بسم الله الرحمن الرحيم
كل لك
الفصل الأول: المواجهة..........
صوت رنين الهاتف دوى في أرجاء المنزل , أعقبه صوت خطوات متسارعة, توقفت لدقيقة وأخذت تتفقد المكان و عندما شعرة أن الساحة خالية من الإنس رفعة سماعة الهاتف و بصوت بالكاد يسمع قالت: مساء الخير.
وصل إلى مسامعها صوت رجولي يقول: مساء الخير يا حبي, لقد ظننت لوهلة أنك لن تردي.
وبدرجة صوت لم تتغير قالت : وكيف أفوت الفرصة الوحيدة لسماع صوتك, كمال أنا لا أقد أن أنام إذا لم أكلمك.
قال: و أنا كذلك يا حبي, لا يهنئ لي لا نوم و لا مأكل و لا مشرب إذا مر يوم من دون أن أسمع صوتك و أكلمك.
قمر: كيف حالك , كيف كان يومك؟
كمال: كالعادة ممل, عمل في عمل.
قمر: على الأقل العمل أفضل من البقاء بين أربعة جدران طوال الوقت.
كمال: ألازال ذلك البغيض على عناده.
قمر: نعم, أنه حكم علي بالسجن المؤبد داخل هذا البيت الكئيب.
تخللت طبلة أذنها صوت تنهيدة من الطرف الثاني من الخط : ليتن أستطيع أن أخرجك من ذلك السجن.
قمر: لا أظن أحد قادرا على فعل ذلك, يبدوا أنه محكوم علي البقاء تحت جناحه إلى الأبد.
كمال: لا تقول ذلك .......
( مرة فترة صمت, قلما تجد لها مكان في أثناء حديثهما, ربما كان الهدوء الذي يسبق العاصفة)
كمال بنبرة صوت مترددة : قمر............أنا...........أنا ...............عندي .. الحل لمشكلتك.
بصوت عنوانه السعادة: أحقا, ما هو؟
أبتلع ريقه ليرمي بقنبلته: أن ......أن نهرب معا.
(كانت أبواب أذنه مفتوحة على مصراعيها , متأهبة لسماع ردها , لكنها لم تتلقى مجيبا, طال الصمت)
(( ماذا بها لا تتكلم , لا ترد , ألا زالت عل الخط؟))
كمال: قمر ألازلت مع.......... ( قطع جملته فهاهي الإجابة تصله من الطرف الآخر)
قمر بنبر صوت لم يعهدها كمال : كيف تفكر بشيء كهذا يا كمال, لم أتوقع أن يبدر منك هذا الكلام , كيف ترضى لي أن أهرب , أن ألوث سمعتي و سمعت عائلة, كيف؟
كمال: أنا آسف يا حبي, فأنا يائس, مستسلم, فإلى متى سوف نستمر على هذه الحال نتكلم في الخفاء؟
قمر: كمال أنت لست مجبورا على انتظاري, يمكنك أن تتركني و تعيش حياتك.
كمال المعاتب قال: كيف تقول هذا الكلام , قمر أنا من سابع المستحيلات أن أتركك , فأنت ملكة قلب , فكيف أعيش بدونك , ومن ثم أنا السبب في الذي يجري لك , لولاي لما كنت محبوسة.
قمر: لا , أنت لست السبب , السبب عماد و عقليته المتحجرة و ......... ( برت جملتها , فقد تسلل إلى مسمعها صوت حركة)
بارتباك قالت قمر: يجب أن أغلق الهاتف, إلى اللقاء كمال.
( أغلقت سماعة الهاتف و لم تدع لكمال مجالا لرد عليها )
كمال: قمر........ألو قمر ....
( عندما تأكد أن قمر أغلقت الهاتف, تسلل إلى قلبه الخوف, ليفتح له باب التساؤلات التي لا تنتهي)
(( يا الله ما الذي جرى لكي تغلق الهاتف بهذه الطريقة؟
أيعقل أنه أكتشف أمرها؟
يا الله إذا حدث ذلك , ما الذي سوف يفعلها بها؟
ذلك الشخص مجنون, ليس بعيدا أن يؤذيها.
يجب أن أذهب , يجب أن أحميها منه و الذي يحصل يحصل))
(بقدميه الطويلتين ركض إلى جهة أحد الأدراج المتواجدة في غرفته , وفتحه بسرعة , و نتشل منه مفتاح سيارته وركض متجه إلى باب غرفته وهو مرتديا ملابس النوم )
++++++++++++++
بعين تراقب حركاته من وراء الباب الشبه مفتوح , و بوجهه اجتاحته ملامح الخوف , و بالجسم لا يقوى على الحركة خوفا من أن يكتشفه الذئب القابع في الصالة, الذي كان ثائرا , غاضبا , يتحرك يمنتا و يسارا , كأنه يبحث عن طردته.
(( حاله هذه لا تطمأن , هل قد سمع مكالمتي , هل أكتشف أمري؟ لا , لا مستحيل إذا كان قد سمعني لكان الآن قد أشبعني ضربا.
إذا لماذا حاله هكذا , ما الذي جرى له ؟
ما همي بالذي جرى له, المهم متى سوف يذهب حتى استطيع الفرار إلى غرفتي, متى؟))
( فجأة و بدون مقدمات ارتفعت يد الذئب و هوت على المزهرية الواقعة أمامه, لتنتشر أشلائها على سطحية الأرض)
بردت فعل لا إرادية شهقت قمر , لتكشف لذئب مكانها, سمعة أذناه الحساستان لأدق الأصوات صوتا آتيا من غرفة الضيوف , فحدد و جهته و نطلق ناحيتها بأقصى سرعته, رفع يده ليمسك بمقبض الباب, أنفاسه رحلت عنها قلبها يكاد يخرج من بين ضلوعها من شدة الخوف , فحاولت أن تمنعه بوضع يدها على صدرها, وصلت الأوامر من مخه بتحريك مقبض الباب, حانت لحظة الحساب, أغمضة عينيها.
(( ماذا به لا يفتح الباب ؟! ))
أخيرا صوت فتح باب وصل إلى أذنيها, فتحت عينيها لتفاجأ بعدم وجد أحد , بل أن الباب على حاله لم يتحرك. ((إذا أي صوت فتح باب كان هذا؟))
أخذت تسير على رؤوس أصابع أرجلها ناحية الباب, حركة يدها المتثاقلة ناحية مقبض الباب , و بعد صراع داخلي ( أتفتحه أو لا ) أنفتح الباب ليكشف من ورائه عن قمر الخائفة , بسرعة البرق أخذت عيناها تقفزان يمينا , يسارا , إلى أعلى و حتى إلى أسفل, لتتفقد الذئب الثائر.
(( لا أثر لعماد , أين ذهب؟ ))
قمر, قمر أأنت بخير , قمر . ( صوت نداء دوى في أرجاء القصر الفسيح )
التفتت قمر إلى مصدر الصوت (( أنه صوت كمال !!))
لم تتأخر ولا ثانية واحدة , ركضت ناحية مصدر الصوت , فتحت باب القصر الكبير , ليكشف من ورائه عن شخصين يتعاركان , كان أحدهم الذئب و الآخر ..........
يا الله كمال ( قالتها قمر بأعلى صوتها)
في تلك اللحظة مزيج من المشاعر المتناقضة تدفقت بداخلها , فرح , خوف , حزن , ارتباك, ذهول.............
كان كمال متول زمام العراك و مرديا بخصمه في الأرض , لكن صرخة قمر شتت انتباه و جعلت لخصمه مجالا للانقضاض على فريسته.
أخذ الذئب يمطر كمال بوابل من الضربات و يصرخ في وجه كمال: ألم أنبهك من الاقتراب من قمر, ألم أقول لك إذا اقتربت منها سوف تندم, فخذ هذه و هذه.
كمال حاول أن يقي نفسه من ضربات الذئب الثائر, لا فائدة و لا مفر منها.
(( ماذا أفعل, سوف يقتله هذا المتوحش, ماذا أفعل؟ ))
توقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــف (صرخة خرجت من فمها)
لكن لا مجيب......
الذئب يريد أن يرمي بقبضة يده على وجه كمال الدامي, لكن شيء منعها من المضي إلى وجهتها , أخذ الذئب يتتبع يده ليرى يدين صغيرتان ممسكتان بيده الضخمة , تتبع تلك اليدين ليصل إلى وجه بيضاوي , طغى عليه اللون الأحمر على غير العادة.
قالت بصوت مشحون بالغضب: توقف أيه الذئب .
ذهل مما سمع وراءا, شل مما سمع وراءا من هذا الحمل الوديع, أو بالأحرى الذي كان وديعا, فهذه التي أمامه ليس حملا وديعا, بل.......بل.......نمر كشر عن أنيابه.
أستغل كمال لحظة انشغال عماد , فأمسك به محاولا أن يرد الصاع صاعين , لكن صوت قمر ردعه: لا كمال, توقف , لا أريد عنفا , أرحل و جعل الليلة تمر على خير.
كمال المندهش من كلامها: لكنه سوف يؤذيك!!
قمر: هذا الجسد ( أشارة بأصبعها على جسدها ) تعود على الضرب, فلا تخف, فاذهب الآن , أرجوك , من أجلي.
تشابكت عيناه بعيني قمر, لتجدا فيهما الرجاء, فرضخ لطلبها وذهب إلى سيارته.
رحلت سيارة كمال عن حدود القصر , ومن وراء غبارها تكشف الذئب و قمر واقفين بلا حراك.
(( ماذا به لا يثور كعادته , يمطر عليه بوابل من اللكمات, لما صمته هذا؟ صمته يقتلني من الخوف ))
أخذت تترصده تأهبا لردت فعله , أخيرا بدأ العدو بالتحرك (( هيا استعدي له ))
(( أين هو ذاهب؟))
(( لماذا هو متوجه إلى البيت , لماذا لا يضربني كعادته , ماذا به ؟))
###يتبع###