كاتب الموضوع :
Malame7
المنتدى :
الارشيف
(الفصل الخامس )
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
~ منيرة ~
جلست مع أمي بالصالة وأنا متضايقة ..
قالت : شفيك مو على بعضك؟؟
تنهدت وقلت لها بعصبية : والله أولادك يمه اللي مو على بعضهم ،
كل واحد ومزاجه متقلب ، ولا كأني أختهم ومهتمة فيهم .. وقت لا احتاجوا لي
يجون .. واذا كلمتهم الحين كل واحد طلّع قرفه عليّ ..
ضحكت أمي وقالت : والله يا منيرة أنا أحمد الله ان قلوبكم على قلوب بعض
واذا صار لي شي بكون متطمنة عليكم..
كلامها عصبني بزيادة .. قلت لها : يمه جيتك عشان اريح بالي .. وش هالكلام؟؟!
ضحكت أمي .. وانا زفرت عشان اطلّع ضيقي .. وقلت لها :لا تقولينه ثاني مرة الله يخليك ، اتضايق بزيادة .. الله يطول بعمرك يمه وتشوفين احفادك واحفادهم ..
ضحكت وقالت بأمل : يااارب آااامين ..
دق الجرس ..اكيد خالد ،، قال بيجي اليوم مع أميرة ..الموعد الاسبوعي لزيارتهم
مدري هالأميرة المتكبرة متى اشوفها مفرّحة أخوي ،
دايما منكدة عليه.. ودايما ما أطيقها ..
لو يجي لحاله بدونها احسن!!..بس كله عشان أمي ..
دخل خالد وجنبه أميرة ،، قال : السلام عليكم ..
أمي نادت عليه لأن الصالة بعيدة شوي عن الباب ..
: تعال يا خالد .. اقرب ما في أحد ..
قرب خالد مع أميرة وسلم على أمي وعليّ وسلمت أميرة على أمي
وجت تسلم علي ..
قلت لها : كيفك ياأميرة ؟؟ان شاء الله تمام
قالت ببرود : بخير ..
وأمي رحبت فيهم بفرحة ..
أمي : شلونك يا أميرة عساك مرتاحة هاليومين ؟
أميرة : بخير يا خالتي الحمد لله
خالد : وانتي شلونك يمه ؟؟ كيف صحتك ؟؟
أمي : الحمد لله يا خالد بخير بشوفتكم ..
بعد شوي ..
خالد باهتمام : منيرة .. محمد فوق ؟؟
قلت :لا مو فوق..
خالد: أجل وينه ؟؟
قلت بحيرة : مدري عنه من يومين وهو مختفي . ما يجي غير في الليل ..
خالد : أهاااا .. أجل بكلمه بعدين..
أمي : شوفه يا ولدي واسأله ايش فيه ، ما يتكلم وشكله ما يطمن ، واذا حاولت معاه قال ما فيني شي ..
خالد سكت وقال : لا تخافين يمه أكيد الجامعة والدراسة ملهيّته .. انا بكلمه
أمي : الله يطمن قلبك حاول تحاكيه..
بعد شوي ، خالد قام عشان صلاة العشا وأمي راحت تصلي و تركتني مع أميرة اللي بدت تتأفف ..
أكيد ملاّنة المدام ، مو مقابلة وجهي وجالسة بلا شغلة ولا مشغلة !!
قلت لها : عسى أمورك طيبة مع خالد يا اميرة ..
طالعتني بحاجب مرفوع : شقصدك يعني ؟؟
قلت لها : والله مو قصدي ، شي .. ليش انتي شتحسبين ؟؟
قالت بوقاحة : مدري عنّك ...
قلت لها : والله انا الغلطانة اني أسأل .. سؤال بريء وانتي سويتي منها سالفة !!
صدت بوجهها عني ومسكت ريموت التلفزيون تقلب في القنوات ..
لا حول ولا قوة إلا بالله .. ما عندها أي ذوقيات في التعامل ذي!!
قلت لها بانزعاج : بقوم أصلي ... مارح تصلين ؟؟!
ما طالعت فيني وقالت : بعد شوي ..
تركتها وتوني بقوم ولاّ خالد جا ..
قلت له : خالد تعال أبيك شوي ..
رفع حواجبه باستغراب . ..
قال : ايش فيه ؟!
قلت له : لا ما في شي بس اباك بموضوع
قامت اميرة من مكانها .. وقربت من خالد وقالت بدلع يقههر : خالد يللا نروح ..
خالد التفت لها ، وقال : وين وين .. تونا ما جلسنا .. أنا بتعشى هنا مع أمي ..
قالت بملل : خلاص انا بطلع فوق لغرفتك القديمة ..
بغيت افتك منها عشان أجلس مع خالد براحتي : اطلعي وخذي راحتك البيت بيتك ..
عرفت إني أصرفها .. ومشت بكبر ودلع ..
زفرت بقوة وقلت لخالد : والله إني أدعي لك.. الله يعينك ويصبّرك
ضحك خالد وقال : أحسك متأزّمة منها أكثر مني
منيرة : تخليني أفقد أعصابي .. أكره هالدلع ..
خالد : هههههه وانتي دومك معصبة كذا ؟؟
يا الله عليك يا خالد .. والله انك ...
حسيت بحبي لخالد يتفاقم ويزداد مع هذا الانشراح اللي يحاول يبينه
مع إن مصابه عظيم .. تستاهل أكثر يا خوي ..
تعلقت في كتفه مثل الأطفال وقلت : خالد.. تدري إني أحبك .. انت أحسن أخ في العالم ..
ضحك ونزل يدي وقال : هههههههه اللهم أدمها نعمة يوم تجيك لحظات الحب هذي ..
قلت فجأة : خالد .. شسالفة محمد ؟؟
جلس على الكنبة وجلست قباله ..
قال : وشدراك انتي؟
قلت : احس ان محمد مخبّي شي علينا ..
قال : لما يحين الوقت بيقول لكم ..
قلت : يعني صح كلامي ؟!
قال بضحكة هامسة : اووووش هذي أمي جت ، لا تسمعك وتشك بالموضوع ..
قلت بعناد : ابغى اعرف السالفة !!!
قال بصوت عالي لأمي اللي نازلة على الدرج : هلا بالغالية
جت وجلست معنا ... وبعد شوي قرر خالد يروح لأن وراه دوام بكرة .،،
طلعت انادي اميرة اللي كانت تتكلم في الجوال ومستانسة ..
راح خالد .. ورجع لي الملل من جديد ..
ليتني ألاقي حل يقضي على الفراغ القاتل اللي أعيش فيه ..
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
~ نـــور ~
صداع عنيف يرجّ راسي بقوة!
حاولت افتح عيوني وأنا أتأوّه وحسيت بحد ماسك يدي ..
فتحت عيوني بسرعة .. أنا مو في البيت ..
شفت وحدة ماسكة يدي ، بعد ثواني استوعبت .. أنا في المستشفى !!
ليــه ؟؟
حاولت أسترجع اللي صار ...
وفجأة ...............تذكرت كل شي!!!!
وليتني ما تذكرت..
... كان هو .. أبوي !!
وجهه المحاط بالدم ، وجسمه المحمول في الاسعاف !!
والسيارة اللي انعجنت من الحادث !!
صرخت لا شعورياً : لااااااااا
قلت بفزع للممرضة اللي لمحتها تدخل الغرفة : وين ابوي وينه؟؟؟؟
قالت الممرضة تهديني : اهدي يا آنسة .. ابوكي في الطوارىء
متقدريش تروحيلوه دلوقتي .. استني لحد ما ينقلوه منها ..
قلت لها بهلع شديد : لو سمحتي شيلي الابرة من يدي بقوم ..
قالت : ما اقدرش اشيلها لازم بعد ما المحلول يوصل بالكامل لجسمك ..
قلت لها وانا احاول اشيل الابرة : ما يهمني ..
مسكت يدي تمنعني وهي تنادي الدكتور : يا دكتور .. دكتور هشام ..
جا الدكتور بسرعة وقال : لحظة يا بنتي شتسوين ؟؟
الممرضة : بتحاول تشيل المغذي ، مش راضية تسمع الكلام ..
الدكتور وقف عندي وقال : ما يصير تشيلينه مرة وحدة ..
قلت ودموعي تهل ّ : ابغى اروح لأبوي .. ابغى اروح له ..
الدكتور: طيب بوديك عنده ، بس اهدي يا أختي ..
بعد ما شال لي المغذي وقفت وانا اظبط عبايتي وطرحتي اللي كانت
مو مرتبة ،،
قال لي : انتظري أنادي ممرضة من قسم الطوارىء تاخذك له ..
جتني الممرضة بعد شوي وأنا واقفة على أعصابي وأفكاري تروح وتجي
لازم أتصل على عبد الرحمن و الخالة خلود بأي وسيلة ..
الممرضة باشفاق : تعالي حبيبتي ..
رحت وراها وأنا أدعي الله بقلبي انه يسترها معاه ويكون بخير وعافية
ما عمري حسيت بالخوف عليه كذا .. مع كل المرّ اللي ذقته منه ومن قسوته
إلا إني عشت اليوم أحلى لحظات معاه .. وحسيت بقيمته وحسيت بحبي الدفين له
ليتني ما طلّعته ولا اصريت على رغبتي . . استغفر الله !!
وصلت معاها لقسم مكتوب عليه من فوق بخط كبير غر ف الانعاش ..
يا ربي هوّن علي مصيبتي .. يارب يطلع منها سالم ..
مشيت ببطى ء والممرضة تقول : المفروض انك ما تدخلين هنا لأن القسم للحالات الحرجة
دموعي ما وقفت من صحيت .. ظليت ماشية وانا اقاطع كلامها اللي يزيدني خوف
: وينه ؟؟ أي غرفة ؟؟
اشارت لي على غرفة مفتوحة وقف عندها مجموعة من الأطباء ..
رحت لعندهم بسرعة وبغيت ادخل ..
منعني الدكتور : انتظري يا اختي انتظري لا تدخلين ممنوع
طنشته ودخلت وانا المح ابوي و هو راقد على الفراش الأبيض ،
وراسه مغطى برباط عريض من الشاش وكثير من الانابيب متصلة بجسمه ..
كان راقد بنفس شموخه ، وشخصه المنيع..
اللي ما اذكر اني شفته يوم ضعيفٍ ولا مريض!
لمست يده .. يمكن عشان اتأكد إني مو بحلم ..
قلت والعبرات تخنقني : يبه قوم .. لا تموت يبه .. انا اسفة يبه انا اسفة
وبكيت بصوت عالي ..
ما قدرت رجولي تحملني..
جلست على الارض بانهيار
جنب السرير الابيض ، وانا ما خليت يده
انتبهت للدكتور اللي وقف من بعيد ويقول : يا اختي ما يصيييير اللي تسوينه!!
قال دكتور ثاني : وهو يقترب مني باشفاق ، بعد ما اشّر للدكتور الأول بيده
انه يسكت ..
قال لي وهو يمد لي شي ، منعتني الدموع من التعرف عليه
قال : هذا جوّال الوالد .. اتصلي على أمك ولا اعمامك .. أي احد من معارفك
يجي يعطينا بياناته ..
قلت له بخوف وانا اقوم من جلستي واحاول اني اتماسك : ايش صار لأبوي ؟؟
ايش فيه ؟؟
قال لي : ان شاء الله خير يا اختي ..بنحاول قدر المستطاع ما يرجع له النزيف و...
شهقت : نزيف ؟؟
قال : اهدي يا اختي وساعدينا نوصل لأحد من اقاربك حتى نقدر نمشّي الأمور بسرعة
ونلحق عليه ..
مسكت الجوال بيدي المرتجفة .. ودوّرت رقم عبد الرحمن ..
لفيت الاسماء كلها ،
مو موجود رقمه !!! شلون مو موجود ؟!؟!
رجعت ادوّر رقم خلود ..
وينه ؟؟ ضغطت حرف الخاء وطلع لي
اتصلت .. حطيته عند اذني وانا ارجع اتأمل في ابوي ..
ياربي اشفيه يارب ورجعه لنا يااارب
ماردت خلود!!
ياالله .. ردي الله يخليك ...
رجعت اتصلت واتصلت وما ردت !!
قال لي الدكتور : لو سمحتي .. لازم تطلعين من هنا
اتصلي من براا
طلعت وانا اسحب رجولي .. بغيت اكون جنبه ..اراقبه
اخاف تكون اخر مرة اشوفه ..
مسكت الجوال مرة ثانية ، مافيه .. نزلت بالاسماء ..
ما عندي غير عم واحد ومسافر .. اهل امي مقاطعهم ابو ي..
ما في احد اقدر اكلمه ..
ليتني حافظة رقمك يا عبد الرحمن ...!!!
رحت للمكالمات الاخيرة ، اللي اتصل عليها ابوي اخر شي
واتصلت على اخر رقم .. لو هو واحد من اصدقائه ،
فأكيد تكلم معاه بوقت قريب من الحادث ..
عالاقل ينادي عبد الرحمن او يجيب خلود هنا ..
اأنا مو قد اللي يصير !!!!
اتصلت ..
بعد ثواني رد ،
قال بترحيب: هلا ابو عبد الرحمن
قلت بلهفة : السلام عليكم ؟؟
قال باستغراب : وعليكم السلام ؟؟ مين ؟!
قلت : انا ..... ابوي سوا حادث و....
قال بتردد: ابو عبد الرحمن سوا حادث؟؟؟
قلت بخوف : انا بنته .. احنا بالمستشفى و.... ما احد يرد على التليفون من البيت و...
ما ادري وش اسوي .. مو عارفة شي .. رقمك كان اول رقم هنا..
قلت كلماتي بانهيار ...
لما صدقت أي أحد يرد علي عشان اتمسك به!
قال باهتمام وتفهّم : اطمني اختي انا الحين جاي لكم .. وين أي مستشفى؟؟
قلت باستسلام : مستشفى الـ .... .
قال : بإذن الله ..
وسكر الخط
مدري اللي سويته صح ولا غلط .. بس انا ما كنت في وعيي أبداً
كنت منهارة بكل ما تعني الكلمة .. كنت محتاجة لأي أحد اتمسك به
ما قدرت استوعب كل هذا وأنا فيه لحالي ..
كنت جالسة برا الغرفة اللي فيها ابوي ..
سمعت صوت تأوّه .. قمت بفزع ورحت لعنده بالغرفة
لقيته يغمض عيونه بقوة ويتأوّه .. يعني صاحي ؟؟
كتمت صرخة بداخلي ،
ورحت لعنده بسرعة وانا اناديه بانفعال : يبه ؟؟ يبه قمت ؟؟
فتح عيونه ببطىء .. وناظرني ..
قال بصوت راااخي : نـ.....نو .. نور ؟؟
قلت وانا امسك يده وامسح عليها بخوف وحنان وهلع : انا نور..
قال : يا بنتي .. انتي ... طيبة ؟؟
بكيت بحرقة وقلت له : انا بخير يبه انا بخير
قال وهو يغمض من الألم وكنّه يعصر عيونه
قال : انا ...بـ ..بموت .. يانو ..يا نور ..ألم .. فظـيـ..ع
صرخت ببكا .. وقلت : لا لا
قال وهو يضغط بضعف على يدي اللي ماسكته : نور .. انا .. آسف
قلت ببكا : ليه تتأسف يبا .. انت ماسويت شي .. ما سويت شي
قال : انا . احبك .. يا ..نور ..
عبد الرحمن .. ويـ ... وينه ؟
ما قدرت اتكلم .. بكيت وحضنت يده .. صدمني بكلامه
آآآآآه يبا ..آآآآه ..
قلت بعد ثواني : ما نقدر نعيش من غيرك ..لازم تقوم ..
قال بنفس الألم : تعـ .. تعالي .. قد ..قدامي .. عـ ..عشان ، أقـ در
اطالـ .. اطالع بوجهك ..
رحت قدامه .. استغربت من اللي سواه .. ابتسم بصعووبة !
قال : لا ..تبكي ... انا ما استا.. استاهل دموعــ..ـك !
بكيت اكثر وصوتي كان عالي
ما قدرت على كلامه .. مسامحتك يبا .. مسامحتك بس قوووووم
ارجع لنا .. لا تقول كذا ...
انتفضت وانا اشوفه ما يتحرك .. قربت منه وانا انادي الدكتور
: احد يجي .. دكتور..اي اجد .. ساعدووه
يده اللي كانت ماسكة يدي ارتخت.. و لاحظت لسانه يتحرك ببطىء
قربت منه ... وانصدمت ...
كان .. يتشهّد بصوت وااطي
جا الدكتور مع زميله وممرضة ..
قال للممرضة : طلعيها بررا
مسكتني وسحبتني سحب على برّا ..
قالت بصراخ : انتي عايزة تأذي ابوكي ولا ايه ؟؟؟
لاحظت بكائي اللي ازداد .. ومسكتني بشويش واخذتني لمكان الانتظار ..
عبايتي ما كانت ظابطة عليّ .. عدلت الغطا وانا احاول اني ما انهار
رن الجوا ل .. رفعته بسرعة :الو
كان نفس الرجال : اختي وين الوالد بأي قسم ؟؟
قلت : بالـ انعاش ..
قال : طيب انا بالمستشفى بروح له الحين .. وسكرالخط ..
الله يجزيه الخير .. عارفة ان الموقف معيب ! لكن لازم احد يتصرف!!
رن الجوال مرة ثانية .. لمحت اسم خلود
رديت بسرعة : خالتي ؟؟؟
قالت بدهشة : ليش تردين على التليفون و...
قاطعتها باستنجاد : خالتي الحقي علي ..احنا بالمستشفى
سمعتها تشهق وتصارخ : ايش صار ؟؟
قلت لها وانا ابكي من جديد بزيادة : حادث ..ابوي تعباان..ابوي بالانعاش!!
كانت مصدومة بشكل كبير اعطيتها اسم المستشفى عشان تجي مع عبد الرحمن ..
وجلست في مقاعد الانتظار بكل الحزن والقلق والـــ خوف !!
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
~ خالد ~
بعد ما طلعنا من عند أمي ..ركبت مع أميرة السيارة ..
كانت تبغى تشتري اغراض لها ، وانا بغيت لي كم غرض ..
قلت لها : شرايك نروح مول أحسن .. بغيت اجيب اغراض لي ..
قالت : طيّب .. ما جبت فلوس
قلت بتريقة : طبعا .. لا تخافين، مادام بلاعتك موجودة ..أناو فلوسي موجودين
وبعدين انا اللي اصرف عليك مو انتي ؟؟
قالت بملل : وشو بلاعتي ؟؟
قلت لها : ايه ..ما تدرين انك بلاعة الفلوس ..
ضحكت عليها وهي مستغربة من اللفظ ..
قالت : تهزأني وتضحك
قلت لها : مادام الحياة كلها بهزأك .. معليش اضحك شوية
قالت : خاااااااالد !!
دق الجوّال ..
وكانت المكالمة اللي تفاجأت بها ..
سكرت من بنت ابوعبد الرحمن ،
وحوّلت بوجهتي للمستشفى على طول ..
سألتني أميرة : ايش في ؟؟ ووين بتروح ؟؟
قلت لها : هذا واحد اعرفه طايح للمستشفى وما في احد جنبه
بروح اساعدهم ..
قالت : ما عنده أقارب .. ليش انت بالذات تساعده ؟؟
زفرت وقلت لها بتوضيح : يووه يا أميره .. هذي بنته متصلة تستنجد مو قادرة تتصل بأقاربها ..
والرجال لو مكاني فهو كريم وشهم وما يقصّر ..
ما في وقت اشرح لها عشان ترمي بكلامها وأسئلتها المتأففة ..
طنشتها وانا اسمعها تتحلطم ..ووصلت المستشفى بعد دقائق ، وبعد ما سألت البنت مرة ثانية
عن مكان ابوها ..
رحت له ، ما خلوني ادخل ، وقفت أسأل الدكتور : ايش فيه بالضبط ؟؟
قال الدكتور بأسف : الصراحة ما ادري وش اقول لك .. احنا حاولنا قصارى جهدنا والباقي
على الله عز وجل ..
قلت باهتمام : كيف يعني ؟؟
قال : النزيف ما قدرنا عليه ، جاه كسر برجله وبالحوض وراسه اصيبت بكدمات
ما اطمنك .. لكن الله قادر على كل شي .. محتاج لدعواتكم ..
قلت له بقلق : ما ينفع ننقل له دم ؟؟
قال : صدقني ، لو انا عارف انه هذا بيفيده .. كان طلبت له نقل دم بسرعة ،
لكن ، ما في فايدة ..
لا حول ولا قوة الا بالله .. إنا لله وإنا إليه راجعون ..
ما قدرت احبس دموعي .. عيوني دمعت غصب ..
قلت بطلب : طيب ليه ما تسمحون بزيارته مادام بلحظاته الأخيرة ؟؟
قال : ما هو بوعيه ..
قلت : عالاقل خلي بنته تدخل ..
قال : طيب مو مشكلة ..
التفتت.. والدكتور قال للممرضة تنادي البنت ..
بغيت احاول اتواصل مع اقاربه وزوجته
، بس رجعت لسيارتي عشان اقول لأميرة اني بطول شوي
قالت : يصير انزل معك ؟؟
قلت : لا ، اميرة محنا بالسوق !! هذا رجال بيموت !!
قالت : عادي بنزل ما ابغى اجلس هنا ..
لا إله إلا الله .. على بالها وين احنا ؟؟
قلت لها :تعالي بس تستنيني بالكراسي ..
نزلت وخليتها بالكراسي اللي بالانتظار .. ورحت للغرفة اللي فيها ابوعبد الرحمن
شفت البنت واقفة عند الباب وتراقب الاطباء اللي عند ابوها ..
وشفت شاب يمشي لعندها .. وأوّل ما شافته حضنته بقوة ،
ودخلوا الغرفة ووراهم حرمة ثانية ..
يارب احسن خاتمته .. وهوّن عليه وعلى اهله ..
سبحان من بيده كل شيء .. حسيت بصدري ضاق ،
لكنّي انتظرت ، عالاقل لما يطلع الشاب اتكلم معاه ..
~~~~~~~~~~~~~~~~~
~عبد الرحمن ~
كنت راكب سيارة ابوي الثانية ،، وانا اسوق بخالتي ..
من زود القلق والتوتر ، ما ركزت بالطريق..
وصلت بصعووبة للمستشفى وأنا أدعي الله يسلّم ويسترها معانا ..
نزلت مع خالتي بسرعة ورحنا لقسم الانعاش ..
انعاش؟؟ يعني مو هيّن ..
دخلت امشي بالممرات بسرعة ووراي خالتي خلود .
و لمحتها من بعيد .. ركضت لعندها وأنا أناديها : نور ؟؟!
ما دريت بها إلا وتشهق بالبكاا وتحضنني ..
كانت ترتجف من البكاء وتنتفض ..
سألتها : نور.. وينه ؟؟ وينه ابوي ؟؟
قالت وهي تأشر على الغرفة اللي بجنبها : هنا ..
دخلت ودخلت نور وخالتي معي ..
كان منظره يقطع القلب...هذا ابوي !!
يا ربي وش حصل له ؟؟
كان راقد بكل هدوء .. ما في غير صوت الاجهزة وشهقات نور ..
وجهه اصفر وشاحب بشكل مخيف !
خالتي وقفت مصدومة ..
ونور كانت تبكي وتبكي !
طلعت بسرعة .. ما قدرت اتحمل شكله بهالحالة ..
شكله ما يطمّن ..
رحت ادوّر على الدكتور عشان أسأله عن وضعه ..
قابلني رجال ووقفني قال : لو سمحت يا خوي ..
قلت باستعجال : نعم ؟؟
قال : انا خالد عبد الله الـــ (..)، الحمد لله انكم
جيتو .. انت ولد ابو عبد الرحمن ؟؟
قلت باستعجال : ايه .. بغيت شي ؟؟
قال : الوالد صديق ابو عبد الرحمن ، اذا احتجتو أي شي فأنا حاضر يا اخوي ..
قلت له بدون تركيز : الله يجزيك الخير
ومشيت من عنده بسرعة بدون ما اسمع رده..
رحت للدكتور اتكلم معاه ..
وقبل لا يقول شي ..
كل شي تلخبط!!
فجأة ....
صوت جهاز بصفارة طويلة انطلق
حاي من غرفة ابوي ...
ركض الدكتور من قدامي
ولحقته الممرضات ..
وانا اشوفهم يروحون لابوي ..
كل شي تدهور بلحظة ..
ركضت بكل ما تبقى من الأمل بقلبي
خلود صرخت
نور .. جلست على الارض بانهيار تناديه
وانا ...
دموعي هطلت غصبن عني ..
لحظات ما تمنيت اعيشها ولا اشوفها بحياتي..
وقفت مصدوم للحظات ..
وحسيت بيد على كتفي
خالد : الانسان امانة عند ربه ،إذا شاء استرجعها ..
الله يرحمه ..
ناظرته وعقلي مو معي ..
واختفى من قدامي ..
وانا.. التفتت بكل ما للصدمة من عمق وأثر علي،،
رحت لنور اللي جالسة تضرب بيدها الصغيرة بالارض..
مسكتها من يدها : نور قومي .. نوووور
قامت تتساند على يدي ،
أخذتها بحضني وانا امسح على كتفها وابكي
بعد دقايق .. التفتت لخلود اللي مازالت واقفة بمكانها ..
رحت لها وأنا ماسك يد نور ..
قلت : خالتي .. خالتي ؟؟
التفتت ببطىء .. عيونها كانت مليانة دموع
جت عند نور ومسكتها من كتفها بثوران
وقالت : انتي السبب .. انتو السبب الله ياخذكم
شلتت يدها من على نور .. وقلت لها وانا اعصابي مفلوتة عالأخير ..
: خالتي وش تقولين .. ابوي مااات انتي تسمعين ؟؟ تفهمين ؟؟مو وقته!!!!
انتفضت بعصبية وهيجان : ليه ؟؟ ليـــه ؟؟ ليـــــــــه ؟؟!
كانت مثل المجنونة .. معقولة كانت تحب ابوي لهالدرجة ؟؟
ياااربي .. ارحمه برحمتك وثبته عند السؤال ..
كنت ماسك بيد نور اللي ما تعي شي من حولها ..
يدهاا باردة وترتجف .. حاولت اتماسك قدامها
مالها إلا أنا .. مسحت دموعي ومشيت بخطوات ثابتة
بوديهم البيت ، وارجع عشان اجراءات الوفاة !
اللهم اؤجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيراً منها
الله يرحمك يبه .. الله يرحمك ياارب
اللي مأرقني ومحزّنّني أكثر وأكثر ..
ياترى كان راضي عني؟؟!
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
~ محمد ~
فتحت الجهاز بكسل .. ما لي نفس للدراسة
كيف بدرس وانا عارف ان كل شي ماله فايدة بعد ما تقرر سفري؟!!
صحيح اني استسلمت لفكرة السفر نوعاً ما .. لكن
مو اجباراً .. أنا أقنعت نفسي جزئياً به بعد التفكير بالموضوع ..
فتحت الايميل .. من فترة ما شيكت عليه ،،
رسايل كلها فوروارد ، تعبا الصندوق رسايل ..
حددت كل الرسايل عشان امسحهم .. ووقفت عند رسالة وحدة
هههههههه..هذا حمد ؟؟! يوووه نسيته والله
فتحت الرسالة وانا اتخيل وش فيها ؟؟
(السلام عليكم .. اهلاً محمد كيفك ؟؟
ما ادري من زمان ما دخلت .. قلت يمكن حذفتني ولا شي
يمكن مو مصدقني لسا .. اتمنى انك ما تكون زعلان ،،
واتمنى تقبلني صديق لك ..)
ليه مصرّ ؟؟
لو واحد من الشباب ويضحك علي ، كان استسلم وكشف لعبته ..
شكله من جد مغترب ونيته طيبة
وش اللي بخسره لو تكلمت معاه ؟؟
وبالذات و انا مقبل على نفس تجربته ،،
عالاقل اقدر اتبادل نفس مشاعر الغربة مع أحد يفهمها ..
مارح يضرني ...
دخلت الماسنجر ، لكنه ماكان متصل ..
فتحت صفحة رسالة جديدة وكتبت :
( هلا بك يا حمد .. لا والله من مدة ما دخلت
عشان الدراسة .. خلاص انا مصدقك
وان شاء الله لا دخلت اكلمك اكثر..مع السلامة )
دق باب الغرفة ..
سمعت صوت منيرة : محمد ؟؟
قلت : ادخلي ..
دخلت وهي تبتسم ..
قالت : واخيرا شفناك ،،
رديت لها الابتسامة وقلت : ليه ؟؟ تبين مني شي ؟؟
قالت وهي تاخذ كتاب وتكفخني به : والله ؟؟ لازم مصالح عشان نشوفك يعني!!
ضحكت .. ورجعت قالت : من كم يوم تطلع من الصباح وما نشوفك غير ثاني يوم الصبح!!
حشا ولا كأنك مسافر ..
قلبي انقبض .. وجيتي عالجرح يا منيرة ..
قلت لها بهدووء : يعني لو سافرت بتشتاقون لي ؟؟
كفختني مرة ثانية ..
مسكت الكتاب من يدها : بس عااااد !!
كانت لهجتي معصبة ..الاخت نازلة تكفيخ وانا ساكت لها!!
قالت بدهشة : محمد ؟ شفيك ؟؟
صديت بوجهي .. هذي منيرة اسميها خبيرة..
قلت : منيرة الله يخليك فيني وما فيني .. اتركيني الحين
قالت بعنااااد : لا ما اتركك غير لما تقول لي .. ترا ادري فيك شي ،
ليه ما تبا تقول ؟؟ مو كل شي اقولك اياه ؟؟؟ وش بسوي اذا عرفت .؟؟
قلت : صح .. ما بتسوين شي اذا عرفتي ..
قالت بنفااذ صبر : محمد قول الله يخليك خوفتني ..
قلت لها بابتسامة سخرية :ابوك ..
فتحت عيونها وقالت : ابوي ؟؟؟؟
قلت وانا امسح اثر البسمة : يبيني اسافر ادرس برا ..
شهقت منيرة وحطت يدها على فمها : يا ربي !! لييييه ؟؟!!
قلت بتريقة : ليه ؟؟ لأني فاشل بنظره !
منيرة جلست على طرف الفراش وقالت : ما يصير .. وانت وافقت ؟؟
قلت لها بنفس اللهجة : وابوك يعطي مجال للموافقة ولا الرفَض؟؟
قالت بألم : ما يكفيه خالد وشلون تحكم فيه ..؟؟ محمد ما يصير لازم
تحاول ترفض قبل لا يتمادى عليك مثل ما سوى مع خالد
قلت لها : انا ما وافقت على السفر إلا بعد ما جزء فيني اقتنع ،،
لكن أي شي ثاني اكيد رح ارفض ..
منيرة : ليه يسوي كذا ؟ ليه يغرّبك بدون رغبتك ..؟؟؟
قلت : خلاص يا منيرة انسي الموضوع الحين ،
ان شاء الله ما يصير غير خير ..
قالت : اثريك يا خوي مهموم من ايام ..
ابتسمت لها : قلت لك اقتنعت خلااص !!
قالت : انا ما اقتنعت ..
قلت : وبعدين ؟؟
قالت بتردد : طيب ومزون ؟؟
قلبي انقبض فجأة ..
لهالدرجة كنت مطمن من ناحيتها بحيث إني ما فكرت فيها ؟؟
مزون .. اللي ما يعرف بأمرها غير منيرة ..
الوحيدة اللي صارحتها بحبي لها ..
قلت : مزون ؟؟! شفيها ؟؟
قالت بقلق : محمد .. البنت اصلا ما تدري عنك ؟؟ وبتسافر بعد ؟؟
انا عارفة انك مهتم فيها ، وتبيها..
قلت والالم يعتصرني : ما ادري ...
قالت : ليه ما تحاول تخطبها عشان اذا سافــ...؟؟
قاطعتها بدهشة : اخطبها ؟؟!!
قالت : ايه .. لأجل ما تضيع من يدك ..
ترددت .. مستحيل ينفع !
قلت : اصلاً ابوي بيرفض دامني ما معي شهادة
ومو بعيد هي واهلها بعد يرفضون !!
قالت : يووه يا محمد .. والله ان قلبي مألمّني وما ابغى ازيدك
على همك ..
قال : ما خاب من استخار ..
قالت : وامي ما تدري .. اذا قلت لها يمكن تكلم ابوي ..
قلت : ابوي اصلاًً ما يهمه رأيها في الاشياء اللي يقررها ..
قالت بضيق : ما ادري وش اقول لك ..
قلت : يللا روحي شوفي شغلك وان شاء الله يصير خير ..
منيرة : على فكرة خالد كان يبيك ..جا اليوم مع حرمته ..
قال : بكلمه بعدين ..
قلت : طيب .. بخليك وانت استخير والله يقدر الخير ان شاء الله
قلت لها بتحذير : لا تقولين لأمي ..
قالت وهي تطلع من الغرفة : طيب ..
انا عن نفسي .. استسلمت للفكرة ،، بالرغم من الخوف
والقلق منها .. إلا إني بسمع كلامه ، لأن الفكرة مو لهالدرجة
من السوء .. لكن حسافة ،، كل دراستي اللي درستها هنا عالفاضي تقريباً
وببدأ مشوار جديد وصعب .. من البداية ...
ومن يدري وش بيصير بكرة ولا بعده ؟؟؟؟؟؟
مفاجآت الحياة ما تنتهي ...
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
~عهد ~
قمت النوم .. وانا اتذكر انه اليوم جمعة ،، يعني اجازة
اتسبحت ورحت للكمبيوتر قبل لا أنزل تحت ..
ظلّيت مبحلقة (اطالع بعيون مفتوحة) بالشاشة ..
هههههه رد ؟؟!! الله ... وأخيييييراً ..
كنت طايرة من الفرحة على هالرسالة
حسيت بنشوة الانتصار..
بدأت أكتب له رد جديد وسريع
( أشكرك من كل قلبي على رسالتك الحلوة
وانا بانتظار دخولك )
ماله داعي اطول بالكلام .. خليه من نفسه يحاول يتكلم ،
لا يشك فيني !!
ما ادري انا ليه اسوي كذا .. ولا ليه اغامر بهالخطة ..
بس حسيت بدافع كبير لها ،، وشعور رائع وانا اتكلم معاه..
بغيت انزل عشان افطر ..
و دق الجوا ل...
كانت مريوووم حبيبة قلبي
رفعته وانا اقول : يا هلاااااااااااااااا والله وغلاااا
قالت : اهلين عهووووودي ،، شخبااارك ؟؟
عهد : بخير الحمد لله .. انتي كيفك ؟؟ وشلون عمك ؟؟
مريم : الحمد لله بخير .. بس ملل فظيييع!! ليتني اقدر اجيك
بس عيب اخلي عمي من الحين .. احسه مستاانس بجلستي عنده
وكل شوي يناديني ويتكلم معي ..
عهد : وشفتي عياله ؟؟
مريم : ما يجون البيت غي قليل .. شفت الولدين بس في بنت متزوجة ما
جت لسا ..
عهد : وليه ما تدخلين النت ؟؟
مريم : حسافة ما في نت هنا .. استحي اقول لعمي وانا جالسة كم يوم ،
ما بنموت من غيره ..! ما يستاهل الموضوع ..
عهد : هههههههه والله لو مكانك كان اول شي طلبت نت حتى لو ايش !!
مريم : ههههههه هذا لو انتي .. مو أنا ..
عهد : ياحليلك خجوولة !! كل ما قلتلك شي قلتي استحي ..!!
مريم : مولهالدرجة عاد ..
عهد : هههه وشو تسوين عندك ؟؟
مريم : ولاشي ، احياناً أجلس في الحديقة ،، حديقة بيتهم تجنن ماشاء الله
واجمع الزهور ، ازور أمي بالمستشفى واتفرج التلفزيون ووواجلس مع عمي وبس!
عهد : ياربي ، ابغا اشوفك . الحين لا اقدر اجيك ولا تقدرين تجيني ...
مريم : خلاص ، كلها كم يوم وانا اقول لعمي واجيكم
عهد : ياريت والله .. بعدين بحكي لك سالفة خطيرة ..
مريم : قولي ؟؟
عهد : لا لا .. لما تجين احسن ..
مريم : عهد .. بلا نذالة قولي يالله ..
عهد : هههههه نووو .. يوم تجين يصير خير ..
مريم : اووف منك !! طيب يصير خير
عهد : هههههه يللا تيك كير .. وطمنيني عنك من وقت لوقت
وعلى الوالدة ..
مريم : ان شاء الله عهوودي .. يللا مع السلامة
عهد : في امان الله
نزلت تحت وانا اشوف سعود جالس مع امي بالمطبخ يفطرون
ياربي يكون مزاجه هادي ولا يعكّرني بمزاحه الثقيييل !
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
~ وائل ~
ما قدرت أظهر قدام سيف من يومها .. حسيت بألم كبير بصدري
اكيد طحت من عينه .. وييين ،، وطيحة كبيييييرة !!
كيف اقابله الحين من جديد ؟؟ كيف بيكون موقفه مني ؟؟
امس رجعت البيت متأخر عشان ما أقابله .. والحين ..
أظن أبوي راح لصلاة الجمعة .. وأكيد سيف ..
جلست بالصالة اتفرج بالتلفزيون ..
بغيت بداخلي اروح معهم،،
لكني ... بعيد عن هالدرب ..
كيف اروح ؟ وانجس بيت الله بخبثي؟؟
ضحكت ... بدون نفس !
سخرية من حالي ......
سمعت الجوال يدق : هلا
رد : هلااا وئووولة وينك ؟؟
حاولت استوعب صوت مين ؟!!
قالت : ما عرفتني ؟؟
قلت بضيق: مين انتي؟؟
قالت : يؤ .. ليه معصب؟؟ من جدك ما عرفتني ؟؟
قلت : اسف .. ما عرفتك ..
رجعت اقول بسرعة : أه .. هلا نهلة
قالت بتصنع الغضب : انا مو نهلة ..
قلت : طيب مين ؟؟
قالت بعصبية : انا سلوى !!
وسَكَّرَتْ الخط بوجهي ..
تنقلع هي وغيرها !! ..مالي خلق لأحد ..
حطيته على الصامت ..
وتمددت على الكنبة ،،و بدلت القنوات ،،
حاولت أشغل ذهني عن كل شي يشوّشه
وأبعدت كل اللي صار عن عقلي ..
ليه مو قادر ارجع لذاك العالم مرة ثانية ؟؟
ليه احس بقلبي يعورني من موقف محمد !!
هذا مو أنا ...!
ضربت راسي بقوة ..
سكرت التلفزيون بعصبية وقمت فجأة أبي أروح ،،
تفاجأت بشهقة من وراي ،،
لفيت .. شفتها واقفة عند الدرج تراقبني ،،
ووجهها ما علليه غطا ..
بس اللون الأحمر كان مغطيه من الاحراج ،،
شتسوي هنا ؟؟
لا يكون سمعتني وأنا أكلم البنت..
وقفت ثواني مصدوم اطالع فيها ..
ولفيت ببطىء ومشيت ..!
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
~ مريم ~
كنت قايمة من النوم متأخر ،،
بعد ما سكرت من عهد ، بغيت أنزل أفطر
اليوم الجمعة وأكيد كلهم طلعوا للصلاة ..
لبست جلالي ونزلت ..
وليتني ما نزلت!!
شفته قاعد على الكنب والتلفزيون مفتوح ،،
بغيت ارجع بسرعة ،، لكن كلامه وقفني ..
كان .. يكلم بنت ،، مو معقوله تكون أخته ،،
لأنه قال نهلة !!
وبعدين ليش ما راح للمسجد ؟؟!
ياربي .. معقولة يكون كذا ؟؟
مدري كيف ما انتبهت وجلست واقفة بمكاني اطالع فيه ..
كان شكله متضايق ..
سرحت بذهني وانا واقفة في مكاني ..
مدري كيف جتني هالجرأة ونسيت حالي ..
ظليت وقفة وما انتبهت لحركاته ..
لين ما تفاجأت به يقوم ،،
انا في حالات الخوف دايما اوقف .. ما اقدر اتحرك من مكاني!
حسيت بإحراج فظيع لما التفت وشافني..
مبين من موقفي إني أتجسس عليه ..
زيادة اني ما تغطيت !!
ياربي وش هالموقف السخيف ؟؟
كان متمدد على الكنب ،، وفجأة قام
أنا غبيــــة !! ليه ما رجعت فوق ..
ليه سرحت وانا اطالعه ..
فجأة التفت بلا مبالاة وطلع من البيت ..
تحركت لورا ،، خطوة خطوتين ،،
وكملتها ركض على فوق وانا قلبي يدق بقوة !!
سكرت باب غرفتي ،، يا الله ..الحين وش بيقول عني؟؟
حتى ردة فعلي كانت جريئة .. !!
يا ربييييييي
جلست وافكاري تروح وتجي براسي ،،
لين ما سمعت الشغالة تناديني
عمي حا من الصالة ويبغاني
نزلت وانا اتغطى ،، ورحت لغرفته ،،
رحب فيني وجلّسني جنبه ..
عمي : شلونك يا مريم عساك مرتاحة؟؟
مريم: الحمد لله يا عمي ،، مرتاحة بشوفتك ..
عمي : الله يحفظك يا بنتي .. اقول يا مريم
اذا جيتي تروحين للوالدة قولي لي اجي معك ..
قلت : عادي يا عمي ،، ترا كل مرة اروح لحالي .. خلك مرتاح
عمي : لا يا بنتي .. ابغى اجي معك ولو مرة ،، اوقف بجنبك ..
قلت : على راحتك ..
جلست معه شوي .. وانا أتناسى الموقف اللي صار دقيقة بعد دقيقة ..!
بس ما أظن إني رح أرتاح في بيت عمي وهو موجود فيه ..
أصلاً حاسة الوضع كله غلط في غلط ..
ما كان لازم أجلس في بيت عمي من الأساس ..
قررت أني أكلم عمي في الموضوع ، وأوضح له حرجي في
قعدتي عنده ،، عالأقل لو بنته موجودة ، كان أرحم ..
والحين سيف ولده جاا من السفر .. ما يصير !!
قررت أكلمه بس في الليل أو أي وقت ثاني ..
واروح لعهد حبيبتي ،، من زماان ما شفتها ،،
اتحمست للفكرة ...
ولو أحلى من هذا كله ..
أمي تقوم وارتاح ويرتاح بالي !! وتختفي هالوحدة والتشتت اللي احس فيهم !
ياااااارب قوّمها بالسلااامة ياااارب !!
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
~ نــور ~
اليوم ، قمت من النوم بصعووبة ،،
أصعب وقت مر علي ، وأسوأ ليالي عشتها بحياتي !
دموعي ما تفارقني .. وقلبي يألّمني بقووة..
فقدت ابوي .. وقبله أمي .. اشفقت على حالي ..!
ما صرت انام غير ساعة ،
حاسة راسي ثقيييل من التعب والحزن ..
طلعت ببطىء أدوّر عبد الرحمن ،،
نزلت وأنا ادوّر ،، بضياع وتشتت ..
رحت للصالة ، ولغرفته ، وغرفة ابوي ..
وأخيراً رحت للمجلس ... ما هو موجود !
حتى خالتي خلود ... وينهم ؟؟!
جلست بالصالة لحالي ،، حسيت بخوف وألم كبير وأنا أتوهم إني وحيدة
وان الكل اختفوا من حوولي !!
صرخت : لااااا
ما قدرت .. مسكت راسي
ليه احس بهالعذاب ..
مو أبوي اللي كنت أتمنى أحياناً أنه يختفي من حياتنا ؟؟
ليه ظهر حبه بآخر حياته ؟؟
ليه ما بين اهتمامه غير بلحظاته الأخيرة ..
وعيت لنفسي واستغفرت .. أنا وش قاعدة اقول ؟؟
توضيت ووقفت أصلي بالصالة ..
ودعيت الله يرحمه ويغفر له ويثبته عند السؤال ..
سمعت صوت الباب ينفتح ..
طويت السجادة وقمت ، كان عبد الرحمن داخل ..
ما كان اقل مني حزن..
قلت بصوت مرتاح : عبد الرحمن ..
مشى لعندي ومسك يدي بحنان : نعم يا نور ..
قلت وعيوني امتلت دموع : وين كنت ؟؟
قال : رحت استلم اوراق خاصة بأبوي ..
شفت خلود جاية .. مدري وين كانت ...
جلست بالصالة بشرود ..
قلت لها بصوت راخي : خالتي ؟؟
رحت لعندها ببطىء ..
صحيح انها دايما كانت باردة وحاقدة معي ..لكن ،،
اللي صار .. وضح لنا شي مشترك بيننا ..
جو العائلة وحبنا لأبوي ..
.. حسيت اني محتاجة لحنانها ، يمكن يليين قلبها لي الحين !
جلست جنبها ..و ما طالعت فيني،،
ظلت شاردة لبعيد ..
نور : خالتي ؟؟
عبد الرحمن وقف يراقبنا للحظات ، بعدين لف وراح ..
تفاجأت بها ..
ليه ؟؟ ليه تطالعني بهالنظرات ؟؟
حتى يوم فقدنا ابوي ؟؟ ما زالت على كرهها ..
انا وش سويت لها ؟؟
طالعتني بضيق وكره ،، وقامت تمشي ،،
وقفت والتفتت لي بدون نفس : أهل الحي بيجون يعزون
جهزي قهوة بالدلال واتركيها بالمطبخ ..
ناظرتها بألم .. مالي نفس اتحرك من مكاني
تعباانة بالحيييل تعبااانة .. نفسياً وجسدياً
تو ما مر يومين.. !!
ما تحـــــس فيني؟؟!!
قمت اسوي القهوة .. وبدون أي تركيز في المقادير ولا الطريقة
صبيتها بالدلال وطلعت من المطبخ ..
مافي غير حل وحيد ..!
مسكت المصحف وجلست اقرا ،، لعل وعسى يرتاح ذهني شوية ..
وقضيت وقتي ما بين دعاء للوالد وقراءة القرآن ..
شفت عبد الرحمن طالع ..
سألته : عبد الرحمن وين رايح ؟؟
قال : اليوم الجمعة .. بروح أصلَي ..
راقبته لين طلع وسكر الباب ..
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
~ خالد ~
طلعت من المسجد وبنيتي اروح لأبوي بالبيت ..
من يوم حادث ابو عبد الرحمن ، وأنا حاسس بقلبي منقبض
حسيت بواقعية انك تفقد أحد عزيز عليك بلحظة ..
ياليته بس يحنّ علينا ويفتح بصيرته شويّة ..
يشوف النعمة اللي عنده ويوتعي لهالدنيا ولربّه ..
خفت عليه .. مهما كان أبوي ، ويهمني رضاه ومصلحته !
لكن وش اسوي لو هو يشوفها بشي ثاني ؟؟
بالفلوس والمظهر ، والناس !!!
الله يهديه ويسخّره لنا ..
الحين مشكلة محمد .. ومن قبله أنا .. !
مالنا غير نرضى بقراراته .. بس المشكلة لا تعدت حدّها !!
وصلت البيت وأنا أفكر أحاول معه بموضوع محمد ..
دخلت البيت ،، والغريبة ما كان في أحد في الصالة ..
طلعت فوق ودخلت غرفة محمد ..
محمد : بسم الله !!! من وين طلعت ؟؟
كان جالس على الكمبيوتر ومشغول فيه ..
قلت : شخبارك ؟؟
قال : الحمد لله .. صدمتني !! كان قلت انك جاي !
قلت : قررت فجأة إني أجي ،، عشان كذا ما علمتكم ..
ليه مالكم حس في البيت ؟؟
قال : أمي طالعة عند صديقتها ،، ومنيرة أكيد نايمة..
وأبوي تعرفه بالمكتب طول الوقت ..
قلت : وانت ليش ما رحت صليت الجمعة ؟؟
قال : حرام عليك توني راجع من الصلاة مع أبوي ..
قلت بدهشة : مع أبوي .. ظني آخر مرة كنت مصعب منه ؟؟
قال بلهجة عادية : انا .. وافقت على السفر ..
تفاجأت ..
قلت له بعجب : سبحان مغير الأحوال !
قال : يعني .. ممكن تقول إني اقتنعت بالفكرة ..
حسيت .. براحة ،، يعني بيمر الموضوع بسلام !
برضا من كلا الطرفين .. !
قلت له : ريحت قلبي ،، الله يريحك دوم
ابتسم وقال : والله لو اني ما اقتنعت بالفكرة ما اكن وافقت!
طلعت برا وأنا أقول له : ادري !!
محمد عنيد .. وكبرياءه جامح !
وهذا أكثر شي مريحني ..انا متأكد انه اقتنع فعلاً
وإلاّ ما كان وافق !
بس كيف اقتنع بهالسهولة .. ؟؟!
كان رافض الفكرة تماماً ... الحمد لله
دقيت الباب على مكتب ابوي ودخلت
سلمت عليه وجلست ..
أول شي قال لي إياه : وش اخبار الأرض؟؟
قلت له بأسف : الرجال توفي الاربعاء اللي فات ..
قال بصدمة : مات ؟؟
قلت : الله يرحمه ..
قال : والأرض ؟؟
تنهدت وقلت : ان شاء الله بشوف اهله واتكلم معاهم ،
بس الحين ما ينفع بهالوقت ..
ابوي قال بضيق : يا خالد احنا جهزنا كل شي على أساس هذي الأرض
حتى المقاسات كلها عليها .. والعمال والادوات وكل شي !
لازم تشوفهم قبل لا تروح من يدنا ويفشل المشروع !!
قلت : طيب يبا ، بس كم يوم لين تمر هالفترة واروح لهم
،، الرجال توه مات ، واروح اسألهم على الأرض والبيع ؟؟
قال بعصبية : ما هو عيب ولا غلط .. هذا شغل .. والشغل
ما يعرف هالكلام ..وانت اشرح لهم ظروفنا ..
تنهدت ..أمري لله ..
قلت : طيب ، ان شااااااء الله يبه .. تامر على شي ثاني ؟؟
قال : لا ، بس بلغني فوراً بكل شي ..
قلت له وأنا أقوم : ان شاء الله .. يللا اشوفك على خير
طلعت وانا ازفر .. ياربي كيف اروح لهم وهم في هالحالة ؟؟
مساكين وما لهم احد ،، وشفت بعيوني حزنهم على ابوهم ،،
ضميري يمنعني اتكلم بالشغل وهالاشياء ،، أكيد بيحقدون علينا
اصلاً في احتمال يرفضون البيع !!
بس ان شاء الله يكون وقع الأوراق قبل لا يموت ..
الله يرحمه .. !
جلست بالصالة انتظر رجوع امي عشان اسلم عليها ..
بس حسيت بشعور كريه تجاه ابوي !!
موكره بالظبط ،، بس ملل وضيق !!
لمتى بيظل نفس ما هو ؟؟يأذينا كلنا عشان نفسه ؟؟
وشغله ؟؟ وفلووسه ؟؟!!
ضاق صدري ، حياتي مالها أي معنى ..
الشغل والبيت .. كلهم بدأوا يفقدوني اعصابي !!
وأميرة ... متحملها عشان أمي ..
أبو ي.. عشان ربي ..
بس لمتى ؟؟؟!!
الله المستعااان !!!!~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
|