لم تؤوه يا شارع العياء
كان الثقيل عليك لم تحدب عليه
ومضى يخب الخطو يحنو للقاء
لا شيء يحضن في يديه
القيته في مسرح جهم بلا اضواء
ظللته بالفكرة الخرساء
كانت ترين على اماني مقلتيه
دخل المكان وكان حشد في ارتقاب
رمق الجلوس بكل أنواع العتاب
رصد الحيارى الفاغري الافواه
البالغي خفض الجباه
اذ قام ينزع جسمه المدفون في ثوب العذاب
وأتى ليحرق ثوبه
يبقى بعري وانتباه
(والعري أجمل ما يكون
من غير رمي بالظنون)
واذا بهم يتواجدون... يثرثرون
ويصوغ فيهم خطبة مزجت دماء
_ من ذا يلذ بساعة عجفاء
_من ذا يداري جرحه في كبرياء
يا هؤلاء
ماذا اتى بي ، حتى اراكم
ماذا اتى بي
ويدير ظهرا ملهبا
ختمته ايات النقاء
(توقيع سوط)
لكنهم لم ينظروا أثر الشجون
وتغامزوا ظنوا به بعض الظنون
ومضى الشريد
يدب كالمجروح ناشته الهموم
هذه قصيدة للشاعر في الداخل الفلسطيني الكبير فاروق مواسي
تتحدث القصيدة كما يشرحها كاتبها عن " قصة انسان معذب يحمل هموما وقضية ولا يجد التعاطف . فهو ثقيل على الشارع يحس بالتعب يسرع خطواته . حتى اذا جا المجتمع وجده غافلا يتقبل المذلة والهوان فيحاول جذب نظر الجمهور بأمور تافهة لكي يقول كلمته (لانه يعرف ان الجمهور تجذب نظره احيانا توافه الامور ) .يتعرى ويحرق ثوبه ويستغل لحظات الانتباه ليسألهم الاسئلة التي تؤرقه _
كيف تبحثون عن اللذة في اوقات عصيبة ومن منكم يحاول ان يتلافى الجرح والمصائب
ولما لم يجد اذانا صاغية يأخذ في تأنيب نفسه لماذا جئت حتى أرى هذا العجز واللامبالاة .
وعندما يدير ظهره العاري تظهر عليه اثار الضرب والمعاناة ، ولكنهم لم يسألوا عن الضربات بل تغامزوا وظنوا انه مجنونا أو .... اما هو فقد مضى والهموم تنتابه وتلح عليه ." قضية
الانسان الفلسطيني