فى احدى المدن الساحلية التى كانت توصف بالهادئة
وفى وقت متأخر من بدية شتاء يوحى بانه سوف يكون قارص
اتجهت الى البحر لأشكو له همى وهزنى وتعاستى
نزلت على الشاطى لأمشى على رماله الناعمة
وقفت امام أحد المقاعد التى تجلس عليه فتاة
كانت تجلس فى سكون ووداعة دون اى حراك
ماذا تفعل فى مثل هذا الموقت المتأخر من الليل
اقتربت أكثر فاذا بى أرى وجها طفوليا بريئا
عينان زرقاوتان كانهما سماء صافية
ووجه ابيض كبياض الثلج فوق سفوح الجبال
وشعر أسود كسواد ليل غاب البدر فيه
أقتربت اكثر منها فاذا بى أرى قطرات من
الدمع تسيل على خديها الرقيقين
منتدى ليلاس الثقافي
وكانهما وردة ذبلت من شدة جفافها
قررت ان أمعن التفكير فيها
لأرى لماذا أصبحت تلك الوردة الجميلة على هذا الحال
فاذا بى اجد فتاة عصفت بها رياح الحب
وانكوت بناره الحارقة
كانت كأى فاتة تحلم بفارس احلامها
يركب الحصان الأبيض يخطفها الى عالم اخر
عالم ملكهمها وحدهما تسكن فيه
هيا وفارس احلامها فقط
فى احدى الايام جائتها الفرصة
بدأ حلمها بفارس الأحلام يتحقق
كانت تتمعن فى عينيه وتتمنى الغرق فيهما
جاء الحبيب بعدما ظنت انه مجرد حلم لن يكتمل
كان صوته بالنسبة لها كصوت
لحن جميل عزفه امهر العازفين
واصبحا يلتقيان يوما بعد يوم
شعرت ان هذا الكون مملكة
وانها الملكة جالسة على العرش
استمر الحب الى ان جاءت
تلك الطعنة الغادرة
من فارس أحلام كان يلهو بها
تركها ولم يقل لها أى كلمة واحدة
وكانه مل من وجودها وشدة حبها
هى لا تدرى ما ذنبها
ماذا اقترفت من ذنب ليتركها
كانت تنتظر كلمة او همسة او نظرة
تشعر من خلالهما ان محبوبها عائد لها
وبقيت كما هى تنتظر لعله يرجع يوما
ولكن لم ياتى ابدا لها
فأصبحت كوردة ذابلة
عصفت بها رياح الحب فى ليلة غابرة
فى هذا الوقت قررت أن اعوذ الى بيتى
وان لا أشتكى همى وحزنى وتعاستى لهذا البحر
قلت لنفسى يا الهى هل هذا البحر سوف
يسمع همى بعدما رأى هذه الفتاة الحزينة
تحياتى