اسكني قلبي للأ بد
كان عمر لارا 14 عاما عندما همست في ادن صديقتها ماري"ا حب لوك هارو".
و كانت لارا قد احتفظت بالبوم خاص جمعت فيه كل الصور والمقالات التي تمكنت من قصها من المجلات والجرائد عندما كان لوك لاعب التنس العالمي في اوج مجده في دورة ويمبلدون ورولان غاروس.حتى هانها علقت في خزانتها خلف الملابس صورة كبيرة له تتاملهاكلمابدلت ملابسها لانه بالنسبة لها رمز السحر و الجمال بطول قامته و جسده الرياضي و لونه البرونزي و شعره اللماع.
لكن الحظ تخلى فجاة عن لوك هارو بعد حادث مريع دهب ضحيته والده ورافقته فضيحة كبيرة جعلت كل المعجبين به والمعجبات يتخلون عنه ايضا.كلهم ما عدا لارا,لارا التي قررت ان تقوم بمبادرة نحوه, فارسلت له صورة التقطتها لها صديقتها في حديقة المنزل,كتبت عليها"لوك,انا احبك".
هده حركة جريئة طبعا,فلارا كانت تريد ان تثبت له ان هناك على الاقل شخصا يفكر به.لكنها بالتاكيد,لم تحصل على رد و هدا ما احزنها في البداية. ثم صار عمرها16 عاما ثم18 عاما...وظلت الصورة الكبيرة خلف ملابسها في الخزانة, لكنها لم تعد وحدها,اصبح الى جانبها صورة اخرى لبوغارت واخرى لسين كونري ولمجموعة من المغنين.
في20 من عمرها, تركت منزل والديها لتقيم في شقة خاصة بها, فرمت كل تلك الصور ما عدا صورة لوك هارو واحتفظت كدلك بالبوم صوره.
مرت السنوات بسرعة, وهاهي الان في 25 من عمرها.في حياتها الخاصة,لم يعد الرجال مجرد صور تعلقها وتحلم بها. انهم احياء ويحاولون التقرب منها, لكن لوك هارو يبقى الرجل الاول في حياتها, انه
الرجل الدي ايقظ في نفس الفتاة المراهقة دلك الشعور الدي يعرف بالحب...
"ادا؟ ايمكنني الاعتماد عليك بالنسبة لهدا العمل ام لا؟"
انتفضت لارا. فالصوت الدي اعادها من احلام اليقظة حاد جدا.انحنت لارا على اوراقها المنتشرة على الطاولة .
"اتريده منتهيا في نهاية فصل الصيف؟"
"لا, بل مع عيد الميلاد.انت تبدين شاردة, انسة تيل"
"اعدرني. لدي مشروعان اقوم بتنفيدها في الوقت الحاضر و لقد كنت اقكرمتسائلة ادا كان بامكاني ان انفد الثالث....ايمكنك ان تعطيني فكرة عن اهمية...؟"
نهض محدتها وكانه يعني لها بان المحادثة انتهت.فجمعت اوراقها.
"لا سبيل لأتاقلم مع جدول مواعيد الآخرين"قال زبونها الجديد بجفاف."ارغب بان تاتي الى فرمونت لقضاء بعض الوقت هناك كي تري بنفسك مادا اريد من اعمال الديكور اخر.انا اسف لانني احببت طريقة عملك, ولا يمكنني ان اطلب منك الغاء اعمالك, الاخرى"
لهجته الساخرة اربكتها. هدا الزبون يبدو صعبا. تمنت لو انها ترفض على الفور وتجنب نفسها المتاعب معه.لكن هل الامر ممكن؟ بالتاكيد سيغضب مايك شريكها الدي يعلق اهمية على هدا المشروع . ولن يقبل برفض التعامل مع زبون بهده الاهمية حتى ولو انهما قاما باعمال الديكور مجانا
فهده دعاية جيدة لهما .
"بامكاني ان اعدك بان ..."
"انا على عجلة من امري , انسة تيل .اتصلي بي فيما بعد "
كان بالكاد ينظر اليها, فشعرت بلانزعاج .الزبون زبون ويجب مراضاته.
"ان مكتبنا سيقبل بكل سرور بالاهتمام بمنزلك عندما تريد. ساتصل غدا بك لنحدد موعدا لزيارة المنزل..."
"حسنا, حسنا, الى اللقاء, آنسة تيل"
لاحظت فجاة انه ينظر اليها جيدا هده المرة .
"الى اللقاء...سيد هارو"
للحقيقة, هدا الزبون الجديد ليس الا لوك هارو لاعب التنس الدي كانت تحبه في فترة المراهقة. لكن هده اول مرة تراه فيها شخصيا. لم يعد يشبه دلك الشاب المتحمس الدي احبته, لقد اصبح اشبه برجال الاعمال . لقد انقطع عن اللعب مند الحادث و ما تبعه من فضائح على صفحات المجلات والجرائد. لقد فقد ابتسامته المشرقة ومرحه مع الجميع وخاصة مع الصحافة.لارا تفهم سبب مرارته, لكن الصحافة رمته في الوحول.لكن لقد مضى على دلك عشرة اعوام,فلمادا هده المرارة على ملامحه. لقد كان بطل مراهقتها ومع دلك عاملها اليوم بدون اهتمام واحترام ؟ يبدو انه سيكون زبونا متطلبا وصعبا ويبدو انه يجب عليها ان تنسى دلك الشاب المثالي الدي كان يحتل احلامها في الماضي .
"ادا, كيف وجدت حبيب الطفولة ؟" سالها شريكها مايك ممازحا.
"ستجعلني اندم لأنني كلمتك بالامر ؟" قالت متنهدة وهي ترمي حقيبة يدها على مكتبها.
كانت لارا قد اخبرته عن حب مراهقتها, لكنها لم تشر للوك باي شيئ عن هدا الحب . فالكشف عن هدا الحب في سن 25 يبدو سخيفا.
"اوه؟اوه؟اشعر ان الامور لم تسر على ما يرام بينكما؟"
" لو لم يكن لوك صاحب اجمل منزل قديم , ولو كان بامكاننا ان نتخلى عن مثل هدا العقد وهده الدعاية لكنت قلت له ان يتصل بغيرنا. انه حتى لم ينظر الي ...اوه, مايك, اقصد انه لم ينظر الي كاكائن بشري, اتفهم؟ كيف يمكنني الاهتمام بمنزله في هده الظروف؟يريدني ان اقيم في منزله اثناء العمل, اتدرك دلك؟ رغم تعجرفه وسخريته"
"اهدأي, لم يسبق لي ان رايتك بمثل هده الحالة"
"هدا لأنه لم يسبق لأحدهم ان عاملني بهده الطريقة من قبل"
"اعلم. لكن الزبون هو الملك, وهدا زبون مهم ويجب ان نرضيه...لو انك نظرت اليه نظرة من نظراتك الرائعة. بالمناسبة, لمادا تصرين على وضع هده النظارات دائما؟ فانت لست بحاجة لها الااثناءالعمل"
"صحيح. ولكنني لست ادري, ربما لأن النظارات والشعر المعقود يوحيان بالثقة لدى الزبون"
"انت تختبئين خلف هده النظارات خوفا من ان تقولي "نعم"للرجال"
"اسمع مايك نحن شريكان فقط في العمل ..."
"ولكن بامكاننا ان نتفق بامور اخرى اتمنى لو نعمل على توسيع شراكتنا"
كانت لارا تحب مايك كزميل و شريك لكنها لا تفكر ابدا باقامة علاقة حميمة معه. ربما هي فتاة رجعية, فبعض صديقاتها لم يكن ليترددن لحظة واحدة امام مايك. اما هي فلا.
لقد تخصصت في الديكور الداخلي و بدأت أعمالها تلفت الانظار و حتى الآن لم يحتل أي رجل بلوك هارو
في اليوم التالي اتصلت بزبونها الجديد لوك "صباح الخير انا لارا أتصل بك من أجل..."كان حديثه جافا و هويتفق معها على موعد هدا المساء .
قالت لمايك"السيد لوك لا يستطيع استقبالي قبل اسبوع و لقد اقترح ان نلتقي مساء, فما رايك؟"
"اتخافين ان تضعفي امام اول حب لك وتقولي له نعم؟"
"مايك, انا اتكلم عن العمل. كيف ساتمكن من الاتفاق معه بينما هو يحدثني كضابط حربي؟ لا استطيع ان اهتم بمنزله ادا لم يكن بيني وبينه بعض التفاهم. اكره ان اوافق على عمل ما فقط من اجل المال"
"انها فرصة كبيرة بالنسبة لنا, لارا. ومن الافضل ان تهتمي بهدا العمل انت, لأنه من مجال اختصاصك"
"ادا, لا تتفاجأ ادا طلبت منك النجدة؟"
"لا تتأخري في طلب النجدة مني ادا تخطى السيد هارو حدوده"
كان مكان موعدهما في مطعم كبير من افضل مطاعم المدينة.لكن للاسف, تكاليف الدخول الى مثل هدا المطعم تفوق قدرة المكتب المالية لأن من عادتها هي ومايك ان يدفعا الحساب أثناء اللقاءات الخاصة بالعمل.
كان لوك قد سبقها, يحمل كأسا بيده ويقرا بعض الوثائق. رفع نظره نحوها فشعرت انها كسبت نقطة, خاصة بعد ان اهتمت كثيرا بنفسها وقد ارتدت تيارا أخضر من الحرير الناعم وحملت حقيبة أوراقها الجلدية السوداء.
نهض لوك ومد يده نحوها.
"مساء الخير,انسة تيل "
لقد تدكر اسمها هده المرة, قالت لنفسها بينما كانت عيناه الزرقاوان تتأملانها. لكن لمادا لم بنظر اليها في المرة السابقة؟ هدا المساء يبدو وكأنه يعتبرها شخصا يستحق الاحترام. الان, وقد حظيت باهتمامه,
يجب ان تحافظ عليه.
"اعدرني, سيد هارو لأنني كنت غير دقيقة في لقائنا الاول. لقد كنت مشغولة البال بأعمالي الاخيرة, اتمنى ان تعدر شرودي"
"اليوم, انت مختلفة تماما" قال وهو يجمع اوراقه.
"اتريدين شرب كأس ما؟"
طلب لوك من الخادم ان يحضرلهما الشراب ثم وضع اوراقه في حقيبته. كل حركاته هده كانت تكشف عن بنيته الرياضية, لكنه ازداد وسامة اكثر من الماضي رغم السر الدي تخفيه عيناه الزرقاوان. ان لوك هارو يحيرها. خشيت ان يكشف أفكارها, فسوت نظاراتها. لوك هارو زبون ليس اكثرويجب ان تحصر تفكيرها معه بالعمل فقط.
"هل سبق لك ان اتصلت بمهندس ديكوراخر, سيد هارو؟"
"لا"
"بهده الحالة, ساشرح لك طريقة عملنا "
"عملنا؟"
"اقصد انا وشريكي مايك لوغان. نحب اولا ان نتعرف على ادواق زبائننا واهتماماتهم الخاصة ونمط حياتهم...بالنسبة لك انت, نعتقد اننا نعرف مسبقا ما تفضله..."
كانت هده اشارة واضحة الى ماضيه كلاعب تنس, لكنه لم يظهر أية ردة فعل. كانت لارا تعرف عنه أيضا انه كان يهوى النساء و هدا الهوى بنعكس على دوقه في ديكور منزله.
"ان هدف هدا اللقاءهو ...فقط لتسهيل امور العمل و..."
ارتبكت وتسائلت بحدة:"لمادا يصعب عليها الحدبث مع هدا الرجل.
فهو لا يفعل شيئا , فقط يراقبها ويبدو انه يستمع اليها باهتمام. ففضلت ان توجه اليه سؤالا مباشرا يصعب عليه التهرب منه والصمت أمامه
"كم غرفة تنوي اعادة ديكورها؟"
"سبق ان قلت دلك بوضوح, كل الغرف, آنسة تيل"
"كل الغرف؟ تقصد ان تقول بان المنزل سيكون فارغا واننا سنقوم باعادة تنسيقه من أساسه؟"
"ليس فارغا تماما.اريد ان تري كل شيئ بتفاصيله. هل هدا ادهشك ؟ اتعتقدين ان هدا العمل يفوق قدراتك؟"
"بالتاكيد لا" أجابت متجاهلة سخريته. "و لكنني اعترف انني لم أقم من قبل بتنفيد مشروع بهده الاهمية"
يا الهي؟ مادا قلت؟ ومادا لو ألغى كل شيئ؟
"استغرب صدقك" اعترف بجفاف.
"انا دائما صادقة مع زبائني حتى و لو كان هدا الامر شاق علي, هدا المساء, مثلا,اخشى ان يكون الامر أساء الي"
بدت الدهشة في نظراته
"سيد هارو, عندما يتصل بي احد الزبائن من اجل مشروع ما, افضل اولا ان يتم عادة بجو من التقة المتبادلة.اعلم انني لا العب دور تاجر يسعى فقط لبيع سلعه"
كلامها هدا لم يترك اي اثر على وجه لوك هارو, فتوترت و تطاير الشرر من عينيها, فنزعت نظاراتها بحركة مفاجئة و انحنت نحوه.
"ادا اصريت على عدم الكلام, سيد, اعتقد انه من الافضل ان نبقى حيث نحن. لا يمكنني العمل في الفراغ, انا ارفض ان افعل كبقية مهندسي الديكور الدين يشترون كل شيئ ثم يقدمون اخيرا كشف حساب ضخم؟"
كانت لارا متأكدة من ان مايك سيغضب كثيرا ادا علم انها خسرت هدا العقد. فأغمضت عينيها للحظة لتستعيد هدوءها. عندما فتحتهما من جديد, لاحظت ان لوك ينظر اليها مبتسما. اوه؟ انه يبتسم ابتسامته
الجميلة الساحرة, لكنها زادت من توتر لارا.
في هده اللحظة, جاء رئيس الخدم وقدم لهما لائحة الطعام.اختارت لارا صنفا من الطعام مع انها لم تعد قادرة على تحمل صمته.
"امن الضروري ان تضعي هده النظارات دائما؟" سالها لوك فجأة
"انا ...ايه...نعم"
"آه؟ هدا مؤسف ,اسمعي . آنسة تيل . اعتقد انني ادين لك بالاعتدار لآنني كنت فظا نحوك"
"انا لم اقل هدا ابدا " قالت وقد أدهشها تبدل موقفه المفاجئ.
"اعلم انك لا تتهمين احد زبائنك بالفظاظة, فأنت دبلوماسية ؟"
"هدا اطراء غريب"
"اعدري جفافي معك في الامس, و هدا المساء ايضا, آنسة تيل . كان هناك ما يشغلني. حتى ان موهوبا مثلك قد يغريه الطمع في الربح احيانا. لقد ارتحت الان لأنك لست ممن يعلقون أهمية كبيرة على المال "
"ألهدا السبب كنت جافا معي ؟"
"ليس تماما" اجاب وهو يحدق بعينيها. "انا عادة اترك محدثي يتكلم وحده حتى افهم طريقة تفكيره . من
هده الناحية, كان انفعالك مطمئنا "
"حقا؟ ادا , انا اسفة عما تلفظت به أثناء انفعالي هدا "
"مادا؟"
"على كل حال, مهما حصل , سأقدم لك كشف حساب ضخم"
ضحك لوك واشرقت عيناه, فأحست الفتاة بانقباض في قلبها لأنه دكرها بدلك الشاب الدي كان عليه مند 10 اعوام.
"قل لي سيد هارو .الديك لون مفضل؟"
تاملها للحظات بصمت قبل ان يجيب .
"لون ...الاخضر. ليس الزمردي لكن الاخضر ال..."واخد يبحث حوله ثم نظر نحوها من جديد, وقبل ان تفهم حركته, مد يده الى نظارتها وجعلها تنزلق على أنفها.
"نعم, هدا هو...الاخضر المتموج كالبحر الدهبي" قال مشيرا الى عينيها
التقت نظراتهما فارتبكت الفتاة واعادت نظاراتها الى مكانها بسرعة
"فهمت ما تعنيه, اخضر و دهبي, نعم...انه امتزاج الوان نستعمله دائما للحصول
على لمحة الرخام في المنازل الواقعة بين كروم و فيرمونت"
قالت محاولة السيطرة على الارتعاشة التي اجتاحتها."هدا الرجل مجرد زبون ليس أكثر"
لكن تبدل موقفه منها يزعجها و يربكها.
"يبدو انك تعرفين فيرمونت جيدا, انسة تيل "
"نعم, رأيته من بعيد و رأيت صورا عنه. و لكني ولدت في تلك المنطقة وأهلي لا يزالون هناك . عندما كنت طفلة, كنا نتنزه قرب النهر, فأدهب لرؤية دلك المنزل الكبير المهجور و لأرى ..."
"مالكه أيضا؟" سألها بمرارة
"لا, انا لا اصفك هكدا"
"حسنا, سآخد كلامك على محمل الاطراء" قال مبتسما
"أتنوي اعادة ترميمه من الخارج؟"
"ما رأيك انت؟"
"أعتقد انه من الافضل الحفاظ على نمطه القديم. وخاصة مدخله"
"أشاركك الرأي , لكن مدخله بحاجة للتغير, خاصة بعد الحريق"
"الحريق؟ متى حصل دلك؟"
"مند يومين" قال بايجاز." لحسن الحظ كنت هناك و تمكنت من ايقاف امتداد الحريق "
"و كيف نشب الحريق؟"
"ليس لدي أية فكرة" قال بانقباض مفاجئ .
"و لكنك قلت بأنك كنت هناك..."
"نعم"
فهمت لارا انه لا سبيل لدفعه للكلام عن الأمر.
"انت لم تقل لي شيئا عن مشروعك. مادا تريد ان يكون هدا المنزل, للراحة, للعمل, ام لل..."
"لو نرقص؟"قال و هو ينهض و يمد يده نحوها.
"نرقص؟ ولكن ... نحن هنا للكلام عن العمل. كنت آمل ان احصل منك على بعض المعلومات عن..."
"ستحصلين على مزيد من هده المعلومات و انت ترقصين معي"
ترددت لارا.على كل حال, عليها مراعاة زبونها مع ان مجرد ملامسته تفقدها اتزانها.
نهضت مبتسمة, فوضع يده على ظهرها. زبون؟ هدا الرجل الدي احتل احلام مراهقتها يدعوها للرقص وهده كانت أغلى أمنياتها.
وضعت أصابعها بحدر على كتفيه و التقت بنظراته.
"استرخي؟ انا لا لاغرائك, لا تخشي شيئا على الاقل ليس هنا"
لم تجبه لارا على هده الملاحظة و سالته بلطف:
"لمادا اخترت مكتب لوغان و تيل للديكور؟"
"احدى صديقاتي اوحت لي بهده الفكرة. قمت انت بديكور شقتها في دار لنغ بونت, ولقد أعجبني عملك"
لم تستطع لارا تحمل نظراته التي تداعب وجههاوهو يحدثها عن بعض تفاصيل تلك الشقة, لكنه لم يشر الى السرير الدائري
"انا لا أعرف شريكك"
"مايك بارع جدا, خاصة في الديكور العصري"
"وانت, آنسة تيل, في اي مجال متخصصة؟"
"انا...متخصصةفي..."
"في مادا؟"
ابتسامته الماكرة جعلتها تفهم انه قد سبق و استعلم عن تخصصها. فهي قد نشرت اعلانا مند مدة في احدى المجلات المعروفة.
"في ديكور غرف النوم "
"يا للحظ؟" قال وانزل يديها الى خصرها و قربها منه أكثر.
"لمادا تقول هدا؟"
"لأنني انا أيضا أهتم كثيرا بغرف النوم"
حاولت ان تتجاهل الاحساس بالنمل الخفيف الدي تتركه لمساته على جسدها. وحاولت ان تنسى انها بين دراعي بطل التنس العالمي الدي كان بطلها المفضل وحبها الاول .
"انا اهتم كثيرا بغرف النوم لدرجة انني اخصص في منزلي ست غرف للنوم. وستكون خبرتك ضرورية جدا لي في هدا المجال"
"انت تكتر منالاطراء, سيد هارو. قل لي, هل خصصت غرفة لكؤوسك الرياضية ونصبك التدكارية؟"
"نادني لوك, أرجوك"
"كما تشاء, ونادني انت باسمي لارا"
"لارا..."
تباطئ نغم الموسيقى فقربها اليه أكثر ولم ترغب هي بالابتعاد عنه.
"اشعر بان غرفي ستهمك انت أيضا, لارا"
"هدا ممكن, لوك. ولكن كي تجدبني الى غرفة كؤوسك, يجب ان تكون شيطانا؟"
ضحك لوك وأسند خده على خدها وهمس في أدنها:
"هكدا كانت تطلق علي الصحافة هدا الاسم. عندما تأتين الى فيرمونت, لارا, ستدخلين وكر الشيطان؟"
قال بمرارة .
"هل انت حقا شيطان؟"
"بالتأكيد, وهل يمكن للصحافة ان تكدب؟"
توقفت الموسيقى فعادا الى طاولتهما.
"عندما تزورين فيرمونت سترين ما أنجزه المهندس من تعديلات على المنزل. نصف الغرف مفروشة بالاثات لكنني أود اجراء التعديل عليها الخطوط العريضة لمشروعه.
"هناك أيضا أمي. انها تشغل جناحا يتألف من شقة مستقلة عن بقية المنزل"
"لم اكن أتخيل انك تعيش مع أمك" قالت بدهشة
"نعم, تصوري. بأمكانك ان تقيمي في فيرمونت بكل أمان , سيكون لديك حارس"
"لا أعتقد ان و جود أمك هناك سيجعلني في مأمن"
"انت واضحة جدا,لارا, وصادقة أيضا مند موعدنا الآول"
"هدا ليس موعدا بالمعنى الدي تفهمه, لوك, ولكنه لقاء عمل " ثم رفعت يدها لتطلب الخادم .
"الحساب, لو سمحت " طلبت من الخادم مبتسمة.
لكن عندما جاءت ورقة الحساب أمسكها لوك وتناول حافظة نقوده.
"أرجوك , لوك, هدا يدخل ضمن النفقات المهنية"
"ليس هدا المساء "
عندما خرجا, فتح لوك باب سيارته الآلفاروميو , فمدت يدها نحوه.
"الى اللقاء, لوك, متى سأزور فيرمونت؟"
"سأتصل بك لأحدد الموعد. رقم هاتفك الشخصي موجود على بطاقتك, أهناك ما يمنعني من الاتصال بك؟"
"اهده طريقة لتسألني بها ادا كنت أعيش مع أحدهم؟"
"أتعشين مع أحدهم؟"
"نعم , ومع دلك, بأمكانك الاتصال ساعة تشاء "
"ما أسمها؟"
"ما الدي جعلك تعتقد انني أعيش مع امرأة وليس مع رجل؟"
"لقد اتصلت بك قبل مجيئي الى هنا لأتفق معك على مكان آخر للقائنا. لكنك كنت قد خرجت " قال بمكر.
"ولقد أجابتني فتاة. أين تركت سيارتك, سأرافقك"
"على كل حال هدا لا يثبت شيئا. فهده الفتاة قد تكون جاءت للزيارة فقط"
وصلا الى سيارتها, فأخدت تبحث عن مفاتيحها.
"هل حقا جاءت للزيارة فقط؟"
"لا, لقد حزرت, انها شريكتي في الشقة...حسنا..."قالت مترددة "تصبح على خير, لوك...لقد كانت سهرة..."
ثم ماتت الكلمات على شفتيها ووقعت المفاتيح من يدها. أحاط لوك كتفيها بدراعه فسقطت حقيبة يدها أيضا. قرب وجهه من وجهها ولشدة ارتباكها تعلقت به كي لا تفقد توازنها.
"لوك, لا..."
نزع نظاراتها عن وجهها وقرب شفتيه من شفتيها...كانت تريد ان
تدفعه عنها لكنها لم تفعل , وأحست بنفسها تدوب تحت حرارة أنفاسه, فنسيت كل تعقلها واستسلمت لقبله بضعف. فجأة, سمعا هدير سيارة تقترب, فابتعدت عنه, لكنه ظل يمسك بدراعها وينظر اليها بصمت
ثم أمسك نظاراتها التي كان قد وضعها على سقف السيارة وأعادها الى فوق أنفها.
"أنها بداية فقط. انظري مادا يحصل عندما تنزعي هده النظارات, لارا. انا أحدرك , أتمنى ان اراك بدون نظارات طوال الليل " قال هامسا.
"لكنني لست انا من نزعها, لوك, بل انت"
"نعم هدا صحيح, و لكنني سأكون سعيدا جدا ادا نزعتها انت بملئ ارادتك"قال ضاحكا.
"لا تعتبره تحد لوك, لن أكون انتصارا جديدا لك"ثم تناولت حقيبتها ومفاتيحها وانطلقت بسيارتها.
"اذا, حصلت على زبون شهير؟" سألتها صديقتها بات عند عودتها.
" لاحظت من خلال صوته على الهاتف بأنه رجل خطير"
"كان مجرد لقاء عمل من أجل ديكور منزله النيكتوري النمط, للحقيقة, هدا أفضل عقد حصلنا عليه حتى الآن. لكن ما يقلقني هو انه يريد أن ننتهي من العمل فيه مع نهاية فصل الصيف, مع انه لدينا عدة ارتباطات أخرى في هده المدة, خاصة ديكور منزل السيدة برنتز التي تريد ان تعيش وسط ديكور زهري اللون"
"دعي شريكك الفاتن يهتم بأعمالها...على كل حال يبدو بارعا مع السيدات"
"افهم انك لا تحبينه أبدا"
بات هده تقيم مع لارا مند ستة أشهر فقط, لكن لارا لم تفهم سبب موقفها من شريكها مايك. وهي تتساءل عن مدى صدقها عندما تزعم انها لا تحبه.
في اليوم التالي, اطلعت لارا شريكها مايك عن منزل فيرمونت.
"لارا, هل المنزل هو الدي يمنحك كل هدا الاشراق أم صاحبه؟"
"انك سيء النية, مايك, مثلك مثل بات. لقد حدثني بمكر عندما علمت بأنني تناولت العشاء معه "
"هل تعلم بات بحبك القديم له؟"
"لا, وانا نادمة لأنني حدثتك بلأمر. كان عمري حينها 14 عاما فقط, اما الآن فلقد أصبحت كبيرة "
"حسنا, طالماانك أصبحت كبيرة ما رأيك لو تقضي السهرة عندي؟"
أحست لارا بالآرتباك, فهي لا تريد أن تتعدى علاقتهما الصداقة و العمل.
"لا,لا أستطيع. لقد أعدت بات شيئا مميزا للعشاء"
"لاافهم كيف يمكنك العيش مع هده الفتاة البلهاء "
"لا, انها أكثر دكاء مما تعتقد, كما و انها لطيفة جدا"
"على كل حال, هي ليست من النوع الدي أفضله من الفتيات"
"انا أعرفكما جيدا وبأمكاني ان أؤكد ان لديكما أشياء كثيرة مشتركة"
بعد قليل, كانت وحدها في المكتب عندما اتصل بها لوك هارو . ما ان سمعت صوته حتى نزعت نظاراتها وابتسمت.
"انت تبتسمين , لارا. لا تقولي لا"
أعادت بسرعة النظارات الى وجهها.
"أعتقد أنك تتصل لتحدد موعد زيارتي لفيرمونت "
"لارا, لمادا أعدت النظارات الى وجهك؟" سألها هامسا
"ولكن كيف...؟ فأنا...لم أنزعها"
"انت تكدبين؟ حتى ان صوتك يتغير عندما تنزعيهما"
"لوك..."
"اعلم, اعلم...لدينا أشياء نتناقش بشأنها. لكنني اليوم لا أحب سماع شيئ عن العمل, أتحبين البطاطا المقلية؟"
"اوه, نعم..."
"بأمكاننا ان نأكل البطاطا المقلية معا هدا المساء, ما رايك ؟"
ترددت لارا , فهي عادة لا ترغب بعلاقات تخرج عن المألوف مع الزبائن.
"انت تدينين لي بعشاء"ألح لوك"هدا المساء’ انت ستدفعين "
"أتريدني ان اقدم البطاطا المقلية لزبون مهم جدا؟" قالت ضاحكة.
"هدا المساء, لست زبونا. انسي هدا الأمر, أرجوك. سأمر لاصطحابك. أين تسكنين؟"
لم تخبره بعنوان منزلها واتفقا على اللقاء على رصيف الميناء الرئيسي في الساعة السابعة.
عادت لارا وركزت اهتمامها على عملها بدون جدوى, للحقيقة كانت تتحرق شوقا للقائه.
استقلت سيارة اجرة الى الميناء بعد ان مرت الى المنزل وبدلت ملابسها, كانت تشعر بالخفة لأنها تركت شعرها مسترسلا على ظهرها وانتعلت حداء رياضيا.
كان لوك بانتظارها مرتديا أيضاملابس سبور. كان يبدو اصغر سنا.
ما ان راها حتى اشرق وجهه.
"انا اسفة لنني تاخرت بسبب زحمة اسير"
"المهم انك هنا انا معتاد على انتظار النساء"
"اتنتظرهن طويلا؟"
"لعشرة دقائق فقط"
"اتقصد انني لو تاخرت ثلاث دقائق لكنت رحلت؟"
"بالنسبة لك انت كنت سانتظر اكثر" ثم امسك دراعها وقادها نحو الرصيف.
"اراهن انك تقول هدا لكل النساء".قالت ممازحة مع ان لمسته كانت تجعل دمها يغلي في عروقها."الى اين ندهب؟"
قاد خطواتها حتى وصلا الى مقعد حجري فدعاها الى الجتوس ثم فتح حقيبة واخرج زجاجة شمبانيا وكاسين .
"هدا مكان مثالي لنشرب كأسا قبل تناول العشاء هل اعجبك االمكان؟" قا وهو يناوتها كأسها ثم أحاط ظهرها بدراعه وأخد يتأملان مركبا شراعيا متوقفا في المرفأ.
"عندما كنت صغيرا كنت أحب التنزه بالمركب وأول صديقة لي تعرفت عليها على الشاطئ"
"لكنك كنت تعيش في كومبلتون. " قالت لارا لكنها عضت على شفتيها فهدا الأمر كانت قد عرفته من المجلات التي كانت تكتب عنه لكن لوك لم يلاحظ دلك.
"دلك لأنني نت أقيم أحيانا عند عمتي قرب الشاطئ"
"كنت مع دلك مشغولا بالتنس"
"نعم كان التنس يشغل كل وقتي مند أن وضع والدي بيدي الكرة والمضرب لدرجة أنه كان يشغلني عن المدرسة"
"هل كانت طفولتك مملة؟"
"لا أبدا كنت أتنزه على الشاطئ وألعب مع الفاق وآكل المثلجات...بالأضافة للتنس الدي كان يجري في دمي لدرجة انني لا أدكر شيئا من حياتي بدونه"
تأثت لارا بكلامه ادا كان مولعا لهده الدرجة بالتنس كيف تمكنت فضيحة صحافية من ايقافه عن اللعب؟ هدا السؤال كان يحرق شفتيها لكنها لم تجرؤ على طرحه
"وأنت لارا؟ هل كنت تدركين انك ستصبحين مصممة ديكور؟"
"في البداية كنت أغير ترتيب أثاث غرفتي ولا أدع أحدا غيري ينسق الحديقة "
ضحك توك وقربها منه تحت ضوء المساء الخفيف وأمام البحر أخدت تحدثه عن طفولتها الباكرة.
/-"حقا الجو مناسب جدا مادا أفضل من تناوت البطاطس المقلية في أمسية هادئة كهده؟"قالت متنهدة.
وجدا ما يشبه الملجأ عند جانب الشاطئ الجنوبي حيث تناولا وجبتيها كانت الأمواج تتكسر على الرمال والنسيم العليل ينعشهما بقيا مدة جالسين أمام البحر في الظلام يتحدثان في كل المواضيع.
"لطالما كنت أحلم بأن يكون لدي شقيق أو شقيقة "قالت متنهدة. "كنت أتمنى أن أجد من يشاركني حماقاتي. تصور أنني كنت أشبه الصبيان وأتسلق الأشجار وأشعل النيران في قن الدجاج ...لدرجة أن والدي يئسا من أنوثتي ...أدكر أنني يومرأيتك على شاشة التلفزيون تدكرت أنني فتاة"
أحاط لوك كتفيها بدراعه وكان يجلس قريبا جدا منها.
"لدي أخ يكبرني بستة اعوام "قال لوك ."كنت دائما أسير خلفه وخلف رفاقه..."
سارا على طول الشاطئ وقد عقدا أشرطة أحديتهما ليحملاها حول أعناقهما .لأن يد الواحد تمسك بيد الأخر.
أوصلها لوك الى المنزل أوقف السيارة أمام المبنى وأخد ينظر اليها بصمت.
"كانت سهرة لطيفة لوك" قالت بخجل وقد أربكتها نظراته وصمته.
خرج من السياة وفتح لها الباب ثم رافقها حتى البناية هناك ضمها بين دراعيه فرفعت وجهها نحوه.
"تصبحين على خير لارا" ثم طبع قبلة على فمها. اعتقدت لارا للحظة أنه سيقبلها من جديد لكنه لم يفعل بل تركها واتجه نحو السيارة. في اليوم التالي تدكرت لارا انها لم تسأل لوك عن موعد زيارتها لفيرمونت لقد نسيت بسهولة انه زبون لديها كان مايك شريكها متغيبا عن المكتب قبل الظهر لآنه يشرف غتى ديكور النادي البحري وعند عودته حدثته عن اتصال السيدة برنتز.
"مادا تريد أيضا صاحبة الدوق الزهري؟" سالها بأنزعاجها.
"لقد نجحت في اقناعها بادخال اللون الرمادي انها مترددة أحيانا وبحاجة لرجل شاب ومتفهم مثلك لمساعدتها في اتخاد القرارات"
"بمعنى آخر تريدين ان تتخلصي منها"
"لا مايك ليس الأمر كدلك ادا كنت ترغب سأترك لك ملفها لانني اعتقد انك قادر على التفاهم معها أكثر مني ثم...."
"بل تريدين التخلص منها كي تتمكني من تكريس نفسك لملف هارو؟"
"أنت لست عادلا مايك" اعترضت واحمر وجهها.
"انا آسف " قال بحزن فتأثرت لارا كثيرا.
"مايك يجب ان نتكلم بهدوء هيا قدم لي كأسا"
وصعدا لمعاينة بعض عينات القماش في الطابق العلوي الدي خصصه لسكنه الخاص.
جلسا في الصالون الصغير المصمم على النمط الشرقي وكل واحد منهما يحمل كأسا بيده.
"يبدو انني أمر بمرحلة متأزمة" قال مايك معتدرا "أنت تعلمين لارا لقد قاربت الثلاثين"
"الثلاثون عاما امر ليس مخيفا لهده الدرجة انه سن الشباب فأنت لديك شقة لطيفة وسيارة جميلة والأعمال تسير على مايرام ما الدي ينقصك؟"
"بامكان سعادتي ان تكتمل لو..."
"نعم اعلم ما يتقصك ولكن مايك أنا لست الفتاة الوحيدة ...والإمور ستفشل بيننا صدقني فلمادا نفسد علاقتنا العملية؟"
"هل حصل معك مرة ان تخليت عن الحدر وعشت وضعا معينا بدون تفكير؟"
اختفت ابتسامة لارا كانت قد انتظرت طوال النهار اتصالا من توك وبشوق كبير كأية فتاة تعيش حبها الأول ادا كان لوك يعرف دون ان يراها متى تبتسم ومتى تنزع نظاراتها فهو قادر على قراءة أفكارها فليدهب الى الجحيم ...اليس هدا ما تستعد له؟اليست تعلم بانها عند دخولها الى فيرمونت ستدخل وكر الدئب على قدميها؟