المنتدى :
البحوث العلمية
كأس الزنجبيل
الزنجبيل.. وخواصه العلاجية
بقلم أ.دعلي إسماعيل عبيد السنافي
عميد كلية الصيدله – جامعة تكريت
قال تعالى : (ويسُقَونَ فيها كأساً كان مِزاجها زَنَجَبِيلا) . وذكر أبو نعيم في كتاب الطب النبوي حديث أبي سعيد الخدري قال : أهدى ملك الروم إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) جرة زنجبيل فأطعم كل إنسان قطعةً، واطعمني قطعةً.
الزنجبيل هو جذور أو الريزومات المجففة لنبات Zingiber officinale ويسمى باللغة الإنكليزية ginger أو zingiber وكلمة زنجبار الإنكليزية مشتقة من كلمة زنجبيل العربية Zindschebil ويعود هذا النبات الى العائلة الزنجبيلية Zingiberaceae ب(1). تعتبر منطقة جنوب شرق آسيا هي الموطن الاصلي للنبات ولكنه اليوم ينمو في اغلب المناطق المدارية ويزرع لاغراض تجارية في افريقيا والصين والهند وجامايكا وتعبر الهند اكبر البلدان المنتجة للزنجبيل ( 2 - 5 ).
مكونات الزنجبيل والمواد الفعالة
تحتوي رايزومات الزنجبيل على 10.5 % ماء و 8.5 % بروتين و 3.6 % دهون و 50% نشأ و 7.8 % رماد و 2.4 % الياف و 22ملغم كالسيوم و 136ملغم فسفور / 100غم من الرايزومات ويحتوي كل 100غم من الريزومات على 2.8 مايكروغرام حديد و 0.02 مايكروغرام ثيامين و 0.04 مايكروغرام ٍرايبوفلافين و 0.09 مايكروغرام نياسين و1.4 مايكروغرام فيتامين سي وكمية من فيتامين أ (7 ،6 ، 1 ) . وعندما تم استخدام الطرق الموصوفة من قبل منظمة الصحة العالمية مثل كرماتوافيا الطبقة الرقيقة والكروماتوكرافيا الغازية والكروماتوكرافي
صورة لنبات الزنجبيل
ا السائلة عالية الكفاءة فأن معدل احتواء الزنجبيل من الزيوت الطيارة هو 1-4 % ( 2 ) . وبالرغم من ان الزيوت تختلف في كميتها حسب مصدر النبات ولكن المكونات الرئيسية تكاد تكون ثابتة . وتضم الهيدروكاربونات السسكوايتربينية (Sesqitrerpene hydrocarbones ) وهي المركبات المسؤولة عن الرائحة الاروماتية للزنجبيل ويبدو ان نسبة هذه المركبات ثابتة في رايزومات الزنجبيل المأخوذة من مناشيء مختلفة . وتضم مركبات الهيدوكاربون السسكوايتربينية مركب ( (-)-Zingberene و (+)-ar-cucumene و (-)-β-sesquiphellandrene و β-basabolene ). فضلاً عن هذه المركبات فأن الزيوت الطيارة للزنجبيل تحتوي كحولات والدهيدات احادية التربين Monoterpene aldehydes and alcoholsوهي المركبات المسؤولة عن الطعم المميز للزنجبيل وتضم هذه المركبات مشتقات كثيرة لمركب gingerol منها [10]-gingerol و [8]-gingerol و [6]-gingerol ومركبات gingerol مزالة الهيدروجين التي تسمى مركبات shogaols وتضم [10]-shogaol و [8]-shogaol و [6]-shogaol (2،3،5،7 ) كما أشير إلى تواجد مركبات اخرى منها eucalypyol و camphene و geronial و linalool و borneol و olearesin و citral و zingiberol ,و zingerone واسترت حامض الخليك و methyl heptenone ( 1، 2، 8 ، 9 ).
وعند تحليل بروتينات الزنجبيل تبين انها تضم حامض الارجنين وحامض الاسبارتيك والسستين والكلايسين والايزوليوسين والسيرين والثريولين والفالين والبرولين وتصل نسبة البروتينات في الزنجبار5.8 - 9% ( 9، 10، 11 ) .
التأثيرات الدوائية للزنجبيل
التأثيرات على الجهاز الهضمي :
أ- التأثير المضاد للقيء .
لقد تم التأكد من التأثير المضاد للقيء لرايزومات الزنجبيل بالدراسات التجريبية اولاً ، حيث ادى اعطاء الزنجبيل للكلاب الى منع حدوث القيء المحدث بسلفات النحاس ( 12 ) ويعتقد ان فعل الزنجبيل لم يكن فعلاً مركزياً على الجهاز العصبي المركزي( مركز القي Vomiting centre ومنطقة المستقبل الكيمياوي Chemoreceptor Triger zone بل كان فعلاً على الجهاز الهظمي ، وان المادة المانعة لحدوث القيء هي Zingerones و Shogaols بي(13)
لقد جرب الزنجبيل في الانسان لمنع حصول التعرق البارد Cold Sweating في اربعين فرداً ( 14 ) ، كما وجد ان 1.88 غم من مسحوق جذور الزنجبيل كانت افضل من 100ملغم من مضاد الهستامين H1-blocker الدايمنهايدرامين في منع الاعراض المعوية في الدور المحدث بالكرسي الدوار ( 15) وقد قارن شمايد وجماعته سبع ادوية مضادة للقيء للوقاية من دوار البحر في 1489 شخص فوجد ان الزنجبيل كان كفوءاً في منع الدوار والقيء مثل بقية الادوية ( 16 ) . كما وجد ان جرعة مقداره 250ملغم من مسحوق الزنجبيل اربع مرات يومياً في علاج القيء الخبيث اثناء الحمل خفضت وبشكل ملحوظ كل من شدة القيء وعدد مرات القيء ( 17 ) كما ان فعالية الزنجبيل في الحد من القيء الحادث بعد العمليات الجراحية كانت افضل من المتكلوبرامايد ( البلاسيل )( 18 ، 19 ) .
صورة لجذور نبات الزنجبيل
ب- الفعل المدرر للصفراء والفعاليات الاخرى على الجهاز الهضمي .
لوحظ ان ادخال زيوت الزنجبيل في الاثني عشر في الجرذان زاد من افراز الصفراء ولمدة 3 ساعات بعد اعطاء الجرعة وكانت الخلاصة المائية للزنجبيل غير فعالة . وكانت المركبات المدرره للصفراء هي [10]- ginerol و [6]-gingerol . كما لوحظ ان 75ملغم / كغم من خلاصة الاسيتون للزنجبيل او 25ملغم/كغم من [6]-shogaol او [6] او [8] او [10] gingerol زادت من حركة المعدة في الفئران وان فعاليتها كانت مساوية او اقل قليلاً من المتكلوبرمايد ( 21 ) . ويعتبر الزنجبيل طارد للغازات ويستخدم في علاج سوء الهظم والنفاخ ( 7 ، 8 ). ومن الجدير بالذكر ان للزنجبيل تأثيراً مثيراً للدهشة على الجهاز الهظمي ، فهو يزيد من حركة المعدة ويزيد من امتصاص الدهون والبروتينات ولكنه يرخي العضل الاملس للامعاء ويعمل كمضاد للمغص ومضاد للاسهال ( 7، 9، 22، 23 ) خصوصاً وان للزنجبيل فعالية ضد البكتريا مثل جراثيم السالمونيلا تايفي وضمات الكوليرا وضد الفطريات مثل فطريات Tricophyton وان الفعالية القاتلة للجراثيم تعود الى مركبات Shogaol و Zingerone ل(24). ويعتبر الزنجبيل فاتح للشهية ويستخدم لهذا الغرض . حيث انه يزيد من افراز اللعاب والعصارة المعوية ( 25 ) .
فضلاً عن ذلك فأن للزنجبيل فعلاً قاتلاً للديدان مثل دودة Ascaridia galliوقد ظهر ان فعالية الزيوت الطيارة للزنجبيل ضد الديدان كانت افضل من فعالية سترات الببرازين ( 26 ) .
كما ان الزنجبيل كان فعالاً في الحد من تكون القرحة المعدية المحدثة في الحيونات المختبرية بواسطة الكحول والاندوميثاسين والاسبرين ( 27 ، 28 ) ولوحظ ان ( [6]-gingerol و zingiberene ) بجرعة 100ملغم/كغم عن طريق الفم في الارانب ثبـطا تكون افات المعدة بمعدل 54.5 % و 53.6 % على التوالي . اما الخلاصة الخام للزنجبيل فقد ثبطت تكون افات المعده بمعدل97.55 %عندما اعطيت بجرعة 1غم/ كغم . ان اعطاء كل من الخلاصة المائية والكحولية للزنجبيل للارانب قد قلل من الافراز المحفز للحامض المعوي والببسين وكان كل من الخلاصتين فعلامساويالجرعة 50ملغم/كغم من مادة السمتدين ( تاكاميت ) . وكانت الخلاصة المائية مساوية في فعلها للسمتدين في خفض منسوب الحامض المعوي ولكنها افضل من الخلاصة الكحولية في خفض افراز الببسين ( 26 ).
الفعل المسكن والمضاد للالتهابات
لقد ادت خلاصة الماء الحار للزنجبيل الى اثباط انزيمات cyclooxygenase و 5-lipoxygenase الانزيمان اللذان يحولان حامضالاراكدونك arachidonic الى البروستوكلاندينات والليكوترينات خصوصاً برستوكلاندين أي PG-E و ليكوترين ب4 LT-B4 اللذان يمثلان اقوى الوسائط الالتهابية ( 30 ) لوحظ ان خلاصات الزنجبيل عن طريق الفم في الجرذان قد ادت الى قلة نضوح السوائل الالتهابية وحصول الاستسقاء في راحة القدم المحدث بالمواد المحدثة للالتهابات ( 31، 32 ) وان فعالية الزنجبيل كانت معادلة لفعالية الاسبرين . كما لوحظ أن (Shogaol)وحدهقد ثبط الاستسقاء المحدث في راحة قدم الجرذان بواسطة مادة الكاراجينان وذلك من خلال اثباط انزيم (cycloxgenase) ( 34 ) فيما وجد كوجي وجماعته ان مركبات [6]gingerol و[6]-dehydrogingerdi one و[10]-dehydrogingerd ione و [6]gingerdione و [10] gingerdione قد ثبطت تصنيع البروستوكلاندينات من خلال تثبيط انزيم مصنع البروستوكلاندينات PG-Synthase . وان المركبات الاربعة الاخيرة كانت اكثر فعالية من الاندوميثاسين ( 35 ) وفضلاً مناناثباط البروستوكلاندينات بحد ذاته يعتبر تأثيراً مسكنا حيث ان البروستوكلاندينات تزيد من حساسية النهايات العصبية للنواقل والوسائط المؤلمة مثل Bradykinines ، فضلاً عن ذلك فأن للزنجبيل تأثيراً مسكنا بآلية اخرى وهي اثباطه لتحرر المادة –ب Substance-P ويعود هذا الفعل الى مركبات Shogaols (36 ).
اما على صعيد الدراسات السريرية ، ففي دراسة في الصين على 113 مريض بألتهاب المفاصل الروماتزمي وآلام اسفل الظهر ، ظهر ان حقن 5-10% خلاصة الزنجبيل في مناطق الاصابة ادى الى تحرر كامل او جزئي من الألم وقلة في تورم المفاصل وتحسن او عودة وظيفة المفاصل الى الحالة الطبيعية ( 11 ) كما لوحظ ان اعطاء مسحوق الزنجبيل عن طريق الفم لمرضى التهاب المفاصل الروماتزمي والاضطرابات العضلية الهيكلية ادى الى درجات متفاوتة من التخفيف من الالم والتورمات المفصلية (37 ).
التأثيرات على القلب والاوعية الدموية وجهاز الدوران
لوحظ ان للزنجبيل تأثيراً مقويا للقلب حيث انه يزيد سرعة وقوة التقلص القلبي Inotropic and chronotropic عندما يوضع على اذين قلب الحيوانات المختبرية في حمام الانسجة المعزولة . وان هذه الفعالية ناجمة عن انه يسرع دخول ايونات الكالسيوم الى العضل القلبي ، تلك الايونات الضرورية لعملية التقلص ( 38, 39 ,40 ) . ان هذه الفعالية تعود الى [6]-Shogaol و [6]-gingerol . كما لوحظ ان [6]-Shogaol يحدث انخفاض سريع في ضغط الدم يعقبه ارتفاعاً في الضغط عند حقنه وريدياً في الفئران ، ويعتقد ان الفعل الرافع لضغط الدم يعود لآلية مركزية من خلال التأثير على المركز القلبي الوعائي Vasomotor centre والمركز المحرك الوعائي Vaso motor centre ب(40) . ولوحظ ان الخلاصة المائية للزنجبيل منعت تجمع الصفيحات الدموية المحدث بالادنوسينثنائي الفوسفات والادرينالين وحامض الاراكيدونيك ( 41 ) . ولوحظ ان الخلاصة المائية للزنجبيل تثبط انزيم تصنيع الثرمبوكسان Thromboxane synthase ، العامل المجمع للصفيحات الدموية ، كما ان خلاصة الزنجبيل ترفع من منسوب البروستاسايكلين Prostacycylin العامل المانع لتجمع الصفيحات الدموية . أي انه يمنع تجمع الصفيحات الدموية وتكون الخثرة الدموية بعدة آليات (42 ) . وفي دراسة في الانسان على 7 نساء ، فأن الزنجبيل الطري 5غم عن طريق الفم قلل من مستوى Thrmoboxane في المصل ، الامر الذي يشير الى ان الزنجبيل ادى الى اثباط العامل المحفز لتجمع الصفيحات الدموية ( 43 ) . كما لوحظ ان الزنجبيل يخفض من مستوى الكولستيرول حيث ان مادة Oleo-resin حينما اعطيت عن طريق الانبوب المعدي للجرذان فأنها ثبطت مستوى الكولسترول في الدم والكبد من خلال اعاقة امتصاص الكولسترول من الامعاء وزيادة طرحه نتيجة زيادة ادرار الصفراء ( 44 ). كما ان مسحوق رايزومات الزنجبيل المجفف كان له فعل مخفض للكولسترول سواء اعطي للجرذان التي لديها فرط كولسترول مسبق او التي احدث لها فرط الكولسترول بأطعامها غذاءاً غنياً به ( 45 ) . ومن مجمل الفعاليات المذكورة فأن الزنجبيل من الادوية المفيدة في علاج امراض القلب الاختناقية Ischemic heart diseases والجلطات الدماغية وتخثر الاوردة العميقة deep venous thrombosis .
التأثير الباعث لدفئ
أن الزنجبيل من المشروبات المعروفة بأثارتها الدفئ والحفاظ على درجة الحرارة حيث انة يمنع تحرير مادة السيروتونين التى تؤدى مركزياً الى خفض الحرارة ولذلك فهو من المشروبات الشتائية كما انة ولخاصية المثيرة للدفى فانه يستخدم كمحفز جنسي ( 22،46 ) .
الفعاليات الدوائية الأخرى للزنجبيل
ان للزنجبيل تاثيراً خافض للسكر فى الارانب والجرذان الطبيعية التى احدث لها مرض السكر بمادة الالوكسان .وان التأثير الخافض للسكر للزنجبيل ذو اهمية داوئية فى الحيوانات التى احدث لديها مرض السكر ( 47 ) لوحظ ان المركبات الفينولية للزنجبيل تحدث تاثيراً مرخيا ًلعضل الرحم فى الانثى غير الحامل ،وان استجابة الرحم فى الجرذان للزنجبيل تختلف بأختلاف مرحلة الحمل وان فترة انغراس البيضة المخصبة هى اكثر فترات الرحم حساسية للفعل المرخى للزنجبيل ،ويعتقد ان المركبات الفينولية لها نفس مفعول مادة Papaverine . ل(48)
كما ان الزنجبيل يستخدم لادرار الحليب فى الانسان , ويؤخذ كثيراً في شرق افريقيا لتخرج مؤيضاته عن طريق العرق لطرد البعوض ،كما تعمل منه عجينة على الراس لعلاج الصدع والشقيقية ( 49 ، 50 ) وان الزنجبيل احد مطيبات الاغذية وقد وضع من قبل المجلس الاوربي تحت الفقرة N2 من المطيباتالغذائيه الطبيعيه ( 10 ).
الجرعة وطريقة الإعداد :
لعلاج دوار السفر في البالغين والاطفال اكثر من 6 سنوات يعطى الزنجبيل بجرعة 0.5 غم 2-4 مرات يومياً ،ولعلاج سوء الهضم والنفاخ يعطى بجرعة 2-4 غرام يومياً من مسحوق الزنجبيل وتقسم الى ثلاث جرع (49 ). وقد اشار تايلر وجماعتة ان الجرعة عموماً فى الانسان هي 0.6 غم ( 1 ) فيما اشارت الموسوعة الشعبية البريطانية ان الجرعة هي 0.25 –1 غم من الجذور الجافة ثلاث مرات يومياً ولمختلف الاغراض ( 9 ) واشير الى ان طريقة الاعداد تتضمن وضع 0.5 – 1 غرام في كوب وصب الماء المغلى علية ثم يرشح بعد 5 دقائق ويشرب ( 25 ).
التأثيرات غير المرغوبة
لم تسجل على الزنجبيل تأثيرات غير مرغوبة وانها وان كانت موجودة فهي طفيفة .ان جرعة مفردة مقدارها ( 2 غم ) قد تحدث القيء (25 ) . ان الجرعة السامة للزنجبيل هي جرعة عالية جداً حيث كانت الجرعة القاتلة لـ 50 % من الجرذان عن طريق الفم والارنب عن طريق الجلد اكثر من 5 غرام /كغم (51،52 ) . وهناك بعض التحذيرات ينبغي الاخذ بها .ان للزنجبيل تأثير اً مزيد لسرعة ولتقلص القلب وتأثيراً على ضغط الدم فيجب اخذ الحذر عند تعاطية من قبل مرضى القلب او الاوعية الدموية مع انه ينصح باستخدامه لمنع تكون الجلطات الدمويه ، ولأنة يؤثر على تخثر الدم فربما يزيد من فعالية مضادات التخثر فى المرضى الذين يتعاطون هذة الادوية . كما ان تأثيره الخافض للسكر ربما يزيد من فعالية الادوية الخافضة للسكر الفمية والانسولين ( 10 ) . ولايفضل اعطاءه للأطفال دون سن السادسة (49 ) .
|