليكم الذهبية. قالت بسخرية وهمت بالخروج لكنها شدها من ذراعها مجددا وقال له مهددا :
لو كنت تكذبين سأخنقك بكلتا يدي هل تسمعين .
للأسف أن الحقيقية التي ستكتشفها بنفسك عندما تضغط على ذلك الجبان غاري ستحرمك من تنفيذ هذه الأمنية . تركها ليون وبدا أن غضبه قد خف قليلا ثم قال باستسلام :
لهتجتك تدل على أنك صادقة لقد كسبت هذه المرة حمرائي النارية .
تجاهلت كلامه قائلة ببرود :
هل يمكنني الآن الذهاب .
نظر إليها ليون لبرهة ثم سألها :
ما الذي اتى بك إلى هنا .
فأجابت بسخرية :
لقد هبطت علي ثروة وجدتها في مغارة علي بابا واصبحت فجأة من رواد هذا المكان .
تبا لك جيو توقفي عن السخرية بهذه الطريقة .
ليس قبل أن تعتذر سيد بلانك .
أعتذر عن ماذا .
فعادت للسخرية قائلة :
تعتذر عن ماذا سؤال صعب ليون أليس كذلك لأنك لم تتهمني قبل سنوات بقتل زوجتك رغم اني كنت احاول فقط انقاذ نفسي منها لأنها كانت ستقتلني وليس عن صفعك لي ونظرتك المتهمة قبل لي بأغراء ذلك الوغد لأن من فعل هذا ليس ليون بلانك العظيم اليس كذلك.
يا آلهي يافتاة لهذه الدرجة يهمك ذلك الاعتذار . قال بانهاك واضح
نعم لأني لا أحب أن يتهمني شخص كذبا وافتراء مطلق شخص . قالت بعزم
اتعلمين انك ناديتني ليون لأول مرة جيو الحمراء المذهلة . قال ليون وهو يبتسم برقة لم تعهدها جيو به فشعرت بقلبها يكاد يهوي واحمر وجهها ثم قالت بتلعثم:
أنا في الواقع أنا لم .
فجأة ترك ليون مكانه واقترب من جيو بهدوء وقال يسأل بلطف :
أنت ماذا جيو ؟
كان يقف قريبا جدا منها لخطوة واحدة و فكرت جيو بخجل وأنزلت رأسها فهم ليون مايعتريها من مشاعر فمد يده ليرفع رأسها برفق ثم نظر داخل عينيها وتأوه بشدة قائلا :
آه جيو أنك رائعة
لحظات وكان يحتويها بين ذراعيه ويعانقها بشغف هذه المرة شعرت جيو بصدمة ليس من تصرفه بل من نفسها لأنها كانت تستجيب لكن بحذر شعرت نفسها تغرق بهدوء لحظات وتصبح لا حول لها ولا قوة مرت أمامها صور الماضي الذي جمعها بليون عندما عانقها اول مرة وهي في الخامس عشرة من العمر كان متزوج هذه الذكرى جعلتها تعود لعقلها فدعته بغضب عنها قائلة :
اتركني من تحسب نفسك لتفعل هذا بي ؟
رفض ليون تركها بالبدايه لكن جيو عادت وصاحت به :
اتركني أيها اللعين أنك لا تختلف عن غاري .
غضب ليون ودفعها عنه بقسوة وصرخ قائلا :
كيف تجرؤئين على مقارنتي بذلك الحشرة .
التمعت دموع الغضب بعيني جيو لكنها منعتها بصعوبة من النزول وقالت ثائرة بشدة ثورته :
اقارنك أنك أسوا منه قلت لنفسك مادامت تسلي غاري ومادامت قدمت للعمل مرافقة للرجال القذرين لما لا اسلي نفسي بها أنا ايضا ثم أعود للجميلة كاميل التي هي من مستواك الاجتماعي وانسى أمر المتشردة الساقطة
هزها ليون بقسوة قائلا :
انت مجنونة لا تدركين ماتقولين .
سقطت دمعة من دموع الألم والحزن على وجهها رغما عنها وقالت :
أنا مجنونة لأني أرفض أن اكون سلعة في عالمك لها ثمن محدد تباع وتشترى بسهولة على الرغم مما سيحققه لي الأمر من رخاء العيش وترفه .
يا آلهي أنك تفقدين القديس صبره أغربي عن وجهي اللعنة عليك . تركها باشمئزاز
ظهر الحزن على وجهها لأول مرة تشعر أنها غبية لأنها تحافظ على مبادئها فحملت نفسها تنوي المغادرة غير ان ليون لحق بها وأداراها ليجد الدموع تملأ وجهها مسح الدموع بمنديله وقال بعد تنهد :
ماذا دهاك الآن جيو ساعة تكون كتلة من نار وساعة تتحولين كتلة من جليد وفي الحالتين تحاربيني .
قالت بضعف :
لا باس سيدي الكونت الأفضل أن اغادر فلا تشغل نفسك بتافهة مثلي .
هزها قليلا وقال لها :
أياك ان تقولي عن نفسك هذا جيو اطلاقا أين روحك القوية .
ابتسمت جيو ساخرة وقالت بيأس :
وماذا استفيد إذا كنت خسرت كل شيء بدء من والدي حتى السقف الذي سيأويني .
فقال لها ليون:
وما قولك بالذي يؤمن لك سقفا يؤويك .
أجابت جيو :
لا سيدي الكونت لن اعيد التجربة مهما حصل حتى لوعدت للتشرد لن اعمل كمرافقة لابنتك .
ضحك ليون وقال:
ومن تحدث عن الوظيفة .
فسألت جيو بحيرة :
ماذا تقصد .
فأجاب قائلا :
أنت ذكية وجميلة جيو ما قولك؟ أنا اعرض عليك الزواج تزوجيني جميلتي .

((( لأجل دورا )))
وقع طلب الزواج منها على جيو كان كالصاعقة لدرجة أنها تجمدت مكانها ثم مالبثت أن وقفت وحاولت أن تغادر لكن ليون وقف بطريقها وقال :
أي نوع من الردود هذا ألا تعرفين كلمة لا أو نعم .
نظرت أليه وقالت غاضبة :
هذا الرد هو الوحيد الذي ستحصل عليه .
أنا لاأمزح جيو تعالي دعينا ننقاش الأمر بطريقة موضوعية . قال ليون بهدوء
حسنا أنت طلبت هذا ليون تريد الرد ستحصل عليه . وبسرعة صفعته على وجهه بقسوة وقالت بسخرية :
ما قولك بهذا الرد .
جن جنون ليون من تصرف جيو ووقبض على ذراعها بقوة ولوها لدرجة كاد أن يحطمه وصرخ قائلا :
لماذا فعلت ذلك .
لم تظهر جيو ألمها وقالت متحدية :
لأنني أرفض أن اكون لعبة تعبث بها كما تحب أيها الكونت .
عن ماذا تتكلمين انا لاأفهم . واشتد ضغطه على ذراعها لدرجة أنها بدأت تشعر بشريان ذراعها تكاد تتقطع .
ليس صعبا أنت تريدين الزواج بي لتنقم مني ألم تقل أنك ستجعلني أسدد الحساب القديم وأفضل الطريقة هي الزواج بحيث أصبح تحت رحمتك.
ترك ليون ذراعها فأخذت تدلكها ونظر عليها بحقد لحظة ثم قال بغضب مكبوت :
أنتقم منك لابد أن عقلك مريض جيو .
إذا لماذا اصبحت تريد الزواج بي فجأة .
ابتسم هازئا وقال :
الجواب بسيط يا حمقاء لأجل دورا أم تراك نسيت أن هذا هوالغرض من الأعلان .
قالت جيو :
لا لم أنسى أطلاقا لكني لا أنسى أنك قلت أنك للن تتزوج بمتشردة مثلي لذا اعذرني أن كنت لاأصدقك ولن افعل .
دورا تعرف أني سأتزوجك . أعلن ليون باختصار
تعرف ماذا ؟ لا يمكن أن تكون اخبرتها . قالت بدهشة
في الواقع باتريك من فعل وهي تحمست للفكرة بشدة وقالت أنها ستكون مثال الفتاة الجيدة في حال أصبحتي زوجتي بل أنها مصرة بشدة على أن احضرك للمنزل . اضاف ليون
هذا لا يبرر عرضك .
وكأني اعرضي ان تشاركي بجريمة ماذا دهاك بحق السماء . صاح ليون بوجهها
علمتني تجربتي معك أن لااثق بك .
فهزء بكلامها قائلا :
الأصح ان تقولي لاتثقين بنفسك .
عندها قالت جيو بحدة :
هذا يكفي لن أتزوجك مهما فعلت .
وماذا عن مشروعك الخاص هل تدوسين عليه لمجرد أن فكرة الزواج بي تخيفك .
أنا لا أخاف منك .انكرت جيو وهي تشد على يديها بشدة
في هذه الحال لا يوجد تفسير سوى أنك تخافين لنقل من مشاعرك العارمة نحوي .
ها هذه نكت العام أن كنت احمل لك أي مشاعر فليس سوى مشاعر الشفقة .
حقا مشاعر الشفقة وهل كنت تشفيقين علي عندما تجاوبت معي في كل مرة عانقتك .
أوه أرجوك لا تبدأ بهذا لأنك لن تغير من قراري والخلاصة أني افضل حياة التشرد على ايقاعي نفسي بالفخ . قالت بنبرة قاسية
لكن ليون بدا متسليا وقال:
جيو دورا فعلا متعلقة بك وهي بحاجة لك بالنسبة لها تعتبرك ملهمتها هذا ما قالته هذا الصباح اعتبريها صفقة أنت تحقيقين ما تريدين وأنا اتخلص من مشاكل دورا التي لاتحصى ما قولك؟ هل ستفكرين على الأقل بالأمر عديني بذلك. وأمسك يديهها بلطف بين يديها نظرت لعينيه فوجدت به لطف وحنان كانت قد رأتهما منه قبل قليل فجأة فتح الباب ودخلت كاميل وقالت بدلال :
حبيبي ألا تظن أنك ..
لكنها لم تكمل وتسمرت نظرتها على ليون الذي كان يمسك يدي جيو
وبان الغضب بوضوح عليها باحمرار وجهها وقالت بعصبية :
ما هذا كيف تجرأين أنت يا..
حاولت جيو سحب يديها من ليون بعد فوات الأوان لكنه تمسك بها وزاد الأمر سوءا عندما أحاطها بذراعيه من خصرها الرقيق وقال مخاطب كاميل وابتسامة واسعة على وجهه :
كاميل من حسن حظك أنك أول المهنئين .
مهنيئن أعادت كاميل الكلمة وهي تجاهد لاستيعاب قصد ليون
فقال بفخر:
لقد وافقت جيو للتو على الزواج بي
الزواج أنت وهي قالت كاميل بطريقة مهينة
ولكن ماذا عنا . بينما ظهر الفزع على جيو من هول ما اعلنه ليون دون حتى أخذ رأيها وكأنها جاريته الوغد قالت من بين اسنانها بهمس
فأجاب ليون :
أنا واثق من عقلك الراجح كاميل فنحن لا مستقبل لنا على الأطلاق معا
صرخت كاميل بوجهه :
إذا كنت تتسلى بي
قال ليون بلا مبالاة :
إذا كنت تريدين رؤية الأمر من هذه الناحية فنعم
سأجعلك تدفع ثمن تلك الإهانة غاليا يا ليون ثق بذلك . قالت كاميل بغضب
حسنا غذا كنت تعرفين صالحك فلن تفعلي لأنك انت من سيخسر في النهاية
قذفته كاميل بأول شيء رأته على المكتب وكان كتاب لكنه تفاده بسرعة ثم خرجت بجنون صافقة الباب ورائها حال خروجه صرخت جيو به بعد أن ابتعدت عنه بسرعة :
لقد استغليتني للتخلص منها أنت شيطان رجيم .
ضحك ليون بنعومة ثم قال :
حقا هل هذا ما فهمته ، على كل حال لم تكن كاميل عقبة بالنسبة لي أطلاقا فلا تخدعي نفسك .
صرت جيو على أسنانها وقالت :
أنت كريه وقذر وأنا لا دخل لي بلعبتك هذه .
أدارت له ظهرها إلا أنه استوقفها قائلا :
انتظري لا زال هنالك غاري .
استدارات له واعلنت :
لا علاقة لي بغاري .
إذا كنت تكذبين عندما قلت عن وظيفة المرافقة تلك . قال يتعمد أغاظتها
أنت تعلم أني صادقة فلا تحاول التذاكي علي أيها الكونت .
في هذه الحال لابد من بقاءك لأجعله يعترف .
أيها المسكين لا تقل انك بحاجة لمساعدتي قالت جيو ساخرة
قليلا بوجودك سأستخرج الحقيقة منه بسرعة ماذا قلت هل تبقين ؟
تأملته بصمت ثم هزت رأسها موافقة فرفع السماعة وطلب من السكرتيرة استدعاء غاري على الفور ما هي إلا لحظات حتى كان غاري بين يدي ليون ونظرات الخوف والقلق لا تفارقه خاصة عندما راى جيو تجلس بهدوء وابتسامة ماكرة لاتفارق وجهه وقف ليون وتوجه قريبا من غاري ثم سلط نظراته عليه وقال :
اسمع غاري جيو اخبرتني بأمر خطير يحدث هنا ومن وراء ظهري فما تعليقك .
أنها كاذبة سيدي لقد اخبرتك أنها ليس سوى فتاة لعوب و .. نفى قائلا وهو يحاول التظاهر بالثقة
لم تقدر جيو على الصبر ووثبت نحوه تريد ضربه لكن ليون منعها قائلا لغاري:
هل أفهم أنك تتهم خطيبتي بالكذب غاري.
خطيبتك سيدي ردد الكلمات وقد اصفر وجه من الصدمة
هي وأشار نحوها واضاف بتلعثم :
ولكن كيف؟ ومتى ؟
عاد ليون للجلوس مكانه وقال وعينيه تلمعان ببريق الخبث:
في الواقع لقد طلبت من جيو ان تتحرى عن أمر كنت اشك فيه منذ زمن خاصة بعد أن اخبرتني انها كانت خطيبتك فاتفقت معها على نصب فخ لك بأن تحاول الاتصال بك والعودة لك وتوقعك بالكلام لكنك كنت مغفلا بطريقة لا تصدق وهرعت إليها وعرضت عليها الوظيفة القذرة التي كنت قد عرضتها علىصديقاتك السابقات وهكذا نالت منك ومن دعنا نقول السيد نايل كان كل شيء مخطط له حتى قدومي إلى هنا كان من ضمن الخطة والآن ماذا تقول . لم يعد لدى غاري أي طريقة يفلت بها من المصيدة التي نصبها له ليون ببراعة تعجبت جيو وأعجبت بنفس الوقت بمكر ذلك الرجل وسرععة بديهته لقد دفع غاري للأنهيار والأعتراف بكل شيء وفي الواقع اعترف غاري بكل الأمور المشبوهة التي كان يقوم بها بالأتفاق مع السيد نايل بالفندق من سهرات مشينة وغيرها المشبوهة إلى التلاعب بأموال الخزينة إلى والتزييف كله تمكن ليون من جعل غاري يعترف به بلحظات بينما جيو تحدق غير مصدقة ما يحدث ومحتقرة بنفس الوقت غاري يا آلهي كيف كانت ستكون حياتها لو تزوجته وهي التي كانت تقول أن ليون أسوأ منه أنه حثالة بعد ذلك جعل ليون غاري يقر على كل ما قاله بورقة ثم قال له بصرامة :
اعتبر نفسك موقوفا عن العمل لحين انتهاء التحقيق وسيكون لي تصرف آخر مع ذلك السافل توم.
بعد خروجه قال ليون لجيو وهويبتسم بامتنان :
علي ان اكون شاكرا لك فبمساعدتك تمكنت من كشف الفساد الذي يحدث في أحد أفضل فنادق المجموعة التي امتلكها كان تساوريني الظنون بأن شيء غير شريف يحدث هنا لكني لم أتمكن من كشفه إلا اليوم وذلك بفضلك .
للاداعي للشكر . قالت جيو وهي تحمر خجلا
لا زال لدي وقت طويل أمضيه هنا لذا سأطلب من السائق أن يوصلك لمنزلي فدورا بانتظارك على أحر من الجمر.
اتعني أنها تظن أني قادمة . قالت جيو متساءلة
بل متأكدة من قدومك و لا اظن أنك ستمتنعين عن زيارتها على الأقل . قال ليون بلطف
حسنالا بأس في الواقع لدي فضول لرؤية ما أصبحت عليه دورا .
فقال ليون مازحا :
اتمنى ان لايغمى عليك عند لقاءك بها فتكون دورا سببت لي مشكلة اخرى مع عروسي هذه المرة.
ثم سألها قائلا ونبرة الرجاء لاتخلو من صوته :
ستوافقين جيو أليس كذلك ؟
نعم . خرجت الموافقة منها دون تفكير كان من المفترض أن تقول له على الأقل سأفكر لكنها ورطت نفسها ووافقت لماذا كان هذا سؤال تخشى جيو حتى من طرحه على نفسها .
************************************************** *

عندما وصلت جيو لمنزل ليون أو بالأحرى قصر ليون بهرتها المناظر من حولها الحدائق الخضراء والبركة المصممة بطريقة إيطالية لكن أكثر ما جذبها في القصر كان تمثال خمنت أنه لآله يوناني على الأرجح كان تمثال مذهل من المرمر الأسود منتصب في منتصف حديقة صغيرة بقيت تحدق فيه لفترة طويلة تتملى بمعالمه حتى سمعت من خلفها صوت رقيق يقول :
ليون مغرم بآلهة اليونان .
التفت لتجد أمامها فتاة مذهلة شعرها كستنائي مقصوص بعناية وعيونها لونهم بين الأخضر والأزرق الفاتح أنفها دقيق وفمها صغير كانت قصيرة ومع ذلك فهذا زادها جاذبية رحبت بها الفتاة قائلة :
أنا ليزا خطيبة باتريك غرايفن كنت متشوقة للقائك ولو لم يتصل ليون ويخبرنا أنك قادمة لهنا لما تأخرت عن المجيء لك للتعرف عليك ، واسمحي لي أن اهنئك على خطوبتك لليون اعتقد أن هذا أروع خبر سمعته بحياتي .
ابتسمتت جيو بلطف ومدت يدها لتصفاح ليزا وقالت :
لي الشرف بالتعرف لك أنسة
لكنها قاطعتها: ليزا: لا تستخدمي الرسميات بيننا فأنا اكرهها بشدة جيو .
أنت فاتنة حقا جيو . قالت ليزا بسعادة
شكرا ليزا وأنا اظن أن باتريك محظوظ بارتباطه بك .
ضحكت ليزا بمرح وقالت :
أحب كثيرا أن تقولي هذا لباتريك عله يدرك قيمتي .
لكنه يحبك جدا .علقت جيو
اجابت ليزا :
أنا امزح فقط باتريك أروع رجل قابلته بحياتي .
والان هيا بنا لأعرفك على الحصان الأسود . أضافت ليزا بمرح
حصان أسود . قالت جيو باستغراب
اعني دورا فانا هكذا القبها .
أه فهمت . قالت جيو وابتسمت ابتسامة هادئة
دخلتا البيت لتجدا فتاة ذات شعر أسود طويل وعيون خضروان وهو الشبه الوحيد الذي اخذته عن امها أما تقاطيع وجهها فهي تشبه جدتها ولكنها طويلة كوالداها وقوامها حسن تأملت جيو بها كما تأملتها الفتاة بتردد ظهر بعينيها لبرهة ثم فجأة صاحت بفرح :
جيو هي أنت ستتزوجي والدي أنا لااحلم وركضت تعانق جيو بقوة حتى كادت تشعر جيو بالاختناق فابعدتها جيو قليلا :
هاي رويدك يافتاة ساختنق . ثم ضحكت لها بسعادة
أنا سعيدة سعيدة للغاية لا تتصوري فرحتي خاصة أن عنكبوت الأرملة السوداء رحلت عنا للأبد . علقت دورا بصوت عالي
عنكبوت الأرملة السوداء ! قالت جيو بدهشة
كاميل أعني لقد نجحت بطردها كانت كالعلقة . علقت دورا وعبست وهي تذكر اسمها
ماهذا ماذا دهاكم حصان أس وعنكبوت الأرملة السوداء وعلقة هل دخلت حديقة حيوانات ومختبرات حشرات اليس هذا منزل . علقت جيو باستغراب ومزاح فنفس الوقت
دورا لا يصح أن تصفي الناس بهذا الكلام .قالت ليزا ناصحة
ليزا كانت تلتصق بأبي حتى أني بدأت اشك أنها مصنوعة من غراء او ماشابه إضافة إلى انها شريرة لأبعد حد تصوري أنها قالت لأبي اني استحق الجلد ياجيو . قالت موجهة الشطر الأخير لجيو
كان ذلك لنك وضعت في غرفتها أفاعي صغيرة دورا .
وضحكت ليزا عندما تذكرت المنظر
أفاعي صغيرة لا عجب إذا ان يكون أغلب كلامك عن الحشرات والحيوانات ولكن كيف استطعت احضار الأفاعي حقا أنك جريئة . سألت جيو
ساعدني بن في الواقع .
بل قولي أنك سرقتها من عنده ولم يساعدك فبن شاب مهذب لايقوم بتصرفاتك دورا . قالت ليزا وهي تتظاهر بالغضب
لديك صديق يربي الأفاعي . علقت جيو باستغراب
بن لديه هواية في الواقع فهو يحب عمل دراسات وتجارب علىالحيوانات أنه ذكي ، على أي حال لم تكن تلك الأفاعي مؤذية فهي أفاعي الجنائن الخضراء لكنها كانت كافية لتصيب كاميل بالهستريا . قالت دورا تدافع عن نفسها
دراسات وتجارب هذا امر مثير كم عمره ؟ قالت جيو بفضول
في السادسة والعشرين .
قلت في السادسة والعشرين أليس كبيرا لكن لماذا لم يستفد من هوايته هذه بصورة اعني لماذا لم يصبح عالم . سألت جيو بحماس
لأنه إنسان غبي . أجابها صوت ميزته جيدا كان صوت باتريك
خالي لا اسمح لك أن تقول هذا عن بن . قالت دورا بغضب
كفاك احلاما يا دورا ذلك الفتى لا ينفع لشيء اوانصحك أن تقطعي علاقتك به قبل أن يأخذ بها علم والدك . قال باتتريك بحزم
احتجت ليزا برقة قائلة :
باتريك هيا الآن الشاب مهذب ولم يسىء لدورا بأي طريقة ولا يجوز أن تتكلم عنه هكذا حبيبي بل أنها اوقعته بمشاكل لا تعد ولا تحصى . قالت ليزا وهي تمد يدها لباتريك ليجلس جواراها
لأنه مغفل وليس غبي فحسب لو كان يفهم لا بتعد عن مثيرة المشاكل هذه ألوف الأميال لكنه يسمح له أن تحركه كما تريد. قال باتريك بجدية
ثارت دورا وقالت بعصبية وهي تصيح:
أنا أكرهكم اكرهكم جميعا أنتم أوغاد. وغادرت إلى غرفتها وهي غاضبة
ما كان يجب أن تثيرها بهذه الطريقة باتريك . قالت ليزا تلومه
هراء هذه الفتاة جهنم على الأرض ولا احسد ليون عليها اطلاقا . قال باتريك
لكني اعتقد ياسيد غرايفن أنك تقع في خطأ كبير عندما تصف دورا بهذه الطريقة . قالت جيو بثبات
أنت لاتعرفينها في البداية كنت اظن ان ليون يتعامل معها بقسوة حتى تبين لي خطاي اتعلمين أين وجدناها أنا وليون وقت ما هربت .
لا داعي لهذا الكلام الان باتريك ثم لاتنسى ان الفتاة لا أم لها . قالت ليزا تحاول ثني باتريك عن الكلام
لو كانت كارين حية لكانت المصيبة اكبر ليزا افضل شيء حصل لدورا وليون معا هو وفاة كارين . صعقت جيو فمن المفترض أن باتريك هو أخو كارين فكيف يقول ذلك عن اخته أي نوع الرجال هو كل تللك الأسئلة تفجرت في رأس جيو مرة واحدة فقالت هازئة وعينيها تلمعان بالغضب :
حقا اسمح لي أن اهنئك سيد غرايفن أنت مبدع بحفاظك على الروابط الأسرية لدرجة أنك تعتبر موت اختك رحمة لليون ولدورا هذا حقا يفوق الوصف .
انت فتاة غريبة حقا تدافعين عن اختي رغم ان ليون اتهمك بقتلها . شخر باتريك بسخرية
لأني اعتبر تصرفك يدل على انحطاط خلقي كيف تجرأ على الأساءة لأختك ألا تعلم بذلك أنك تسيء لنفسك قبل كل شيء كيف ستستطيع أن تحافظ على تماسك اسرتك في المستقبل إذا كنت تعيب اختك أمامي أنا الغريبة .
أنا اسيء لها أنت لا تعرفين شيئا ولو كنت تعرفين واحد بالمئة من الحقيقة لما تجرأت على الكلام معي بهذه الطريقة . قال باتريك بغضب ونهض مغادرا لكن ليزا حاولت اللحاق به غير انه توقف قليلا والتفت إليها وقال :
انصحك جيو أن تتسألي ليون عن الحقيقة فهو الوحيد الذي يحق له اخبارك عنها خاصة أذا اردت لزواجك أن يصمد ويستمر إساليه وعندها انا واثق أن ستعذرين عن كل كلمة قلتها لي بشدة . وغادر رغم محاولات ليزا معه أن يبقى لكنه غادر .
عادت ليزا والأحباط على وجهها واضح فقالت لها جيو :
أنا اسفة حقا لم اقصد لكن ........
ابتمت ليزا بتسامح وقالت :
لا بأس لاتشغلي بالك .
ولكن . قالت جيو بتردد
باتريك لم يقل ما قاله دون سبب قوي .
ماقصدك !؟ قالت جيو بدهشة
كما قال لك اسألي ليون هو وحده من يستطيع أن يجيبك .
ولكنك تعرفين .
أنا اعرف ولكن ليس الصورة كاملة صدقيني جيو الصورة الكاملة لدى ليون ولذلك لااستطيع أعطاءك انصاف حقائق . قالت ليزا
ثم أضافت :الآن أنا مضطرة للخروج فهل يمكن لك أن تبقي مع دورا . قالت ليزا وهي تنظر لساعتها
فأجابت جيو باتسامة هادئة :
بكل سرور .
(((8))))
اخبريني دورا كيف ألا زلت ترسمين ؟ سألت جيو
لا ، لم يعد لذلك معنى ؟ قالت دورا ببرود
وكانتا يجلسان بالحديقة الدائرية الصغيرة والتي تتوسطها نوع من الزهور غريبة اال كانت جيو ترتدي ثوبا صيفيا أصفر أم دورا فاكتفت باردتداء بنطال جينز باهت وبلوزة سوداء قصيرة مكشوفة الظهر وبلا اكمام
لكن لماذا دورا فأنت موهوبة ؟ قالت جيو مستنكرة
اتعلمين جيو اصبحت مملة لم اتصورك تغيرت لهذه الدرجة . قالت دورا بعصبية ونهضت لكن جيو لحقت بها وقالت لها :
هل أنت متأكدة اني أنا من تغيرت ألا تنظرين لنفسك الا تسألين نفسك لماذا تعيشين ما هو هدفك في الحياة كوني جادة دورا .
توقفت دورا عن السير وقالت بغضب وهي تواجه جيو :
اسمعي جيو السبب الوحيد الذي جعلني اشجع ابي على الزواج بك هو اني اريد اخراج كاميل من حياته بأي طريقة لذا عليك أن تكوني شاكرة لأني سأجعلك كونتيسة ولا تتدخلي أطلاقا بحياتي وكيف اعيش هل فهمت .
شخرت جيو بسخرية وقالت :
أنا حقا اشفق عليك دورا لأنك لاشيء بعد أن كنت موهوبة اصبحت لا شيء ووالداك انصب كل تفكيره فقط ان يحضر لك من تتفاهمين معها تهذب من تصرفاتك ولا يهم اطلاقا أن اصبحت شيئا في المستقبل في الواقع زواجي بوالدك ليس سوى وظيفة بالنسبة لي وانت اصبحت جزء من اعماله يواجه فيها مشكلة لذا عليه أن يجد الشخص الكفؤ لحل هذه المشكلة ووجدها في لكني دورا لا افكر بطريقته افكر بدورا الفتاة الموهوبة ذات النظرة العطوفة التي تستطيع أن تكون في المستقبل شيئا عظيم لقد اخبرني الكونت أني قد يغمى علي عندما أرى ما اصبحت عليه لكن أنا قوية واعرف أن دورا الحقيقة تحتاج الفرصة لتظهر فلماذا تدفينيها بقسوة دورا .
صفق دورا بسخرية وقالت :
لا زلت بارعة بالكلام لكن اريحي نفسك حياتي تعجبني كما هي وانصحك عندما تتزوجين والداي لا تحاولي الأيقاع بيني وبينه بنقل اخباري له وإلا ستندمين وسأجعله يرميك للشارع الذي أنت منه .
وتركتها لكن جيو امسكتها بيدها وقالت لها بقسوة :
دورا تأكدي عندما اريد إعادةتوجهيك فلن الجأ للكونت بل سأقوم بالمهمة بنفسي وثقي سأعيدك كما كنت رغما عن أنفك . ظهرت بوادر الثورة على وجه دورا وحاولت صفع جيو لكن جيو منعتها عنها باللحظة الأخيرة ودفعت ذراعها عنها فصرخت قائلة
:
حقيرة سأجعلك تدفعين الثمن على ما قلته لن أدع والدي يتزوجك .
فقالت جيو بهدوء وابتسامة ساخرة :
تكونين قدمتي لي خدمة سأشكرك عليها
هربت دورا والتفتت جيو تريد العودة لتواجة عينان عسليتان مبتسمتان لشاب صغير بالعشرينات من عمره صاحب شعرا بني فاتح الذي صفر ثم قال باعجاب :
الحصان الأسود في طريقه للترويض إذا اهنئك يا انسة قمت بعمل عظيم .
وجدت جيو نفسها تبتسم وتقول :
أظنك بن أليس كذلك ؟
انحنى بتهذيب ثم قال :
اخبرتك دورا عني في خدمتك يا انسة .
تفضل ياسيد
قاطعها قائلا :
بن دون رسميات ، أوه لا لن اتمكن في الواقع غامرت بالدخول الى هنا لذا يجب أن انصرف قبل حضور ملك الغابة ثم لدي عمل كثير.
ضحكت جيو وقالت :
هل تعني أنك متسلل ولكن كيف ؟
في وقت لا حق ربما يا أنسة ، علي المغادرة .
وهل تخشى الكونت لهذه الدرجة . علقت جيو بدهشة
لا أريد أن يأخذ عني فكرة سيئة على الأقل ليس الآن .
واختفى بسرعة من أمامها لكنه خرج هذه المرة من الباب لكنها لم تفهم ماذا يقصد بجملة على الأقل ليس الآن لايبدو أن لذلك الشاب نوايا سيئة في الأمر لغز ولا بد أن تعرفه .

 
 

 

عرض البوم صور كحيلة العين M  
 

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:44 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية