كاتب الموضوع :
بوسي
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
تنهد وليد بضيق ....وقبضه من الألم ...والحسره تملأ صدره....وتشعره بالأختناق....والرغبه بالهروب من الدنيا كلها......
نظر الي عبير الجالسه بجواره بالعربه.....وهو بطريقه لأيصالها الي المزرعه كي تطمئن علي أمها المريضه.....والتي بقيت بالبيت وحدها...
وهو يفكر بحزن......
_ أه يا عبير لقد كسرتي قلبي وجرحته جرح مسموم لا يلتئم:
بئس الحب الذي يذل المرء ويحط من كرامته
رأت عبير نظرات عينيه المعبره......والممتلئه بالحزن والشجن.....وهمست بصوت مبحوح....ممتليئ بالشقاء والألم...
:- وليد .....أنا ......أنا.....
وصمتت وهي تخشي أكمال حديثها بعد أن رمقها بنظره قاتله.....
كي تمتنع عن اي حديث معه......
ولكنها أخيرا أستجمعت شجاعتها.....وصممت علي البوح بما يجيش بصدرها.....
:- وليد.....أنا ....أسفه.....أسفه جدا...
علي كل ما حدث مني وبسببي.....أسف علي جهلي وغبائي...لأني لم أعرف قيمتك...الا متأخره جدا......
أسفه علي كل يوم ضيعته من عمري.....وأنا برفضك ....واقول .....كلمه
لا .....لا أرغبه.....
سقطتت من عينيها دموع......تدل علي مدي ندمها....ولكنه لم يبد عليه أي تأثر.....وكأنما قد تحول قلبه ....ا لي صوان ....أو حجر....
رفع حاجبيه .....بأستهزاء ....قبل أن يرد علي كلماتها ....
:- هل انتهيتي من حديثك.....ام أنكي لم تكتفي من هذا الهراء بعد.... وليد
هل نسيتي نفسك ....أم نسيتي من انت.....
أنت عبير......عبير المغروره.....المتذمره......عبير التي لا يعجبها العجب
ذات الطموحات العاليه....والباحثه عن الثراء بكل طريقه....
ونظر اليها بقرف,,,وهو يكمل ....
:- الهذا الحد انحدرت بكي الأمور......هل كنت تنوين بيع نفسك له مقابل امواله وثرائه.....ام أنكي بعتها له مقدما.....
بحثا عن سراب ليس له وجود.....
شهقت بحده ....فلقد غرست كلماته المؤلمه.....كنصال الحربه بصدرها...
ادمتها وجرحت كبريائها....وأشعرتها بمدي ضعفها....
وصاحت تستنكر بكل قوتها.....قوله.....
كالذي يتفادي الرجم بالحجر....وهو بريئ من ذنب لم يرتكب....
طالبا الرحمه ...ويئن بصوت..... مبحوح من شده الالم ....ولا حياه لمن تنادي ....فلا يسمعه أحد....
لا .....لا .....يا وليد......أرجوك.....توقف....فأنت تؤذني :- عبير
بكلماتك هذه....
:- فأنت أول شخص لطالما أشاد بأخلاقي ....وتديني ......في وسط هذا العالم.....الزائف الذي نعيشه.....
وأذا كنت أخطأت بطموحي وتطلعاتي....كما قلت أنت....فلا يعني هذا انني تغيرت.....أو قمت بما أخجل منه.....
سكت وليد وقد بدا الضيق علي وجهه......قبل ان يردف.....
:- علي العموم.....فأن ما قد مضي ....قد مضي,,,,,ولم يعد بيدنا أي شيئ .. نقوم به..... ولقد أنتهي الأمر بيننا......
نهايه تامه....لا فرار منها ولا تراجع.....
ولقد وجدت الحل فعلا الذي سيحل كل أموري.......ولكن الوقت للأسف ليس بصالحي......
ربما بعد ....شفاء ياسمين......وعودتها للبيت سالمه.....
ربما حينها
سيعلم الجميع عما أنتوي
وتنهد بأسي وهو يتمتم
حينها.....
فليرحمني الله برحمته
نظرت له عبير بخوف وقلق …..وهي تخشي من قراره القادم لها
فهل سيفضحها امام عمر …..ويطلقها……
ام سيحن لحبه
ويقرر
الغفران لها
**************************
استمعت للأصوات الهادئه ....المحيطه بها.....بينما أسترخي
جسدها وهي لا تشعر به.....وكأنما تطفو علي غيمه من الماء
المنساب برقه.....وجعلها ....لا تدري بما حولها....
أستمعت لصوت حنون غامض يتمتم لها بأيات قرأنيه....غاليه
لطالما رددتها ....كي تحفظها من الشرور كلها
ولقد رددتها كثيرا .... بتلك الليله
حينما تواجدت ...هناك......
بذلك الطريق الموحش
وكأنما أنتقلت روحها.....وعادت بها الأحداث الي الوراء
وأصبحت فجأه
*
*
*
تسير بطريق مظلم وحدها وقلبها يرتجف من الخوف.....فلقد
تأخرت غصبا عنها في الرجوع الي البيت
بعد دخولها بدوامه لأنهاء أجرائات استلامها للميراث......وبعد ما قام
اكرم اخيرا بأيصالها للمطار.....واطمئن علي سلامتها...وسط هذا الجمع الغفير من البشر.....اكتشفت هي أن موعد طائرتها قد فاتها....
وان الرحله القادمه مازال امامها ساعتان كاملتان.....
وبعد طول انتظار....وخوف وقلق ...من رد فعل عمر علي تأخرها
ركبت الطائره....ووصلت للخارجه....ثم سرعان ما كانت
علي بدايه الطريق المظلم المؤدي الي المزرعه.....
لأول مره بحياتها....تري الطريق الاخضر المحاط بالشجر....
وقد أكتسي بالسواد.....
تحفه الظلال....وتسوده الأشباح.....وتسكنه الاصوات الغامضه
كانت تمشي بجهد حين أستمعت لصوت ليس بغريب عليها
يناديها بألفه وأهتمام.....
ياسمين .....ياسمين ....أنتظري .....فأنا أريد الحديث أليك!!!!! - :
تلفتت ياسمين حولها بجزع......وهي تبحث بأعين زائغه من الخوف ..
عمن ينادي عليها,,,,,
ولتشعر بدبيب الخوف .....في صدرها....وهي تري خالد يقف أمامها.....
:- خالد ....ماذا تفعل هنا..... هل جننت؟؟؟؟
رأي خالد نظرات الخوف بعينيها.....فقال بصوت خافت وهو يهدئها
:- لا تخافي يا ياسمين.....ما جأت لأؤذيك....ما أردت الا الحديث اليك
وأشباع رغبتي برؤيتك....
قالت بحده....
:- رؤيتي ....هل جننت؟؟؟؟.....ومن يريد رؤيه أحد ينتظره بالظلام
...ثم أننا ليس بيننا أي حديث....لنتكلم عنه.....
:- ياسمين ....أرجوك ....أنا ...أريد أن أتحدث معك....فلقد حاولت طوال النهار أن أقابلك....ولكنك كنت مشغوله جدا.....ولم أجدك أبدا وحيده ...الا الأن.......وصدقيني
أنا لن أؤذيك أبدا مهما حدث....فأنت في النهايه أبنه خالتي
نظرت له بشك.......وريبه .....وهي لا تصدق كلماته....وعلا وجهها الدهشه....وقد أستوعبت أنه كان يتتبع خطواتها طوال النهار ولم تشعر به.......فهادنته ...كي تتقي شره.....وقالت بهدوء مصطنع...
:- ماذا تريد يا خالد.....وأرجوك ...لا تقل لي هذا الكلام الفارغ الذي قلته لي من قبل ...عن حبك لي .....فأنا أمرأه متزوجه....واحب زوجي
لدرجه الجنون. و الوله....
ثم أنني أعلم أنك كنت تقابل عبير أيضا ...من وراء ظهورنا
فلا داعي أذا للخداع والحيل .....
رأي خالد نظرات الأشمئزاز بعيني ياسمين....فشعر بشيئ غامض بداخله يتحطم.....ويبعثر بكل أتجاه....ويضغط بشده علي أعصابه .....جاعلا أياه كما لو كان دنيئا .....ولا يستحق أن تنظر اليه أمرأه طاهره مثلها نظره ثانيه
وقالت بصوت غاضب.....
: - انا اعرف جيدا ماذا تريد مني ......فما زلت أذكر ذلك اليوم الذي طردت فيه من البيت بسببك.....ولم يصدقني عمي حينها....فهل عدت لتكمل ما بدأته يومها......؟؟؟
تسألت بألم وقد أرتسمت بعينيها مشاعر متصارعه.....بين الخوف
والحذر.....بين الأحتقار والقرف......ويالها من نظرات تقتل ....
ولا تهب الراحه للنفس مهما حدث.....
ياسمين:- من أنت ....يا خالد....وماذا تريد ؟؟؟؟؟.....هل أنت ...أنسان ....تشعر بالحب والخير مثل باقي البشر....؟؟؟؟؟
أم أنك وحش.....تنهش بأعراض الناس ولا تهتم.....بما يحدث لهم....
لقد تحطم كبريائه .....وهو يري الأحتقار ....والقرف بعيني المرأه التي يحبها والتي طالما ....تمني أن تكون ملكه ......
وها هي أمامه.....فلم لا يستطيع أن يرفع أصبعا واحدا عليها.....او يقترب حتي منها.....
أمسك رأسه بألم.....فلقد أزداد الصداع حده.... بعدما أمتنع عن الشراب منذ يومين كي يكون صاحيا....و لا يفوته رؤيه ياسمين....
وأجتاحته فجأه مشاعر غامضه.....بدأت تناجيه بهمس ...وصمت.....
ألم تكتفي بتلك الحياه التافهه.....الم تكتفي من أشمئزاز أعز الناس علي قلبك لك......
الم تكتفي ....من شفقه الناس وأحتقارهم لك ....وانت تتمايل بغيبوبتك
الم تكتفي من اهانات ابيك....وحرمانك من الحب....
الحب
ها هو الحب أمامي.....بأنتظاري وأستطيع أن أمد يدي بكل بساطه
وأقطف زهره
ولكن هناك ما يمنعني
ولا أستطيع حتي رفع رأسي لرؤيه جماله الفتان.....وسحرها الذي طالما
أسرني
أتقي الله
أتقي الله
ترددت تلك الكلمه علي أذنه ,,,,وياسمين ...تقولها بكل قوه
وكأنما يسمعها لأول مره بحياته,,,,,,
ياسمين:- أتقي الله.....يا خالد.....فلا يدري المرء ...متي يأتيه الموت
وأعرف أنك كما تدين تدان......هل تسمعني.....
كما تدين تدان.....
وشعر بجسده كله يقشعر وينتفض....كأنما سرت به صدمه كهربائيه شديده
أفاقته...من أحلامه......وجعلته يري حقيقته المريره... ولكم كانت حقيقه كريهه....قبيحه.....رأها مرتسمه بعينيها... كأنما يراها بالمرأه
وأخفض رأسه بخجل ....وهو يشعر بأنه يحمل عار الدنيا كلها...
وتهدلت كتفاه....وهو يقول ....بصوت .....غريب علي سمعه....
:- أنا اسف ...يا ياسمين.....أرجوك سامحيني.....فلقد لعبت عليكي وعلي عبير....وانا.......
ولكنه لم يكمل .....لأنها تركته واقفا في مكانه وحيدا ....واستدارت متوجه
الي البيت......وهي لا تهتم حتي بالأستماع لأعتذاره....أو
لباقي حديثه....
وعرف هو قدره
عندها
.....فهو مجرد ...شيئ تافه
لا قيمه له
************************
أفاقت مروه من نومها علي صوت هاتف يرن بقوه .....واصرار .....غريب...وكأنما المتصل يعرف أنهم نائمين.....ويتعمد أزعاجهم
واما ....أن هناك شيئ خطير قد حدث....وهي لا تعلمه.....
قالت بصوت مبحوح....وهي تجلس بالفراش.....جاذبا الغطاء عليها
أتقاءا للبرد......
:- ألو.....من .......من المتصل.......؟؟؟؟؟؟
:- أما زلتي عندك أيتها الـــــــــــــــــــ
صاح بها أبيها وهو يسبها .....ويسميها بأسماء......جعلتها تهب من فراشها ......وتهرع خارج الغرفه......خوفا من أيقاظ اكرم ....الذي بدأ يتقلب في مكانه......دليلا علي القلق.....
:- أبي ......أبي أرجوك.....لا داعي للسباب......فلقد كبرت أنا علي هذا الأسلوب......فأنا الأن أمرأه متزوجه......و......
قال أبيها بغضب......
:- متزوجه .....هه... لا تذكري هذا الأمر أمامي أبدا.......ومن الأفضل أن تجمعي ملابسك...وترحلي من هذا البيت ...بنفسك ....قبل أن أخرجك منه بالقوه.......وأنت تعرفين غضبي جيدا......
تنهدت بألم ....وقد ضاقت من تسلطه ....ورغبته الشديده بتدمير سعادتها وفرحها......
:- ابي ....أرجوك....أنه لشيئ غريب جدا ......أن يهدم أب سعاده أبنته
ويسعي بطلاقها وخراب بيتها.....
قال بصوت هادر....
:- لأني أهتم بمصلحتك أيتها الجاهله.....ولم يعد من مستواكي الأن
الأرتباط بشخص مثله.......
:- أكرم.....هو أفضل أنسان بالدنيا........وأنا لن أتركه امهما حدث....
لأني أحبه
ولن أهدم سعادتي بيدي....أرضاءا لك انت فقط.....ولتحقق شعورا غامضا بالأنتصار الهش.....علي ألشخص......الذي طالما وقف بجوارك وساندك
ولكنه اصبح الأن فجأه....في الكفه الخاسره....ويجب التخلص منه...
لا ....لا ....يا أبي لن يحدث هذا أبدا مهما حدث......
وصاح منصور بحده......
:- ألن يحدث هذا!!!!!.......حسنا سنري .....وستعرفين جيدا
معني أن تقفي بوجه أبيكي ......مع شخص قذر مثله
وصدقيني ستندمي أشد الندم
وبكل غيظ وعنف أغلق منصور الهاتف بحده.....قبل أن يرميه
أرضا....ويتحطم.....ويتحول الي
فتات هشه لا قيمه لها......
وشعر لأول مره....بأنه أصبح علي وشك أن يتحول الي ....كائن لا قيمه له.....ولا يعير أحدا وزنا لكلماته...وقراراته
يقف بداخل دائره ....تضيق عليه يوما بعد يوم
حتي تكاد أن تخنقه
*********************
وقفت ريم بجوار الشباك ترقب الطريق الزلق....من أثار الأمطار الشديده
التي هطلت طوال الأمس واليوم.....وهي تشعر بشعور غريب يحيك بصدرها......هل هو الخوف....هل هو القلق....
أين أنت يا يوسف......أكل هذا بالأرض.....تنقذ المحصول من الهلاك من الأمطار المفاجأه.....
لقد أنتهي اليوم كله....تقريبا....ولم يعد حتي الي البيت....في هذا الجو العاصف.....
أين أنت؟؟؟؟؟؟؟
وكأنما أستجيب لتسائلها......دخل يوسف فجأه من الباب....وقد التصقت ملابسه المبلله به.....وبينما يخلع حذائه الملطخ بشده بالطين.....ويرميه بعيدا خارج البيت...
.وجلس بأرهاق علي أقرب كرسي له.....
وهو يتأوه بصوت مرتفع من شده الأرهاق والألم....
وبدون أي تردد .....هرعت الي الحمام تعده.....حتي تعالي بخار الماء الساخن منه.....وخرجت له تساعده بالتدفئه.... بينما تجفف شعره وجسده....بمنشفه.....
علها تريحه وتجذب قدر الأمكان الماء الذي أمتصته ملابسه التي أشعرته بالبروده والبلل......
أمسك رأسه بيده متألما....قبل أن تخرج عطسه مفاجأه....فتهز جسده بقوه......
وقال أخيرا......
:- حمدا لله.....لقد أنقذنا المحصول كله......ولولا مساعده راضي
وسرعه بديهه .....وليد....الذي تبرع لنا ....بمكان نخزن به محصولنا ....بمزرعه عمر... لذهب كل تعبي طوال السنه هباءا......
قالت له بصوت مرتجف رقيق......
:- لا يهم المحصول......المهم أنك أنت بخير.....فلقد قلقت عليك
طوال اليوم.....وأنت تحت هذا السيل من الأمطار.....
نظر لها بلهفه.....وأهتمام شديد....برقا.... بعيونه التي وضحت عليها الحمي
:- قلقت علي......أنت يا ريم..........هذا شيئ لم أتوقعه.....أبدا منك
وخاصا بعد كل ما حدث بيننا....
قالت بألم.....
:- وما المشكله بهذا.....فأنت أبن عمي قبل أن تكون زوجي .....و.....
وصمتت ولم تستطع أن تنطق بكلمه واحده.....
ليقف أمامها كما المارد......وتسقط المنشفه عن رأسه أرضا.....بينما قربها منه بلهفه....وهو يقول ....
:- و.....ماذا ..؟؟؟؟؟؟.....لم لم تكملي حديثك......ما أنا بالنسبه لكي يا ريم......مجرد أبن عم لك فقط.... ورجل أصبح غصبا عنك زوجك
ولن يصبح أبدا
حبيبك
قالت بصوت خجول....
:- يوسف أرجوك.....أسكت ......لا تتحدث.....فأنت يبدو عليك المرض
فيما بعد ......فلنتكلم فيما بعد......
والأن تعالي معي .....فأنت تحتاج بشده الي حمام يدفئك....ريثما أعد أنا ألطعام ......فلابد أنك جائع جدا....
هز رأسه بتعب......وقد أستسلم للأمر الواقع......وملأ قلبه الهم والحزن
بعدما رفضت الأجابه علي تسائله.....فلقد وضح جدا
ما بقلبها علي وجهها......
فهي لن تحبه مهما حدث
وعند عوده ريم بالطعام.....وجدته نائما بالفراش......مريضا
بجسد حار محموم.......
ولا يشعر بالدنيا كلها
************************
كان يضع يده علي جبينها يرقيها .....وهي ترتجف ....وتنتفض...
جسدها كله يهتز برعشه محمومه......وهي غائبه عن الوعي وعن الدنيا كلها.....
بدنيا أخري بعيدا ......حيث أكملت مسيرتها....بكل عزم تاركا خالد
واقفا ورائها.....
وترفض حتي النظر اليه.....لتعرف هل عاد م حيث أتي .....أم أنصرف لحال سبيله.....
كانت علي وشك .....الدخول .....بمنحني أخير بالطريق..وبعده ستقترب من هدفها....
حين شعرت فجأه .....بجسدها يرتجف.....وشعر رأسها يقف...
من أصوات غامضه ...لأقدام تتسحب من خلفها......أستدارت بفزع
لتري السكون يشمل المكان.......ولا يملأ الجو الا حفيف الشجر
كأنما هي ....تتخيل ....تلك الأصوات الغامضه....
تنهدت براحه....واستدارت ثانيا.....كي تكمل طريقها....
وبعد عده خطوات.....تعالي صوت غصن ينكسر....تحت الأقدام
التي وضحت بقوة....وقد بدأت بمطاردتها.....
قالت بهمس.....
أه يا ألاهي ...هل عاد خالد لمطاردتي ثانيا....لقد جن بالتأكيد....
وحين سارعت بالهرب......وجسدها كله يرتجف ....وقلبها ينبض بدوي جعله..... يكاد أن يقف.... من شده الرعب.....والفزع.....
ملأ الجو فجأه....رائحه كريهه.....أنفرتها....وجعلت رأسها تدور
والرؤيه تهتز أمام عينيها.....وتري الصوره مزدوجه ....غير واضحه
وحينها.....
ظهر هو......
رجل ....ذا ملامح كريهه.....بأثار ندبه واضحه علي وجهه....متشحا بالسواد......من الرأس الي القدم....
وجذبها من ذراعها فجـأه.....محاولا الوصول الي هدفه....
*
*
*
لا تدري ما الذي حدث لها.....فلقد تسمرت فجأ ه في مكانها.....ونظرت له بعينين دامعتين لا تكادان ...أن تريا ...ما ....حولها.....
لقد كان من الواضح ....أن تلك الرائحه الكريهه التي أشتمتها
ما كانت الا نوع من المخدر ذا قدره عاليه .....علي شلل ألضحيه
وتجعلها غير قادره علي المقاومه....
أرادت أن تصرخ.....ولكن الصوت أحتبس بصدرها....بينما أنتشر نوع غريب من الضباب يلف عقلها.....
جذبها الرجل بحده....باحثا عن ذلك الصندوق الغامض.....ولكنه لم يكن معها......ولم يكن بيدها سوي حقيبه وحيده متدليه من كتفها....
:- وصرخ بصوت أجش حاد أخافها.....أين هو؟؟؟؟
:- أين الصندوق؟؟؟؟؟.....هل أخفيته؟؟؟؟
لم تستطع الرد عليه بكلمه واحده من شده خوفها.... من هيئته
المرعبه......
هزها الرجل من كتفيها بحده.....وهو يصيح
اين الصندوق.....أين الصندوق
ولما لم ترد عليه.....وعلي تسائله.....مد يد حديديه.....كالكلابه
وبكل قوته .....ضربها علي وجهها كفا .....جعلها تصرخ متألمه وهي تسقط أرضا....
وترتطم رأسها .....بجذع شجره....جرحها...وادمي رأسها... وحين
أوشك أن يبدأ بهجومه عليها ثانيا......
ظهر خالد......الذي أستمع للاصوات الغامضه....وهو يهم بالرحيل والأبتعاد عنها....
ولتيفاجأ بما يحدث أمامه....ويشتبك هو والرجل بصراع شديد.....دفاعا عن ياسمين .....لعله يثبت لها ....أخيرا ..... أنه
أنسان....أنه بشر....يشعر ويحس.....
وأنه
جدير بحبها .....
وتقاتلا بعنف......وقسوه.....يتبادلان اللكمات ....والضربات العنيفه
بالبطن والوجه.....بينما
حاولت ياسمين الأبتعاد.......بكل جهدها ......وجرت قدميها بعنف
عن تلك المعركه.....ولكنها سرعان ما صرخت ثانيا.....حين أفلت الرجل من خالد وحاول التمسك بكل قوته بحقيبتها التي تحتوي
علي
كنزها
كل ذكرياتها الماضيه مع أهلها
مع فرحها وحزنها
وأخر ورقه خطها أباها بيده
شدتها منه بعنف وتمسك.........فأنقطعت يدها.....وهو يأخذ الحقيبه ويحاول الفرار بها.....
بينما تتبعه خالد وهو يحاول منع فراره.....بضربه بغصن شجره كان مرميا أمامه.....
ليشعر الرجل بالغضب يجتاحه.....والغيظ يشمله....وهو يشهر....
سلاحا حادا صغيرا....بوجهه....سرعان ....ما أتضح أنها مطواه
لمعت في الظلام
كالبرق في السماء......
وتصارعا ثانيا.....وكل منهم يرغب بالقضاء علي صاحبه.....
وكان صراع ......حتي الموت
وحين هرعت مبتعده......أخيرا.....كان الرجل الغامض للأسف قد أنتصر
وأستلقي خالد أرضا
مطعون
بكل قسوه
وأبتعدت هي ....وهي تصرخ
لقد قتل خالد
قتل
********************
|