كاتب الموضوع :
Malame7
المنتدى :
الارشيف
الفصل الثالث عشــر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
~ منيرة ~
سافر خالد وأمي هدت لمن راح .. أبوي صار يجلس معنا أكثر..
والجامعة اضطريت أغيب عنها يومين وأجلس مع أمي خوف عليها !!
تعذب نفسها بنفسها ،، وطول ماهي جالسة تسترجع أفكارها بكل سلبية وتتذكر كل الأشياء السيئة وتصيح !!
نزلت تحت وأنا لابسة بنطلون جينز برمودا وعليه بلوزة نص كم .. ومضفرة شعري لورا ..
تمددت على الصوفا اللي بالصالة ، جنب أمي اللي جالسة تطالع التلفزيون ..
دقيقة ورن التليفون ،، قمت بسرعة من مكاني ، يمكن خالد أو محمد !!
رديت : ألوو ؟؟
: السلام عليكم ..
قلت : وعليكم السلام والرحمة ؟؟
: هلا منيرة شخبارك يالغالية أنا خالتك أم أحمد ..
قلت بترحيب لجارتنا أم أحمد : يا هلا بك يا خالة شخبارك ؟؟ لكم وحشة والله من زمان عنكم ..
أم أحمد : الله يسعدك يا ربي .. وشخبار اخوانك والوالدة .. عساكم بخير
قلت : الحمد لله يا خالتي أنتي شخبارك وشخبار مزون وأخوانها ؟؟ ما عدنا نشوفها هالأيام ..
قالت : الحمد لله بخير .. مزون عقبالك ملكتها بكرة ،، عشان كذا انشغلت هالايام ..
قلت بصدمة : ملكتها ؟؟
قالت : ايه .. اتصلت أبيكم تشرفونا ان شاء الله بكرة بنسوي ملكتها هني بالبيت ..
قلت وأنا أستوعب : ألف مبرووك خالتي الله يبارك لها يااارب .. كان قلتوا لنا بدري نبارك لها ..
قالت : الله يبارك فيك يالغالية .. زين خبري الوالدة اننا رح نستناكم ولااازم تجون ..
قلت : أه ان شااء الله .. اكيد بنمر عليكم ان شاء الله .. مزون مثل أختي وأكثر ..
قالت : الله يبارك فيك .. بتصل مرة ثانية أتأكد من جيتكم ترا
قلت : زين خالتي .. الله يعطيكي العافية
سكرت منها وأنا مصدووومة !! محمد ....ضربتين في الراس تووجع!!
لازم أحرص إنه ما يعرف بالخبر إلا بعد مدة طويلة ..
قلبي عورني عليه .. وحسيت بأني افتقدته أكثر من الأول ..
أمنيته الوحيدة اللي تركها هنا .. أشوفها تتبخر وتختفي قدامي !!
طالعت بأمي وانتبهت لسؤالها عن المكاملة ..
قلت لها عن الملكة .. ورجعت مرة ثانية تطالع بالتلفزيون وهي شاردة..
ثواني ولفت علي، قالت برجاا: منيرة قومي شوفي الخدامات خليهم ينظفون الحوش اللي برا ..وشوفيهم بدأوا بالغدا ولا لسا ؟؟
قمت بكسل للمطبخ وأنا أعدل بلوزتي ..بس ما كانوا فيه !
تأففت وأنا أطلع للحوش أناديهم ،، و....
انصدمت بشوفة واحد غريب يدخل للحوش ،، تراجعت لورا بسرعة عشان أدخل ،، ولا أصقع بشي وراي وأطيح على رجلي..
" آآآآآآااااااااي "
مسكت رجلي بألم بعد ما طاح باب حديد على رجلي ، كانوا مسندينه على جدار المطبخ .. رفعت عيني للرجال اللي دخل بسرعة .. يالفشييييييييييلة !!!!
كان واقف يطالع فيني مستغرب وأنا مو عارفة أشوف وجهه من الشمس اللي ساطعة بالحوش .. حاولت أقوم بسرعة لكن رجلي عورتني بقووة ورجعت أجلس بمكاني وأنا أمسد الجرح اللي فيها ..
شفت الجرح يطلع منه دم أكثر وتروعت .. ناديت الخدامة بسرعة : ريتااااااا
كل هذا وهو واقف مكانه ويطالع .. أعوذ بالله وش هذا .. داخل بيت الناس وتطالع ؟؟ وين الخدامات الخايسات عنه ؟؟ وينهم!!!
حسيت بخطواته تقرب مني ، وحسيت بقلبي يطيح من مكانه ..
قلت بفزع لما شفت الثوب الأبيض في مستوى عيني : مييين ....!!!؟
تفاجأت بصوته : منيرة ؟؟شفيك؟؟ تعورتي ؟؟
رفعت حواجبي بدهشة وأنا أستوعب ...
..........طارق !!!!!!!
مستحييييل !! متى جا ؟؟ وكييييف ؟؟
قلت بارتجافة : مـ ..متى جيت ؟؟
قال : من يومين .. قومي ادخلي داخل .. جرحك ينزف ..
ارتفع الدم لوجهي وأنا أتذكر شكلي كيف .. والوضع اللي أنا فيه
قلت وأنا أضم جسمي على قدام بإحراج : طيب ارجع مكانك عشان أقوم ..
طالعني بدهشة : أيـ .. طيب .. بس قومي غسلي الجرح بسرعة ..
رجع لورا خطوتين ..
قلت : بعّــد أكثــر !!
قال بقلق : منيرة مو وقته .. قومي غسلي الجرح عن يتلوث !!
حاولت أقوم بصعوبة ،، وتأوهت بألم .. آآآآآآآه شكلها رجلي التوت من الطيحة !!
حسيت بيده فجأة على ذراعي تسندني .. شهقت بقووة وأنا أبعد عنه !!
قال بإصرار : بساعدك.. شكلك مو عارفة تمشين !!
قلت بارتباك وأنا أسحب ذراعي من يده وأمشي بسرعة : لا لا .. أعرف أ...
ومن سرعة سحب يدي .. ما دريت إلا وأنا طايحة نص طيحة ..
وبكل دهشة طالعته وهو يضحك ..
قال : هههههههه كل هذا حيااا ؟؟ بساعدك تقومين .. يللا قومي!
تركته يرفعني من ذراعي بخفة ،، ودخلني لداخل المطبخ .. جلست على الكرسي وأنا أناظر الأرض بحرج ..
قال بابتسامة : بس فرصة حلوة إني شفتك ،، ما تتخيلين كيف تمنيت أشوفك من زمااان !!
قلت بارتباك : حــمد لله على السلامة ..
قال : الله يسلمك يارب ... يللا بطلع .. وقولي للوالدة إني هنا .. جيت أسلم عليها ..
ناظرته وهو يطلع برا المطبخ .. وحطيت يدي على قلبي ..
قلت بتنهيدة : ياربييييييي !!
حسيت بفرحة خفية .. من أيام وأنا مكتئبة وطفشانة من التوتر اللي عمّ البيت .. وكل يوم يزداد اكتئابي إلين ما سمعت خبر مزون قبل شوي..
والحين صار هالحادث وخلا قلبي يرقص من الفرحة بعودة طارق ..
مسكت منديل وحطيت عليه موية ، ومسحت جرحي من الدم .. و رحت أبشر أمي بقدوم طارق .. وأنا مدري إذا الخبر رح يفرحها بحالتها هذي أو لا!
أهله كانوا جيراننا من زماان ويمكن قبل ما أولد،، وأبوي وأمي يعتبرون أهل طارق مثل أهلهم .. ويعزون طارق معزة كبيرة !
وأنا بعد أعزه ،، لأنه رجال شهم بكل المعاني .. وفرحت بخطبته لي ..
وهو بعد دايماً يلاطفني بكلمات تدل على محبته الكبيرة ..
جلست أنتظر أمي اللي راحت تكلمه .. وتحسست جرحي لاشعورياً وأنا أدعي الله بقلبي يرجع لي اخواني الاثنين سالمين مثل ما رجع طارق ..
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
~ خـالد ~
كل شي صار بسرعة .. وديت أميرة لأهلها بصعوبة بعد ما جادلتني كثييير انها ما تبي تروح لعندهم ،، وطبعاً كنت عارف إنها تبي البيت عشان تطلع بلا رقيب ولا حسيب .. لكنها في النهاية خضعت للأمر بمكالمة وحدة من أمها !!
وخلال يوم كنت مجهز للسفر ومخلص كل أموري ومخبر عبد الرحمن بسفري ..
وهذا أنا الحين بدخل المستشفى لمحمد .. بعد مارحت لشقته وحطيت فيها أغراضي البسيطة..
دخلت لغرفته وأنا أطالع بملامحه الوسيمة بشوق ..
قربت منه وهو رحب بي بفرحة ودهشة : خااااااالد !! يا الله ما توقعت إنك بتجي فعلاً ... فرحتني من جد !!
قلت وأنا أناظر رجله المجبسة ، وملامحه المرهقة : والله اشتقت لك يااخي .. وأمي الله يهديها كل يوم فاتحة لنا منااحة وتبكيك .. حالفة علي لأرجعك معي ..
قال بضحكة : ههههه والله حتى أنا اشتقت للغالية ، من غيرها الحياة مالها طعم ..
قلت : كيفك الحين ؟؟ تحس انك أحسن ؟؟
قال : الجرح هذا متعبني شوي .. بس رجلي مو حاسس فيها أغلب الوقت ..
قلت : وريني جرحك ؟؟
كشف عن الجرح بشويش .. وأنا شهقت لما شفته .. كان شكله يروع !!
قلت بصدمة : محمد ايش هذا ؟؟ كيف صار هذا الجرح ؟؟
قال : سكين !
قلت : لااااه !! وليش سووا بك كذا ؟؟
قال : المشكلة إني دافعت عن نفسي .. وما استسلمت لهم ..
قلت له بعتاب : ليه وانت ما تدري وش كانوا بيسوون فيك .. ياخي كلها محفة وجوال كان أعطيتهم إياها واتقيت شرهم ..
قلت :يلله اللي فات مات .. المهم الحين بجلس هنا ثلاث اسابيع حاول تصرفني ياخالد .. مارح أستحمل جلسة المستشفى !!
قلت : ايه من جدك تبي تطلع من هنا قبل 3 أسابيع ؟؟
قال : دراستي مقدر أتركها كل هذا !!
قلت : لاااه ؟؟ وتروح الجامعة كذا ؟؟ ما يصير !!
قال بضيق : وش أسوي ؟؟ اجلس هنا بملل..وكم من محاضرة مهمة بتفوتني وعلى ما أرجع يكون الترم نصه خلّص وأصلاً لحالي جاي متأخر عليهم !!
قلت فجأة : محمد شرايك ترجع معي ؟؟
قال بصدمة : نــعم ؟ََ!!
قلت : الله ينعم عليك .. بس والله أمي حالتها صعبة وأبوي ماعنده مانع وبعدين كلنا شايفين إنه أفضل ترجع ..
قال بعصبية : كيف أرجع ؟؟!!!!!! لعبـة هي ؟؟ أترك دراستي وأتعب وأجهز نفسي معنوياً وبعد ما أجي وأبدا أستقر تقولون لي ارجع ؟؟؟؟
قلت : محمد ،، انت بروحك ما كنت تبي تجي من أوّل .. وبعدين توك ما استقريت .. تعال كمل دراستك ببلدك ، يمكن اللي صار خير لك عشان ترجع ..
قال بإصرار : وشو اللي أرجع !!!!!!!!!!!!
كمّلت كلامي : وبعدين نسيت انه قدامك 4 سنين هنا لسا!!كيف بتقضيهم هنا لحالك ؟؟ وبعدين فكر بأمي اللي بتجلس هالاربع سنوات تفكر فيك ليل نهار وتتصل عليك كل دقيقة ؟؟؟
قال : مو أول أم ابنها يسافر .. وانت سافرت قبلي ودرست وماصار شي
قلت : بس أمي غير .. أمي تعبانة ، لو شفتها بغت تطيح علينا حتى بعد ما قلنا لها انك بخير .. وأنا علاقتي بأمي غير عنك ..
قال : ياخالد قدر حالتي .. أنا أول شي ما بغيت .. لوخيرتني قبل لا أسافر كان رضيت .. بس الحين صعب جهزت نفسي وعودتها وأقنعتها ، بعدين تلخبطون لي كل شي .. !!
قلت : معليش يا محمد اعتبرها تجربة .. والله بيعوضك خير .. ارجع لبلدك ولأهلك .. ويمكن أبوي بعد يتغير شوي علينا .. لو تشوفه كان مكتئب طول الأيام اللي فاتت!
قال بحيرة : ما أدري يا خالد .. انت كم بتجلس هنا ؟؟
قلت : ثلاث أيام وبرجع .. وحجزت للرجوع تذكرتين .. إما إنك ترجع معي أو تكمل هنا و ألغيها ..
قال : أشواا .. أجل خلني أفكر بهالثلاث أيام وأقرر ..
قلت وأنا أرفع جوالي : أجل خذ جوالي كلم أمي وسمعها صوتك وعلمها إنك بخير ..
أعطيته الجوال وأنا أراقبه وهو يتصل فيها ..
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
وائـل
انهيت مقابلة الموظف الجديد بتعب وانا احس بالآلام ترجع وتنعاد
قمت بصعوبة أبي أطلع .. الدوام ما بقى عليه شي !
شفت سيف يركب سيارته ورحت لعنده ..
قال بخوف: وائل ؟؟ شفيك تعبت ؟؟
قلت :ايه شوية .. رايح على البيت الحين؟؟
قال بقلق: ايه اركب معي.. ما ينفع تسوق بحالتك ذي!
ركبت معه وأنا أتماسك وأحاول أتجاهلها..
قال : ليه ما أخذت المسكنات أو الأدوية اللي قالك عنها الدكتور؟؟
قلت : من أيام وما حسيت بألم .. قلت يمكن تحسنت ..
قال : أظن القرحة تستمر لمدة طويلة..لا تستهين بالعلاج
ناظرت الشارع من برا وأنا ألمح حادث مستوي
قال سيف بأسف: عافانا الله
قلت : الحمد لله الذي عافانا
التفت لي سيف ثواني وقال بتردد : مممم .. وائل ..كنت أبي أكلمك عن.. هذيك المرة من زمان..
لفيت عليه بتساؤل : اي مرة ؟
لف على الطريق قدامه وهو يقول : لما ضربتك ذاك اليوم ..؟عن اللي صار قبلها..
بغيت أتأوه من الألم اللي زاد علي وهو يرجع بي لذاك اليوم .. ضغطت على أسناني بألم وبيدي ضغطت على ذراع الكرسي ..
قال بقلق: واائل؟
قلت برجاء مختلط بألم: سيف لا تطري ذاك الموقف..لحالي أبي أنساه مب قادر
قال بلطف وهو يلف علي :على العموم انت ما كنت بوعيك .. وانت الحين تبت الحمد لله وأنا أشهد إنك غير عن وائل اللي قبل..
قلت بمرارة: حتى إذا أنا نسيت .. فهي مارح تنسى!
رجع يركز على الطريق وهو يقول : أكيد مع الوقت رح تنسى وتكتشف إنك تغيرت
قلت :دايماً أفكر إني أعتذرلها ..أبي أا...
سكتت وأنا مو عارف ايش أقول !!
قال سيف : لاتزيد الطين بلة .. خلاص وائل انسى اللي صار ..
قلت بيأس وأنا أحس إني أبي أطلع اللي بقلبي وأرتاح : المشكلة إني .. موعارف أنساها من هذاك اليوم !!
لف سيف علي بدهشة وصدمة وكأنه ما كان متوقع كلامي ..
قلت وأنا أكمل بلامبالاة بردة فعله: حاولت بكل الطرق .. كل شي بحياتي مستقر إلا هالذكرى!! كل شي ماشي زين إلا صورتها في بالي مو راضية تتزحزح من مكانها ..
سيف زادت دهشته وهو يقول بصوت مبحوح: وائل ..!!!.. ايـ ..ـش تقول ؟؟؟ ايش قصدك ؟؟
نزلت راسي ببطىء وأسى وأنا أعترف : ...أنا ....
للحظة ترددت ... والألم ازداد أكثر ..
استسلمت لضغط الألم النفسي والجسدي .. واعترفت له .. بدون ما أحس :
أحبـــّهــا يا سيف !!
"أحبهـا"
هل أنا أهذي؟
لا تندهش ..لالا
لا تنظر لي بعين الاتهام !!
إنني فقط .. وفقط
أحاول تبرير فعلي
ربما للتو أدرك أو أشك
!!بأن قلبي قد أحب
ربما للتو أدري .. أنني حقاً أحب!!
ربما أو ربما ..
لكن..
أتعلم شيئاً واحدا ؟؟!
إنني حقاً أحب!
إنني فعلاً أحب...!!
إنني ...
آآآه..ماذا أقول ؟
أي قولٍ قد يذيب الصمت في عقلي
ويجذبه بعيداً ،
خلف أسوار الجنون ؟!
..جنون؟
أأنا أهذي مجدداً ؟؟
لستُ أدري
فــ "أحبـها "
قد قلتها ..
ولدهشتي
لم أندهش !
لالا .. لا تندهش!
لا تنظر لي بعين الاتهام ..
فأنا في غمرة الآلام ..لا لم أندهش !
مع قسوة الذكرى ..
واستحالة الالتئام!
سأقولها !
سأعيدها وأعيدها ..
وأظل في التكرار حتى أنتصر!
حتى يمل الحب من صوتي..
ويغدو الحب،
شيئاً واهناً ضدّي!
سأظل أكتبها مع الأشعار ،
في الأوراق..
سأهذي بها ليلاً،
وأحييها صباحاً !
سأظل أذكر حبها ..
حتى الملل،
حد الملل!!
وحتى أندهش !
رفعت راسي له وأنا أحاول أستوعب اللي قلته
مو متأكد إذا الكلمة طلعت مني ولا لأ ..
كياني كله رددها ..
سمعها سيف ؟؟ولا أنا سمعت أفكاري؟؟
طالعت فيه أحاول أشوف انطباعاته ..
وقف السيارة في أقرب موقف وهو مازال ساكت..
أخذ نفس عميق ولف علي وقال بحدة : وااائل ؟؟ ممكن تفهمني السالفة؟؟
قلت وأنا أنزل عيوني من على عيونه : مثل ما قلت لك .. ما في معنى ثاني !
قال متعجب: سبحان الله ..أكلمك بالموضوع وأنا قاصد شي ثاني ..و أثريك مخبي داخلك بلاوي!!
قلت بصدق: انا اسف .. بس ماقدرت أتحمل ..انت ما تعرف كيف أعاني كل يوم وليلة !!
قال سيف بمحاولة للتبرير : هذي مشاعر شفقة و ندم بس ولا شي ثاني .. خاااف ربك هذي بنت عمك ..كفاية اللي جاها منك واللي هي فيه!!
قلت بإصرار أدهشني: سيف أنا من قبل لا أعرف عنها شي .. من قبل لا اتعرض لها بشي..وهي .. محتلة أفكاري ..!!
قاطعني بعصبية : وااائل اصحى !! اصحى !!
قلت وأنا أهدّي نبرتي: أنا صاحي يا سيف .. ومن يوم ما ضربتني ذيك الليلة وكأنك ضربت ضميري وصحيته وصحيتني من نومي ..
تنهدت بعمق .. وهو يطالع فيني بعلامات الدهشة والاستنكار
قلت بحزن : سيف .. مو قادر أعيش بهالحالة ..ساعدني تكفى..عطيني حل
قال باستنكار: وائل انت ..!!!!كيف .. كيف تتجرأ وتفكر فيها بعد اللي سويته ؟؟
صحت به برجاا : مو بيدي..غصبن عني !!
قال : شاللي مو بيدك ؟؟ انت بزر عشان ما تقدر على نفسك وتردعها ؟؟
قلت وأنا أحس بعيوني تبتل : قول بزر ..قول أي شي .. بس والله إني صادق يا سيف !!
سكت شوي وهو يطالع فيني .. ورجع يشغل السيارة ويحركها ..
دقايق وقال بعد ما هدى :برايي انك تنسى الموضوع مع الوقت .. واترك البنت في حالها!!
تنهدت تنهيدة طويلة وظليت ساكت .. حسيت ببعض الندم إني كلمته بالموضوع
خفت لا يكون مفكر عني شي غلط .. وهو يقول لي "اتركها فحالها" ..
قلت بتأكيد عليه: سيف تدري إني تغيرت ومستحيل أسوي شي غلط بحقها..
قال : طيب؟؟ وايش تبي الحين ؟؟ تتزوجها مثلاً؟؟
قالها بلهجة ساخرة ..
قلت بصدمة : مارح ترضى فيني!
قال :و ليش ما تكلم أبوي ؟؟
ناظرته باستفسار : أكلمه بوشو ؟
قال : كلمه انك تبيها ..وإذا رفضت مو مشكلة بس تكون حاولت
قلت بابتسامة مقهورة : سيف من جدك ؟؟؟ ولا تتريق علي ؟
قال بجدية : وشو اللي أتريق عليك ..مو تبيها ..بدل لا تجلس كذا واقف بمكانك وتقول هالكلام .. سوي خطوة لقدام!
قلت : مستحيل بتوافق وانت تدري!!!
قال : بس مارح تخسر شي من المحاولة..عالاقل لما ترفض ..بتعرف انك لااازم تنساها غصبن عنك !
قلت : ما أقدر .. المفروض ما يكون لي وجه ...
قال : واائل !! اسمعني زين ..مو انت الحين تغيرت ونيتك كلها خير ..الله مارح يخذلك !
طالعت فيه وكني أدور أي شي بملامحه يؤكد لي على كلامه ..
كمّل : بالعكس أنا شايف إنها الخطوة الصحيحة ، وتعتبر لحالها إعتذار !
رجعت براسي أريحها لورا وأنا أقول بحيرة : ما أدري..
قال يخفف من حيرتي: وبعدين بيني وبينك .. إن وافقت ،،مارح تلاقي أحسن عنك!
ارتجفت لما طرى سيف كلمة وافقت ..مستحيل !
مستحيل توافق ..!!
قال سيف : إذا ما كلمت أبوي بالموضوع أنا رح أكلمه !
قلت بتهديد : سيييييف ..
قال : والله ما أمزح ..
قلت بتفكير : أنا بشوف .. وبكلمه ..
قال : يعني اقتنعت ؟؟
طالعته بحيرة وسكتت ..
رجع يقول : السكوت علامة الرضا مو ؟؟
قلت : تبيني أخطب قبلك ؟
قال : هذا اللي طلعت به الحين من التفكير..
قلت : أصلاً تطمن .. مستحيل رح توافق !!
قال : ان شاء الله خير !
قلت بامتنان : شكراً يا سيف .. لولا الله ثم انت .. ما أدري كيف كنت بعيش طول عمري بذيك الحالة !!
قال وهو يبعد عن الموضوع: أقول ..اختفت الآلام الحين يعني؟؟
قلت : هههههه تصدق انها راحت ولا حسيت فيها
قال : هههههه شكلها بنت العم ماخذة عقلك كله..
استغربت من التحول السريع في ردة فعل سيف
أول شي كان معصب وشكله بيذبحني !!
وبعدين .. صار يشجعني أكثر مما كنت أشجع نفسي !!
لدرجة انه قلبها مزح !!!
رن جواله وقاطعني قبل لا أرد عليه ،رفعه وهو يأشر لي :اسراء!
قلت : عطني أرد عليها أنا ... القاطعة !!
مد لي الجوال ..
رديت: ألو ؟؟
قالت : هلااا سيف شخبارك ؟؟
قلت : هلا يالقاطعة .. يعني فاضية وتكلمين سيف وتسألين عنه !!
شهقت بضحك وهي تقول : وااااائل !! كيفك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟لا والله حبيبي انت معزتك غييير عنه !!
قلت : ههههههه هالكلام ما يمشي علي ترااا ..يالخداعة
قالت : لا والله ..بس في شي ضروري كنت بقول لسيف عنه..!
قلت : لااا تحاولين ..مافيه !!الحين بتقولين لي سبب مقنع ولاّ ما بخليك
قالت : حراام عليك .. طيب عشان خاطر سلوم
قلت : ههههههه سلوم حبيبتي اشتقتلها والله
قالت بجدية: زين تعال مر علينا شوية ..
قلت : ان شاء الله أمر لما أفضى ..
قالت : ياليت والله .. تصدق انكم القاطعين مو أنا .. صح والله أنا المفروض أزعل عليك مو العكس !!
ضحكت عليها : ههههههههه الحين قلبتي الطاولة علي .. طيب ما عليه خذي سيف معاك وحسابنا بعدين.. إذا ما قلبت عيالك عليك ..
ضحكت : ههههههه الله يهديك .. ناقصني ينقلبون زيادة !!
عطيته الجوال وانا أنزل من السيارة اللي وقفها سيف بالحوش ..
مكاملة إسراء خففت من حدة أفكاري..
وهذا اللي كنت محتاجه .. أبي أستوعب اللي راح أسويه!!
من دون ما أعطي نفسي ذرة أمل .. عشان ما أحزن وأهلك نفسي !!
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
~ مريم ~
مرت أيام بسيطة .. تعودت فيها على حالي ،، زدت فيها قوة ، واصرار
أروح لأمي كل يوم مع عهد ، بالوقت اللي تكون فيه نايمة من المهدئات
أشوفها وأتطمن عليها وأرجع ..
ثلاث أيام وأنا على نفس المنوال .. إلى ماجت مرة ، وصارت فيها تطورات أسعدتني وعيشتني في بهجة .. تمنيت إنها ما تكون مؤقتة !!
كنت داخلة عند أمي ولدهشتي كانت صاحية ..و توترت !!
خفت من ردة فعلها .. ونظراتها ..
لكنها طالعتني بنظرات تأمّل .. وأنا مازلت واقفة بمكاني بعيد عنها ،،
رغبتي حركتني وقربت من سريرها ..
قلت بهدوء وحب: ماما ؟؟
نفس النظرات ظلت مرسومة على وجهها .. نظرات التدقيق والتأمل ..
لمحت شفاتها تتحرك ببطىء وقلبي نبضه صار أسرع !!
بتنطق ؟؟ قالوا لي ما تكلمت من يومها غير بغيبوبتها .. !!
سمعتها تقول : مـ ريم ؟
وبغيت أصرخ من الفرحة ..
صحت بانفعال : يما تذكرتي ؟؟ يما تذكريني ؟؟
شفت ابتسامة مضطربة على شفاتها ..
قلت وأنا أقرب منها أكثر وأمسك يدينها الكبيرة بحذر ..
قالت بدون لعثمة : مريم ..
قلت : نعم يما أنا مريم .. بنتك وحبيبتك.. حمدلله على السلامة يما
ما دريت إذا هي تذكر فعلاً غير اسمي ..
أو إذا هي أصلاً ناسية مو بجزء من غيبوبتها
ما همني ...!! أهم شي إنها تذكرتني ..أو بدت تذكرني !!
قلت لها وأنا مازلت ماسكة يدينها : يما متى بترجعين لي ؟؟ اشتقت لك وكل العالم اشتاق لك .. حتى البيت وجدرانه يشتاق لك ..
اكتفت بالابتسامة اللي ما اختفت من على شفاتها .. وسمعت صوت الباب ينفتح ..
جت عهد لعندي بدهشة ، قالت : مريم ؟؟ خالتي تذكر ؟؟؟؟؟
قلت بابتسامة واسعة غلفت فرحتي الكبيرة : قالت اسمي يا عهد .. يعني تذكرني !!!
بادلتني الابتسامة والفرحة .. ومسكت يد أمي وضغطت عليها ..
قالت : كنت واثقة إنك بتذكرين فيوم .. أجل كل يوم بتلاقين مريم ناطة هنا .. حمد لله على السلامة خالتي ..
طالعتنا بنظرات مستفسرة .. لكنها ما أثرت بفرحتي !
هذي النظرات مختلفة عن نظرات الاستنكار والغضب والضيق اللي قبل ..
هذي ابتسامة وروح بدت تسترجع ملامحها ..
أمي الحبيبة .. والغالية ..
وأخيراً أول خطوات الأمل نفذت وعودها !!
وان شاء الله بالقريب .. ترجعين لي يا كل مالي وهلي !!
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
~ عهــد ~
ما دخل من أسبوع !!
مدري شفيني ؟؟؟؟ لهفة غريبة تدفعني للسؤال عنه ..
أرسلت له إيميلات .. ومن عادته يرد على الرسايل بسرعة ..
بس للحين ولا رد !!
رحت لسعود ولأول مرة ،، قررت أتنازل وأتكلم معه .. وأحاول أدفعه للكلام عن محمد ،، اللي أعرف بمعزته الكبيرة عند سعود ..
دقيت عليه الباب وأنا أجهز ببالي خطة دعييت انها تنجح !!
فتح الباب وطالعني بدهشة : ماشاء الله .. اللهم أدم نعمك علينا .. شهالأدب ؟؟
قلت وأنا أكتم غيظي : سعود خليني أسوي شي على لابتوبك ممكن ؟
قال : لآ والله ؟ طبعا لأ
قلت : قدامك مارح أطول..
قال وهو يدخل لداخل : ليش ؟؟ وليش ما تسوينه عندك ؟؟
قلت : كمبيوتري عيا .. بفتح موقع ..
قال : شوفي .. أكثر من دقيقتين لأ ..
رحت للابتوبه بسرعة وأنا أتظاهر إني عندي شي مهم ..
قال : استنّي وين راآآيحة ؟؟
لفيت عليه : هاااااااه؟
قال : قدامي يا مؤدبة ..
انصعت لكلامه ، ما أبيه يعصب ويقلب من الاستهبال للجد
قلت وأنا أفتح المتصفح : صحيح .. كمبيوتري مدري وش فيه .. اسأل لي صديقك اللي يعرف بالكمبيوتر عنه ..
قال : فاضي لك أنا أزعج أصدقائي عشانك !!
قلت : مو تقول دايما يحل مشاكل كمبيوترك ..؟
قال : ههههههه شوف مين اللي يسأل أصلاً.. الآنسة عهد شخصياً عجزت تصلح لابتوبها ..!!
سكتت عنه لأن هدفي الحين أكبر .. قلت : يعني مارح تسأله ؟؟
قال : أصلاً هو مسافر مب فاضي لك ..
قلت : ومارح يرجع قريب؟
قال : لأ .. يعني انسي موضوع كمبيوترك
فكرت في شي ثاني أقوله .. بس خفت لا يشك بالموضوع ..
قال فجأة : عهد لك ساعتين فاتحة المتصفح ومبحلقة فيه ..!! خلصيني !! دقيقتين خلصوا من 10 دقايق !!
قلت : خلاص مابي شي ..
وطلعت من الغرفة بإحباط ..
لكن ما مضت ساعة إلا وأنا مندمجة مع مريم بالكلام والسوالف ..
نفسيتها تحسنت كثيرمن آخر مرة.. وهذا رجعها إلى حد ما لطبيعتها الأولى ..
والشي اللي خلا صدري ينشرح و بالي يرتاح ..
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
~ نور~
خبرني عبد الرحمن بسفر خالد وحالة أخوه ..
مع إني كنت مجهزة نفسي للموافقة بعد مااستخرت .. إلا إني ارتحت للموافقة أكثر بعد التأجيل اللي صار ومعرفتي بظروفه ..
اللي ضايقني وشتتني هو ضيق عبد الرحمن البسيط .. حاولت أدور أسباب لهذا الضيق اللي ألاحظه عليه وعجزت ..
ما حاول يبين لي أي شي بس أنا أحس في عبد الرحمن حتى لو خبا عني ..
مع إنه يثق بخالد كثير .. وما احتاج يسأل عنه كثير من سمعته وأخلاقه العالية ..
لكن ،، أحس ضيقه من الموضوع بشكل عام .. كزواجي أنا نفسي !!
حاولت أركز على الدراسة أكثر شي هالايام .. لكن غصبن عني أروح بأفكاري بعيد مهما حاولت ..
مابين المدرسة والبيت والدراسة .. فترةبسيطة وبتنقضي ..
وبنفس الفترة رح يتحدد مصيري لبقية عمري ..
وللمرة المية .. دعيت الله يكتب لي الخير ويبعد عني كل مكروه !!
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
* حتى أندهش/بقلم :ملآمح
التعديل الأخير تم بواسطة Malame7 ; 16-06-08 الساعة 02:00 AM
|