كاتب الموضوع :
بوسي
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
كان نائما في بحر من العرق ...يتأوه ..بألم لكل حركه يقوم بها
بينما أنهكته الكحه طوال الليل .....ولم تجعله يذق طعم الراحه والنوم
بينما جلست ريم بجواره ترعاه بأهتمام وقلق...وهي تحمد الله أخيرا
علي أنخفاض الحراره وبدء تعرقه
فهي دليل أكيد علي دبيب العافيه بجسده.....
تأملت ملامحه الهادئه وهو نائم ببرائه كالطفل الصغير....وتمتمت
بذهول شديد .....شتان ما بين هذا الكائن الهش الضعيف النائم
أمامها وهو مستسلم للمرض ......وبين تلك الهاله الساطعه من القياده
والسلطه.... التي تجذب الأنظار أليه.... وتخيفها منه.....وهو مستيقظ ....
بين الهدوء والسكينه وهو في قمه ضعفه .....وبين القوه المفرطه
والنشاط والحماس البالغين....
.فأيهما تحب يا تري ؟؟؟؟؟؟
يوسف القوي أم يوسف الضعيف؟؟؟؟؟؟
ولدهشتها ....لم تخجل وهي تعترف لنفسها بحبها له في جميع حالاته ....بل وعشقها وهيامها
الذي يزيد يوما بعد يوم.....
أليس هو في النهايه زوجها ...وأصبح الأن حب حياتها...
ولكن ألي متي ستخفي ذلك الهيام بين أضلاعها ....وهل سيبوح قلبها
بألأسرار.....أم أن العين ....خير مرسال بين القلوب
وستعلن هي الحب دون أن ينطقه لسانها
وكأنما شعر بتأملها له ....فتح عينيه بضعف ...ومن بين رموش سوداء كثيفه .....تلاقت الأعين ....بنظرات لو تكلمت لعبرت عن كل ما بالقلوب من لهفه وشوق.....
وبدون أن يتحدث ....أمسك بيديها وقربها من قلبه ....لتشعر بنبضات قلبه
تهدر كالطوفان ....وكأنما أسلمها قلبه ...ووضعه في راحتيها
وبدون أن تدري .....تاهت في دنيا من الأحاسيس الغريبه عليها
وأغلقت عينيها بأستسلام ...وهي تدفن رأسها بين كتفيه.....وقد أجتاحتها أغرب مشاعر في الكون.....
مشاعر الحب والود والحنان.....والأهم من ذلك كله
الأمان
وغمر قلبها
المحبه والسلام
******************************
كان عمر يسير بالمكتب بتوتر وهو يتحدث مع وليد بصوت خافت عن أسباب تصميمه عن عدم الأبلاغ عن الحادثه التي حدثت لياسمين....
:- أنا يا وليد أخشي من الفضيحه .....أذا أبلغت البوليس ......فالمجتمع هنا صغير وشبه بدوي ......وأذا أنتشر الأمر .....فالموضوع بالتأكيد
سيسيئ لياسمين ....
رد وليد بأهتمام ........
:- معك حق بالفعل .....وكلام الناس ليس بسهل ....وخاصا أذا تحول الأمر الي حدوته كبيره تتناقلها الألسن.....ويضيف كل من يحكيها سطرا الي أحداثها.....
عمر :- أسفي الوحيد هو أنني أذا لم أخبر البوليس ....فلن أعرف أبدا ماذا حدث لخالد ,,,,,وهل هو بخير أم لا ....؟؟؟؟؟
قال ... وليد بضيق غير ظاهري ....
:- ربما عاد الي منزله ....أو رحل الي أي مكان بعيد ....لأني لم أجد أي أثر لعربته بالمكان الذي قالت عليه ياسمين.....
قال عمر براحه مفتعله ......
:- هل تعتقد ذلك ؟؟؟؟؟......ستكون أذا أمنيه وتحققت .....ولطف الله بنا
وسترنا من الفضيحه.....
ووضع عمر رأسه علي زجاج النافذه البارد......لعله يطفيئ النار المشتعله بداخله.......
:- كل الأمور أختلطت في رأسي .....الحابل بالنابل .....مسأله ياسمين
والحجز الذي وقعه علينا البنك......و......كاد أن يقول
وأنت وعلاقتك التي أشعر بتوترها مع عبير.....لسبب لا أعلمه....
حين صاح وليد فجأه بضيق ......وهو يخرج من جيبه خطابا رسميا أخر
يشبه سابقه الذي جاء من البنك يوم أعلان الحجز.....
:- لقد أستلمت هذا الخطاب منذ قليل ونسيت أعطائه لك.....
قال عمر وقد كست ملامحه الهم واليأس ......
:- أتركه هناك علي المكتب ....فأنا أعرف جيدا بما فيه.....فهو لابد تأكيد
للموعد الذي حدده البنك لبيع المزرعه....وأنا حاليا ....ليست بي قدره ولا طاقه ....علي مواجه المزيد من الأخبار السيئه.....فما بي يكفيني
وساد الصمت عليهم لدقائق قليله وكل منهم سارح بهمه ....يحاول أن يتناسي أحزانه التي تملأ كيانه ....ولاكن لا يستطيع مواجهتها
ولم يفق الأثنان علي ..... دخول عبير بخطي متردده....
وهي تسأل وليد .....بصوت منخفض
:- أن أمي تسألك يا وليدي هل ستبقي معنا للغذاء أم لا ؟؟؟؟؟
نظر لها عمر بضيق وهو يلحظ نظراتها الشارده بعيدا ....والجفاء
الواضح بين الخطيبين .......وقال ...
:- وهل هذا سؤال تسأليه يا عبير بالطبع سيبقي ......أنها فرصه لكم
كي تجتمعوا سويا ......فالظروف للأسف لم تكن في صالحكم بالفتره الأخيره......
ولكن وليد قاطعه رافضا وهو يهب من مكانه ........
:- لا .....لا ...أرجوك يا عمر ......أنا مضطر فعلا للرحيل
فورائي مشوار هام جدا ......
قام ورائه عمر بغيظ .....وهو يشده من ذراعه ......
:- أبقي للغذاء ولا تكن هكذا متعجلا .....ومشوارك من الممكن تأجيله للغد......ولا تغضب عبير منك......
هز وليد رأسه بتصميم ......
:- أسف ......فهو فعلا مشوار مصيري ....ولابد من أجرائه
والأن أعذرني فيجب أن أرحل .......
أستسلم أخيرا عمر وقال .....
:- حسنا كما تريد يا وليد ....ولكن فليكن في علمك أنك أغضبت خالتك هكذا ......فيبدو أن عبير ليست غاليه عليك....ولا يهمك غضبها ...
نظر وليد لعبير ....نظره تجمعت بها كل مشاعره الجياشه التي أخفاها بقلبه........
وقال برقه لم ترها منه عبير منذ زمن ......
:- وهل أتحمل أن أغضب عبير ......فلا يوجد بالأرض مثلها بعيني
وكل ما أفعله هو من أجلها ......ولكي أليق بها .....
فهي تستحق كنوز الدنيا كلها .....
وخرج وترك كل منهما يفكر بكلمات وليد بطريقته
عمر بفرح أنه أحسن أختيار زوج أخته
وعبير بخوف
تشعر بغموض القادم لهم معا
***************************
انغلق الباب بكل حده وعنف ..... وأرتفع الصراخ من ورائه
وقد ترامت كل الأشياء بالمكان ..... وتناثرت أشلاء المرءاه علي الارض
لتعلن عن أثار معركه طاحنه بين أرادتين .....أراده بقوه طاغيه ....وجسد عضلي ضخم .....وأخري ذات كيان ضعيف ....ولكن عينيها المتقدتين بجموح .... تأبيان الأعتراف بالهزيمه ....مهما حدث
وقفت شوق تنهج ....وهي تمسك جسدها المتألم ....
من قسوه وقوه الضربات التي تتالت عليها ولم تعطي لها الفرصه حتي للدفاع عن نفسها...
وبكل جبروت جذبها زوجها من شعرها وهو يجرجرها ورائه ...
ساحبا أياها
حتي غرفه أخري مجاوره.... وبكل صفاقه . رماها أرضا .... أمام زوجته الأولي .... التي أعادها الي عصمته ..
وقال بصوت حاد ومرتفع ..... وهو يجذبها من شعرها بقوه ....
:- أرفعي رأسك وأنظري أليها .....أنظري .....
:- من اليوم .....هي ....سيده الدار....وهي المتحكمه بكل شيئ
هي كل شيئ ....وأنتي لا شيئ ....
و ما أنتي ألا مجرد خادمه لديها.....أتفهمين.....
كادت أن تثب علي المرأه الأخري .....وهي تراها تنظر اليها بغرور
...واضعا ساقا فوق الأخري ...وقد ملأت وجهها أبتسامه الشماته ....
بينما .... مهرها ....مرمي أرضا بأذلال ...امامها
نعم مهرها.......
فلم تكن تلك المعركه الطاحنه .....والضربات الساخنه ...بكل قسوه وعنف
الا مهر الزوجه الأولي ......
الذل هو مهرها.....
وأذلال..... شوق.....وقهرها
هو الهدف
***************************
أرتمت مروه بأحضان ياسمين ....وهي تبكي بحده ....ونشيج مرتفع
فما سمعته الأن صدمها .....وجعل رأسها يدور ....فلا تفقه أي
حرف ...من سؤال عبير الغامض عن أخيها خالد......
نظرت لها بدهشه ....فمنذ متي كانت عبير تسأل علي خالد!!!!
ولكنها سرعان ما نفضت كتفيها بأهمال رافضه التفكير بالأمر وأعطائه أكبر من حجمه.....وخاصا مع حاله ياسمين المزريه...
وقالت بعدم أهتمام .....
:- خالد ...يبدو أنه مسافر مع مجموعه من أصدقائه .....و لم يحدد زمن العوده.....ولكني متأكده أنه سيعود ....فور أنتهاء أمواله.....
وشعوره بالملل......ولكن غريب سؤالك ِعبير .....فلم أركي يوما تهتمين وتسألين علي خالد ....فماذا جد اليوم؟؟؟؟؟
تنهدت عبير بضيق ...لأنها وضعت بهذا الموقف المريب....فهي بها ما يكفيها......ولكن توصيه عمر المشدده لها ....هو أن تتقصي عن خالد بهدوء .....وبدون لفت الأنتباه.....كي لا يحدث ما لا يحمد عقباه
وتتورط ياسمين بمشاكل هي في غني عنها.....
وقالت برقه وهي تدعي السذاجه وعدم الأهتمام....
:- هذا فقط لأنه دائما معكي بكل مكان .....وهذه المره أفتقدناه ....
قالت مروه بضيق ......وقد بدا عي وجهها الأنفعال....
:- معكي كل الحق يا عبير ....فأنا نفسي أفتقدته .....وأتمني أن يعود سريعا.....
وألتفتت لياسمين التي وضح علي وجهها أثار المأساه....وقالت برقه
شديده ......
:- كيف حالك عزيزتي الأن ......ليتني كنت فدائك .....سلمتي
وسلم قلبك من الأحزان والهموم.....
جذبتها عبير بعيدا لأقصي الغرفه محاولا أفهام مروه
حاله ياسمين النفسيه المترديه....
عبير :- لقد نصح الطبيب بعدم ذكر الحادث أمامها .....كي لا تتذكر ما جري وتتأثر نفسيتها ثانيا ....وفي هذا خطوره علي الحمل ...
وأرجوك ....أرجوك يا مروه ...لا تغضبي منها ....أذا لم تتحدث أليكي
فأنا نفسي لم تتحدث معي الا بصعوبه شديده وبكلمات قليله جدا....ورفضت الحديث تماما مع عمر.....
حزنت مروه جدا علي حاله ياسمين المترديه ....ولكنها بالنهايه عذرتها وقالت بصوت حزين ....
:- يا لها من مأساه ....أتمني من الله أن يزيح همها ...ويخفف كربها
وليتهم يقبضون علي ذلك الشرير الذي تعرض لها ...
ولينتفم الله لها منه شر أنتقام.....
عبير :- اللهم أمين ....أرجو أن يستجيب الله لدعائك
والأن فلنتلركها لترتاح .....و تعالي أنتي معي لأريكي غرفتك
التي سترتاحين بها حتي موعد الطائره.....
علي العموم أنتي تعرفينها
.فهي نفس غرفتك القديمه أنتي وأكرم......
سهمت مروه وهي تستمع لكلماتها .....ودوي قلبها بصوت
أعتقدت أن الناس كلها تسمعه...... فاليوم بدأت بتنفيذ خطتها
لتفترق عن أكرم وينفصلان للأبد
فيا تري ما ذا سيكون رد فعله ,,,أذا عاد الي البيت ولم يجدها
وخاصا أنه لا يعرف مكانها وقد أغلقت هاتفها طوال اليوم....
.بالتأكيد سيقلب الدنيا حتي يجدها.....و يطمئن عليها ويرتاح فؤاده.....
وهذا ليس الأسواء للأسف ....الأسواء هو وقت المواجهه
..حين تعود للبيت ...وتتظاهر بالبروده
والجفاء ....وتؤذي مشاعره بكل طريقه ممكنه...
وتأوهت بألم ......أه ...يا ربي ....فليكن الله بعوني وعونه
وليصبرني علي ما أبتلاني به
وخرجتا سويا من الغرفه التي كانت أمنه.....وملأها الأن الخوف
والذعر......وبعدما زانتها السعاده .....شوهها الحزن
ورسمت علي الجدران ....ظلال سوداء ....
لقيود ألتفت حول القلب
وغرزت أشواكها بحده ....فأدمته
وسالت الدماء كالطوفان
وتحولت الأحزان لنهر .....
فهل سيبحر فيه الحب ....وتصبح الأمال مركبا
لبلوغ الشط
*****************************
التعديل الأخير تم بواسطة بوسي ; 31-10-08 الساعة 10:53 PM
|