كاتب الموضوع :
amedo_dolaviga
المنتدى :
ملف المستقبل
شكرا لكل اللي ردوا واسف على التأخير
19- خطة.....
"لقد اختفوا هنا.."..
نطق مسئول الأمن العام في "الإسكندرية" العبارة، وهو يشير إلى خريطة المدينة، قبل أن يستطرد:
- تمَّت مشاهدتهم في هذه النقطة، ثم اختفوا تماماً بعدها، ولم يشاهدهم أحد قط.
غمغمت "سلوى" في عصبية:
- لا يمكن أن تختفي مخلوقات كهذه وسط مدينة كبيرة دون أن يلاحظها أحد.
قالت "نشوى" في توتر، وأصابعها تضرب أزرار الكمبيوتر في سرعة:
- إلاّ لو استقلوا سيارة تنتظرهم في مكان ما.
قال "نور" في اهتمام:
- تحليل منطقي.
قالت "نشوى":
- إنني أتصل الآن بكل كاميرات المراقبة في المدينة؛ لسحب تسجيلاتها الرقمية خلال الساعات الأخيرة، فربما سجَّلت إحداها شيئاً.
قال الدكتور "حجازي" في اهتمام:
- أعتقد هذا، ومن جهتي سأعمل على فحص أية آثار تركوها خلفهم؛ لنعرف المزيد من المعلومات عنهم.
بدا "نور" متوتراً، وهو يقول:
- المهم أن نعثر عليهم في الوقت المناسب، ونستعيد "أكرم" و"رمزي" سالمين، قبل أن يفعلوا بهما شيئاً.
سألته "نشوى" في رعب:
- هل تعتقد أنهم سيقتلونهما؟!
تردَّد لحظة قبل أن يقول في حسم:
- كلا.
تنفَّست الصعداء، ولكنه أضاف في عصبية:
- ولكن قد يفعلون ما هو أسوأ.
أطلّ الذعر من عيني "سلوى" و"نشوى"، في حين تساءل الدكتور "حجازي" في قلق:
- مثل ماذا؟!
صمت لحظة، ثم قال في خفوت:
- يحوِّلونهما.
هتفت "نشوى" في ارتياع:
- إلى ماذا؟!
أجاب في توتر شديد:
- إلى شيء مثلهم.
شهقت "نشوى" في رعب، وردَّدت "سلوى" في ذعر:
- يا إلهي!.. مستحيل!
قالتها، وعقلها يرسم صوراً عجيبة لـ"رمزي" و"أكرم"..
صوراً بأجنحة طيور..
أو زعانف دلافين..
أو ذيول ثعابين..
وفي ارتياع، هزَّت رأسها؛ لتنفض الصور عن ذهنها، وهي تهتف:
- لا بد وأن نستعيدهما يا "نور".. لا بد.
قال "نور"، في حزم متوتر:
- سنبذل قصارى جهدنا.
قال الدكتور "حجازي" في اهتمام:
- هذا يعيدنا إلى نقطة البحث الأولى يا "نور".. أين وكرهم الرئيسي بالضبط؟!
أجابته "نشوى" في انفعال:
- أظنني وجدت وسيلة لمعرفته.
استدار الجميع إليها، وسألها مسئول الأمن العام في لهفة:
- كيف؟!
أشارت إلى شاشة الكمبيوتر الخاص بها، مجيبة:
- تابعوا هذا.
كانت الشاشة تنقل مشهد الجواد البشري، وهو ينحرف بحمله في شارع جانبي ضيق، ويختفي فيه لدقيقة، ثم يخرج من الشارع شاب عادي وتلك الحسناء، وهما يجُرَّان جسد "رمزي" الفاقد الوعي، إلى سيارة كبيرة، انطلقا بها مبتعدين، فقال الدكتور "حجازي" في دهشة مبهوتة:
- رباه!.. إنهم يملكون القدرة على تشكيل أجسادهم في الهيئة التي توافق تركيبهم الجيني المعقَّد.. هذا يعني أنه من الممكن أن يكونوا بيننا طوال الوقت، ولا نشعر بوجودهم لحظة واحدة.
غمغمت "سلوى" في توتر شديد:
- مجرَّد شبان عاديين يسيرون وسط الناس.
فرفع "نور" سبَّابته وإبهامه، وهو يضيف:
- ثم فجأة، يتحولون إلى كائنات وحشية.
تمتمت "نشوى":
- وقاتلة.
قال مسئول الأمن العام في توتر بالغ:
- هناك حتماً وسيلة لتمييزهم.
عادت "نشوى" تشير إلى الشاشة، قائلة:
- أو العثور عليهم.
فهم "نور" ما ترمي إليه، وقال في شيء من الحماس:
- عبر أقمار المراقبة المرورية.. لقد حدَّدنا موقع سيارتهم وطرازها، ويمكننا تعقُّبها، ومتابعة مسارها، حتى مستقرها، الذي سيكون وكرهم حتماً.
غمغم مسئول الأمن العام في شك:
- هل تعتقد هذا؟!
التفت إليه "نور"، قائلاً:
- وهل تعتقد العكس؟!
أشار الرجل بيده، قائلاً:
- هذا يتوقَّف على عقلياتهم؛ فحتى لصوص السيارات العاديين، يعرفون بأمر أقمار المراقبة المرورية، وكيفية خداعها، باختيار الأنفاق المرورية المتشابكة، التي تعجز الأقمار المرورية عن متابعتها، فما بالكم بمثلهم.
بدا قوله كالصدمة، حتى أن الكل تطلَّعوا إلى بعضهم البعض في توتر، قبل أن تقول "نشوى"، في توتر بلا حدود:
- سنجد وسيلة أخرى... لا بد وأن نجد وسيلة أخرى.
ربَّت "نور" على كتفها مهدِّئاً، وهو يقول:
- اطمئني.. سأبحث عنها، أما الآن، فسنتابع البحث النمطي.
سأله مسئول الأمن العام مستنكراً:
- هل ستضيع الوقت في مراجعة أشرطة الأقمار المرورية؟!
أجابه "نور" في صرامة:
- نعم.
وصمت لحظة، ثم أضاف في حزم:
- فلديَّ خطة.
تطلَّع إليه الجميع في صمت قلق، وقد تفجَّر في رءوسهم سؤال واحد مخيف..
ترى هل لديه بالفعل خطة مناسبة؛ لإنقاذ رفيقيهما، قبل أن يحوِّلوهما إلى وحشين؟!..
هل؟!..
* * *
شعر "أكرم" بتوتر لا مثيل له، عندما اقتربت إبرة المحقن الكبيرة من قفصه الصدري، وحاول مرة أخيرة التملُّص من قيوده القوية، ولكنه فشل هذه المرة كالمرات السابقة، فهتف في محاولة يائسة أخيرة:
- سأصبح أقوى منهم.
ابتسم العالم مجيباً، وهو يستعد لحقنه:
- بالتأكيد.
هتف به:
- وما أدراك أنني لن أسعى للسيطرة عليهم.
انعقد حاجبا العالم الكهل في غضب، وقد فهم ما يرمي إليه "أكرم"، والتفت إلى الشبان الثلاثة، قائلاً في حدة:
- إنه يحاول التأثير عليكم.
قالت الحسناء في توتر:
- ولكن حديثه منطقيّ.
هتف وجسده يرتجف غضباً:
- بل تحايليّ.. إنه يحاول إثارة قلقكم؛ حتى يدفعكم إلى التمرُّد.
قال الشاب الجواد:
- هذا لا ينفي منطقية ما افترضه.
وأكمل النسر في عصبية:
- فما الذي يمنعه من السيطرة علينا، ما دام سيصبح أكثر منا قوة؟!
صرخ العالم:
- لقد خدعكم.
ثم التفت إلى "أكرم"، مستطرداً في ثورة:
- لقد خدعتهم أيها الحقير.. ولكنك ستدفع الثمن.
قال "أكرم" في عصبية:
- ربما تدفعه أنت؟!
صرخ العالم:
- هل تتصوَّر هذا؟!.. اعلم إذن أنهم ومهما بلغت قوّتهم لا يمكنهم مهاجمتي؛ لأن حياتهم مرتبطة بحياتي، ففور توقُّف قلبي عن النبض، ستنتهي حياة ثلاثتهم دفعة واحدة.
قالت الحسناء في صرامة:
- نظرياً.
التفت إليها العالم بحركة حادة، فأكملت بنفس اللهجة:
- لقد درسنا الأمر جيداً، ووجدنا حلاً لهذا.
هتف بها في غضب:
- حل لماذا؟!
أجابته في حزم:
- لبقائنا.
لم تكد تنطقها، حتى انقضّ الشابان عليه، وكبلا حركته في قوة، فصرخ:
- ماذا ستفعلون أيها الأغبياء؟!.. لو مت...
قاطعته الفتاة، وهي تلتقط من جيبها محقناً صغيراً:
- هذا لو مت.
اتسعت عينا العالم في رعب شديد، في حين غرست هي المحقن في عنقه، مضيفة:
- ولكن لدينا خطة.
وصرخ العالِم..
وأغلق "أكرم" عينيه..
ثم ساد صمت تام..
مخيف.
* * *
|