14- لن انظر الى الوراء
مع ان من الطبيعي ان تفكر لورا بالعوده الى شقتها التي كانت تشارك بها ليندا, الا انها تعرف
ان روبرتو قد يأتي ليطلب منها الفغران, وبما انها لا تطيق رؤيته ثانية, فقد استأجرت شقة مفروشة
في الطرف الاخر من لندن,
وقالت لصديقتها:
-الخادم سيرسل لي معدات التصوير على عنوانك, وعندما تصل..سأحضر لاستلامها.
- وعندما يحضر كونت دراكولا... ماذا سأفعلبه؟
- أي شيء تحبينه, ما دمت لن تخبريه اين يجدني. يجب ان تعديني بهذا.
- وهل عليك ان تطلبي وعداً؟ بعد تصرفه معك لن أدله على موقف الباص حتى! ولكنني اشعر
بالاسف لانك لن تسكني معي. ما رأيك ان انتقل للسكن معك؟ سيسعدني التخلص من هذا المكان.
- سأحب هذا كثيراً فالسكن لوحدي سيجعلني تعيسة.
- وماذا بخصوص بيدرو؟ مع ما قلتيه لي, من المؤكد انه سيأتي ! ليلاحقك !
- سأقرص اذنه لو فعل... فلم يعد هناك ما يبتزني به لأخرج معه.
ا اعتقد انه واقع بحبك.
- ولكنني لم اقع بحبه.
- عليك ان تكوني جادة مع شخص ما, يوماً ما , لا تستطيعين الاستمرار بتذكر روبرتو ماسيني.
- لا اريد التحدث عنه ابداً.
- وهل يمكنك التوقف عن التفكير به ايضاً؟
- سأحاول...سأعمل جاهدة الى ان اقع من التعب. انها افضل طريقة لنسيان رجل.
رغبة لورا بالعمل المرهق , تحققت بسرعة لم تتوقعها. في خلال اسبوع , طُلب منها تصوير
مجموعة ازياء جديدة , ومجموعة ادوات تجميل اخرى, وامضت نهاية الاسبوع في منزل
نجم معروف لتصوره في اوقات فراغه. وعادت متأخره الى لندن ذلك الاحد, وانهارت في
الفراش مرهقة , عندما اتصلت بها ليندا لتقول :
-ان السيد بوب ساندرز اتصل بها قال انه صديق السيدة وليامز في روما , ولكنني لم ارغب
في اعطائه رقم هاتفك اذ يمكن ان يكون روبرتو ماسيني متنكراً !
- روبرتو لا يعرف السيدة وليامز . على كل انه ليس من النوع الذي يستخدم اسماً مستعاراً.
- اذاً الافضل ان تتصلي بالرجل. يبدو انه مهتم بالاتصال بك.
أول مافعلته صباح الاثنين ان اتصلت بالرجل في فندق كلاريدج حيث يقيم . ودعاها فوراً
لتناول الغداء معه, ولكنها قالت انها مشغولة طوال النهار فاقترح عليها العشاء. وفي الثامنة
مساء دخلت الصالون في الفندق . ليقابلها رجل طويل و نحيل في اواسط الاربعين.
قال لها:
- لنطلب العشاء قبل ان نتكلم عن العمل.
وشرح لها ماذا يريد منها عندما كانا يشربان بعض المرطبات.
- انا ناشر, وقد ارتني السيدة وليامز بعص الصور التي التقطيها لاطفالها, ثم رأيت العديد منها
فيما بعد. في حفلة اقامتها على شرفي. هذه الصور اعطتني فكرة كتاب. كان هناك كتب شبيهه
به ولكن اعتقد بأننا نستطيع تحسينه.
- كتاب لصور الاطفال؟ لقد فكرت بهذا ايضاً, ولكن من يرغب في شراء مثل هذا الكتاب,
ماعدا من له فيه صور؟
- دعيني اشرح لك فكرتي. الفكرة كانت بسيطه مجموعات من صور الاطفال, كل مجموعة لها
عنوان وتعليق مميز,وتُوضع هذه قرب صور لراشدين, يبدو عليهم نفس الانطباع,تؤخذ من
واقع حياتهم الطبيعيه.
- ومن اين ستحصل على مثل هذه الصور؟
- منك انت. سيكون امامك كمية عمل هائله. وكمية مال هائلة ايضاً.
- ليس المال وحده يهمني سيد ساندرز. فأنا احب ان اصنع اسماً لامعاً لي...
- اذا نجح هذا الكتاب فستحصلين على الاسم. انت والكاميرا ستكونان موضع طلب اينما ذهبتي.
انها فكرة اخاذه, وقبل ان تنتهي الامسية كانت قد وافقت على العمل بالكتاب.
- سأحضر عقداً وأرسله الى مدير اعمالك.
- ليس عندي مدير اعمال, ولكنني سأكون سعيدة جداً اذا تركت الامر لك.
- لا تثقي ابداً بناشر, اذا لم يكن عندك مدير اعمال, دعي محاميك يهتم بالامر.
كان الوقت منتصف الليل, عندما اوصلها الى منزلها, ةوطلب من التاكسي الانتظار حتى
يوصلها اللا شقتها في الطابق الاول. وبدا معجباً بالمنزل القديم الكبير, ودعته لتناول
العشاء معها في أي يوم يختار.
- لا اريدك ان تطبخي لي... سآخذ انا العشاء.
وودعها, ثم دخلت شقتها وقد تملكها شعور بالرضى, لم تشعر به منذ زمن. كان رجلاً فاتناً
روخه المرحه مثل مظهره الجذاب ولكن مع دفء ملحوظ ستحتاج اليه بالتأكيد.
خلال الأسبوع استمرت لورا بمقابلة بوب يومياً. وسافر الى الولايات المتحده يوم الاحد
واوصلته الى المطار, وهي تشعر انها ستفقد صديقاً.
وقال لها وهو يمسك بيدهاً مودعاً:
- هل تمانعين لو عدت لرؤيتك؟
-- سأكون دوماً مسرورة برؤيتك عندما تأتي الى لندن.
= بالنسبة للعمل , لست بحاجة للعودة قبل ستة اشهر, ولكن لو قلتي لي, سأكون سعيداً
بالحضور كل شهر.
وشعرت بالإحراج, ولم تدر ماذل تقول. لقد اعجبها , ولكنها لا تستطيع إلزام نفسها. فروبرتو
لا يزال قريباً منها جداً. حتى عندما تتذكر اسمه بصمت, كان ذلك كلسع سوط لها.
وقال بوب بنعومة:
- فكري بالأمر...
ثم ذهب عبر البوابة , وقبل ان يستدير عند المنعطف, التفت ولوح لها. يوماً ما سوف تبدأ
التفكير بمستقبلها. ولكن ليس الآن.
العودة الى شقتها الخالية, كان أكثر مما ستتحمله , فذهبت عند ليندا , التي كانت ترتاح
يوم الاحد في المنزل . وجلست الفتاتان بكسل تشاهدان التلفزيون وتشربان القهوة وتأكلان
بعض السندويشات, وحاولت لورا عدم التفكير بما كانت ستفعله في مثل هذا الوقت
لو بقيت في روما.
وسألتها ليندا خلال فترة الاعلانات على التلفزيون:
-ماذا ستفعلين بخصوص روبرتو؟... انه يتصل بي كل يوم لمعرفة رقم هاتفك.
وقفزتلورا من مكانها وكأن دبوساً قد وخزها.
- انا ذاهبة.
- لا تكوني حمقاء. لا يمكن له ان يأتي اليوم , وحتى لو اتى, لن ادعه يدخل.....
لن تستطيعي الهرب منه الى الابد. الشيطان المسكين يريد ان يعتذر, ولا ارى سبباً لرفضك.
قد يقدم لك هدية لطيفة للتعويض عن اهاناته لك.
- لا اريد شيئاً منه.
- حتى ولا جوليو؟
- حتى ولا جوليو. لا استطيع ان امنحه منزلاً مناسباً وانا اعمل, بهذا الخصوص روبرتو
على حق على كل ستكون حياته رائعه في القصر . فروزا والكونتيسة تعبدانه. سينمو
بينهما وكأنه امير صغير.
- وماذا بخصوص صاحب الفخامه ؟ كيف يتصرف مع ابن اخيه؟
هل يربت على رأسه مرة في الاسبوع؟
-انه يحبه. يدخل جناحه دائماً ليحمله, وسيحبه جوليو. لن يستطيع الا ان يفعل.
- وانت كذلك.
- سأنساه, وسأفعل.
- لن تنسيه اذا استمريت بالهرب منه, يجب عليك ان تريه يوماً ما, فلماذا لا يكون هذا الآن؟
ام انك ستتخلين عن جوليو نهائياً؟
- بالطبع لا.... ولكن عليّ ان امنح نفسي بعض الوقت.
- لا زلت اشعر بالغضب داخل نفسي.
- ستشعرين بشكل افضل لو سمعت اعتذار روبرتو. ليس هناك شيء مثل رؤية رجل يتذلل
لاستعادة ثقة امرأه فيه. صدقيني انا اتكلم عن تجربة.
وضحكت لورا, لانها تعرف ان ه8ذا بعيد عن الحقيقة, ولكنها لا حظت ليندا تحاول ان تقنعها
وفي طريق عودتها الى شقتها فكرت بحذر, وقررت ان تنتظر اسبوعاً بعد, ثم تكتب للكونتيسة.
كم هو غريب اشتياقها للتحدث مع المرأة. فمع ان حياة الكونتيسة ونشأتها مختلفة تماماً عن حياتها
ونشأتها, فان القصص التي روتها لها عن طفولتها وشبابها, كانت تنقل لورا الى عالم الخيال
الذي لم تعلم ابداً انه موجود. ولكن, انه عالم سينمو فيه جوليو, واذا لم ترغب في ان يكون
مختلفاً تماماً عن حياتها كالنجمه في السماء.
في الصباح, ذهبت مباشرة الى معرض الازياء لاعادة تصوير بعض الفساتين من المجموعة
المعروضة هناك.
واعتذر صاحب المعرض قائلاً:
- طلبي اعادة تصويرها ليس لأنني لم احب صورك,ولكن بعضاً منها لم يكن له اسلوبك المعتاد.
- لم اكن اشعر بالراحه عندما عدت من روما. وأظن ان هذا أثر على عملي.
-- لا........ فعملك دائماً جيد.
- لا امانع بالانتقاد , وسأكون سعيدة لاعادة التصوير.
- متى استطيع رؤية الصور. مجلة الازياء الشهرية ستأخذ بعض الصور المنتقاة اذا حصلت
عليها صباح الغد.
-لن تكون الصور جاهزة في هذا الوقت. ليس عندي غرفة تظهير لائقة بعد. وانا اتدبر امري.
- يجب ان اراها الليلة...سأسافر عند الصباح واعود في المساء الى مكتبك, واختار ما يعجبني
منها ثم تظهرينها لي.
- سأعمل طوال بعد الظهر ولن أتمكن من تظهيرها قبل العاشرة مساء.
- هذا ليس وقتاً متأخراً بالنسبة لي....سأحضر الى شقتك ...لورا,لا يضايقني ان تظني انني
احاول التقرب منك. ولكنني هذه الايام عندما يمون لديّ وقت لا يكون لديّ الرغبة. وعندما
يكون لديّ الرغبة لا اجد الوقت اللازم !
فضحكت وكتبت عنوانها على ظهر مغل:
- سأفعل هذا من اجلك فقط, ولكن لا تأتي قبل العاشرة لأن الصور لن تكون جاهزة.
بعد الظهر كان شاقاً عليها, وعندما عادت الى شقتها, صعدت الى سريرها وجذبت الغطاء فوق
رأسها. ولكن بما انها وعدت بتجهيز الصور, فلن تستطيع الاخلال بوعدها, وبعد ان استحمت ,
ارتدت بنطلون جنز وكنزة ودخلت الى غرفة التظهير المؤقتة لتعمل بالصور.
عند التاسعة والنصف كانت الصور جاهزه لتجف , وخاطرت في ان تختار ما اعجبها وطبعته
لو انه اختار صوراً اخرى فسيكون الامر سيئاً. وقاومت تعبها ودخلت المطبخ لتحضر لنفسها شيئاً
تأكله, وحضرّت كوباً من الحليب, مع قطعة خبز وجلست على الاريكة في غرفة الجلوس.
ودق الجرس, فتثاءبت ووضعت يدها على فمها وهي تتثاءب, وذهبت عارية القدمين لتفتح الباب.
- لحظه من فضلك !
وفتحت الباب واستدارت على الفور الى غرفة التظهير.
- ادخل والقي نظرة على الصور, انها جاهزه.
وبلغت باب غرفة التظهير عندما جعلها صمت الرجل غير المعتاد تلتفت لترى ما الامر. وجف الدم
في عروقها عندما رأت الرجل الذي يقف امامها. هل هو شبح اخرجته مخيلتها؟ ولكن الاصابع
التي امسكت بذراعها كالفولاذ ليست اصابع شبح, ولا ذلك الصوت الذي تكلم بنعومة في اذنها:
- هل ظننت انني لن اجدك يا لورا ؟
وسحبها روبرتو من الضوء الاحمر اللامع للردهة . وتحركت عيناه ببطء من شعرها الاحمر
المتجعد الى قدميها العاريتين الظاهرتين تحت بنطلونها الجينز. ثم عادتا لتستقرا على فمها الاحمر
الممتلئ. الخالي من احمر الشفاه ومع ذلك يبدو جميلاً, ثم الى عينيها الخضراوين, والبؤبؤان
متسعان من الخوف وكأنها قطة مجفلة.
- غريب ان تأتي اليوم, كنت قد قررت ان اكتب لك.
- وهل سترسين بطاقة في عيد ميلادي الستين؟
وتطلعت اليه ملياً. ولم يكن السرور بادياً على وجهه, حاجباه مزمومان فوق عينيه , واللمعان
مختفً منهما. وكأنما سواد افكاره قد جعلهما معتمتان. واستطاعت ان تلاحظ اثر الليالي التي
قضاها من غير نوم, لانها اضفت على وجهه ظلالاً من السواد والتعب, وحفر غائرة فوق عظام
فكه . ولكن ذلك اضفى عليه صفة حنونه, جعلتها تشعر بضعف في ركبتيها . وحاولت التراجع
عنه, ولكنها , وعندها فقط, لاحظت انه ما زال يمسك بها.
- انت تؤلمني يا روبرتو.
وتركها فوراً’ وفركت ذراعها مكان اصابعه حيث الجلد اصبح بلون ابيض.
وقال بهدوء:
- انا دائماً اؤلمك. انه الشيء الوحيد اللعين الذي فعلته لك ابداً.
-انسى الأمر. يجب علينا ان نتقابل دوماً من اجل جوليانو....والتحدث بالماضي لن يفيد أي منا.
- هل نجلس في مكان ما, ام نبقى هنا واقفين؟
- ليس لدي! شيء اقوله.
- اذاً تستطيعين ان تصمتي وتستمعي.
واستدار بعنف وسار نحو الغرفة المقابلة, ليقف عندما ادرك انه سيدخل غرفة نوم.
فتمتم:
- لابد ان عقلي الباطن قادني الى هنا.
اتسم. ولكن الابتسامه اختفت على الفور. والتعبير المؤلم عاد ثانية الى وجهه. وقررت
لورا ان تتصرف بلياقة. فأشارت الى غرفة الجلوس.وسألته اذا كان يريد ان يشرب شيئاً
فهز رأسه وجلس على المقعد, ليقفز على الفور وكأن أفكاره لم تترك له فرصة للراحه.
وسألها:
- لماذا لم تخبريني عن ماري؟
وفاجئها السؤال ونظرت اليه دون حراك,
فقال موضحاً
- لقد اخبرني بيدرو. لقد اتى الى القصر ليلة تركتيه.
- كان من المفترض ان اذهب معه لعرض اول لأحد الافلام.
- اعلم هذا . عندما وجد انك ذهبتي, بقي هناك لرؤيتي.
ودار دورة كاملة حول الغرفة بعنف وغضب:
- لماذا لم تقولي الحقيقه عندما قابلتك اول مرة؟
- لانك كنت ستأخذ جوليو مني... لا تزعج نفسك بالنكران..
- انت على حق. ولكن فيما بعد, عندما كنت تعيشين في القصر. وعرفت شعوري تجاهك؟
- كنت اعرف انك تكرهني.
وارتفع صوتها ولكنها سرعان ما سيطرت عليه.
قصاح:
- لقد ارتك !
- ولكنك مازلت تكرهني. وكرهت نفسك لانك تريدني.
- انا لا اكرهك يا لورا !
- لقد قلت هذا بنفسك.
- لقد قلت اشياء حمقاء كثيره وانا غاضب. لم اكن افهمك لقد حيرتيني وجعلتيني اغضب
كان هناك اشياء تبدو غير حقيقيه حولك, ولكنني لم استطع التكهن بها . وعندما اخبرني
بيدرو الحقيقه. بدا لي كل شيء في مكانه الصحيح. ولكن قبل هذا لم استطع التفكير بك
سوى انك مثل " جيكل وهايد"
- وبما انك الآن اكتشفت انني نقية مثل الثلج المتساقط, جئت لتعتذر؟
- اجل......
وتوقف عن السير, ووقف امامها.
- سأركع عند قدميك, اذا كان هذا سيشكل فرقاً لك.
وهزت رأسها نفياً وقد غمرها شعور بأنه يعني مايقول....رزبرتو ماسيني يركع عند قدميها !
انها فكرة لا تصدق.
- اقبل اعتذارك يا روبرتو ! سيكون امراً سيئاً على جوليو اذا لم نكن على وفاق.
- انسي جوليو الآن. لا اهتم سوى بك وبي. وبمستقبلنا.
- ليس بيننا مستقبل يا روبرتو. لن اكون سعيدة ابداً مع رجل اساء الحكم عليّ كما فعلت انت.
- لا تستطيعين الاستمرار بلومي على هذا. لقد اعميتيني عن الحقيقه متعمده. لقد تظاهرت بانك
ماري.وانت تعرفين جيداً سمعة شقيقتك
- لقد احبت جوليانو..
- ولكنها كانت مختلفة عنك, فلماذا تظاهرتي بالعكس؟
- لقد كنا توأمتين.... لقد كنا حبتي فول في وعاء واحد. والفول له نفس الطعم. لقد قلت هذا بنفسك
يا روبرتو , الأ تتذكر؟
-أتذكر ايضاً انك فعلت اشياء كثيرة لتحيرني, فعندما بدأت انظر اليك كبريئه, عندما ظننت ان
الاقاويل من حولك خاطئة, بدأت الخروج مع يبدرو.
- لأنه هدد بفضح امري وقول الحقيقة لك.
- ماذا؟ لو عرفت هذا من قبل لقتلته . ولكن معرفتي انك معه, ومعرفتي أي نوع من الرجال هو
جعلني اعتقد ان ظني بك خاطئ. في الرسائل التي كتبتها ماري لأخي. قالت انها تحبه من كل قلبها
ومع ذلك فبعد اشهر قليلة من وفاته كنت تعبثين مع عشيق سابق. ولكنني اعرف الحقيقة الآن
وقد اختلف الامر. لقد كنت ممثلة ممتازه يا لورا.
- يبدو انني كنت ممتازة اكثر من اللزوم... ولكن ما من شيء فعلته وحتى فعلته ماري. يعطيك الحق
بالظن بهذه الظنون الفظيعه.
ولم تستطع ذكر الظنون, مع ان اللون تصاعد الى وجهها. بإشاره واضحه الى انها تعني ما تقول.
فقال هامساً:
- لا استطيع الاستمرار بالحياة مع تذكري لما قلت. يجب عليك ان تغفري لي يا لورا.
التعبير على وجخخ كان تعبير معذب, ولم تستطع النظر اليه دون الشعور بالحزن. ولكن,
ولأنها تحبة, الغفران كان أصعب
- لورا.. عندما تكلمت معك, قبل ان تريني تلك الصور. كنت قد صممت ان اتزوجك.
ونظرت اليه غير مصدقة.
ومد يديه كالمتوسل:
- انها الحقيقه, اضحكي عليّ لو شئت, ولكنني اقسم انها الحقيقه مع انني كنت اؤمن
انك فتاة لا اخلاق لها. لقد احببتك كثيراً حتى انني صممت ان اتزوجك, وكنت واثقاً
ان حبي من القوة بحيث يغيرك.
فقالت بمرارة:
- المصلح الكبير.
وقال بخضوع:
- بل رجل واقع في الحب. امل ان ينجح حبه حيث فشل كل شيء اخر...ارجوك لورا
على الاقل لنكن اصدقاء.
- لا استطيع.... انه...
ودق جرس الباب فأسرعت اليه وهي تقول:
- لقد اقبل احدهم لياخذ بعض الصور.
ودخل صاحب المعرض الى الشقه وقال:
- اسف لتاخري, ولكنني نمت امام التلفزيون.
وانتظر امام غرفه التظهير بينما جمعت لورا الصور له ثم أدخلته غرفة الجلوس حتى لا تبدو
امامه فظه , وقدمت الرجلين لبعضهما. وكان متفهماً فوافق على الصور التي اختارتها وشكرها
وغادر الشقه. وعادت الى غرفة الجلوس لتنظر الى عينيه, وترى نفسها فيهما. واستطاعت
ان تفهم العذاب الذي عاناه عندما ادرك انه واقع في حب فتاة فيها كل الصفات المكروهه,ومع
ذلك استمر في حبها.
على الرغم من انه كان دائماً يجد اختلافات مابين ما يظنها عليه وما اكتشف انها عليه . وكلما
وجد اختلافاً, لعبت دوراً لتصعب الامور عليه0 مسكين روبرتو, لا عجب انه ضاع !
وعندما بدا ان رغبتهما في بعضهما قد تمحو كل شيء, ظهر بيدرو, جالباً معه شكوكاً اكثر
في نفس روبرتو.
ولكن هذا لم يكن كل شيء, فهناك تحركاتها الغامضة بعد ظهركل يوم. لقد كانت سعيدة بنفسها
في السيارة الحمراء الصغيرة والكاميرا معلقة في علبتها. وهي
ذاهبة لتصور الاطفال وابتساماتهم. لا قلوب الرجال كما كان يظن. تضارب الوضع اظهر لها الوجه
المضحك له. وبدأت تضحك في البداية كانت ضحكة خفيفه. ولكنها بعد ذلك كبرت لتصبح مرتفعه
ثم بعد قليل القت رأسها على ذراع الكرسي. والدموع تنهمر على وجهها من الضحك.
فسألها روبرتو متعجباً:
- ما الأمر؟
وحاولت ان تخبره لماذا تضحك, ولكنها لم تستطع ان تتكلم, وامسك بكتفيها وهزها بعنف. واستمرت
بالضحك , فرفع يده وصفعها على خدها. واهتزت اسنانها, ولكن الضحك توقف,وامتلأت عيناها بالدموع.
وقالت وهي تنتحب:
- لقد فعل بي الآن كل شيء. حتى انك ضربتني ! ضربتني !
وأنزل يده بسرعه, فصرخت وتعلقت به.
- حبيبي روبرتو كنت اضحك عليك. ولكن لا تطلب الشرح مني الآن. سأقول لك في وقت آخر.
- وهل سيكون عندنا وقت آخر؟
وامسكها من خصرها وهمس:
- هل تعنين هذا يا محبوبتي؟ هل ستتركيني اتودد اليك واعلّمك . ان تحبيني؟ سأكون صبوراً
معك يا لورا, عودي فقط الى القصر وعيشي معنا هناك.
- كزوجة اخيك؟
- لا...... بل كشقيقة ماري.
- وماذا ستقول لأصدقائك؟
- سنجد طرقاً للمزاح حول الأمر. اضافه الى ان الناس لايسألون عما يقوله روبرتو ماسيني.
- ولا حتى اوليفيا؟
- ستكون مسرورة لنا.
- لا تكن سخيفاً !
- اوليفيا ليست مهمة يا ملاكي, انا لم اطلب من امرأه ان تتزوجني من قبل.
- اعلم هذا...... وانا لازلت منتظرة.
- لن اطلب منك الزواج حتة أتأكد انك تحبيني بالقدر الذي احبك فيه لأنك عندما تقولين نعم
سأستدعي رجل الدين على الفور.
- اذاً... بعد ثلاثة اسابيع من الآن .... سأكون الكونتيسة ماسيني !
وتألقت عيناه وكأنهما جوهرتين من الزمرد ولكن قبل ان يتكلم
عانقته قائلة:
- سيكون لديّ انت وجوليو, يا حبيبي روبرتو. وماذا اطلب اكثر من هذا؟
- طفل خاص لنا.
- بل اطفال...
- ليس بهذه السرعه, اريدك لنفسي اولاً. فأنا مشتاق لك كثيراً يا لورا....
- بعد سنة اذاً . عندما تخف رغبتك بي.
- لن تخف رغبتي ابداً. كلما رأيتك ستزداد.
- وهكذا اريدك على الدوام.
وارتمت بسعادة بين ذراعيه.
النهايه
واخيراً تمت.
يالله نشوفكم بقسم روايات عبير عندي رواية صفقة زواج لانها مو موجوده بالقسم
وموجوده عندي وهي روايه رائعه بنفس روعة لو كنت اعلم وبنفس عناد ابطالها
وحابة انزلها
والله يعينكم علي لاني بكتبها مثل هذي الروايه
بس باخذ فتره راحة كم يوم اصابعي تكسرت على هالروايه
وتقبلوا تحياتي
واسفه عالتأخير بس ولله مثل ماقلت مو بيكفي الكتابه صعبه والروايه طويله