بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل الثالث:
الحل الوسط ..........
ريــــــــــــــــــــــــــــــــم , يا ريـــــــــــم أين أنت؟
ماذا بك تنادين كالمجنون هكذا؟
الحمد لله , لقد وجدك.
اندفع ناحيتها وما هي إلا ثواني و قد أصبح أمامها.....
رفع يديه و سندهما على كتفيها و قال: أريد خدمتن منك يا أختي العزيزة.
آآآآآآه , كان يجب أن أعرف أنك تريد مساعدة , فلا تناديني إلا وتريد شيئا مني, نفسي مرة تناديني لكي تعطيني بدلا من الأخذ مني.
ورسمت ابتسامة على فمها.......
حسنا, حسنا سوف أعطيك الذي تريدينه لكن في الأول نفذي الذي سوف أطلبه منك.
ريم: وعد؟
وعد.
حسنا الآن يمكنك الكلام.
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
من و راء كوم الأوراق التي كان يتصفحها , التقطت عيناه الخادمة و هي متوجهة إلى السلالم......
إلى أين أنت ذاهبة يا رجاء؟
قطعة الخادمة طريقها والتفتت ناحيته و قالت ورأسها منحني ناحية الأرض: إلى غرفة السيدة قمر , فهناك اتصال لها.
أبعد كوم الأوراق عن وجهه و وضعها على الطاولة المجاورة له , و وقف و توجهه إلى ناحية الخادمة , ووقف أمامها مباشرة و قال: ممن المكالمة؟
قالت: لا أعلم.
بصوت بعث الرعشة في أوصالها قال: كيف لا تعرفين , أهو رجل أم امرأة؟
قالت بصوت يرتعش من الخوف : انه.......ا امر.....أة , امرأة سيدي.
بخطى واسعة توجه ناحية الهاتف , تناول السماعة و قال: ألو.....
يالله انه هو, خذ تكلمي.
ودفع بسماعة الهاتف ناحيتها.......
وماذا أقول ؟
أي شيء المهم تخلصيني منه.
أخذت سماعة الهاتف و قالت وهي مقطبة حاجبيها: سوف تضاعف مكافأتي.
نعم , كما تشائين الآن ردي, هيا.
و أخذ يأشر لها بيديه........
من الجهة الأخرى من الخط , بدأ صبر عماد ينفذ....
ألـــــــــــــــــــــــــــو....
جاءه الرد أخيرا: ألو.
بقلة صبر: أخيرا أحد رد , ما الذي أخرك؟
قالت: أنا آسفة سيدي, فأنا لم أتوقع أن........... أن يرد علي رجل.
قال: من أنت؟
أنا , أنا ريم صديقة قمر, أريد أن أكلمها إذا أمكن.
أومأ برأسه للخادمة لكي تنادي قمر.......
ومن ثم قال: ومن أين تعرفين قمر؟
نضرات استنجاد وجهتها إلى أخيها و هي تكرر سؤال عماد......
حرك كمال شفتيه لينسج كلمة.....
قالت: من الجامعة , أنا أعرفها من الجامعة, فنحن .........نحن ندرس معا.
عماد: أممم, وفي أي..
بتر جملته , فقد سحبت السماعة من بين يده.......
فقد كانت قمر هي التي سحبة السماعة ......
و قد كانت عيناها تشتعل نارا و هي تقول ........
أعتقد أن التحقيق قد انتهى.
هز رأسه بمعنى نعم , و تحرك مبتعد ثم توقف و قال:
قولي لصديقة ريم , لقد أسعدني التعرف عليها.
و أكمل طريقه إلى حيث كان جالسا........
رفعة السماعة ووضعتها على أذنها , لتسمع صوت كمال المتلهف: قمر , هل أنت معي الآن؟
دهشت لما سمعة صوته...........
كرر كمال سؤاله , ليجد هذه المرة من الطرف الثاني ردا:
أهذا أنت كمال؟
كأن روحه عادت إليه لما سمع صوتها: الحمد لله أنك بخير.
قمر : أيه المجنون , كيف تتصل في هذا الوقت؟
كمال: لم استطع أن انتظر حتى الليل, لقد كنت خائفا من أن مكروها حصل لك بسبب ذلك المتوحش.
كانت عيناه متسمرة عليها , تسجل حركاتها و تصرفاتها, لاحظت قمر هذا الشيء , فحاولت أن تنهي الحديث في بدايته.....
كمال يجب أن أغلق الخط فعماد يراقبني.
كمال بضيق : يا لهو من ماكر, حسنا سوف أكلمك في الليل.
قمر: لا أرجوك.
كمال: لماذا؟!!
قمر: كمال الجو مشحون , لهذا لا تكلمني خلال الأيام القادمة أرجوك.
كمال المذهول: في البدء أحرم من رأيتك و الآن من سماع صوتك.
قمر: أرجوك كمال تحمل, حتى تهدأ الأمور, فأنا الآن يكفيني الذي فيني و لست مستعدة لتحمل المزيد.
كمال باستسلام: حسنا , لكن كيف سوف أطمأن عليك؟
قالت قمر بأسى: لا أعلم , مع السلامة كمال.
كمال: لكن ......
قاطعته:
مع السلامة .
و أغلقت الخط.......
كانت عينيه الواسعتان لا تزال ترصد تحركات قمر, التي حاولت أن تكبح جناح مشاعرها قدر ما تستطيع حتى لا يلاحظ عماد شيئا........
كانت متوجهة ناحية السلالم, عندما قاطعها عماد بسؤاله: خيرا , ما الذي قالته لك صديقة ريم و قد قلب حالك لهذه الدرجة؟
حاولت أن تجعل صوتها طبيعيا و هي تقول: هذا ليس من شأنك.
و أكملت طريقها...........
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
صباح الخير رجاء.
قالتها وهي تنزل من السلالم.....
ردت عليها رجاء التي كانت منهمكة في التنظيف : صباح الخير سيدة.
أخيرا وصلت إلى بر الأمان.........
هل هو هنا؟
من تقصدين يا سيدتي؟
عماد.
لا لقد خرج من الصباح الباكر.
اعتلت شفتيها ابتسامة ومن ثم قالت:
جيد.
وصل إلى مسامعهما صوت رنين جرس الباب.......
توقفت رجاء عن الذي كانت تعمله وتوجهت إلى ناحية الباب الرئيسي........
بينما قمر أخذت تترقب من هو القادم........
تناهى إلى مسمعها اسم لم تسمعه من فترة........
فقالت وفي محياها ملامح الذهول:
سارة!!!!!!!
أقبلت عليها وابتسامة ساحرة ترتسم على شفاهها....
نعم سارة, ماذا بك هكذا متفاجأة بحضوري إلى منزلي.
قالت بعد أن عادت تعابير وجهها إلى حالتها الطبيعية: لا أبدا لست متفاجأة.
سارة: لكن تعابير وجهك منذ قليل تقول عكس ذلك, هل ضننت أنك أصبحت بعد رحيلي صاحبة المنزل, خبر عاجل لك صحيي أنني سوف أرحل من حياتكما أنت و عماد حتى يخلوا لكم الجو, لكن لن أرحل وحدي , فهذا كله ( وأخذت تأشر بكلى يديها على المنزل) سوف يرحل معي.
بتعجب تجلى على قسمات وجهها قالت قمر: يخلوا لكم الجو, ماذا تقصدين سارة؟!!
بضحكة ملئها الاستهزاء قالت: لا تدعي عدم المعرفة و السذاجة, أنا كاشفة ألاعيبك منذ البداية منذ دخلتي هذا البيت, أنا كنت حمقاء عندما سمحة لأمثالك بعيشون في بيتي.
حل محل التعجب الضيق : سارة لا تتكلمي في الألغاز إذا كان هناك شيء تريدي قوله لي فقوليه مباشرة بلا لف و لا دوران.
سارة ببرود أعصاب: ليس عندي وقت لكي أسايرك في هذه ألعبة , فقد جئت لأخذ أغراضي.
وشرعت في المسير إلى الطابق الثاني........
في حين أن قمر ضلت واقفة في مكنها , وهي تحاول أن تستوعب كلام سارة الغريب.........
في خضم تفكيرها لم تلحظ أن هناك شخص واقف بالقرب منها........
صباح الخير قمر.
تسللت في جسدها رعشت , فهي كانت مندمجة في التفكير........
التفت ناحية مصدر الصوت لتجد .......
قمر: عماد!!
ابتسم و من ثم قال: ماذا بك, كأنك رأيت شبحا.
قمر: و بالفعل رأيت.
عماد: مقبولة منك , فأنا مقدر حالتك.
قمر: وماذا بها حالت؟
عماد: أنا حقا آسف, اعذريني أرجوك, أنا حقا متضايق لأنك لم تسامحيني على ما فعلته.
قمر: وما الفرق إذا سامحتك, فغدا سوف تمد يدك من جديد و هلم جرى.
عماد: أعلم أني عدائي و عصبي و لا أتحكم بأعصابي, لكن إذا كنت في يوم من الأيام ضربتك فهذا لمصلحتك.
قمر : أرجوك عماد كفى كلاما عن مصلحتي, الشخص الوحيد الأعلم بمصلحتي هو أنا.
وأشارت إلى نفسها.......
عماد: حسنا, حسنا , يمكننا التوصل إلى حل وسط, يجعلني أتغير و يجعلك تنعمين بالحرية التي تريدينها .
قمر: و الذي هو؟
أخذت عيناه تلتمعان بشكل غريب, ومن ثم أمسك بيديها و قال: أن تتزوجيني.
المفاجأة ألجمت لسانها, و أجبرت عينيها على الاتساع, و فمها على أن ينفتح.....
ساد الصمت لبضع دقائق ......
### يتبع###