السلام عليكم
شكرا لك على ردك صمت الحب :)
لقد اسعدني ......
بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل الرابع:
القرار.....
زارتها الدهشة في تلك اللحظة....
( ما الذي يقوله عماد ؟
هل ما اسمعه صحيح؟
أو أن أذني يشكواني من خطب ماء؟ )
مع كل سؤال تطرحه في خلدها, كانت أنفاسها تتسارع معها ......
عماد: قمر هذا أفضل حل لي و لك, هكذا لن يجود شجار بيننا أبدا, سوف نعيش في سلام.
حل صوتها كالصاعقة من الأعلى على عماد: أخيرا انكشفت على حقيقتك يا عماد, الآن تحول الشك إلى يقين يا عماد, الآن أظهرت لونك الحقيقي يا عماد ( حبست دموعها التي يأبى كبريائها على إنزالها)
غدت أمامه و هو لازال في دوامة الذهول..
بدأت جملتها بقولها: كنت حاسة بأنك تحبها, منذ دخلت هذا المنزل و نظراتك لها كانت مختلفة, كانت عيناك تلمع عندما تراها, واجهتك بشكي فسخرت مني و قلت أنها أوهام لا صحت لها , إذا كانت أوهام كما قلت فماذا تسمي عرضك لها ؟ أيها المخادع.
وختمت جملتها بصفعتن, بقى أثرها على خده الأيمن.......
هنا ثار الذئب و كشر عن أنيابه, أمسك بكلى ذراعيها و أخذ يهزها و هو يصرخ عليها قائلا:
سارة هذا يكفي , لقد تحملتك بما فيه الكفاية, ألست أنت من قال أنها ليس لها حق في العيش هنا, ألم تقولي أن كونها ابنة عمي لا يكفي لكي يجعلها تعيش هنا , لهذا اشترطت شرطك السخيف بأن ترحل و إلا سوف لن تعودي, أليس هذا كلامك يا سارة؟
تكلمي
انطقي
لقد رميتني بين ناريين و رحلتي
فكيف أطرد ابنة عمي و أنا قريبها الوحيد؟
و في نفس الوقت كيف أعيش بدونك ؟
انطقي هيا
أجيبي
بتأكيد لن تجيبي
أتعلمين لماذا
لأنه قرار صعب اتخاذه
لهذا لم أجد سوى هذا الحل أمامي.
بصوت متألم قالت: بأن تتزوجها.
أرخى قبضت يديه على ذراعيها و قال: نعم, فهكذا لن تعد فقد ابنة عمي بل زوجتي, أعتقد هذا سوف يكون كافيا لكي يعطيها الحق في العيش هنا.
أخذت تضحك بطريقة هستيرية, لكنها سمحت لدموعها المكبوتة بالنزول...
توقفت فجأة و عماد يرميها بنظرات التعجب و الذهول...
قالت : أنا لست حمقاء يا عماد, أنت تحبها, فلا تحاول أن تقنعيني بغير هذا, لا تحاول.
حرر ذراعيها و أطلق تنهيدة من فمه ومن ثم قال:
نعم أحبها.
كأن شاحنت التطمت بها.......
صحيح أنها كانت تحس بأنه يحب قمر,
صحيح أنها رأته الآن وهو يطلب يد قمر لزواج,
لكن الآن أختلف كل شيء ,
لقد أعترف بلسانه بحبه لها,
إذا كلمت أحبك التي كان يقولها لها,
و كل تلك الغزل ,
وكل تلك المشاعر,
كانــــــــــــــــــــت كذبــــــــــــــــــــــــــــــــــة.
سارة بعيون دامعة قالت : سوف تندم يا عماد على ذلك سوف تندم.
وركضت ناحية الباب ..
في حين أن عماد كان تائه لا يعلم ماذا يفعل, فهاهي الحقيقة انكشفت, الحقيقة التي دفنها في صدره منذ أمد بعيد.....
ألتفت ورائه ليشرح لقمر, لكنه فوجئ بأنها ليست موجودة هناك...
أخذ يتلفت في جميع الجهات......
لا أثر لها ...
رفع رأسه إلى أعلى ومن ثم أندفع راكضا ناحية الدرج....
وجد باب غرفتها مفتوحا, دخل بخطى حذره......
ألقى نظرت تفحص على الغرفة , لم يجدها ....
أحس بنسمة هواء عليل تتخلله .....
فالتفت ناحية الشرفة و جدها مفتوحة ...
توجه ناحيتها ........
أخيرا وجدها واقفة على أحد زوايا الشرفة....
لم يستطع أن يلمح تعابير وجهها ....
فقد كانت تتطلع في السماء , كمان أنها كانت معطيته ظهرها ...
أخذ يقترب منها ببطء و هو يقول:
قمر أرجوك أن تفهمي أني حقا....
بترت جملته قائلتا:
أنا سوف أتزوج بكمال, هذا قرار نهائي لن أتراجع عنه حتى لو كان الثمن حياتي, فمن سابع المستحيلات أن أتزوجك أيه الذئب.
تجمد في مكانه, لم يخطو أي خطوت أخرى, فصدمت كانت قويت عليه...
أكملت حديثها قائلة: سوف يأتي كمال وأهله هذا المساء لطلب يدي لزواج و يجب أن توافق( ألتفتت ناحيته لتكشف عن وجهه لم يره عماد قبلا) وأكملت قائلة:
و إلا سوف أجعل حياتك جحيما.
كأن الأدوار انقلبت, كأنها هي أصبحت الذئب وهو الفريسة......
اندفعت مقبلتا ناحية باب الشرفة....
مرت من جنبيه و ما كادت أن تتجاوزه حتى ردعتها قبضة يده عن المضي في طريقها.....
ألتفت ناحيتها ........
أما هي فقد كانت تصارع في سبيل أن تفلت يدها من قبضته...
كانت عينيه تعبير عما ما في داخله ....
من ضيق ,
خيبه ,
و ألم.......
توقفت عن محاولاتها من أجل إفلات يدها من قبضته...
فعينيها التقطت تلك النظرة الغريبة التي ألقاها عليها.....
أبحرت فيها,
تاهت,
لم تجد لهما مغزى.....
أفلت يده ومضى عنها , تاركا لها في حيرة ........
(( ماذا به؟!
لماذا هدوئه هذا؟!
هل هو الهدوء الذي يسبق العاصفة؟!
و تلك نظرة , لم أرها في عينيه من قبل..))
خرجت منها زفرت ارتياح و تكأة على باب الشرفة و رفعت رأسها إلى الأفق و قالت:
الحمد لله أني تجرأت وقلتها له و لم أضعف, الحمد لله.
### يتبع ###