الفصل الرابع عشــر
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
ملاحظة صغيرة قبل الجزء : كنت أخطأت مسبقاً في جزء سفر محمد بشأن فرق التوقيت بين لندن والسعودية .. (حسبتهم مثل أمريكا ><).. المهم تستغرق الرحلة بين لندن والسعودية تقريبا 6 ساعات .والتوقيت يفرق بحوالي 3 ساعات فقط !
محمد
~~~~~~~~~~~
نزلت من السيارة بمساعدة خالد وداني ، ووصلنا للشقة ،،
جلست على الصوفا اللي بالصالة وأنا أمد رجلي المكسورة لقدام ..
قال خالد : تبي تروح لغرفتك أحسن .. ؟
قلت :لا لا خلني هنا .. وانت ريح لك شوي بالغرفة ..
ناظرت بساعتي .. كانت 10 في الليل ..
قلت لخالد أحثه على النوم : باقي أربع ساعات على موعد الطيارة ..
قال بابتسامة مرهقة : طيب ، إذا بغيت شي ...
قاطعته : خاالد أقدر أتحرك شوي .. رجل وحدة اللي مكسورة !!
قال : هههه طيب .. اخاف لا تفوتنا الرحلة بس !
قلت : لا تخاف بصحيك قبل الموعد بساعة أو أكثر ..
قال :وانت ما رح تنام ؟؟
قلت : لا وشو اللي انام حرام عليك مرقديني اربع وعشرين ساعة بالمستشفى لين تعبت من الراحة !
قال : هههههههه أجل بروح انام وانا مرتاح .. تصبح على خير
جلست وأنا أفكر في اليومين اللي مضوا .. خالد تعب معي كثير
بعد ما أعلنت موافقتي على اقتراحه ، وعلى رغبتهم في رجعتي ..
الحياة هنا صعبة ورح تكون أصعب بعد اللي صار ،
بس للحين ، أحس بندم كبير على رجعتي ، في جزء مني موراضي يتقبل هالهزيمة من البداية .. مهما حطيت أسبااب وعللتها ..
درت بعيني في الشقة الفاضية بعد ما جمع داني أغراضي في صناديق
وقال انه بيشحنها لي بعد سفري .. دورت اللاب توب عشان أسلي فيه وقتي ويصحصحني .. لأني ميت من التعب وجرحي يألمني ..بس آثرت راحة خالد اللي كان طول الوقت متعب نفسه عشاني ، شوي بالجامعة وشوي بالمطار يخبرهم بحالتي .. وشوي بالمستشفى يقنعهم بخروجي اللي رضوا فيه بالموووت !!!
حتى إني نسيت أسأله عن حاله مع مرته !
فتحت إيميلي وتفاجأت برسائل تهديد ووعيد من سعود .. وضحكت عليها من قلب .. اسرعت للماسنجر ولقيته شابك .. وفي الحال فتح محادثة معي قبل حتى لا أشوف مين باقي داخلين !!
سعود : " يالقاااااااااااااطع !! وييييييييييييينك ؟؟؟"
محمد: " هلاااااا والله .. شخبارك ؟؟"
سعود : " الحمد لله .. ياخي من اسبوووع كله اتصل عليك وارسل لك ..
خوفتني عليك .."
قلت : " اسف والله مو بيدي .. سعود اسمعني .. تقدر تجي بكرة بيتنا في شي بيعطونه لك .."
سعود : " بيتكم ؟؟ليش ؟؟ شي وشو ؟؟"
قلت : " تعال واسألهم بيعطونك اياه على طول.. خلاااص؟؟"
سعود : " طيب .. أمري لله .. بس وشو هالشي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
قلت وأنا أضحك عليه وأمثل اللامبالاة : " سعود لا تسأل الحين مو فاضي اشرح لك .. بس تعال بكرة زين ؟؟"
قال : " طيب طيب ... وليش مقفل جوالك ؟؟"
قلت : " اه هذي قصة طويلة اقول لك عنها بعدين .."
قال : " ليش مستعجل ؟؟ مشغول ؟؟"
قلت : "ههههههه انت اللي مستعجل ..^^"
وكملت معه ضحك وسوالف .. وأنا أبتسم بخبث كلما تخيلت صدمته بكرة يوم يلاقيني ببيتنا ..
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
منيرة
~~~~~~
جلست بجنب أمي وأنا اهز رجلي بتوتر .. تونا مصليين الفجر وننتظر فيهم..
دخل أبوي الصالة راجع من الصلاة .. شافنا جالسين على أعصابنا ..
قال وهو يقرب ويجلس قدامنا : لا تنتظروهم من الحين باقي كثير ..حوالي ثلاث ساعات ..
قالت أمي : بنتظرهم مو مشكلة ..
قلت لأبوي أحاول أخفف من حدة توتر أمي : أبوي بتفطر الحين ؟؟
قال : لا لما يجي اخوانك أفطر معهم .. جيبي فطور لأمك ..
طالعت بأمي بتساؤل .. قالت : ما رح أحط شي بفمي إلا يوم يوصلون بالسلامة ..
رجعت اطالع في أبوي بيأس ، قال : زين أنا بمكتبي .. إذا اتصلوا علموني ..
قلت : إن شاء الله ..
ولأول مرة أحس أبوي مو على بعضه .. بس ماهو غضب ولا هو بشي أعرفه فيه !
جلست بمكاني وأنا أسمح لجسمي يرتاح بدلا عن التوتر اللي كان عندي وأنا أستناهم ، شكلي ما حسبت موعد وصولهم صح ..
يا الله .. مين كان يتوقع إن محمد يرجع ،، وأخيراً بيرجع كل شي مثل ما كان!
يارب يتمم علينا ، بانصلاح حال خالد بعد .. و...
مع ذكرى خالد وسمعت التليفون يرن بجنبي ، رفعت السماعة بسرعة
قلت : ألووو ؟؟
خالد : أهلااااً منيرة .. صاحيين ؟؟
قلت بفرحة :خااالد !!! طبعااااا صاحيين.. وينكم الحين ؟؟ وصلتوااا ؟؟
خالد بمزح: إيه أنا وصلت ..أجل وشلون أكلمك الحين ؟؟
قلت بلهفة: هههههههه وأنا أقول ليش نورت الدنيا ... حمد لله على السلامة حبااايبي ..
سمعته يضحك .. مالومه .. لاني مرة متحمممممسة كأني أول مرة أسمع صوته !
قلت له : اعطيني محمد بسررعة....
قال بتعجب : محمد ؟؟؟؟؟
قلت : ابي اكلمه ..
قال بخيبة امل: منيرة محمد ما جا معي .. انا قلت لك انه بيفكر في الموضوع مو اكيد!
قلت بصدمة : خاااالد لا تمزح .. اعطيني اياه اكلمه ..
قال بأسف: شكلك مو مصدقة .. طيب لما اجي بتشوفين ..
حسيت بوجهي ينقلب .. وأمي طالعتني بفزع ..
قلت بقلق : خاالد .. الله يخليك قول الصدق .. طيب خذ أمي بسرعة كلمها
سمعته يقول بضحك : لالا منيرة انتظرييي .. هذا هو محمد معي .. إذا الوالدة جنبك قولي من الأول عشان ما أمزح معك لا يصير بها شي ..هههههههههه
قهرررررني .. وما دريت إلا وأنا أصارخ فيه : يااكذاااااااب .. حرام عليك ..حرام علييييييك!!
مادريت إلا ومحمد معي على الخط ، وماقدرت استحمل .. اعطيت التليفون لأمي تكلمه وانا امسح دموع القهر .. آآآآه قلبي طااح وكان راح يجيني خيبة امل كبييرة بعد ما رسمت تخيلات على رجعة محمد .. الحمد لله ياربي الحمد لله !!
امي سكرت التليفون بفرحة وانا رحت اقول لأبوي انهم بالطريق ..
حسيت بجو غريب اول مرة يجمعنا كأسرة ،، تجربة موجعة مامرينا بها من قبل ولا بمثلها ...
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
نــور
~~~~~~~~~
دق جرس الباب من برا ، ورحت أشوف منو اللي بيجينا اليوم الجمعة ؟؟ والعصر ؟!
فتحت شوي أطالع مين اللي واقف .. وحسيت بدمي كله يطلع لرااسي !
ظله اللي انعاد في راسي مع كثرة التفكير .. أشوفه الحين من بعيد ..
رجعت بسرعة لورا وسكرت الباب ، ووقفت وأنا متساندة عليه أحاول أهدي أنفاسي قبل لا أروح أبلغ عبد الرحمن بوجوده ..
توني بلف ولا شفت عبد الرحمن بوجهي ..
قال بشك: نور شفيك مو على بعضك .؟؟ مين جا ؟؟
تلعثمت ، ووقفت بتوتر عاجزة عن الكلام ..
قال وهو يفتح الباب : طيب وخري عن الباب عشان افتحـ..
لف علي بسرعة وهو فاتح الباب : ههههههه وأنا أقووول ..
مشيت بسرعة للداخل وأنا أحترق من كلامه ..
وسمعت صوته من بعيد يرحب فيه ويسلم عليه ..
أكيد جا عشان ياخذ جوابي .. ابتسمت براحة وأنا أحمد ربي إن الأيام اللي فاتت كانت كفيلة بإني ألاقي الجواب اللي ينشرح له صدري بعد الاستخارة ..
حسيت بدقات قلبي صارت اسرع وانا أأكد جوابي على نفسي ..
بوافق .. على خالد ..
وهذا جوابي النهائـي !
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
خالد
~~~~~~~~~~
" مـوافقة "
ترددت الكلمة ببالي لثانية .. ومدري ليه طالعت في عبد الرحمن بذهول ..
يمكن لأني الحين استوعبت المسؤولية اللي انا باختياري اقحمت نفسي فيها..
أويمكن لأني الحين عرفت أنا وين ممشي حياتي ..وكيف قاعد احل مشاكلي؟
ابتسمت ابتسامة وااسعة وأنا أتقبل مباركة عبد الرحمن وأقابله بمباركة أكثر حرارة ..
أمس ، وبعد ما رجعنا أنا ومحمد كان لازم أرجع لعبد الرحمن بأسرع وقت وأشوف رد نور ، قبل ما أجيب أميرة من عند أهلها .. حان وقت حل الموضوع وكشف الأوراق لها .. والحمد لله كانت نور موافقة ،، وللحظة نبهت نفسي وحاولت أركز وأنفض عني مشاعر الذهول ، في موقف مثل هذا وقدام عبد الرحمن اللي متوتر منه ..
قال بارتباك : الله يتمم عليكم بخير .. وما يحتاج اوصيك من الحين
قلت بابتسامة عريضة: ان شاء الله .. و لا توصيني ما يحتاج ..اختك في عيوني يالغالي ..
كنت مقدر موقفه .. .. متحمل مسؤولية كبيرة ، وما عنده تجربة ..
صح اصغر مني بسنوات ، لكني اشوفه الحين اكبر من كذا بكثيير..
وحرصه على اخته وخوفه عليها .. مع تأنيب ضميري لي ، كان أكبر داعي لاستعجالي في انهاء الامور مع أميرة ..
ما دريت وش المفروض اسوي الحين ..
قلت : عبد الرحمن ؟ تبي تتكلم في المهر الحين وهالاشياء ولا يريحك بعدين
حسيت بنظرات الارتياح تشع من وجهه وهو يقول : ايه مو مشكلة ..بس….ممم الوالد ، مو افضل يكون حاضر؟
قلت : اعذرني يا عبد الرحمن ، يمكن غريبة اني دايما جاي لحالي .. بس ابوي اغلب الوقت مشغول وعنده اجتماعات حتى في الليل ما يخليها .. واخوي مثل ما تعرف ما يقدر يجي معي ..
قال : لا لا تشغل بالك .. مو قصدي .. بس أخاف أحرجك معي..
قلت : لا حرج ولاشي .. احنا الحين مثل الاهل والله يتمم بيننا على خير ، واعتبرني مثل اخوك ..
قال بامتنان : الله يعطيك العافية ويجزيك الخير..
قلت : وياااك .. أجل اللي تآمر عليه وأنا حاضر ..
وحاولت أرقق أسلوبي في الكلام عله يخفف من التوتر..
لكني زدت تعلقاً أكثر في عبد الرحمن ، وأخته!
وحسيت بفرق كبير ، بين هالعايلة المتواضعة والبسيطة وبين عايلة أميرة وعايلتنا والطبقة اللي نحن نعيش فيها ..
ليه ما نعيش بأريحية مثلهم ونتعامل بهالبساطة؟؟
هل الفلوس شي فارق لدرجة إنها تنسينا منازلنا عند رب العباد!؟
نشاط اجتاحني وانا اودع عبد الرحمن،إني أنهي الموضوع الحين .. !!
وفعلا توجهت لبيت أهل أميرةوانا ناوي أكشف كل الأوراق..
مهما كان تأثير الموضوع على أمي ..،،
خلاص ماعاد ينفع الرجوع!!
ويارب احلل عقدة من لساني ويفهمون اللي اقوله ،
ويكون الموضوع ابسط مما اتصور!
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
عبد الرحمن
~~~~~~~~~~
دخلت البيت وأنا أتنهد براحة .. ورحت أدور نور وأنا أتسائل بيني وبين نفسي عن سبب توتري .. هل لأني ما مريت من قبل بمسؤولية مثل هذي؟
ولا لأني خايق على نور .. ولأني عارف إن مستقبلها بين يديني ..
رجيت الله من كل قلبي انه يقدر لها الخير وتكون هذي هي الحياة اللي رح تعوضها عن كل اللي شافته من قبل .. ما ابغي أي شي ثاني قبل سعادتها !
دقيت على غرفتها ،، ما كان فيه وقت قبل شوي اني أناقشها في قرارها .. كانت واثقة ومتأكدة ،، ومادامت هذي رغبتها ،، فأنا رح أوافق دام ما شفت أي شي يضطرني اعارضها .. وبعدين ما دامت استخارت ربها ،، الله مارح يخذلها .. ونور عاقلة وأثق في قراراتها ..
دخلت بعد فتحت الباب بحرج ..
قلت : مبروووك أختااه ..
قالت : ههههه الله يبارك فيك ..
قلت : نور .. اسمعيني ،، ما كنت أبيك تتسرعين في قرارك .. لولا إني واثق إنك متخذة قرارك عن تفكير ودرااسة ..
قالت : انا قلت لك ،، مارح اخذ قراري الا بعد موافقتك .. وانت كنت موافق وتعرف خالد زين صح؟؟
قلت وانا اتنهد :ايه.. لا تخافين .. بس انا .. ممم ما اقدر امنع نفسي من الخوف عليك..
قالت : لا تخاف ،أنا استخرت وان شاء الله كل اللي جاي خير ..
قلت بابتسامة : ان شاء الله .. ماتبين تعرفين متى حددنا الملكة ؟؟
قالت بخجل : مثل ما قلنا ؟؟
تذكرت اني كنت متفق معها على شهر ..
قلت : لا .. نور سوري نسيت اننا آخر شي قلنا شهر .. بس ثلاث اسابيع ما تفرق كثير ..
قالت بدهشة : ثلاث اسابيــع؟؟!!
قلت : ايه ..
قالت : يعني بعد اختباراتي باسبوع ؟!
قلت : مو مشكلة هذي بس ملكة ؟؟
قالت بتردد : طيب .. ومتى الـ ...
نزلت راسها بارتباك ورجعت ترفعها ..
قالت : متى العرس ؟؟؟
قلت : بعدها باسبوعين ..
شهقت نور .. وقالت : اييييييييش؟؟؟؟
سكت وانتظرت منها اعتراضها ..
قالت : لا لا .. متى بلحق اجهز .. عبد الرحمن انا ما عندي شي ابدااا ،، من يوم وفاة ابوي الله يرحمه وانا ما شريت لي ولا شي ولا شفت السوق اصلا عشان الامتحانات والدراسة ..،، يبي لي شهرين مو اسبوعين ..!!!
قلت : مو مشكلة نور ،، بساعدك ونسيتي خالاتي تونا ما خبرناهم ،، عاد هالاسبوعين بس عليك تدرسين وتبلغين خالاتي بخطبتك وهم اكيد بيساعدونك ،، وبيجون على طول ..
قالت : ما ينفع يتأجل ؟؟ خالاتي كلهم بعيد عننا ،، ما يجوننا غير باليااالله
قلت : لا ما ينفع .. خالاتي ما بيتأخرون عنك .. الحين خلك مركزة بدراستك ولا تهتمين وتفكرين كثير .. كل شي بيتسهل ..
قالت : بس ..... طيب ، ان ... زين .
نطقت بآخر كلمة باستسلام ..
ابتسمت لها وطلعت وانا اقول : يللا تعالي معي نخبر خالتي ،، والله يعيننا على ردة فعلها ..
قامت معي بانقياد ،، وهي مرتبكة ..
أكيد بيربكها الموعد ،، أنا حتى استغربت من تحيز خالد للتعجيل !
بس ما حبيت احرجها واقول لها ان خالد هو اللي عجل به !!
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
مريم
~~~~~~~~
" ايه بيطلعونها اليوم ان شاء الله ....."
قلت لعمي وأنا طاايرة من الفرحة ..
عمي : الحمد لله ،الله يسعدك يا مريم وهذي جزات صبرك ، الله يحفظها لك من كل سوء..
قلت بحرج وأنا أتذكر مصاريف العلاج : عمي ما كان له داعي دفعك للمستشفى ، أنا كنت ...
قاطعني بقوة : لا يا مريم لا تجيبين طاري الفلوس ماهي بشي .. وش كنتي تتوقعين .. فلوسكم ما تطلع أبدا دامني موجود وحي ..
قلت بامتنان : الله يطول بعمرك ويعطيك الصحة والعافية يا عمي ..
قال : تسلمين يالغالية .. ولا تحرميني شوفتك وطلتك علينا..
قلت : الله يسلمك يارب .. اكيد يا عمي ان شاء الله ..
تأثرت بقوله "شوفتك" مع إنه ما يشوف إلا إنه يقولها من قلب ..
وبنفس الوقت بحزن ..لأني عارفة إني مستحيل أعتب بيت عمي مرة ثانية برجولي ما دمت في كافة قواي العقلية !
سكرت منه وأنا أدخل غرفة أمي اللي جلست فيها تنتظر الدكتور يعطينا الورقة اللي جهزها بالإذن والتوقيع ..
صحيح إنها مازالت فاقدة لجزء كبير من ذاكرتها إلا إنها بدت تذكرني وتذكر الناس حولها والوجوه والاشكال،، ومابقى إلا الذكريات العميقة والأحداث في حياتها ،، واللي قال الدكتور انها بترجع تدريجياً ..
دخلت خالتي مع عهد فجأة ومعهم صالحة ،، كانوا تاركينني مع أمي من الصباح ، والحين جوا عشان نروح لبيتنا سوا ..
وأخيراً برجع وبنسى كل ألم عشته .. وكل دمعة ذرفتها ..
برجع لبيتنا ،، لذكرياتي .. لحياتي الطبيعية ..
....ولروحي !!
فرحتي ماا تنوصف ..
وتمنيت من كل قلبي إنها ما تكون الهدوء اللي يسبق العاصفة !!!!!!!!
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
وائل
~~~~~~~~~
كنت جالس مع سيف وأبوي بالمجلس نتقهوى بعد المغرب كالعادة لما يطلبنا أبوي نجلس معه ...
نزلت فنجال القهوة من يدي وأنا أناظره بعد ما خلص كلام وسكر الجوال وعلى وجهه لاحت ابتسامة رضا وفرحة ..
قلت بفضول : بشر يبا ؟؟؟؟
قال : الله يبشركم بالخير .. خالتك أم مريم قامت بالسلامة وتوهم سامحين لها تطلع ..
بلعت القهوة بصعوبة وانا انزل الفنجال .. واسأله : يعني تذكرت كل شي ؟؟
قال براحة : ما ادري والله يا وائل ،، لكنها بخير والحمد لله ..كنت خايف على البنية لا يصير بأمها شي مالها أحد غيرنا ..
نزلت راسي من غير تعليق ،،
وسمعت سيف يقول : الحمدلله على سلامتها ،،أجل بالمناسبة .. وائل لا تنسى تخبر أبوي عن الموضوع اللي بغيته فيه..
لفيت على سيف بدهشة ،، وأبوي قال :موضوع ؟؟
سيف بابتسامة واثقة : ابوي بروح اجيب ملابسي من المغسلة القريبة لين ما يكلمك واائل عن موضوعه ..
وراح وتركني ،، بينما واجهني ابوي : قول اللي عندك يا وائل وأنا أسمع لك .. موضوع عن وشو ؟؟
قلت بتوتر : يبا ......... طيب ..
قال : الشركة فيها شي ؟؟
قلت باستسلام : لا لا .. الموضوع إني .. بغيت أخطب ..
ما دريت انا ليش جالس اعارض نفسي .. وليش ما ابي افتح الموضوع
بالرغم من اقناع سيف ، إلا إن التردد مازال وما اقتنعت !
الشي الوحيد اللي يشجعني هي احتمالية اني اشوفها مرة ثانية .. ولو لجزء من الثانية !!
أبوي تهلل وجهه ،، وسألني بفرحة : والله ؟؟؟؟ ابشر يبا ،، اخترت ولا توك ؟؟
قلت بحزم أخيراً : إلا اخترت يبا .. وحدة تعرفها زين
قال بتعجب : قول يبا
قلت : مريم بنت عمي ..
سكت للحظة وبانت على وجهه المفاجأة أو الذهول..
وبثواني تحولت لنور غطى وجهه وابتسامة كبيرة شقت ملامحه ..
قال بدهشة مختلطة بالضحك : تتكلم من جد ؟؟؟؟؟؟
قلت : ايه يبا ..
قال : والله يا وائل انك ولد حلال .. الله يسعدك ويهنيك .. توني افكر فيها من كم يوم وإني أبي أخطبها لواحد منكم ،، عشان اضمن ان رعايتي توصل لها .. وأئتمنكم انتوا عليها .. وجت من عندك ، وأغنتني عن غصبكم عليها ..
ابتسمت وأنا أكتشف سر دهشته وعجبه ..
وقلت له بفرحة : انت يبا اللي قلبك طيب والله يعطيك على قد ما نيتك حسنة ..
ولأول مرة يطلع مني كلام مثل هذا المدح لأبوي ، وقدرت اشوف الدموع في عيونه المطفية .. وتأثره بكلامي وبطلبي .. وما خلا دعاء غير ما دعا لي به ،لين دخل علينا سيف متعجب ..
وتنهد براحة يوم شاف ابتسامتي ودعوات ابوي لي ..
أما أنا .. فللحظات تناسيت كل المجهول اللي ينتظرني مع مريم
وركزت في فرحة أبوي ،، والموقف هذا بحد ذاته ..
فلو كانت رافضة رافضة .. خليني اركز بهاللحظة وبس
وخلي الالم كله لبعدين
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
محمد
~~~~~~~~~~
رجعنا امس الصباح واول ما رجعنا سلمت على امي اللي كانت شوي وتنهار من الفرحة والبكااء ،، كأنها ماشافتني من سنييين طويلة .. كانت أول مرة اشوفها منهارة بهالشكل .. ومنيرة اللي دموعها نزلت بالليترات وهي تحضنني كل شوي .. أما أبوي ، فسلم علي بحرارة وطالعني بنظرات لمحت فيها الندم ، او تهيأ لي ..
أما أنا فكنت طاااير من الوناسة ،، وعاتبت نفسي على لحظات التردد اللي عشتها لما خيرني خالد .. كان المفروض ما اخذ كل هالوقت بالتفكير !!
اليوم انا انتظر زيارة سعود ،، والمفاجأة اللي بتصيبه ..
سمعت دقات على الباب وقلت لمنيرة اللي تناديني بشكل متواصل ..
محمد : منيرة تعاااالي ادخليييي ..
دخلت اخيراً وجت لعندي بابتسامة وااسعة ..
قالت : محمد اساعدك تنزل تحت ؟؟ وين عكازاتك ؟؟ اجيبها لك ؟؟
قلت : ههههه منيرة ما بنزل الحين تعبااان ما فيني حيل
قالت : لاا تعال اجلس معنا شوي ما لحقنا نشبع منك
قلت بمزح: الله عالكلام الحلو .. متى بتنتهي الفترة المعسولة هذي ؟؟ وترجعين لطبيعتك ؟؟ اعطيني تنبيه بالاول ..
ضربت كتفي بعنااد : بالله عليييييك!! كفااية المزحة السوودا اللي سويتوها فيني امس
ضحكت عليها وانا اتذكر صوتها لما كان خالد فاتح السبيكر
قلت : هههههههههههه كانت تحفة ..تصدقين اول مرة اكتشف ان خالد يعرف ينكت ..
قلت : ايه وانا المسكينة اللي جت فيني ..
قال : هههههه صحيح .. وشو هالانوار اللي تبان من هنا ؟؟
طالعت منيرة بالشباك اللي اشرت عليه .. وحسيت بوجهها يتغير ..
قلت : شفيك ؟؟؟؟؟ منيرة ؟؟
قالت بأسف : هذا عرس عند جيراننا ..
قلت : وليش مكتئــ ......
سكت للحظة ، وأنا أستوعب السبب الوحيد اللي بيخليها تكتئب
وطالعتها بصدمة : لااااه ؟؟؟؟ مزووووون ؟!!!!!!!!!!!!!!!
شفت الدموع تتجمع بعيونها ، وحاولت ادور على أي علامة تنكر كلامي ..
لكنها قالت : ايه .. والله اني اسفة ... انا .....
وسكتت .. وانا اكتفيت بالذهول والصدمة اللي جاتني
ضاعت من يدي !
حبي الاول ..
وأمنيتي الاغلى ...
بالكم اسبوع اللي سافرتهم ...
ولو كنت موجود .. ما في شي كنت راح اسويه !!
منيرة : محمد .. ا
قاطعتها ببعض الثبات الممزوج بالحزن : لا تشيلين هم .. ماهي بنصيبي ..
قالت بأسف أكبر : الله يسعدك يا خوي ويرزقك بوحدة احسن منها بعد..
نزلت راسي بيأس ..
وانا أقول لها تسكر الباب وراها ..
ورقدت وأنا أحاول أمنع تفكيري من أي اتجاهات بيروح لها
لأنها مارح تكون غير سلبية بهالوقت!!
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~