كاتب الموضوع :
الأمل الدائم
المنتدى :
الارشيف
يكفي ما تشعر به من ذل واهانة بعدما عرفت انه بقي مع
فرانسيسكا بدل ان يعود الى غرفته كما وعدها
.. سكبت لنفسها فنجاناً آخر من القهوة وذهبت تجلس في أحد المقاعد قرب الموقد .
لاشك أنه عاد خلال الفجر ,
والا لما كان في وسع تريزا ان تدخل الى غرفتها حاملة صينية الفطور ,
الا اذا ترك المفتاح في القفل ..
وهل الخدم اغبياء هنا ..
يكفي ان تنظر تريزا الى السرير لتعرف انها نامت وحدها في هذا السرير الضخم .
وفي يأس نظرت لورا الى السرير الذي تأمل من كل قلبها أن تتقاسمه مع زوجها .
للأسف لقد فات الاوان , سئم دييغو هذا الزواج الابيض ,,وحبه القديم لفرانسيسكا سرعان ما عاد ا لى الحياة من جديد كما ان هذه المراة المكسيكية الجميلة اصبحت حرة ..
بدأ الدمع يترقرق في عينيها عندما سمعت طريقاً على الباب .
فانتفضت فجأة ونهضت ,, انفتح الباب ,
وظهر دييغو في بذلته الرمادية وقميصه البيضاء وربطة عنقه ذات اللونين الاحمر والرمادي ..
نسيت لورا كلياً قميص نومها الشفاف الذي كانت ترتديه ,
وراح دييغو بكل وقاحة يتأمل جسمها النحيف الظاهر تحت القميص ..
احمرّت لورا خجلاً وراح قلبها ينبض بسرعة جنونية ,
لاشك أنه يقارن نحافتها بجسم المرأة التي أمضى الليل معها .
سالها فجأة :
" هل انتِ تعيسة جدا يا حبيبتي ؟".
مسحت الدموع بطرف يدها و اجابت بلجة لاذعة :
" تعيسة , أنا ؟؟ لماذا اكون تعيسة ؟
تزوجت من رجل ثري وقادر , ووالدي متهم خطأ بتجارة المخدرات , فلماذا أ:ون تعيسة ؟".
" لورا لقد وعدتكِ ..."
قاطعته في شراسة وهي تتوجه الى الخزانة لتضع مئزرها :
" حافظ على وعودك لفرانسيسكا ! ".
" فرانسيسكا !!".
ظهرت الدهشة على وجه دييغو الى درجة ان لورا كادت ان تستسلم لو لم تره بعينيها خارجاً ليلة البارحة مع هذه المراة المكسيكية الرائعة .
رددت وهي تبكل أزرار مئزرها :
" نعم , فرانسيسكا !".
تقدّم دييغو خطوة منها وقال :
" سأشرح لكِ ...."
قالت له بصوتٍ جارح وهي تجلس أمام منضدة الزينة لتسرح شعرها :
" لا أطلب منك أي شرح ,
إني أرغب في شئ واحد وهو معرفة متى يمكن لأبي ولي أن نغادر هذا البلد اللعين ! ".
قال لها في جفاء :
" جئت لأقول لكِ اني على موعد مع جوزيه بيريز , وزير العدل في لساعه الحادية عشرة ".
" آه "
توقفت لحظة عن تسريح شعرها ثم أضافت :
" حسناً , تخبرني عن نتائج اللقاء في اكابولكو لاني انوي السفر الى هناك في الطائرة المسافرة ظهراً ".
ران صمت فيه تهديد ,
تمالكت لورا نفسها فلم تقذفه بالاتهامات التي ظلت ترددها طيلة تلك الليلة البيضاء التي امضتها وهي تنتحب باكية على وسادتها ,, أخيراً سألها :
"هل أنتِ ذاهبة الى اكابولكو ؟".
أجابت بمرارة وهي تلتفت اليه :
" ليس عندي خيار آخر , إني من دون عمل وبالتالي ليس معي نقود .
. اني مضطرة لان اتكل عليك الى ان اصبح قادرة على الاتصال ببرانت ".
خيّل اليه انه سينفجر غضباً مثلما حدث مساء امس ,
لكنها تجاوزت حدود الخوف كانت مستعدة لان ترضى بان يخنقها غضبه ,
لم يعد هناك طعم للحياة ما دام لا يحبها .
قال وهو يستعيد برودة اعصابه :
" حسناً , ساتصل بك,,
وفي الوقت الحاضر ساحجز لكِ مكاناً في الطائرة , انكِ لم تحجزي بعد على ما اظن !!".
" لا ".
تناول دييغو سماعةالهاتف واجرى الاتصال اللازم , قال لها قبل ان يتصل بفيلا حاسينتا :
" لقد حجزت لكِ مكاناً ".
ثم اعطى اوامره لجوانيتا , ووضع السماعة وقال :
" ستعد جوانيتا كل شئ لتوصيلك , وسينتظرك غييارمو في المطار ".
" لا .... سآخذ تاكسي ,, المطار ليس بعيداً عن الفيلا ".
" افضل ان يذهب غييارمو لاستقبالك . فليس لديه اعمال كثيرة في غيابي ".
لم تلّح لورا عليه , كيف يمكن لدييغو ان يكون مطّلعاً على اهتمامات غييارمو .
لقد شاهدت لورا هذا الشاب الجميل قبل زواجها بقليل , وكان على متن باخرة دييغو ,
ولمحته يغازل احدى السائحات ,
لو شاهده دييغو ذلك اليوم لما سمح له بان يقترب من زوجته .
كان دييغو قد وصل الى الباب عندما سالته لورا في صوت متوسل :
" ستتصل بي , اليس كذلك ؟".
" طبعاً ".
همست وهي تراه يخرج حالماً من غرفتها :
" شكراً ".
قالت لورا لنفسها في غضب ,
لاشك انه سيسرع في تحريك الامور ليتخلص منها ومن والدها ,
ثم يتزوج من فرانسيسكا هذه الارملة الشابه الجذابه التي جاءت الى لمكسيك لتلتقي حبها القديم .
9-حقيقة كالحلم
حسب الاتفاق، جاء غييارمو لينتظر لورا في المطار. وخلال الطريق الى الفيللا، كانت تدرك اعجاب هذا الشاب المكسيكي بها. وخلال الاسبوعين اللذين قضتهما في الفيللا، خلال شهر العسل، كانت تلاحظ ذلك، لكن وجود دييغو الى قربها. منعه من اظهار اعجابه بوضوح. لكن نظراته بدت اليوم وقحة الى درجة ظاهرة.
" استغرب كيف ان السينيور دييغو يدع زوجته الرائعة وحدها خلال هذه السفرة الطويلة..."
كانت مكسيكو تبدو لهذا الشاب في آخر الدينا وهو الذي لم يغادر مدينة الحمامات الشهيرة. ابتسمت لورا بتحفّظ وقالت بلهجة مازحة:
" لا اظن ان بامكان احد ان يخطفني. كان السينيور دييغو على موعد مهم، صباح اليوم، فأوصلني سائقه الى المطار، وبعد ساعة سفر في الطائرة وسط مئات المسافرين، جئت انت لأستقبالي. واني أسألك ماذا يمكن ان يحدث لي؟ "
وخلال الطريق، لم تكف لحظة عن التفكير بوالدها. المهم ان تتم المحاكمة بسرعة. فهي لم تشك لحظة في برائته وهي التي سمعته مراراً يهاجم بعنف الذين يتاجرون بالمخدرات. فكيف يمكنه ان يورط نفسه في مساعدة هذين الرجلين اللذين استأجرا منه اليخت.
آه، لو يتم القبض عليهما، لكان بالامكان انتزاع الحقيقه منهما.
وبدا حتمياً ان والدها سيدفع الثمن مكانهما اذا استحال توقيفهما.
وصلت السيارة امام ساحة الفيللا المحاطة بالخضار بمختلف انواعها.
وما ان سمعت محرك السيارة حتى خرجت جوانيتا الي عتبة المنزل لاستقبال معلمتها بحرارة وارتباك.
سالتها وهي تأخذ من يد لورا حقيبة الزينة بينما كان السائق يخرج حقيبتها الوحيدة من صندوق السيارة:
" هل سياتي السينيور دييغو متاخراً "
فاجابتها بأختصار:
" نعم. سيلتحق بي قريباً. لديه مواعيد عمل مهمة ".
فتحت جوانيتا الحقيبة التي وضعها كارلوس على طاولة صغيرة واطلقت زفرة عميقة وقالت:
" آه، الواجب بالنسبة الى السينيور دييغو قبل اي شئ آخر. عندما كان صغيراً كان يعرف معنى المسؤليات. كان يكبر اخاه بسنتين فقط ويهتم به اهتماماً مسؤولا. لكن جيم كان مختلفا. يحب المرح والضحك. ولا يرى في الحياة غير حسناتها ".
توقفت لحظة عن الكلام ثم تابعت:
" كان عمر السينيور دييغو اربعة عشر عاماً عندما فقد والديه. وبعد ذلك كانت تأتي السينيورا جاسينتا لتمضي مع حفيدها العطلة. في اي ساعة تحبين تناول العشاء يا سنيورا؟ "
" آه، في الثامنة والنصف، يا جوانيتا. لكني سأتناول فنجان شاي في الصالون الصغير بعد القيلولة. وبعدها سأخرج لفترة قصيرة ".
قالت جوانيتا مقطبة حاجبيها:
" هل تحتاجين الى غييارمو ليوصلك الي مكان معين؟ "
" كلا. سأقود السيارة بنفسي ".
لم ترحب جوانيتا بقرار معلمتها الخروج وحيدة. لكن لورا تجاهلت الأمر. فهي لا تريد ان تدع احداً يعرف بوجود والدها في السجن المحلي.
سألت لورا " هل هناك اي رسائل لي؟ "
" كلا، سينيورا ".
لم يرد برانت على رسالتها وهي لا تستغرب ذلك. في الحقيقة لم تكن مصرة على ان تتلقى منه رسالة. فهي لم تشعر تجاه خطيبها القديم سوى بالمحبة. وهذا الاحساس لم يكن واضحاً الاّ الآن. ان دييغو وحده يملأ عالمها. وحده قادر على ان يشعرها بمداعباته وملامساته الحنونة.
وتساءلت وهي ممدّدة على السرير: لماذا ما تزال تتذكر مشاهد الحب مع دييغو بعد ان بعد ان تهدم كل شئ بينهما؟ وبرغم تصميمها على الا تفكر فيه، لم تستطع ان تمتنع عن التفكير بتلك الليلة التي كادت ان تستسلم فيها نهائياً.
" عفواً سينيورا، الهاتف! "
التفتت لورا وقالت نصف نائمة:
" ماذا هناك؟ "
" الهاتف، سينيورا! انها الشرطة! "
نهضت لورا من سريرها مرتجفة ورددت:
" الشرطة؟ سأرد من هنا "
وبرغم صدمتها، ظلت منتظرة الى ان اقفلت جوانيتا سماعة الهاتف في البهو قبل ان تعطي اسمها:
قال صوت رجل :
" العفو، سينيورا. اريد التحدث مع السينيور راميريز ".
" ليس هنا. انه في مكسيكو، ولكنني..."
" لو تفظلت ان تقولي لي اين استطيع الاتصال به يا سينيورا ".
فقالت متوترة:
"اذا كانت القضية تتعلق بوالدي، دانييل برانت. فيمكنك ان تقول لي ما الأمر ".
ضغطت على اسنانها عندما اصرّ المتكلم على معرفة رقم هاتف دييغو. وعلى مضض اعطته رقم المنزل ورقم المكتب. ثم اضافت: " كنت على وشك الذهاب لزيارة والدي. لا شك ان بامكانه ان يشرح ما يجري من الامور ..."
" لا انصحك بالمجيء، سينيورا..."
" كيف؟ لن تمنعني من القيام بزيارته! "
" لا داعي ان تنزعجي، سينيورا راميريز. ان السينيور ترانت ... لم يعد هنا ".
حدقت لورا بالسماعة في توتر وقالت:
" انني ... لا افهم، لايمكن ان يكون قد نقل بهذه السرعة؟ "
" بلى، لقد ذهب ".
احتلها فرح كبير هي التي كانت تشكو من بطء القانون والعدالة المكسيكية! لقد تحدث دييغو مع وزير العدل منذ قليل. وها هو والدها يتقل الى مكان آخر، ربما الى مكسيكو، من اجل محاكمته.
فقالت قبل ان تضع السماعة جانباً:
" شكراً سينيور، شكراً جزيلاً ".
لم يطل فرحها الاّ لحطة ... ان محاكمة والدها وتبرئته، ستؤديان الى مغادرتها المكسيك او بالأحرى الى الطلاق، من الافضل الاّ تفكر في الامر ...ان دييغو يريد فرنسيسكا.
ومن النافذة القت نظرة سريعة الى الساحة. البحر يرفع امواجاً عالية، ترتطم على الصخر وتظهر رغوة بيضاء. تذكرت لورا ان دييغو حذرها من السباحة على هذا الشاطئ الخطر. لكن لماذا لا تذهب لأكتشاف الشاطئ الجنوبي؟ انها الفرصة الوحيدة، فستغادر اليفللا عما قريب. لاشك ان عليها الانتظار يوماً او يومين قبل ان تعرف الى اين نقل والدها.
اخرجت من احد الجوارير زي السباحة. لا داعي للقبعة، فستحتمي تحت اشجار جوز الهند العالية.
دقت الجرس لجوانيتا التي خضرت في الحال.
" لن اتناول الشاي في المنزل، فقد قررت الذهاب الى شاطئ البحر. وسآخذ معي عصير الليمون ".
سالتها الخادمة وهي معجبة بقامتها النحيفة الظاهرة تحت سترة البحر القصيرة:
" الن تأخذي السيارة؟ "
قالت لورا وهي تبحث عن كتاب صغير بدأت قرائته في الطائرة:
" لقد غيرت رأيي في الآمر "
" هل هناك شئ خطر؟ "
فوجئت لورا والتفتت نحوها.
" المكالمة الهاتفية ... الشرطة ..."
" آه لا. لا شيء. كانوا يريدون ان يتكلموا مع السينيور دييغو. وشرحت لهم اين يستطيعون الاتصال به ".
" هكذا اذاً ".
اطمأنت جوانيتا وذهبت الى المطبخ تعد العصير المطلوب، بينما كانت لورا تضع داخل حقيبة البحر، منشفة وكتاباً وانبوب زيت. ثم حملت الحقيبة على كتفها وتوجهت الى الشاطئ.
سبحت لورا طويلاً في مياه البحر الفاترة، ومن وقت الى آخر كانت تعوم على ضهرها في فرح، مغمضة العينين.
وبعد نصف ساعة من السباحة، عادت الى الشاطئ الرملي حيث ابريق العصير المثلج في انتضارها. تمددت على بساط البحر وراحت تشرب العصير ببطء وهي تتأمل المنظر الرائع الذي لن تراه بعد الآن وكانت تحاولان تحفر في ذاكرتها الرمل الناعم الابيض والبحر الازرق والاخضر، واشجار جوز الهند العديدة المحملة بالثمار الناضجة تحت الاوراق الخضراء الغامقة.
ثم تمددت واغمصت عينيها تحت اشعة الشمس البراقة. فجأة مر ظل بينها وبين الشمس، فخفق قلبها بسرعة وفتحت عينيها. ولثانية اعتقدت ابنها ترى دييغو في قميصه البيضاء القطنية وبنطلونه الجينز الضيق. فجأة شعرت بصدمة عندما رأت غييارمو.
سألته وهي تنتصب في حركة سريعة محاولة تناول سترتها:
" ماذا تفعل هنا؟ "
" ارسلتني جوانيتا لأرى ما اذا كنت بحاجة الى شئ ما ".
" لا تبدأ في سرد القصص! لديّ كل ما اريد وتعرف جوانيتا ذلك تماماً "
انحنى غييارمو ليجلس قربها، ثم نظر اليها بوقاحة قائلاً:
" لاشك انها لاحظت مثلي بعض الاشياء، لقد تزوج السينيور دييغو من امرأة جميلة جداً يمكن ان يفتخر بها اي رجل. ومع ذلك فهو يبتعد عنها زارعاً الحزن في عينيها. اني اعرف ذلك يا سينيورا. لقد سبق وقرأت هذا التعبير على وجه النساء اللواتي يأتين الى اكابولكو من دون ازواجهن ".
قفزت لورا واقفة وقالت في غضب:
" لا استغرب ذلك. لكنك تعتبرني مثل السائحات اللواتي تلتقيهن على الشاطئ اذا قلت لزوجي ..."
همس غييارمو بصوت شهواني مقنع:
" لا حاجة لك لآن تقولي له شيئاً؟ انني اعرف ان اجعل النساء سعيدات، يا سنيورا، ويمكنك ان تثقي بي تماماً ".
صرخت لورا:
" اذا كنت مصرا على الاستمرار في موقفك فسأنادي كارلوس ".
لكنها قبل ان تنفذ ما هددت به، امسكها غييارمو بذراعها وجذبها بشدة نحوه ضاغطاً بيده على فمها حتى يمنعها من الصراخ. راحت تقاومه بصمت. كانت تقاوم بكل قواها وتمكنت للحظة من ان تفلت من قبضته، وفتحت فمها لتصرخ، لكنه ارتمى عليها مانعاً مقاومتها وشعرت بالغثيان آملة ان يأتي كارلوس او جوانيتا لينقذاها.
كادت ان تفقد وعيها تحت قوّة جسده عندما وجدت نفسها فجأة تسقط على ركبتيها وقد ابتعد عنها غييارمو والدم ينزف من انفه وسرعان ما سمعت شتائم بالاسبانية مما جعلها ترفع رأسها. انه دييغو، يرتدي بذلة الصباح، وكان شاحب اللون من الغضب.
ارتمت بين ذراعيه وراحت تبكي وتنتحب:
" آه دييغو! اني خائفة جداً ".
التفت دييغو ليلقي نظرة الى خادمه ثم صرخ:
" اختف من هنا في الحال، ساراك في السفينة بعد قليل ".
ثم التفت الى لورا وحدجها بنظرة غاضبة بينما كانت ترتجف بين ذراعيه. فقال وهو يبعدها عنه في حنان:
" ان منظرك غير لائق وردة فعل هذا الولد عند رؤية امرأة جميلة نصف عارية على شاطئ مهجور، ليست مستغربة ".
اجابتة لورا وقد استشاطت غصباً:
" بلادك بلاد البرابرة "
كان دييغو يحدق فيها بنظرات غريبة وتسائلت في قلق ماذا يدور في خلده في الوقت الحاضر. وعندما رأته يخلع سترته وربطة عنقه ويفك ازرار قميصه، تثاءبت وسالته:
" ماذا تفعل. "
" هذا طبيعي، اليس كذلك؟ هذا سيعلمك كيف تثيرين الرجال.لست سوى امرأة مثيرة ".
القى بثيابه جانياً، ركضت لورا نحو السلم الحجري، لكن دييغو لحق بها وحملها بين ذراعيه. تلاشت وحدقت فيه متوسلة. صحيح انها ارادت دييغو وتريده دائماُ، لكنها لا تريد علاقة ناتجة عن غضب ورغبة بحتة. وقبل كل هذا كيف تنسى المرأة المكسيكية السمراء، فرنسيسكا ...؟
همست:
" دييغو، لا، ارجوك!"
تصرف كأنه لم يسمع شيئاً. وضعها في لطف على اريكة الشاطئ وراح يتأمل جسمها الجميل المرتعش وهي كانت تقول:
" دييغو، لا ..."
لكن عينيه كانت تقولان اشياء جعلتها تتخلى على اية مقاومة وتستسلم. قال وهو يعانقها:
" لم اعد استطع احتمال تهربك ".
ليس هناك كلمات تستطيع ان تصف الاحاسيس التي شعرت بها من جراء مداعباته البارعة. كانت تداعبه بشعره الاسود وتلثم عنقه. بعد هذه اللحظات الرائعة التي عاشتها، رفعت عينيها الخضراوين البراقتين وشاهدته ينظر اليها، بسحر ويهمس وكأنه لا يصدق:
" يا الهي. لقد اكدت لي ان ... اوه .. برانت وانت ..."
" آه دييغو، هذا لآنه ... لم اكن اعي تماماً ... انني ..."
وبينما كانت تحاول ان تشرح له بصعوبة، انها كانت تقاوم منذ البداية هذا الحب الذي كانت ترفض الاعتراف به، كانت تسمع عويل الرياح في اوراق شجرة جوز الهند التي كانت تحميها من اشعة الشمس ولبرهة قصيرة شاهدت دييغو يرفع رأسه فجأة في استغراب ويمد يده في حركة دفاع ... ثم تلقت صدمة عنيفة افقدتها وعيها.
|