}
الفصل الحادي عشــر {
--ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ--
~ خالد ~
طلعنا من بيت أبو عبد الرحمن ، كنت متوجه للبيت برجّع أبوي ومنيرة ..
طالعت بأبوي اللي ساكت من يوم ما ركبنا ،
قلت : شرايك يبا أعزمكم عالعشا ..
قال : لا..روح للبيت على طول ، وراي شغل ..
قلت : مارح نطول كثير ، شوي بس
قال بإصرار : لا ، أنا قايل لك من قبل ما نطول ..
قلت : طيب خيرها فغيرها ..
سكت ، حسيته ضااايق مرة ، ما تكلمت أكثر ،حتى منيرة ظلت ساكتة ، ووصلنا البيت بهدوء .. نزل أبوي قال : بتدخل لأمك ؟
قلت : أي ، شوي وبدخل ..
قال : زين ، مابي مشاكل ..
قلت : ما في مشاكل يبا
طالعني بنظرات غامضة ولف ببرود ، الله ســتر !!
لفيت أشوف منيرة ، نزلت وجات جلست جنبي ، قالت : شكله متضايق ..
تنهدت قلت : ايه ، أكيد
قالت : ما تبي تعرف رأيي بنور ؟
ابتسمت و قلت : قولي
قالت : بصراحة أول ما شفتها ، تمنيت انك ما خذت أميرة بالمرة
وسعت ابتسامتي ، سمعتها تكمل : بس انت ما قلت لي انك بتشوفها ؟؟
قلت : ما أدري ، انا ما كنت مخطط للشوفة بالمرة..
قالت :بس ريحتني كثير بهالخطوة ، بصراحة أنا كنت خايفة إنك تبي خطوبة وزواج ثاني وبس يعني ... اممم ، لكن .. لما شفت نور مرة استانست عليها وفعلا اتمنى انك تبدا من جديد معها ..
ما تدري ان مخاوفها كانت صحيحة ..
قالت : وانت شرايك؟
قلت بدهشة : في..؟؟
قالت : في نور ..؟؟ بعد ما شفتها ؟؟
قلت : كيف يعني ؟؟
قالت : ههههه عادي لا تستحي مني
ضحكت عليها قلت : ههههه الحين انا استحي منك ؟؟ رأيي فيها يعني شلون .. حلوة .. عادي يعني ، بس شوفة !
قالت : ايه ماشاء الله عليها ، مرة ارتحت لها .. مرة خايفة انها ترفض لو عرفت انك متزوج .. لأنها...
سكتت للحظة ، قلت لها بجدية : أنا .. بطلق أميرة ..
قلت بدهشة : بطلقها صحيح ؟؟
قلت : بس مو الحين .. بعد ما أتفاهم مع أمي ، مابي أزيد زعلها لدرجة انها ما تتقبل مني شي بالمرة ، عالاقل الحين في أمل انها ترضى ..والمفروض اعطي مقدمات لأميرة ولأهلها ..
قالت بتفهم : أي صح كلامك ..
قلت : يللا انزلي ، بنزل أسلم على أمي واروح وراي بكرة دوام ..
قالت : طيب
نزلنا ودخلنا للصالة ، ماشفت أمي جالسة ..
منيرة طلعت فوق وطلعت وراها ، قلت لها : وين أمي ؟؟
قالت : ما أدري توني أدورها ..
دخلت لغرفتها ، وأنا رحت لغرفة محمد اللي كانت مفتوحة شوي
دخلت وتفاجأت بأمي راقدة على فراشه ..
كانت نايمة وباين عليها الضيق ،، حسيت بصدري ينقبض .. مب هين علي زعل أمي وأبوي .. ما عمري فاجأتهم ولا زعلتهم كذا من قبل..
مسكت يدها وأنا أناديها بصوت راخي : يما ؟؟
كررت : يما قومي لغرفتك ..
تأففت وقامت بدهشة قالت : خالد ؟؟
قلت : ايه يما .. قومي لغرفتك بتبردين هنا ما في لحاف
قالت بعد ما استوعبت هي وين : خليني على كيفي
قلت : يما توك زعلانة ؟
صدت بزعل .. قلت : يمه والله ما يهون علي زعلك .. افهميني يما
قالت : وشو اللي افهمه ؟؟ مبسوط الحين ؟؟ بعد ما خطبت وخلصت تجي تقول افهميني ؟؟
قلت : آسف يما .. آسف يالغالية .. لو سألتيني عن السبب ..
قالت : ما في سبب يشفع لك !!
تنهدت بحزن ، قلت : طيب قومي الحين لغرفتك عن تبردين
قامت طلعت بدون ما تناظر فيني .. ما تبي تسمع أصلاً ، أخاف أحن عليها تتعب ويصير بها شي ..
تركتها ، وتركت البيت كله وانا راجع للبيت ، ما اقدر اقول لأميرة الحين
ما أبي مشاكل بهالفترة ، الهدوء الحين أفضل شي لين ما أمي ترضى وأعرف رد نور ، بعدين بشوف كيف رح اتمم الموضوع كله بوقت واحد .. رجعت بأفكاري لعبد الرحمن .. وحسيت بخوف إنه يدري عن زواجي ، شراح يكون موقفه ؟؟ أكيد بيفكر اني خدّاع وكذاب ، اقدر اشوف حرصه وخوفه الشديد على اخته ..!!!
مسحت راسي بقوة وأنا أوقف عند البيت ، ضغط الافكار سبب لي صداع .. وقفت السيارة وظليت جالس فيها .. لحظات من الهدوء والصمت المريح ،، فكرت بنـور ، وليش اني اخترت بنت ابوعبد الرحمن بالذات.. وهل فعلاً هي مثل ما قالت منيرة ؟؟
وجهها البريء والساحر هل يحمل نفس صفاتها ؟؟!
ما أنكر إن شوفتها أثرت فيني ، لكني كبحت تأثري ،..ياما تأثرت بأميرة قبل وانجذبت لها ولحياها وبالنهاية شفت حقيقتها وطفشتني باخلاقها !!
انتبهت لدق على الدريشة ، لفيت للشخص الواقف ، كان جاري عادل ، ما بينا ثقة وصيلة لكن صداقة عادية ..
نزلت الزجاج ، قلت : هلااا والله
فتحت الباب ونزلت أسلم عليه ،
قال : شخبارك ؟؟ وشخبار الاهل ؟؟ عساكم بخير ..
قلت : الحمد لله بخير ،، اسف ما سمعتك
قال : انا اسف ازعجتك ، كنت ابسلم عليك وشفت شكلك مهموم عسى ما شر ..
قلت : الله يعافيك لا ما في شي ، بس شوية أشغال و... كذا يعني
قال : أجل يلا أشوفك على خير ، واتفضلوا زورونا بأي وقت
ابتسمت له وصافحته بود قلت : ان شاء الله يالغالي الله يعطيك العافية
تركته وسكرت السيارة وطلعت ..
دخلت للبيت وأنا بخاطري أنام وبس ..
وينهــا ؟؟ لازم اكلمها عن الطلعة ، مو على كيفها تطلع كأني مو رجال ومسؤول عنها .. بغيت اثبت لنفسي لنفسي انها جديرة بكل اللي اسويه ..
طبعا الهانم ما كانت بمكان ثاني ، كالعادة عند التلفزيون .. !
قربت منها وانا أسمع صوتها تتكلم .. هذي مع مين تتكلم ؟؟
لفيت على الصوفا من قدام وانا اناظرها بدهشة ..
انتفضت فجأة ، قالت بصراخ : اعوذ بالله خررعتني !!!!!
قلت لها بصوت ثابت : مين تكلمين ؟؟
قالت ببرود بعد ما رجعت و جلست : صديقتي ..
تجاهلتني ورجعت تكلم صديقتها ..
اشرت لها بعصبية انها تسكر ..
قالت بضيق : خلاص حبيبتي اكلمك بعدين
ولفت علي قالت : ايش فيه ؟؟ حرام اكلم صديقتي بعد ؟؟!
قلت لها : انا مصدع ومو متحمل كلامك ولا ابي اتجادل معك ، لما اقول لك تسكرين يعني تسكرين بدون كلام فاهمة ؟؟
قالت : يووه يا خالد ما بقى شي ما عقدته !! وين عايشة انا بسجن ؟؟!
قلت بسخرية : هههه سجن ؟؟ والسوق اللي مداومة فيه يوميا من جبنا السواق ؟؟
حرام عليك ريحي الرجال شوي 12 ساعة شغال !!
قالت : يعني الحين خايف عليه يعني .. ياخذ مرتبه وزيادة
قلت : ووين كنتي اليوم ؟؟
قالت : هااه ؟؟ كنت بالسوق !
قلت : وأمــس ؟
قالت : وين بروح يعني .. بالسوق !!
قلت بعناد : وأول أمس؟؟
قالت بصوت عالي : بالسوووق !! ايش في ؟؟ عادي يعني !!
قلت : لا مو عادي !
رفعت حواجبها بغطرسة ، قالت :و ليش ان شاء الله؟؟!!
قلت : إذا قلت مو عادي يعني مو عادي ، وبعدين كل يوم طابة لي بالسوق شتبين ؟؟ ماعندك بيت تكنّين فيه؟؟ حشاا مب حرمة انتي ؟؟
قالت بانفعال : اطلع مع صديقاتي واستانس ولا تبيني اجلس بالبيت اربع وعشرين ساعة ؟؟؟ ومن كثر ما تكون فيه اصلاً !!
قلت بعصبية : عالاقل استأذني وخلي عندك شوي احترام بس شوي ، واستحي على وجهك ومو كل ما اجي مالاقيك ولا كأني زوجك ولي عليك حقوق!!
قالت : تبيني اكون خدامة عندك !!!!
قلت :يعني الحين اذا تأدبتي واحترمتي نفسك واحترمتي زوجك يعني تنازلتي عن كرامتك ؟؟وصرتي خدامة !!!
وكملت : و ياويلك ترفعين صوتك فااهمة ؟؟؟؟
قربت من وجهها وصرخت عليها : فااهمة ؟؟
لفت و وجهها متوهج من الانفعال وراحت تبي تطلع من الغرفة ، وقفتها بصوتي : وييييييين رايــــحة ؟؟؟
وقفت وقالت بدون ما تلف :خليني بحالي !! فكـــّني!!
... بصعوبة مسكت اعصابي .. وهديت نفسي .. ّ!!
حسيت ان لساني رح ينفلت واقول لها عن زواجي عشان تنقهر .. لكني رجعت ومسكت نفسي عن اتهور..
قلت : مرة ثانية مافي طلعة غير لما اقول لك ، وبعدين قلة الأدب هذي ما تنعاد فاهمة ؟؟ ولفي وانتي تتكلمين لا والله ما تشوفين طيب بعد اليوم !!
دارت وهي ساكتة ، حسيت بالظفر وانا اشوف وجهها محروق من الغضب وعيونها تشع نيران .. وبالرغم من كذا ساكتة ، وخايفة !!
قلت : وتدرين ايش بعد.. مابي اسمع حسك بالمرة ..
وطلعت من الصالة رحت للغرفة وانا استغفر ربي ..
خليها تستمر على هذا السلوك ، عشان تثبت لي فعلاً انها جديرة باللي رح اسويه ..
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
~ نـــور~
قمت بتثاقل ارد على التليفون اللي يرن من ساعة ..
ابتسمت شبه ابتسامة وانا اشوف اسم منى على الشاشة ..
قلت : هلااا السلام عليكم
قالت بعصبية : وعليكم السلاااااااام واخيرا رديتي !!!
قلت : اسفة منووي توني قايمة ..شخبارك؟؟
قالت : انتي شخبارك ؟؟ ليش غايبة امس واليوم ؟؟
قلت : آآآاااه مرررة تعبانة ومزكمة عالاخييير ..
قالت : يوووه حبيبتي سوري ماكنت ادري .. عشان كذا صوتك متغير
قلت : ايه ، اختبرتوا شي ؟؟
قالت : لا وين نختبر ؟؟ خلصنا اختبارات الشهر كلها
قلت : أجل ما باقي غير نختم المواد عشان المراجعة
قالت : ابشرك امس ختمنا مواد العربي .. خلاص هالاسبوع بنخلص
قلت : أشوا الحمد لله ، ان شاء الله ذا تحسنت بكرة اجي
قالت : تعاااالي ،، نسيتيني سبب اتصالي !! ايش سويتي مع خطيبك ؟؟
ضحكت قلت :خطيبي؟؟؟؟ هههههههه كم تدفعين وأقولك ؟؟
قالت : هههههه يعني الحين بموت عشان اعرف ..
قلت : ياسلااام ، أدري بك مارح تخليني غير لما تطلعين كل شي !!
قالت : هههههه ايش صار معك ؟؟
حكيت لها اللي صار وطبعا اخذت نصيبي كامل من تعليقاتها اللاذعة ،
سكرت منها وأنا أتحسس جبهتي الحارة .. طلعت من الغرفة وانا الف البطانية على جسمي ، رحت لغرفة عبد الرحمن اشوفه من امس ماشفته
دخلت ، لقيته جالس على مكتبه ومشغول بأوراقه و بأدوات واغراض حوله
قلت : سلاااام
رفع راسه وناظرني ، قال : هلا نور .. شفيك ؟؟
قلت : مافيني شي ، تبي شي اجيب لك عصير ولا اكل ؟؟
قال بابتسامة : لا شكرا ، شبعان .. انتي روحي كلي شي وخذي لك بندول شكلك تعبتي اكثر ..
قلت : ايه زاد علي شوي
قرب ومسك جبهتي ، قال : يووه فيك حرارة.. تعبانة مررة ؟؟ أوديك المستشفى ؟؟
قلت باستنكار : لا شدعوة ، الزكام ما يبي له مستشفى ، على بكرة بيروح ان شاء الله ..
قال : اكييد ؟؟
قلت بابتسامة : ايه اكيد
قال : أجل روحي ارتاحي ولا تلفين بالبيت وانتي كذا
قلت : هههههه طيب
طلعت من الغرفة ، أحسه هالايام صار يقلق بزيادة وعارفة انه كله بسبب الخطبة
اخذت بنادول وموية ورحت لغرفتي ارقد من جديد ،
والتعب مسيطر على كل جسمي ..
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
~ محمد ~
دخلت للجامعة في ثالث يوم دوام ، صحيح اول يومين كانوا مرهقين لابعد حد ، لكن بديت ارتب اموري واسيطر على الوضع .. ناظرت ساعتي ، باقي ساعة على الحضور وجيّة الدكتور .. رحت للمكتبة اجمع كتب ناقصتني ، اظن في الصباح تكون الزحمة اقل وغير عن نص اليوم
دخلت للمكتبة وبديت امشي للاقسام اللي ابيها ، واخذ من كل قسم اللي احتاجه
من الكتب لين ما حصلت كل شي ، ورجعت للطاولة اجلس عليها اتصفح الكتب واشوف ايِ ٍمنها اللي رح احتاجه ..
انشغلت بتصنيف الكتب ، ومانتبهت للشخص اللي جاي لعندي ،
قرب ستيفن بعد ما اشرلي بيده قال : هاي ؟؟
رديت عليه بنفس الكلمة احييه ، وقلت له يجلس ..
جلس قدامي وتفاجأت باثنين اجانب يجلسون جنبه ، قال لهم بلهجة متحمسة : (هذا صديقي العربي محمد ..)
رفعت حواجبي بدهشة .. للحين يذكر اسمي ،، عاد لانه اول واحد شفته حفظت اسمه ..
ضحكت قلت : تتذكر اسمي للحين ؟
قال : ( أكيــد .. كيف حالك ؟؟)
قلت له: ( بخير .. وأنت؟! )
ولفيت على اصدقائه وقلت : (مرحباا )
تجاهلوني وقاموا ، تفاجأت بحركتهم ، لكن ستيفن قال : (لا تهتم .. ايش تسوي ؟)
قلت : (أجمع بعض الكتب والمراجع التي احتاجها ..)
قال بابتسامة : ( تحتاج لمساعدة ؟؟)
قلت بود : ( شكراً .. أنهيت جمع وتصنيف كل اللي أحتاجه ، أنا بروح الحين)
قال : ( لا لا .. خلني أعزمك على الفطور ..)
قلت : ( لا ما في داعي .. شكرا ستيفن ..ً)
قال : ( لا تستحي.. وتعال معي ..وبعد ناديني ستيف بس)
رحت معه وانا محرج منه ، ما حبيت ارفض عشان ما يحسبني اتهرب منه ، عاد ما ادري وش فكرتهم عننا ،،، مادام انه يرحب فيني ، مافي داعي أرفض ..
جلسنا بكوفي شوب في ساحة الجامعة اللي برا ، وطلب لي كرواسون وقهوة باختيار مني ، خلينا من هاللحوم حقتهم وبلاويها ، بس اظن في مطاعم هنا مثل ما سمعت يكون فيها لحوم حلال .. يمكن بعدين اخلي ستيف يوديني بجولة تعريفية بالمدينة ..
شكرته كثير على الفطور الخفيف وتركته ورحت لسيارتي ، ورجعت للشقة ..
دخلت وانا احط الكتب على المكتب ، ورحت اتوضا واصلي ..
اخذت اللاب توب وشبكته بالنت ، توهم مركبينه امس ، وبعد كانوا مشغلين الثلاجة واشياء ثانية بالشقة ..
جلست على الصوفا الصغيرة باسترخاء ، وبديت اشغل سيديهات تعريفية اخذتها من الجامعة ، واجرب واحد ورا الثاني .. تميت اشغل فيهم لمدة طويلة ، بالأخير دونت ملاحظاتي ، ورجعت افتح ايميلي والماسنجر ..
لقيت رسالة من سعود ..
" حمد لله على السلامة .. عرفت من خالد انك وصلت !
وما تكلمني يالسخييييف .. من اول يوم وتنسانا !!
اذا ما كلمتني خلال يومين ياويلك فااهم ؟؟
ان شاء الله تكون لندن مريحة .. ياحظك ليتني مكانك !!
كيف الجامعة وكيف بديت الدراسة ؟؟
انتظر اتصالك ولا ردك..
سلام "
رفعت جوالي وانا الوم نفسي ، سعود كان مخلص لي كثييير وحسيته يسوي هالشي من قلــب !! اتصلت على رقمه اللي اخذته من العناوين باللابتوب ..ماكنت حافظه .. ودقيت عليه
سعود : السلام عليكم
قلت : وعليكم السلااام اهلييين شخبارك سعوود ؟؟
سعود : هلاااا والله شخباااارك محمد ؟؟ واخيرا اتصلت ؟؟؟؟
قلت : اسف مقصر معاك والله ماتستاهل ، بس من جد انشغلت وتوني ما استقريت ، لا بدراستي ولا بالشقة توه مكتمل تجهيزها
قال : لا لا ولا يهمك امزح ويااك ترا .. وشلون الجامعة والدراسة والجو ؟؟
قلت : ههههه مختلف اكيد بس للحين تمام الحمد لله
ماطولت معاه..سكرت ورحت أنام بعدها لأجل اقوم في الليل واسهر على الكتب اللي اخذتها من المكتبة ..
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
~ عهد ~
رحت لمريم اللي جلست تقرأ وحدة من الروايات القديمة عندي وسرحت بعالم ثاني ،قلت : مريم تعالي نطلع اليوم بعد شرايك ؟؟
قالت ببطىء وبدون تركيز : عهد خلنا اليوم ، تونا أمس طالعين ..
قلت : اليوم السواق فاضي مانحتاج لسعود ..
قالت وهي ترفع عيونها من على القصة : وين بنروح يعني ؟
قلت : اممم أي مول ناخذ ملابس وعطورات ..
قالت : عههد مالي نفس خليها لبكرة ولا بعده
قلت : طيب مو مشكلة ، ان....
قاطعنا صوت جوالها يدق ، رفعته وردت ..
سمعتها تقول بترحيب: السلااام عليكم .. أهلا عمي .. عساك بخير .. الحمد لله ..
تركتها تتكلم ، جيت بطلع من الغرفة ولا اسمع صوتها ينفعل ،
مريم : والله ؟؟؟ متى اتصلوا ؟؟ايه .. ايش قالوا ؟؟ لا لا تتعب نفسك ، أنا بشوف خالتي وارد عليك .. طيب .. الله يسلمك .. مع السلامة
وقفت أطالعها بدهشة وقلت باهتمام : بشري ؟؟
قامت بسرعة وهي ترمي القصة من يدها قالت : عهد وين خالتي؟
قلت : ايش فيه؟
قالت بلهجة سريعة : عمي يقول اتصلوا عليه المستشفى ، ما أدري ايش قالوا له عن أمي بس قال لي أجي آخذك تروحين لها .. حاسة انها قامت .. يااارب قولي آمين
قلت بتفاؤل : آمين يارب ، بروح انادي ماما
رحت انادي أمي عشان سعود وأبوي في البيت اليوم ، كانت بالصالة تطالع التلفزيون ، قلت : يما مريم عمها اتصل عليها وقال لها ان المستشفى اتصلوا عليه ويبيها تروح لخالتي ..
رخت صوت التلفزيون وقالت بدهشة : وليش ما اتصلوا علينا ؟؟
قلت : مدري عنهم ، خلنا نكلمهم نشوف ايش صااير ؟؟
رفعت التليفون اللي جنبها ،
قالت : عهد ناوليني النوتة اللي هناك على المسند ، بسرعة !
نطيت اجيبها لها ، أخذت الرقم و اتصلت على رقم المستشفى ، وطلبت تكلم الدكتور....
جلست جنبها وأنا أسمعها تكلمه ..
أمي : أهلاً دكتور الله يعافيك ايش صار ؟؟ ... اييش؟؟؟؟ قامت ؟؟ متى ؟؟؟
وليش ما بلغتونا ؟؟؟..... أنا أختها مو أي أحد !!! .......طيب ونقدر نجيها الحين ؟؟
........طيب .. شكرا ...... مشكور الله يعطيك العافية ..
سكرت وهي تقوم باستعجال ، قلت : يما ايش صاار ؟
لفت علي وقالت : خلي مريم تجهز وتنزل بسرعة ..
قلت : ايش صااار ؟؟
قالت : يقول قامت لفترة وبعدين نامت ..بس مو متأكدين ..
قلت : ياربي ... طيب بجي معكم
قالت : زين البسوا بسرعة وانتظروني بالحوش ، لين أعلم أبوك والبس ..
طلعت على الدرج بحماس وأقتحمت الغرفة ..
قلت : مريم البسي بسرعة
فتحت عيونها وقالت : ليييييش ؟؟
قلت : أمي كلمت المستشفى وقالوا لها انها قامت
مسكت ذراعي بقوة ، وقالت : من جد ؟؟؟؟؟؟
قلت : ايه والله .. يللا امي بتنطرنا تحت بالحوش
راحت بسرعة للخزانة واخذت عبايتها المعلقة تلبسها
قلت : مارح تغيرين ملابسك؟؟
قالت : لا
زينة ما في داعي ..
بدلت ملابسي ولبست عباتي وأنا أراقب مريم والآمال تملا عيونها
صحيح الايام اللي فاتت كنا نطلع ونتكلم ونستانس ، بس مريم اللي اعرفها من يوم كنا صغار ، وتربينا مع بعض .. ما كانت نفسها مريم اللي منطفية الحين ..
لازم كل انسان رح تمر به فترات صعبة بحياته ، وطول الوقت كنا مع بعض بدون ما احد يتوقع للثاني ظروف صعبة .. لكن هذي سنة الحياة ..
هل بيجيني يوم مثل هذا ؟ وهل رح امر بظروف مشابهة ؟؟
.. اكيد بس متى ؟ وكيف ؟؟..الله أعلم !!
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
~ مريم ~
اتصال عمي غير كل شي .. وبدد كل الملل وركود ذهني ..
كيف لا ، والموضوع يتعلق بأمي وحياتي ونور دنيتي ؟؟
كيف لا ، وانا اعاني من فراقها وموعارفة طعم لحياتي ...!!
ما صدقت إنها قامت من الغيبوبة .. بهذي السرعة ،
يارب انك استجبت لي دعااي .. يارب ترجعها لي ..
بدقايق كنت لابسة عبايتي وواقفة بالحوش بتوتر مع عهد ،
قلت : يااربي ماصدق .. الحمد لله اللهم لك الحمد
قالت عهد : الحمد لله .. هذي ماما جت
ركبنا مع خالتي بالسيارة ، ورحنا للمستشفى على طول ..
نزلنا بعد طول ترقب وانتظار بالطريق ، وكأن الدقايق اصبحت ساعات ..
ولدهشتي شفت سيارة مألوفة بالمواقف ، سودا وفيها فرش أبيض فرو من الداخل .. ممم يمكن مو هي بس ..بس هذي نفسها اللي ركبت بها ذاك اليوم مع حنان وسيف و ... الـ !!
طغت الافكار الاهم وغطت على الذكرى ، مشيت بهمة للاستقبال نسأل عن الدكتور ..
ودخلت مع خالتي وعهد لغرفة الانتظار بعد ما قالوا لنا انه مشغول ..
تمنيت لو أقطع المسافة جري وأروح لغرفتها أتأكد من الكلام اللي قالوه !
هزيت رجلي باستعجال ، ليش تأخـــر الدكتوور!!
تنهدت بصوت مسموع ، ضغطت خالتي على يدي وهي تذكر الله بصوت راخي ..
ابتسمت لي تطمنّي ، وعهد شردت بذهنها بهدوء ..
دخلت الممرضة بعد شوي ، وقفت بسرعة باستفسار ..
وقامت عهد وخالتي ، قالت الممرضة : مين حيدخل للمريضة ؟؟
طالعت خالتي فيني قالت : ما ينفع كلنا ؟؟
قالت : لا مينفعش حضرتك ، لازم شخص واحد بس عشان ما تثقلوش على المريضة بالكلام وكده ..
عهد قالت : مارح نثقل عليها ،، خلينا كلنا ندخل حنا أهلها
قالت الممرضة : آسفة جدا .. دي أوامر الدكتور ، ممكن تدخلوا لها بعدين لما تتحسن..
قالت خالتي : اجل روحي يا مريم وتعالي طمنينا بعدين
رحت مع الممرضة وقلبي يخفق بفرحة ،،
وصلت لباب الغرفة ، ولدهشتي شفت عمي واقف هناك مع الدكتور ..
ليش عمي جا للمستشفى لحاله ؟؟ وكيف أصلاً جا لحاله ؟؟!
تقدمت منه بسرعة قلت : عمي ؟؟!!
كان واقف وساند على عصاه ، وراسه متجهة للأسفل وهو يسمع لكلام الدكتور ..
قال لما سمعني أناديه : مريم ؟؟ هلا يما زين انك جيتي بتدخلين لأمك ؟؟
قلت : إيه مو مصدقة إني بشوفها أخيراً .. عمي بس ليش تعبت نفسك وجيت ؟؟
قال : لا تعب ولا شي ،أصلاً كان عندي اشياء أسويها بالمستشفى ، هيا ادخلي لأمك وقري عينها بشوفتك..
ابتسمت بفرحة وأنا ألف عشان أروح للباب.. وانصدمت بالشخص اللي قدامي ،،
لقيت الـ ..ـ خبيث واقف بطوله وعرضه !!
لصدمتي طالعت فيه لثواني ارتجفت فيها بالكامل .. أكيد جاي مع عمي ..!!
نزلت عيوني و رحت للغرفة بخطوات بطيئة وأنا أدعي إنها تكون صاحية ، وتجاهلت الشيطان اللي شفته قدامي ..
فتحت الباب بهدوء ودخلت بخطوات سريعة ومتلهفة ، وشفتها ،، على نفس سريرها ،، لكن مع فرق كبير .. كانت جالسة وصاحية تطالعني بنظرات دهشة !!
شلت الغطا من على راسي وفكيت الطرحة شوي وأنا أناديها بلهفة وعيوني تدمع لشوفتها : يمااا؟؟؟
قربت منها أحضنها وأنا أصيح وأناديها..
حسيت بآلامي وحزني ووحدتي فترة غيابها كلها تمر بذهني ..
جلست على الأرض بركبي ومسكت يدينها ..
قلت بصياح : يمااا أخيراً رجعتي لي؟؟؟ اشتقت لك يما اشتقتلك!!!!! لا تتركيني مرة ثانية ..
أنا هـلـكــان يا يمّه .. أنا تـعـبــان ضمّيـني
انا كل ليـله اتـوّفى وأرد أحـيا لـ صرعـاتي
ذبحني البـرد يا يمّه .. بغـيـتـك لو تـدفـيـني
طـلبتك انزعي بردٍ سكن واستوطن بـ ذاتي
ضلـوعي تزاحمت يمّه بـ صدر ٍ ما يكـفيني
من الضيقه من همومي من ألامي وآهاتي
بدأت بنوبة بكاء وانا أقوم وأدفن راسي بصدرها وأغرق بحظنها أكثر
.. حسيت بيدها تتلمس راسي ببطىء ،، ما قالت شي ولا تكلمت ..
رفعت عيوني الغرقانة بالدموع لها ، أطالع وجهها الأبيض الصافي الحنون ،،
قلت : ما اشتقتيلي يما ؟؟ افتقدتك يماا .. ماقدر اعيش بدونك !!
رجعت أقول : يما كيفك الحين ؟؟ تحسين بآلام ؟؟
حسيت بيد باردة تعتصر قلبي وأنا أشوف نفس نظرات الدهشة تنعاد على وجهها
مسكت يدها بقلق وأنا اقول : يما شفيك ؟؟ أناادي الدكتور ؟؟؟فيك شي؟؟
شالت يدي عن يدها بنظرات متضايقة .. حسيت بقلبي يطيح من مكانه .. شفيها؟؟
قلت بتردد : يمــ ..ـا ؟؟! انا مريم يما شفيك ؟؟ يما يللا قومي عشان نرجع لبيتنا .. يماا ؟؟
وبدت عيوني تدمع لا شعوريا .. قربت منها من جديد وتفاجأت بها هالمرة وهي تدفني بعيد عنها بضيق أكبر ...
سمعتها تصارخ علي بصراخ غاضب ومكتوم ،.. لسانها ثقيل تبي تقول شي بس مو عارفة ..
طلعت بفزع أنادي الدكتور من برة .. مو معقولة !! هذي مو أمي !! ايش صار لها ؟؟
شفت الدكتور واقف هناك وما انتبهت للشخص اللي واقف معه ، رحت له أناديه بانفعال :دكتور تعال شوف أمي شفيها .. كنها ما تعرفني !! ايش صار لها ؟؟؟
قال : لحظة يا آنسة .. ايش صار ؟؟
قلت بخوف واضطراب: ما أدري .. ما أدري ، دفتني بعيد عنها وحاولت تصارخ علي.. ما أدري !!
قال : طيب اهدي يا أختي وارتاحي الحين بشوفها ..
والتفت للشخص اللي معه وقال : لو سمحت هدّي أختك ، الانفعال ممكن يشكل خطر عليها ..
لفيت بدون تركيز للشخص اللي واقف معه ؟ اخته ؟؟
هذا و..وائـ..ـل ؟؟!!! ليش واقف هنا .. ايش يبي مني ؟؟
شفته يقرب شوي .. قال : اه مـ .. مريم اتفضلي روحي الانتظار داخل عند خالتك..بنناديك بعدين ..
تجاهلته وأنا أسد أذني عن أسمع صوته الكريه وأتجاهله.. وصديت للناحية الثانية وأنا أطالع باب غرفة أمي بعد ما دخل لها الدكتور مع الممرضة ..
سمعت صوت تنهيدة من وراي ، عساه يضيق لين يموت .. أستغفر الله !!
كان آخر شخص أتمنى إني أتواجه معه بهالوقت .. الذكرى البشعة تنعاد بقسوة وتزيد الآلام آلام كل ما شفته !!
وقفت وأنا احس بدمعي يهطل من جديد .. يارب تكون بخير يارب ما يكون بها شي .. سمعت صوت من وراي : مريم ..عدلي حجابك وارجعي للانتظار !
لفيت بدهشة ، مومعقولة يكون هو اللي قال هالكلام .. لكن خابت توقعاتي وشفته واقف على مسافة شبه قصيرة مني .. رجعت أصد عنه وأنا أحط يدي على راسي وأنتبه لطرحتي اللي كاشفة عن شعري وغطاي اللي نسيته .. شهقت بقوووة !!!!!!
شلون ؟؟ كيف ما انتبهت .. ياربي !!! وطلعت قدام الدكتور والناس كذا ؟؟؟؟
عدلتها بسرعة ورحت للانتظار عند خالتي وكل همي أبتعد عن المكان اللي هو فيه ، وأنتظر بصبر جواب الدكتور وتشخيصه لحالة أمي الغريبة !!
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
~ وائـــل ~
وقفت بتوتر ، وأنا أحس بمشاعري تتلخبط بشوفتها ..
مع إني حاسس من أول ما أبوي قال لي أجي معه للمستشفى إني رح أتواجه معها!
أبوي صمم يجي يدفع تكاليف علاج أمـها ، وبدون ما مريم تدري ،، وطبعا كان لازم أحد يرشده ومارضى إني أقوم بداله بهالعملية ..
لثواني حسيت بندم إني جيت عشان أجدد كل العذاب اللي تعذبته قبل بسببها ..
قدرت أشوف الصدمة والخوف والكره بعيونها وحركتها ، منظرها المنهار قبل شوي جمدني بمكاني ، وتجنبها حتى سماع صوتي بعثرني !!
تمنيت ...لو إني أقدر أخفف من آلامها .. أحملها عنها وأمسحها من قلبها الطاهر ..
بس مين أنا ؟؟ أنا آخر شخص بهالعالم تتمنى شوفته !!
صعب انك تعرف بكره أحد لك .. وخوفه منك ،،
بس أنا تغيرت !
تغيرت يا مريم شوفيني !!!!
غيرتي كل شي فيني !
قدرتي توصلين لقلبي وتتحكمين فيه وتسلبيه كل طاقته وتركيزه !!
ودي بفرصة .. تشوفين فيها وائل الجديد !!!
فرصة وحدة بس !!
****
حاولي أن تفهميني
لا تزيدي من أنيني
جففي أمطار حزنك وانصتي لي واسمعيني ..
إنما الصدق جواد
فوق صخر العطف يكبو .
والحقيقة كاللهيب
في سيول الدمع تخبو ..
*****
حاولي أن تفهميني
لا تزيدي من أنيني
إنما الأحزان قبر
فيه تنطمر الحقائق تحت أقدام المنون..
إنما الشهقات درع
منه ترتد الصراحة ..
نحو صدري...
صدقيني ..
*****
حاولي أن تفهميني
لا تزيدي من أنيني
جففي أمطار حزنك وانصتي لي واسمعيني ..
ساعديني ..
سوف تخنقني الحقيقة ..
حاولي أن تفهميني ..
************
نزلت راسي للأرض ، وأعماقي تبتسم بسخرية ،
كل محاولاتي رح تفشل ومارح تزيدني ولا تزيدها غير عذاب وعذاب !!
ما عدت أتحمل ، صورتها تلاحقني بكل مكان .. صرت مهووس فيها ..
رغبتي الشديدة في إنها تسامحني ،، ماهي الشي الوحيد اللي يسبب لي الألم ..
فكرة إني مبغوض من جهتها هي كل العذاب !
إني ممسوح من حياتها !
إني مجرد ذكرى حقيرة ...... !!
لااا !! ما أقدر أستمر بهذي الحال ..
على الأقل ، أسوي الشي الوحيد اللي بيدي أسويه !!
مع إني عارف إنها مستحيل تقبل بي ، أو تثق فيني
بس ليه ما أحاول ، ان شاء الله بس تتعافى أمها و...
قاطع أفكاري صوت أبوي اللي كان جالس على أحد مقاعد الانتظار البعيدة..
قال : وائل خلصت الأوراق عبيتها ؟؟
تذكرت الاوراق حقت المستشفى اللي عبيتها وكنت واقف هنا عشانها أصلاً
أخذتهم من على مقعد ثاني كنت ناسيهم عليه
قلت : ايه يبا هذي الاوراق بوديها الاستقبال بطريقنا ..
قال : أجل يللا نمشي
مسك عصاه وبغا يقوم ..
قلت : يبا الدكتور داخل عند أم مريم ، بنتظر أشوف ايش صابها ،،
قال : ليه وين مريم ؟؟
قلت : مع خالتها في غرفة انتظار قريبة ..
قال : ايش صار مع أمها ؟؟
قلت : أظنها تعبت شوي بنشوف الحين ايش بيقولون ..
قال : ايه ..الله يشفيها ويرجعها لبنتها .. تكسر بالخاطر والله ،، من يوم ما مات أخوي وهي ما عندها غير بنتها تكرس كل حياتها لها عشان تربيها ، إذا راحت من بقى لمريم ؟؟
قلت : احنا يبا طبعا
قال : اكيد يبا بس صعبة تفقد أمها وأبوها وهي توها صغيرة ..
بغيت أسكر الموضوع ، يكفي ما فيني من ندم ...!!
قلت : يبا تبي مويا ولا عصير ؟؟
قال : لا لا خلك هنا عشان تشوف الدكتور لما يطلع
قلت : طيب
بعد شوي طلع الدكتور وقمت له على طول أسأله عن خالتي ..
قال : والله هذي حالة معتادة بعد الغيبوبة بعض المرضى يحتاجون وقت يستعيدون فيه ذاكرتهم ،، ان شاء الله ما رح تستمر معها هالحالة لمدة طويلة ،، هي الحين ما تذكر شي .. بس خلوها ترتاح تحت عنايتنا وقللوا من الزيارات عشان لا تضيق منها ..
قلت : أيوة .. طيب كم ياخذ وقت حتى تسترجع ذاكرتها ؟؟
قال : على حسب ياخوي مافي وقت محدد .. ممكن ايام بسيطة ، بس ما يمنع انها ممكن تطول في بعض الحالات ..
قلت : وايش تتوقع تقريبا
قال : هذي الحالة تعتبر تابعة للغيبوبة نوعاً ما .. يعني اعتبروها ما قامت لسا .. عقلها ما فيه نشاط كامل الحين عشان كذا ما تذكر أي شي ..
قلت : ايوة .. طيب يجزيك الخير دكتور .. ماقصرت
قال بابتسامة رسمية : بأي وقت ..
رحت لأبوي أقول له يكلم مريم ويقول لها هو أو يقولها تروح للدكتور تتكلم معاه ويشرح لها ..
، ما قدرت أتواجه معها الحين والأفضل ما أكون أنا اللي أتكلم معها وأوصل لها الخبر ..
مسكت جوال أبوي وأنا أضغط على اسمها وأناوله له..
مسكت بيده الثانية ومشينا للسيارة ..
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~