المنتدى :
الارشيف
The Kite Runner أو عداء الطائرة الورقية
كنت قد سمعت كثيرا عن رواية عداء الطائرة الورقية أو The Kite Runner للكاتب الأمريكي الأفغاني الأصل خالد الحسيني والذي تضاعف الآن بصدور الفيلم المقتبس عنها والمرشح للأوسكار أو لعله أيضا فاز.
لكن لم أبدِ إهتماما بقراءتها لأسباب عدة منها عدم صدور ترجمة عربية للرواية و أيضا تناولها للشأن الأفغاني المعقد المغيب سابقا والحاضر حاليا بصورة أو بأخرى!
والحقيقة كانت التعليقات المختلفة عليها سواء عربيا أم غربيا حماسية جدا لكني وبعد خيبات كثيرة تعودت على ألا أثق بها!
حتى قبل 3 أسابيع قرأت قراءة الأستاذة بان حسني للرواية وفجأة، تجاه هذه القراءة، والتي على الرغم من أنها عززت مخاوفي إلا أنها دفعتني لتحميل الرواية من الإنترنت والبدء بها أخيرا بعد تردد!
عموما لست بصدد عرض قصة الرواية ولو تطرقت لها دون قصد، ستجدونها في منتديات عديدة وحتى في موضوع بان حسني (تم حذف الرابط - ممنوع وضع روابط لمنتديات أخرى) والذي سأتبنى رأيها فيها.
خالد الحسيني قدم رواية أمريكية للأحداث الأفغانية! قد أسميها رواية سينمائية اعتمدت على أحداث مؤثرة يتقزز منها الضمير الإنساني عموما كقضية الإساءة للأطفال أو العنف تجاه المرأة والإغتصاب والقتل والإبادة الجماعية وكل عمل إنساني مجرم مستحدث!.
محدثتكم مثلا لو حدث وشاهدت فيلم عن الإغتصاب أو الإساءة للأطفال فإنني قد أبقى لنهاية الفيلم حتى وقت متأخر ولو لم يعجبني داعية المخرج في سري أن يقدم لي خاتمة دموية مرضية وبطيئة! وبطريقة قد تشبه مطالبة أمي بخاتمات سعيدة واضحة لا تكتفي بابتسامة الرضا لكن أن يتزوجوا وينجبوا الأطفال وربما لو يكبر الأطفال أيضا وتشاهد أبنائهم سيكون ذلك جميلا!
لكن سأقتبس من الرواية إحدى الجمل.. “Sad stories make good books,” وهذا حقيقي جدا بالنسبة لها!
بالعودة للرواية التي تتحدث عموما عن الراوي ( أمير ) الفتى الباشتوني الغني وذا المركز الإجتماعي المتفوق لكن الضعيف في المواجهة أو بالأحرى الجبان! وعلاقته بأبيه أكثر محرك للأحداث، وشعوره بالذنب أولا لأنه لم يرتقِ لما يريده والده أن يكون، ومن ثم شعوره بالذنب لخيانته صديقه حسن الطرف الآخر في الرواية أو بالأخص "عداء الطائرة الورقية".
وشعوره هذا دفعه لارتكاب فظاعة أخرى تجاه صديقه ثم محاولته التكفير أخيرا عن ذلك الذنب الذي طارده لسنوات تخللتها الهجرة والزواج وموت والده، وحتى حدد علاقاته بالآخرين كزواجه من سورايا (ثريا)، بالعودة لأفغانستان رجلا في سن الثامنة الثلاثين للقيام بالأمر الوحيد في حياته أو كما تطارده جملة صديق والده رحيم خان في بداية الرواية "هناك وقت كي تكون جيدا من جديد"!
لا أدري هل أسميها رواية أفغانية؟ لعلها كانت كذلك في البداية على الرغم من الأسلوب الأمريكي، فقد حاول إظهار أفغانستان ربما كما يعرفها هو-الحسيني- عندما غادرها صغيرا في سن العاشرة في الثمانينات، أفغانستان الحقيقية والإنسانية، تراثها وعاداتها وأعيادها وناسها، إرثها الضارب في الأرض عمقا أثر على نزاهة الأب وصورته المثالية في نظر ابنه ولو بعد وفاته! وحتى قبل كل تلك الأزمات السياسية التي عصفت بها وكان هذا الجزء جميلا وبديعا ومحزنا جدا على الوصف المستفيض والممل أحيانا للأوجه والأماكن والثياب والأيدي والأشجار والحجارة!
لكن، وبحسب تسمية بان حسني، فالجزء الثاني هوليودي أو ( رامبو!!) بحت وهو كذلك و يشفع له الجزء الأول أو لعلها رغبتنا أو بالأخرى رغبتي بالحصول على تلك الخاتمة المرضية فدفعتني للتغاضي عنه والقراءة بوتيرة أسرع!
أفغانستان الأرض أو الطبق الذي تقاتلت على سطحه القوى محلية أم خارجية، سواء باسم الدين أو السيادة أو حتى الإرهاب، بلد رزح قبل تحت إرث فئتي الباشتون السنة والهزارا الشيعة ودونية الثانية تحت الأولى،
أفغانستان القصة المجهولة والتي فجرتها إعلاميا أحداث الحادي عشر من سبتمبر فتساءل الناس عنها وماذا حدث ويحدث فيها وهو سبب آخر لشيوع الرواية في الغرب إلى جانب تناول الوضع الإنساني فيها.
يتطرق الحسيني أيضا سواء بالإشارة أو الوصف لطالبان أحد أكثر خيوط الرواية جاذبية وأقدحها! معتمدا بحسب ما قال مرة على الأخبار وبالطبع هذا ماحدث فاستحضر أحداث كانت ومازالت ذات كثافة إعلامية كالإساءة للمرأة عموما و رجم الزناة وتفجير تماثيل بوذية وزاد عليه هو أو لا أدري من بوصف الطالبانيين كفسدة شاذين ومنافقين يتعاطون المنكر والغناء والعنصرية تجاه الهزارا متمثلة بآصف الباشتوني النازي الفكر منذ الصغر.
وتنتقل الرواية بين بلدان ثلاث، أفغانستان الخراب وباكستان في الوسط وأمريكا ،ولا أقول هذا ساخرة، هي أرض الخلاص والبدايات الجديدة حتى أنها خففت من وطأة العلاقة الجافة بين أمير ووالده لأن العادات أصبحت بدون أهمية في أرض تتساوى فيها الفرص لا تفوق باشتوني ولا هزارا حتى مع وجود بقايا منها لدى الجيل القديم، مع بقاء بعض العادات والتقاليد الأفغانية في الزواج مثلا وما إلى ذلك حتى في ظل ذوبانها في المجتمع الأمريكي.
شيء أخير وهو الوصف الممل في الرواية وكما تململ أحدهم بأن هذا هو الأسلوب الأمريكي الحديث في تخريج رواية ملائمة للسينما و رد آخر بلعل الكاتب يريد تقديم صورة أفغانستان دقيقة لأجيال لم يتعرفوا عليها في الحقيقة لكني أميل للرأي الأول لأن الثاني يقصيه الجزء الثاني الهوليودي
وفي النهاية سؤالي الأخير هو لأي درجة لعبت الصدف دورا في الرواية؟!!
الرواية مجملا جيدة ستتعاطف مع حسن كثيرا (أذكر أن أحد القراء تعاطف معه لدرجة رغبته في ضربه!) وهذا سيدفعك للتتمة وتجاوز حتى الاستطراد الممل في الوصف..قد يشتكي البعض القصور في تناول الشأن السياسي لأفغانستان كالتصفيق لأمريكا، والشأن الطالباناني وغير ذلك لكن الرواية عموما ليست بالسياسية وحتى لا تتطرق لما بعد الحادي عشر من سبتمبر إلا شذرا..
"لأجلك أفعلها ألف مرة" هذه الجملة الرائعة التي يقولها حسن لـ أمير أول مرة لا ينساها الأخير ولا ننساها تتردد حتى النهاية وكأنها عنوان آخر للرواية "عداء الطائرة الورقية"، حسن أفضل عداء في كابول على الإطلاق.
الفيلم بحوزتي لكن تنقصني ترجمة عربية أو حتى إنجليزية له كون مجمله أفغاني وهناك ترجمة بغيضة فوق الإنجليزية!.
وأتمنى أحيانا أن يكون أفضل من الرواية، لكن المفروض أن لاعقبة أمامه في تجسيدها باعتماد سيناريو خالد الحسيني
صدرت رواية أخرى للحسيني باسم A Thousand Splendid Suns وهذه المرة الأنثى لها دور الشخصية أو الشخصيات الرئيسية، وأعتقد ظنا لا جزما أن ثيم الرواية سيكون مطابقا لسابقتها ولعلي سأقرأها أيضا
التعديل الأخير تم بواسطة vueleve ; 18-03-08 الساعة 07:24 AM
سبب آخر: حذف رابط لمنتدى آخر
|