المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
أميرة الحب |
|
البيانات |
التسجيل: |
Nov 2007 |
العضوية: |
56979 |
المشاركات: |
4,653 |
الجنس |
أنثى |
معدل التقييم: |
|
نقاط التقييم: |
43 |
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
المنتدى :
الارشيف
حوار
1-بسم الله نبدأ الحديث وعن الله يحلو الحديث:
قالت له: صديقتي غاضبة جدا.. فشلت في الالتحاق بالعمل الذي كانت تتمناه, وهي الان حانقة على كل شيء! كانت تدعو الله ان يحقق امنيتها فتخلت السماء عنها! هكذا تقول!
قال: ومن ادراها ان الله تخلى عنها اليس من المحتمل-او الارجح- ان يكون الله قد اختار لها الافضل؟
قالت : لقد رويت لها قصة الرجل الذي لم يلحق بالطائرة التي اقلعت قبل وصوله بدقائق,وكيف ظل يندب حظه الى ان سمع بسقوط الطائرة التي كان من المفروض ان يكون احد ضحاياها, وحينئذ سجد لله حمدا على نجاته.
قال: ليتك رويت لها قصة فشلي في الدراسات العلمية التي نجح فيها جميع اترابي وكيف قادني ذلك الى الاعمال التطبيقية,فحققت من الشهرة والنجاح اضعاف ما حققوه!
قالت: الحقيقة اني حدثتها بأمثلة كثيرة من تجاربنا العملية, وتجارب اصدقائنا لكنها رفضت الاصغاء والتزمت عتابا مريرا موجها الى السماء!
قال: احيانا نريد ان نفرض على السماء ارادتنا.
قالت: واحيانا نتمسك بأشياء تافهة, ونتصور انها خاتم سليمان, وان فيها حلا سحريا لجميع مشاكلنا. وقد لا تكون في حقيقتها سوى حلول كاذبة.. اضواء وبريق, وفرقعة بلا صيد.
قال: نعم .. كثيرا ما افعل ذلك, وان كنت سرعان ما اتذكر قصة الزجاج الملون فأستعيد توازني.
قالت: وما قصة الزجاج الملون؟
قال: عندما كنت طفلا,حاولت الامساك بحزمة من ضوء الشمس اخترقت حجرتي من خلال نافذة بها زجاج ملون. وقبضت يدي على اشعة الشمس, ملأت كفي الصغير من النور الاحمر, ووضعت ما جمعت من نور في جيب سترتي, وخرجت لاريه لابي واخوتي, فلما بحثت عنه لم اجد له اثرا في جيبي!
قالت: وماذا فعلت؟
قال: غضبت, صرخت,القيت بجسدي على ارض الغرفة, وضحك اخوتي, وبكيت وحدي!
قالت: وماذا قال الكبار؟
قال: حاولوا اقناعي بكل الوسائل لكن عقلي لم يستطع ان يفهم. كان الامر كله فوق ادراكي. اقبل ابي علي, حملني برفق , حاول ان يخفف عني ويسترضيني بقطع الحلوى, لكني رفضت كل البدائل.
قالت: تصرف اطفال.
قال: لم نتغير كثيرا, السنا نتمسك احيانا بأشياء لا قيمة لها؟
قالت: ونلعن الظروف ونلوم السماء, ونعتب على الله الرحيم الذي يعرف تفاهة مطالبنا, ويستبدلها بما يفيدنا حقا, لكننا - قد نرفض.
2- وعن امالنا والامنا نتحدث:
قال لها: ذهبت الى مدينة الملاهي لاتسلى, فعدت مكتئبا.
قالت: وماذا اثار اكتئابك؟
قال: رجل في جلد اسد كان يؤدي دورا رائعا.. صال وجال, وقفز وزأر كأنه سبع حقيقي من ملوك الغاب.
قالت: هل اخافك الرجل بحق وادخل في قلبك الرعب؟
قال: بالطبع لا. فقد كان معروفا انه يقدم فاصلا فكاهيا.
قالت: ومتى تضايقت؟
قال: عندما انتهى الدور, ورفع الرجل القناع. كان في تلك اللحظة يتصبب عرقا .. بدا في عيون الناس هزيلا ضئيلا. عندما ازاح قناع القوة, ظهر ضعفه مجسما.
قالت: الم يصفق له الناس كثيرا؟
قال : ولكن التصفيق الحار اخذ يضعف هو ايضا حتى تلاشى, وانسحب الرجل يجر حمله الثقيل.
قالت: هذا رجل يؤدي عملا, وعمله ان يقلد الاسد او النمر او فرقع لوز, فماذا يشغلك من امره؟
قال: تابعت الرجل وهو ينسل في الظلام عائدا الى بيته كان يجر قدميه جرا كجواد كسيح. ظهره المقوس كظهر حمال عجوز . رايته يقف على جانب الطريق يسعل ويبصق, فلم اجد في صوته المتهالك صدى لزئير الاسد.
قالت: ما ابأس الانسان حين يرفع القناع فتظهر الحقيقة.
قال: وما اجهل الناس حين يصفقون للاقنعة الزائفة, ويتجاهلون جوهر الانسان.
3- وبالحب نختتم الحوار:
قالت له: اراك صامتا , ولم اعهدك كذلك قبل اليوم.
قال: لم اكن ثرثارا في يوم من الايام.
قالت : لم اقل ذلك , بل اعني انك متحدث لبق, لماح حاضر البديهة, حلو الكلام وخفيف الظل.
قال: ربما اكون اليوم متعبا.
قالت: لو لم اكن اعرفك جيدا لظننت ذلك صحيحا!
قال: اذا كنت تعرفينني حقا فلماذا السؤال؟
قالت: اعرفك وافهمك, واجزم بانك لست متعبا بل غاضبا, واكاد المس سبب غضبك , لكنني لا اريد ان اقطع عليك الطريق!
قال: اي طريق؟
قالت: طريق الكلام
قال: لو تحدثت ساصرخ, وقد لا يروقك هذا الصراخ.
قالت: بل هذا ما اريده تماما, اريد ان تفرغ حمولتك الملغمة, ان تطلق في وجهي الشحنة الناسفة التي تملأ صدرك. لا تدع غضبك يحطمك.. يقتلك.. يمزق اضلاعك.. افديك انا بروحي وحياتي.
قال: رأيتك تتحدثين اليه!
قالت: الم يكن ذلك في وضح النهار, في نور الشمس , في حضرة الزميلات والزملاء؟
قال: نعم.
قالت: هي الغيرة اذا. سقطت في فخها, وانت الذكي الواعي, فحاول ان تخرج من فخاخك, ولا تلق باللائمة على احبابك, فتمزق سلامك القلبي, وتحطم حبك.
قال: متى سقط العصفور في الفخ, فكل حركة ياتيها تمكن الاسنان الحادة من جسده الجريح.
قالت: لكنك صنعت الفخ لنفسك, فأنت اقدر على تحطيمه والفكاك من اسره
قال: واذا خرجت من فخي وانتصرت على غيرتي؟
قالت : حينئذ.. سأغسل لك جروخك وانظفها
قال: واذكري ان الكوب المشروخ لا يتحمل السوائل الساخنة يسقط قاعه وتتناثر جوانبه فارفقي بمشاعري.
قالت: واذكر ان المحبة تحتمل كل شيء, وان المحبة لا تسقط ابدا. فلتثق في محبتي.
منقول من احدى المجلات
التعديل الأخير تم بواسطة dr_e ; 24-03-08 الساعة 03:50 AM
سبب آخر: توضيح المصدر
|